قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع والعشرون

ادم لف وشه وراه و شاف بنته ع الارض مكوّره و ضامه رجليها على بعض و ضامه دراعاتها واخده وضع الجنين و بتزوم بعصبيه!
ادم بصّلها قوى و عابد بيميل ع البنت عدلها و فاطيمه ميلت جنبه ضمتها و حاولت تطمن عليها و محاسن بتميل عليهم تشوفها.

ادم مشافش من كل ده غير بنته اللى مشافهاش اصلا! شاف نفسه على ملامحها! شاف العيل الصغير اللى تاه ف السكه اول ما شاف ابوه بيمد إيده على مراته عشان عرف واحده تانيه اياً كان مين فيهم امه!
شاف اللحظه اللى من اول خلافه مع رحاب كان خايف منها!
جسمه اتشنج بعصبيه و عينيه ضلمت بغضب.
بص لرحاب و تشنجاته بتزيد: انتى طال.

فجأه عينيه غمضت بتشنّج و جسمه تشنجاته وصلت لحد النفض. رفع إيده بالعافيه مسك دماغه بتعب و عينيه اللى متعلقه ببنته بتزوغ و تغمض و تفتح لحد ما وقع وسطهم مغمى عليه!
عابد ساب فاطيمه بالبنت و جرى عليه بلهفه بس ادم كان فقد الوعى خلاص!
عابد حاول يرفع بس معرفش. معرفش حتى يعدله. ادم جسمه بيتنفض و بيزوم بعصبيه مفرطه!
رحاب بصت لأمها بخوف عليه و جريت ناحيته.

حاولت تضمه مع ابوه بس تشنجات ادم زادت بعنف اول ما قربت عليه!
فاطيمه حطت هديه بفزع ع الارض اول ما وقع و جريت عليه. خطوتين و رجعت للبنت بلهفه. ميلت شالتها بس مع حالة ادم اللى بتزيد رجعت حطتها بلغبطه. جريت عليه بس عينيها متعلقه بالبنت. من وسط دوشة اللى حصل عينيها جات على رحاب بأسف. كانت خايفه على بنتهم لو حصل اى حاجه ايا كانت لمين فيهم تلاقى بديل يسندها ف ظروفها دى، بس رحاب مش سند ابدا!

اتحركت لجوه بسرعه جابت مايه و حاولت بإيد ترش على وشه و بالإيد التانيه بتحاول تسقيه لحد ما ابتدى يفتح عينيه بحركات زايغه و عصبيه و هو بيفوق.
ميلت مع عابد يرفعوا ادم. حاولوا مره و اتنين و عشره و كتير لحد ما سندوه دخلوه جوه.
فاطيمه رجعت بلهفه ميلت على هديه شالتها. كانت رحاب بتميل عليها ف اخدتها منها بدون كلام و دخلت و قفلت الباب ف وشهم!

ادم اخد وقت لحد ما فاق كلياً و ابتدى يستوعب اللى حواليه من تانى.
فاطيمه مسكت إيده بدموع: حبيبى
ادم كان هيتكلم لمح دموعها ف اخد نَفس طويل بيحاول يهدى.
عابد: انت كويس يا ابنى؟ نروح لدكتور؟
ادم ابتسمله ابتسامه صغيره: لا انا كويس
فاطيمه قربت شويه و مدت إيدها تجسه بقلق: اه يلا نروح نتطمن عليك، عشان خاطرى
ادم ضمها و باس راسها: و الله كويس مفيش حاجه
فاطيمه: وشك اصفر و شاحب مخطوف.

ادم مسح على وشه و حاول يهدى لحد ما فعلا هِدى: صدقينى مفيش داعى. انا اليومين دول مخنوق بس
فاطيمه ردت بزعل: انت عامل ايه مع هديه؟
ادم غمض عينيه و برغم الالم فتحهم بإبتسامه: ادعيلها. زى ما عارف انك بتدعيلى ادعيلها. انا عارف ان اللى حصل صعب تتحمله او تتقبله. عارف انى وجعتها. بس كان غصب عنى. اللى حصل حصل قبل ما ترجعلى ف كان لازم هيحصل
فاطيمه اترددت بقلق: و رحاب!
ادم كشّر بغضب: خلصت.

فاطيمه: عرفت ليه انا كنت خايفه تسيبوا بعض! عشان اللى حصل لبنتك و هي بتتمزع بينكم. عشان اللى حصلك اما شوفت بنتك و انا عارفه انها فكرتك بنفسك. عشان رحاب اللى انت بنفسك قولتلى عنها انانيه ف مش هتفكر غير ف نفسها و يا ازاى تنتقم يا ازاى
ادم قاطعها: رحاب خلاص. حدوته و خلصت. كان لازم تخلص. مكنش ينفع تبتدى اصلا.

عابد ابتسمله بودّ: المهم راحتك يابنى. ارجوك متضغطش على نفسك تانى. انا مش قادر اسامح نفسى انى كنت بجى عليك. من وقت ما حكتلى عن اللى بينكم و انا بلوم نفسى. و دلوقت بحمّل نفسى وقعتك دى. بس انت مبتحكيش يا ادم. انا مقدر ان دى خصوصياتك و حُرمة بيتك بس انت اصلا طبعك مبتتكلمش.

ادم مد إيده مسك إيده باسها و طبطب عليها: متجيش على نفسك. مفيش اسوء من ان الواحد يجى على نفسه عشان حد حتى لو بيحبه. انا ف يوم ققررت اجى على نفسى عشان بنتى و دى النتيجه
عابد: انا قولتلهم هنقعد مع رجالتهم و اعتقد هتبلغ ابوها.

ادم: انا كده كده روحت للمأذون يوم ما كنت بطلع القسيمه و بجهز الورق. سألته ع الاجراءات و عن حقوقها و كل حاجه. و كانت ايام و هتخلص لولا حكاية الخطف و جيت انا انشغلت بهديه اما عرفت ف كل حاجه اتعطلت. بس خلاص فوقتلها
عابد: كل تأخيره و لها عند الله خيره يابنى
محاسن اخدت رحاب بالعافيه و نزلت شقتهم بعد محاولات تقنعها تنزل!
رحاب شدت ايدها منها بخنقه: ممكن اعرف صممتى ننزل ليه؟

محاسن شاورتلهت بذهول: انتى يا بت جرا لعقلك حاجه؟
رحاب زعقت: ده جوزى
محاسن: انتى احوليتى؟ مشوفتيش الحربوقه حماتك و هي بتقفل بابها ف وشنا! ده لولا اللى حصل كنت و الله
رحاب زعقت: كفايه بقا. ده اخرة المشى وراكى. انا كنت هلم الدور لولا انتى جيتى و كبرتيه
محاسن: انا؟ بأمارة ما طردوكى و انتى واقفه زى البجم
رحاب شاورتلها بخنقه و هي داخله اوضتها: الله يسامحك يا شيخه.

ادم حس انه مخنوق. محتاج وجودها. تسمعه. محتاج يتكلم. يصرخ! غلط اه لكن محدش بيتدبح عشان غلط!
اخد عربيته و فضل يلف بيها. راحلها البيت و شافهم نازلين بيركبوا عربيه بس ملحقهومش ف اتحرك وراهم.

خرجوا كلهم برا وسط حكاوى و كلام كتير هديه كانت براه تماما.
مدحت ابتسم لهديه: انتى بتشتغلى ايه يا هدهد؟
هديه بصتله بحده: اسمى هديه
مدحت استغرب قلبتها: انا بدلعك. بهزر معاكى يعنى و لا انتى هتأكدى بقا مقولة ان الصعايده ملهومش ف الهزار؟
هديه بصتله بتراجع متضايقه من اندفاعها اللى ذنبه واحد تانى سمعت الاسم بصوته: سورى
مدحت بهزار: لا سورى ايه انا لسه بقول صعايده. في صعايده تقول سورى؟

هديه كعمشت وشها بإبتسامه صفرا و هو ابتسملها: انا اسمى مدحت. مهندس برمجه درست و شغال برا و شكلى هكمل بقية دينى هنا
هديه رفعت حاجبها و هو بهزار عمل نفسه بيصحح: شغلى. هكمل بقية شغلى هنا
هديه ابتسمت بإصطناع و هو قبل ما يسألها استنى لحظه تعرفه بنفسها: و انتى شغاله فين يا هدهد؟
هديه اتعصبت: تانى؟
مدحت ضحك بمرح: يا ستى بهزر. بهزر. طب بصى قوليلى انتى كمان يا اى حاجه عشان تقبلى الهزار.

هديه كعمشت وشها بإبتسامه صفرا: يا اى حاجه
مدحت ضحك على ردها اللى شافه هزار: طب قوليلى يا ميتو
هديه رفعت حاجبها: انت فاكر نفسك الحج متولى؟
حمزه ميل على حنين اللى مندمجه مع حوارهم بإبتسامه متمنيه و همسلها: دمه يلطش
حنين هميت بغيظ: مش كفايه بنتك اللى تكه و هتقوم تلطشه قلمين
مدحت بص لهديه بمرح: طب اقولك نكته عشان تفكى
هديه غمضت عينيها لمجرد انها مصمم يرسم صورة ادم قدامها.

مدحت بهزار: مره مهندس كمبيوتر اتجوز. انتى قولتيلى شغاله ايه؟ اه خالتى قالت صحفيه. مره مهندس كومبيوتر اتجوز صحفيه عاشوا ف تابات و لابات
هديه ضحكت غصب عنها و هو ضحك معاها.
ادم لحد هنا و وصل لقمة تحمّله. اتحرك ناحيتهم بحده و وقف قدامهم بغضب.
حمزه وقف بتلقائيه و التحم بعينيه مع ادم ف نظره عنيفه الغريب انها كانت عتاب.

حمزه مش قادر يفهم و لا يفسر عتابه و التفسير الوحيد انه عشان طلب منه ميقفش بينهم او يساعده معاها.
هديه اتخضت مش عارفه من حضور ادم المفاجئ و لا من احساسها اللى كان محاوطها بوجوده و هي بتستنكره.
بصت لادم بإستغراب على نظراته مع حمزه و هو انتبه ف شد إيدها وقّفها.
هديه شدت إيدها منه بعنف: انت من كتر غباوتى معاك و مشيى وراك افتكرتنى عروسه ماريونيت و لا ايه!

ادم رفع حاجبه و ابتسم بإستفزاز: طب كويس انك عارفه انك غبيه. و اه عروسه
هديه بصتله بحده هتزعق هو قرص خدها بمشاكسه: بس مش ماريونيت. لا عروسه قمر و بتاعتى كمان
هديه شدت ايدها منه برفض و هو بصّلها برجاء: مشتاقلك اوى. يمكن اكتر ما محتاجلك
هديه كل ثورة غضبها اتبخرت و قامت مكانها ثوره تانيه بس الفرق بين الثورتين منبتهم الاولى طالعه من عقلها و التانيه طالعه من عقلها.
مدحت وقف و اتحرك بينهم و اتدخل: مين ده؟

ادم رغم ان عينيه متعلقه بيها الا انه زقه وراه بحده: خليك ف حالك يالا
مدحت بغيظ: ايه يالا دى انت عربجى؟
ادم اتعدل قصاده بإستفزاز: اه
مدحت حاول يمد ايده و هو بيقرب: لا العربجيه مكانهم برا مع الحمير اللى زيهم. مش هنا.

ادم مسك إيده قبل ما توصله و ف حركه عنيفه طحن كف إيده ف قبضته و رفعه و قلبه لتانى ناحيه نزل ع الترابيزه بتاعتهم بعد ما الكل كان وقف.
مدحت اتعدل وقف و شال كرسى حدفه بيه ادم لقفه و حدفه وراه. مدحت شال كرسى تانى حدفه و ادم لقفه حدفه وراه. شال كرسى ورا كرسى لحد ما مبقاش غير الترابيزه و بيمد إيده ادم كانت ايده اسرع و قلبها عليه.

حمزه كان ضامم هديه اوى اللى كاتمه دموعها بالعافيه كإنها بتحارب كبريائها قبل عينيها. رجّعها لورا و ضم حنين اللى بتترعش و سابهم ورا و اتحرك ناحيتهم بعد ما قربوا لبعض بإشتباك بإيديهم.
ادم ضربه ف وشه و مدحت كان بيتفادى واحده قصد كل عشره رغم ان جسمه رياضى و مشدود. و بالقليل كان بيعرف يسدد واحده مش اكتر كل وقت.

حمزه قرب فصلهم بالعافيه بعد ما وقف بينهم.
زق مدحت لورا و بيلف يزق ادم لقى نفسه جوه حضن غريب اوى وقّف كل حاجه حواليهم عليه.
حمزه رفع وشه بالعافيه ينطق شاف دموعه نزلت بمشاعر غريبه. مشاعر مش قادر يفهمها سوا كانت حرمان او عتاب او لهفه او حزن. المفروض المشاعر دى بتاعة هديه ليه شايفها له!

ادم بص ف عينيه و مجرد ما شافهم دمعوا بعفويه اتحرك بتهرّب كإنه بيجرى!
هديه اتحركت جنب حمزه و قبل ماتتكلم لمحت عينيه متعلقه بآدم.
بصتله برفض و هو انتبهلها بالعافيه و اخدها و راح لحنين و انسحب من العزومه و مشى.

حمزه اخد حنين و هديه و رجع ع البيت.
حنين سابتهم و دخلت اوضتها من غير كلام و هديه دخلت اوضتها بصمت.
حمزه اخد نفس بإرهاق و دخل ورا هديه.
حمزه قعد جنبها بجديه: بيحبك
هديه بصتله برفض و حمزه عاد كلامه بتأكيد: ادم بيحبك يا هديه. و الغبيه بس اللى تفرط ف راجل بيعشقها بالشكل اللى يفقد معاها ارادته و سيطرته على نفسه و اعصابه مع إنه ظابط و متدرب كويس اوى يعمل ده ازاى. و انتى مش غبيه. مش غبيه ابدا يا هديه.

هديه بصتله بدموع: بابا خليك دايما جنبى. انا محتاجالك
حمزه ابتسملها و باس راسها و ضمها عليه و تمتم بشرود: انا فعلا لازم ابقى جنبك. بس بالشكل اللى انتى محتاجاه منى.

هديه بصتله بعدم فهم و هو ابتسملها يطمنها. فضل معاها لحد ما حسها بتهدى. لمح موبايلها مبطلش رن ف حاول ينسحب من قدامها و خرج بهدوء.

حنين كانت فتحت البلكونه و وقفت بتنهج او بتتنفس بالعافيه برفض.
بتتحرك بعصبيه و حمزه كان مع هديه لحد ما حسها هديت و دخل لحنين.
ضمها من ضهرها و حاول يحتوى عصبيتها.
حنين لفت وشها له برفض: انت عاجبك اللى حصل ده؟
حمزه غمض عينيه و حنين فضلت تتكلم و تتكلم بعصبيه قدامه و حمزه مشافش غير صورة ادم و دموعه. الصوره دى بالدموع دى اتشدت لحاجه جواه زى المغناطيس. لا قادر يستوعب و لا عارف يفهم!

حنين زعقت: انا بكلم نفسى يا حمزه؟
حمزه انتبه بالعافيه: معلش يا حبيبى. مخدتش بالى. كنتى بتقولى ايه!
حنين: مالك؟ انت ليه شكلك عامل كده من قبل ما نرجع حتى! احنا حتى و احنا ف العربيه اختى و جوزها و ابنها لحقونا بالعافيه و انت مش منتبه لهم حتى و هما بيجروا ورانا. و اما ركبوا طول السكه بيتكلموا و انت و لا بترد و لا سامع حتى!

حمزه اخد نفس يقفل الحوار حاليا: انا عارف ان اليوم باظ و حطينا اختك و عيلتها ف موقف مش حلو بس
حنين زعقت: بس ايه! ما كله من بنتك! مش ده اللى قولته انا و انت و هي عارضتونى فيه! مقولتش الحكايه دى من اولها متنفعش؟ عاجبك الموقف اللى اتحطينا فيه ده قدام اختى؟
حمزه رد بإرهاق: الصبح نكلمهم و نعتذر لأى سبب هشوفه مناسب و نبقى نعملهم عزومه تانيه كتعويض يعنى.

حنين بغضب: تعويض عن ايه؟ عن ابنها اللى اتعجن ضرب من المفترى ده و
حمزه زعق: خلاص يا حنين. المفترى ده مد إيده على ابن اختك عشان مقبلش ان راجل يمسك إيدها و يقعد يستظرف و يتماوع عليها
حنين استغربت عصبيته: انت رايح تدافع عنه بعد اللى
حمزه اتنرفز بعصبيه و هو خارج: لاء انا رايح ف داهيه
سابهم و خرج من الشقه كلها. اخد عربيته و راح مشوار مش عارف عمله ليه و ازاى بس اللى عارفُه انه كان لازم يحصل مهما كان التمن!

ادم كان رجع البيت بتعب. حالة خمول اتملكته عكس العصبيه اللى كان فيها من شويه. ملهوش نفس لأى حاجه كإن الدنيا بتقفل ابوابها وراه!
وقف قدام مرايته و شرد. شرد كتير ف الدايره اللى مش فاهم ازاى بقا ف يوم جواها و بيلف. الحدوته اللى حاسس انها بتعيد نفسها رغم عدم فهمه لحد دلوقت!

ياترى حنين مش امه و حمزه اتجوزها على امه اللى هي الست اللى شافها بتتقتل بدم بارد قدام عينيه! و لا حنين امه و حمزه اتجوزها ع الست اللى قتلها! ف الحالتين حمزه ظلم واحده فيهم و قهرها! و الاتنين خانوه زى اخر حاجه سمعها! طب مين ابوه! ظالم زى امه و لا ايه حكايته! حمزه خلص منه و لا هو اللى غلط مع امه و خلص منها و هرب!

بص للمرايا و صوت جواه رن زى جرس الانذار أنا ظالم و لا مظلوم بيحاول يلاقى إجابة تريحه من الصراع القاتل ما بين عقله و قلبه و ضميره!
حاول يفتكر محاولاته و اصراره على اثبات تمسكه برحاب عشان ف يوم ميشوفهاش ضحيه! افتكر اللحظة اللى زهق فيها و قرر يستمر بكيانه كإنسان و يبيع روحه في مكان تانى و اللحظة اللى بعدها اللي اتحول فيها مع رحاب و بقا دايس على كل حاجه و مش شايف قدامه.

كتمت على أنفاسه ذكريات كتير لحد ما افتكر الأوقات اللى كان بيحاول يصرخ فيها قدامها و يقول الحقينى حسى بيا أنا بضيع من ايديك و افتكر كل وقت و كل لحظه حس فيها بخوف و رهبه من اللى جاي و هو حقيقى مش عارف يسيب نفسه للتيار ولا يرجع زى ما كان!
اتعدل للمرايا بتدقيق و صوت صمته عِلى هل لو رجعت هرتاح؟ طب لو كملت مع هديه و أنا عارف ان الطريق كله نار وصعب هتكون أخرتها ايه؟

لحد ما وصل للحظة النهايه اللي اتقلب فيها قدام عيون الكل من مظلوم لظالم لمجرد انه قلبه حب غصب عنه. و هو مش قادر يقول غير انه فعلا غلطان لأن الغلط ملهوش مبرر غير انه ضعف و سواء بسب ضغوط أو غيره ف الحقيقه اللي كلنا بنهرب منها اننا فعلاً استسلمنا لضعف مش لتعبنا و اننا كنا بنوهم نفسنا اننا بنحاول.
و محسش غير ف اللحظه اللى بياخد فيها قلم جامد و كل حاجة بتنهار.

رجع بعينيه للمرايه و بص لنفسه أنا ظلم. ولا حقيقي مظلوم!
هنا خرج عن صمته بصوت عالى بعد ما اخد نَفس طويل ربنا وحده العالم بالنوايا والنفوس،
مسك موبايله و فتح يكلم هديه رغم انه عارف انها مش هترد.
فتح الشات و هيكتب شافها قيد الارسال. عينيه لمعت بلهفه و اتعدل بحماس و انتظر. دقيقه و اتنين و عشره و اكتر و مبعتتش حاجه.

ابتسم بحزن عليها اكتر و كتبلها انا عارف انك موجوده. فتحت بالصدفه لقيتك Typing. و شكلك بتكتبى و تمسحى اللى كتبتيه. انا عارف انى غلطان بس تعالى نتعاتب و نتفاهم و نوصل لحل انا معنديش استعداد لا اخسرك و لا اعيش يوم تانى انتى مش فيه.

هديه بتشوف كلامه جمله ورا جمله و قلبها بيتنفض مش عارفه ثاير على غباء الصدفه اللى دخلتهم ف نفس اللحظه و لا ثاير على غبائها هي انها رافضه تسمع و بتتمرد عليه قبل على ادم اللى جواه!
هديه كتبتله بتهكم رغم وجعها للكلام و هي بيخرج من جواها اعتقد لو لفك و دورانك ده كنت عملته مع مراتك مكنش زمانى موجوده
ادم حس بوحعها انها فاهمه و لسه مصدقه انها بالنسباله مجرد تهديد لرحاب مش اكتر و وسيلة اصلاح.

كتبلها: عمرى ما اعتبرتك كده. قولتلك و بقولهالك كنتى و مازلتى و هتفضلى اول حاجه احوشها ف عمرى و عمرى ماهسمح اقف اتفرج و هي بتتسرق منى
هديه دمعت بصمت: طالما المشكله بينكوا لها سبب اسمه تقصير يبقى هتزول اما يزول السبب و هزول انا معاها!

ادم: لاء. عشان انا مستسلمتش لعقدة الحبل اللى بعد ما اتقطع. أنا شخص مؤمن بالمعافره طول عمرى. شخص بيجيب أخره في اي حاجة بيعملها. في أي علاقه بيدخلها و ف أى إحساس بيحسّه. في أى شغل بيدخله و في أي مجهود بيبذله لحد أخر نفس و على أد ما الموضوع مجهد بس بيريحنى عشان بيمحى أي احتمال للإحساس بالندم أو الخسارة طالما عارف إنى مقصرتش.

هديه سخرت من كلامه بوجع: تصدق نظرتك لها و صدمتك و هي بترفع المسدس عليك خلتنى اصدقك دلوقت!

ادم: انا قولتلك قبل كده انى بستنى من اللى قدامى يتصرف زى مانا لو مكانه كنت هتصرف و ده اللى صدمنى مش حبها اللى مش موجود غير ف افتراضك انتى و بس. حتى هي معندهاش الافتراض ده!
هديه سكتت بوجع وسابت دموعها تكمل الحوار عنها.

ادم كتبلها: انا حتى معاتبتهاش على ده. على انها قدام موتها اختارت موتى. عارفه ليه! عشان احنا وصلنا لمرحله كده بتبقى ف احتضار اى علاقه بتتجاهل فيها غلط اللى قدامك لانه اتكرر كتير و تجاهلك ده مش رضا بالأمر الواقع على قد مابيكون ملل من الاخطاء المتكرره و زهد في التغيير. لدرجة انها لو اتغيرت فعلا و ابتدت تصلح من اخطائها مش هيفرق معايا او مش هفرح زى ماكنت مستنى التغير ده من بدرى. لان رغبتى في التغيير انعدمت و شغفى أنطفى. محدش بيوصل لكده من خبطه واحده يا هديه. كل ده وصلتله بعد محاولات كتيره للتغيير أفتقدت فيها طاقتى و روحى و صبرى و دى بتكون اخر مراحل العلاقه اللى كانت بيكى من غير هتجى!

هديه زقت اللاب بإنهيار و هو كتبلها برجاء اخر حاجه قبل ما يقفل.

لو الحب لعنه و حبك انتى بالذات لعنه مميته ف أنا موافق أنك تكونى لعنتي. بس عمرك مهما عملتى هتقدرى تكونى سبب وجعى لإنى أنا اللي مختار وجودك في حياتي و مهما الانسان اختار حاجه و وجعته فبيفضل معاه مسكن وجعها و هو انها اختياره. موافق على وجعك بس مش موافق أنك تقولى أنى كداب او كنت مقرر ابعد عنك ف يوم أو أسيبك، و مش بالكلام أو بالحروف و خلينا نتحاسب بالمواقف و أنا مستعد. متخليش العناد و التحدى يدخل ما بيني و ما بينك مش خوف منك و لا تحدى منى لإنى متأكد أن ساعتها أنا و انتى هنخسر و أنا و انتى هنتوجع و احنا الاتنين هنتكسر قدام بعض وبعد كام يوم اشتياقنا لبعض هيمسك فينا زى النار. بالرغم من انى عارف إنك قويه و عارف أنك عنيده و عارف مدى كبريائك بس نسيتى و أنتي بتكتبى كلامك انى عشقتك. عارفه يعنى أيه عشقتك!

يعني حافظ ملامحك و حافظ مشاعرك و بحس بالنبض اللي خارج من قلبك. بحس بكلامك و عارف بيطلع منك ازاي و ليه. و ان كنت ف يوم اعتبرتك بنوتى اللى بنكشها عشان اناكفها ف ده لانك فعلا واضحه بالنسبالي كإنك حته مني و من كيانى و حبك مزروع بين ضلوعى و علشان أختصر عليكي.

زى ما شوفتينى النهارده بعشق مش قادر أطفيه. شوفت في عيونك نظرة الشوق ليا و اللهفه بتنهش ف عيونك بعتاب و شوفت اللمعه اللي كذبتي عليا و وهمتينى أنها انطفت، سمعت دقات قلبك و نبضك و هي بتصرخ و بتقول وحشتني. شوفت الدموع ف عيونك و انتى مسكاها بجفونك و شفايفك اللى كانت بتترعش و انتى مكتفاهم بالسكوت، شوفت ثورة حبك و من قلبى سمعت صداها بيناديني. و صدقيني. أنا مش محتاج لمعجزه علشان أنساكي، أنا محتاج لمعجزه علشان انا و انتى نكون في يوم جوا بيت واحد، و نصيحه منى. كفايه عِند.

هديه قفلت اللاب بحزن و وقفت برفض. فضلت رايحه جايه بنهجان لحد ما شالت اللاب حدفته بقوتها ع الارض.

ادم نام بتعب لحد ما صحى على صداع جامد مش قادر يتحمله و لا حتى و هو نايم. قام فرك دماغه بتعب. حاول يرجع لنومه معرفش. مش قادر!
قام اخد قرص مسكن للصداع بس مفيش. اخد واحد تانى و تالت لحد اخر الشريط بس مفيش نتيجه.
وقف بتعب اتحرك بالعافيه للحمام غسل وشه و بتلقائيه اتوضى. خرج صلى و محسش بدموع كتير نزلت بين ايدين ربنا بضعف.
صداعه بيزيد و هو خلص و قام خرج من اوضته سمع صوت امه و ابوه ف الاوضه اللى جنبه.

دخل بإبتسامه اختفت بإستغراب و هو بيشاور لأمه على هديه بنته جنبها: مين دى!
فاطيمه بصتله بإستغراب: انت لسه نايم و لا ايه؟
ادم اتحرك لعندهم و بص لهديه بنته قوى و بصّلهم: مين دى؟
فاطيمه رفعت حاجبها لمجرد انها اخدت كلامه هزار زى عادته المرحه مع انه اول مره يهزر ف حاجه زى دى: ماهو انا مينفعش اقول منمتش كويس. ده انت حتى انهارده اتأخرت اوى ف النوم دخلت اصحيك كذا مره مردتش قولت يمكن مواركش شغل ف سيبتك ترتاح.

ادم بص للبنت: انتوا خلفتوا من ورايا و لا ايه؟
ابوه وقف و بصّله شويه بهدوء.
فاطيمه هتتكلم عابد شاورلها و فضل باصصله: دى بنتك يا ادم
ادم اتحرك بصدمه و شاور على بنته: بنت مين؟ بنتى انا؟
فاطيمه وقفت بخضه: ادم في ايه؟
ادم فرك دماغه بصداع بيزيد: انا اللى في ايه؟ انتوا اللى في ايه؟ صاحيين تهزروا ع الصبح؟ حد يهزر ف حاجه زى دى؟ انام اقوم الاقى نفسى مخلف عيله عندها مش عارف كام سنه!

فاطيمه بذهول: مش عارف كام سنه! حبيبى انت
عابد شاورلها تقعد و سحبه بقلق قعده جنبه: مالك يا ابنى؟ دى بنتك
ادم وقف برفض: بنت مين ده انا حتى معرفش اسمها!
فاطيمه اتحركت قدامه بضيق لمجرد انها شايفه الحوار هزار منه و هي مش قابلاه: هديه. اسمها هديه و عندها اربع سنين. هاا حاجه تانى؟
ادم وقف بصدمه و اتجمد: هديه! هديه مين!
فاطيمه بصت لجوزها بخوف و هو وقف و اتحرك ورا ادم اللى اتحرك زى التايه بشرود.

بصّلهم بترقب: طب فين امها؟ ماهو لو دى بنتى يبقى اكيد متجوز. مش طالبها دليفرى يعنى!
فاطيمه بصتله بخوف بيزيد: ادم فيك ايه؟
عابد قرب منه بلغبطه: رحاب. رحاب مراتك يا ادم و حتى لو زعلانين مع بعض او حتى هتتطلقوا ف ده مش
ادم زعق قاطعه: رحاب مين؟
فاطيمه بصتله بدموع نزلت برعب: ادم و النبى لو بتهزر قول. اوقف هزارك و قولى متوقعش قلبى
ادم بصّلها بضيق على دموعها: امى ممكن تهدى. انا مقولتش حاجه.

عابد بصّله قوى لمجرد انه فاكرهم اهو. ازاى مش فاكر بنته! و لا يعرف رحاب!
فاطيمه بصتله و قربت منه: حبيبى لو عايز تطلقها و لسه مصمم ع الطلاق زى ما قولت لابوك احنا مش هنجبرك تكمل غصب عنك. بنتك كده كده معانا يعنى مش هتبعد عنك. هنعملك اللى عايزُه بس متعملش كده عشان خاطرى
ادم مش قادر يستوعب هي بتقول ايه و ابوه اتحرك بمغزى لبرا.
فاطيمه: انت رايح فين؟
عابد شاورلها و خرج. نزل تحت شقة رحاب و قابلها.

عابد اتوتر معرفش يقول ايه. مش هيعرف يقولها حاجه مش عارفها. و لا هيعرف يقولها عايز ادم يشوفها يمكن يفهم حاجه.
رحاب بقلق: خير يا بابا
عابد بخوف: ادم تعبان شويه و محتاجلك معانا شويه فوق. ممكن تجى؟
رحاب بصتله بقلق و لا قادره تكدبه و لا تصدقه. خوفه بيصدق كلامه بس ادم عمره ما احتاجها عشان يحتاجها و هو تعبان! ده شبه واصلين للطلاق حتى لو مقالهاش مباشره.
بصتله و امها خرجت على كلامه: في ايه ماله جوزها؟

عابد: تعبان شويه و جاى اخد رحاب شويه لعنده. ها يا رحاب هتجى؟
رحاب متحركتش الا اما بصت لأمها و اخدت الموافقه اما هزتلها راسها.
عابد بصّلها بأسف على جزء من الصوره اللى شافه بدل ما يسمع عنه زى كل مره من ادم.
امها لبست طرحه و خرجت وراهم و ابوها خرج ف الاخر ف اتحرك وراهم و طلعوا.
ادم قعد بتعب و فاطيمه قربت تحت رجله: مالك يا حبيبى بس؟ حاسس بإيه؟
ادم صرخ: صدااع.

فاطيمه: ادم بنتك ملهاش ذنب. لو زعلان من رحاب ف بنتك ملهاش دعوه يابنى. انت زعلت انى قولتلك انها بن
ادم قاطعها بعصبيه: متقوليش بنتى. بنتى ازاى!
رحاب دخلت على اخر جمله و استغربت عصبيته و كلامه.
ادم لف وشه لهم و ابوه وقف جنب رحاب بترقب: ادم ممكن تهدى. مراتك هتدخل تعملك حاجه تشربها تهدى و
ادم زعق: مراتى مراتى. مراتى مين! اتجوزت و انا نايم مثلا!
رحاب بصتله بصدمه و بصت لأبوه بحده: يعنى ايه الكلام ده يا بابا؟

ادم بصّلها و رفع حاجبه: بابا؟ هو انتى اختى؟
رحاب بصتله قوى برفض و ابوه بصّله بغموض: ادم انت مش عارف دى مين؟
ادم رفعله حاجبه: بتقولك يا بابا. احنا ماشيين نخلف على نفسنا هنا ف الشقه و لا ايه! خلفتها امتى دى؟
ابوه بصله قوى و رحاب بصتله بذهول و قربت و هي متعصبه ضربته ف صدره بغيظ: خلف مين يا اهبل انت؟
ادم بصّلها اوى اول ما قربت من وشه و ضيّق عينيه: لحظه لحظه. مش. مش انتى رحاب؟

رحاب رفعت حاجبها بغيظ: اسم الله عليك
ادم: بنت عم مصطفى جارنا اللى تحتنا. صح؟
رحاب بغيظ: عرفتها لوحدك دى؟
ادم بجديه: اخت فريد و بنت طنط محاسن. صح كده؟
رحاب رفعت حاجبها و ادم بصّلها براحه شويه: طب مانا فاكرك اهو. امال في ايه! في ايه؟
رحاب: في ايه!
ادم: معرفش صحيت متلغبط شويه. بس هما اللى لغبطونى. انا فاكرك
رحاب بصتله بتهكم: رحاب بنت عمك مصطفى جاركوا اللى تحتكوا! ده اللى فاكرًه بس!

ادم بصّلها بحذر: يعنى ايه؟
رحاب: و بالنسبه لانى مراتك و ام بنتك شيلت الاوبشن و لا اعتبرت نفسك مطلق و داير على حل شعرك من دلوقت؟

ادم بصّلها قوى برفض و هي بصتله بسخريه: و لا مطلق ايه بقا هو انت مستنى تطلق عشان تدور على حل شعرك؟
ادم زعق لمجرد انها بتقول كلامهم: مرات مين انتى اتهبلتى و لا ايه؟
رحاب زعقت بغضب: انت اللى اتهبلت؟ ايه الهبل اللى بتخرف بيه ده؟
ادم بصّلها بعنف و مسك رقبتها خنقها: انتى مين يا حيوانه انتى و بترفعى صوتك على مين ده انا احبسك.

محاسن صرخت و جريت شدت بنتها منه و رحاب بصتله بتريقه: طب ما الباشا فاكر انه ظابط اهو! و لا الست هديه بتاعته لحستله عقله و خلته اراجوز يمشى يستظرف!
ادم بصّلها قوى من اسم هديه اللى قالته. بص للكل برفض على نظراتهم و دخل لبس اى حاجه و نزل.

اخد عربيته و اتحرك. طول الطريق بيفكر بصدمه. رحاب مين و مرات مين!
مسك موبايله و كلم هديه مردتش. افتكر انها زعلانه منه. هو فاكر اهو. بعد ما حط موبايله كلم انس بترقب.
انس: ايه يا قائد؟
ادم ابتسم بإستنجاد: انس
انس استغرب: مالك ياض انت فين؟
ادم ابتسم: لالا مفيش. شويه و جايلك ع الشغل
قفل بسرعه و لف بعربيته لحد ما وقف قدام شغل هديه.
تمتم مع نفسه مبتسم بحماس: مانا فاكر اهو.

دخل و اتحرك ف المكان بإرياحيه. طلع مكتبها بسهوله و ابتسم لمجرد انه فاكر كل حاجه مش زى ما وهموه.
سأل عنها و اتنفض بفزع اما لقاها مش موجوده. مش متقبل انها تكون مش موجوده او مش فاكرها زى ما حصل من شويه مع رحاب اللى بيوهموه انها مراته!
اخد عربيته و اتحرك لبيتها اللى وقف تحته بإبتسامه: و الله فاكر.

بيلف وشه يدخل العماره شاف هديه مع حمزه خارجين و بص لحمزه و افتكر اللى اكتر من ده كله! ازاى بيقلوله مش فاكر ان رحاب مراته! ازاى افتكر حاجات عدّى عليها سنين تكفى عُمر بحاله و هتبقى مراته من اربع سنين و مش فاكرها و لا انه يبقى عنده بنت ناسيها! لالا هما بيكدبوا او بيهزروا! او بيعملوا فيه مقلب لمجرد ان امه عايزه تجوّزه! ايوه صح ده هو اخر حاجه فاكرها عن موضوع الجواز ده ان امه بتزن على دماغه يتجوز!

فاق من شروده على صوت ضحكة حنين. ابتسم بحنين لها و بسرعه ابتسامته اتبخرت بحده اما شاف معاها واحده و واحد و مدحت بيضحك مع هديه!
ادم كز على سنانه و قرب منهم و هديه اتخضت من حضوره المفاجئ: ادم
ادم بصّلهم بحده و مد إيده زق مدحت من جنبها بسخريه: ايدك معلش كده بعيد شويه لو تلزمك تانى
مدحت رفع حاجبه: نعمم؟
ادم بحده: بقولك ايدك متتمدش على حاجه مش بتاعتك لو عايزها. و لا انت كيّفك القفا؟

مدحت بص لأدم بشراسه بس قاطعته هديه اللى بصت لأدم بحده: ملكش دعوه
ادم شد دراعها: اتحركى معايا و لا عاجبك العرض ده ف الشارع؟
هديه شدت دراعها منه بعنف: عايز ايه يا ادم؟
ادم بتهكم: هنتكلم و لا الاستاذه المحترمه بقت متاحه للعرض بس؟
هديه بحده: اخرس. انا انضف منك ع الاقل انا مش كذابه. مش بخبى. انا ف النور قدام الكل.

ادم افتكر انه مزعلها بس مش قادر يفتكر مزعلها ف ايه. مش قادر. مسك دماغه بعنف من الصداع. فاكر اخر موقف جمعهم و افترقوا فيه. فاكر الاشتباك مع رجب. فاكر القضيه. فاكر حادثة العشوائيات. فاكر اما اتقابلوا ف شقة الدعاره. اما اتقابلوا عند الدجال. فاكر اما عرفت انه ظابط. اما بلغت عن القضيه و دلتهم ع البنت. اما راحت معاه المصنع القديم و قبضوا على مسعد و اما اتخطفوا كلهم. فاكر ان رحاب كانت موجوده معاهم بس مش قادر يجمع او يفتكر ازاى!

فاكر هديه و زعلها و اتهامها له انه على علاقه بيها لانهم خطفوها معاه و هددوه بيها. و من يومها زعلانين. فاكر كل كلمه و كل موقف و كل خروجه و ذكرى جمعتهم.
هديه بصّاله قوى و من شروده اللى هي الوحيده اللى حسته توهان اتقبضت بقلق.
مدت إيدها بقلق: مالك يا ادم؟

ادم بص لإيدها اللى مدتها و مسكها و رفعها و ابتسم للخاتم اللى ف صوباعها. هو فاكر كويس اوى انه ادهولها و لبسهولها و اما رهنته للمستشفى ف تعب ابوه رجعهولها. فاكر كل حاجه اهو!
هديه بصت لعينيه اللى مركزه مع الخاتم و مبتسمه ف اتوترت بتهرّب.
قلعته و حطته ف إيده بحده: معلش نسيت انه يخصك.

ادم بصّلها بغيظ مش عارفُه من عِندها و لا من غباءه انه جذب نظرها له. ايوه هو حتى فاكر الغباء ده و بردوا العِند ده! امال ايه!
بصّلها كتير و ابتسم بفرحه غريبه و اتحرك يمشى.
هديه رفعت حاجبها بإستغراب لرد فعله و اول ما اتحرك ندهتله بغيظ: ادم
ادم بصّلها وراه: جايلك تانى. جاى. شويه و جاى متقلقيش
هديه بصتله بغيظ و حدفتله الخاتم ف وشه.
ادم لقفه و ضحك غصب عنه: يا بنت المجنونه.

بعد ما اتحرك خطوه رجع و مد إيده لمدحت ببلاهه: معلش نسيت اسلم عليك
مدحت استغرب بغضب و مد إيده او ادم اللى سحبها و طحن كف إيده بقبضته و هو بيهمسله من بين سنانه: لو إيدك اتمدت عليها تانى هخلعهالك و احطهالك ف حته تانيه
مدحت رفع حاجبه و بصّله اوى و ادم ابتسم من بين سنانه بإصفرار و بص لهديه و ابتسامته اتبدلت بمشاكسه و غمزلها و حط الخاتم ف إيدها و مشى.

اخد عربيته و اتحرك للبيت. طلع بتوتر عدّى بغرابه على شقته لحد ما وصل لشقة ابوه.
ابوه قابله بقلق: ادم انت كنت فين؟
ادم رزع الباب بغيظ: كنت بشوف الهبل اللى انتوا فيه؟
رحاب زعقت بغيظ: اللى احنا بردوا فيه؟
ادم: انتى تخرسى خالص اما اعرف بس حكايتك
ابوه: يا ادم انت اكيد اعصابك تعبانه
ادم اتنرفز: يا بابا اعصابى ايه اللى تعبانه هو انا بقولك واخد حقنه؟

رحاب بغيظ: يعنى فاكر انه ابوك اهو! و من شويه فاكر امك! و اكيد فاكر السمرا بتاعتك!
ادم بصّلها بحده و ابوها شاورله بغموض: طب ادخل اوضتك يا ادم دلوقت شويه و جايلك
ادم بصّله بعدم فهم و اتحرك عادى لأوضته و عابد متابعُه بعينيه.
دخل وراه وقف لحظه و بصّله: ادم هاتلى علاجى من اوضتى نسيت اخده ف الدوشه دى
ادم اتحرك بسرعه بضيق: انت ازاى تهمل علاجك انت بتهزر؟ انت مش سامع كلام الدكاتره؟

عابد ضيّق عينيه لحد ما ادم دخل جابله علاجه و فتحه و طلعله علاجه بالظبط و ادهوله.
عابد بصّله شويه و سحبه من ايده و حاول ينزل بيه شقته: تعالى معايا
ادم استغرب: فين؟
عابد: تعالى بس مش هخطفك
نزل شقته و فتحله الباب و ادم فضل لحظات قدام الباب لحد ما ابوه سحب إيده بإستغراب دخّله.
ادم فضل جامد مكانه. عينيه بتلف الشقه بإستغراب و رفض. كل شئ مش مألوف بالنسبه لعقله. كل حاجه مرفوضه كإنه بيشوفها لاول مره!

عابد بصّله قوى بلغبطه و رحاب قربت بغيظ بتزعق و فاطمه قعدت على اقرب كرسى و عيطت بخوف و امها جنبها و هو ف وسط الدوشه دى و الكركبه دماغه فضلت تلف مع عينيه ع المكان حواليه ف حركه دائريه عنيفه بتزيد ف عنفها و سرعتها لحد ما وقع وسطهم مغمى عليه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة