قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث والعشرون

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث والعشرون

حنين مع حمزه هديه حدفتلهم بوسه ف الهوا و خرجت.
حنين بصت لحمزه بضيق: ممكن اعرف مقولتلهاش ليه؟
حمزه سكت شويه و هي قعدت جنبه: مش اتفقنا هتقولها على موضوع خالتها ده و اننا وصلنالها. ع الاقل عشان خالتها اللى مصممه ع العزومه دى و انا مش عارفه افلت منها.

حمزه اتنهد بقلق: حاضر. انا بس لقيتها مبسوطه اليومين دول ف حسيت انه مش وقته
حنين مسكت ايده اما لمحت القلق ف نبرته: و ليه خايف تقولها و هي مبسوطه؟ ده انسب وقت. احنا اتفقنا مش هنقولها اكتر من اللى قولناه لحنان
حمزه بصّلها شويه بتردد: تفتكرى هتقتنع؟ هديه مش حنان. هديه متعلمه و مثقفه و دماغها واسعه مش محدوده.

هديه نزلت و قبل ما تتحرك موبايلها رن برساله. بصت فيها شويه بإهتمام و راحت على عربيتها اتحركت لحد ما ركنت ف مكان و ادم اول ما لمحها كان قدام عربيته.
قفلها و بص حواليه و بصّلها قوى و هي بتقرب منه، بص للمكان تانى حواليه و بصّلها بغيظ: انتى طلبتى اجيلك هنا ليه؟
هديه بتقرب و هو بيقرب و مجرد ما وصل لها ابتسم و غمزلها.
هديه لفّت بفستانها قدامه: ايه رأيك؟

ادم غمزلها: اللى ربّى بتاع مربى و اللى لبّس بتاع ملبس
هديه ضحكت برقه ضحكه عاليه و ادم صفّر: شوفتك اتلغبطت. فز قلبى و نط. انتى انسيه و لا جنيه و لا ايه بالظبط
هديه كعمشت وشها تغيظه: ده صوت ده و لا كلاكس عربيه؟ صوتك معدى عليه قطر 13 مره
ادم ضربها بخفه: اما ابقى مندمج ركزى مع الاحساس يا عديمة الاحساس
هديه ضحكت بمرح و هو ضحك معاها: كل ده عشان تيجى؟ ليه جايه من المريخ؟ ده انتى مكلمانى من ساعتين.

هديه ربعت إيديها و ابتسمت: عاجبك و لا لاء؟
ادم استغرب انه على اد كرهه للانتظار خاصة لانتظار حد و اد ضيقته و هو بيستنى رحاب تخلص لبس و هما نازلين الا انه استغرب نفسه انه مبسوط جدا بالاحساس ده معاها.

هديه شاورت بإيدها قدام عينيه و هو اد شروده كان منتبه جوه ملامحها بإبتسامه هاديه.
هديه رفعت حاجبها: روحت لحد فين؟
ادم بص حواليه: انتى ليه طلبتى نتقابل هنا؟ انا جيت ع اللوكيشن اللى بعتهولى بس مش شايف في كافيهات مثلا او مكان عام! قولت يبقى مصيبه جديده!
هديه ابتسمت: و جيت ليه؟
ادم قرب الخطوه اللى بينهم: المهم اكون معاكى. ده اللى بيفرق معايا. فين بقا، امتى، ازاى، مش فارقلى.

هديه عجبها رده و اخدت ايده و اتحركت ناحية عماره دخلت.
ادم رفع حاجبه بمشاكسه: شقق مفروشه كده على طول؟ طب حبه حبه يا مربى
هديه بصتله وراها بغيظ لحد ما دخلوا الاسانصير.
ادم زنقها ف الحيطه و سند كفوفه وراها و بيقرب يرخم عليها تنت ركبتها و ضربته ف بطنه و فلتت تانى ناحيه.
ادم بصلها وراه بغيظ: يابنت المجنونه.

هديه رفعتله حاجبها بحده رغم هزارها: بطل شغل الاتوبيسات الحقير ده لا اعلقك بقية حياتك بين السما و الارض هنا
ادم ضحك و هي فتحت الاسانصير اما وصلوا و ركنوا قدام شقه شكلها عياده.
ادم شد إيدها: ايه ده ايه ده؟ اوعى تقوليلى اللى ف بطنى ياسى ادم و التار و لا العار. قديم اوى جو الروايات ده
هديه كزت على سنانها و شدته لجوه و قربت من الممرضه اخدت ورقه بدورها و شدته قعدت.
ادم رفع حاجبه لها جنبه: هاا؟

هديه لفت وشها له جنبها و رفعت حاجبها زيه: هاا ايه؟
ادم بغيظ: هاا ايه داك هوا ف ودانك. احنا هنا فين و ليه يا بت؟
هديه شاورتله ع اليافطه قصاده و هو قراها: دكتور تخسيس
ادم شدها بضيق يقف: هو انا قولتلك خسى؟ احنا كنا بنهزر. برخم عليكى. انا شايفك كده حلوه. عاجبانى كده.

هديه شدته يقعد ببرود مثلته بعد جملته اللى خطفت انوثتها: و انا مالى بيك هو جسمى انا اللى هيخس و لا جسمك؟
ادم وقف و كشر: بس انا بحبك كده
هديه شدته قعد: و انا بردوا
ادم قعد و ابتسم اوى: و انتى بردوا ايه؟
هديه كتمت ضحكتها ببراءه مثلتها: بحبنى كده. بس قولت تغيير بقا عشان الملل و كده
ادم عضلها بوقه بملاغيه: اه يا مكن و اتركن
هديه برقت و ضربته بكعب جزمتها: بطل شغل حمدى الوزير ده
ادم ضحك غصب عنه: يا فيل.

هديه ضربته برجلها ف رجله بغيظ: إيه اللى فيل فيل؟ انت فلاح ليه؟ حد يقول كده؟
ادم رفع حاجبه يستفزها: أمال انتى جايه لدكتور تخسيس ليه؟ عشان تشيلى
هديه رفعت حاجبها و هو ابتسم بإستفزاز و هو بيبص على حته رخمه ف جسمها يستفز غيظها: المراره
هديه دبت برجلها ع الارض بغيظ: لأ عشان اخس
ادم رفع حاجبه: و عايزه تخسى ليه؟
هديه ضربت برجلها ف الارض تانى و هي بتتعدل قدامها: عشان انا فيل هه ارتاحت؟

ادم ميل ودنه جنب راسها بإستفزاز: مش سامع
هديه نفخت بغيظ: عشان انا فيل
ادم ضربها براسه جنب راسها: أعلى
هديه ضحكت غصب عنها لهزاره: عشان انا فيل
ادم ضحك بخفه: براو عليكى و دى أول خطوه في رحلة علاجك. انا ممكن اعالجك على فكره و ابقى ادفعيلى تمن الجلسه
هديه اتعدلت و لفّت بجسمها قصاده: اعالجك ايه هو انا عيانه؟

ادم رفع حاجبه و اتعدلها بجانبه يشاكسها لحد ما يخليها تمشى: طالما جايه لدكتور تبقى انتى عيانه. تبقى انتى إيه؟
هديه بصتله بغيظ: عيانه
ادم كانوا اتعدلوا ف قعدتهم قصد بعض رغم كراسيهم جنب بعض ف قرب بوشه مش راسه: مش سامع
هديه بغيظ: عيانه
ادم قرب بوشه كمان شويه: أعلى شويه
هديه نطحته براسها اول ما وشه قرب منها: ما خلاص ياسطى انت بتكسر عينى ليه؟

ادم عضلها بوقه برخامه: عشان انا احسن من دكتور التخسيس الاهبل اللى جيبانى له ده و عايزانى اسيبك له يفعص فيكى و فاكرانى بقرون. انا بقا هخليكى تخسى 20 كيلو
هديه: من بوقك لباب السما
ادم باس صوابعه و حطها على خدها: لا من بوقى لخدك
هديه عضت صوابعه و هو بيسحبها و هو ضحك بمرح: عشرين كيلو و ف دقيقتين بس
هديه برّقت: هتسيّحني؟
ادم بصّلها ببلاهه: لا هتخسى بالإيحاء
هديه كتمت ضحكتها بغيظ: بالإيه يا عينيا؟

ادم خبطها على قورتها: بالإيحااااااء
هديه: امك اسمها الاااء
ادم عض بوقه و هو بيطرقع اصابعه ف الهوا قدام وشها اتخضت.
هديه اتعدلت: ازاي يعني؟
ادم: كل حاجة موجوده في مخك. جوه عقلك. ضعفك جوا عقلك وقوتك جوا عقلك. الحقيقة هي اللى انتى مؤمنه بيها و بس. فاهمه حاجه؟
هديه ضحكت ببلاهه: لاء. بس شكلك بتقول كلام عميق
ادم ضربها تانى على خدها: عشان حماره
هديه زقت إيده من على وشها بغيظ: هو انا مش كنت فيل من شويه؟

ادم شاورلها: شوفتى؟ اهو انتى اول ما قولتلك يا فيل اتحمقتى اوى و زعلتى. بس لما أقنعتك انك فيل بقيتى متمسكه بهويتك الجديده و رافضه انى اشبّهك بأى حيوان تانى
هديه فضلت تتلفّت حواليها بغيظ بتدور على اى حاجه تخبطه بيها و اما ملقتش كوّرت إيديها ف وشه: هتخسسنى ازاى؟
ادم كتم ضحكته: هتمشى على نظام غذائى قاسى. هتفطرى بكوباية لبن
هديه رفعت حاجبها: نعم؟
ادم: ماهتشيلى من على وشها القشطه
هديه: ااه.

ادم كتم ضحكته: القشطه دى بقا حطيها على حتة حلاوه و اضربيها ساندوتشات
هديه برّقت و ادم مد إيده على وشها رخم عليها: و تتغدى بقا ايه؟ اقولك سيبى الغدا بتاع كل يوم عليا نتغدى سوا و انا بعون الله كفيل افتح بطنك كلها مش نفسك
هديه ضربته ف كتفه بغيظ: شكلى هشوّح مصارين بطنك على العشا
ادم ضحك ببلاهه: لا هتتعشى زبادى باللمون عادى
هديه كزت على سنانها: طب و انا كده هخس ازاى؟ ده انا كده هنفجر.

ادم ضربها تانى بخفه على وشها: ما احنا اتفقنا أن كله بالإيحاء يا حماره
هديه رفعت حاجبها بمرح: فيل لو سمحت
ادم غمزلها: انتى عايزه تخسى عشان الناس تشوفك عود فرنساوى صح؟
هديه عايزه تقوله انت مش الناس ف ردت بغيظ: صح
ادم فهمها ف غمزلها: الناس مش هتشوف غير اللى انتى عايزاهم يشوفوه. لو اقتنعتى من جواكى انك جايه من فرنسا كل الناس هتشوفك خالتى فرنسا نفسها
هديه رفعت حاجبها: ازاى يعنى؟

ادم بص حواليه شويه بتفكير: هوريكى. البغل اللى داخله تكشفى عنده جوه ده انتى عملتيله حاجه تزعله؟
هديه بصت للباب اللى اتفتح و بصت لأدم: لاء
ادم: متأكده؟
هديه: ياعم انا اول مره اشوفه. ده محتاج يتنحت بيخسس ازاى ده؟
ادم كتم ضحكته و شدها و وقف يدخلوا: هتشوفى دلوقتى لما ندخله عشان تتأسفيله هيقولك ايه
هديه برّقت و هما داخلين و حاولت تشده: هتعمل ايه يا مجنون مش دورنا.

ادم دخل و شدلها كرسى قعدت قدام مكتب الدكتور و قفل الباب و بص للدكتور.
الممرضه دخلت وراهم: يا استاذ عيب مش دورك
الدكتور: في ايه؟
ادم رفع إيده: باشا. انا بس كنت داخل اخليها تعتذرلك و هنخرج نستنى دورنا. انا اسف يا دكتور متزعلش منها
الدكتور: ازعل منها ليه؟
ادم: خلاص بقى يا دكتور معلش هي هابله و مقصدتش تشتمك و انت داخل
الدكتور: خلاص يا أستاذ حصل خير. ما انا متعود على المعامله دى من الافيال اللى بتجى هنا.

ادم قرب بكرسيه لقدام قصد كرسى هديه اللى قدامه و همسلها بضحكه مكتومه: شوفتى بقا. صدقتى. لما انتى صدقتى انك مزعلاه هو صدق أنه زعلان. لا و كمان خد باله انك فيل
هديه برّقت قدامها و برّقت لأدم و قربت كرسيها هي كمان منه شويه: أنا مش مصدق نفسى يا لمبى
ادم غمزلها: حماره. لازم تصدقى نفسك عشان الدنيا كلها تصدقك. قولى لنفسك أنا عود فرنساوى
هديه كتمت ضحكتها ببلاهه: انا من فرنسا اصلا.

الدكتور قرب راسه على ترابيزة المكتب منهم: بتقولوا ايه؟
ادم شاورله يستنى و بصّلها و بص على جسمها يغازلها و عض بوقه: اوعى الاشقر. قولى انا جسمى رشيق و لوز انا زى صوباع الموز
هديه طرقعت بصوابعها بمرح: انا موز انا موز انا موز
ادم غمزلها: براووو. كرشك بدأ يشد
هديه سقفت و ادم غمزلها بمعاكسه: طب قولى انا احسن حاجه فيا السكس باكس
هديه ضربته بوكس تحت دقنه رفعت راسه بغيظ: لم عينك عشان انا ايدى حوله مبتفكرش.

الدكتور طلع شويه ع المكتب بجسمه قرب منهم: انت بتعمل ايه؟
ادم زقه لورا و شد هديه انكجها بمرح و اتحركوا ناحية الباب: قوليلى بقا انا بحبك و ادينى بوسه و تمن الجلسه
هديه رفعت حاجبها: انا هديك ف سنانك
ادم بعد ما فتح الباب وقف و بصّلها و عض بوقه بمعاكسه: كده مش هتنزل دهون ال.
هديه قاطعته بسرعه و هي بترفع وشه عنها: انا بحبك و هديك ف سنانك
ادم بص لجسمها يغيظها و برّق: هاا.

هديه رفعت وشه بغيظ: انا بحبك و هديك اللى عايزُه. بس ابوس ايدك يلا من هنا هنتمسك تحرش
ادم ضحك بمرح: برافووو. اخر مره وزنتى نفسك امتى؟
هديه: امبارح كنت 75
ادم شدها رجعها للاوضه و دخل: اطلعى
الدكتور: تطلع فين؟ انتوا رايحين فين؟
ادم بصّله بمرح مثّل البراءه: طالع اشقط دهونها
هديه ضربته ف جنبه ادم صحح بمرح: اشفط دهونها
هديه ضربته تانى ف جنبه و ادم صحح بغيظ: اكيد مش ع السرير ما انت مش دكتور مسالك بوليه.

هديه ضربته ف جنبه: امك اسمها كوريه
ادم زقها ع الميزان بغيظ: اطلعى لا انفخك بدل ما اخسسك
الدكتور: انت هتعملها ايه؟
ادم: انت دكتور نسا و توليد؟
الدكتور: لاء
ادم: يبقى تخرس خالص
ادم مد إيده لعب ف الميزان من جنبها و هي بتتعدل ع الميزان و هي اتعدلت و بصت للميزان و برّقت: مش معقول. انا بقيت 55 كيلو بس! انا خسيت عشرين كيلو بجد!
ادم ضحك غصب عنه بيأس على جنون طفولتها و هي بتتنطط ع الميزان.

ادم رفع إيده للدكتور ببلاهه: انا مليش دعوه و ربنا لو اتكسر
هديه مسكت إيده بضحك: عشرين كمان و النبى عشرين كمان و النبى
ادم شدها بغيظ: عشرين ايه؟ اراك توزع من لحم امك
هديه شدته رجّعته للميزان: خليك جدع بقا. مش انت خسستنى عشرين؟
ادم ضحك ببلاهه و هو بيشدها و جرى بيها على برا: لا طبعا. انا بوّظت الميزان اصلا. و انتى حماره اصلا عشان تصدقى الهبل ده. انتى هتمشي على
هديه: على ريجيم.

ادم خبطها على خدها: لا ع البيت
هديه فهمت انه كان بياخدها على اد عقلها و بيغلس عليها تمشى.
ضربت برجلها ع الارض بغيظ وقفت و هو رجعلها وقف قدامها و غمزلها: ثم يأتى إليكى من يحتضنك بكل عيوبك. حتى بكرشك
هديه ابتسمت رغم غيظها اللى اتبخر و هو سكت لحظه و مسك خدها: و لو جيتى هنا تانى هجيبلك نونه صغيره تلعب ف كرشك و اخليكى ام كرش بجد
هديه برّقت و هو رفعلها حاجبه لحد جريت من قدامه بغيظ ف ضحك بصوته كله.

علا اتقتح تحقيق معاها و حكت اللى حصل زى ما رتبوه.
انس صمم يحضر التحقيق معاها انه هو اللى ماسك الحوار.
المحقق: انتى عارفه ان القانوم صعب يعترف بالكلام اللى قولتيه ده. لا ده يستحيل.

انس اتدخل: حتة انها عجبتها فكره اقتبستها من صحفيه او روايه او ايا كان مش هنقول مبتحصلش لان في اسوء من كده. لكن مش هنعترف بيها ف التحقيق لانها ببساطه كارنيه جامعتها و شغلها و الكاميرا اللى لقيناها معاها و النوته بتاعتها و اللاب و كل حاجه تثبت انها كانت ف شغل
المحقق: دى جريمة قتل يا سيادة الرائد. يعنى حتى لو كانت ف شغل ف ده مش معناه انها اتورطت
علا دمعت بتوتر: بس. بس ده كان دفاع عن النفس. و. و.

المحقق: هو اتعرضلك؟
علا غمضت عيونها و هزت راسها ببطئ مخيف.
انس بص لرد فعلها و دموعها و هزة جسمها و ضمتها لجسمها اوى. حس انها مش مجرد بتقول اللى اتفقوا عليه. يا بتمثل كويس جدا يا هي اللى غبيه اذت نفسها بشكل او بأخر!
وقف و بص للمحقق: طلع قرار بتحويلها للطب الشرعى
علا دموعها نزلت و هو بصلها بحده و المحقق هز راسه: و هو اللى هيحسم الموضوع
طلع قرار بعرضها ع الكشف الجنائى و خرجت من المكتب رجعت الحبس.

انس خرج وراها و لحقها مسك دراعها بعنف.
قبل ما ينطق شافها بتعيط اوى ف وقف بالكلام و بصلها بشك: هو الواد ده عملك حاجه قبل ما يموت و لا بتمثلى عشان تطلعى منها؟
علا مردتش بس دموعها انهارت بصوت.
انس هزها بعنف: خدى بالك لو بتكذبى قسما بالله لا ادفنك بقية حياتك هنا ف زنزانه
علا حطت إيديها على وشها و عيطت اوى و هي بتهز راسها.

انس بصلها بصدمه و زعق: استفدتى ايه هاا؟ شغلك ادالك ايه؟ انتى غبيه عشان تضيعى نفسك كده؟
علا همست بخفوت من بين دموعها بعد ما شدها اضطرها تنزل ايدها من على وشها: ارجوك متسبنيش
انس بصلها و فجأه الكلام وقف بيه. بصتله بضعف قدام حدة عينيه اللى اتبخرت تدريجيا من غير ما يحس و اتقابلوا ف نظره غريبه!

ادم اخد هديه و خرجوا من عند الدكتور وصلها للبيت.
ادم ابتسملها بحب: لسه مش عارفه تثقى فيا؟
هديه سكتت كتير: مش حكاية ثقه
ادم اتعدل بجديه: امال؟ انا تقريبا لسه مخدتش منك حاجه مباشره. و لا حتى كلمه. انتى مالك صعبه ليه؟ و لا انا اللى ما.

هديه اتنهدت بصوت عالى تقاطعه: عارف يا ادم. اول حاجه عايزاك تعرفها عنى. أنا حد صعب ف التعامل ف بداية أى علاقه. صعب أصدقى، صعب أدّي الأمان، صعب أنبهر، صعب أحِب، وده لإنى زى ما قولتلك طول الوقت مُحاطه بكلام حلو و حب كفايه. لكن ف حالة إنى صدقتك و آمنتلك و حبيتك ف انت هتعيش ف سعادة و حنية و رقة قلب لا متناهيه، لإني شخص تانى ف الحُب غير نفسى، غير الانسانه الجد المعقده اللى بتصُد أى استهبال.

ادم ابتسم: صدقينى و انا ف الحب غير. انا لما بحب ببتكر أساليب جديدة ف العطاء، أساليب أنا شخصيًا بستغربني فيها و بتفاجئ بيا بسببها، ببقى مستمتع و أنا بدّي زى ما باخُد بالظبط. كنت قريت جملة بتقول حِبني على طول ماتضيعنيش. ف متأكد بثقه مش غرور انك لو ضيَّعتيني بعد ما حبيتك هتخسري اوى
هديه بصتله كتير و هو قراها سؤالها ف عيونها اللى عايزه تسألهوله جربت الحب قبلى .

ابتسملها بغزل يلهيها عن. سؤالها: يابت مش هتتجوزينى بقا؟
هديه بصت بعيد بعيونها اللى لمعت: لا ياعم انا عايزه اعيش حياتى
ادم بغيظ: الواحد نفسه يقوم الصبح يلاقي قسيمة جوازنا جمبه ع السرير و نخلص من المهزلة دي
هديه رفعت حاجبها: عايز تتجوزنى ليه؟
ادم عمل ريأكشنها: هموت و احلف بالطلاق
هديه ضحكت بخفه و هو قرب و هو بيغمزلها: جربينى طيب
هديه استنت عليه قرب و خبطته براسها ف راسه لبعيد: قولت بلاش شغل الاتوبيسات ده.

ادم ضحك بغيظ: طب و الله انا مؤدب لدلوقت
هديه مثلت البراءه بمرح: خلاص انا عايزه اتجوز واحد صايع
ادم رفع حاجبه: انا برجع البيت الساعه خمسه الفجر
هديه ضحكت بإنتصار: وقعت لوحدك. انا بقا بحب المؤدبين
ادم مثل البراءه زيها بمرح: لا ماهو انا ببقى راجع من صلاة الفجر
هديه ضحكت بغيظ: هقولك ايه ماهو طول ما البصل مبيتعملش منه مربى متتوقعش من الشمال يتربى.

ادم ضربها بغيظ على قفاها خبطت ف التابلوه: يتربى مين يا بنت الصرمه ده عقرب الساعه بيخش على واحده كل يوم و انا واحده مغلبانى
هديه ضحكت بخفه و نزلت من العربيه.
ادم استنى اما لفّت و فتح بابه قصادها: طب خدى بالك بقا انتى بتاعتى انا و بس
هديه ضحكت بأنوثه: كلنا لله. و إنا إليه راجعون. ياعم انت هتكفر و لا ايه؟
ادم برّقلها: منك لله
هديه ضحكت اعلى و هو اتغاظ: امال كنتى عايزه تخسى لمين؟

هديه: عشان واحد حلوف اتنمر عليا
ادم ابتسم: قلبك اسود اوى
هديه: طبعا، لو كان الأهتمام رجلآ لحاربت الحب و تزوجته
ادم ضحك بغيظ و هي بصتله بطرف عينيها: انا مبنساش على فكره فخليك حريص عالذكرى اللى هتسبهالى
ادم اتوتر غصب عنه من جملتها.
انتبهت لملامحه ف ضحك يدارى توتره: ما تتخنى عادى هو انتى عندك عرض أزياء الشهر الجاى يعنى؟

هديه ضحكت غصب عنها و هو ابتسملها بمرح و هما بيتحركوا لمدخل العماره: بعدين اعملى ريجيم اسلامى. كلى و ادعى تخسى
رحاب قدمت ف خطواتها عنها و هي بتلف حوالين نفسها بمرح: يابنى لا تُأخذ المطالب بالتمنى و لكن تاخد الدنيا كدهوو
بتتكلم و هي بتلف خبطت فيه وراها وقعت ف حضنه.
اتقابلوا ف نظره صافيه بلون العشق ادم قطعها بمرح: احلى تمنى ده و لا ايه!

ادم وصّلها و رجع ع البيت. عمل مشوار صغير الاول و رجع بسرعه.
من وقت ما رجع ف اوضته. قاعد قدام دولاب صغير جنب سريره خاص بيه شكله مشغول بجديه.
ابوه عدّى على اوضته شاف بابها مفتوح و ادم بيقلب ف ورق بإهتمام.
عابد قرب بإبتسامه لطيفه: انت نازل دلوقت و لا ايه؟ ده الساعه 12 و انت لسه راجع!
ادم رد بجديه و هو عينيه ف الورق بتركيز: لا يا حبيبى
عابد سكت شويه متابع انشغاله: انت ماسك قضيه جديده؟

ادم رد بعفويه: قضية حياتى
عابد ملامحه انقبضت بإهتمام و قرب قعد جنبه على حرف السرير و ادم قاعد قدامه ع الارض.
ادم انتبه للى قاله ف بصّله و ابتسم ابتسامه صغيره: متقلقش عليا انا كويس، انا بس مشغول شويه، ادعيلى
فاطيمه ابتسمت و هي داخله عليهم بشاى: ربنا يجعلك رزق ف كل سكه تخطيها و يحرّم عليك شرها و ضيقها يابنى
ادم ابتسملها و اخد منها الشاى و عابد غمزله: اهو يا عم جاتك الدعوه جاهزه اهى، مليش لازمه انا بقا.

ادم ابتسمله بحب: لا ازاى بقا! ده انا عايش برضاك. ده لولا دعواتك كان زمانى تايه ف سكتى
عابد ميل طبطب على كتفه ف قعدة ادم ع الارض و بيرفع نفسه لمح ف الورق اللى ف إيده ورقه ف بص لأدم بإنتباه.
ادم مهتمش يداريها و عابد مد إيده بترقب اخد الورقه من وسط الورق اللى مفرود على رجليه و تمتم بحذر: قسيمة الجواز! انت.

ادم هز راسه بمقاطعه و عابد رغم النفس الطويل اللى اخده ابتسمله بهدوء: ربنا يكتبلك الصالح منين ما تخطى
فاطيمه قربت منهم شويه بإهتمام: قسيمة جواز مين؟
ادم ابتسملها و هي قعدت جنبه بتوجس: ادم انت. انت اتجوزت و لا ايه! انت
ادم ابتسم غصب عنه بإرهاق: انا اقدر اعمل حاجه زى دى من غيرك؟ من غير رضاكى اصلا!
فاطيمه طبطبت على ايده بحنيه: امال
ادم قاطعها بقرار: دى قسيمة رحاب.

فاطيمه بصت لعابد ف قعدته ع السرير قصادهم و هو هزلها راسه برزانه: لله الامر من قبل و من بعد
ادم: متزعلش منى بس انا خلاص. خلاص حاولت و مقدرتش. و مش قادر و لا هقدر. و بجد تعبت.

عابد نزل ع الارض قعد جنبه: و انا يابنى مقدرش ازعل منك. لا يمكن. انت مش بس ابنى. انت صاحبى و ونسى و رضا ربنا عليا و نصيبى من كل حاجه حلوه، رزقى ف الدنيا. مهما تعمل مقدرش يدخل قلبى زعل لك و يوم ما بزعل بزعل عليك مش منك. ف مابالك بحاجه بتاعتك انت. تخصك انت. دى حياتك و انا لو كنت زعلان ف زعلان عشان كنت ممشيها غلط، اياً كان الصح فين و لا مع مين ف الغلط مرفوض!

ادم ابتسم و هز راسه: صدقنى انا حسبتها بكل الطرق و موصلتش لحاجه غير انى بضيع وقت. بضيع طاقتى و مجهودى ف سكه ملهاش اخر و ياريتها مريحه
فاطيمه عيونها دمعت: يعنى خلاص نويت؟
ادم: انا كنت ناوى من فتره. من يوم رقدة ابويا ف المستشفى. كنت بتحمّل و اقول الود بيهوّن الصعب كله. بس اما حسيت ساعتها ان مفيش حتى ود مصعبتش عليا غير نفسى اللى هانت.

فاطيمه دموعها نزلت و هو مسك إيدها: طب انتى بتعيطى ليه دلوقت! هاين عليكى تعبى انتى كمان؟

فاطيمه هزت راسها بسرعه: لا يا حبيبى، انا يهمنى راحتك و الله. بس خراب البيوت مش سهل و لا بالسهل على حد. ده اللى بتبنى مننا عشه لشوية طيور بتوعها بيصعب عليها تهدها. انا بس مكنش صعبان عليا غير بنتكوا. انا عارفه ان رحاب مش معاها و مش ام لها بالشكل اللى يتزعل عليه. لكن كنت معتمده على انى لو جرالى حاجه هتسد مكانى لها و لك. هتتحط قدام الامر الواقع و تتعامل غصب عنها. و الله يابنى ما كان بيصعب عليا غير وحدتك و وحدة بنتك و كل ما افتكر ان ممكن يجرالى حاجه و اسيبكم قلبى يتقبض عليك و اقول اهى واحده مونساك حتى لو شوية مشاكل و لا حاجه كل بيعدى. المهم لك حياه و بيت يدفيك لو جرالى حاجه و متبقاش لوحدك.

ادم اخد نَفس طويل و عينيه غمضت برفض. مسك دماغه بتعب و ابتدى يفركها بخنقه.
فاطيمه مسحت وشها رفعت إيده و طبطبت عليها: بس طالما الامر وصل بيك لحد التعب يبقى بلاها يابنى. الله يعوضك و يعوضها.

ادم ابتسملها ابتسامه صغيره و ابتدى يتشنج بعصبيه مع كلامه: انا اديتها كل الفرص اللى لها و اللى مكنتش لها من اساسه. استنفذت كل طاقتى لدرجة مبقاش عندى طاقه لاى حاجه تانيه. بس اما وصلت لنقطة انى وقعت قدامها و مسندتنيش قفلت من جوايا. يوم المستشفى كان فاصل بينا. حاجز مقدرتش اتخطاه. من بعده قفلت جوايا و مقدرتش اقدم حاجه تانى. بس اللى حصل لبنتى يومها لجّمنى. لغبطنى و لغبط حساباتى و هزنى. وقفت بعقلى لكلامكم و لو لا قدر الله سيبتوا بنتى هيبقالها مين او هتروح فين. افتكرت ان انا نفسى لسه لحد انهارده بشيل هم التفكير بس ف يوم زى ده. لسه معاكم العيل الصغير اللى لحد انهارده بيحتاجلكم. عقلى اتلغبط مش اكتر و حاولت اديها فرصه مش عارف كنت هجبهالها منين او اعملها ازاى. بس هي بغبائها زقت إيدى من قبل ما امدها ليها. اما طلبت تبيع الدهب لامها قفلت كل سكك الرجوع بينا. قفلتها. حطت سد بينا مقدرتش حتى اشوفها من بعده!

عابد بص لفاطيمه بحزن اللى بصتله و بصت لأدم بصدمه: هى.

ادم كمل عنها: باعت الدهب بتاعها عشان عملية امها. و مش غصب عنى على فكره و لا من ورايا عشان انا مش ظالم هتبلّى عليها. هي طلبت و انا رضيت و نزلت بنفسى كمان ابيعه بس كنت بيبعها معاه. كنت انا اللى محتاج اعمل ده مش هى. محتاج اقفل اى سكة تفكير حتى. هي طلبت يعنى فكرت و اخدت قرار ايا كان هرضى او لاء. بس كان عندها القابليه للعطاء، يعنى مش انانيه اد. اد ماهى. و الله ما كنت عارف حبت نفسها اكتر و لا محبتنيش كفايه. بس لحد الموقف ده و حسيت احساس وحش انها محبتنيش اكتر. اللى بيتحب مبيهونش مهما حصل!

فاطيمه بصتله بحزن: يا حبييى يا ابنى، انت شايل جواك كل ده!
ادم: انا خلاص قفلت تفكيرى و هي مع امها ف المستشفى. بس كنت مستنى يخرجوا من محنتهم ف رقدة امها عشان الاصول مش اكتر. مكنتش حابب فكرة ابقى الراجل اللى رمى مراته و هي ف محنه حتى لو متستاهلش! و هي يدوب لسه خارجه اول امبارح! سيبتها امبارح و انهارده لحد ما اخوها رجع و هنزله نتقابل برا نتفق ع الخلاص
عابد رمى سؤاله بحذر: و بعدين؟ ما بعد الطلاق يا ادم؟

ادم اخد نَفس طويل و رد بجملته ورا بعضها كإنه بيرفض حتى النَفس يدخل بينهم: هتجوز هديه و هعيش بيها و معاها و اعوّض بيها اللى راح كله، امى و ابويا و جوازتى و بنتى، هعمل بيها عيلتى اللى كان نفسى فيها، هبنى بيها بيتى اللى كان نفسى فيه، هعيش معاها الحياه اللى رسمتها جوايا و رسمت فيها كل اللى اتحرمت منه، هخلف منها العيال اللى كان نفسى اجيبهم عشان ابقالهم زى ما كان نفسى يبقالى اللى يسندنى.

عابد بص لهزة كلامه و بدون مقدمات او تمهيد شده عليه ضمّه ف حضنه.
ادم تمتم بخفوت ف حضنه: متزعلش منى. بس انا خلاص. كنت الاول محتاج اعمل ده عشان اعيش، لكن حاليا لو معملتش ده هموت
عابد طبطب على ضهره بحنيه: بعد الشر يابنى
فاطيمه اترددت بقلق: و هديه؟
ادم رفع وشه و اخد نَفس مريح: على فكره انا اتقدمتلها. و مستنى منها الرد
فاطيمه بصتله بذهول: اتقدمتلها! انت قولتلها على رحا.

ادم قاطعها: لا مقولتلهاش حاجه و لسه متعرفش اى حاجه. هقولها بس ف الوقت المناسب
عابد: بس كان لازم تعرف من الاول و يبقالها حرية القرار
ادم هز راسه بتوتر و فاطيمه بصتله بزعل: لو قصدك مستنى اما تاخد موافقتها ع الجواز ف ده مش ضامن لرضاها لانها ممكن تهد كل حاجه ساعتها و يبقى صعب تبنى من اول و جديد لانك هتبنى مع كل اللى اتهد ثقتها فيك و دى صعب تتعمل
ادم فرك راسه بتعب: عارف
فاطيمه بصتله بحذر: الا لو انت.

عابد بصّله بجديه: ناوى تكمل معاها و تكمل جوازكم من غير ما تقولها؟ لا يابنى. البيت المبنى على غش بيت من قش
ادم بصّله بجديه رغم بحة صوته بتعب: لاء، انا عمرى ما اعمل كده الا لو مقدميش حل غير كده عشان مخسرهاش لانى مش قابل خسارتها و عندى استعداد اعمل اى حاجه مقابل وجودها حتى لو ضد مبادئى
عابد بص لفاطيمه على تعبه و طبطب على كتفه: سيبها على الله، قادر يحلها.

ادم ابتسم ابتسامه صغيره: بس انا لسه مفقدتش الامل. و لسه قدامى فرصه بزرعها لنفسى جواها من وقت ما اخدت قرارى. انا صحيح مش هبنى حياتى معاها ف اللى جاى على غش حتى لو كنت خبيت ف اللى فات. لكن كنت مستنى اما اوصل جواها لنقطة الملانهايه. اللا عقل و اللا منطق. الحب بجنون. جنون التملّك اللى يخليها يوم ما تعرف عنى ان كنت متجوز فيعدى الموضوع جواها من جنبى و انا لسه موجود. تزعل اه بس متسبنيش. متحسش انها قادره تعمل ده. مكنتش هقولها الا اما اطلق رحاب عشان مبقاش بالنسبالها خاين لها او خاين للعشره لرحاب. ابقى زيى زى اى راجل كان متجوز و متفقش و طلق و بيبتدى حياه جديده. كنت مرتب من بعد قعده رحاب مع امها ف المستشفى انى اعمل كده. بس يوم ما اتخانقنا انا و رحاب و قلّبنا ف القديم و الجديد حسيت انى بختنق. محتاج اتنفس. روحتلها و بوحت باللى محتاج اقوله عشان ارتاح و لو بشكل مؤقت. و مع ذلك كنت عارف انها هتطلب وقت تاخد راحتها مع الموضوع و مرتب انها عقبال ما تاخد وقتها ده اكون خلصت من موضوعى مع رحاب و ساعتها هبقى مع هديه فاضى و ابتدى صح و من الاول و اردم ع اللى فات.

عابد ابتسمله: كنت خايف اه لكن كنت متأكد انك مش هتقل من نفسك.

ادم: و لا منها. و لا هرضى انها تشوف نفسها قليله ابدا حتى لو على رقبتى. انت فاكر انى مرتاح و انا مخبى عليها؟ دى الحاه اللى ممغصه عليا فرحتى بيها و معاها. و اترددت كتير اقولها، يمكن من و احنا ف الشغل من الاول حتى لو مش هديها تفاصيل. بس كانت هتبعد. هيبقى سهل عليها تبعد. مكنش ينفع اقولها و هي مكنتش لسه حبتنى بالقدر الكافى اللى يخليها متبعدش. انا صحيح عمرى ما كنت هحطها ف صراع مع كرامتها و اخيّرها بين حبها ليا و ترضى بالوضع اللى مش عايزاه و استغل ضعفها قدامى. بس مكنتش عايزها تعرف الحقيقه غير و هي عارفه هي ايه جوايا. قيمتها بالنسبالى ايه. عشان يوم ما تعرف متحسش انها رخيصه او انها كانت ليا مجرد لعبه بتسلى بيها. حاجه بنفّس عن بيتى بيها و بروّش معاها. بغير جو معاها و ارجع اترمى ف حضن بيتى. انا اموت و لا انها تحس انها عندى رخيصه او حاجه ملهاش قيمه كده. الاحساس ده كان كفيل يموّتها و انا لو عارف انى كده كده هتنجرح بسببى ف الموت لاء. كان لازم اعملى رصيد الاول عندها يبقالها مسكن وقت الجرح و يشفعلى وقتها. قصدت اقولها انى بحبها و انى عايز اتجوزها عشان كنت عايزها تعرف وقت الحقيقه انها مكنتش رخيصه عندى و انى كان عندى استعداد ابيع كل حاجه عشانها و انى لو كذبت ف عشانها مش عليها!

يمكن يكون تفكيرى غلط بس مكنش قدامى حل تانى. انا مكنش قدامى اختيارات. انا احتكينا ببعض و قربنا و حبيتها و انا كنت متجوز و اللى كان كان، يعنى كنت كده كده خلاص متجوز قبلها و دى حاجه مفهاش حل تتمحى! ف كنت عارف انه مهما حصل هتنجرح و ده شئ مش بإيدى عشان انا متجوزتش بعد ما قربتلها! بس اللى كان بإيدى إنى اختار الوقت المناسب و ازرع جواها حاجات حلوه كتير ليا تهوّن وقت الصعب!

فاطيمه بصت لعابد بحذر و بصت لادم: طب و
ادم كمل عنها يغنيها عن الكلام: مش هقولها حاجه. مش هعرّفها عشان مش لازم تعرف. هتوجع و هتتوجع و محدش فينا هيستفاد حاجه من الماضى
عابد: طب و لو هما اللى قالولها يا بنى؟
ادم مسك راسه بإرهاق: لو كانوا عايزين يقولوها كانت عرفت منهم من زمان. هديه مبقتش صغيره و تقدر تستوعب كل حاجه دلوقت. لكن واضح انهم معندهومش حاجه يقولوها. يُبقى يبقَى الوضع كما هو عليه
عابد: طب.

ادم: متقلقش. العِشره دى بتتحس. بتتعرف يا بالدم يا بالاحساس. و ما دام الماضى اتقفل بالطريقه دى اظو مادام مش من دمهم و ما دام عمرهم ما حسوا بحد يبقى خلاص، لا دم و لا احساس!
فاطيمه: يعنى.

ادم رفع وشه و اخد نَفس تقيل: هو راجل اتخان من امى ايا كانت مين يعنى مش بتاعى و مليش الحق فيه و الست الوحيده اللى ليا الحق الومها يا اتدفنت بعارها يا عاشت بخطيئتها و ف الحالتين متلزمنيش. ابيع ليه حاجه هموت عليها زى هديه عشان حاجه معملتش حساب موتى بسببها!

عابد طبطب على إيده و وقف عن الكلام اما حس بالدموع المتحجره ف عينيه بتعافر بقوه.

ادم بصّله بتعب: فكرت كتير بس ف الاخر اختارت بلاش هديه تدخل الصراع ده. بلاش بإيدى ارميها ف نار زى دى هتاكل روحها من غير رحمه و تسيبها تعيش مشوهه و تهز كيانها و ثقتها ف نفسها. مادمت كده كده بعيد و مادمت كده كده سواء بعرفوا او لاء هشيل نسب مش بتاعى و اتنسب لاهل مش بتوعى. يبقى خلينى بعيد عنهم و يفضلوا هما اهلها هى. و مادام اتأكدت انها مش اختى يبقى اخد حقى اللى ليا و نصيبى فيها و هي تفضل حياتها زى ماهى من غير ما اهدها!

رحاب ف شقتها جرس الباب رن و فتحت.
واحد اتعدل ف وقفته: مدام رحاب؟
رحاب استغربت: ايوه. في حاجه؟
الراجل شاورلها بشنطه: حضرتك طلبتى اوردر من فاشون
رحاب بصتله بحيره على شكله الغريب و هو اداها الشنطه. مجرد مارفعتها لوشها تفتحها و تبص فيها اغمى عليها و وقعت.

انس رايح جاى ف المكتب بيتحرك بجنون.
منير ف ايده موبايله بيحاول يتكلم: اصبر يمكن يرد
انس زعق: هو البيه بقى فاضى؟
منير: بس بقا بلاش توتر ان شاء الله مفيش حاجه.

انس زعق بعصبيه: مفيش حاجه ازاى؟ بقولك زفت هرب من سجنه. هرب يا انس. هرب و البيه معرّفه على نفسه يعنى مكشوف بالنسباله. يعنى متوقع اول حاجه ممكن يعملها ايه. ده غير الست هديه اللى هو اصلا حاططها ف دماغها من قبل ما يتقبض عليه حتى. و طبعا اكيد مرتب هيعمل ايه يمكن من قبل ما يهرب و هيتصرف قبل اى حاجه لنفسه اصلا
منير بصّله بقلق و رجع حاول مع موبايله: ادم اول مره يقفل موبايله اصلا.

هديه خارجه من الجريده ركبت عربيتها و اتحركت.
مسكت موبايلها تطلب ادم بس مبيردش.
نفخت بغيظ: بتتقل من اولها؟
لحظات و قلقت. ادم عمره ما قفل موبايله من يوم ما عرفته و لا كنسل. قبل ما تطمن نفسها قلقت اكتر من الحركه الغريبه حواليها.

انتبهت للطريق شافت عربيات غريبه بتحاوطها كإنها بتحدد مسارها لإتجاه معين. حدفت الموبايل و ركزت مع عربيتها حاولت تخرج من الموقف اللى كان اكبر منها. حتى الحراسه اللى محطوطه عليها مش موجوده! اختفت فجأه من حواليها! حاولت تمسك الموبايل تطلبهم بس الموقف بيتصاعد منها!

العربيات بتزنق عليها و هي بتزيد سرعه تفلت منهم و تغيب و تنجبر تبص وراها تشوف حركتهم لحد ما اتنفضت بعنف ف العربيه مع حركتها و هي بتصطدم بحاجه قدامها ملحقتش تشوفها او تستوعب اللى حصل.
لفّت وشها بالعافيه و هي عينيها بتقفل شافت احجام غريبه بأشكال غريبه بتقرب منها تفتح باب العربيه و عينيها قفلت.

ادم هز راسه بعنف على ريحة غاز جنب مناخيره.
حاول يتحرك بجسمه حس بتقل رهيب على دراعاته و رجله و كل حته ف جسمه تقريبا.
فتّح عينيه بصعوبه و بيتلفّت لمح هديه جنبه على كرسى مقيده زيه ف الكرسى و مغمضه مش عارف متخدره او مغمى عليها.
حاول يتعدل بفزع او يتحرك و بيهز كرسيه بعنف شاف جانبه تانى ناحيه رحاب ف نفس وضع هديه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة