قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع

الظابط بص للعساكر و شاورلهم و هو رايح ع البوكس: شدوا الحبيّب ع البوكس هو و البت اللى معاه، و كلبشولى العربيه دى لحد ما نشوف حكايتهم ف القسم
رحاب حاولت تتعدل و ادم بصلها و حرّك إيده على وشه بعصبيه و رفع وشه لفوق.
رحاب كانت لسه بهدومها يدوب فكت زراير بلوزتها من فوق. ادم ميل بسرعه و مد إيده عدلها هدومها.
العسكرى بيميل يشدهم ادم رفع وشه و بصّله بحده خوّفته.

ادم رجع تمم على لبسها و عدل شعرها بشكل عشوائى و مجرد ما وقفت وقف و شد القميص بسرعه لبسه و بيقفله و هو بيتحرك معاهم.
الظابط بص للعساكر بغضب: انتوا واخدينه اجتماع الوزاره؟ ده فعل فاضح و متلبّس كمان، ايه اللى لبّسهم؟
العسكرى شاور بخوف على ادم اللى بص للظابط بحده مجرد ما قرب من رحاب: و انتى يابت ملكيش اهل يلمو
ادم مسك دراعه بعنف و ضغط عليه: قسما بالله كلمه واحده لا اخليك تزعل على نفسك. قولتلك زفت مراتى.

ادم نهى الجمله بزعيق و الظابط اتوتر من ثقته بنفسه اللى بتتنافى مع موقف زى ده.
شاورله ع البوكس و ادم زقه بغضب و اتحرك لعربيته.
فتحها و خرّج من التابلوه كارنيه خاص بيه و شاور للظابط.
الظابط اتوتر للحظات و هو بيمد إيده للكارنيه و اول ما بص فيه ارتبك.
بص لأدم بإحترام و تهتهه: سيادة. الرائد. سيادة الرائد انا. اسف. اسف بجد. اصل
ادم اتنفس بغضب مش عارف من مين بالظبط بس مخنوق.

الظابط ارتبك و حاول يشاور بدفاع ع المكان حواليهم: اصل. اصل المكان ده بتاع العيل السيس و
ادم بصّله اوى و هو اتلغبط ف الكلام يعدله: قصدى. قصدى بتاع العيال الصيع و
ادم حط إيده على وشه و الظابط شاورله بأسف: يا باشا احنا و الله كل يوم نقفش خمس ست حالات هما فعل فاضح و لولا عينينا ع المكان كانوا قلبوه شقة دعاره
ادم ابتسامه غريبه غطت على وشه من الذكرى اللى رسمتها الكلمه عليه.

شاور للظابط و الظابط حاول يبتسم معاه: انا اسف يا باشا اللى ما يعرفك يجهلك. و بعدين احنا ف خدمة رجال الدوله و امن الدوله
ادم ابتسمله ابتسامه صغير و هز راسه و الظابط رفع إيده جنب راسه بإحترام و حاول يصلح الموقف: طب اى خدمه. اى حاجه. اجيب طيب خيمه و
ادم شاورله بغيظ: خلاص انت هتفضحنى؟ لقيت الحكايه اتلمت قولت افرشها انا؟ ما تعلى صوتك احسن
الظابط ضحك غصب عنه و مشى و ادم اتنفس بغيظ.

بيبص وراه لرحاب شافها وشها مضلم بغضب و إيدها ف وسطها و بتهز رجلها بعصبيه.
ادم حس انه زوّدها او من حقها تزعل بس هو مكنش قصده اكتر من محاولة تغيير تكسر الجفا بينهم و تغير الجو.
مد إيده بأسف و ابتسم: رحاب معلش انا
رحاب زقته بعنف: انت؟ انت ايه؟ اقولك انا انت ايه؟ انت معندكش عقل خالص
ادم رفع حاجبه: شوف مين اللى بتقول ايه؟ ما كنتى مبسوطه من شويه يا جزمه و لا هو عينى فيه و اقول اخيييه.

رحاب زعقت: انت ليك نفس تهزر؟ انت
ادم شدها للعربيه و حط إيده على بوقها: ششش اتسدى ده انتى فقر
طول الطريق و هي بتزعق و هو ساكت بيحاول يمتص غضبها تقديراً للموقف. حته جواه متضايقه ان مجرد المحاوله فشلت بس اللى غلبت الحته المبسوطه اما افتكر حالته قبل ما الظابط يفرمله بدقيقه و حس ان الموقف اتلحق ف وقته الصح!

وصلوا البيت و قبل ما تنزل من العربيه مسك إيدها لحقها: رحاب، قسما بالله لو كلمه من اللى حصلت وصلت لحد لا تزعلى منى
رحاب زعقت: انت ليك عين تهدد بجد؟
ادم شدد على كلامه: و الله لو لقيت الكلام ده برا لا تزعلى
رحاب هزت راسها و فتحت باب العربيه و قبل ما تخطى بصتله بتهكم: انت مش طالع البيت؟ و لا تخصص شوارع بس؟
ادم بعد ما ابتسم بالعافيه يرد وشه بهت اخر جملتها: لاء، مخنوق.

رحاب سابته و طلعت. وقفت شويه بتردد قدام شقة ابوها و الاخر دخلت.
ادم بقية الليل بيلف برا. محتاج براح يسيع الدوشه اللى جواه! راح على شغله ملجأه و مهربه الوحيد رغم تأخر الوقت. بيحاول يغرق نفسه ف دوامه تسحبه لبعيد!

رحاب وقفت بضيق و امها شدتها: تعالى هنا. يعنى ايه خلاص خلاص؟
رحاب: يعنى خلاص يا ماما الموقف اتلم زى ما قولتلك و
امها شاورتلها: لا متلمش. ده انتى اللى اتلميتى يا عين امك ف ملايه و لولا بركة الستر كان زمانك راجعه الحته بفضيحه
رحاب: يا ماما
محاسن: انا قولت ابن فاطيمه مش هيجيبها لبر. قولت كده ابوكى وقفله و حماله. يجى يتفرج و يشوف عملته المهببه و بنته اللى كانت هترجعله بفضيحه.

رحاب كشرت: متقوليش حاجه لبابا عشان هيقول لأدم و هو قالى...
سكتت و امها شاورتلها: قالك ايه؟
رحاب: خلاص يا ماما
محاسن: انتى يا بت هتنقطينى؟ اللى طالع عليكى خلاص خلاص. قالك ايه؟
رحاب: قالى متقوليش لحد
امها شاورتلها: و طبعا انا الحد ده. قالك متقوليش لامك. ياخى داه موو يشقلب حاله. هو له عين يتشرط؟ طبعا ماهو خايف من عملته المراهقه
رحاب: هو قالى عايز يغيّر. يغيّر جو يعنى و.

امها شاورتلها: يغيّر ايه يا عين امك؟ اللى عايز يغير جو ده بيسافرله يومين
رحاب: ماهو قالى لحد ما يعرف ياخد اجازه من شغله و
امها كملت: لكن ده مش عايز يغير جو، ده عايز يخوّفك
رحاب ضيقت عينيها: يخوفنى؟
امها شاورتلها: طبعاا، مش عمل الحبتين دول قدامك مع الظابط و شخط و نتر و فرد عضلاته؟ بيستعرض نفسه قدامك عشان يربيلك الخوف منه، عايز يقولك شوفى انا ممكن اعمل ايه، انا ممكن البسّك قضيه ذباله زى دى لو متعدلتيش.

رحاب كشرت بغضب: تفتكرى؟

فاطيمه دخلت لقت ادم قاعد جنب بنته على السرير و لافف دراعه فوق راسها و مميل وشه فوقها.
ابتسمت بحب: انت راجع متأخر ليه كده كنت فين؟
قربت و قبل ما تتكلم لمحت عيونه باهته و مخنوقه.
قعدت بقلق و حط إيدها بحنيه على رجله: حبيبى
ادم حكالها عن كلام الدكتوره و مدخلش ف تفاصيل اللى حصل بعدها.
امه بصت ف عينيه بقلق: ليه دلوقت؟

ادم هرب بعينيه و خرج سند على سور البلكونه: عشان تقدرى تقولى زهقت. مش عارف منها و لا من شكل حياتنا بس اللى اعرفه انى اتخنقت بشكل مخلينى حاسي انى محشور ف حته ضيقه و بحاول اطلع
امه ردت بمغزى: بس انا بسأل ليه دلوقت عن مرواحك للدكتور للخلفه!
ادم لف وشه لها بيأس: و انا جاوبتك بردوا
فاطيمه: انا صحيح قولتلك بس متخيلتش تروح ف نفس اليوم!

ادم كان محتاج يقولها عشان بستنجد بأى حاجه تشدنى من جوايا. بستغيث و مش لاقى نجده ترحم قلبى! بس ف النهايه سكت!

فاطيمه سحبت إيده شدت كرسى قعدته و قعدت قدامه: يا بنى كل العلاقات اللى ف الدنيا مرهقه. و متعبه. و بتحتاج زق. و بتحتاج مجهود. و اوقات بتحتاج ترميم كمان. و بتحتاج قص و لزق. قص لمواقف وحشه لازم تتنسى عشان تعرف تخطى. قص لكلمه وحشه اتقالت وقت زعل. قص للحظات جات لحظيه نتيجة انفعال او ضغط مثلا. و لزق لكلمه حلوه. للحظه حلوه حد فيكم يخلقها. لخروجه تجى على سهوه. لمفاجأه حد فيكوا يعملها للتانى. لتغيير ف حاجه متعاده او روتين.

ادم هز راسه بعدم اقتناع او مش عارف عدم طاقه مش موجوده او عدم نِفس اصلا. تقريبا كل دول!

طلع شقته بخمول و شاف رحاب و امها قدام التليفزيون.
ابتسم بالعافيه و دخل اوضته.
امها شاورتلها بعينيها على اوضته: قومى وراه
رحاب ببرود: ليه؟ هغسله رجله و لا هنقعها بميه و ملح؟
امها: لا يا ناصحه بس شوفيه بيعمل ايه. عينك عليه كده اول باول
رحاب بسخريه: ع اساس انه لو بيعمل حاجه هيعملها قدامى بقا و كده
امها: لا بس اطبقى على نفسه اكتميه لحد ما يتعدل.

رحاب شاورتلها بملل و هي بتكعمش وشها بتهكم: هينام. هو بيجى ينام
امها اتعدلتلها: يبقى اسودها ياختى. يا عبيطه الراجل بينام قبل الست لو بطل يحبها و الست بتنام قبل الراجل لو اتآكدت انه بيحبها
رحاب قامت وراه بعد محاولات من امها.
رحاب اتسندت على حرف الباب بتهكم: اديت امك التقرير؟
ادم غمض عينيه بإرهاق و تقريبا غمض جسمه كله مع عينيه رغم انه فاردُه ع السرير.
رحاب اتحركت بغيظ: نفسى تبقالك شخصيه و
ادم بجفا: رحااب.

رحاب بتهكم: زعّلتك الكلمه اوى؟
ادم اتعدل بملل: ممكن تغيّرى؟
رحاب: اغير ايه؟
ادم: غيرى طريقتك. كلامك. قولى الكلام هو هو بس غيرى اسلوبك حتى. لكن كده قرف
رحاب بغضب: انت ليك عين تنطق اصلا؟
ادم بصلها بحده: و ايه اللى هيكسر عينى بقا؟
رحاب بغضب: ده انت تلات اربع كلامك كدب و الربع اهمال و قرف. كل ما اخلص من قرف ادخل ف قرف
ادم اخد نَفس عنيف و كتمه: رحاب، ارجوكى حياتنا كده بقت لا تطاق.

رحاب كملت بغضب: يعنى انا لسه مخلصتش من موقف المطعم و اللى مقدرتش لحد دلوقت تنكره و لا حتى تبرره. جيت زيدت الطين بله. طبعا كنت بتاخد الذباله دى معاك هناك، ست هديه
مجرد ما اسمها اترمى قدامه اد اتنفض: رحاااب
رحاب: طبعا، انا لسه هسأل؟ زى المطعم كده، ما لهم حق يقولولى عليها المدام
ادم كتم نَفسه: المطعم انا قولتلك انى كنت ف شغل و انتى عارفه ان ف شغلى وارد اى حاجه تحصل
رحاب بغضب: و انا مش مصدقاك.

ادم: اخبطى راسك ف الحيطه. خلصنا بقا
رحاب بتهكم: لا مخلصناش. اللى يكدب مره يكدب مرتين
ادم بصّلها بطرف عينيه: و اللى يتجوز مره يتجوز مرتين.

هديه مسكت اللاب و عدلته قدامها بإبتسامة حماس.
فتحت صفحتها و إبتدت تعلن عن رواياتها الجديده تزامناً مع نشرها على عمودها ف الجريده و المدونه بتاعتها.

عادت جملتها بحماس غريب كإنها بتبتدى الحدوته من هنا فعلا مش بتسطّر اللى حصل كما يُولَد من رحم وحل الارض نبته طيبه احيانا يُولَد من رحم العفن طُهر. و تُولَد من رحم الضعف قوه. يُولَد من رحم الفساد قدوه. كما يُولَد من رحم الكره حب غريب لا يعرف زمان و لا مكان.
احيانا يُولَد من قاع المجتمع مثل اعلى كما يُولَد من وسط الرعيه القائد، . ف انتظرونى اليوم و يوميا ف رواية القائد.

نزّلت اللاب و سندت دقنها عليه بإبتسامه شارده ف نقطه مجهوله قدامها.

عدت الايام بينهم ببطئ مميت. هدوء مش معروف هدوء ما يسبق العاصفه و لا هدوء اموات!

ادم بيحاول يقرب و كل ما يقرب يختنق. بيحاول يلم اللى جواه و براه. متابع معاها عند الدكتوره و بيروح معاها كل مره تقريبا و هما بيجهزوا لخطوات العمليه لحد ما قربت. بيحاول يقنع عقله ان ده الصح. ده اللى لازم يتعمل. مش متحمل وجع رحاب و هي مجرد مشاكل عاديه هيتحمل ازاى الوجع اللى بجد! هو بالنسبه لهديه كتلة جمر. نار لو قرب هتحرقها بأى شكل!

ادم بيعدى على اوضته شاف رحاب راقده ع السرير.
اخد نَفس بتردد، حس انه لازم يراضيها، الظروف بتعك بينه حتى لو هي كمان بتعك.
ابتسم ابتسامه باهته و دخل: مالك؟
رحاب: انا تعبانه بقالى يومين
ادم: ليه كده؟
رحاب اتعدلت بلامبالاه: البرد ماسك جسمى
ادم غمزلها: يابخته و الله
رحاب كعمشتله وشها بتريقه و هو رقد جنبها و فرد دراعها ضمها عليه.
سكت كتير لحد ما اتكلم كإنه بيشد طاقه من الهوا: رحاب، حقك عليا.

رحاب حاولت ترفع وشها: ادم انت
ادم رجّعها على صدره بسرعه: صدقينى الظروف هي اللى بتعمل كده مش انا. هي اللى بتخبطنا ف بعض. انا بقاوحها كتير و بعافر معاها عشان خاطرك ف عشان خاطرى انا متخلنيش اعافر معاكى انتى كمان. بلاش دلوقت
رحاب بصت ف عينيه شويه: اشمعنى دلوقت؟

ادم اتوتر: عادى، احنا بنحاول نصلح اللى بينا و المفروض انك بتحاولى تصلحى معايا عشان اللى ببنا ده يهمك زى ما يهمنى. عشان احنا مش بينا دبلتين و شوية خروجات. احنا بينا بيت و عِشره و بنتنا و حياه كامله مينفعش تخرب كده قدام مشاكل بتحصل ف اى بيت و بين اى اتنين متجوزين
رحاب سكتت شويه و رفعت راسها بصتله: ادم، انت بتحبنى أكتر و لا انا بحبك اكتر؟
ادم رفعلها حاجبه: طب و ليه السؤال الجزمه ده يا رحاب دلوقت؟

رحاب اتعدلت بجديه قعدت و ربعت جنبه ع السرير: ممكن تجاوب لو سمحت؟
ادم هز راسه و ضحك بيأس: أصل احنا قاعدين قاعده المفروض قعدة صفا و بنتعاتب و الدنيا حلوةه. ليه نقلبها نكد؟
رحاب بصتله بغيظ: لو مش عايز تقلبها نكد يا ريت تجاوب على سؤالى.

ادم حط إيده على راسه بغُلب: أصل انا لو قولتلك انك انتى اللى بتحبينى أكتر هشوف سواد مغلى لمدة خمس سنين اد اللى عيشناهم مع بعض. عارفه بنتنا هتكبر و نخلف غيرها و انا لسه بيتنكد عليا بسبب الإجابة دى
رحاب رفعت حاجبها: ده حقيقى.

ادم هز راسه بإبتسامه صفرا: و ف نفس الوقت لو قولت انى بحبك اكتر هبان مهزأ قدام نفسى. ف ليه أصلا المزايدات؟ ّما احنا الاتنين بنحب بعض و خلاص يا حبيبتى بلاش نكد الله يكرمك ف ليله مفترجه زى دى
رحاب اتغاظت من رده: مفيش حاجة اسمها كده يا حبيبى. لازم يكون فيه حد بيحب التانى أكتر
ادم رفع حاجبه: و اللى بيحب التانى أقل أمه رقاصه مثلا؟ أصله مش قمار يعنى دى مشاعر
رحاب: والمشاعر دى مبتتقاسش؟

ادم عض بوقه بغيظ: لا ازاى. بتتقاس طبعا. بس اكيد مش بوحدة النكد يا حبيبتى. يعنى انا فاكر اول ما اتخطبنا من خمس ست سنين حبيتيذى تكوني اول حد يقولى كل سنه و انت طيب ف العيد فقولتيهالى ف اخر رمضان
رحاب رفعت حاجبها بغيظ: و ياريته طمر
ادم ضحك غصب عنه: العيد اللى بعده كنا متجوزين و عشان اسبقك تفادياً للنكد قولتهالك ف نص رمضان.

رحاب رفعت حاجبها: قومت انا غفّلتك ف العيد اللى بعده و قولتهالك قبل رمضان اصلا. عشان تتعلم الاهتمام
ادم شاورلها بغيظ: اهو، اهو شوفتى العبط بقا؟ و المشكلة انك فخوره بنفسك
رحاب شاورتله: و فيها ايه مش فاهمه، بص الاهتمام اصلا مييتطلبش
ادم كعمش وشه: تخيلى واحدة بتعيد على حبيبها ف شهر رجب؟ و بس عشان تعلّى عليه، مزاد هو!
رحاب حطت إيديها ف وسطها: لا عشان المفروض انه بيحبها.

ادم ضربها بخفه على خدها: ما احنا مش هنخلص. بقا المطلوب منى انا كل سنه اعيد عليكى للعيد اللى قدام
رحاب ضربتها ف كتفه: طب بلاش الأعياد. خلينا ف الهدايا
ادم بغيظ: الهداياا. حتى دى حولتيها لمزاد هي كمان
رحاب كعمشت وشها: هو ده الحب. ده الاثبات. لما تكع دم قلبك عشان حد تبقى بتحبه. ده النبى قال تهادوا تحابوا.

ادم بصلها بغيظ: لا اللى انتى فيه ده غباوه مش حب. يعنى بتنيل نحب بعض، ايه لازمة الاثبات؟ ما امضيلك حضور احسن!
رحاب حطت إيدها ف وسطها: ايوه بردوا مين بيحب التانى اكتر؟
ادم ضم وشه بإبتسامه مصطنعه: انا. كان المفروض من الاول اقول انا. انا غلطان انى حبيت ادخل معاكى ف مناقشه
رحاب ابتسمت بعتاب: لاء انا
ادم رفع حاجبه: خلاص كده جيبنا سقف المزايده و لا لسه في تانى؟
رحاب بصتله بغيظ و هو ضحك بصوت عالى.

ادم غمزها ف جنبها بمحاولة هزار: طب ايه مش هنتعشى؟
رحاب وقفت اتحركت تخرج للمطبخ و ادم وقف بمكر و ف حركه سريعه كان قدامها قبل ما تعدى الباب.
رحاب استغربت: في ايه؟
ادم سندها ع الباب وراها قفله بجسمها: في كل خير ان شاء الله
رحاب بصت لعينيه اللى بتتحرك على جسمها و بصت لجسمها و زقته بغيظ: ده وقته؟

ادم اتجاهل احساسه اللى بيتخنق جواه و ابتسم بإحترافيه ابتسامه شبه الموقف بينهم دلوقت: لا احنا بتوع دلوقت و كل وقت
رحاب بخنقه: امى برا يا ادم مش كده
ادم قرب وشه من وشها و حاول يستخدم سلاح رجولته: امك عندنا طول الوقت. مشيها لو مش عايزاها تحضر الافتتاح و تقص الشريط كمان
رحاب رفعت حاجبها: بقيت زنان اوى.

ادم رغم هزاره حاول يوصلها حاجه معينه: الراجل عامل زى العيل الصغير الزنان اعرفى كده لو بطل زن يبقى في حد غيرك اداله بزازه
رحاب اخدت نفس من نَفسه القريب من وشها و لهجتها لانت شويه رغم انها مفهمتش رسالته: انا زعلانه عشان
ادم قاطعها: مش وقته
رحاب لهجتها اتحوّلت تماما و عادت جملته: لا احنا بتوع كل وقت. و لا ده لمزاجك بس؟
ادم كتم نَفسه بالعافيه عشان مينفخش ف وشها او يضطر يبعد.

اتكلم بلهجه راجيه: رحاب اما تبقى معايا ف لحظه زى دى متفكريش ف حاجه غيرى. ع الاقل ف الوقت ده بس
رحاب بزعل: و انا مبعرفش اعمل ده و انا زعلانه. احنا مش حيوانات
ادم حاول يسترد طاقته بالعافيه: و انا براضيكى اهو
رحاب رفعت إيديها الاتنين و نزلت إيديه اللى رافعهم حواليها و ساندهم ع الباب و حررت نفسها منه: و انا بردوا زعلانه.

ادم استغل انها عشان تتحرك منه اضطرت تدخل لجوه و لف وشه و زقها ع السرير: و ايه الجديد يا روحى ما انتى على طول زعلانه. اموت انا لحد ما تتراضى يعنى؟
رحاب: انت بتكدب كتير عليا
ادم اتعدل بجديه بلهجه هاديه: و مبتستنيش تسمعينى للاخر ليه؟
رحاب اتعدلت من رقدتها بتهكم: بسيبك ترتب كدبه.

ادم اخد نفس سريع و خرّجه بطئ: انا مكدبتش ف حرف قولتهولك. لو كنت عايز اكدب كان اسهل اخبى بس انا مرضتش اعمل ده. عارفه ايه؟ عشان كل حاجه تبقى واضحه قدامك و تعرفى امتى تتدخلى و امتى تسألى و امتى تتفرجى بس
ادم كان عايز يقولها انا محتاج حاليا تتدخلى اكتر من فرجتك و سؤالك بس ترجمها بشكل تانى: رحاب، لو مش هَتعرفى تكونى المسكن حاولى متبقيش الصُداع.

رحاب سكتت بضيق و هو رفع ضهره سنده لورا و مد إيده شدها على صدره.
صمت غريب بين اتنين المفروض انهم ف لحظات الصمت فيها ملعون.
ادم عدلها على السرير و لف دراعه فوق راسها و بيلعب ف شعرها بصوابعه: انا محتاج اى حاجه جديده ف حياتنا يا رحاب. اى حاجه. اى جديد. اى تغيير
رحاب: اشمعنى دلوقت؟
ادم عايز يقول كلام مينفعش يتقال بينهم او بالظبط بينه و بين شخصيه زى رحاب: عشان. عشان علاقتنا محتاجه ده يا رحاب.

رحاب سكتت شويه: انت متغير يا ادم
ادم حاول يدارى توتره: طب ما تتغيرى انتى كمان يا رحاب
رحاب هتتكلم بهجوم ادم سبقها: عشانى. مش لازم تبقى وحشه عشان تتغيرى
رحاب: امال؟
ادم ابتسم: عايز اعمل حاجه جديده. اى حاجه تكسر الملل اللى احنا فيه ده
رحاب: زى ايه؟
ادم بمحاوله: مش عارف نسافر دلوقت و لا ده التغيير اللى محتاجله. مثلا. مثلا تعالى نبات ليله ف فندق و كإنها ليلة فرحنا
رحاب كعمشت وشها: قديم اوى الجو ده.

ادم قعد بحماس: ايه رأيك اخدك كباريه؟
رحاب اتعدلت بحده: انت اتهبلت؟
ادم ضحك غصب عنه: اشترى منى. هفرّجك على جو غريب و
رحاب كملت بغضب: و اجى هنا اقلدهولك. مش كده؟
ادم رد بضيق: للعلم انتى مراتى على فكره
رحاب بغضب: لا انت فايق و انا
ادم كشر: و انتى ايه يا رحاب؟ طب ما تفوقيلى انتى كمان
رحاب هتتحرك ادم مسك إيدها رجّعها للسرير: طب اسمعى. تسمعى عن الالعاب الزوجيه؟

رحاب بتهكم: كفايه انت شكلك سمعت عنها. و دى سمعت عنها فين بقا ان شاء؟
ادم بغيظ: احنا ف ايه و لا ف ايه! رحاب شيلى من دماغك فكرة انى بخونك دى و ركزى معايا
رحاب نفخت بملل: عايز ايه يا ادم؟
ادم حاول يقرب بس احساسه ان المسافه اللى هيقربها اكبر بكتير من المسافه اللى بينهم ع السرير معجّزه: عايزك
رحاب بسخريه: طب ما تقول كده.

رجعت ف رقدتها ع السرير و ادم بص عليها بغيظ: لاء انا عايزك معايا مش عايزك جثه. ماتطرى القاعده
رحاب كعمشت وشها: ليه مروحه؟
ادم غمزلها: انتبهيلى يا حوبا
رحاب: انت مزاجك رايق اوى ليه كده؟
ادم ميل نص واحده و وشه فوق وشها بهمس: امال هو اسمه مزاج ليه؟ ما تقومى ترقصيلى
رحاب ببرود: مش بقولك رايق
ادم عض بوقه: تصدقى نفسى اشوفك ببدلة رقص!
رحاب بغيظ: انت مالك بقيت اوفر ليه؟

ادم كشر و اتعدل يولع سيجاره: و انتى عادى يعنى؟
رحاب سكتت ببرود لحد ما بصّلها بحماس: بقولك ايه. ايه رأيك نلعب؟
رحاب اتريقت: شبه لعبة السكر كده. شوفت انا فهمتك من وقتها ازاى؟
ادم كان هيكمل كلامه ف سكت عنه و بصّلها: يعنى لو حتى من وقتها كان نفسى نلعب و انتى بتقولى فهمتى تسيبينى؟

رحاب سكتت ببرود و ادم سكت شويه و بيرفع السيجاره على بوقه ف ابتسم و شاورلها بيها.
رحاب رفعت حاجبها: نعم؟
ادم غمزلها: تجربى؟
رحاب اتعدلت بتهكم و قبل ما تنطق ادم اتكلم: ده و انتى معايا بس ف اللحظه دى. قصدى و احنا سوا
رحاب زقت إيده ببرود: انت اوفر
ادم غمزلها و هو بيقوم يخرج من الاوضه.
رحاب: رايح فين؟ انا مش هعمل الهبل اللى قولت عليه ده و
ادم لف وشه وراه لها بغيظ و عمل نفسه بيتف عليها.

دخل المطبخ جاب حاجه و رجعلها بسرعه.
رحاب رفعت حاجبها للعلبه اللى ف إيده: بُن!
ادم ابتسم و هو بيقعد جنبهاع السرير و بيفتح العلبه: هو المفروض نوتيلا او جيلى فاكهه بس انا مبحبش الحاجات دى. و بما انى بحب القهوه اكتر ف نجربها
رحاب اتعدلت بضيق: انت عايز تحط على جسمى القرف ده؟
ادم بصلها بإستغراب: قرف ايه يا رحاب دى قهوه؟

رحاب سكتت برفض و هو حاول يبتسم او يسترد طاقته اللى اهدرتها بتقطيمه: انا بحبها. عايز ادوقها على جسمك
رحاب زقت إيده متضايقه: لا يا ادم انا مش هعمل القرف ده
ادم حط العلبه جنبه بإحباط بس محبش يفسد محاولته و بصّلها بحماس: طب انا كنت اقصد الالعاب الزوجيه. اللى هي حاجه تكسر الروتين. حاجه جديده او مش مألوفه يعنى
رحاب: اللى هي ايه يعنى؟ قولى حاجه محدده
ادم بتفكير لحد ما انتبه بحماس: اقولك. ايه رأيك اصورك؟

رحاب اتعدلت بغضب: نعمم؟
ادم ضحك غصب عنه بغُلب: طب اسمعى للاخر
رحاب هتتحرك بغضب او شبه اتحركت و ادم اتعدل قدامها: يا ستى اسمعى و لو معجبش مخسرتيش. هصورك و احنا سوا كنوع من اثارة الغريزه بعدين. وقت اما اعوزك يعنى. هبعتلك الفيديو بعدها قبل العلاقه تانى كإنى ببتزك يعنى و بجيبك برجولتى و بعدها هنعمل حاجه جديده. شغل جديد يعنى
رحاب زقت إيده بغضب و وقفت: الكلام ده تقوله لكلبه جايبها من الشارع مش لمراتك.

ادم وقف و حاول يمتص غضبها او يفهمها انه بيحاول يمسك فيها: ده مينفعش اقوله الا لمراتى
رحاب بغضب: و انا قولتلك انا مراتك مش عشيقتك
ادم كتم ضيقه: و فيها ايه اما تبقى عشيقتى؟ و فيها ايه اما اقوله لمراتى؟ حاجه و نفسى فيها لو ملقتهاش معاكى هلقاها فين؟
رحاب بتهكم و هي خارجه: مكان ما سمعت عنها
ادم اخد نَفس محبط بيأس و رجع للسرير.

حمزه اخد حنين و سافر القاهره. حس انها محتاجه تغير جو. تخرج برا ارض الحدث شويه. حنين من يوم وقعة ولادتها و الدكتور قاله شدة الوقعه جات لمصلحتها. ابتدت توزن اثر الخبطه جوه دماغها. حاجه كده شبه اللى بيقع جامد يفقد بصره و مع وقعه اجمد بيرجعله بصره بدون اى تفسير طبى!

صحيح من يوم حادثتها بيتعب اكترمنها اما بتجيلها حالة الصرع اللى بتشوش ذاكرتها و بيتمنى لو يشيل عنها. لكن اول مره يتمنى تجيلها. مش لحاجه اكتر ما هو بيتمنى يمسح من جواها اللحظات الصعبه دى!
خدها و سافر لهديه و مرتب لرحله مخصوص ترضيها حتى لو هيوديها مكان ما كانت عايشه!
بس ياترى القدر راضى عن ده و لا هيرسمله رحله تانيه خالص!

ادم وقف بصدمه قدام رحاب اللى قاعده وسط ابوها و امها و ابوه و امه.
امها وقفت بغضب: تنكر انك قولتلها كده؟
ادم بص لرحاب بصدمه و هي دوّرت وشها بعيد.
امه بصتله بنظره مش مفهومه عتاب او رفض: ادم انت صحيح طلبت من رحاب كده؟ انها يعنى
محاسن زعقت: امال يعنى بنتى بتتبلّى عليه؟ بتجيب لنفسها بلوه بمزاجها؟
مصطفى اتدخل بلطف: يا جماعه اقعدوا نتكلم بهدوء. دى مش طريقة تفاهم.

محاسن شاورتله بغضب: انت تسكت خالص. ماهو ده اخرة رضاك عنه و عن عمايله. اخرتها البيه عايز يصور بنتى ف اوضة النوم زى بنات الشارع
مصطفى: دى حاجه بينهم و بين بعض مكنش ينفع تطلع من بنتك برا بيتها و لا تطلع برا اوضتها اصلا.

محاسن: امال تسيبه يدبرلها بلوه و الله اعلم ايه اللى ف راسه، يا راجل بقولك عايز يصورها. ده انت احمد ربنا انها مبتخببش عنى حاجه و جات قالتلى و انا لمتكم تشوفوا معاه حل و الا كان زمانه بيهددك بصور بنتك
ادم منطقش حرف من اول ما دخل و فهم و سمع الحوار. مش عارف عاتب على رحاب انها زقت إيده اللى اتمدتلها و لا عاتب على نفسه انه مدلها إيده اصلا!

امه حاولت تهدّى الجو: يا جماعه اهدوا طيب. اكيد في شكل تانى للى حصل غير ده
محاسن شاورتلها بإيديها و هي بتزعق: شكل تانى؟ شكل ايه و ابنك عايز بنتى تروح كباريه؟ ترقصله زى الغوازى و بتوع السيما؟ ده عايزها تشرب سجاير المفضوح
مصطفى اتدخل: اديكى قولتى. الراجل زهق. شكله محتاج يغير جو مع مراته. مالنا احنا بتفاصيل حياتهم دى؟

محاسن: يغير ايه؟ ده محتاج يغير مخه كله. في راجل ف الدنيا عاقل ينام مع مراته ف الشارع؟ انا غلطت انى سكت ساعتها. ده واخدها المقطم و
فاطيمه امه وقفت بغضب: لا بقا انتى زودتيها. دى حاجه بين راجل و مراته تدخلى فيها انتى ليه؟ تجى هي اصلا لحد عندك ليه؟ معلمتيش بنتك ليه ان ده غلط؟ ان بابها لازم يكون مقفول عليها هي و جوزها؟

محاسن وقفت بزعيق: انتى هتاكلينى بالصوت؟ قال على رأى المثل اخدناه و بربوره على كمه و دلوقت لا عاجبينه و لا عاجبين امه
مصطفى وقف يتدخل: يا جماعه عيب كده
ادم مقدرش يتحمل الموقف كله. قعدة ابوه ف موقف زى ده و سماعه لكلام زى ده. نظرات امه. اتطلاع الكل على خصوصياهم كده!
اتقابلت عينيه مع ابوه و امه ف نظره هو مقدرش يتحملها ف وقف برفض للموقف كله و خرج بدون كلمه.

نزل الشارع مخنوق من الدنيا بحالها.
من غير تفكير راح على مكان لاول مره ميترددش يروحه.
وقف كتير لحد ما لمح هديه خارجه.
ابتسم بعيون بتلمع و اتحرك بعربيته من غير تردد ناحيتها لحد ما كسر عليها الطريق اللى كانت بتعديه.
هديه لفت وشها بغيظ: انت يا اعمى بتركبها ليه و انت محتاج
قطعت كلامها مع ادم اللى فتح باب العربيه اللى قصادها و ابتسم بمرح: جاى و لا الدور الجاى؟

هديه ملامحها نورت بفرحه معرفتش تداريها او تقريبا مهتمتش تداريها: ادم
ادم نزل من عربيته و لفلها ف اللحظه اللى هي ركبت فيها ف بصّلها بغيظ.
لف يركب ف اللحظه اللى هي زقت الباب و نزلتله تقف معاه.
ادم رفع حاجبه و هي رفعت حاجبها قصاده و الاتنين ضحكوا ف صوت واحد.
ادم ابتسم: ادوسك و اخلص؟
هديه ضحكت بخفه و هو دخل بسرعه و مد إيده من مكانه شدها جنبه و شد الباب قفله.
هديه ابتسمت: كنت عارفه انى هشوفك تانى.

ادم بصلها بطرف عينه: عرفتى ازاى؟ انا نفسى مكنتش عارف
هديه حرّكت ملامحها بتفكير: يمكن عشان محدش بيشوف عينيه
ادم عجبه ردها او حسه ف غمزلها: و بعدين نسيانك ده عايزله اراده و انا قلبى بيتمرقع كالعاده
هديه ابتسمت برقه على رده: بعدين الكره الأرضيه قد كده. يعني هتجيلي تاني
ادم ابتسم و اتحرك بالعربيه لحد ما ركن عند جنينه بسيطه و نزل بيها دخلوا قعدوا ف كافيه فيها.

هديه بصتله شويه و جواها فضول طالما عارفها جاى دلوقت تحديدا ليه.
ادم اخد نفس طويل: يمكن اكون جيتلك عشان مبقاش ينفع ماجيش
هديه انتبهت بجديه: مالك؟

‏ادم اتنهد: مش عارف. مش مبسوط. ومبقتش زعلان. مفيش حاجة بتحصل. كُل حاجة هي هي. وبقت أسوأ. مينفعش أقف و انهار و اعيط لأن محدش هيطبطب عليا. و ف نفس الوقت أنا محتاج اسمع كلام يطمنى. مهما أحكيلك مش هحكيلك اللي حاسس بيه بالضبط. لأني مش فاهم. بس أقدر أقولك إنى تعبت و نفسى معجزه تحصل.

هديه بصت لعينيه اللى بتزوغ بعصبيه مع كلامه و ادم اخد نفس طويل يهدى: مش عارف. المهم انتى عامله ايه؟
هديه بهزار حاولت تلطف الموقف: انا داخله على حالة اكتئاب و انت؟
ادم ضحك غصب عنه: لاء انا جوه لما توصلى كلميني
هديه ضحكت جامد على لهجته و سندت كوعها ع الترابيزه قدامها: يابنى انا و الله مبقتش عارفه لماذا يسكن كل هذا البوس حياتنا مع اننا حلوين من يومنا و الله و قلوبنا كويسه؟

ادم عمل زيها و سند خده على كوعه: تقريبا كده أن زهرة شبابنا قد تم سقيها ب مياة الصرف الصحي.

هديه ضحكت اوى اوى على شكله و ادم اتكلم وسط ضحكة غيظ: و الله الفتره دي الواحد ما عارف ما هو اكتئاب ولا انطفاء و لانضج و لا وحده و لا توحد و لا حسد و لا عمل و لا ايه الحزن ده. حاسس بيأس. يكونش ده سن اليأس و انا مش واخد باله؟
هديه اتكلمت بجديه: يا ساتر يارب. ليه كل ده؟
ادم هز راسه بقلة طاقه و حاول يخرج من الحوار: المهم احوالك ايه؟

هديه ابتسمت بهدوء: نوعا ما كويسه. او بحاول. سيبك انت. انا مبسوطه اننا اتقابلنا المرادى من غير مصيبه
ادم ضحك على ذكرياتهم: انتى مش ملاحظه انى كل ما اقربلك يظهرلى ظابط؟ تحسى انه اوبشن
هديه ضحكت جامد اوى و هو قبل ما يضحك اتفرج على ضحكتها بخطفه.
هديه رفعت حاجبها و ربعت إيديها على الترابيزه قدامها: انت عرفت مكان شغلى منين؟
ادم مثّل البراءه: انا؟ لا خالص. دى صدفه.

هديه نزلت حاجبها و رفعت التانى بمرح: شبه صدفة الشقه كده؟
ادم بغيظ: متفكرنيش لا انفخك
هديه بصتله بطرف عينها بمكر: مش قولتلك رايح قصد. جاى عشانى؟ قول قول متتكسفش
ادم رد بغيظ: حظى و انا عارفُه. ده انا حظى كل ما يوقف على رجليه و يشد حيله يدوخ و يقع تانى شكله حامل باين
هديه ضحكت اوى و عينيها لمعتله: ما طلع بمزاجك اهو.

ادم بغيظ: انك تبقي عارف الخوازيق فين و تروحلها دا ف حد ذاته موهبه و انا الصراحه متخصص ف الموضوع ده.

هديه ضحكت برقه و هو ضحك معاها: ده انا بعد ما خدتك من هناك كنت عايز احدفك ف النيل. اقولك ارمى نفسك يا بلحه يا حلوه يا مقمعه، كنت متغاظ اوى
هديه ضحكت اكتر معاه: مين اللى يتغاظ؟ انت اللى بوظتلى شغلى على فكره
ادم ابتسم و هي استوعبت قالت ايه ف سكتت تقرا رد فعله.

ادم كان فاهم عينيها و التردد اللى جواها ف حب يمتص التردد ده مش عارف عشان ميفسدش اللحظه او مش حاببها تسكت: و بعدين طول ما انت زمار و انا طبال تجمعنا الكباريهات
هديه برقت و ادم بمرح عمل نفسه بيصحح: قصدى المهرجانات
هديه رفعت كوبايه عملت نفسها هتحدفه و ادم خبى وشه بمرح: الموالد
هديه ضحكت بخفه و ادم غمزلها بمرح: و بعدين علي راي الاستاذ عبد الباسط حموده بقى بعد كل اللي انا بديه، مفيش شكرا مفيش ميرسي!

هديه ضحكت اوى و ادم ابتسم لضحكتها: و هو التنطيط ده شغل يا كرومبو؟
هديه ضيقت عينيها: كرومبو؟
ادم: في فرق بين تنقلى الحدث بتفاصيله و بين انك تصنعيه يا فصيحه
هديه بصتله كتير: انت
ادم: من اول يوم. انتى يا هبله فاكره انك اما تشخبطى على شخصيتك و شكلك و لا تغيرى هدومك مش هعرفك؟
هديه: بس الكلام ده للى يعرفنى. اللى معاشرنى او حافظنى معرفش استخبى عنه. لكن انت كنت اول مره تقابلنى.

ادم ابتسم بتهرّب: بس عينيكى كانت صريحه جدا. تفتكرى ليه؟
هديه فهمت ان مشاعرها اما اتحركت بتلقائيه خلتها تتصرف بتلقائيه و غطت على انتباهها للى بتعمله.
اتوترت بتهتهه: بردوا ازاى عرفت؟
ادم بجديه: كنتى مختصره و مباشره و هدفك كان قدامك مشدد الحراسه على عقلك. زى مثلا اسألتك الكتير و اهتمامك بالتفاصيل و تركيزك المشدد. و ده جزء من حاجات كتير
هديه ابتسمت بإعجاب: انا. انا حاولت اقولك و من الاول على فكره. بس.

ادم بص ف عينيها بتفحص عجبته اللمعه اللى احتوتها: بس ايه؟
هديه بإرتباك: بس خوفت
ادم بترقب كان بيقرا اجاباتها من عينيها قبل ما يسمعها: منى؟
هديه بسرعه اندفعت: لا و الله. عليك. خوفت عليك. خوفت تبعدنى
وقفت بالكلام تعيد ف عقلها هي قالت ايه و سكتت اما حست ان الكلام مينفعش يتكمل او ع الاقل حاليا.
ادم اكتفى بده حاليا و ابتسم بإعجاب: بس شكلك بتحبى شغلك يا هديه صح؟ يعنى. اصرارك و قوة تحملك و طاقتك بيقولوا كده.

هديه ابتسمت على اسمها اللى اول مره تسمعه منه: جدااا. و بعدين يا بنى عشان تنجح لازم تسعى
ادم شاور بمرح: تسعه تسعه و نص يعنى
هديه ضحكت جامد و قلدت لهجته و هي بتشاور بإيدها ف وشه: اموت انا ف قفشات الافلام
ادم ضحك معاها: عموما عيطى و إنتى بتستمرى ف السعي أهو لو وصلتى خير بركه موصلتش يبقا عامله حسابك و معيطه
هديه بعد ضحكتها ما راقت عليت اكتر.
ادم جه يسكّتها ضحك معاها لحد ما ضحكتهم راقت.

هديه: بحاول اعمل لنفسى طريق خاص بيا. طريق يوصلنى لمستقبل عايزاه زى ما تخيلته بعد ما رسمته
ادم بمرح: لا متحاوليش تشقى طريقك للمستقبل. اصبرى انتى بس و المستقبل هيشقك انتى و طريقك
هديه ضحكت: برميل تفاؤل متحرك
ادم ابتسم بمرح: بمناسبة المستقبل. هو انتى مبتعمليش علاقات يرفضها العرف و الناس و المجتمع؟
هديه ضحكت جامد: لاء
ادم شاور ببلاهه: و لا بتفكرى؟

هديه بهزار: يا بنى ألم يأتك نبئ قوم تزوجوا من قبل؟ خيّبك الله
ادم ضحك ببلاهه: على رآيك
هديه كعمشت بوقها: طب انا راضيه ذمتك
ادم غمزلها بمشاكسه: عقبال ما تبقى عليها
هديه اتخطت جملته بربكه لذيذه جواها: راضيه ذمتك في حد عاقل يتجوز؟
ادم ضحك ببلاهه: على رأيك
هديه شقلبت بوقها بمرح: و مع ذلك تقدر تقول انتهت حلول الحب الامر متروك للشقط. او ابو كرش و فانله بحملات. على حسب ايهما اقرب.

ادم رفع حاجبه بهزار: بذمتك مش مكسوفه من نفسك و الناس قاعده بتتجوز و تطلق و إنتى قاعده زي الاباجوره كده؟
هديه بغيظ: لعلمك انا ممكن احب
ادم: و ايه اللى مانعك بقا؟
هديه بغيظ: ممعيش البطاقه
ادم ضحك و هي بصتله: انا عايزه حد يخطفنى. لا يتجوزنى و لا حتى يحبنى. يخطفنى كده. يخطفنى بشخصيته و يكون كاريزما بقا و كده. مجره طويله عريضه تلات اوض و صاله مفهاش حد قادر يخطفنى؟

ادم ضحك ببلاهه: بصى هو انا مش عارف. بس انتى اتجوزي اللي شكله حلو عشان عيالك يطلعوا حلوين. سيبك من الشخصيه انتي كدا كدا هتطلعى ميتينه و ميتين شخصيته
هديه ضحكت معاه بمرح: لا ماهو الجواز غلطه. ف بحاول بقا اغلطها مع الإنسان الصح. مش هيبقى غلط و غباء
ادم بغيظ: انا مش فاهم بردوا ازاى واحده زيك مش متنيله لحد دلوقتى؟
هديه اتغاظت من سؤاله اللى ترجمه غلط بكلمة لحد دلوقت: و انت مال اهلك.

ادم شاور بإيده ف وشها: اه انا قولت لسانك المضرب
هديه ضحكت جامد و هو كعمشلها وشه بغيظ: يعنى انتى لحد دلوقت مقابلتيش حد خالص يعجب حضرتك؟
هديه اخدت نفس بتمهّل: الحب مش بالإعجاب و انا عايزه احب و اتحب مش اتجوز و خلاص. الحُب بالخطفه. الخطفه اللي عُمرك ما هتقدر تفهم سببها الحقيقي. انا نفسى ادخل ف علاقة حب اللي هو الناس تقول علي علاقتنا دي عاملين سحر لبعض.

ادم هز راسه و ابتسم بالعافيه على حته من حلم كان بتاعه لمستها.
هديه رفعت ياقة فستانها بغرور: لعلمك لو ع الحب أنا مبتحبش من أول مقابله. أنا أتحب من قبل ما اتشاف أصلاً.

ادم: يا بنتى. إنتي اللي قدك دلوقتي ف محكمة الاسره متطلقين. حب ايه بس اللى بتدورى عليه؟
هديه: على رأيك. الحب أساساً سوء تفاهم بين شخصين لما بيفهموا بعض كويس بيسيبوا بعض
ادم ضحك جامد جدا و هي شربت العصير ببلاهه: حاجتين لازم تعرفهم يا بنى عن الحب. الاولى ان الحب مش وحش الحب حلو مع الشخص الصح. و التانيه مفيش شخص صح اصلا.

ادم حط إيده على راسه بغُلب و هديه شاورتله بمرح: اما عن الجواز ف ابواحد مش هينفع يتجوز غير و هو على درجة معينه من النضج لو وصللها مش هيتجوز
ادم بغُلب: يعنى لا إنتى مرتبطه و لا حتى مشقوطه. أومال عايشه ليه؟
هديه بمرح: يا بنى أنا سنجل صامد وسط ملايين الكابلز. بس لما يجي دوري سأتكبلز كبلزه لم يتكبلزها أحد.

قعدوا كتير و اتكلموا اكتر و محسوش بالساعات الكتير اللى عدت. ادم كان كلامه كتير جدا لكن كلامه عن نفسه محدود جدا. هديه حست انه منفعل انفعال مبهم و محتاج يهدى ف سابته يخرّج اللى محتاج يخرج و متدخلتش بسؤال.
ادم مستغربش انها مسألتهوش عن تفاصيله. كان عارف انها ذكيه او عقلها نشط و فاهم انه بيتسحب بشويش. كان حاسس انه واضح جدا او مقرى بالنسبالها و ده احساس مكرههوش اد ما لمسه من جوه.

هديه بصت ف ساعتها و هو ابتسم ابتسامه باهته: عايزه تمشى؟
هديه ابتسمت: هنتقابل تانى صح؟
ادم ابتسم و هو بيقف معاها: اكييد
اخدها وصلها لحد عنوانها اللى ادتهوله و طفى عربيته و وقف بيها.
هديه بصت ف عينيه شويه قبل ما تتكلم: انت ليه اخر مره اتقابلنا عند القهوه قولتلى انى وحشتك؟
ادم افتكر يومها و ابتسم بملامح صامته.
هديه كان قدامها علامة استفهام بس محبتش تضغط تاخدلها اى اجابه و خلاص: انت مبقتش تروح هناك صح؟

ادم رفع حاجبه مبتسم: اعتقد انك عارفه الاجابه
هديه فهمت انه عرف انها بتسأل عنه كتير ف ضحكت ضحكه خفيفه.
ادم من الشباك جنبه بص للعماره قدامه: هديه انتى عايشه هنا لوحدك؟
هديه ابتسمت بلهجته: اعتقد انك عارف الاجابه
ادم ضربها بخفه على راسها من ورا و هي ضحكت: يعنى اعتقد انك عارف اهو كل حاجه ف اكيد عارف انى اه عايشه لوحدى
ادم بقلق: ليه؟

هديه: شغلى. شغلى و دراستى و حياتى هنا. البدايه كانت عند دراستى اما حبيت اقدم ف الجامعه الامريكيه لكن حبيت الحياه هنا اكتر ف كملت
ادم بتردد: و اهلك؟ قصدى يعنى
هديه: بابا و ماما؟ لا بابا بيثق فيا جدا و عارف دماغى
ادم ابتسم بفضول: اللى هى؟
هديه: انى لو عايزه اغلط هغلط و انا جوه اوضتى و لو مش عايزه اغلط هتحدف وسط مية راجل و هطلع من وسطهم ارجل منهم.

ادم ابتسم و هي كملت: بعدين انا بحضر رسالتى ف جامعتى هنا و امتحاناتى فيها قربت ف معدش ينفع اسيب هنا
ادم: و انتى منين بقا اصلا؟
هديه ابتسمت: اصلا؟ انا اصلا من الصعيد
ادم استفزها بمرح: بلد معظمها زراعه و بقر بقا و كده؟ من حقك تهربى لا يتلغبطوا فيكى
هديه بصتله و شاورت بإيدها على خده بغيظ لمجرد انها بتحب اصلها و الصعيد جدا: اه. عشان كده اوعى تروح لا تتقفش.

ادم برّق بغيظ و هيقرب يشدها هي فتحت باب العربيه و نزلت جرى. لفت من قدام العربيه تعدى للعماره ادم فتح الباب ناحيتها و خبطها بيه بغيظ.
هديه مسكت رجليها و برقتله بغيظ. اتلفتت حواليها و حطت شنطتها و حاجتها على حرف سلم ف المدخل و قربت منه بمكر.
ادم رفع إيديه بإستسلام و هو بيضحك و هي ضربته بوكس قبل ما يوصل لوشه كان مسك قبضتها و لفها بجسمها كله خلى ضهرها له.
ادم همس ف ودنها: انا مقولتلكيش انى سايبك بمزاجى؟

هديه لفت جسمها بسرعه قصاده و كوّرت إيدها تانى و مدتها ف وشه ادم مسكها و رفعها ببطئ لوشه باسها و ابتسم بإنتصار.
قبل ما يتكلم كانت مدت قبضتها التانيه و ضربته بوكس بإنتصار.
ادم بصلها بغيظ و عينيه برقت اوى بشكل خلاها ضحكت بنهجان و جريت و هو جرى وراها و الاتنين خبطوا ف حد داخل من العماره.

حمزه كان اخد حنين و سافروا للقاهره وصلوا عند هديه و دخلوا.
هديه وقفت عن حركتها بلهفه: حمزااوى. مقولتليش ليه انك جاى؟
ادم عينيه اتحوّلت لجمود سرى ف جسمه كله زى البنج و بص لحمزه نظرات معرفش يخبيها.

حمزه رفع حاجبه لهديه و خبطها بخفه على قورتها: يا بت اتلمى. بعدين ايه مقولتليش دى؟ هستأذن اياك؟
هديه ضحكت بمرح: لا ابوس صوابعك خبى العرق الصعيدى دلوقت. مش وقته
حمزه ضيّق عينيه و هديه سحبته من إيده لقدام ادم اللى مش عارف يحدد اى حاجه جواه او براه.
حنين بصتله من بعيد و عينيها اتوترت بشكل لا ارادى و هي بتتقدم منهم.
حمزه قرب منه كذا خطوه و اتقابلت وشوشهم اكتر من عيونهم بملامح غريبه.

حمزه قرب خطوه كمان و بصّله قوى و.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة