قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع عشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع عشر

رواية القائد الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع عشر

ادم لف رقبته و خلى وشه لمسعد: انت مش واخد بالك من شكلى؟
منير بلع ريقه بحذر و انس حط إيده على وشه لإن ادم هيكشف نفسه قدام الراجل عشان يحميها و يخرّجها من الموضوع قدامه و ده هيعرّضه للخطر لمجرد يكشف هويته قدامهم اللى القضيه خلصت و اتقفلت بدون ما يعرفوا ان ادم اللى كان بيصادرلهم البضاعه هو نفسه الظابط اللى وقعهم حفاظا على حياته!

هديه شاورتله براسها بسرعه لالا ميتكلمش و ادم اتجاهل محاولتها.
منير رفع مسدسه ضرب طلقه يشتت الكل.
ادم بص وراه لمنير بحده لانه اول ما ضرب الراجل شدد على مسكته لهديه و ضمها بضهرها عليه و ابتدى يتحرك لبرا و سلاحه على رقبتها.

ادم اتنفس بعنف و عينيه متعلقه بيها و ذكرى واحده اللى بتروح و تجى قدام عينيه غطت على صورتها قدامه. ذكرى خسرها فيها بس هل عنده استعداد لنفس الخساره اللى المرادى هيعيشها بمرار مختلف!
ف حركه عنيفه ضغط على رقبة مسعد: قولتلك حسابك معايا انا. هي برا الليله
مسعد حس ان ادم مش مجرد بيهدد و ان الموضوع اكبر من تهويش. لف بوشه بالعافيه للراجل بتاعه و ادم ضغط اكتر على عنق رقبته يشتت تفكيره لو فكر يديله اشاره.

الراجل لف إيده اللى ماسكه المسدس على رقبتها كلها اكتر و اتحرك بيها لبرا.
مسعد زعق: يا غبى
الراجل كان عايز ينفد بنفسه و ادم كان مركز مع حركته.
منير رفع سلاحه بعد لحظات ترقب و ادم بص عليه بفزع اما فهم منير هيفلّتها منه ازاى.
منير رفع سلاحه و ضرب رصاصه و هديه بمهاره حودت مسافه بسيطه بجسمها جابت الرصاصه ف كتف الراجل وراها.

الراجل صرخ و مسك كتفه بإيده اللى وقع منها مسدسه و إيده التانيه لسه ماسكه دراعها تانياه ورا ضهرها.
هديه جمّدت دراعاتها و تنتهم و ضربت لورا بكوعها للراجل ف بطنه.
الراجل صرخ و هو مميل ببطنه و قبل ما يرفع وشه كانت لفّت وشها بسرعه له و رفعت دراعها ضربته بكوعها على ضهره ميلته و نزلت دراعها تحت وشه المميل ضربته بوكس عنيف ف وشه.

ادم ابتسم بتلقائيه ع الموقف و قبل ما يتحرك بمسعد ناحيتهم لمح الرجاله بتتحرك من وراها ناحيتها بالسلاح.
ادم رغم لن إيده ماسكه مسعد الا انه رفع سلاحه بإيده التانيه و بيضرب بيه.
هديه لفّت وشها بسرعه وراها و ف خفه رفعت رجلها و ضربت واحد منهم وقّعت سلاحه.
الراجل بيميل هي ضمت كفوف إيديها شبكتهم ف بعض و ضربت على عنق رقبته من ورا وقعته ع الارض.

ميلت لقطت سلاحه و جريت لورا ناحية منير و انس اللى قربوا من ورا ادم و بيضربوا.
دقايق و الموقف بيتحسم و الرجاله بتقع لحد ما اتبقى مسعد و علا اللى واقعه ع الارض بدراعها متصاب.
هديه ميلت عليها بأسف: انتى كويسه؟
علا عيطت: انا. انا و الله ما كنت اقصد. مكنتش اقصد كل ده
هديه سكتت بأسف و علا بصتلها بدموع: انا روحت ف داهيه. انتوا شكلكوا مش بوليس. و لا انتوا مين؟

هديه ضمت ملامحها بزعل و مش عارفه هي بالذات اذا كان من حقها تلومها و لا لاء.
علا حاولت تقف بتعب و هي بتحقق ف هديه اللى ميلت ساعدتها تقف لحد ما بقت قدامها.
علا بصتلها بذهول: هديه صح؟ الكاتبه هديه الجيار!
ادم اتحرك بمسعد و هو لسه ماسكُه لبرا و شاور لهديه جات وراه.
انس قرب منهم و ادم حدفله مسعد انس كتفه.
مجرد ما ساب مسعد من إيده شد هديه بلهفه ضمها بقوه كإنه بيخبيها من اى فراق جواه.

هديه برغم لهفتها و لغبطة مشاعرها ف اللحظه دى الا انها حاولت تنسحب بخجل.
ادم قدام فلتتها من بين إيديه تبّت فيها اكتر كإنها بتقع منه.
هديه هتعيد محاولتها حركة هروبها اتقلبت بالعكس و تبتت فيه بلهفه قدام تشنجات جسمه بين إيديها: متسبنيش
هديه همست بخفوت: ادم.

ادم كإنه مش سامع غير صوت الدوشه اللى جواه: اوعى تسيبينى. اوعى تسيبينى مهما حصل زى ما قولتى. اوعى تنسى وعدك ده ليا مهما حصل. انا عايش ع الوعد ده. بتنفسه. و الله بتنفسه و يوم ما تسحبيه هموت
هديه همست بشفايفها بصوت طلع من جواها و مترددش غير جواه و برغم ده الابتسامه اللى نورت وشه قالتلها انه سامعُه.
رفعت و شها و هربت بعينيها منه برقه.

ادم بيلف وشه شاف انس بيبتسمله بإستسلام. حس ان المشاعر دى من الغباء يتقال عنها نزوه.
ادم شاورله بعينيه على مسعد: بلغ اللوا محمد، هو عارف كل حاجه
منير غمزله: و الله كنت عارف انك هتحشره ف ام الليله دى حتى لو مش بشكل رسمى
هديه مسكت ايد ادم برجاء: ادم
بصت على علا و بصتله و ادم سكت شويه: متقلقيش
هديه: هتعمل ايه هى؟
ادم ابتسم غصب عنه: هتقول اللى سيادتك كنتى هتقوليه
هديه ابتسمت بعفويه: انه.

ادم بص لعلا: الراجل كان بيطاردك عايز يعتدى عليكى. و الضربه كانت خطأ بغرض الدفاع عن النفس. انتى ضربتيه ازاى؟
علا: على دماغه. بس. بس هو فعلا آآ
ادم رفع حاجبه: بردوا؟
انس اتدخل و بصلها بغضب: بس ايه؟ هو عمل فيكى حاجه؟
علا تهتهت بدموع: آآ. لا. ايوه. لالا. اصل
انس اتخطاهم و قرب منها بعصبيه و زعق: اصل ايه انطقى يا متخلفه انتى. اعتدى عليكى فعلا؟ و لا بتحورى؟

علا عينيها بربشت بدموع و من قرب وشوشهم هي و انس سكتت بشكل غريب!
انس حدفها بعنف: عموما حتى لو بتحورى ف بردوا اذيتى نفسك! شهّرتى بسمعتك و هتمشى تميلى راسك قدام المجتمع اللى مش هيسقفلك و لا هيشاور عليكى و يقول الناجحه اهى!
ادم رفع حاجبه من انفعاله عليها و ابتسم بشكل غريب بعينيه عليهم لهديه هديه اللى غمزتله ف خفه و اتحركت قبله بعيد شويه و قعدت ع الارض بتنهج بمرح.

ادم غمزلها من بعيد و هو رايح عليها: بس ايه ده؟ زينه مرات هركليز ياخواتى؟
هديه ضحكت بخفه و هي بتبصله و ادم راح عليها و قعد جنبها.
ادم نكزها ف كتفها بكتفه بمشاكسه: يا مسا الطلقات الحيه يا سنين عمرى الجايه
هديه ضحكت غصب عنها بغيظ و هي بتفرك رقبتها و هو بص لرقبتها و رفع حاجبه: ياللى قادره ع التحدى.

هديه قلعت كوتشيها و هي بتتعدل على الارض: لا معلش اللى قادره ع التحدى بتدور على ابو الفاس دلوقتى عشان رُكبها ناقحه عليها و مش هتقدر ع المواجهه
ادم ضحك بصوته كله: ليه بس ده حتى عشان تنجح لازم السعى يا ام سعى
هديه ضحكت بنهجان و هي بتدلّك دراعاتها: انا قولت سعى مش نعى. بعدين بعد اذن حضرة السعى انا عايزه بنادول
ادم ضحك بصوته كله لحد ما ضحكته راقت بإبتسامه: خلاص السنه الجايه تكونى ف بيتك.

هديه ضمت ملامحها ببراءه مثّلت بيها انها مش فاهماه: ايه اللى بيتك بيتك! حد قالكوا إني قاعد ف ملجأ و لا إيه؟
ادم ضحك بغيظ: العمر لحظه و الحلوفه مش ملاحظه
هديه كتمت ابتسامتها بإصطناع عدم فهم: نفسي مش كل ما تشوفنى تسالني عن الجواز و كل واحد يخليه في خيبته و شكراً
انس قرّب عليه و غمزله بإستفزاز: ايه اللى انت عملته ف حياتك دا بس؟
ادم ضحك بغيظ اما فهمه: انا جيت لقيتها كدا والله انا معملتش حاجه.

انس ضحك بقوه و ادم ركن كوعه على كتفه و همس له بصوت قصده واضح تسمعه: ‏حياة المسنين اللي بعيشها في زهرة شبابى دي هتقضي عليا و الله. تخيل ربنا يديك عقل ف تروح تحب واحده تطيره!
هديه ابتسامتها اتسعت بعيون بتلمع: ورا كل رجل عظيم امرأه
ادم كتم ضحكته قبل ما تنفجر و هو بيبص لأنس بمرح: اه يعنى كل ماتحب تزود العظمه زوّد نسوان
هديه برّقت و ادم ضحك بصوته كله.
هديه: انت بتجيب الرخامه دى كلها منين؟

ادم غمزلها بمشاكسه: لا مش هقولك علشان متروحيش تجيبى زيى. انتى اتجوزى اسهل
هديه ضحكت بيأس: يعنى اتجوز و احط صباره على مواهبى؟ طب بذمتك ايه رأيك مش طلعت مش سهله؟
ادم ابتسم بجديه و ولع سيجاره: في حد بيقتنع بالروايات بالشكل المرضى ده؟
هديه وقفت: اه فى. لاء ده في الاسوء. اللى نفسها واحد يغتصبها عشان يقع ف حبها و اللى نفسها تتخطف و اللى عايزه واحد سادى يتنفس ضرب فيها و اللى مستنيه ابو عضلات و اللى و اللى.

منير قرب من وراهم: بس شكلك مندمجه اوى ف كتاباتك. قصدى مش مجرد كتابه او هوايه. ده انتى كنتى بتدافعى عن رأيك و مصممه عليه بإستماته و لعلمك لو كنا مشينا ورا الاقتراح الاول اننا نخليها تبلغ مكنش الموضوع هيتلم.

هديه ابتسمت: كل كاتبه مننا بتعتبر كل روايه من رواياتها عيل لها. معرفش الناس بتستغرب ليه اما تشوفها بتدافع عن بطل او حدث حتى سقطاتها السهو! ده عيل اتولد بس من رحم عقلها مش بطنها و كبّرته و ربّته و شكّلته لحد ما طلع زى ماهى عايزه
ادم بصّلها شويه: و انتى بقا عندك كام عيل؟
هديه: اربعه. اولهم و اخرهم ادم و هديه!
ادم بصّلها و إبتسامه تلقائيه لوّنت ملامحه.
هديه رفعتله حاجبها: لا لا متخليش دماغك تغرّك.

ادم ابتسملها بطرف عينيه و هي ابتسمت بعيون دمعت: ده ادم اخويا!
ادم بص ف عيونها بلهفه غريبه و بريئه من اى عواطف و هي مسحت طرف عينيها و هي بتتنفس بوشها لفوق.
ادم ابتسم لأنس و هو رافعلها حاجبه: طب اعملى حسابك بقا عشان هعملك تحديد نسل
هديه اتهربت بخجل دارته و هي بتقعد ع الارض: اه ان شاء الله. الاعمار بيد الله.

ادم حط إيده ف وسطه ثوانى و هو واقف فوق قعدتها و فجأه مسكها من قفاها رفعها من قعدتها ع الارض بغيظ: بت انا مش قايلك متطلعيش من العربيه مهما حصل؟
هديه ضحكت ببلاهه و هي بتفك نفسها منه: اه انت اللى قولت. انا مالى؟
ادم حط إيده على راسه بغلب: منى لله و الله. ايه اللى بعمله ده؟ انا بعك و الله
هديه خطته بكتفها بضحكه: كانت وحشتنى ايام الشقاوه. طب اقولك نكته.

ادم حط إيده على وشه بيحرّكها بغيظ و هي ضحكت ببلاهه: بيقولك مره باربونيا عربيته باظت عارف صلحها فين؟
ادم رفعلها حاجبه: فين يا اخرة صبرى؟
هديه كتمت ضحكتها بمرح: عند الاسطى كوزا
ادم كوّر إيديه ف وشها بغيظ و قبل ما ينط هي مسكت إيديه و غمزتله بمرح: مانا كنت واثقه انك هتلم الليله
ادم ضربها على قفاها بغيظ اتحدفت لقدام كانت هتقع: لا انا محتاج المك انتى.

هديه ضحكت بغيظ و هو ملامحه المتغاظه اتقلبت بمرح فجأه: ماتجى المك يا نوسه
هديه ضحكت بخفه: و نقلب ع المثل بتاع اتلم المتعوس على خيب الرجا
ادم عض بوقه يشاكسها: طب يارب تبورى لحد ما اظبط امورى
هديه ضحكت بخفه و اتحركت تهرب بإبتسامتها بعد ما فشلت تخبيها.
ادم ضحك بغيظ لانس: مش بيقولوا المفروض هناك شخص سوف يصلح ما أفسده الآخرون؟ و لا هما كلهم الآخرون و لا إيه يا ولاد الصرمه؟

منير ضحك و هو مقرب: لا ده على راى المثل ان حبوك غلبوك و ان كرهوك غلبوك
انس رجع خطوه جنب منير سند عليه بهزار: لا و انت الصادق ده من كتر حبهم فيه مبقاش فيه شئ يكفيه
ادم بصّلهم بغيظ و بص لهديه و عض بوقه و هو متغاظ.
بصتله وراها بإبتسامه غريبه: هو انت كان ممكن تكشف نفسك قدامهم عشانى؟
ادم رفع حاجبه و هو بيقرب منها: كان ممكن؟ انتى حوله يابت؟ امال احنا هببنا ايه؟
هديه ابتسامتها اللى وسعت جدا لمعت: ليه؟

ادم بصلها بغيظ: غباوه بعيد عنك
هديه رفعت حاجبها: غباوه منك؟
ادم حط ايده على راسه بيأس: لا منك
هديه ضحكت بخفه لمجرد انها فاهماه من غير ما يتكلم حتى و ده احساس برغم غرابته خاطفها.
بصتله بإعجاب: بس غريبه انه مخدش باله منك. قدرت تخفى ملامح شخصيتك بمهاره اشهدلك بيها انا بالذات. كل حاجه فيك اتغيرت بمكر من ادم السرسجى لأدم القائد. رغم تلقائيتك على فكره.

ادم ابتسم: التلقائيه دى بتجى مع الحبايب بس يا هديه. اناس اللى مبنعرفش نستخبى منهم لا للاحلى و لا للاوحش.

هديه ابتسمت برقه و فجأه ابتسامتها برقتها راحوا و بصتله بشراسه: و حوار البنات ده كان جزء من التلقائيه و لا المكر يا قائد؟
ادم ضحك بصوته كله على شراستها.
و هي فجأه ضربتها بركبتها ف ركبته صرخ من الخضه: يا بنت الصرمه
هديه: انطق يالا. الكلاب الضاله بتوع العشوائيات دول ايه؟

منير ضحك بخفه و هو بيقرب منهم: لا ده كان جزء من الحوار. كان عايز يتسيط ف المنطقه انه ابن الحته و طبعا مفيش احسن منكم كبنات يخدمه الخدمه دى. يتقدم لواحده تقول لابوها انه جار واحده صاحبتها من زمان. يعرف واحده يحوّر عليها بمعلومات فيك عنه عايزها تنتشر و هي تحكى لصحابها عنه
هديه اتعدلت بأنوثه: اه يعنى مش نسوانجى. انا بردوا قولت كده. ده شكله سرسجى اه بس مش نسوانجى.

ادم ضحك بصوته كله يغيظها بعد ما فشلت تخبى غيرتها: و البلد دى عمرها ماهتشوف خير ابدا طول ما بيسموا الغلبان اللى بيجبر بخاطر النسوان نسوانجى.

حمزه قعد جنب حنين بتوتر واضح جدا عليه. بيغيب و يبصلها و ياخد نَفس يتكلم و يرجع يكتمه.
حنين سابت الكتاب اللى ف إيدها و اتعدلت قدامه: عايز تقول ايه يا حمزه؟
حمزه ابتسم بتردد: عايز اقول انى بحبك
حنين ابتسمت بتلقائيه بس ملامحها اهتمت بجديه: و بعدين؟
حمزه حاول يهزر: هي بحبك مش كفايه؟
حنين سكتت شويه: عندى كفايه. لكن عندك اظن في حاجه غيرها. ايه اللى بعد بحبك؟ او ايه اللى حاسس انه صعب و بتسهّله بالحب؟

حمزه سكت شويه يرتب كلامه: انا اختارتك يا حنين. كنت و مازلت بختارك قدام اى حاجه بتقابلنى. سيبت كل حاجه عشانك و حطيت كل حاجه فيكى حتى روحى. سيبت عمرى كله بين إيديكى
حنين هتتكلم هو سبقها بسرعه: و مش بعايرك على فكره و لا بفكرك بحاجه انا عملتهالك. انا لو عملت ليكى حاجه ف عملتها عشان نفسى اولا لإنى زى ما قولتلك حطيت كل حاجه فيكى حتى روحى
حنين دمعت بتلقائيه و هربت بعينيها بعيد بإبتسامه رقيقه.

حمزه لف وشها له: ساعات كنت بقول لنفسى هي بتحبك و ساعات كنت بقول هي مقدمهاش غيرك و متعرفيش الوقت اللى كنت بقول لنفسى فيه انك مقدمكيش غيرى كنت بحس بإيه!
حنين اخدت نفس طويل. نفسها تقوله انا حبيتك قبل الحقيقه و بعدها لكن هو حط علامة استفهام قدامها كانت بتغيب و تستفز عقلها و هي هل فعلا ممكن يبقى امر واقع لمجرد انها معرفتش غيره او هي تبقاله امر واقع لمجرد الظروف فرضتها عليه ف وقت هو كان محتاج فيه ده!

حمزه اخد نفس طويل جدا قبل ما ينهى كلامه بجملته: بس اياً كان اجابة سؤالى ده و اياً كان اللى جواكى ف انا عارف ان الظروف ممكن تتغير لكن القلوب مبتتغيرش. نعيش و نقابل و نروح و نيجى و نحب و نتحب لكن اللى جوه القلب بيفضل محفور حتى لو اتردم عليه. ف لو انتى حبتينى بجد حتى لو بقى عندك مية حاجه مش هتحتارى فيا بينى و بين اى حاجه تانيه!
حنين بصتله بإنتباه: هي حنان اختى رجعت؟

حمزه ابتسم و هو بيهز راسه: كلمتنى. تقريبا الحارس بتاع الفيلا اتواصل معاها و اداها رقمى و كلمتنى
حنين ردت بإنفعال: و ليه مكلمتنيش انا؟
حمزه: انا مقولتلهاش اى حاجه يا حنين. انا سيبت كل حاجه قدامك قوليلها اللى ترتاحى و انتى بتقوليه و اعملى اللى يخليكى مرتاحه. لكن هي كلمتنى عشان ارقامى اللى سيبتها
حنين هزت راسها بإعتذار صامت على اندفاعها و هو مد إيده و مسك إيدها طبطب عليها بحنيه.

وقف و حنين بصتله بتوتر: حمزه
حمزه ابتسم: متقلقيش. هنسافر نقابلها ف مصر. عشان تبقوا على راحتكوا اكتر. تقعدى معاها براحتك و تتكلموا
حنين وقفت بإبتسامه رقيقه محرجه: انا مش قصدى. بس
حمزه: فاهم. ف البيت هنا صعب. مواجهتها مع امى حاليا صعب
حنين: و مع هديه كمان
حمزه: لا سيبى هديه دلوقت.

حنين بصتله بقلق: هتقولها ايه؟ ع الاقل لو معرفتش حاجه عن نفسها هي ف اى حاجه عن نفسى انا هتسأل انا عرفتها ازاى و انا مش هعرف ارد عليها
حمزه اخد نَفس طويل: سيبيها عليا متشغليش بالك
حنين ابتسمت بحب و هي بتضم إيده: كان عندك حق. حساباتك انت كانت صح اما قولتلى هديه لازم تبقى برا الحوار ده. انا لحد دلوقت اما بتجى عينى ف عينيها بهرب. بحس انها ممكن تسألنى ف اى لحظه عن الحقيقه و كإنها عارفه.

حمزه رفع إيدها اللى ضمته باسها: و انا قولتلك اوعى تشيلى هم حاجه و انا معاكى. سيبى كل حاجه عليا لاخر عمرى زى ما كانت كل حاجه عليا من الاول
حنين ابتسمت بحب واضح و حمزه ضمها عليه: المهم دلوقت جهزى نفسك هنسافر اختك طيارتها بعد بكره و احنا هنسافرلها بكره.

ادم كلم اللوا محمد رئيسه ف الشغل اللى كان حكاله الحوار كله او الحوار بعد ما اترتب. بعدها طلب قوه جات عاينت المكان و اخدت الرجاله و مسعد و علا و الكل اتنقل للقسم.

اللوا محمد: انسه هديه
هديه هتتكلم ادم سبقها بجديه: استاذه هديه
اللوا محمد بصّله و رفع حاجبه و بصّلها و ابتسم: انتى تعرفى البيه من امتى؟
ادم رفع حاجبه: ده سؤال شخصى و لا تحقيق؟
اللوا محمد رجع بكرسيه لورا: لا دى دردشه و خليك ف حالك لا تطلع برا
ادم قعد قصادها قدام المكتب: يبقى خليك ف التحقيق
اللوا محمد: لا انا مبحققش. انا لو بحقق انت هتطلع برا. انا عايز افهم الحوار.

هديه ابتسمت بجديه: من اخر عمليه الرائد ادم طلعها. اتقابلنا فيها كنت ف شغل زيه و اتقابلنا
اللوا محمد: العشوائيات. كنتى بتعملى ايه هناك؟
ادم بغيظ: انت بتتعرف على بنت عمك ف فرح على ناصية الشارع؟ ما تنجز يا و الله
اللوا محمد زعق بغيظ: اخرس يالا يا انا اللى و الله هطلعك برا تلف حوالين نفسك زى النحله لحد ما نخلص
ادم عض بوقه بغيظ و هديه ابتسمت على مناكفتهم.

اللوا محمد بصّلها و هي انتبهت: كنت بعمل تحقيق صحفى عن العشوائيات. ملف كامل و كل صفحه فيه بقضيه اجتماعيه شكل. و ده اللى فتح القضيه المرادى
اللوا محمد انتبه و هي حكتله زى ما حكت لآدم و ازاى شكت ف الكذا حادثه و لجأت لآدم.
اللوا محمد: يعنى انتى متعرفيش علا؟ اصل غريبه تقرى تفكيرها بالوضوح ده. حتى تتوقعى خطواتها
هديه: لاء طبعا معرفهاش. انا حتى.

ادم كمل عنها: انا اللى اقترحت انها تكتب اللى كتبته اما سمعتها. مجرد تمويه اشوف بيها كلامها احتمال مؤكد و لا مجرد هبد
اللوا محمد رفعله حاجبه و بصّلها: و لا مسعد؟
هديه استغربت: هعرفه منين يافندم؟
اللوا محمد: مثلا ف الحادثه الاولى. هو بيقول انه كان هناك و تبع الناس اللى كان هيتوزعلها
هديه بصت لآدم بقلق و اللوا محمد اتكلم: انا عايزك تطلعى على اقواله قبل ما نكمل كلامنا
شاور للعسكرى اللى خرج جاب مسعد و دخل.

مسعد بص لهديه و اندفع عليها بهجوم مسكها من طرحتها: اه يا بنت الكلب بتبيعينى؟
ادم وقف بعنف و مسك إيده اللى على راسها قبض عليها بقبضته و ضمها بعنف: ايدك لو لمستها تانى و دينى لا اقطعهالك
زقه بعيد و مسعد حاول يقرب بهجوم: بعد اللى عملتهولك بتبيعينى؟ ده انا اللى عرّفتك على البيه!
هديه عينيها وسعت بصدمه و تلقائيا بصت لادم اللى شدها ورا ضهره و هزت راسها بنفى: انا معرفهوش.

مسعد: و حياة امك؟ ده انا اللى زارعك وسطهم عشان اجيب البيه تحت ضرسى و لا انتى عشان وقعتى ف حب الباشا قولتى اللى اطوله اكتر اخده!
هديه بصت لأدم و عيونها دمعت بصوت مهزوز: و الله ابدا. انا معرفهوش
ادم رغم عنف الموقف الا انه لمست رجولته اوى حتة انها بتبررله هو مش القانون اللى ممكن تتورط قصاده. هو اللى يهمها اكتر من سمعتها و حياتها!

هز راسها و طمنها بعينيه و هي بصت لمسعد اللى اتريق و هو بيشاور بسخريه: الله. هي الحكايه كده؟ انا قولت بردوا الواد الظابط ملى دماغك يا وس
ادم مسكه من دقنه و ضم ملامحه بعنف لدرجة فكه ازرقّ: قسما بالله ادفنك هنا لو جيبت سيرتها بحرف
اللوا محمد وقف و المحقق و فصلوا بينهم.
اللوا محمد بص لآدم: هو قال ف التحقيق انها تبعه و انه زقها ع الظابط اللى ماسك القضيه ينيّمه بيها و يعرف اللى عايزُه من خلالها.

هديه ردت بحده: لاء طبعا
بصت لآدم اللى اتكلم بغضب: ده انت كنت بتعمل مواجهه قانونيه بقا؟
اللوا محمد: ادددم!
ادم بغضب: و لو قولت لحضرتك انها مكنتش تعرف اصلا انى ظابط لحد ما جات تبلغ و وقعت قدامى!
اللوا محمد شاور للعسكرى خرّج مسعد اللى بص لهديه بحده و هو خارج.
اللوا محمد قعد بهدوء: هقول لحضرتك ان مفيش دليل على و لا كلمه من كلامك. انت حتى مبلغتش
ادم اتعصب: و لا على كلامه هو كمان.

اللوا محمد: لا هو قال ان دليل على كلامه انها جرجرتك لحد عندهم ف المصنع و كانوا هيخلصوا عليك برجالته و ده كان دورها. حتى لو هو ميعرفش حكاية الروايه دى اللى صعب القانون يعترف بيها
ادم وقف برفض: كذب. اذا كانت هي اللى وقفت قصاده!
اللوا محمد: بردوا مفيش دليل
ادم: انا هشهد بكده
اللوا محمد: شهادتك مجروحه يا سيادة الرائد
ادم بصّلها بتوتر و بصّله: يعنى ايه!

اللوا محمد بص للورق قدامه شويه و بص للمحقق و بص لهديه: يعنى استاذه هديه هتفضل معانا شويه هنا لحد التحقيقات ما تخلص و نشوف هترسى على ايه
ادم زعق: مش هيحصل
اللوا محمد وقف: و انا مبخدش رأيك. انت دورك انتهى لحد هنا يا سيادة الرائد
صدر قرار بحبسها على ذمة التحقيق و نزلت الزنزانه.
القائد 2 بقلم / اسماء جمال جمعه.

رحاب قاعده بملل و مش مركزه ف حوار امها معاها. كل اللى شاغلها ان ادم اتغير جدا معاها. تغيير اكبر من حتة انه متضايق عشان مدتهوش الدهب. هو تغييره ده مش متضايق اصلا. ده مبسوط على غير العاده!
محاسن: يعنى عايزه تقولى انك خايبه
رحاب كشرت: لاء بس هو
محاسن: لاء خايبه. اما ابقى خانقاه من رقبته و حطاه تحت ايدك و بردوا مش عارفه تمسكيه تبقى خايبه
رحاب وقفت بضيق: انا طالعه شقتى.

محاسن وقفت معاها برفض: انتى هتعمليهم عليا انا كمان؟ طب الشويه دول تعمليهم عليه هو. اما تتزنقى تسيبيه و تمشى. انما انا
رحاب اتحركت بزهق فتحت الباب و خارجه امها مسكتها: طب نروح المشوار و
رحاب: لاء
محاسن شدتها ترجع او اتحركت وراها اما معرفتش: خلاص سيبيه يومين و تعالى عندى اتحججى بأى زعله و هو هيجى على سنانه يصالحك و
رحاب خافت و لاول مره تخاف من فكرة بُعدها عن ادم: لاء.

محاسن: هو ايه اللى لاء لاء! مش كفايه خايبه و مش عارفه تكسبيه! ده لولايا مكنتيش عرفتى تجيبى رجله اصلا، ده انا
رحاب شاورتلها برفض مخنوقه و هي خارجه: كفايه بقا. ادم بيحبنى و
امها خارجه بزعيق وراها رجلها فلتت من ع السلم بعنف. رحاب مدت إيدها بخضه حاولت تسندها بس معرفتش. ايدها فلتت و نزلت لاخر السلم على وشها محمّله على دراعها.
محاسن صرخت و رحاب نزلت بسرعه و ابوها خرجلهم.

دخّلوها جوه بس دراعها ورم و مبيتحركش ف اخدوها المستشفى.

ادم رايح جاى ف مكتبه بتوتر.
انس: ادم. لفك ده مش هيجيب حل. اهدى و ارسى كده عشان تعرف تساعدها. ع الاقل عشان تعرف تفكر
ادم هيتكلم موبايله رن بص فيه بتجاهل و قفل و حطه و قعد: حل ايه انت مشوفتش المصيبه؟
انس: بس لسه التحقيقات مخلصتش و كمان
موبايل ادم رن تانى قاطعهم ادم بص فيه بملل و قفل.
انس: المعمل الجنائى هيثبت. ع الاقل هيطلب منه اى اثبات على كلامه. زى تسجيل صوتى او رساله مثلا.

ادم انتبه: و طبعا هو معهوش و مهما يفبرك المعمل الجنائى هيكشفه
انس بصّله شويه: انت واثق فيها يا ادم صح؟
ادم كشر بحده: انت اتهبلت؟ ده هديه! ده تربيتى! مش رخيصه لدرجة تترمى على راجل و لا رخيصه اصلا!
انس: متنساش ان هديه اللى اتربيت معاها كام سنه غير اللى شوفتها بعد كل السنين دى و هي بعيد و متعرفش ايه اللى ممكن يكون.

ادم وقف بغضب: اللى ممكن يكون ايه! هاا! اللى ممكن يكون عملته او اتعودت عليه! و الله يا انس لو سيرتها وقفت على لسانك تانى بخير او شر بعد اللى قولته لا هنسى ف يوم اننا كنا صحاب
انس وقف بصدمه: كنا!
ادم زعق: انت سمعت نفسك؟
منير وقف بينهم: خلاص ياد منك له. اتهدوا بقا خلينا نشوفلها حل
انس قعد و ادم شد ايده من منير لحد ما قعّده بالعافيه.
منير بتفكير: ادم مش هديه صحفيه؟
ادم بتهكم: لا بياعة جرايد.

منير: اصبر بس. اكيد معاها تسجيلات للحدوته من اولها. اى تسجيلات صوت. كاميرا. مكالمات لحد تبع شغلها. التفاصيل دى
انس: و سهل المعمل يثبت صحة اقوالها من خلالهم
ادم ابتسم بحماس و ظهر قدامه فلاشات من الكاميرا اللى كان سهل يلاحظها اكتر من مره خلال تواجدهم ف العشوائيات. حتى ف شقة الدعاره. و عند الدجال!
وقف بسرعه: هروحلها و اشوف
نزل الزنزانه و اول ما وقف على بابها كتم ضحكته بصعوبه.

هديه بصت للنسوان حواليها ببلاهه: يخربيتكووااا و انا بقول النسوان بتخلص ليه من البلد؟ هي دى جمعية اتحاد المرأه و لا ايه؟

ادم ضحك بصوته كله لحد ما انتبهت وراها له: ادم
ادم شاور للعسكرى فتح و هي جريت عليه بلهفه حضنته بسرعه غريبه بشكل مهزوز رغم ثقتها الدايمه ف نفسها.
ادم ضمها و اخد نَفس طويل قبل ما تخرج من حضنه بتوتر: ادم مش هتسيبنى صح؟
ادم مسك وشها بعشق سابه يتترجم ف عينيه: معتش ينفع. معتش ينفع لا اسيبك و لا حتى احاول
هديه بلعت ريقها بإرتباك على عينيه اللى قالت كتير من اللى جواه.

حاولت تتهرب ف اتعدلت ف وقفتها و بصت حواليها بمرح: انا عايزه اعمل تحقيق
ادم برّق بغيظ و شدها عليه رجّعها قدامه: سيادتك هنا بيتحقق معاكى. تحقيق ايه يا هابله اللى عايزه تعمليه؟
هديه ببلاهه: لا تحقيق صحفى. قصدى يعنى اخلى النسوان دى
ادم مسكها بغيظ من دراعها: بت انتى مش ناويه تعقلى؟ هي دماغك دى متبرمجه مفهاش غير شغل و بس؟ ربنا كان هيخلقك حماره براس راجل؟

هديه بغيظ: طب اعمل ايه طيب؟ اهى حاجه اشغل بيها نفسى هنا لا احسن القاعده هنا شكلها هتطول
ادم ساب دراعها و هيتكلم هي برّقت بمرح: تجى اجيبلهم احدب؟
ادم حط إيده على وشه و حرّكها بغيظ و هي خبطت كفوفها بمرح: كده متر و عشرين سانتى. كده راحوا العشرين سانتى
ادم حط إيده على راسه و ضحك بيأس و هي شاورتله بإيدها بمرح: امووت انا ف قفشات الافلام.

ادم عض بوقه و قرب شدها عليه: عارفه. أنا لو ليا نصيب فيكى وعد عليا لأربيكى
هديه ضحكت ببلاهه: طب اعمل ايه و انا شكلى لبست! ادم هو ده شر اعمالى اللى بيقولوا عنه صح؟
ادم هز راسه و هو بيضحك غصب عنه بيأس من هزارها.
هديه كشرت بغيظ: بس انا كان قصدى شريف و الله.

ادم: انتى بريئه، انتى معملتيش حاجه. انتى كان غرضك شريف اه. بس ابقى قابلينى لو حد صدقك. انا قولتهالك من الاول هتلبسى البدله الزرقا. مش كنتى لبستهالى انا احسن؟ ع الاقل انا هتلبسهالى حمرا
هديه برقت: ايه دى؟
ادم عض بوقه بغيظ: اصلى كده كده هجيبك يا خوخه بعد العذاب و الدوخه
هديه حطت إيدها على راسها و هو رفع حاجبه منتظر ردها.

هديه افتكرت ذكريات جنونهم سوا من اول الحدوته. ضحكت بغيظ و هي بتتلفت حواليها: ما تجى نهرب
ادم غمزلها: طب ما تيجي نذهب إلى مذهب الامام ابي حنيفة النعمان و على الصداق المسمي بيننا؟
هديه وشها احمرّ بتهرّب: لا يا عم السجن ده احسن
ادم غمزلها: مش عارف ليه كده حاسس انك نصى اللى بدور عليه
هديه رفعت حاجبها: انت اصلاً تلاقيك مبتعرفش تلاقى فردة شرابك التانية. نصك التانى ايه ده اللي بتدور عليه؟

ادم ضحك غصب عنه: هافف عليا اتجوز بس خايف ازهق
هديه ضحكت ببلاهه و هي بتشاور: ايوه ايوه عارفاه انا ده
ادم رفع حاجبه: هو مين ده يابت؟
هديه: ‏حنان الراجل في البدايات و هو بيحاول يشقط. يا جدع بيبقي أقوي خمناشر مره من حنان الأم
ادم عمل نفسه بيتف: اخسس. مفيش اوطىَ من اللي خلع بعد الدلع
هديه اتحركت للزنزانه بهزار: لا يا عم اتحبس هنا احسن.

ادم شدها و غمزلها بمرح: لا انا عندى زنزانه ليكى احسن. بس اسمعينى اطلعك من دى الاول
هديه ربّعت إيديها و هو اتكلم بجديه: هديه انتى معاكى كاميرا تبع شغلك صح؟
هديه: اه بس
ادم برق بغيظ: اوعى تقولى ضاعت او وقعت فقر و انا عارفك
هديه: لالا معايا. انا حتى معايا تسجيلات صحفيه للفتره اللى قضتها ف الدرّاسه تفصيلا
ادم اتنهد براحه: عايزها
هديه ببلاهه: هي مين دى؟

ادم رفع حاجبه ف بص عليها و عض بوقه: حاليا الكاميرا. بعدها بقا هقولك مين دى
هديه رجعت خطوه بضحكه و هو حط إيده على وشه بضحكه خفيفه.
هديه: هي ف مكتبى. شنطتى هتلاقيها ف عربيتى فيها مفاتيح مكتبى هناك هتلاقى كل حاجه تحتاجها. الكاميرا اللى معايا حاليا بفضيها اول باول مع اى حوار جديد. لكن الاصليه ف المكتب
ادم هز راسه و هو خارج شدت إيده: لو معرفتش هتلاقى بت هناك اسمها بالهنا و الشفا.

ادم رفع حاجبه و هي ضحكت ببلاهه: سيب الشفا و امسك هنا هتدلّك على كل حاجه و حتى اللاب بتاعى
ادم هيتحرك مسكته بسرعه و شاورت بصوباعه ف وشه بتحذير: عارف لو بصتلها هحط صوابعى ف عينيك اطلعها من قفاك
ادم مثّل البراءه بصوتها: هي مين دى؟
هديه كعمشت وشها: حاليا هنا. بعدها هبقى اقولك مين.

ادم ضحك غصب عنه و اتحرك شدت دراعه بمرح و هو بصّلها بغيظ: و انت خارج بقا هتلاقى واحد اسمه سعيد ده رئيس التحرير. اقتله و هات جثته للناس دى غلابه جعانين و تعالى
ادم ضحك غصب عنه و اتحرك. رجع مسك إيدها دخّلها بهزار و قفل عليها: مضمنكيش. ده انا بعد كده هقفل عليكى كل ماجى اخرج
هديه ضحكت بغيظ و هو حدفلها بوسه ف الهوا خلاها برّقت و مشى.

راح على الجريده اللى هي شغاله فيها. دخل مكتبها و مجرد ما قفل الباب سند ضهره عليه و ابتسم لكرسى مكتبها كإنها قدامه.
اتحرك ناحيته و قبل ما يقعد عليه شاف دولاب جنبه. فتحه بفضول و ابتسم.
شاف حاجات خاصه بشغلها زى لبس غريب زى اللى كانت بتستعمله و هي ف مهمته و مكياج و حاجات.

مسك الحاجات و اخد منها نَفس طويل بعمق. بيسحب إيده من قلب الحاجات هيقفل الدولاب شاف الطقم بتاع رحاب اللى ادهولها يوم الحادثه! معرفش يبتسم او يتضايق! معرفش ليه اصلا ابتسم و ليه اتضايق! هو بس اختنق مش عارف من احساس انه متكتف او من احساس انه اضطر يشوفها ف شكل رحاب!

قفل بخنقه و هو بيخرّج نفس بعنف. اتحرك للمكتب قعد عليه و رجع بيه لورا. بيقرب من المكتب يميل يفتح درجه عينيه لمحت ع المكتب صوره مبروزه شكلها قديم. مسكها بلهفه و شافها و هي صغيره و معاها ولد هو عارفُه كويس!

رحاب بصت لأبوها و بصت للدكتور بقلق.
مصطفى: ليه كل ده؟ ده وقعه بسيطه
الدكتور: الوقعه فعلا بسيطه مش عاليه اه. بس عملتلها التواء ف الاورده ف دراعها و ده نتج عنه تهتك ف الاعصاب و الاورده. و لو متدخلناش بسرعه ممكن دراعها يعجز
مصطفى: و مستنى ايه؟
الدكتور: لازم تدخل جراحى
رحاب زعقت بخوف: عمليه يعنى؟ انتى جاى تسألنا احنا هنفهم اكتر منك؟

الدكتور: يافندم العمليه صعبه و فيها احتمال دراعها ميتحركش تانى بعدها و احتمال تبقى كويسه. نجاح او لاء ف لازم موافقه مسبقه منكم. غير حد فيكم ينزل يحاسب المستشفى
رحاب بصت لأبوها اللى رد: خلاص اتصرف و انا هعمل اللازم
ابوها نزل للمستشفى و هي مسكت تليفونها تكلم اخوها.
ابوها طلع بحزن و هي قربت منه بضيق و الموبايل ف ايدها: محدش بيرد. لا ادم و لا فريد
مصطفى قعد بتعب: ادم عنده شغل الله يعينه. و اخوكى.

رحاب زعقت: اخويا مسافر مع الهانم مراته بيتفسح. و احنا و لا على باله. مشافش ادم و هو تحت رجلين ابوه و هو ف العمليات! و لا ملازم لأمه مسابهاش و هي مع ابوه ف المستشفى!
مصطفى بعتاب: دلوقت عجبك ادم؟ حلو ادم!
رحاب رفعت عينيها ع التليفون و بصتله بإستغراب: انا ادم طول عمره عاجبنى و طول عمره حلو حتى لو مش عاجبنى فيه حاجات. ده جوزى يا بابا
مصطفى سكت مش وقت للكلام و ميل راسه ضمها بين إيديه بيفركها.

رحاب قعدت جنبه بقلق: بابا في حاجه و لا ايه؟ هو الدكتور قال حاجه كدّرتك اوى كده؟
ابوها سكت و هي افتكرت انه كان نازل يحاسب: هما قالولك العمليه بكام؟
ابوها ابتسم بالعافيه: سيبيها على الله انا هتصرف
رحاب مسكته و هو بيتحرك: هتروح فين قولى بس قالولك بكام الاول؟
مصطفى: تكاليف العمليه زائد المستشفى مش اقل من مية الف و انا مش معايا المبلغ ده كله
رحاب وقفت بعجز و ابوها طبطب على كتفها.
رحاب: هكلم اخويا.

مصطفى: ما جربتى و مبيردش و لو رد قدامه وقت لحد ما يجى و يا عالم معاه و لا لاء
رحاب حطت إيدها على غواشاتها ف دراعها: خلاص خد دهبى بيعه
ابوها بصّلها برفض: لاء يا رحاب
رحاب: يعنى ايه لاء انا مش هسيب امى مرميه ف المستشفى كده و امشى اشخلل بشوية دهب!
مصطفى بحيره: و جوزك؟
القائد 2.

ادم حط الصوره بعيون مش عارفها بتلمع فرحه و لا دموع. اخد الحاجه اللى محتاجها من مكتب هديه الكاميرا و الفلاشه و المسجل و الدفتر بتاعها اللى بتسجل فيه تفاصيل شغلها.
رجع لشغله و فحص الحاجه كلها قبل ما يعرضها على اللوا محمد و اختار المناسب منها.
اللوا محمد بتفكير: اه بس الموضوع مش بالبساطه دى. الحاجات دى لازمها تتعرض ع المعمل الجنائى الاول يثبت صحتها بعد النتيجه نقرر.

ادم: انت عارف كويس النتيجه. انت بتضيع وقت
اللوا محمد: ده قانون يا ادم و محدش فوق القانون
ادم اخد نفس يهدى: خلاص تبات عندى الليله لحد ما نتيجة المعمل تبان
اللوا محمد رفع حاجبه: تبات عندك؟ قسم ده و لا شقه مفروشه؟
منير نكزه و ادم ضحك غصب عنه: قصدى ف مكتبى.

اللوا محمد هيتكلم ادم بصّله بإستفزاز: لو مش كده هنزل ابات معاها ف الزنزانه تحت و انت عارفنى مبسترش و ممكن تصبح الصبح تلاقينى جايبلك 13عيل و قالبلك الزنزانه حضّانه
اللوا محمد ضحك بيأس و هو بيهز راسه و خارج و ادم نزلها تحت.
هديه إستغربت: و اما الموضوع خلص هبات هنا ليه و ليه ف مكتبك؟
ادم شدها بغيظ و اتحرك لمكتبه: تقدرى تقولى كده هربيكى.

هديه شدت إيدها منه و هو بيفتح المكتب و هو ضحك غصب عنه و شدها دخّلها: قصدى هغديكى. هغديكى
دخلوا و هديه بصت للمكتب بإعجاب: مكتبك ده؟
ادم ابتسم على اعجابها و هي بتلف المكتب بفضول. شافت كنبه صغيره و جنبها دولاب ضلفه واحده صغير فتحته بفضول و شافت جواه لبس له و برفان و كذا كوتشى و جزم.
ابتسمت و اتحركت قعدت على حرف المكتب: بتحب شغلك صح؟ شكل معظم وقتك هنا.

ادم هز راسه بمرح: اه ده انا حتى كل ما ادخله اقول اللهُم اني اعوذ بِك من الخُبث و الخبايث
هديه ضحكت بصوت عالى ضحكه رقيقه و هو ابتسم لضحكتها.
قلع الجاكيت و قرب يحطه على مكتبه وقفت بسرعه و هي بتشاور ف وشه بتحذير: عارف لو قربت منى
ادم رفع حاجبه و بعد ما كان هيقول حاجه ابتسم يشاكسها: هتعملى ايه؟
هديه ضحكت غصب عنها بخوف: هقول انا اللى هرّبت المخدرات و اخلص.

ادم قرب بمكر و ابتسم و هي رجعت شويه لورا: هقول انا اللى قتلت الراجل ف الخرابه
ادم قرب اكتر قلع ساعته و هي رجعت كمان شويه: هقول انا اللى اكلت الجبنه
ادم ضحك بصوته كله و هي بترجع خبطت ف دولاب جنب مكتبه وراها.
ادم بيفك زرار قميصه اللى وقف بعفويه و هي مسكت إيده بسرعه: ايه يا جدع انت. انت كل ما تتحرر تقلع؟
ادم غمزلها: ماتجى ف الزنزانه و نجيب بهانه
هديه ضحكت بنهجان: عيب يا استاذ ادم بيه. انت راجل محترم.

ادم غمزلها بمرح: لاء ما انا مودب و محترم جداً و كل حاجه بس جوايا حتة سافله كده بتطلع للحبايب بس
هديه ضحكت بغُلب و جواها حته بتتنطط مرتبكه و حته تانيه بتتنطط فرحه: عيب يا سيادة الرائد الشيطان زمانه جاى
ادم ضحك بقوه: لا هو قاعد ف دماغى من بدرى بس انتى اللى مش واخده بالك. فاكره يا بتاعة الحشيش؟
هديه افتكرت اما كانوا ف الشقه ف العشوائيات و ابتسمت.

ادم ببراءه: من ساعتها و انا عمال اقوله امشى يقولى خلينى ده انا هعمل معاك الصح. اقوله انت هتتوب على إيدى و لا ايه انت مبيجيش من وراك الا الغلط. يقولى ماهو الغلط مع اهل الغلط ميبقاش غلط
هديه برّقت: انا غلط؟
ادم ضحك: لا انا و ربنا
هديه شاورت بكوميديا على راسه: ابعد يا شيطان ابعد ياشيطان ابعد ياشيطان.

ادم ضحك جامد على لهجتها و غمزلها برخامه: يا جارحنى بلقمه ناشفه والعيش عندك طري تقلان علينا ليه ماتحن يامفترى
هديه بعدت بجسمها بعيد بكوميديا و قربت راسها بس جنب ودنه: بسم الله الله اكبر، بسم الله الله اكبر
ادم عضلها شفايفه بغزل: تعبتى قلبى يا غزال اجيبك يمين تجيلى شمال
هديه ضحكت بخوف: عيب احنا صعايده و محيلتناش غير شرفنا و حتتين السيغه و الشيطان قبل الجواز مبيجيش الا عشان ياخدهم.

ادم ضحك بغيظ: لا ماهو اما بيجى لواحد بعد الجواز بيبقى شيطان تايب. تقريبا بيقرا الفاتحه مع المأذون و يتوب
هديه برّقت ببلاهه: ليه الراجل و مراته ما بيكونش الشيطان ثالثهم؟
ادم كعمش بوقه بإصفرار: لا بيكون موجود بس على رأى مبروك عطيه مش الفرفوش بتاع السفاله. بيجى التانى ابن الصرمه بتاع النكد. ابو بوز و وشه مقلوب ده. و يأتى النكد بقا من حيث لا ندرى و احنا ندرى و هو يدرى ورانا و حاجه اخر نيله.

هديه ضحكت بصوت عالى اوى ضحكه تاه جواها.
هديه رفعتله حاجبها لسرحانه ف وشها و هو انتبه.
هديه بصت لبوقه اللى عضّه بكوميديا: ده جرب ده؟ عندك ايه يابنى؟
ادم غمزلها بمرح: سمّى الله الاول و كل بيمينك. و انا عندى كل اللى عايزاه
هديه ضحكت بخفه: هو انا جايه اخد وحده سكنيه ف مدينتى؟ مالك يا حبيبى مبالغ فيك ليه؟
ادم غمزلها ببوقه: ده انا شميت نسيم الحياه على ايديكى
هديه رفعت حاجبها: نسيم الحياه ايه هو انا لولواه؟

ادم بص لوضعهم هي راكنه ع الحيطه و هو محاصرها: يابنتى دى فرصه. اشترينى دلوقت و اصرفينى بعدين
هديه ضحكت بغيظ: هو انتى دولارات؟ ايه الاوفر ده؟
ادم بغيظ: طب ملاحظتيش انك احلى حاجه ف حياة حد؟
هديه كتمت ضحكتها ببراءه: لاء حضرتك انا من الموالح
ادم عض بوقه بغيظ: يابنتى الدنيا غساله و احنا شرابات و الاسطوره بتقول ان دايما لازم في فرده ضايعه. لاقينى بقا.

هديه ضحكت بنهجان و هو عض بوقه و هو مغمض و بيهز راسه بمرح: لاقينى بقا و لا تغدينى
هديه سبّلتله عينيها ببراءه لحد ما اندمج تنت رجلها و ضربته بركبتها ف جنبه و فلتت من جنبه: لم نفسك انت مش قولتلى من الاول احنا اخوات؟
ادم صرخ بغيظ و لف وشه لها: و الله انا نفسي ولادنا هما اللي يبقوا أخوات مش أنا وانتى يا سنجل بائس انتى
هديه رفعت حاجبها: يابنى الجواز مش انجاز الحيوانات بتعمل كده عادى.

ادم ضحك ببلاهه: هو بيعمل كده الا الحيوانات اصلا؟
هديه ضحكت اوى: و بعدين انك تبقى سنجل في زمن سهل فيه الشقط ده الانجاز بقا
ادم قرب ضربها بخفه على راسها من ورا: طب خلينا انا و إنتي تقلانين على بعض كدة لحد ما نتقابل في دار مسنين و لا حاجه
هديه هزت راسها و همست بإبتسامه منوره بصوت هو سمعه: مهما كنت فاهمه تلميحاتك عمري ما هديك االلى انت عايزُه الا لما تنطقه حرفيا.

ادم رفع حاجبه مبتسم لهمسها اللى هو سمعه و قعد على مكتبه.
هديه قعدت قدامه على حرف مكتبه بتوتر اما سمعها: بما انى لقيتك ف مش هتغدينى انت
ادم ابتسم بيأس: نص جمالك في طفاستك و النص التاني إنك هايفه و الله
طلب اكل و اتغدوا سوا و هو جابلها شاى و جاب لنفسه قهوه ف اخدتها من قدامه و شربت.
ادم رفع حاجبه بغيظ: طب بدل قهوتى اللى عماله تشربيها كل ما نتقابل دى تعالى هعملهالك و تشربيها مع امى.

هديه شرقت و هي بتشرب القهوه و هو صحح ببراءه: طب اعملهالى انتى و اشربها مع امك انتى
هديه ضحكت و هي بتهز راسها و سكتوا.
هديه: الجو ده بيفكرنى بإيام شقة العشوائيات
ادم ابتسم: هتفضل اجمل ذكرياتى. مكنتيش بتبطلى رغى. دلوقت ساكته ليه؟ كان فضول و عرفتى كل حاجه؟

هديه ابتسمت: لاء بس انا مش بس مبعرفش افتح مواضيع. لاء انا كمان بقفل المواضيع اللي بتتفتح و الله
ادم اتعدل بجديه رغم ابتسامته: طب جربى كده إفتحى موضوع كإنك راجل معجب بواحده
هديه غمضت عينيها بإبتسامه منوره على تلمحياته.
حمزه اخد حنين و سافر القاهره. طلع شقتهم بس اكتشف ان هديه مش موجوده.
حنين بقلق: راحت فين؟ و موبايلها مقفول
حمزه سكت شويه: لو في حاجه كانت كلمتنى. متقلقيش
حنين قعدت بتوتر: طب ايه؟

حمزه مسك إيدها: هنروح لأختك دلوقت ع الاقل هديه مش موجوده و مش هنضطر نخلق حجه و نبرر
حنين بقلق: ماهى كده كده هتعرف
حمزه حاول يمتص قلقها لانه حس ان دى حجه و انها محتاجاها جنبها: انا جنبك متقلقيش. امتى سيبتك؟
حنين هزت راسها و هو اخدها و نزل. راح على عنوان اختها و مجرد ما دخل بالعربيه قربت منهم واحده و هما لسه ف العربيه و حطت كفوفها ع القزاز بلهفه.

حمزه ابتسم و فتح و نزل و قبل ما يلف قصد باب حنين كان اختها فتحت الباب و مدتلها إيدها ف نفس اللحظه اللى حمزه بعفويه مدلها إيده تنزل.
حنين بصت لإيديهم الاتنين و عيونها زاغت بدوشه كتير ف دماغها و فجأه، ،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة