قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس

ادم قبل ما يتحرك حمزه وقّفه بسؤاله: ادم، هو يعنى لو، يعنى لو انت ابن سليم و كانت هتبقى لا امك خانت ابوك بالعكس كانت هتبقى مظلومه، و لا كنت هتشك لحظه انه ابوك قاتل، كنت هتحس باللى انت حاسُه دلوقت؟
ادم بصّله قوى و تاه للحظات ف مجرد تخيل الفكره..
حمزه بص ف عينيه بترقب: قصدى، لو كان سليم هو اللى ابوك كان احساسك هيبقى ايه!

هديه فتحت باب اوضتها تخرج اتحركت على صوتهم و ف لحظه وقفت على سؤال حمزه و بلعت ريقها بتوتر مستنيه رد ادم بلهفه اللى كسرها اووى..
ادم رد بعفويه: بعد الشر، انا مش قادر اتخيل فكرة انك خونت امى هقبل ازاى انك خونت بلد بحالها! بعدين كنت مرعوب اقابلك و انت زى ما انت متغيرتش، مكنتش هعرف اتقبل ده، ف مابالك اما اعرف انك قابلت ربنا نفسه زى ما انت! لالالا.

ادم سكت لحظات اما شاف ملامح حمزه انفرجت بسعاده ف استوعب رده اللى خرج بتلقائيه..
بيرفع وشه يتنفس بضيق على تلقائيته اللى مكنش حاببها لمح هديه بتبصله قوى و الدموع اللى ف عينيها مغطيه عليه قدامها مش عارفه تشوفه و مغطيها عيونها عليه مش عارف حتى يلمحها!
بصّلها بخنقه و حس ان اى كلام هيتقال دلوقت مش وقته، انسحب بهدوء و مشى على اوضته..
هديه فضلت متابعاه بعينيها اللى افرجت عن دموعها بعد ما اختفى..

حمزه بصّلها وراه و اتنهد بتعب، هو عارف ان الكل مجروح ف الحكايه دى، و الكل جروحه قويه و حيه و الكل هياخد وقت لحد ما يقفل جرحه و لحد ما الوقت ده يعدى لازم المعامله تبقى بحساسيه عشان اى لمس حيفتح جروحهم من تانى!
حمزه اتحرك لقدامها: هديه
هديه حركت عيونها بالعافيه عن مكان ادم و بصتله بتوهان: انا عايزه ازور قبر بابا.

ادم واقف قدام قبر امه، حالته عكس ما توقعها، كان متوقع ينهار، يصرخ، يعيط، لكن مفيش!
هو بس مش عارف يتنفس، مش عارف عشان مش عارف يعمل و لا حاجه من دول و لا عشان بيعمل كل دول مع بعض بصمت جواه!

اخد نفس بالعافيه و بص للقبر بصوت مبحوح: طلبت من ربنا يكشفلى الحقيقه و كشفهالى، بس مش عارف ليه بحاول اشوفلها بقا مبررات، بحاول احطلها حجج و اعذار بس مش عارف، مش عارف اشوفك فعل و لا رد فعل، سبب و لا نتيجه، عاشقه و لا خاينه!

انا حتى مش عارف اقولك ياريتك كنتى موجوده، مش قادر، مش عارف لو كنتى موجوده كان هيبقى ايه موقفى دلوقت و لا المفروض اعمل ايه، بس اللى انا عارفُه انك لو قدامى دلوقت فوق الارض مش تحتها يمكن كنت اعرف، مهما كذبتى، كنت هبص ف عينيكى هعرف لوحدى، زى ما بصيت ف عيون ابويا رغم اعترافه بغلطُه و عرفت انه مجرد.

سكت بخنقه و رفع راسه لفوق و حاول يتنفس: انتى يمكن تكونى مظلمتيش ابويا بس ظلمتينى انا، ظلمتينى و ظلمتى نفسك، ظلمتى حنين اللى مكنش لها اى ذنب، ظلمتى هديه اللى كانت زيى برا حكايتكم خالص.

ادم دمعه غريبه جريت على خده مش عارفها عتاب و لا وجع و لا ندم و لا قهر، هو بس حاسس من سخونتها انها طالعه من جوه اوى، من نار مكبوته!
بص للقبر و كإنه متجسد ف امه قدامه: قوليلى يا امى، حمزه برئ من دمك و لا لاء! كذاب و لا صادق! له حق عليا و لا انا اللى ليا حقك عنده! تعبت! تعبت و انا مش عارف المفروض اعمل ايه! قوليلى يا امى المفروض اعمل ايه دلوقت!

غمض عينيه اللى استسلمت للدموع و قبل ما يفتّحها عِلى من اخر المقابر جنبه صوت بيتمتم بصوت عالى لحد جنبه و قل للذين فوضوا أمورهم الى الله بأن الله لن يخذلكم أبداً.

هديه وقفت قدام قبر ابوها و عكس ما توقعت جمودها انهارت، انهارت اوى، مش عارفه عشان كده صممت تبقى هنا لوحدها و لا عشان ندمت انها تبقى ف اللحظات دى لوحدها!
بصت لقبر ابوها بوجع: اخدت ايه من كل ده؟ فلوس؟ منصب؟ شغل و ايدين تترفعلك بالسلام خوف! اهو كل ده راح معاك! راح و متبقاش منه غير روحك اللى لا قادره احبها و لا عارفه اكرهها!

ميلت قعدت جنب القبر: انا حتى مش عارفه اقولك وحشتنى، مسبتليش اى حق من حقوقى عليك، لا السيره الحلوه و لا فخر اى بنت بأبوها و لا اقدر اجيب سيرتك و لا حتى اعرف اقولك ياريتك معايا! مسبتليش غير وجع هيفضل معلم ف روحى عمرى كله، قلة امان هتفضل محاوطانى و مش هعرف اثق ف حد تانى، انا ازاى هقدر ابص ف المرايه تانى!

وقفت بدموع: شايف عملت فيا ايه يا بابا؟ شايف وصلتنى لفين؟ حبستنى ف ركن ضيق و ضلمه و سديت عليا كل الطرق اللى ممكن تخرّجنى منه، خلتنى مش عارفه اروح لمين و اثق ف مين!

حست بأنفاس وراها اجبرتها تغمض عينيها و تاخد نَفس طويل اوى كإنها بتتنفس وجوده او بتاخد قوه طالعه من جواه على شكل نَفس..
ادم ابتسم لرد فعلها و مجرد ما حط إيده على كتفها من وراها لفّت وشها بسرعه له..
و برغم نظرات الرفض اللى بصتها له و لوجوده الا انه شاف ف عيونها لهفه و احتياج عرّفوه انه اخد القرار الصح اما جه وراها غصب عنها و مسابهاش لوحدها حتى لو محتاج هو يبقى لوحده زى ما طلب من حمزه!

شافت عينيه مبتسمه ف فهمت انه عجبه ضعفها له!
اتحركت مخنوقه تمشى ادم مسك إيدها بسرعه: مكنش ينفع اسيبك، انا قولتهالك قبل كده انى مش هغلط مرتين، مش هسيبك حتى لو قدام الموت
هديه دمعت بألم: احنا خلاص يا ادم، وشنا بقا للحيطه مش ضهرنا، الحكايه خلصت خلاص معدلهاش باقى.

ادم ابتسم و مد إيده مسك إيدها: تعالى نعمل حكايه جديده، حدوته تكون بتاعتنا احنا و بس، احنا لوحدنا من غيرهم كلهم، من غير رحاب و لا مدحت و لا حمزه و لا امينه و لا حنين و لا ستك، من غير و لا كذب و لا سِحر و لا فراق و لا دم و لا خيانه، من غير و لا حد فينا يخبى حاجه عن التانى و لا يكونله حد غير التانى
هديه هربت بعينيها بعيد برفض: انت مش واخد بالك انى بنت حرام!

ادم عض بوقه بغيظ على اندماجه اللى خرّجته منه: لاء انا الصراحه واخد بالى انك بنت صرمه
هديه بصتله بضيق و حاولت تمشى هو وقف قدامها وقّفها: ما اعمل ايه بس يا هدهد، ما انتى الصراحه دور امينه رزق ده مش لايق عليكى
هديه بصتله شويه: ليه ممشيتش امبارح؟ و ليه جيت دلوقت! صعبانه عليك للدرجادى و لا صعبان عليك تسيب حقك!

ادم: يمكن تكونى مطلبتيش منى افضل و لا قولتيلى ابقى معاكى، لكن أنا مجرب، كُل مره كنت بتساب فيها لوحدى بتساب ف أكتر وقت مينفعش أتساب فيه أبداً ف تعبى بيزيد ف مكنش ينفع اسيبك تتعبى
هديه بصت بعيد بوجع: اتطمن، مش هموت.

ادم قرب خطوتين منها و فك إيديها اللى مربعاهم على صدرها و مسكهم: هديه، خليكى واثقه اوى انك لو انتى اخترتينى عشان أقف جنبك ف أتأكدى انى هسندك و لو مقدرتش اعمل ده هقع معاكى و مش هسيبك لوحدك تقعى.

هديه سحبت إيديها منه و ادته ضهرها: ده كان زمان، متستعجلش مشاعرك و اديها وقتها تستقر من الهزه اللى خبطتنا
ادم: انا فصّلتك حلم على قدى، حلم يتحط ف اى مكان و اى زمن و قدام اى ظروف ميتغيرش، كل حاجه حواليه تتغير و يبقى زى ماهو عشان انا من البدايه مربطهوش بولاحاجه من دول، بعدين انا بحب روحك يا هديه و دى حاجه مبتتغيرش مع الزمن
هديه افتكرت كلامه لحمزه عن ابوها فبصتله بتهكم: متأكد!

ادم انفعل برفض لكلامها او المنطق اللى بتبص منه حاليا على علاقتهم: انتى ليه فاكره ان انا ممكن استغنى عنك؟ ده انا استغنيت عن كل حاجه ف حياتى عشانك انتى، عملتك تحويشة عمرى اللى بزيدها كل يوم من حبى لها.

هديه زعقت برفض: عشان الظروف اتغيرت، مبقتش هى هى و لا بقت مناسبه، الوقت كمان مبقاش مناسب و لا العقبات اللى من هنا و رايح هتقابلنا هتفضل زى ما كانت اكبرها انك خبيت عنى حاجه، لاء اتغيرت، كل حاجه انكشفت، اتغيرت و مبقتش مناسبه و خلتنا مبقناش مناسبين و لا متشابهين زى ما كنا فاكرين ف الاول، سككنا بقت صعب تتلاقى.

ادم: مفيش حد مناسب و حد مش مناسب، دى حجج الناس اللى عايزه تفارق، فى حد بنحبه ف بنستحمل معاه اللى مش مناسب لنا، و حد مبنحبهوش ف مبنعرفش نستحمل معاه المناسب حتى، ف حتى لو سككنا ساعتها اختلفت بنعرف نخلق من المشوار سكه جديده او نغير المشوار كله، لكن مبنغيرش بعض.

هديه ضحكت بصمت متهكم: غريبه انك لسه قادر تتكلم، بعد كل ده لسه قادر تحب و تحط اعذار و ترسم سكك، ده انا مش عارفه احب نفسى حتى، بعد القلوب ما بتتعرى صعب تعرف تحب يا ادم
ادم ابتسم: مين وهمك بكده! ده بيبتدى الحب اما الصوره توضح، ع الاقل وقتها بتبقى فاهمه انتى بتحبى ايه بالظبط، بتعرفى انك بتحبى حد مش حاله، يعنى مع معرفة الحقيقه كامله تتأكد انك بتحب
هديه بصتله كتير: انت مش زعلان؟

ادم ساب تعبه اللى كاتمُه يرد بملامحه: ‏أنا كاتم جوايا زعل و ساكت علشان أنا عشانك ف وقت مينفعش أقع فيه
هديه اتحركت تمشى و هى بتتكلم بإنفعال و حته جواها بتتمنى يلحقها: و انا ف وقت مينفعش احب فيه، ابقى معاك فيه، افهم بقا.

ادم فهم انها بتهرب منه لضعفها و بتهرب من ضعفها و تستخبى ف اتحرك وراها و قفل باب العربيه بعد ما فتحته: الضعف مش غلط و لا عمره كان عيب، المهم الواحد يكون بيعرف يختار يرمى ضعفه بين إيدين مين
هديه هربت بعينيها بعيد لمجرد انه فاهمها..

ادم مد إيده مسك دقنها و لف وشها له و ابتسم: انا عمرى ما اتمنيت و لا حبيت و لا اعتقدت ف يوم انى هيكونلى نقطة ضعف، و مع ذلك و انتى بعيد كنتى نقطة ضعفى اللى بهرب و اجرى لبعيد منها، و مجرد ما قربتى بقيتى نقطة ضعفى الاولى و الوحيده اللى بترمى بين إيديها و اسمح لنفسى انهار و الغريب انى حاببها و عمرى ما شوفتها عيب، ده انا جيتلك اما ابويا عابد رقد ف المستشفى و حسبت انى ممكن اخسر ابويا لتانى مره، جيتلك اما عرفت ان رحاب كانت عاملالى سحر و حسيت انى مغلوب على امرى و رجولتى اتهانت، جيتلك اما قابلت حمزه لاول مره بعد السنين دى و لقيت نفسى بضعف قدامه و بسببه، جيتلك اما رقد ف المستشفى و انا مش عارف عايز اخسره و لا خايف، و اما جيت الصعيد كنت عارف انى كده كده جاى عشان افهم و اشوف الحقيقه من زاويتها الصح بس اختارت اجى معاكى عشان استقوى بيكى، كل مره بضعف كنت بجيلك و الغريب انى حابب ضعفى قدامك و بين ايديكى.

هديه بصتله بضعف: و انا عايزه اتخطى ابويا الاول، حاساه بينى و بينك، طول مانا محتاجاه مش هعرف اقربلك، مش هعرف الا اما اقتنع انه ملهوش مكان عشان احتاجله
ادم: عارفه يا هديه، انا من يوم ما قابلتك حبيتك بقلب ام.

هديه بصتله بذهول ع الكلمه و هو ابتسم بالعافيه: اه مستغربه ليه! و الله عشقتك عشق الولد لأمه، كنت فاكر انى تايه بين امين و الاتنين خاينين لدرجة مفكرتش اعرف مين فيهم امى، بس اما قربتى حطيتك انتى مكان الاتنين، حبيتك ام.

هديه: مفيش حد بيسد مكان حد تانى جوه الواحد يا ادم، حتى لو كان الموجود بالدنيا بالنسبه للواحد مننا بردوا بيفضل محتاج للتانى، مفيش قرب حد من حد بيعوض بعده عن حد تانى، مهما كان الطرفين مهمين مينفعش طرف يشيل الميزان ويظبطه لوحده وإلا هيكون فى خلل و هيجيله وقت و هيبعد، هيجرى يهرب اما يحس انه تعب.

ادم: و انا اما حبيتك حبيتك لاجل غيابك اللى اثر فيا قبل وجودك، يعنى حبى دايم صعب يغيب مهما تغيبى او اغيب، اللى زاد ف الغياب عمره ما ينقص بالوجود
هديه بصتله قوى: انت ليه بتحبنى بعد كل اللغبطه اللى حصلت؟ ادم لو فاكر ان
ادم مسك إيدها اللى شاورت بيها و باسها برقه: عشان لما يجتمع الحب و الاعتياد و الاحتياج ف واحده يبقى لازم اعشقها
هديه بصتله بتوهان، لا قادره تقبل وجوده و لا عارف تتحمل يبعد..

ادم تبت على إيدها اوى: متفكريش فيها كتير، متحسبهاش كده، احسبيها باللى ممكن يتعمل منك مع واحد بيكره المحاولات و كنتى انتى اخر محاوله له، و إنه بعدك قغل باب المحاولات للأبد، ارجوكى متخلهوش يختمها بخيبة امل منك انتى بعد ما عملك اخر امل له.

حنين بصت لحمزه بحزن و سكتت..
حمزه طبطب على إيدها: متقلقيش عليها، كان لازم تعمل مشوار زى ده، لو كنت منعتها كان وجعها هيزيد
حنين: و كده هيقل؟
حمزه: لاء بس هتعرف تحتويه، بعدين ادم جنبها
حنين بصتله: اذا كان هو مرضيش انك تروح معاه هو، هو قالك انه رايح معاها؟ بعدين هى مرضيتش انك انت نفسك.

حمزه قاطعها: لا مقاليش بس انا واثق انه هيعمل ده، و اه هو مرضيش اروح معاه لكن لسبب هيخليه يروحلها غصب عنه و عنها
حنين: سبب؟
حمزه هز راسه بحزن: انه عارف انه قوته هتنهار قدام نقطه زى دى، مش هيعرف يتجمد مهما عمل، و هو رافض ده قدامى و ده اللى هيخليه يروحلها عشان مجرب و دايق و عارف هى ممكن تكون حاسه بإيه
حنين بصتله بعتاب: و سيبته يروح لوحده؟

حمزه اتنهد بتعب: عشان لو كنت اجبرت عليه وجودى كان هيكتم انفجاره ده جواه لحد ما يأذيه، كان هينفجر لجوه و ده هيسيب خدوش ف روحه صعب تترقّع، نفس السبب اللى هى رفضت تخلينى اروح معاها عشانه و انا وافقت بردوا عشانه، انا كنت متآكد و مازلت انهم انسب دوا لبعض.

حنين اتنهدت: الواضح ان اللى جاى هيبقى صعب
حمزه بصّلها جنبه و مد إيده اخد راسها على صدره: مش مهم، احنا كلنا مع بعض هنخليه سهل و ان معرفناش هنعديه و هو صعب
حنين: زى ما يكون قابلتك بس عشان امرض و اتعافى بيك، حتى هديه كمان، مش عارفه ليه القلوب بتميل للوجع حتى الحب، بتتعلق بالحب الصعب اللى بيوجع.

حمزه ابتسم: باب القلب ده بتاع ربنا بيفتحه لصاحب المكان يدخل و ياخد راحته، ماهو محدش بيرتاح غير ف بيته و لا صاحب بيت مبيبقاش على راحته و عنده ضيف بيبقى مقلق كده، و طالما الاتنين ارتاحوا يبقى اتخلقوا لبعض، ربنا اللى بيألف القلوب
حنين رفعت وشها له بتوتر: هى هديه هتغير اسمها كده صح؟
حمزه ابتسم بحزن: مش هجبرها تعمل ده او ترفضه، القرار ف ايدها
حنين: هتزعل لو عملت ده؟

حمزه: بالعكس، انا بس عايزها يوم ما تختار ادم تختاره بقلبها مش اجبار، مش عايزُه يحس باللى عيشت عمرى كله حاسس بيه و انا خايف تكونى مجبره عليا، مش هوجع ابنى تانى
حنين ابتسمت بحزن: يعنى يا انت يا ادم، بس مش عارفه ليه القدر رماها ف سكة ادم و هو عارف الحدوته من اولها و هو الحاضر الوحيد ف كل تفاصيلها!

حمزه: القدر بيجمع و يفرق و يمشى الزمن على مزاجه، لو بمزاجنا كنا مكناش فارقنا حبيب لحظه، كنا اختارنا حبايبنا اصلا و نحب مين و نكره مين و مكنش فى حب اسمه ذنب و حب اسمه راحه
حنين رفعت وشها و ابتسمت رغم كل حاجه: و انت شايف ان حبى ذنب؟
حمزه باس ارنبة مناخيرها بغزل: و انا من الاول كنت امانك و حمايتك و ده باختيارى مش مفروض عليا.

حنين ابتسمت برقه: و انا برغم كل ده مش عايزه اعفيك و لا حته صغننه اد كده من ذنبى اللى ف قلبك.

ادم قفل موبايله بعد ما انهى اتصاله و وقف بحيره..
اتحرك بتفكير ع السلم خبط ف مدحت خارج من طرقة سويت الضيوف و بيتحرك ناحية طرقه فيها كذا غرفه منهم غرفة هديه ف وقف بغيظ..
مدحت اتعدل بضيق و حاول يتحرك ادم وقف ف سكته، مدحت حاول يتحرك من تانى زاويه ادم اتعمد يتحرك منها سد طريقه..
مدخت اتنفس بعصبيه و وقف و ادم وقف قصاده و كعمش وشه بإستفزاز منتظر حركته..
مدحت بغيظ: عايز اتحرك.

ادم ببرود: ايه ده اتشليت؟ لا الف سلامه
مدحت كز على سنانه بغيظ و ادم زقه وراه و وقف ف وش مدخل السويت و ربّع إيديه بإستفزاز: طب الحق بقا ماما خليها تجيبلك كرسى بعجل ع العيد، و يكون بفيونكه و بينور كده عشان تلعب بيه
مدحت كشر: لعلمك هديه تبقى.

ادم ف حده مفاجآه مسك دقنه بغضب: اسمها انسه هديه و قريبا هتبقى مدام و ساعتها لا هتنطق اسمها و لا مدام و لا انسه حتى، و اما عن لعلمك دى ف انا اللى ممكن اعرّفك عن هديه اللى هى نفسها متعرفوش عن نفسها مش انت اللى هتعرفنى على حاجه تخصها
مدحت بصّله بضيق: قبل كده جاتلى اما كرفتك و كانت عايزه ترتاح منك و عايزه تخرّج اللى جواها، و انا حاليا مكنتش هقولها اكتر من انها لو محتاجه حاجه انا موجود.

ادم خبط على خده كذا مره بحده خفيفه: طب متشكرين يا دوا الامساك، اتكل على الله انت بقا دلوقت و اخفى من وشى لا اخرّج اللى جواك من كل حته من جسمك
مدحت بصّله بضيق و حاول يتحرك لقدام ادم شدد وقفته و زقه ببرود لورا: من هنا يا خفيف.

مشى و ادم بروده اتقلب لضيق و بيلف وشه يتحرك لجوه لمح حمزه واقف و على وشه ضحكه محبوسه بالعافيه..
ادم حاول يتجاهل مرحه و رفع حاجبه: نعمم!
حمزه ضم ملامحه بمرح يسيطر على ضحكته: انا لا يمكن اضحك عليك، ابدا يعنى
ادم كز على سنانه بغيظ بان مرح غصب عنه و حمزه انفجر ف الضحك..
ادم اتخطاه بغيظ و خبط على اوضة هديه و دخل..

شافها واقفه قدام البلكونه و حاطه الهاند فرى و بتتنفس انفاس سريعه عاليه كإنها بتتفاعل مع الاغنيه..
ادم قرب منها و سحب سماعه بهدوء و حطها على ودنه و رفع حاجبه: اتقى ربنا فيا!
بص للسماعه بضحكه مكتومه و نزّل حاجبه و رفع التانى و حطها تانى على ودنه: استنى كده، بزياده حس بيا
هديه شدت السماعه التانيه بغيظ حدفتها على صدره..
ادم غمزلها ينكشها: طب مانا مؤثر اهو.

هديه ضمت بوقها بإسلوبه: معلش الجنازه حاره و الميت كلب
ادم مسك السماعه بمرح و بص فيها: كلب! اه يابنت الكلب.

هديه بترجع السماعات ف ودنها و ادم شدهم برخامه: تمنيناتى اوى الجو ده على فكره
هديه ربعت إيديها و بصتله و كعمشت وشها: تاخد حاجه ف الالفينات؟
ادم حدف السماعه بخضه بطريقه كوميديه و رفع إيديه: لاااا، لاا لااا دول خُلقهم اضيق من خلقى، دول بيقتلوا على طول ملهومش ف الهزار اوعى
هديه عايزه تضحك غصب عنها ف دوّرت وشها بعيد..
ادم غمزلها: لا انا ممكن اديكى حاجه احسن، تاخدى؟
هديه: لاء.

ادم: لاء انتى عايزه تاخدى، قولى متتكسفيش
هديه: لاء
ادم برخامه: لالا، انتى عايزه بس مش عارفه، اشقطى دى بس
هديه سكتت بنفاذ صبر و هو سكت يجبرها تبصله و اول ما بصتله بعصبيه هتندفع فرد دراعه و عزف عليه بإيده التانيه بدراما: يا مسهر دمعى على خدودى، كرهنى غيابك ف وجودى، و ان سبتك تدبل على عودى، و ارجع من غير ما تقول عودى، عوووووى عوووووودى.

هديه بصتله بغيظ منه اتقلب الغيظ من نفسها اول ما ضحكتها خرجت عن سيطرتها..
حاولت تتلفت على حاجه و الاخر كتمت بوقه بوشه كله بإيدها: ششش ششش
ادم ضحك بمرح: اوفر صح؟
هديه هزت راسها بإبتسامه صفرا و ادم شقلب بوقه بمشاكسه: طب اقولك بلاش جو التلزيق، اقولك نكته قبيحه؟
هديه نفخت و هى بتربع إيديها و هو رفع حاجبه: ايه ده انتى هتاخديها ف حضنك و لا ايه؟ هى عشان قولتلك قبيحه؟

هديه عضت شفايفها بغيظ و هو كتم ضحكته و مسك دراعاتها اللى مربعاهم بمشاكسه: طب اعتبرينى نكته و النبى، و حياة عيالك يا شيخه
هديه حطت إيدها على وشها بتضحك بعصبيه ف ضحكتها طالعه ملغوشه..
ادم غمزلها بهزار: طب خدى دى، مره واحد بلدياتك دخل الحمام ف أمريكا لقى مساحه قال ياااااه كل دى مكنه حلاقه؟
هديه عضت بوقها: ده طلع بلدياتك انت
ادم غمزلها برخامه: طب بلاش دى، خدى دى بدالها..

مره مدرس انجليزى امه جابتله ياكل و نسيت العيش قالها ايه هاكل have و لا ايه
هديه كزت على شفايفها اكتر: أضحك؟
ادم ضم عينيه بضحكه صامته: ياريت
هديه كعمشت وشها اوى و ادم مسك دراعها بمشاكسه: طب اقول نكته كمان و النبى
هديه بصت لإيده اللى متبته على دراعها بيغلس عليها: مش ممكن خفة دم اهلك دى، أبو تفاهة اللى خلفوك
ادم رفع حاجبه: بتقولى حاجه؟

هديه ابتسمت بإصفرار: لا بقول انك مشروع كوميديان و الله، بقولك ايه ما تسيبك من بدلة العيد اللى بابا جيبهالك دى و تتعاقد مع الخليل كوميدى، فكره صح؟
ادم هنا اللى كعمشوشه: طب بمناسبة خفة دم اهلك تستاهلى النكته الجايه دى، بيقولك مره مدرس إنجليزى بردوا بس غير اللى فوق بقا، حط لبن عالنار رجع لقاه before قالafter ايه دلوقتى
هديه كوّرت إيديها الاتنين و رفعتهم بغيظ: انا دماغى وجعتنى.

ادم ضم عينيه بتفكير: طب خليها بطنى وجعتنى
هديه بصت لإيديها الاتنين اللى رفعاهم عليه: اشمعنى
ادم بمرح: عشان خاطرى
هديه رفعت حاجبها: لازم؟
ادم ببلاهه: معلش
هديه كعمشت وشها بنفاذ صبر: بطنى وجعتنى
ادم سقف بمرح يرخم عليها: مره خروف بطنه وجعته راح عمل غسيل معزة ها ها ها، انى اسف
هديه ضربته بوكس مفاجئ ف وشه حدفته لورا اتحدف على كنبه وراه ف البلكونه..

ادم اتعدل نص واحده و مسك دقنه و رفع حاجبه لجانب وشه: لا وحشه النكته دى
هديه بتبص جنبها من سور البلكونه شافت سته بتبصلهم بملامح خاويه..
هديه بصت لأدم اللى بصّلها تحت بحده و اتحركت وقفت فوقه و ربعت إيديها: لا خد نكته احلى، بيقولك مره واحد راح لجدته قالها افتحى الباب انا حفيدك، قالتله هتفيدني بإيه؟ ها ها ها
ادم كعمش وشه: بصى هو حلو انك تقولى نكته و لذيذ و كل حاجه بس متعملهاش تانى، هاا.

هديه كعمشتله وشها و هو غمزلها بمشاكسه: طبعا هى معجبتكيش عشان مش قبيحه
هديه بصتله بغيظ و هو قرب من ودنها همسلها و هو كاتم ضحكته بالعافيه: اخسس انا قولت انى معرفتش اربى
هديه حطت إيدها على راسها بعد ما فشلت تكتم صوت غيظها الملغبط بضحكه..
ادم عجبه ريأكش وشها: لا احنا هنرجع لما قبل اركان الاسلام الخمسه، نرجع بضهرنا شويه كده لابو جهل الوحيد اللى فهمها فينا صح و نوأد الحريم كلها بالصلاة ع النبى.

هديه ربعت إيديها بغيظ و ادم فك إيديها و حاول يضمهم: هديه، فكرة انك روحتي منى مش قابلها
هديه شدت إيدها منه بسخريه: عنك ما قبلتها ده انا كل اللى يعرفنا كانوا بيعايروني بيك
ادم شدها رجّعها له: ياستى قربى، جربى، و لو حسيتى اى لحظه انك مش طايقانى امشى
هديه كعمشت وشها بإستفزاز ف وشه و لفّت وشها و مشيت: تمام
ادم برّق: ايه الوقاحه دى؟
هديه ضحكت غصب عنها: عايز ايه يا ادم؟

ادك غمزلها بمشاكسه: عايز حبة دلع من الى اتمنع
هديه زعقت: قولتلك انا عايزه ابقى لوحدى، انت بتضغط عليا و انا مش قادره اتحمل ضغطك ده
ادم غمزلها يشاكسها برخامه: ضغط إيه اللى تتحمليه؟ إنتى فاكره نفسك حديد عز؟ صوتى يا بت و لا يهمك
هديه حطت إيدها على وشها بضحكات بتقفل الباب ف وشها و هى بتندفع على وشها غصب عنها..

ادم ضحك معاها بخفه: هو انا مش عديم الاحساس و الله و عندى دم، بس لما بقع ف اى مصيبه او مشكله مبعرفش مضحكش، تقريبا كده جوايا كائن متخلف بيألش ف أوقات غلط
هديه: مش كان نفسك حاجه تغير حياتك؟ اديها اتغيرت كلها اهى، شيل بقا
ادم ضحك ببلاهه و هى بيخبط كف على كف: لا تتغير ايه؟ ده انا و الله نفسى أرمى حياتى على حد و أجرى
هديه بصتله بغيظ: انت ايه؟

ادم ابتسم بنفس غيظها: أنا و لله الحمد و بدون غرور إنسان بدأ من الصفر و لسه واقف عند الصفر برضوا، تقريبا رجلى لزقت ف حاجه و لا ايه
هديه زهقت بغيظ: اطلع براااا
ادم ضحك برخامه: طب خلاص خلاص، بصى احنا نتكلم من غير لف و لا دوران، انتى بتحبينى؟
هديه كشرت: لأااا
ادم رجع قعد ع الكنبه و ربع رجليه و شاور بمرح: لا احنا نلف و ندور احسن
هديه قعدت بإستسلام جنبه: انا تعبت.

ادم اتعدلها و ابتسم بهدوء: و انا اكتر منك، بس مش هسمحلك تخسرينى و مش هقولك اخسرك عشان دى عمرها ما هتحصل
هديه: حاول تفرق بين إني خسرتك و بين إني إتنازلت عنك و انا اتنازلت عنك
ادم: و انا بحبك
هديه عيونها دمعت: متحاولش تأثر عليا لإنك لو اثرت عليا انهارده هنلاقى نفسنا بكره قدام نفس المشكله بكره
ادم ابتسامته بتزيد مع صوتها اللى بيضعف: و انا بحبك.

هديه بهدوء مبحوح: و انا مش لاقيه قلبى ف الشارع عشان تكسره كل شويه بكذبه جديده يا ادم.

ادم سكت و اخد نَفس عالى: انا عارف ان احنا ف حسبه العقل و القلب فيها بيتخانقوا، بس انا مكذبتش يا هديه، انا كنت فاكر انى خبيت بس، بس حتى دى طلعت غلطان فيها، انا حتى مطلعتش كنت مخبى، انا طلعت مش فاهم، مش فاهم ازاى اتجوزت رحاب و ليه معاها، مش فاهم انا ابن حمزه و لا انتى، حد فينا كان لازم هيتوجع و المشكله انى مكنتش فاهم اللى انا فيه عشان افهم هتصرف ازاى او هقولك ايه.

هديه بصت بعيد لمجرد ان تفسيره صح بس مش قادره تقبله حاليا..
ادم اتنهد و رجّع ضهره لورا: المشكله بقا انى اما قربتلك لقيتك زيى، مش فاهمه كتير، كانت المشكله مش ف اننا مش فاهمين، لا المشكله كانت أن كل واحد فينا فاهم ان هو فاهم و كده مش ممكن يفهم، عارفه لو كل واحد فينا فهم ان هو مش فاهم كده كان ممكن يفهم، فاهمه؟
هديه ضحكت غصب عنها: لا مش فاهمه.

ادم رفع حاجبه بمرح ملهوش علاقه بالجمله اللى قالها: يبقي هتفهمى، قولى يارب
هديه بصت جنبها بتهرّب و هو اتعدل جنبها: كنت خايف يا هديه، لو مشكلتك انى كذبت ف انا كذبت عشان خايف
هديه بصتلت بعتاب: و كل ما هتخاف هتكذب عليا يا ادم؟

ادم: لاء
هديه صوتها اتهز: معتش هتكدب؟
ادم مسك إيدها: معتش هخاف
هديه سحبت إيدها منه بعتاب: كان نفسى تبقى اقربلى من كده، اما تخاف تجى تحط خوفك بين ايديا، ف حضنى و انا اطمنك، بس متطمنش نفسك بطريقه تبعدك عن حضنى
ادم بصلها بعتاب: كنت عشمان تقربينى انتى، تخلينى احبك بالطريقه اللى تحبيها انتى لو طريقتى معجبتكيش، انا حاسس انك بقيتى تتعمدى تبعدى عشان اقرب انا.

هديه بصتله بضيق: لاء و انت اللى كان حبك يتحكى عنه الصراحه
ادم ضربها ف كتفها بغيظ: انتى ليه محسسانى انى انا راجل نباش قبور؟ شوفتى، اهو أنا مستحمل نكدك ده علشان تبقى تستحمليني لما أخونك
هديه: كنت اخليك تحبنى بالطريقه اللى احبها؟ و دى كنت اعملها ازاى بقا؟ اسحرلك و لا احطلك كاميرا تورينى اولك من اخرك، و متقوليش الحب بيعمل المعجزات.

ادم ضحك بغيظ: لا مش الحب بتاعنا ده اللى بيعمل المعجزات، احنا الحب بتاعنا بيعمل حمام على نفسه بس انتى اللى مش واخده بالك
هديه وقفت و كشرت: الجواز مش بالعافيه
ادم مسك إيدها شدها نزلت جنبه: بالدقه؟
هديه بصتله بغيظ و و وقفت..
ادم وقف جنبها و رفع حاجبه لملامحها و كتم ضحكته: يا ساتر، بالمأذون بالمآذون
هديه نفخت و هتشاور على برا مسك إيدها باسها و همس جنب ودنها: بس لو حكمت، هيبقى بالعافيه
هديه: لاء.

ادم ضربها بغيظ على قفاها حدفها لقدام: هو عِند و خلاص؟

هديه كعمشت وشها بإصفرار: اصل انا بعيد عنك فيا عرق صعيدى
ادم رفع حاجبه و شاور على دماغها: قصدك فيكى عرق عبط.

هديه كزت على سنانها و هو كتم ضحكته و شاور على جسمها: او عرق بتلوو، ايهما اقرب بقا
هديه خبطته ف رجله: شايف انت بتقل ادبك ازاى؟
ادم بصلها بغيظ: مانا اعملك ايه يا هديه؟ ما انتى لو رسيفر مش هيكون فيكى التردد ده كله.

هديه: انا كل ما بحس انى ظبطت كل حاجه و اتأقلمت حاجه واحده تتغير تحدفنى معاك ف حته تانيه و تضطرنى اتأقلم على وضع جديد من اول و جديد، و انا مش هقدر اعيش ف الدايره دى كتير و لا هعرف اخرج منها الا اما تخلينى اثق فيك، و انت مش عارف تعمل ده
ادم: حبيبتى كل ده عدّى، كل حاجه عدت خلاص
هديه: كل حاجه عدّت سابت حاجات مبتعدّيش يا ادم.

ادم اتنهد: مش كفايه ان انا واثق فيكى، ده الواحد شاف ف حياته كمية مواقف من اقرب الناس ليه تخليه فاقد الثقه ف كل الناس اللى حواليه و مع ذلك بثق فيكى
هديه زعقت بإنهيار: و انا اثق فيك ازاى بعد كل ده هاا؟ اثق فيك ازاى و انت طلقت رحاب اما حبتنى و ابوك ساب امك اما حب حنين! اثق فيك ازاى!

ادم بصّلها قوى بصدمه و هى وقفت بالكلام بخنقه: شوفت بقا انى انا محتاجه فتره إعادة تأهيل نفسى علشان اعرف ارجع اتعامل معاك تانى
ادم بصّلها بعتاب: براحتك، بس ابقى خدى بالك ان البعد لما بيتكرر مبيوجعش
هديه بصتله قوى بتوهان و هو اتكلم بصدمه و هو سايبها و خارج: و انا جيتلك لحد عندك عشان أقولك إنى مِش مُستعد لأى حُزن تانى، أنا الحُزن اللى جوايا لسه مخلصش.

هديه عينيها اتعلقت بضهره اللى اداه لها و اتحرك، مفاقتش الا على صوت الباب بيتقفل وراه..
تمتمت بكسره: انا مش عايزه احس ان لو حد، لو اى حد مهما كان اختفى من حياتى ممكن اضيع.

عدّى يومين و ادم و هديه بيتجنبوا بعض، كل واحد مجروح من التانى على كلمه قالها بخلاف اللى حصل كله..
حمزه دخل عليه اوضته شافه بيجهز شنطته..
حمزه اتقبض: ادم، انت رايح فين!
ادم بسخريه: انا مش وليه و لا متطلقه قاعد ف البيت
حمزه ابتسم بالعافيه بتوتر: طب، طب و هديه؟
ادم رد بخمول: براحتها
حمزه ضيّق عينيه: انت يأست بدرى كده ليه يا ادم؟

ادم اتخنق: هى شايفه انى واحد ماليش امان و لا ينفع يتوثق فيا، سيبت مراتى عشان حبيتها، و ابويا ساب امى عشان حب غيرها، مش عارفه تثق!
حمزه اتنهد: هى بتخبّط، مش عارفه هى بتقول ايه، معتمده على انك هتتفهّم وضعها و تقدره، معقول هتخذلها؟
ادم زعق: امال هربّطها و اغميها و اخدها؟

حمزه اخده من إيده قعّده بهدوء: ادم، لو فاكر انك سيبت رحاب و هتلاقى مع هديه علاقه هاديه و مفهاش مشاكل و لا حتى شد و جذب يبقى غلطان، و لو ده السبب اللى انت سيبت رحاب عشانه اصلا يبقى ده غلط ابشع، انت سيبت رحاب عشان حبيت هديه، اما عن المشاكل ف دى بشكل او بأخر و دلوقت او بعدين هتحصل هتحصل.

ادم حط كفوفه الاتنين و حرّكهم على وشه بتعب قبل ما يميل راسه بيهم..

حمزه: يابنى مافيش علاقة بين اتنين مافيهاش مشاكل، مهما كانت درجة القُرب و التفاهم و الحب وأيًّا كانت نوع العلاقه دى، و اللى يقول لك عكس كدا يبقى بيضحك عليك أو كذاب حتى لو انا، الفكرة بتكون ف درجة الرّوِّيّه و الحكمه و الصبر اللى بيتعامل بيها الاتنين وقت الخلاف، يعني بمبدأ واحد يشدّ الحبل و التانى يرخى، دورك انتَ كطرف ف علاقه يهمّك تكمل بيك للاخر و عاوز تحافظ عيها دورك هو التغافل، التغافل و العفو هو سر دوام أى علاقه بين اتنين مع نقطه مهمه جدا و هى ولا تنسوا الفضل بينكم، لو قدِرت انت و هى تعملوا كده هتكون علاقتكم ببعض أنجح علاقه ف الدنيا، مهما كانت درجة اختلافكم او مشاكلكم..

ادم بصّله كتير و حس انه بيحاول يهدى: سامحوا بعض، سامحوا و عدّوا و فَوّتوا و متكونوش من الذين إذا خاصموا فجروا انت تعايرها بأبوها حتى من غير قصد و هى تعايرك بأبوك حتى لو غصب عنها، واربوا الباب لبعض عشان بردوا زى ماهى فيها عيوب انت فيك و زى ما ليك اعذار هى لها.

ادم اتخنق بحيره: يعنى اعملها ايه؟
حمزه ابتسم و خبط على ضهر إيده و هو واخدُه و خارج لبرا: لاء انت متعملش، هى الدور عليها، و خليك عارف انها لو عايزه تبقى معاك هتتخطى اى حاجه، زى ما بيقولوا كده ‏اللى عايز يكون مع حد هيفتح ف كل حيطه يفصله عنه باب و من غير أعذار
قابلوا حنين خارجه من اوضتها و قبل ما حمزه يتكلم شاف هديه بتفتح اوضتها بخنقه و خرجت ف الكل وقف مكانه..

الكل سكت و كل واحد ادى وشه لبعيد..

حمزه بص لحنين اللى بصتله بحزن: هو فى ايه؟ منمتوش ليه لدلوقت؟
حمزه شدها عليه اخدها ف حضنه و ضمها بحيث يدى مساحه لأدم يقرب من هديه ف مكانهم..
حنين بصتله و حمزه غمزلها على ادم: يعنى تقدرى تقولى كده انه قد لا ينام رجل طويل عريض بسبع ادوار و منور بسبب متر و نص نكدت عليه
حنين ضحكت غصب عنها و ادم بص لهديه بغيظ: عاجبك كده؟

حمزه بص لهديه اللى مرضتش تبتسم حتى و بص لأدم بغلاسه: طب هقولكوا نكته، مره واحده رخمه اتجوزت واحد رخم خلفوا اتنين روخام و واحد سيراميك، تيراتراراتتت
ادم ضحك غصب عنه و هى سكتت بتهكم و اخر الكلام مقدرتش متضحكش..
ادم برّق له: انا رخم؟
حمزه كتم ضحكته و بص لهديه: طب بلاش خد دى، مرة واحد بيستهبل اتجوز واحدة بتستهبل خلفوا عيل نزل عمل نفسة ميت، تيراراراراااات
ادم برّق لهديه: انا اهبل؟

حمزه عايز يضحك و كاتمها بالعافيه: طب بلاش خد دى..
مره واحد غبى حب واحده اتجوز اختها عشان يشوفها كل يوم
ادم شد هديه بغيظ وسط ضحكهم اللى طلع منهم بتمردقدام حمزه: يلا بينا، يلا من هنا
حنين بصت لأدم و حست قدام ضحكته ان ده الوقت المناسب: ادم، انت مش ملاحظ انك سلمت ع الكل الا انا؟

ادم هرب بعينيه بعيد و حنين بصتله بضعف: انا مليش ذنب ف اى حاجه و انا الوحيده اللى محضنتهاش
ادم بصّلها قوى و قلبه و جسمه كله بيدقوا بعنف..
حنين بصتله بضعف: انا كنت و هفضل امك، بمزاجك او غصب عنك
ادم سكت بتوهان و بيهرب بعينيه اللى ابتسم غصب عنه اتقابل مع هديه ف حته مفقوده للاتنين ف بقت نظرة ضعف..
هديه اتحركت بتهرّب حنين مسكت إيدها بسرعه: هديه.

هديه مسحت طرف عينيها بأصابع بترتجف و بصتلها بجانب وشها من غير ما تلفلها..
حنين لفت قصادها: انتى هتفضلى كده لحد امتى؟
هديه صوتها اتهز: مش عارفه، و مش عايزه اعرف، بطلت ابقى عايزه اعرف حاجه و ياريتنى ما عرفت حاجه، ياريتنى، ياريتنى فضلت زى مانا
حنين دمعت: و انتى ممكن بردوا تفضلى زى ما انتى
هديه بصتلها بوجع: ازاى بقا؟ هفقد الذاكره زيك؟ و الله ياريت، دى الحاجه الوحيده اللى نفسى ابقى فيها زيك.

حنين سكتت شويه بتردد: انا على فكره بتكلم بجد و لاء مش محتاجه تفقدى الذاكره، انتى ممكن تبقى زيى من غير ما تفقدى الذاكره، مانا عرفت الحقيقه و لسه فاكراها بعد ما اتقالتلى و لسه زى مانا ابقى.

هديه صرخت بإنهيار: و انا مش عايزه ابقى زيك، مش عايزه، مش عايزه ابقى خايفه، اربط حياتى و مستقبلى و عمرى كله بحاجه و افضل عايشه ف خوف لا الحاجه دى تقع و يقع معاها كل حاجه، و اضطر اتنازل مره بعد مره عشان خايفه، و اعيش و انا مسلوبة الاراده عشان خايفه، تايهه عشان خايفه، مش عارفه اخد قرار واحد لوحدى عشان خايفه، انا متأكده انك لو مبعدتيش عن با..

مسحت دموعها بعصببه و حنين دموعها نزلت بدالها: عن حمزه باشا بعد ما عرفتى اللى حصل ف مبعدتيش عشان خايفه، زى ما هو لو مبعدتيش زمان ف عملتى ده عشان بردوا خايفه، و انا مش هعمل ف نفسى كده، فااهمه، مش هعمل ف نفسى كده، مش هبقى زيك لا بمزاجى و لا غصب عنى.

ادم بص لهديه و حركاتها العنيفه، تشنجات وشها كإنها بتتفاعل مع الكلام مع ملامحها، و حركات إيديها العصبيه و هزة رجليها بتوتر، فهم انها بقت واحده تانيه، خايفه و خوفها ملغبط كل انفعالاتها، ملغبط كل تفكيرها و ردود افعالها و قرارتها، حتى كلامها!

حنين قربت منها بدموع محبوسه: انا لو خايفه فعلا و اختارت ابقى زى مانا ف ده طمنى مخوفنيش، و انتى يوم ما هتفضلى انتى كمان زى مانتى مش هتخافى.

هديه بصتلها بخوف و اتعدلت بحذر لمجرد انها متوقعه هتسمع ايه و حنين بصت لحمزه و بصت لهديه بحيره: يعنى انتى ممكن بردوا تبقى هديه حمزه الجيار، تفضلى بنته زى ما عيشتى من يوم ما اتولدتى ف بيته بنته
هديه بصتلها قوى و فهمت انها لو اختارت ده هتبقى اخت لأدم قانوناَ..
حنين قربت جنب هديه و بصتلها على حمزه: حمزه قالى القرار ف إيدك و انتى اللى هتختارى.

حمزه همس لأدم جنبه: انا بس كنت عايز احط عقلها قدام الامر الواقع و ف نفس الوقت يبقى بإختيارها، طول ما القوس مفتوح قدامها هتفضل محتاره، لكن لازم تحس انها لازم تاخد قرار، لازم تختار و مش هحطك الخيار الوحيد قدامها عشان لا ترفض عِند و لا تقبل إستسلام.

ادم بص لحمزه بتوتر و حمزه ابتسمله يطمنه: و مين عارف، ممكن تبقى الخيار الوحيد المقبول بالنسبالها.

‏ادم كعمش وشه بسخريه: لاء انا الخيار الوحيد اللى كنته هو الخيار المخلل لحد ما ضغطى عِلى، معرفش بقا اخبار الخيار عندكم هنا ايه؟
هديه بصتلهم بتوتر، حست انها ف معركه، ادم و حبها له و قلبها ف كفه، و حمزه اللى رباها و عاشت عمرها بنته و سمعتها اما اسمها يتغير و الكل يعرف من غير حتى ما تتكلم او حاولت تدارى ف كفه تانيه..
بصتلهم قوى بعيون حاده و.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة