قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع

حمزه و ادم و حنين واقفين بترقب لهديه اللى بصتلهم بتوتر..
حنين بصت لحمزه و بصت لهديه و وضحت كلامها اكتر: انتى ممكن بردوا تبقى هديه حمزه الجيار، تفضلى بنته زى ما عيشتى من يوم ما اتولدتى ف بيته بنته
هديه بصتلها قوى و فهمت انها لو اختارت ده هتبقى اخت لأدم قانوناَ..
حنين قربت جنب هديه و بصتلها على حمزه: حمزه قالى القرار ف إيدك و انتى اللى هتختارى.

هديه بصت لأدم و اتقابلت معاه ف لحظه صعبه اوى، اختيار غريب على اى بنت، اى بنت لو اتحطت ف اختيار بين ابوها و حبيبها هيبقى تتنازل عن موافقته، عِشرته، رضاه حتى، لكن اسمه!
حتى هى لو كانت اتحطت ف الاختيار ده من زاويته المعتاده يمكن كان هيبقى اسهل!

عيونها بتلف عليهم حواليها ببطئ مميت، حست انها ف معركه، ادم و حبها له و قلبها ف كفه، و حمزه اللى رباها و عاشت عمرها بنته و سمعتها اما اسمها يتغير و الكل يعرف من غير حتى ما تتكلم او حاولت تدارى ف كفه تانيه..

بصتلهم قوى بعيون حاده و نظراتها بتزوغ و قبل ما تنطق ادم اخد نَفس طويل و انسحب من الموقف بهدوء غريب..

هديه بصتله اوى و معترفه انها لأول مره تفشل ف فهمه، يمكن مقدرتش تفهم قبل كده لوحدها انه متجوز او انه ادم اللى المفروض اخوها، لكن كانت حاسه، كان احساسها بيقولها ان فى حاجه مش مظبوطه و مش ف مكانها!
لكن دلوقت! دلوقت هى مش حاسه بحاجه! ابدا! مقدرتش حتى تفهم اذا كان بينسحب من حياتها و بيختار عنها او بينسحب يديها مساحه او بينسحب خوف!

حمزه قرب منها بهدوء و مسك إيديها حسهم متلجين و بيترعشوا: هديه.

هديه من غير ما تبصله بعينيها المفتحه ف الولاحاجه نطقت بصوت مهزوز: مشى!
حمزه هز راسه: عشان بيحبك
هديه بصتله بضعف: و انت!
حمزه ابتسم بحب: بردوا بحبك
هديه دموعها نزلت: ليه لازم اختار؟ ليه الدنيا صعبه اوى كده؟
حمزه: عشان وحشه
هديه بصتله بتوهان و هو مسك إيدها زى طفله صغيره تايهه ف سكه لوحدها و بتقابل دليل ف سكتها لأول مره..

اخدها و دخل اوضتها و قعدوا: وحشه اه، بس بيهوّنها الونس، السكه الصعبه بتهون مع شريك، يبقى ونس و سند و رفيق مشوار، عشان الكلمه الحلوه بتهوّن كتير، عشان الوجع بيقل اما بيتشارك، اما بيتقسم على اتنين..

صدقينى كلنا مليانين اوجاع، كلنا فينا بلاوى مدفونه جوه و روحنا مترقعه بمية حته، بس بتختلف الاوجاع من واحد للتانى حسب وحدته، فى اللى لوحده ف بيبقى مطلوب منه يطبطب على نفسه بنفسه و يداوى جرحه بنفسه و يبنى ثقته ف كل اللى حواليه من تانى بنفسه لانها هتكون اتهدت من مجرد انه خرج من محنته بطوله، و لو معندوش طاقه بقا لكل ده يبقى لكى ان تتخيلى السكه هتبقى ازاى!

و فى اللى معاه ونيس ف سكته، بس دول نوعين اللى مختار صح و اللى مختار غلط، واحد هيهده و التانى هيساعده.

هديه بصتله بأمل ابتدى ينور ملامح السكه قدامها ف بتلقائيه مسحت دموعها بضهر إيدها..

حمزه سحب إيدها من على وشها باسها: كلنا ف صعوبة الدنيا دى محتاجين حد يطبطب ف اللحظات الوحشه و اوقات بتكون الطبطبه هي الابرة اللي فجرت البلونه اللى مليانة بلاوي و ننهار ف بركان من الدموع علشان نرتاح شوية مش كتير من وجع مالي قلوبنا ومن جراح محتاجه دكاترة العالم كله علشان تخف و مش هتخف غير من قلب يكون حبنا بجد و احنا ف اسوء حالتنا، المهم الاختيار يكون صح.

هديه اتنفست بدموع: و انتوا وصلتونى لمرحلة انى مش عارفه اختارت صح و لا غلط، اختارت اصلا و لا بكمل الحدوته، انا بقيت عامله زى الى ماسكه شوية ازاز متكسر عمالين يعوروني و مش راضيه ارميهم حُباً ف الكبايه
اللى مبقتش موجوده، انا كُنت بعرف أتخطي كل حاجة بس معرفش خيبت ليه المره دي!
حمزه اتوجع لوجعها: مفيش حاجه مبتتصلحش، حتى الكبايه اللى بتقولى عنها اتكسرت دى تقدرى تصلحيها.

هديه ردت بصوت مهزوز: لما ابقى قادره، عارف لما تبقى مش قادر بس لازم تبقى قادر، انا بقا مطلوب منى غصب عنى ابقى قادره و ده اللى معجزنى
حمزه: عشان كل مره بتختارى البُعد، حتى قبل ما تسمعى، مش يمكن تسمعى كلمه تريح وجعك؟ ليه ما عاتبتهوش؟

هديه وقفت بزعل: أعاتبه! عايزة أقول لك إنّي زعلانة منّه لدرجة مخلياني مستخسرة فيه حتى العِتاب، مش طايقة أسمع مُبرراته الخايبة و أعذاره اللي ما بتخلصش، و بعدين العتاب دا قيمته كبيرة جدًا وأنا مكنتش عايزه اعمل قيمة لحد قل قيمتى بكذبه ورا كذبه و الاخر متشاف ان ده عِند.

حمزه: مش يمكن عشان انتى عنيده بجد؟

هديه بصتله برفض: انا مش عنيده، انا خايفه، هو اللى مش فاهم، مش عارفه ازاى المرادى مش فاهمنى، ادم بيفهمنى من غير ما اتكلم، ادم كان عارف انى صحفيه و انى مجنونه و انى طقه و ممكن اعمل اى حاجه عشان نجاحى و شغلى، رغم انى مقولتش ده، حتى لو كان عارفنى انى اخته ف فهم الباقى لوحده، حتى اما عرفت انه متجوز، بعدت و انا مش فاهمه نفسى، بعدت عشان متلغبطه، مش عارفه اعمل ايه، كانت اول مره قلبى و عقلى يتفقوا و يتفقوا على حاجه غلط كمان، و الغريب انى مكنتش شايفاها غلط، كنت شايفاه راجل و من حقه يتجوز مره و اتنين، كنت شايفاه ميتلامش على قلبه اللى محدش فينا له حكم عليه و الا كنت انا حكمت على قلبى و انا بفكر كده، و ف وسط ده كله كان فى خوف جوايا انه يشوفنى رخيصه بتاخد راجل من مراته و بيته و بنته، و كان فى جنبه اصرار انى احافظ على حقى فيه، المبرر الوحيد لنفسى اللى كنت بتشعلق بيه هو انه خبى عليا، كنت متأكده ان لو ادم كان قالى من اول يوم شوفته حتى انه متجوز حتى قبل ما اعرف حقيقة شغله كنت بردوا هحبه، مكنتش هعرف احكم قلبى قدامه، ف كنت ممتنه له انه اتصرف بدالى و لو جرحنى قدام قلبى ف مجرحنيش قدام عقلى و كرامتى، لدرجة انى كان نفسي انها تبقى علاقة قصيرة يومين و تخلص، زي اي عيل بيشبط ف. حاجة و بعدين بيزهق منها اول ما تيجيله، بس بالتدريج بقا هو أهم حاجة ف يومي، المكالمة اللي بستناها، الوقت اللي بيعدي بسرعة وأنا معاه، و اللي تقريبًا مش بيعدي وأنا بعيد عنه، كل ده خلانى اتقبله ف اسوء حالاته بالنسبالى و هو متجوز!

حمزه ابتسم اوى لإنه كان فاهمها جدا..

هديه صوتها اتهز بدموع نزلت غصب عنها: الغريب بقا انه من غير ما اقول كل ده كان فاهمنى، و قالى كل ده اما اتقابلنا اول مره بعد خلافنا، و انا اللى كنت بهرب خايفه يشوف ده ف عينيا لقيته شافه ف قلبى و قراه بسهوله، ازاى المرادى مش قادر يفهم خوفى! انا كنت يا بابا بستقوى بيك و منك، كان عندى ربنا فوق و انت تحت، كنت ارضى الصلبه اللى واقفه عليها و انا متطمنه انى عمرى ما هقع، فجأه كل ده اتزلزل ف لحظه غمضت فيها عينيا و اما فتحت لقيت كل الحقايق قدامى اتلغبطت، كل حاجه جات مكان التانيه و مبقتش بشكلها المألوف قدامى، ف مشيت زى العاميه بحسس و كإنى بتعرف على كل اللى حواليا من اول و جديد، حسيت بخوف، غصب عنى حسيت بخوف.

حمزه سكت شويه بحزن عليها: يمكن عشان اول مره تخافى؟ اول مره يشوفك كده!
هديه بصتله قوى، هى فعلا عمرها ما خافت كده: اللى بتشيل شيله مش بتاعتها بتتغير و تبقى مش هى.

حمزه عرف انه اختار الاجابه الصح: يمكن عشان عمره ماشافك خايفه، شافك البنت المتهوره اللى بتدوس و تلوّش ف اى سكه، بتروح مكان كله بلطجيه و مخدرات و ناس بتشم عشان عندها حلم عايز يتحقق و عشانه بتخاطر بسمعتها، بتخاطر بشرفها و تروح شقة دعاره عشان حلمها، كان عايز يبقى حلم من احلامها و تخاطر عشانه و تدوس و تنسى الخوف، ف كان محتار بين اختيارين يا هو مش حلمها و محبتهوش كفايه يا عنيده، و انتى اما عايرتيه بيا و بآمه احرجتيه قدام عقله، خلتى عقله حاصره بعلامات استفهام كتير، انك حبتيه و لا لاء، هتختاريه و لا لاء، شايفه ضعفه ده انه خسر امه عشان ابوه حب عليها و هو ساب مراته عشانك بس ياترى هتسنديه و لا هتتاخرى شويه من جنبه تخليه يسند ع الهوا، عارفه انا متأكد ان ادم كان مسافر انهارده عشان بس ينسحب من الصوره و يشوفك من بعيد، كان عايز ياخد خطوه لورا و يشوفك هتبقى رحاب التانيه لمجرد انك ضمنتيه و لا هتروحى وراه، بدليل انه مقالكيش انك لازم تسافرى انتى كمان عشان القضيه، ده قالك مجرد ما شاف لحظة ضعف ف عينيكى قدام ضمته ليكى، ضعفك قواه، خلاه يقولك و لو بشكل اخر انه محتاجلك معاه ف سكته، بس مشى دلوقت عشان يشوفك هتختارى ايه!

هديه بصتله بلغبطه لمجرد انها لاول مره تشوف ادم بيفكر جدياً ف مسار علاقتهم، ده من يوم ما اختارها عمره ما حط احتمالات ف علاقتهم!
بلغت ريقها بصعوبه: بس، بس انا مقصدتش، مقصدتش اعايره، لا مقصدتش ده ابدا، انا كنت خايفه من حاجه و قولتها لواحد متأكده انه جوايا ف شايف كل الدربكه اللى جوه منى دى.

حمزه حاول يبتسم: ماهو مش ف كل الحالات بنشوف اللى حوالينا، يعنى حتى لو متأكد انه جواكى و حواليه حبك له ف مش هيسلّم غير باللى هتصرّحيله بيه، هيعتبره حق لمجرد انه اخده بإرادتك، و الباقى هيعتبره مغضوب عليه جواكى و دفناه، و فوق ده كله مش دايما بنعرف نعذر و نبرر، و لا دايما عندنا طاقه لده، فى حاجات جوه كل واحد فينا بتشوش على كل ده، كل واحد عنده حته معينه لو ضغطتى عليها هيعيط، كل واحد عنده حدوته معينه لو خلتيه يحكيها حتى لو بمزاجه هيعيط، كل واحد فى حد ف حياته لو نطقتى اسمه بس هيعيط، ف متدوسيش على كل ده ف لحظه عشان متجيش ف الاخر و انتى اللى تعيطى، هو بِعد اما انتى دوستى على ده.

هديه دموعها نزلت: أنا مش زعلانة انه متحملش و بِعد عني، خلاص مبقاش هو أول فراق ولا أول واحد القلب يتعصر عليه، اللي مزعلنى انا ماستاهلش كل الوجع ده، انت اللى دايما تقولى اني جميلة و استاهل كل خير و استاهل واحد يحبني و يشيلني ف قلبه و ماهونش عليه ف يوم أبدا، تفتكر انت كنت بتجاملني؟ ولا انت شايفيني غلط و انا فعلا استاهل كل ده؟

حمزه حاول يمسك إيدها يقويها ف هى ضمت نفسها بإيديها الاتنين كإنها بتقوى نفسها: بس انا عمري ما اذيت حد عشان كل اللي معدي يإذيني بالشكل ده، ابويا اللى عمرى ما شوفته، و ادم اللى عمرى ما حبيت غيره، و حنين اللى خبت عليا، و انت اللى سيبتنى اتصدم و كنت عارف انى ف يوم هعرف، تفتكر انا استاهل بجد و لا انا اللي غبية و بقرب دايما من ناس مؤذية! أنا خايفة أقرب من حد تاني! عايزة أعيش باقي عمري اداوي اللي عملتوه ف قلبي و اكسب الثقه اللى خسرتها معاكم، بس تفتكر اللي باقي من عمري هيكفي! مش عايزة أقرب من حد تاني عايزة أفضل عايشة لوحدي بس ( عيطت بشكل حاش باقى الكلام )بس انا مرعوبة أفضل لوحدى.

حمزه شدها عليه ضمها ف حضنه و اما معرفش يسكّتها عيط معاها..
هديه رفعت وشها بصتله بتردد: هو، هو انت ممكن، اصل يعنى
حمزه فهمها ف غمض عينيه بآلم لإنه مضطر يخذلها، اول مره تحتاج مساعدته و للاسف مش هينفع غير انه يقف عاجز قدامها..
هز راسه بحزن: مش هينفع يا هديه.

هديه ميلت راسها بين إيديها بتعب و هو مسك إيديها اجبرها ترفع راسها تانى: انا مش هينفع اخسر ادم تانى، مش هينفع بعد ما خسرته كل السنين دى اخسره تانى حتى و لو بالإسم بس، مش هقدر اعمل ده، فوق تحمّلى، ادم حاليا محتاجلى اغصبه عليا و افرضنى عليه، محتاج ده اكتر من اى حاجه، انا بصت ف عينيه شوفت ضعفه من غيرى و شوفت ضعفه بيا، حسيت انه محتاج اشده و الا عمره ما هيقرب، و انا مجرد ما اسيبه بأسم غير اسمى هبقى بزقه بعيد عنى، بكبّر الفجوه بينا و هيفهمها انى بساعدك على حسابه!

هديه هزت راسها بدوامه: اعمل ايه؟
حمزه ابتسم ربع ابتسامه: اعتذريله
هديه بصتله بذهول: اعتذرله؟
حمزه: اولا و قبل اى تفصيله ف علاقاتكم، عشان ميحسش انك بتعتذرى لهدف غير انك بترضى رجولته
هديه وقفت بصدمه: حتى لو قولتلك ان السبب غير.

حمزه: هتتجوزوا و تبقوا مسئولين عن بيت و اولاد و قبلهم مسئولين عن بعض يبقى لازم تتقبّلى فكرة إن الواحد ممكن يعتذر للتانى أحيانا حتى لو هو شايف نفسه مش غلطان، مادام التانى حاسس إنه مجروح جدا من تفصيله حصلت أثناء المشكله حتى لو من غير قصد او غلط، صدقينى مبيلطفش اى علاقه غير انها متبقاش محدده مين مفروض يبتدى و مين مفروض يعتذر و مين لازم يخطى، يعتذر الأكثر إتزانا للأكثر إحتراقا، لأن كسب القلوب أولى من كسب المواقف صدقينى.

هديه قعدت بإرهاق: انا تعبت، مكنتش عايزه ابعد اد ما محتاجه افصل شويه، احس انى مش مطلوب منى حاجه و لا منتظر منى حاجه، ارتاح شويه
حمزه بصّلها على حنين و ابتسم: عارفه، انا متجوز امك من اكتر من ربع قرن، تأبيده يعنى، عمرى ما فكرت اخد راحه منها مهما تعبت، برتاح بيها
هديه ردت بعفويه: و هى؟

حمزه فرد دراعه اجبر حنين تقرب ضمها: انا مكنتش بالنسبه لأمك واحد حبها عشان مشاعرنا تتقسم بينا و يختلف نصيبها عنى، انا كنت استاذ علمها الدنيا و الحياه عشان كده هتلاقيلى جواها الحته اللى ليها عندى.

هديه بصتله كتير و هو وقف و ابتسملها: ادم قرر يمشى خوف، خايف ينهار، و انا هقولك حاجه اخيره قبل ما تقررى عايزه ايه او هتعملى ايه، فى حاجه مش معظمكم كستات تعرفوها عننا، و هى ان كل رجل بينهار عند نقطة معينه، و معظمنا نقطة انهياره بتبقى واحده ست، بس فى راجل بينهار حب، بينهار ضعف بعد حب و بتنهار قوته و كبرياءه و عناده و غرور قلبه و يستسلم بضعف لذيذ لحبها و بيحب ضعفه ده قدامها عشان بيستقوى بيها و من يومها عمره ما بيفارقها، و فى راجل تانى بينهار ضعف بعد خيبة امل و كسره و بتنهار رجولته و كرامته و بيرفض من اللحظه دى حبها لو روحه فيها حتى و بيكره ضعفه قدامها عشان شافها استقوت عليه و من يومها عمره ما بيرجعلها، اختارى هتبقى انهى فيهم!

هديه بصتله قوى بخوف، مجرد ما حست انها ممكن تخسر ادم الخساره اللى حمزه وصفها اتنفضت!
ليل طويل و صعب عدّى ع الكل..
حنين مرعوبه على بنتها، وجعتها اكتر كلمة هديه لها انها مش عايزه تبقى زبها!
حمزه مرعوب من بُعد ادم لانه عارف انه جه هنا غصب عنه و عشان حاجه واحده اسمها الحقيقه و اخدها و محتاج معجزه تجيبه تانى..

مرعوب اكتر من قرار هديه، بيحبها اوى و عمره ماحس لحظه انها مش بنته بس لأول مره يبقى مش عايزها بنته، عارف ان لو ادم محتاج معجزه ف هى المعجزه الوحيده بتاعته..

هديه كانت خايفه من اللى جاى و دلوقت بقت مرعوبه اكتر، كانت خايفه من ضعفها و احتياجها و كسرتها قدام مبادئها و كرامتها، دلوقت مرعوبه قدام الخساره اللى اصبحت محتومه عليها، لازم تخسر، يا ادم يا حمزه! يا تخسر حمزه كأب و تتنازل عن اسمه مقابل تكمل مع ادم، يا تتمسك بحمزه و اسمه و ساعتها هتتحرّم على ادم شرعا و قانونا عشان هيبقى اخوات قدام القانون شايلين نفس الاسم!

و اللى اصعب من الاختيار هو المواجهه الصعبه اللى بعده، قرار مش هتعرف تواجه العالم كله بعده و التانى مش هتعرف تواجه عالمها هى اللى جواها بيه!

ادم كان متخبط، متخبط اوى، كانت حقايقه متلغبطه اه لكن مفهومه حتى لو غلط، لكن حاليا هو مش عارف و لا فاهم حاجه، مش فاهم بيحب مين و بيكره ايه، مش عارف المفروض يعمل ايه حاليا، نفسه تبقى أمه معاه حاليا مع حمزه عشان يعرف يزعل منها، و نفسه حمزه هو اللى كان يبقى عندها عشان دى الحاجه الوحيده اللى ممكن تمحى الزعل بينهم و ف نفس الوقت بيتنفض من مجرد التفكير ف ده، سواء ف عدم وجود حمزه او ف وجود امه اللى خانت العشره و غدرت بأبوه و حاولت تقتله!

نور الفجر نوّر على العتمه اللى جواهم بالعافيه..
حنين بتتقلب اتفزعت اما ملقتش حمزه جنبها، نزلت جرى لتحت و هى مبتفكرش غير ف ازاى بيتقالها حمزه نقطة خوفها و هو نقطة الامان الوحيد لها، عمرها ما كانت مجبره عليه ابدا..
من وسط دوشة افكارها اتفاجئت بيه واقف قدامها فاتحلها حضنه، بصتله و بصت حواليها بتوهان مش عارفه افكارها اتجسدت قدامها و لا هو اللى طول عمره بيجى ف الوقت الصح..

هديه منامتش عشان تصحى، بس مجرد ما حست بحركه برا قلبها اتنفض، اتحركت بخوف لحد تحت و وقفت على منظر حنين ف حضن حمزه قدامها، وقفت قدام ضمتهم لبعض لحظات، دلوقت بس قدرت تفهم ايه اللى صبّر امها السنين دى كلها، ايه اللى طمنها و حتى لو ضعيفه ف ايه اللى احتوى ضعفها و قواها و خد بإيدها عشان تعدى، ماهى عاشت طول عمرها مع حمزه من غير اب و ام و لا حتى اساميهم!

بصت حواليها بتوهان و لاول مره تفتقد ادم، او تحس انه لازم يبقى موجود، لازم، بأى شكل او صفه، ده اللى مينفعش تخاف من ضعفها قدامه..

حمزه كان وقف اما شاف حنين نازله جرى و ضمها بترقب: حنين
حنين رفعت وشها بالعافيه من هزة صوته و لمحت خوفه ف عينيه كإنه هو اللى بيتطمن بيها..
حمزه مسك وشها رفعه بإيد بتتهز: متتخليش عنى دلوقت، ارجوكى، انا محتاجلك اوى دلوقت.

حنين فهمت انه فاكرها ذاكرتها اتشوشت و نسيت زى العاده ف ابتسمت بالعافيه: انا مش عايزه انساك يا حمزه، مش عايزه و لا حاجه تتمسح من جوايا ليك، حتى لو هبتدى من الاول و حتى لو بردوا هيبقى معاك، بردوا مش عايزه، كل مره ببقى مرتاحه و انا مش عارفه حاجه بس برتاح اما بنسى كل حاجه، لكن المرادى رغم انى اتوجعت اما عرفت كل حاجه الا انى لاول مره احس انى مش عايزه انساك و لا انسى حاجه، مش عايزه يا حمزه.

حمزه افتكر كلام الدكتور اما قاله هى هتتحسن اما تحس انها عايزه تتحسن، مش هتنسى الا اما تبقى مش عايزه تنسى و هو وقتها مفهمش الجمله اللى فهمها دلوقت بس!

هديه بصتلهم اوى و عيونها اللى دمعت ابتسمت بتلقائيه، نفس جملته دى سمعتها من ادم قبل كده ف لحظات ضعفه و احتياجه لها..
بتبص لفوق و هتتحرك شافت ادم نازل بهدوء و معاه شنطه صغيره اللى جه بيها..
بصتله بخوف و حمزه غمض عينيه بألم و قرب ناحيته و هو لسه بيتقدم ف خطواته كإنه بيشاركه مشوار القرب او هو اللى عايز يقوله ده..
وقفوا قصد بعض و ادم اخد نفس طويل و خرّجه ببطئ..

حمزه مد إيده مسك إيده غصب عنه: ادم، لازم تعرف انك ماشى عشان راجع تانى
ادم اخد نَفس بصوت عالى و دوّر وشه بعيد: لو عرفت ترجّعلى امى ابقى قولى عشان ارجع، غير كده لاء
حمزه مد إيده لف وشه له و صوته اتهز: انا مش هسيبك تانى، مش هعيش عُمر تانى انت مش فيه
ادم سحب إيديه بهدوء منه و اتكلم بإيجاز و هو بيتحرك: و انا مش هقدر.

حمزه اتحرك وراه بسرعه وقّفه: لا هتقدر، و لو انت مقدرتش تعدى اللى حصل عديه بيا، لو بتقول خسرت والدتك ف اعتبرنى زى ما قولت عن هديه انى المكسب الوحيد لك وسط خسارتك دى
ادم بص على هديه بتلقائيه و هز راسه بسخريه و اتحرك..

وقف بتجمّد على صوت هديه المهزوز: انت ماشى؟ ده اللى قبل كده قولتهولى و انت محتاجلى؟
ادم لف وشه لها بعتاب غريب: و انا بردوا اللى قولتلك انى مش مستعد لحزن تانى و انى ‏الفتره دى الشخص اللى هيقع منى لو رجع فارش الطريق ورد و الله ما هيرجع مكانه تانى مهما عمل.

هديه مدت إيدها مسحت دموعها بضعف و هو غمض عينيه بخنقه قدام دموعها، هو كان عارف انه مش هيمشى و لا هيقدر، هيبعد شويه و ان حصل هيرجعلها، اما شافها بتخبط ف ضعفها خاصة قدام صرختها ف حنين انها رافضه تكون زيها فهم انها لو مخرجتش دلوقت و بسرعه من الدايره اللى غصب عنها اترمت فيها دى يبقى عمرها ما هتخرج، فهم انها لازم قرار خروجها ده ينبع من جواها و انها عشان تاخد قرار زى ده يبقى قليل من القسوه يكفى، لازم تحس انها هتخسر و تجرى تلحق خسارتها و الا هتفضل طول عمرها مكانها و هتفضل طول عمرها حايره ف نص الطريق!

بصلها بضعف على دموعها و حنين قربت منه و ابتسمت بهدوء: ادم، انت بردوا مش هتحضنى؟
ادم ملامحه اتقبضت بتشنّج: لاء
حنين بصتله بصدمه و دمعت..
ادم صوته اتبح بحزن مع عينيه: معتقدش انى هعرف احضن حد بعد امى اللى عمرى ما حضنتها و اتحرمت من حضنها بدرى اوى
حنين بصت لحمزه اللى غمض عينيه بألم على جرحه اللى كل مدى بيتآكد انه مستحيل هيتقفل..

حنين حست انه بيبص لهديه ف خفا و مجرد ما تتقابل عيونهم بيهرب بعينيه بسرعه..
حاولت تلطف الجو فبصتله بمكر: و لا حتى بنتى؟ اخسسس.

ادم ضحك غصب عنه: هى العيله دى ماشيه تتحرش ف بعضها احضان ليه؟ عيله قليلة الادب ليه؟ رخمين اوى ليه؟ انتى واقفه بعيد ليه؟
حنين ضحكت اوى بخفه على هزاره و هو قال اخر جملته و هو بيقرب منها بهزار بس هى حضنته اوى غصب عنه و الحضن طوّل اوى..

ادم انسحب بهدوء من حضنها و هى ابتسمت من وسط دموعها: انت ابنى يا ادم، صحيح مطلعتش انا البطن اللى شالتك، لكن شيلتك ف قلبى، فضلت شايلاك السنين دى كلها ف قلبى و عمر حبى لك ما قل من يوم ما بعدت و لا عمرى حسيت لحظه انك مش ابنى حتى بعد ما عرفت الحقيقه و ان واحد منكم انت و هديه مش منى.

ادم بصّلها لحظات بذهول و بص لهديه و حنين ابتسمت بدموع: اما انا و حمزه اتواجهنا بعد الحقيقه اول حاجه انهارت قدامها هى انهم بعدوك عنى تبقى انت اكيد ابنى و اكيد هما عارفين، قولتله انت مش هتريى ابن واحد غدر بيك، اكيد عملتوا فيه حاجه تنتقم من ابوه، او حتى لو ملكش يد ف اتنازلت بسهوله عن وجوده عشان ميخصكش.

ادم ابتسم بالعافيه و هى مدت إيديها ضمت وشه بحنيه: انت عارف انى نسيت الف حاجه و حاجه الا انت، من و انت معانا و من بعد ما بعدت و انا ذاكرتى بتتقلب من وقت لوقت و بنسى بس انت الحاجه الوحيده اللى عمرى ما نسيتها.

ادم ابتسم بعيونه اللى دمعت و بتلقائيه مسك إيديها اللى حوالين وشه باسها بهدوء نوعا ما داخلى: اوعى تزعلى منى، انا لا يوم ما بعدت كان قصدى ابعد عنك و لا يوم ما رجعت كان قصدى ائذيكوا، انا بحبك و بس
حنين دموعها نزلت: عارفه
ادم اتردد شويه بإرتباك: عايز اطلب منك طلب.

حنين رفعتله حاجبها بطرف عينيها على هديه: اللى سبق اكل النبأ زى ما بيقولوا، مدحت من كام ساعه بس قبل ما انام طلب منى ايد هديه، هارد لايك بقا يا دوما
ادم كز على سنانه بغيظ و هى قرصت خده: حظك وحش بقا و انا الصراحه اخاف تعدى بنتى
هديه ضحكت غصب عنها و هو بصّلها بغيظ و بص لحنين: انتى مالك قلبتى على محازن كده؟ هو هيطلع العيب منى انا ف الاخر و لا ايه؟

حنين كتمت ضحكتها ببراءه: فقر بقا، بالك لو كنت اتقدمت الاول كنت وافقت
ادم شد إيده منها و حطها ف وسطه بغيظ: هى طابور تموين؟ مالك يا ست حلويات فيكى ايه، ده انا اروح فيكوا ف داهيه
حنين غمزت بطرف عينيها لحمزه ف الخفا و بصت لأدم بسرعه ببراءه: ماهو انت اللى نمت بدرى يا باربونيا، بالك انت لو مكنتش سيبتنا و روحت نمت و كنت طلبتها منى وقتها بدل دلوقت كنت اخدتها الاول، لكن سوء حظك بقا خلاك تنام بدرى.

ادم رفع حاجبه بغيظ: يعنى اشوف راجل بيتنكد عليه عشان نام ليلة الفرح، عشان نام قبل الخروجه بشويه، عشان نام و قال ساعه و صحينى و مصحيش، لكن يتنكد عليه عشان نام قبل ما يطلب ايدها بساعه! لا جديده دى
حنين ضمت بوقها ببلاهه: شوفت، اهو ده بقا سوء الحظ.

ادم حط إيديه ف وسطه: لاء ده سوق العبيد بعيد عنك، يعنى ايه بقا ان شاء الله؟
حنين كتمت ضحكتها: يعنى فى حاجة اسمها قوانين مورفي التلاتين لسوء الحظ، من القوانين دى بقا إن الانسان ينام حينما يستيقظ حظه و تنطفئ عيناه ايضا بالنوم حينما يبتدى النور يشرق ف جانب من جوانب حياته
ادم بص بغيظ على هديه اللى بتغيب و ضحكتها بتطلع بصوت خافت..

بص جنبها على حمزه اللى قرب منها و همسلها: انا هبتدى اصدق انه فقر و الله، هى امك مالها قلبت على الحموات الاشرار كده؟
ادم بصّله بغيظ: اعمل ايه!
حمزه ضحك برخامه: لا انشف كده انت لسه ف الاول، متستسلمش بسهولة
ادم عض بوقه بغيظ: يعني حتى وأنا هستسلم لازم فرهده الأول
هديه همستله بمرح: احيييه ده الكلبه ام رحاب خلته يمشى يون حوالين نفسه
حمزه رفع راسه عنها: احييييه.

ادم بص بغيظ على حمزه اللى كاتم ضحكته بالعافيه و رفعله صوباعه لفوق: لاء انت كده، ربنا معاك يا بنى.

ادم بصّ لحنين و عض بوقه: لا و الله انا مقدم على عداد نور من بتاع الحظ ده و مهندس كهرباء يشوف الجانب المشرق من حياتي منورش ليه لدلوقتى لا احسن ابتدت تليّل.

حنين ضحكت غصب عنها و اتصنعت الجديه بسرعه: و انت بقا سوء حظك خلاك تنام حينما استيقظ حظك
ادم رفع حاجبه و هى هزت راسها ببلاهه: يعنى نمت و حظك بيخبط عليك ف اتقمص و مشى، يا باربونيااا
ادم بص لحمزه بغيظ اللى ضحك بصوته كله و قرب لف دراعه حواليه و ادم جسمه بيتشنج بغيظ عايز يشد حنين و حمزه بيحاوطه..

حمزه اتكلم من وسط ضحكاته: تصدق تستاهل، ما انت اللى اهبل، بيقولوا اللى تخلى صعيدى يحبها يبقى يا غُلبها و انت حتة متر و نص مغلباك
ادم بص لهديه بتلقائيه و شاف وشها ابتدى ينور من تانى..
بص لحمزه بغيظ: اعمل ايه يا خبره؟ و لا زيى زيى و من شابه اباه و مسيطنى ع الفاضى؟
حمزه كتم ضحكته: إتلحلح روح قولها عيونك بتضحك بس الحزن ماليها، ممكن نتقابل محتاج أبص فيها
ادم: منك لله
حمزه غمزله: طب هقولك نكته.

ادم حط إيده على وشه بغيظ و حمزه ضحك ببلاهه و هو بيبعد لورا جنب حنين: بيقولك مره واحد اهبل مش عارف يصالح حبيبته بيقولها طب سامحينى المرادى قالتله عشان ايه قالها عشان خاطرى، ها ها ها
ادم بص لهديه و ضحك غصب عنه: عاجبك كده؟
هديه رفعت حاجبها: من شابه اباه و الله
ادم بص لحمزه: عاجبك كده؟
هديه كعمشت وشها و ادم غمزلها برخامه و هى بيقرب جنبها: وراثه بقا و كده.

هديه بصتله و إبتسمت بإستفزاز: لا هو الحقيقه اغلب صفات الانسان وراثيه الا الاستلطاخ، ده بيبقى مجهود شخصى على فكره
ادم بص لحمزه اللى كتم ضحكته بالعافيه: معلش معلش، مفيش واحده بتتكلم على راجل بغيظ كده و تكز غير لم يكون علم عليها
ادم عمل نفسه بيتف عليها: هى لو مكنتش دبش كنت لبست فيها انا؟

حمزه ضحك: بعدين ما انت اللى قولت مفيش بنت حلوه بتتسهوك، الحلوه بترمى دبش على طول، و قولت هتشيل المسئوليه، شيل بقا يا قائد
ادم عض بوقه غيظ: و الله انا تعبت من شيل المسئوليه، أنا عايز أشيلها و أقفل باب الشقه برجلى بالحلال و اعمل الحرام.

حمزه رفع حاجبه: الحرام؟
ادم عض بوقه: و الله انا ممكن احبك لو جوزتهالى دلوقت.

حمزه مد إيده بسرعه بمرح مسك إيده و تمتم لحد ما علّى صوته: و لا الضالين، ااامين
ادم رفع حاجبه: يوم ما اقرا فاتحتها تبقى فاتحه ف اخر الليل؟ هى فاتحه على ميت؟
حمزه ضحك: يابنى الليل ستار
ادم بغيظ: ستار ايه هو احنا جايين نحرق الزرع بتاع الناس؟
حنين شاورتلهم بحيره و سكتت..
ادم رفع حاجبه و هى بصتله ببلاهه و بصت لحمزه: حمزه، هما ممكن يكونوا راضعين على بعض؟
ادم برّق و هديه بتلقائيه اتحركت بخضه ناحيته..

حمزه حط إيده على وشه و هى بصتله بتفكير: منى او من امينه مثلا
حمزه هز راسه بنفى و مجرد ما ادم شافه و اتطمن بصّ لحمزه بغيظ: و الله انا الضغوط دى كلها كبيره عليا، مفيش منها مقاس أطفالى طااه عشان اعرف الم نفسى فيها؟
حمزه ضحك بصوته كله و ادم ضحك غصب عنه معاه..
حنين بصتلهم ببلاهه: قصدى انهم اتولدوا ف نفس اليوم و عاشوا طفولتهم سوا، ف ممكن يعنى يكونوا رضعوا من.

ادم بص لحنين بغيظ: لا احنا لو راضعين على بعض هنبقى لا راضعين منك و لا من امى، هنبقى راضعين من المجارى، ده يبقى لبن مجبّن بعيد عنك، ايه اللى بتقوليه دى هى ناقصه فقر؟
حمزه ضحك بخفه: لالا محصلش، امينه لاء مشافتهومش حتى من يوم ولادتهم، و انتى و الدكتور كان مانعك من الرضاعه اصلا عشان حالتك الصحيه مكنتش تسمح، قعدتى ف المستشفى فتره و عقبال ما خرجتى كان معدش ينفع.

هديه بعفويه اخدت نفس براحه و ادم بصّلها و بص لمسكتها فيه و ابتسم..
بعدت بسرعه اول ما انتبهت لنظرته لمسكتها فيه..
ادم شدها لحضنه تانى غصب عنها و رفعلها حاجبه: معلش بس ممكن اوضح إن الغلطان بيعتذر مش بيتقمص.

حنين شاورت بتفكير: و لا مثلا الداده رضعتهم الاتنين و.

ادم شدد على ضمة هديه اللى ضمتهاله هى بتلقائه و بص لحمزه بطرف عينيه متغاظ: شوف مراتك بتقول ايه لو مش عايز تزعل عليها
حمزه ضحك: دع القافله تسير
حنين برّقت لحمزه: انا كلاب؟
حمزه كتم ضحكته: انا مقولتش
حنين برّقت لأدم: انت قولت؟
ادم ضحك: تستاهلى.

حنين رايحه بهجوم على حمزه استسلم لإندفاعها و مجرد ما وصلتله شدها لحضنه بضحك: صلى ع النبى كده و اهدى و قولى هديت، الواد لسه خارج من فيلم عربى قديم هابط و راح كمّله عند محازن، مش واخدينه مقاوله يا ولاد الجزمه، قولت القافله تسير يعنى تسير.

ادم ضحك بغيظ على ضمته لحنين و بصّله بطرف عينيه على هديه: قافلة ايه اللى اسيبها تسير؟ أقسم بالله أنا شايف القافله نفسها بتسير و الكلاب بتسير و كل شئ بيسير إلا حظى ابن الكلب هو اللى قاعد يعوى
حمزه ضحك غصب عنه و شدد على حضنه لحنين اللى بتبص لأدم: جرا ايه يا حنون؟ مالك قلبتى على الحموات الفاتنات كده؟
حنين بصتله ببراءه: انا بتكلم بجد
حمزه: لا محصلش ياستى، ممكن تطمنى بقا؟

ادم بص لهديه بغيظ: هو اللى بيحصلى ده طبيعى؟
هديه كعمشت وشها بإستفزاز: لا قيصرى
ادم بصّلها و ضربها بخفه على راسها: هى الولاده متعسره اوى كده؟

حمزه ضحك بصوته عالى و شد حنين عليه بملاغيه: مش ده ادم؟ حبيب القلب؟ و ابن القلب؟
حنين رفعت حاجبها و حمزه برّق بمرح: او ابن الكلب، ايهما اقرب بقا، مش عارف
حنين رفعت حاجبها و عادت كلامه اللى قاله عن مدحت: حبيبك لا تناسبه و لا تحاسبه، هاا
حمزه خبطها براسه ف قورتها: انتى قلبك بقا اسود و لا انا اللى مكنتش واخد بالى؟

حنين ضحكت برقه و حمزه غمزلها: طب ايييه؟ مفيش حاجه كده عشان الواد؟ و ابو الواد؟ و خلى بالك من الواد؟

حنين ضحكت اعلى و حمزه عض بوقه: يخربيييت ابو الواد.

ادم رفعله حاجبه: عملت ايه يا فلانتينو؟
حمزه عمل ريأكشن وشه: عملت مفاوضات مع العدو على ارض المعركه
ادم: و رفعت العلم؟
حمزه ضحك ببلاهه: لا رفعت راية الاستسلام
ادم عض بوقه: منك لله
حمزه: افهم يا حمار، الراجل لازم يتحب 30% و يتفهم 70%، الست بقا العكس
ادم رفع حاجبه: تتحب ال 70% و تتفهم ال 30%؟

حمزه رفع حاجبه و ضحك ببلاهه: لاء، دول لازم يتحبوا 100% لإن مفيش غير ربنا اللى فاهمهم و هو بس اللى يقدر عليهم و حسبى الله و نعم الوكيل
هديه بصت لحمزه بغيظ و بصت لأدم بغيظ اكبر..
ادم شدها عليه اكتر بمرح: لا احنا عيال اهالينا كارهه الحياه احنا مالنا؟
هديه بصتله بضعف لضمته لها: انت بجد ماشى؟

ادم ابتسم لعينيها: لاء هو انا مش ماشى ماشى، هو انس كلمنى و قال محاكمة علا اخر الاسبوع و لازم احضر عشان الشهاده، و اه على فكره انتى كمان مطلوبه للشهاده معاها لو لسه حابه تساعديها و كنت جايلك من يومين اقولك كده
هديه ردت بعفويه: يعنى المفروض هكنت هسافر معاك
ادم ابتسم لابتسامتها التلقائيه و هى انتبهت ف اتوترت: هو لو مكنش فى محاكمة علا كنت هتسافر؟
ادم اخد نَفس طويل: اه، مش عايز اقرب.

هديه ردت مش عارفاها تلقائيه و لا تلقائيه مقصوده: و انا بردوا كنت هسافر، عايزه ابعد
ادم بصّلها و رفع حاجبه و هى بعد ما ابتسمت بتلقائيه ف اول الامر قدام نظرته كشرت تكشيره مزيفه: انت ليه كل ما ابعد تحصل حاجه ترجعنى ليك؟
ادم من ملامحها اللى اتبدلت فهم انها بتقاوح مع اخر عنادها: كل الطرق تؤدى الى دوما
هديه رفعت حاجبها: دوما؟
ادم بصّلها بمشاكسه: اه بدل روما، شوفتى التويست؟

حمزه غمزله على ضمته لها بتملك و همسهم و علّى صوته: ايه يا فلانتينو، انت خدت منى المايك ليه دلوقت؟
ادم رفع حاجبه: لاء احنا بالصلاة ع النبى بتوع دلوقت و كل وقت، بس احنا اللى سايبينك تاكل عيش ف متقطعش برزقك بقا
حمزه غمزله و قرب منه بغلاسه: طب اللهى تتمسك تحرش هنا
ادم بغيظ: ياخويا قول يارب
حمزه ضحك اوى: و تخيل بقا متحرش و ف الصعيد! و يبقى الصعيدى المتحرش راح الصعيدى المتحرش جه.

ادم بصّله و رفع حاجبه و زق هديه بغلاسه: يلا يلا انا راجل صحتى على قدى و بقيت معايا السكر
هديه بمرح ضحكت بإستسلام: طب مبرووك، هات الشاى بقا
ادم كعمش وسه و زقها بصوابعه ف خدها: سكررر.

هديه كانت واخده قرارها من بعد كلام حمزه معاها، بس خطوات ادم دلوقت و هو هيبعد اثبتتلها ان قرارها صح، لا ده الصح الوحيد اللى مش هتتحمل غيره، ابتسمت لأدم اللى فهم عيونها قبل ما تنطق..
قرب منها بخطوات هاديه و وقف قصادها و مد إيده..
هديه قدام لمعة العشق اللى ف عينيه بتلقائيه اتجاهلت إيده و استخبت ف حضنه..
همست برجفه: هتفضل طول عمرى و عمرك جنبى؟
‏ادم همس ف حضنها: هفضل احبك.

هديه صوتها اتهز: هتعرف تتحملني؟
ادم شدد على ضمتها: تعرفى انتى تتبّتى فيا و بس؟
هديه همست براحه كإنها مش عايزاه يسمعها: أنا كلي عيوب و عيوبى بقت بتزيد
ادم ابتسم: أنتى احلى حاجه ف حياتى.

هديه تبتت فيه كإنها بتاخد القرار عنه: انا مش حلوه أنا متهوره و متسرعة و ساعات بكون غبية و مؤخرا بقيت خوافة، أنا بزعل و بسكت و ببعد و مش بعاتب، أنا صعب تفهمني و تعرف مالي لأن أنا مبقتش عارفة مالي؟ أنا اتكسرت يا ادم و ثقتى ف نفسى اتكسرت
ادم ضمها اكتر و اتنفس ف حضنها بصوت عالى: بردو هفضل أحبك.

حنين برّقتلهم و هتتحرك حمزه شدها لحضنه بضحك: وحدى الله يا مارى
حنين بصت لحمزه بغيظ: سافل زى ابوه
حمزه غمزلها: لا جامد زى ابوه، كَل البت بكلمتين و غمزه
حنين ضحكت بغيظ: ماهو تبقي البنت ذكيه و ناصحه و اشطر من ابليس نفسه، و تيجي لغايه اللى بتحبه و دماغها يتحول لقفل مصدى، اسألنى انا
ادم قعد بهدوء استنها لحد ما طلعت لبست و جهزت شنطتها و مشيوا..

حمزه قعد بخنقه قدام امه اللى بتزعق بغضب مكتوم..
صافيه: زمن ايه اللى كان بيحوّشهم لبعض يا حمزه؟ انت اتجننت اياك و لا ماوعيش لكلامك؟
حمزه بخنقه: لاء انا عارف كويس انا بقولك ايه
صافيه زعقت: لاه ماعرفش عشان لو عارف الكلام ده مهيطلعش منك، انت واعى بتعمل ف نفسك ايه؟
حمزه: بصلح غلطات الماضى
صافيه زعقت: بكارثه؟ تصلح غلطه بكارثه اكبر؟ مش بقولك اتجننت!

حمزه وقف و زعق: ابنى بيحبها و بنتى كمان بتحبه، ليه اعمل فيهم زى الزمن و افرقهم؟
صافيه اتحركت قدامه: سمعت نفسك؟ ابنك و بنتك؟
حمزه: بس هديه طلعت مش بنتى و انا اتآكدت، يعنى لا هنعمل حاجه ضد الشرع و لا ضد القانون، ليه عايزانى اعمل زيك؟ اكدّر على ابنى حياته لمجرد انه حب؟ هو مأجرمش.

صافيه وقفت بغضب: شرع و قانون؟ طب و عادتنا؟ و تقاليدنا؟ و العْرف؟ و الناس اللى مهتسكتش!
حمزه اداها ضهره: طظ، طظ ف كل ده قدام راحة ابنى
صافيه بذهول: هتقول لكل ده طظ؟ هتقول للناس اما تسألك كيف جوّزت بتك لولدك طظ؟

حمزه بصّلها بآلم مشافتهوش كالعاده: هديه اختارت تغير اسمها لآبوها، و انا حمدت ربنا انها اختارت ده بنفسها رغم انها لو ف ظروف غير الظروف انا اللى مكنتش هرضى
امه زعقت بعصبيه: ماهو اكيد وقتها مش هتطلعلهم بطاقتها توريهم اسمها اللى مبقاش على اسمك و لو عملتها، ف اكيد مش هتلف على نفر نفر تحكى الحدوته الخايبه بتاعتك و تخليهم يوعوا لأصل الحكايه.

حمزه هيرد امه شاورتله بتحذير: حمزه انت مهتعملش اكده ف حالك و لا فينا! ما هتفضحناش وسط الخلق! اللى حصل اندفن مع اللى اندفنوا!
حمزه زعق: لاه مندفنش، اللى حصل طول عمره عايش جوانا زى النار بياكل ف روحنا، و كان لازم كل ده يخرج من جوانا عشان كل حاجه تتعدّل عشان روحنا ترتاح.

صافيه: و هتقول ايه للناس؟ ولدك و لو غيّر اسمه لك كل الخلق عارفه انك كان عندك ولد و غاب، محدش هيتكلم لكن هتقولهم ايه اما يلتقوا بتك غيرت اسمك!
حمزه: محدش له حاجه عندى، محدش له حاجه عندى غير ولادى و انا مش هعمل حساب لحاجه غيرهم.

امه زعقت: اسمك و سمعتك و شرفك مش حاجه، فااهم، الناس مهتقولش ان مرتك كانت حبلى قبلك و بتها اتكتبت بإسمك، و لا هيجى على بالها انك غيرت اسمها بس عشان ولدك حبها و انت من الاول كنت عارف انها مش بتك.

حمزه اتعصب: امااااه
امه: اقولك انا الناس هتقول ايه، الناس هتقول ان مرتك كانت مقرطساك، مستغفلاك و حبلت من غيرك و انت لسه يدوب بعد السنين دى عرفت و بتصلح غلطتها.

حمزه دوّر وشه بضهره لها لإنه عارف ان كلامها فيه طشاش من حقايق كتير و ده فعلا اللى هيتقال، بس هو مش هيهد تانى..
امه اتعدلت قدامه: الناس مهيجيش على بالها انك كنت عارف من الاول، و ياريت اكده، حتى ميقولوش ولدى بقرون
حمزه زعق: اماااه.

امه بصتله بتهكم: ماهو لو مقالوش اكده، هيقولوا انك ديوث عملت اكده لاجل ولدك اللى غاب و حب اخته و هو معرفهاش و اما قابلك و عرفتوا بعض و عرف انها اخته انت غيّرت ف الشرع و الدين عشانه، اتحايلت ع الشرع بالنصب و غيرت اسم البت عشان تجوز له
حمزه صوته عِلى: اماااه.

امه زعقت: بلا اماه بلا اباه، ما انت طول عمرك ماشى بدماغك عملت ايه غير انك غرقتنا و غرقت حالك! مفكرتش ف سمعتك، اسمك، شرفك اللى الناس هتدوس عليه بالكلام؟ كل واحد بحكايه شكل و كلمه شكل!

حمزه: مفكرتش غير ف ولادى، مفكرتش غير ف ازاى هعوضهم بعد ما اتأذوا بسببى و هما الوحيدين اللى ملهومش ذنب، طب امينه و كنتى هتكرهيها لحالك و ظنيتى السوء ف سمعتها مع انها طلعت بريئه، و حنين و هتكرهيها بس عشان حبيتها و بردوا ظنيتى السوء ف سمعتها مع انها كان غصب عنها، و امينه و ماتت، و انا و حنين و دفعنا سنين من عمرنا وجع.

امه مسكت دراعه بتحاول تقنعه بس لفّت دايرة الحوار و قررت تستخدم اسلوبه هو و منطق الحب اللى يحكم بيه على اموره: وجع سنين عمركم اللى فاتت كوم و وجع الجاى كوم تانى، هتطيق تتحمّل على مرتك كلمه من اللى هتتقال؟ هتطيق يتقال عنها وس و مش شريفه و مرمغت شرفك ف الارض و حملت من غيرك و بتك بت حرام مش من صلبك؟ هتطيق اسئلة الناس اللى مش هتخلص؟ ع الاقل اهلنا و ناسنا و معارفنا؟

حمزه بصّلها بتوهه لإنه معملش حساب كل ده، معملش حساب غير لحبايبه و بس، مراته و ولاده و بس، معملش حساب الناس و كلامهم و للاسف اللى هتدفع التمن سُمعة مراته و شرف بنته!

امه فهمت انها ضغطت على وتر حساس ف داست: قولى مبرر واحد هتواجه بيه كل دول، و متقوليش طظ عشان لا انت هتقولهم ده و لا ده هيدافع عن شرفهم!
حمزه رفع وشه و اتنفس بتعب و هى وقفت قصاده و بصتله بإنتظار لقراره..
حمزه: و المفروض انى اعمل ايه؟
امه شاطت الكوره اللىحدفتها ف ملعبه عشان تجبره يردهالها: تختار
حمزه بصلها بحذر و هى كملت بشده: بين ولدك و بين اس الحرام اللى قدمها جر الحرام وياها ف صورة بتها.

حمزه هينطق هى كملت: قدامك حل من الاتنين، يا تغير اسمها و تسيب ولدك يتجوز بت حرام ملهاش اصل و لا نسب بس ساعتها انت تسيب امها دفاعا عن شرفك و قطع لألسنة الناس اللى مهما تسأل و تستفسر عن اللى حصل مهتقدرش تعيبك لانك طلقتها و اذا كان على ان ولدك مش هتقدر عليه يعمل زيك و هيبقى قدام الناس اتجوز واحده جات بالحرام هيبقى قدام الناس انت ملكش صالح، ولدى و مقدرتش عليه و مش هيعيش اهنه، يا اما خليك متشعبط ف مرتك كيف العيل الصغير بس ساعتها ولدك اللى يسيب بتها اللى تفضل قدام الناس بتك انت كمان و ساعتها لا هيبقى فيه كلام و لا حديت، ولدك غاب غاب و رجع و خلصنا.

حمزه بصّلها بصدمه و هى وقفت قدامه بحزم: انت لومتنى ف امينه انى خرّجتك برا الحكايه، فرضت عليك و مدتكش حرية الاختيار معاها، و دلووك بخيّرك و انت اللى هتختار
حمزه هيتعصب و هى بصتله بنظرات ثابته: انت اللى هتختار عشان متلومنيش زى امينه
حمزه بصّلها قوى و فهم نبرة التهديد اللى ف صوتها و لأول مره يخاف على حنين بجد، امه مستعده تعمل اى حاجه عشان اسمهم وسط الناس و سُمعتهم و مجرب ده ف امينه!

بيبص وراه لمح حنين بترجع لورا و هى بتضم نفسها بدراعاتها و بترتجف و رعشة جسمها بتعنف، بيبص قدامه شاف امه نظراتها بتعنف و المفروض يفصل بينهم بقراره و الا العواقب هتكون مش مضمونه بالمره! الموقف صعب و الاختيار اصعب، يا هو يا ابنه!
حمزه اخد نفس طويل و بص لأمه و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة