قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الثامن

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الثامن

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الثامن

حمزه اخد نفس طويل و بص لأمه: هاتى من الاخر يا امى، انا فاهمك كويس جدا، عايزه ايه!
امه بصتله بنفاذ صبر: طلقها.

ادم اخد هديه و طلعوا بعربيته ع الطريق، شغّل موسيقى علاها و رفع كافر العربيه و ساب الهوا يمسح تعب اصعب ليله عدت عليهم..
ابتسملها جنبه و هى رجعت ضهرها براحه لورا: بتجى كتير هنا و لا حمزه اللى بيجيلك دايما؟
هديه ابتسمت: مش دايما ده و مش دايما ده، بس ف الحالتين انا بحب الطريق، بحب ريحته و شكل بيوت الصعيد و الاماكن الاثريه القديمه اللى بنعدى عليها ع الطريق.

ادم ابتسم: بتحبى السفر انتى هاا؟
هديه اتعدلتله بحماس: جداا، و مكنتش متخيله انى احب واحد مش حِرك او مجنون و بيحب التنطيط و المغامرات و كده
ادم ضحك بخفه على حماسها و هى ضحكت معاه: كانت اول ملامح حطتها للى هتجوزه، دى اهم من شكله
ادم بصلها بطرف عينيه: يعنى مش شعر و دقن و روح المسلسلات التركى اللى لابساكوا دى؟
هديه رفعت حاجبها: هعمل ايه بشعره و دقنه انا؟ هو انا قمله؟

ادم ضحك بخفه و هى مسكت شعره و بتهزه برخامه عليه: ادم تفتكر بعد كل اللى حصل ده هطل بالابيض؟ هلبسه يعنى و لا هلبس فيه و لا ايه؟
ادم زقها بغيظ من على كتفه: اتنيلى و اهمدى لا نلبسه سوا.

ضحكت بخفه و هو ضحكته راقت ع للطريق: تصدقى الصعيد حلوه بجد؟
هديه ابتسمت: رغم انى منها بس فيها حاجات كتيره حلوه اوى معرفهاش، بس بردوا طلع فيها حاجات كتيره حلوه اعرفها
ادم ضيّق عينيه: زى ايه؟
هديه شددت على ايده اللى ضماها: زيك، مش طلعت منها اهو؟
ادم غمزلها و ابتسم: طب ما انتى طلعتى لذيذه اهو، امال ايه؟
هديه كشرت ببراءه: انت اللى كنت زنان
ادم كشر زيها: لاء انتى اللى عنديه.

هديه بصتله بعِند: لاء انت اللى زنان، قولتلك عايزه ابقى لوحدى يبقى تفهم انى لو بقيت معاك هعك الدنيا اكتر ماهى معكوكه ف عايزه ابعد عشان احافظ ع الباقى مننا مش اهرب منه، انت اللى بتزن و خلاص من غير ما تفهم، ف خلينا نتفق اما يحصل خلاف تسيبنى اخد وقت و مساحه اهدى و هتلاقينى جيالك بنفسى حتى لو جايه اتخانق.

ادم: انا عكسك، انا اما بيكون في خلاف بيني وبين شخص بحبّه مستحيل أهدى لوحدي بدون أي مُحاولات صُلح و تدخل منه، و لو إنتى فاكره إنّك لما تسيبيني كام يوم و ترجعى تكلميني هتلاقيني هديت و بتعامل معاكى عادي تبقى غلطانه، أنا ما بهداش لوحدي و ما بشوفهاش إنّك بتسيبيني أهدى، أنا بشوف إن زعلي مش فارق معاكى و اني هُنت عليكى و أنا الشخص اللي أهون عليه ما يلزمنيش.

هديه افتكرت شكل حياته مع رحاب و علاقتهم اللى سمعتها من فاطيمه و من انس ف حتى لو ادم مش فاكر فهى قدرت تلمس الحته اللى هو مفتقدها..
اتراجعت عشان عجبها المنطق بتاعه و عجبها اكتر انه بياخد بإيدها يوريها محتاج منها ايه: انا اما سيبتك زعلان امبارح بعد ما اتكلمنا مكنش عشان هونت، بس مكنتش حابه ازن عليك ف وقت صعب جواك، و كنت مستنيه تعمل ده معايا، تدينى وقت ابقى كويسه مش تزعل و تمشى.

ادم: حتى لو، خليكى عارفه دايما انى مبزنش عليكى الا اما باقى على وجودك
هديه ابتسمت و هو غمزلها بغلاسه: بعدين الراجل مننا عامل زى العيل الصغير الزنان إعرفى كدا لو بطل زن يبقي فى غيرك إداله بزازه
هديه اندمجت ف اول الكلام و برّقت ف اخره: انت قليل الادب
ادم ضحك بصوته كله و هى بصت للشباك بغيظ..
ادم مسك إيدها: خلاص متتقمصيش، انا بهزر انتى اللى دماغك شمال
هديه زقته بغيظ: بس بردوا انت اللى زنان.

ادم رفع حاجبه: لاء انتى اللى عنديه، هاا، و دى اول حاجه لازم تظبطى زرايرها ف اللى جاى عشان مبروم على مبروم يعملوا حادثه
هديه ضحكت ببراءه: هتستفيد إيه لما تتجوز واحده بتسمع كلامك؟ فين الحوارات؟ فين البهارات؟ فين المشاكل!

ادم ضحك بغيظ: منك لله
هديه ضحكت معاه: منى لك.

ادم ابتسم و ضم إيدها و بصّلها شويه قبل ما يتكلم: انتى اللى بنفسك حكتيلى عن علاقتى برحاب كانت شكلها ايه، و انتى اللى قولتيلى ان انا اللى قولتلك لدرجة كنتى خايفه لا تكونى مجرد مسكّن ليا منها، يمكن اكون مش فاكر ده كله اه و مش عايز افتكره بس اللى انا عارفُه و متآكد منه انى اما حكيتلك عن خيبتى فيها فكنت عايز اقولك متكونيش زيها، حطيت املى كله فيكى ف متكونيش خيبة امل جديده.

هديه دمعت: خايفه ابنى معاك حياتنا و انا مهزوزه كده ابنى غلط، خايفه الاساس يجى ف وقت غلط حتى لو هو صح ف يتهد بسرعه.

ادم: و انا مش خايف من اى وجع هيجى معاكى طالما فى حاجه اسمها معاكى ، ، انا عيشت معظم حياتي أتجاوز هزائم و أشخاص و ذكريات، و في كل مره بقول خلاص مفيش حاجه تانيه أخسرها، و في كل مره بكتشف لا في تاني و بخسر تاني، انا كتافي تعبت من كتر الشيل، انا مش محتاج حد يواسيني قد ما محتاج إني أوصل لبر، ليه الدنيا مستكتره عليا شخص واحد يبقالي من غير خذلان؟ ليه كل الهزايم دي؟ ليه؟

هديه: انا عمرى ما كنت كتير عليك، انا بس من كتر ما كنت كل ما بقوم معاك اقع كنت شايفه انك ف اخر الحكايه هتبعد، خوفت و خوفى خلانى عايزه ابقى لوحدى، تقدر تقول كده قولت وقوع البلا و لا انتظاره.

ادم بصّلها بغيظ: بلا على جتتك يا شيخه
هديه ضحكت بحزن: انا كنت مكتئبه اوى يا ادم، و مازلت على فكره، بس انت الوحيد اللى بتخلينى خارج نطاق اللى جوايا و انا معاك
ادم رفع حاجبه و ابتسم: مكتئبه مكتئبه، على فكره موضوع إنك تكونى مُكتئبه و أنا موجود ف حياتك ده يعتبر قلة أدب منك و الله
هديه ضحكت بخفه و هو شدها عليه وسط ضحكهم حط راسها على كتفه و بص للطريق..

هديه ارتبكت بتوتر تحاول تعتذر عن اندفاعها قبل كده اما جابت سيرة ابوه و امه: ادم، انا غصب عنى بخبّط الفتره دى، أول مره أحس اني عاجزه أوي كده و مش قادره أخرج من حفرة حزني و بشكل كبير حاسه أن الموضوع مطول، لأن المره دي غير كل مره، لأن كل كلامي بتاع قد اي لازم اكون ناضجه أنهار حقيقي قصاد ضغط، و قلبي كأن عليه حجر و نفسي بيضيق و مفيش دمعة قادره تنزل من عيني و مفيش مشاعر غير الخنقة والشعور بالضيق، جسمي من جوا بارد أوي وبيترعش لكن من بره أنا عاديه جداً بس صامته صامته لدرجة تخوّف أي حد جمبي، أنا مش كويسه خالص و محتاجه اكون هاديه لأني حاسه أني داخل على نوبة اكتئاب ومش هعرف أخرج منها.

ادم حاول يضمها ف اترعشت ف حضنه اكتر: انا جنبك و هفضل دايما جنبك حتى لو انتى حقيقى مش عايزه تكملى مع واحد ابوه ساب امه عشان حب واحده تانيه و هو ساب مراته عشان حب غيرها
هديه حاولت تبتسم ف دمعت: متزعلش منى، انا مكنتش اقصد اعا، اعايرك يعنى او اجيب سيرة
ادم قاطعها لإنه مش عايز يسمع الباقى: انتى دنيتى، حد يزعل من دنيته؟
هديه اتكت على إيده ف إيدها بعتاب: امال سيبتنى ليه بالليل؟ و كنت عايز تمشى ليه الصبح؟

ادم سكت شويه: مكنتش عايز اضغط على عقلك، ده القرار الوحيد اللى كان لازم تاخديه بإرادتك و من جواكى عشان ميجيش يوم و تكرهينى بسببه او تتعاملى معايا على انى امر واقع، عارفه، صحيح كان نفسى قبل كده اتحط بين قوسين وسط حاجات كتير قدامك و تختارينى، و صحيح كان نفسى اوى ف ده تحديدا اما عرفتى انى متجوز بالذات.

هديه استغربت: اشمعنى؟
ادم بصّلها بحيره: يمكن عشان انتى صاحبة مبدأ اوى و مبادئك مبتتجزئش ف لو اختارتينى قدام مبادئك دى هحس بقيمتى اوى عندك، مكنتش عايز اقولك انى كنت كده كده هطلق رحاب الا اما اعرف نويتى على ايه معايا بس مقدرتش، مقدرتش اغامر بيكى و بعلاقتنا، لقيت نفسى خايف اخسرك، او خايف متختارنيش، معرفش، بس المرادى كان لازم تختارى
هديه بصتله بعتاب: هو انت بجد بتخيرنى يا ادم؟

ادم بصّلها بعشق: و نفسى تبقى غير الكل و تختارينى
هديه اتنهدت بإرهاق و ادم ضم إيدها: هديه، احنا اخدنا اصعب خطوه ف المشوار، الخطوه الاولى، بداية الحكايه و كانت الدنيا كلها ضد الحدوته، ليه كنتى عايزه تهدّى كل حاجه بعد ده كله! بعد ما عدينا الصعب و بقينا ف نص الطريق كنتى عايزانا نرجع ليه المشوار! اوعى تعمليها تانى و تختارى البُعد! اوعى! بيوجع وجع مبيتداويش اسألينى انا.

هديه: لا يا ادم مش دايما اول خطوه هى الاصعب، نص الطريق دايماً هو الاصعب ف كل شيء، لما تخلينى اقف و اسأل نفسى هي الحكايه مستاهله المعافره دي كلها؟ ، لما تخلينى انا و عقلى مش عارفين نكمل اللى بدأناه و لا نقف و خلاص كدا؟ نص الطريق دا بتلاقي نفسك ف نص البحر لا أنت شايف الشط اللى سيبته و لا عينك قادره تجيب الشط التاني و انت واقف تايه ف النص و خلاص فمين قال إن الخطوة الأولى هي الأصعب؟

ادم ابتسم: وانا من اول خطوه خبطت فيكى و بقا مشوارنا واحد، اوله بقا او اخره ف خليكى دايما متأكده ان سكتنا ابتدت واحده غصب عننا يمكن، لكن بإرادتنا هتفضل و هتكمل واحده
هديه هربت من عينيه بحزن خايفه تلمح فيهم تردد: يعنى، يعنى انت ممكن تحب واحده بنت حرام و
ادم قاطعها بإبتسامة ثقه: و اتجوزها كمان
هديه اترددت: طب و الناس؟
ادم مسك إيدها رفعها على شفايفه باسها برقه: انتى الوحيده اللى موجوده ف لستة الناس عندى.

هديه دمعت: مش هتتغير اما يلوموك؟ مش هتحس انك اتسرعت؟ ادم انا امى و ابويا مكنش فى بينهم جواز اصلا، دى مجرد ورقه عرفى انا نفسى مش عارفه هواجه بيها الناس و المجتمع ازاى اما يلقونى بين يوم و ليله بعد ما كنت هديه حمزه الجيار بقيت هديه سليم اليمنى؟
ادم ابتسم و باس إيدها تانى: انتى عندى مش في كفه و الناس ف كفه، أنا عندى أنتى ف الكفتين و الناس كُلها برا الميزان اصلا.

هديه ابتسمت بدموع: دلوقت عرفت ليه تعمل مهما تعمل قلبى بسرعه بيصفالك و ينور زى ندى الفجر بعد عتمة الليل.

ادم بص لصورتها المتعلقه ف ميداليه نص وشها و هى صغيره ف جانب من قلب و نص وشه قصادها ف الجانب التانى للقلب و ضهر القلب نفس الشكل لهم و هما كبار: عشان قلبى و قلبك مربوطين ببعض بخيط إسمه الزمن.

هديه مدت إيدها لقطت الميداليه و ابتسمتلها و ابتسمتله: لا و حياتك إسمه الجنان
ادم ابتسم: مش مهم المهم انهم مربوطين
هديه بصتله بجديه: عندك حاجه تانيه مخبيها عنى يا ادم؟

ادم رفع إيده و ابتسملها: لا كده براءه
هديه مسكت إيده بخوف: ارجوك يا ادم، لو عندك اى حاجه عايز تقولهالى قولها دلوقت
ادم لاحظ رعشة إيدها ف ضمها اكتر يقويها..
هديه: مهما كانت مؤلمه ليا، متعملش فيا كده تانى، متسيبنيش للافتراضات، اى حاجه هيبقالك عذر عليها و هو حبك ليا، لكن الصدمه هتخلينى انكر الحب ده
ادم هز راسه بصدق: انا مكذبتش، انا خوفت و خوفى لغبطنى.

هديه: و خوفك لغبطنى انا كمان، خلانى بعد ما كُنت قَادره أشوف كل حاجه بوضوح و كنت متأكده من اللي أنا بعمله، بعد كده ابتديت أحس إن أنا بشوف الصورة من ورا لوح إزاز و بتدريج ابتدت تتكون طبقه كده زي التراب بيعمينى، المشكله إن التراب ابتدى يزيد لدرجه مبقتش شايفه أي حاجه صورة ضبابيه، الذكريات اختلطت مع الاحلام مع الاوهام مع الحقايق
ادم: دايما حطيلى عذر عندك.

هديه: لا يا ادم اللحظات دى مبيبقاش فيها اعذار، مبيبقاش فيها عقل يعذر، لحظة أكتشاف الواحد قد إيه هو مغفل و إنه كان مضحوك عليه بتبتدي دماغه تسوّحه و تخليه يشك في كل ذكرى و كل كلمة اتقالتله، اللي هو بص يا عبيط بص كل ده كان كدب و أنت زي الاهبل صدقت و طلعت زيك زي أي حد عادي
ادم باس ايدها: حقك على قلبى
هديه بصت ف عينيه: يعنى مش هتكدب تانى عليا؟
ادم: عمرى.

هديه: خليك دايما كتاب مفتوح قدامى، و تأكد انى مهما هقرا فيه عمرى لا هرميه و لا هقطعه
ادم: عمرها ما هتتكرر تانى، بس انا عايز منك حاجه، خليكى دايما سهله معايا، متبقيش بالصعوبه اللى تخلينى اخاف اخسرك قدام اى حاجه، دايما طمنينى اننا هنكمل مهما حصل، ان اى اى حاجه تحصل و يحصل مهما يحصل الا فراقنا.

هديه ضمت صوابعه و ادم بصّلها و بص قدامه و ابتسم: انتى مش بس حب، ربنا بيداوى قلوب بقلوب و انتى دوا و بكره الايام هتثبتلك
هديه ابتسمت برقه اتحولت غيظ و تمتمت عملت نفسها بتكلم نفسها: و هو لما أنا بتصالح بسرعه كدا أومال بتقمص ليه؟
ادم ضحك بخفه على شكلها و رفع إيدها باسها: بكره الايام هتثبتلك
هديه ابتسمت بمكر و لاعبت صوابعه بين إيدها: مممم يعنى ‏لو قولتلك نط هنا هتنط.

ادم بص ع الطريق جنبه و بصّلها بحماس: يعنى لو ده هيثبتلك أنى
هديه برّقت بضحكه: انك ايه؟
ادم قفل الباب و ضربها على قفاها بضحكة غيظ: قلبظ بجنيه، عايزانى أموت يا بنت الصرمه؟

حمزه مع امه بصّلها لوهله مش عارف يرد، مش عارف يبررلها كُرهها لحنين اللى مع الوقت بيزيد مش بيقل و دلوقت بتستغل اللى حصل لمجرد انها عايزه تخلص من وجودها!

امه بصتله بحزم: تتطلقوا!
حمزه بصّلها بصدمه: نعم؟
امه وقفت قدامه بشده: تطلقها، ع الاقل لو حد فتح بوقه و مهما قال يبقى اسمها معدتش مرتك، قالوا بتها غيرت اسمك عشان طلعت مش بتك و هى خانتك و هى معاك يبقى خلاص رديت اعتبارى و طلقتها، قالوا خانتك و استغفلتك و وهمتك ان البت بتك و هى حبلت فيها قبلك و شيلتهالك يبقى بردوا رديت اعتبارى و طلقتها
حمزه وقف قدامها بصدمه: انتى بتقولى ايه؟

امه: و يبقى الكلام كله فيها هى، محدش هيستجرى يقول عنك انت حاجه انك بقرون و خانتك و سايبها على ذمتك و لا انك جوّزت بتك لولدك الغايب اللى حبها و هو ميعرفش انها اخته و انت راجل ديوث، و اذا كان على ان ولدك مهتقدرهوش يعمل زيك و يسيب واحده حرام و الناس هتقول اتجوز دى بت دى رغم سُمعتهم يبقى قدام الناس انت ملكش صالح، ولدى و مقدرتش عليه و مش هيعيش اهنه!

ادم وصل بهديه مصر و اخدها على بيته..
هديه استغربت و وقفّته: انت جاى هنا ليه؟
ادم رفع حاجبه و هو بيشدها يدخلوا: اكيد مش خاطفك
هديه وقّفته تانى بخضه: ادم، هى علا حصلها ايه! اتحكم عليها بجد و
ادم قاطعها و هو بيشدها تانى لجوه: لا اكيد، المحاكمه بكره.

هديه: امال الخبر ف الجرنال بيقول، استنى استنى. يعنى انت كنت بتضحك عليا و
ادم غمزلها: الاه، امال اجيبك ازاى؟
هديه ضربته ف كتفه و زقته قدامها بغيظ و هو بيضحك و هى وراه..
مجرد ما دخل العماره خبط ف رحاب مع امها..
رحاب راحت عليه بلهفه: ادم
ادم اخد نَفس و كتمه بخنقه و هى حاولت تمسك ايده: انت وحشتنى
ادم اتنرفز: هو انتى مبتزهقيش؟ خلصنا بقا يا رحاب.

رحاب هتتكلم شافت هديه بتقرب من وراه و هى ضحكتها بتروح بتكشيره..
رحاب بصتلها بعنف و هديه بصتلها بشراسه و الاتنين وقفوا قصد بعض..
رحاب بصت لأدم بغضب: و الله اما انت تزهق من العط هزهق انا من انى اراضى جوزى، انت بقا اللى مزهقتش من اللف و اللم من الشوارع؟

ادم زعق بغضب: اخررسى و قسما بالله لو ما اتلميتى يا رحاب لا المك، انا لسه عامل خاطر لبنتى اللى بينا و بس و اللى استحملت قرفك قبل كده و فارقت بالمعروف رغم القرف اللى عملتيه و لسه لدلوقت بستحمل سخافتك و ساكت عشانها
رحاب زعقت: بنتك! و هو انت لسه فاكر انك انت عندك بنت؟ فاضيلها اصلا؟
ادم زقها و سحب إيد هديه و استعد يطلع: ملكيش دعوه و لاخر مره هحذرك ابعدى عنى يا رحاب عشان انا معتش باقى على حد.

رحاب بصت لهديه جنبه بتهكم: طبعا، ماهو انت مبقتش فاضى اصلا غير للرمرمه و طلوع الشقق، طب مش كنت و انت بتعرّفنى عيوبى و مقصره معاك ف ايه تقولى انك بتحب الذباله! بتحب الشمال و شغل الشمال
ادم صوته عِلى بحده: رحاااب
رحاب اتحركت خطوه من قدامه لجنبه بقت قدام هديه: و عشان كده يا زين ما اختارت و الله، طبعا ست البنات خبره ف الشمال، واخداه وراثه بقا عن امها اللى شمال زيها و جابتها من.

ادم من غير مقدمات رفع إيده ضربها قلم على وشها بغضب: اخررسى و قسما بالله لو اسمها جه على لسانك تانى لا اقطعهولك
رحاب مسكت وشها بصدمه: انت بتمد إيدك عليا؟ ده انا اللى مراتك
ادم زعق برفض: كنتى و للاسف كنتى غلطه
رحاب صوتها اتهز بعصبيه: حتى لو، ف كنت مراتك ف النور، مش ف الضلمه، بتاعة الحمامات و المطاعم و الشقق المفروشه، انا كنت مراتك.

ادم قرب منها بشر: و دلوقت هى اللى هتبقى مراتى و لو سيرتها جات على لسانك هتحسى انك لا كنتى مراتى ف يوم و لا عاشرتينى
رحاب بصتله بصدمه و هو بصّلها بشر: انتى طالق يا رحاب، قولتهالك و بقولهالك تانى و متهيئلى هفضل كل ما ابص ف وشك هقولهالك عشان اعتذر لنفسى عن وجودك معاها ف يوم! و انضف نفسى من القرف اللى عيشته معاكى.

رحاب بصتله بغضب و هو اتكلم و هو بيتحرك بهديه: ورقتك هتوصلك، انا كنت مستنى افضى، و احمدى ربنا انى مش زيك و سيبت حقى لربنا
رحاب بصتله بقهر: لا و على ايه كرم اخلاقك؟ سيبت حقك ليه تعالى خده
ادم: عشان اصحاب الحقوق بيتقابلوا قدام ربنا، و انا مش عايز اشوف وشك لا دنيا و لا اخره
رحاب زعقت بخنقه: و انا مش هسيب حقى.

ادم زقها بقرف و هو طالع: ملكيش عندى اكتر من اللى هدهولك بمزاجى، الشقه عندك فوق روحى لمى منها اللى يملى عينك، مع انى عارف ان ميملاش عينك الا التراب، دهبك انتى واخده و مؤخرك و كاافة حقوقك هتوصلك مع ابوكى و اخوكى اللى هقعد معاهم و نخلص رسمى خلينا نخلص من القرف ده بقا
رحاب وقفت مكانها بخنقه و هو اتخطاها بهديه ف إيده و عداها و طلع كإنها مش موجوده او متكلمش معاها اصلا..

ادم ابتسم لهديه بهدوء عكس العاصفه اللى كان فيها من ثوانى و اخدها و طلع..
رحاب وقفت مكانها بذهول على حالته اللى اتبدلت لمجرد ما بص ف وشها، هِدى و كل غضبه بنظره واحده منها امتصته، معقول حبها للدرجادى! امتى اتولدت طاقة الحب دى!

ادم لف دراعه حوالين هديه و ضمها عليه..
هديه ابتسمت بالعافيه و هو باس راسها: حقك عليا
هديه هزت راسها بهدوء و مقدرتش تنطق، هى كانت عارفه انها هتصطدم بلحظات زى دى كتير بس متخيلتش انها هتبقى صعبه اوى كده!
ادم بعد ما حط المفتاح ف الباب بصّلها بصدق: تحبى نمشى لحد ما تبقى كويسه و.

هديه هزت راسها بسرعه: لالا، انا بردوا عايزه اسلم على هدهد الشقيه اللى اسمها على اسمى دى، كمان بطووط، وحشتنى اوى و عايزه اشوفها
ادم ابتسم و فتح الباب و دخل: فطووووومه
سمع صوت حاجه بتقع ع الارض و امه خرجت بسرعه بلهفه عليه: حبيبى
ادم كان هيهزر بس قدام دموعها سكت و ضمها بحنيه و الحضن طوّل اوى..
ادم رفع وشه و ابتسملها بهزار: ايه يا طمطم انا مش راجع من الامارات، ده هو كام يوم.

فاطيمه صوتها اتهز بدموعها ف قالت جمل ملغبطه: بس عدوا كام سنه، كنت مرعوبه يبقى فعلا كام سنه، مشوفكش، مشوفش ابنى تانى، انا مكنتش هقدر يا ادم، ابوك قالى، عابد قالى هتقدرى، قالى هتبقى تجى بس انا خوفت، انا، انا
ادم مسك وشها بخوف: ايه يا امى؟ انتى ليه بتترعشى كده؟
فاطيمه دفنت راسها ف صدره تخبى دموعها: كنت خايفه، خايفه متجيش، تنسانى.

ادم رفع وشها بذهول: ايه اللى انتى بتقوليه ده؟ انتى متخيله انى ممكن اعمل كده؟ انى اقدر اصلا؟ ده انتى عمرى كله، ده انتى النسمه الوحيده اللى هوّنت عليا ف كل السنين اللى فاتت، ده انا مسنود بيكى عشان كده عمرى ما وقعت و يوم ما بقع بقوم بسرعه
فاطيمه ابتسمت بفرحه و مسحت وشها بكفوف إيديها بلغبطه..
ادم كشر: اخسس، زعلان منك
صوت ابوه قرب من باب الشقه مبتسم: اخسس، طب مسبتليش حته من الدلع ده؟

ادم بص وراه و من غير كلام قرب ضمه بلهفه..
رفع وشه و شاورله بغيظ: عارف لو نزلت بالمقطع التانى لتتر النهايه بتاعها ده هزعل، انت حبيبى يا عبووود ملكش ف نكد الحريم ده
عابد ضحك بخفه: لا و هو انا اقدر على زعلك يا بكاش.

دخلوا و ادم دخّل هديه اللى متابعه الموقف بصمت و مبتسمه، بصت لسهرايتهم و حواديتهم و مشاكستهم لبعض و ابتسمت بحب، فهمت ان ساعات الانسان اما بيلاقى الحب ف سكه مليانه شوك و صعبه بيهوّنها عليه، ادم هيهوّن كتير و الحب اللى جوه البيت ده هيهوّن الباقى..

ادم بص لشرودها بقلق و هى انتبهت بإبتسامه رقيقه، كانت شايفه ف عينيهم فضول او قلق على ادم و عارفه انهم عايزين يتطمنوا عليه بس خايفين يجرحوها و هو زيهم ف مبيتكلموش، اخدت نفس هادى و حكتلهم اللى حصل تفصيلا قدام هدوء ادم و ابتسامته لها، كان فاهمها انها بتستقوى بيهم او بترفع الكلف بينهم عشان تعرف تندمج وسطهم، بتاخد اولى خطوات علاجها ف المواجهه..

عابد ابتسم: كفايه انتوا، كفايه وجودكم و وجودكم مع بعض و لبعض كمان، فكرى فيها كده لو كانت فضلت الحقيقه مستخبيه كان ايه اللى هيحصل؟
هديه عينيها بتلقائيه راحوا بخضه على ادم و ضمت إيده لمجرد انه مكنش هيبقى فى حب بينهم..
عابد ابتسم لتلقائيتها و بص لأدم: او مثلا مكنش ادم فارقكوا حتى لو بردوا عرف اللى عرفه وقتها، كان بردوا هتفضل الحقيقه مدفونه و هتتعاملوا مع الامر الواقع.

ادم بصّلها قوى و تمتم ف خفوت: الحمد لله
فاطيمه ابتسمت: مبروك عليكوا رجعتكوا حبيبتى، عقبال العمر كله مع بعض
عابد: هاا بقا، حددتوا الفرح؟
ادم: اكيد لاء لسه
فاطيمه: ليه بس؟
ادم استغرب: ليه ايه؟ هتفق و احدد و اخطب من غيركوا؟ مش اما تجوا معايا نطلب ايدها من مارى منيب نمبر تو و ننزل نجيب الدبل و نتفق و نحدد الفرح.

عابد ابتسمله بإمتنان و ادم رفع حاجبه: لاء انا قولت ملكش ف شغلهم ده، احنا لا بنحب النكد و لا التمثيل
عابد: الشيخ محتاج يشوفك
ادم كإنه كان ناسى فعلا ف خبط قورته..
هديه اتدخلت: احنا فضينا خلاص، من بكره هنشوف حكاية السحر
ادم بص لأبوه: و كمان اعمل حسابك هتقعد مع مصطفى جد بنتى عشان نخلّص رسمى
عابد هز راسه: ربنا يقدملك اللى فيه الخير، خلينا نطلع بالمعروف احنا بردوا جيران.

فاطيمه بصتله شويه بحذر: هتقعد فين يا ادم؟ قصدى اما تتجوز
ادم بصّلها و هى ارتبكت بالكلام: قصدى، قصدى هتقعدوا فين و كده، يعنى جيبتوا شقه فين و لا وضبتوها و لا
عابد بصّلها بعتاب: حيلك حيلك، براحه عليه، هو تحقيق؟
فاطيمه انفعلت: ابنى الاه، عايزه اتطمن عليه
عابد ضحك لأدم و هز راسه و هديه غمزتلها: جدعه ابطوووط.

فاطيمه بصتلهم بغيظ: اه امال ايه، طب افرضوا البت دى طلعت نكديه و نكدت عليه، انا مين بقا اللى يقف جنب ابنى هاا و يجيبله حقه؟
هديه برّقت قدام ضحكتهم: ليه كده يا بطوط ده انا لسه كنت بقول عليكى جدعه؟
فاطيمه: اه مين يقوله معلش بقا و مين يعمله الاكل و
هديه قربت جنبها قعدت على حرف كرسيها و لفت دراعها على كتفها: معلش؟ ده اخرك ف اكشن الحموات؟ لا انا كده اتطمنت.

فاطيمه زقتها: طب افرضوا البت دى هابله مبتعرفش تطبخ، و لا مقرفه زى اللى قبلها و قرفته ف عيشته و اكله ابنى يروح لمين ها؟
عابد ضحك بهدوء: انتى ناقص تقولى مين يغطيه اما ينام؟ انتى مالك قلبتى كده؟
فاطيمه: لاء اسكت انا مستحلفه المرادى، بعدين انت مسمعتهوش بيقول اهو ان فى مارى منيب تانيه، هو انا هسيبه للنسوان يلقفوه لبعض و لا ايه؟ لا ده انا اكلهم.

ادم قام بحماس قعد جنبها قصد هديه: اوعى الشرس، و انا اللى قولت ملكيش ف شغل النسوان و الحموات ده
عابد: اتنيل، نسوان ايه! ده لو كحوا ف وشها هيشرّخ
فاطيمه سحبت دراعه من على كتفها و اخدته جنبها و ضمت راسه بدلع على صدرها: طب تصدق انك متعرفنيش، انا الدنيا كلها ف كفه حتى انت، شوف انت، ده حتى انا معاكوا ف الكفه و ابنى ف كفه تانيه، ده انا اللى يقربله اقرقشه بسنانى و اسلكها بعضمه.

ادم رفع وشه بمشاكسه: اوعى الاجرام، كنتى فين يا طمطم حمد الله ع السلامه
فاطيمه اتعدلت بغرور هزار: لا ميغركش، انتى قولتى ايه يابت؟
بصت لهديه بمرح و هديه قامت تجيب هديه الصغيره و خرجتلهم بيها شايلاها و هى بتلاعبها: لا كله الا كيد النسا، بعدين احنا الاغلبيه، ده احنا تلاته
فاطيمه ضحكت: و تلاته على واحد اييييه؟
هديه ضحكت بخفه معاها: اه احنا ساعة الجد نهد الدنيا هد.

عابد ضحك جامد و ادم اتعدل قصادهم و حط إيده على راسه: هاار اسوح لا تهدوها على دماغى انا
ضحكوا و ادم بص لهديه: اهلا يا بركه، بركاتك، لحقتى طبعتى عليها؟
عابد شده جنبه بهزار: احسن احسن، البس بقا
ادم بصّله بغيظ: اقسم بالله انا بقيت بلبس خوازيق اكتر ما بلبس هدومى
فاطيمه شدت هديه و وقفت، زغرطت و هما بيتحركوا للمطبخ: مبروك عليك يا ولا
ادم برّق: مبروك عليا الخوازيق؟

رحاب تحت اتحركت بصدمه مع امها لفوق بالعافيه..
وقفت قدام باب شقتهم على صوت الزغروطه و بصت لفوق..
محاسن شدتها بغيظ و فتحت باب الشقه: يلا
رحاب تايهه: ده هيتجوزها
محاسن: و حياة امك، ده كويس انه استنى بيها لدلوقت، ده كان هيتجوزها عليكى
رحاب زعقت: مبيجبهاش، هى بس لاحسه عقله، اكيد مساهرها ع المشاكل اللى كانت بينا و هى عرفت تدخله منها، توريله انها مش هتعمل كده
محاسن شدتها بالعافيه دخّلتها الشقه: طب ادخلى.

رحاب اتكلمت بلغبطه و هى بتخرج تانى: او، او عايز يرجع لأهله بيها، ممكن مثلا عايز يضغط عليهم بيها، ماهى، ماهى امها تبقى مرات ابوه، اكيد، اكيد عايز
محاسن شدتها تانى دخّلتها و قفلت الباب بسرعه: ادخلى بطلى فضايح، عايزاه يعرف انك هتموتى عليه يا خايبه؟ عايزه توقفى حالك بإيدك؟ ده بكره يجيلك سيد سيده، انا الجوازه دى مكنش ليا غرض لها من الاول و الحمد لله انها غارت.

رحاب اتعصبت بكسره: بس بقا، انا بحبه، كنت متطمنه انه كده كده مش هيسبنى لكن مش مكنتش حباه، لا بحبه
ابوها رد: و هو بيحبها
رحاب زعقت: ليييه؟ فيها ايه زياده عنى؟
ابوها قعد و قعدها و بصلها بعتاب: عشان انتى فتحتى باب بيتك و هى دخلت
رحاب زعقت بعنف: قصدك هو اللى دخّلها
ابوها: مش هتفرق، النتيجه واحده و السبب واحد و هو انك انتى اللى فتحتيله الباب يدخلها او هى اللى تدخل، المحصله انه حبها و ده اللى ياما حذرتك منه.

رحاب وقفت بتوهان: لييه؟ مانت قولتلى بردوا ربنا قال و جعلنا بينهم موده و رحمه، قال موده و رحمه مقالش حب، يبقى ليه البيت اتهد؟ ليه مستمرش؟
ابوها هز راسه بأسف و نفسه يقولها حذرتك هتندمى و مسمعتيش بس مقدرش ينطق..

ادم اخد هديه و راح المحكمه لحد ما اتطلبت للشهاده..
هديه اتوترت للحظات قبل ما ادم يضم إيدها تقف..

وقفت و ابتدت تحكى اللى اتفقوا عليه: بعد المهمه بتاع العشوائيات انا بالنسبالى قفلت شغلى كصحفيه و كتبت تقرير و نزلت بالحدث، بعدها علا كلمتنى و حكتلى انها بتعمل مجموعة تحقيقات و مقابلات اعلاميه كيوتيوبر بس حاسه بحركات مريبه ف المنطقه هناك و مقلقه، كلمت ادم و قالى ان القضيه بالنسبه لشغله لسه متقفلتش عشان البيج المورّد البضاعه للتجار القطاعى اللى اتقبض عليهم لسه موقعش و انه كان بيتعامل مع صوره له، يعنى حاطين واحد بداله وش متدارى وراه و هو كان فاهم و بيتعامل على انه مصدق لحد ما يقع، حتى اما اتقبض ع الكل و مسعد هرب ادم قالى انه هما اللى سايبينه لانهم متوقعين انه يا ايد البيج اول ايد هتتمدله يا هو اللى هيلجآله و بكده هيقع، اما علا كلمتنى و بعتتلى صورته ورتها لأدم و اتأكد انه هو و ابتدى يرتب معاها من خلالى هتعمل ايه لحد ما قابلته بيه ف المصنع، و فعلا حصل و مكنش ادم مرتب لاكتر من انه هيتأكد من هويته و كمان يحط مراقبه عليه بس حصل لغبطه يومها و اضطر يتقبض عليه، بعدها هرب و اتخطفنا مجرد ما وصل للبيج و عرفت من ادم انهم هربوه عشان تكمل الخطه، و كافة الاتفاقات مع علا متسجله و قدمتها ف التحقيق.

المحقق: تمام، اتفضلى
هديه دخلت و اتقابلت مع علا ف نظرة امتنان قابلتها بهدوء و غمزتلها..
ادم همسلها: يا كذاابه
هديه بصتله جنبها و رفعت حاجبه و ادم عمل نفس الريأكشن: اثق فيك انا ازاى بعد كده يا سيد؟
كزت على سنانها بغيظ و هو غمزلها: طب هاتى رشوه حتى، انا مرتشى عادى و بستغل وضعى
هديه ضربته بكوعها ف جنبه و هو صرخ بوجع: هاا؟ عايز تانى؟

حمزه مسك إيد حنين و هى بتلم حاجاتها ف الشنطه بعصبيه..
حمزه: ممكن تهدى؟ عشان خاطرى، طب حتى عشان اختك و ابنها اللى جايين مخصوص عشانك، عندنا ضيوف يا حنين
حنين بصتله بخنقه لإنها فعلا كانت نسياهم..
حمزه مسك إيدها بحب مقدر حالتها بعد اللى سمعته من امه..
حنين عيطت: سيبنى يا حمزه، مش هفضل طول الوقت بعافر كده، تعبت
حمزه: طب قوليلى انتى عايزه ايه دلوقت و انا اعمله بس اهدى.

حنين: اهدى لحد ما بنتى تروح ف الرجلين يا حمزه بينك انت و امك؟
حمزه اتنفس بتعب: حنين انا
حنين وقفت بس جسمها بيتشنج بعصبيه: انا هختار عنك يا حمزه، ع الاقل احس انى و لو لمره واحده انسانه ليا حق ف ادميتى مش عروسه بخيوط بتحركوها، مش لازم كل مره انت اللى تختار، هعفيك انا المرادى
حمزه بصّلها بحذر: و انا كل مره بختار ف بختارك انتى، مهما حصل و مهما كان التمن.

حنين صوتها اترعش: و المرادى التمن بنتى و اللى هيحصل مش هقدر اتحمله
حمزه بصّلها بعتاب: انا امتى سمحت لحاجه تمسّك انتى او هى؟
حنين اندفعت: ده اما كنت بنتك
حمزه بصّلها بعتاب و ساب إيدها: كده يا حنين؟
حنين وقفت بخنقه و سابت اللى ف إيدها و بصتله: ده بنتى الوحيده يا حمزه، مش هسمع اللى سمعته من امك و استناك تحبسنى زى ما طول عمرك حابسنى، انت حبستنى زمان لحد ما ادم اتأذى بس دلوقت لاء.

حمزه بصّلها برفض: حابسك؟ انتى معايا عشان حابسك يا حنين؟
حنين اتخنقت من نظرة الوجع ف عينيه: انا مش هقف اتفرج على بنتى و هى بتتأذى
حمزه: محدش يقدر يقربلها، انا مش هسمح بده
حنين اندفعت من غير ما تفكر: و هو انت كنت سمحت بده اما ابنك اتآذى؟ اما امينه اتقتلت؟ اما خبيتوا عليا كل ده؟ كل حاجه جات غصب عنك زى ما انت بنفسك قولتلى و اللى انت بتقول مش هتسمح بيه لبنتى انا مش هقف اتفرج لحد ما يجيلها غصب عنك.

حمزه بصّلها بألم و هى للحظه استوعبت ف سكتت بخنقه..

حمزه حاول ينطق من بحة الألم اللى ف صوته: امينه اتقتلت عشان خاينه، لو مش خاينه بشرفها و لو امى مش فاهمه ف خاينه لعشرتنا، لكن انتى مش خاينه، و اذا على ادم ف هو اللى اختار يبعد اما اتلغبط من كل اللى شافه، و مع ذلك بِعد بمزاجه و انا متأكد انه جزء من زعله دلوقت انه كان بيتمنى لو كان استنى و سمع زمان اللى سمعُه دلوقت و عرف الوجه التانى للحكايه و فهم، انما بنتك فاهمه، لا هتبعد و لا حد هيقدر يبعدها، و لو انا مش كافى ليكى و لها و لحمايتكم ف معاها ادم و انا متأكد انه مش هيسمح لمخلوق يضايقها بنَفس مش بكلمه لإنى ف يوم كنت مكانه و مجرب اللى بيعشق بجد ممكن يعمل ايه!

حنين عيونها دمعت بندم: انا مقصدتش، انا بس
حمزه اتحرك يخرج من الاوضه: اذا حابه تروحى لبنتك اكيد مش همنعك، و لا انا حابسك، بس مش هسيبك تروحى لوحدك
حنين اتحركت بسرعه وراه لمجرد حسيته بيسيبها حتى لو مؤقتا و مسكت إيده: حمزه
حمزه بصّلها بعتاب: نعم يا حنين، عندك اى اهانه تانيه؟ لسه فى حاجه مقولتهاش؟
حنين هزت راسها ببراءه: اه، بحبك.

حمزه ابتسم بتلقائيه على طفولتها اللى مبتتغيرش مع كل اللى بيحصل و مع كل السنين دى..
حنين فردت دراعاتها على كتافه و ضمته عليها: و الله بحبك، بس غصب عنى، انا مرعوبه و مش عارفه بعمل ايه او بقول ايه
حمزه حط إيده على وشه و ابتسم بإستسلام: مجنونه و الله.

حنين قربت بوشها من وشه: بس بحبك
حمزه حرّك وشه على وشها: بس مكاره
حنين همست: هتسافر معايا بجد؟
حمزه ابتسم بخفوت: ده عشان اتطمن عليها بس عشان متوقع انها مستنيه منى ده و انا مش هخذلها خاصة انها هتمشى ف اجراءات نقل اسمها و انا مش هسيبها ف لحظه زى دى
حنين همست بتوتر: هتختار ايه؟ هتعمل ايه ف كلام امك؟ حمزه هى صحيح بتكرهنى و استغلت الموقف بس متنكرش ان.

حمزه قاطعها: مش طول عمرك سيباها على ربنا و عليا؟ امتى اتخليت عنك و خذلتك؟ امتى اختارت حاجه قدامك حتى لو حياتى؟ ده انا خاطرت بحياتى ف اول الحكايه مقابل اطلع بيكى و ايدك ف ايدى! اقوم بعد العِشره و السنين دى كلها هسيب ايدك! انا اللى مرضتش اسيب مَره متخصنيش و مجرد مرات صاحبى ف الأذى، هسيبها دلوقت و هى مراتى لكلام الناس يأذيها؟
حنين ابتسمت و غمضت عيونها ببراءه: طب تحب نسافر دلوقت و لا اما تتصالح؟

حمزه فك دراعاته من حواليها بمكر و بِعد خطوه لورا: اما اشوف
حنين زقته بمكر وراه و قبل ما ينزل شدها معاه و ابتدت تمتص زعله..

هديه صحيت الصبح على صوت جرس الباب ف فتحت بنوم..
ادم غمزلها: و ربنا لو اصحى ع الوش ده كل يوم
هديه سندت بجنبها على ناحيه من الباب و ابتسمت بنوم: هاا
ادم ضحك ببلاهه: هصحى و لا هنام بعدها تانى من الخضه.

هديه برّقت و هو رفع حاجبه بضحكه مكتومه: او تقريبا هنام و لا هصحى بعدها تانى
هديه كزت على سنانه و هو رفع إيديه بخوف مصطنع: لالا قصدى يعنى اللى يشوفك ميعرفش ينام اصلا، او اللى ينام مع القمر ده ميعرفش يصحى تانى
هديه رفعت حاجبه و هو كتم ضحكته: ماهى الجمله يا كده يا كده، متتصححش تانى
هديه كعمشت وشها: و الله؟
ادم هز راسه بسرعه و هى بصتله بغيظ و هى بتتحرك ناحيته: انت عربجى اوى ف نفسك.

ادم اتكلم و هو بيلف ضهره و بيتحرك للشقه جوه لحد ما دخل: و انا نفسي تبقى فرسة العربجى
هديه برقت بغيظ و هو جرى و هى جريت وراه لحد ما وقعوا على بعض..

حمزه كان لسه واصل هو و حنين مصر، وصلوا اختها و ابنها و طلعوا على شقة هديه.
بيقرب من الباب لقاه مفتوح ف شافهم قبل ما يدخل..
حمزه حط إيده على كتفه بدراما: بنتى و ف اوضتى و على سريرى
ادم رفع نفسه و بصّله وراه: سريرك ايه هى مراتك؟
حمزه بصّله و رفع حاجبه: اخرس انت
ادم وقف بغيظ: بعدين ايه الاوفر ده؟ انت شايل قلبك على كتفك؟

حنين همست لحمزه بغيظ: ده اللى هيولع الدنيا عشان بنتى؟ ده هو والع جاهز، منك لله انت و ابنك
حمزه كتم ضحكته لأدم و هو بيبصله بطرف عينيه على حنين: جايبلى الكلام، واخد صيت ع الفاضى انت
ادم شد هديه اللى وقفت بإحراج عدلت نفسها جنبه: طب و عهد الله كار الحموات ده ما كارى و محتاج ثوره زى بتاع سعد زغلول يتقال فيها مفيش فايده و يلغوه و اللى عندها ام تمضى عقد الجواز بقتلها.

حمزه برّق بغيظ: اللهى يمسكوك تحرش، و تبقى سيادة الرائد المتحرش راح سيادة الرائد المتحرش جه
ادم رفع حاجبه: فى ايه يا جدع انت هو انت شغال مآمور ضرايب؟
حنين قربت منهم بغيظ: على فكره انا لسه مش حماتك هاا، يا ابو عقد جواز؟
ادم رفع حاحبه: امال انا ايه؟
حنين شاورت بإستفزاز: انت لسه ف انتظار الموافقه
ادم انفعل بغيظ: ليه هو انا جاى اخد قرض؟ ماتشوفى امك يا هديه.

هديه قربت من حنين و رفعت دراعها و حطته على كتفها بمرح: امال عايز تاخدنى بلاش؟
ادم حط إيده ف وسطه قدامهم بغيظ: قال بلاش قال ده انتى حتى اسمك مكلف و غرامه، مش بقولك يروح قرد يجى قرد
هديه تنت رجلها و ضربته ف ركبته بغيظ: بتقول ايه؟
ادم صرخ بغيظ: منك لله.

انس خلص اجراءات علا لحد ما خرجت..
علا ابتسمت بتوتر: ميرسى
انس رفع حاجبه: لا ميرسى ايه؟ انا مباخدش حقى ناشف كده
علا: يعنى عايزُه ازاى؟
انس ضحك ببلاهه: مش عايز حقى ناشف، يعنى عايزُه طرى، مش محتاجه فصاحه
علا برقت: نعمم؟
انس كعمش وشه بمرح: شكلك ساقطه عربى و هتغلبينى
علا بصتله بغيظ: انت عايز ايه؟
انس ضحك بغلاسه: اتطمن عليكى
علا كتمت ضحكتها: مانا خرجت و شكرتك لحد دلوقت 13مره، تاخد باقشيش؟

انس برّق: بقشيش؟ منك لله، لا انتى شكلك خامّه و مش ضامن اسيبك توقعينا ف بلوه تانيه و انا مش كل يوم هشهد زور عشان واحده
علا قربت بسرعه حطت إيدها على بوقه و هى بتبص للمكتب اللى خارجين منه وراه: ششش بس ايه هتفضحنا، عايز ايه يعنى؟
انس ضحك بمشاكسه: اوصلك لبيتى
علا: نعمم
انس اتعدل و بص وراها ع المكتب: لا ماهو انا مش لاقى ضميرى ف كيس شيبسى، فين المأمور فين العساكر فين السجن فين الحكووومه، فييين المأذون؟

علا حطت إيدها بسرعه تانى على وشه كله: انت بتجعر كده ليه؟ اتسد بقاا
انس غمزلها برخامه: طب سدينى انتى
علا رفعت حاجبها: نعمم؟
انس عض بوقه: بوسه و لا حاجه سدى بوقى بيها بدل ما يفضحك هنا و انا معروف مبسترش
علا بصتله بغيظ و هو رفع راسه لفوق بتهديد كاتم ضحكته..
قربت كتمت بوقه و اتحركت بيه لبرا بغيظ وسط ضحكُه..

حمزه بص لأدم بصدمه مش مستوعب كلامه و ادم هرب بعينيه بعيد..
حنين شاورت لهديه يقوموا بس هديه قامت قعدت جنب ادم: ادم
ادم نفخ بضيق: لو سمحتى يا هديه متدخليش نفسك ف نقطه زى دى
حمزه بصّله بصدمه: يعنى ايه متدخلش نفسها ف حاجه زى دى؟ انت عارف انت عايز تعمل ايه؟
ادم وقف بجمود: انا عارف كويس انا عايز ايه.

حمزه وقف و حاول يقرب منه: ادم لو انت عايز تعمل ده عشان هديه ف هى اختارت تنقل اسمها لأبوها و اكيد هى قالتلك ده، يعنى اما تنقل اسمك ليا مش هيعارض انكوا.

ادم قاطعه بجفا: و انا مش عايز
حمزه حاول يقول اى حاجه: لو خايف على شغلك ف انا اعرف رتب كبيره ف الداخليه و يتمنوا يخدمونى
ادم: لاء، قولتلك انا اللى مش عايز
حمزه زعق: عايز تفضل شايل اسم راجل غير ابوك؟ ليه؟ بتعاقبنى؟ ده انا عندى لو لسه مش مقتنع انى مقتلتش امك تاخد حقها بإيدك و موّتنى زيها و لا انك تعمل كده، لو بتكرهنى اقتلنى و متعملش كده
ادم هرب بعينيه برفض: لاء، انا اللى مش عايز.

حمزه زعق اعلى بإندفاع: ليييه؟ ده هديه برغم كل اللى سمعته عن ابوها و وساخته و اتآكدت منه مقبلتش يفضل اسمها جنب حد غيره رغم انه ميت!
ادم رد ببرود: يمكن عشان مات
حمزه وقف بالكلام بصدمه: يعنى مستنى اما اموت يا ادم؟

ادم هرب بعينيه بعيد و حمزه قرب منه و مسك إيده هزها بعنف: مستنى اما اموت؟ عايزنى اموت عشان ترتاح؟
ادم رفض يقابل عينيه و حمزه صمم ف حركات وشهم كانت اعنف من الكلام..
حمزه بصّله بضعف: و انا قولتهالك و لسه عند كلامى يا ادم، لو ده هيريحك و ده اللى هيحسسك انك اخدت حقك يبقى موتنى بإيدك.

ادم بص بعيد و حمزه ضحك بتهكم: اييه؟ مش عايز و لا مش هتقدر؟ ده انت دبحتنى بكلامك، و لا يكونش حضرة الظابط خايف ايده تتوسخ منى؟ لا اتطمن ابوك نضيف، اه كان وسخ و اوسخ مما تتخيل بس ربنا تاب عليه، تاب عليه يا ادم و اداله فرصه تانيه عشان هو اللى عالم بيه و هو بردوا اللى هيحاسبه، ليه انت كمان مش عايز تديه فرصه تانيه؟ ليه مستكترها ده ربنا مستكترهاش عليا؟

هديه بصت لأدم بعتاب: ادم، انت اللى قولت عند الله تجتمع الخصوم، خلاص سيبها عليه بقا و اما الكل يتقابل عنده اللى له حق هياخده
ادم زعق: و حقى؟
هديه: عند ربنا، هيعوضك
ادم: ماهو عوضنى، عوضنى بأب تانى مش هرفض عوض ربنا عشان واحد انانى مفكرش لحظه ف حاجه غيره.

حمزه قعد بتعب و هديه بصتله بحزن و بصت لأدم و وقفت بشده: و انت فاكر اما تعمل ده هترتاح؟
ادم: بس مش هتعب
هديه: ع الاقل هنتجوز ازاى؟
ادم بصّلها قوى و هى بصتله بجديه: انا اصلا مش عارفه اتجوزت قبل كده ازاى و انت عارف ان لا ده اسمك و لا ده نسبك
ادم بصّلها بتوهان: انا سألت شيخ، قالى انت كده كده مش عارف اصلك و لا انت من صلب مين بعد ما عرفت ان والدتك.

سكت بخنقه و هى ربعت إيديها قدامه بإصرار: و دلوقت؟ بعد ما عرفت؟ لسه مصمم انه هيبقى حلال اتجوز واحد ع الورق و واحد ف الحقيقه؟
ادم بصّلها تايه و هى وقفت بحزم بصتله برفض: انا مش هعمل ف نفسى كده و لا هعيش طول عمرى معاك عقلى مذبذب اذا كان صح او غلط
ادم وقف قدامها: يعنى ايه؟
هديه: يعنى لو ملكش خير ف ابوك عمرك ما هيبقى لك خير فيا، لو زعلت ربنا بالحرام اللى عايز تتجوزنى بيه يبقى هيهون عليك زعلى.

ادم بصّلها قوى و للتحدى اللى ف عيونها و بص لحمزه وراه و بينقل عينيه بينهم و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة