قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس

ادم بص لحمزه بتوهان و حمزه ابتدى يتكلم بتبرير جوه تفاصيل الحكايه اللى بيكملها..
ادم بصّله بجفا و إيده مسكت مسدسه برفض حطه ف جيبه و لم باقى حاجته موبايله و مفاتيحه و بإيده التانيه قبل ما يقوم شد ورقه بيضا اللى حمزه حطهاله و مسك القلم اللى حطه عليها و صدر عليها الحُكم و عند الله تجتمع الخصوم، رُفِعت الجلسه لقاضى السماء!

ساب الورقه و بص لحمزه نظره اخيره بنفور و وقف..
حمزه متابعُه بعينيه و مجرد ما وقف وقف معاه بكسره: ادم.

ادم اتكلم من غير ما يبصله: عيش زى ما كنت عايش و كمل من غيرى دلوقت زى ما كملت زمان كإنك ملقتنيش لإنك عمرك ما هتلاقينى تانى
حمزه قرب منه بترجّى: لا يا ادم، انا مش هتحمل اعيش من غيرك تانى
ادم بصّله بجمود: لا عادى هتقدر، انا اعرف عيل عدد سنين عمره مكنش اتعدت اصابع الايد و عاش من غير ابوه و امه و اخته، عاش حياه من غير حياه
حمزه مسك إيده بضعف: و انا مستعد اعوضه، صدقنى هعوضك.

ادم زق ايده بنفور و بصّله بتهكم: ازاى بقا؟ هترجّع امى و الزمن و حياتنا؟ و لا هترجع سنين عمرى انا!
حمزه اتحرك بلهفه وقف قدام حركته لبرا: ادم، انا عارف ان الصدمه اكبر من انها تُستوعَب بسهوله او بسرعه، لكن متسيبش ايدى، متبعدش تانى، خليك جنبى نعديها سوا.

ادم مردش و حاول يكمل طريقه و حمزه وازى خطواته بنفس سرعته: طب هقولك حاجه، مش انت اما بعدت قبل كده بعدت يومها عشان اتصدمت؟ صح صح؟ بعدت اما اتصدمت؟ البُعد فادك ف ايه؟ ساعدك؟ خلاك تفوق من صدمتك؟ لاء، لاء صح، يبقى عايز تبعد ليه تانى اما اتصدمت تانى؟ البعد ساعدك تتخطى اللى حصل؟ تبقى كويس؟
ادم غمض عينيه بألم لمجرد انه مرت ومضات سريعه من كوابيسه و لحظات وجعه و وحدته..

حمزه استغل حركته اللى اتجمدت شويه بشويه بشئ من التوهه و مسك كتافه: انا عارف انك بعدت عشان تبعد عننا و تنسانا و تنسى اللى حصل و متأكد انك لا نسيتنا و لا نسيت اللى حصل و لا حتى عرفت تبعد يا ادم، بدليل انك اما قابلتنى بعد السنين دى عينيك ندهتلى، انك يوم ما لقيت هديه مع واحد غيرك رميت حزنك و ضعفك بين ايديا، انا لسه فاكر و انت بتترجانى مخلهاش تبعد عنك، ادم، ادم خليك عشان خاطرى و كل اللى عايزُه هيحصل، ارجوك.

ادم فاق بالعافيه و زقه و اتحرك للباب، بيفتح ف اللحظه اللى حنان و ابنها بيفتحوا و داخلين..
وقف للحظه و بصّلهم و مدحت بصّله بشرار..
حنان اتخطته و قربت من حنين وراهم و ابتسمت بحضن: حبيبتى، عامله ايه! احنا قلقنا عليكوا اما مشيتوا فجأه من المستشفى كده ف قولت اجى اتطمن عليكى و جوزك، هو عامل ايه!
حنين هزت راسها بتعب و حنان شاورتلها على ابنها: مدحت كان قلقان على هديه اوى و.

وقفت بالكلام اما لمحت هديه وراها فقربت منها بحب: حبيبتى حمد الله ع السلامه، كده تخضينا؟
مدحت قرب منها و سلّم و الاتنين بيتكلموا وسط صمت الكل كإنهم كانوا محتاجين حد يشد فيشة الموقف يفصله و لو للحظات ياخدوا نفسهم!
مدحت مد إيده وسط توهان هديه مسك إيدها و ابتسم: وحشتينى و الله، متعرفيش انا كنت عامل ازاى، ده انا كنت هتجنن عليكى اما عرفت انك خرجتى من المستشفى مرجعتيش ع البيت.

هديه نطقت من وسط نظراتها المتعلقه بآدم عن بُعد: سيبتنى امشى ليه!
ادم رد بعينيه اللى دمعت بضعف و مدحت رد بعفويه: ملحقتكيش، مشيتى من غير ما تدى فرصه لحد يكلمك او تتكلمى
هديه لسه عينيها متعلقه بأدم و مدحت مد إيده مسك دقنها لف وشها له ف انتبهتله بالعافيه: و مدورتش عليا!
مدحت بهدوء: قولت اكيد محتاجه تبقى لوحدك شويه طالما اختفيتى، اصل محدش بيختفى لمجرد انه عايز يختفى.

هديه بصتله اوى و عينيها راحت بتلقائيه لآدم اللى بيتحرك يمشى..
ادم عايز يتحرك بس رجليه متسمره كإنها رافضه الرحيل..
حمزه متابع الموقف بعينيه بصمت و ابتسامة امل ابتدت تشرق على ملامحه اما مدحت مد إيده مسك ايد هديه و رفعها على شفايفه باسها برقه: عموما حقك عليا طيب طالما اتضايقتى
ادم كز على سنانه و هو بيضغط على قبضات ايديه بعنف و حمزه ابتسم اوى على ابنه اللى وارث جنون قلبه و عشقه..

ميل على ودنه و همس بغلاسه عليه: هاا، هتمشى بردوا؟

ادم بصّله بغضب اتقلب لغيظ و حمزه غمزله بمكر: و الله ما تمشى لا اجوزهاله
ادم بصّله بغرور: اتحداك ترضى
حمزه غمزله بإستفزاز: هى ف حاله متسمحلهاش لا تقول لاء و لا اه
ادم كز على سنانه بغيظ و حمزه شاورله بعينيه عليهم و رجع بصّله و كعمش وشه بإستفزاز: انت مشوفتهوش و هو بيسلم عليها بإيده! مشوفتهوش صح! ده هديه رغم جنانها ده مبتسلمش على حد بإيدها!

ادم هز رجليه ع الارض بعصبيه و حمزه بص عليهم تانى و اتعدل ف وقفته و بصّله: شوفته و هو بيبوس ايدها؟ حلو مدحت ده هاا؟
ادم اتعدله جنبه بأنفاس عاليه عصبيه و حمزه كتم ضحكته على ملامح ادم اللى ضامه غيظ و غضب و حزن و فرح و غيره و رفض و امل و مشاعر كتير متضاربه لغبطت ملامحه معاها!
حنين قربت منهم و ابتسمت لأدم: خليك يا ادم، عشان خاطرى، انا محتاجالك اوى.

ادم بصّلها بتهكم رغم لهفة عيونه لها: ليه؟ حمزه باشا مش مكفى و لا ايه؟
حنين ابتسمت غصب عنها و شاورتله بعيونها على هديه: لا مكفى يا ادم، بس انا محتجالك بردوا، انت هتسيبنا ف حاله زى دى؟

ادم هينطق حنين كملت بسرعه: و اللى هى متقلش عن حالتك بردوا انت كمان، الحزن بيخف اما بيتشارك و بيزيد و يقيد نار بالوحده، صحيح حمزه عمره ما سابنى لوحدى من يوم ما قربلى لكن اما رجعت لأول السكه و شوفتها صح عرفت انا ليه حبيته، فهمت انه متخلاش عنى لحظه لا ف فرح و لا ف حزن، عمره ما سابنى اتوجع لوحدى حتى لو وجع بسبب واحد غيره! بيشاركنى حتى ف الوجع! كان صعب محبهوش!

ادم بصّلها بضعف و نطق بصوت مبحوح: انا، محتاج ابعد، عايز ابعد، يمكن ف يوم نتقابل بس بقلوب مختلفه.

هديه قربت منه بتهكم اتكلمت بصوت مهزوز زى نظراتها: ليه؟ ده حتى البعد مبيقللش من المحبه، عمره ما نصفنا و عملها، الغالي بيفضل غالى و غلاوته مع البعد بتزيد
حنين بصتله برجاء و ادم عينيه بتلقائيه اتعلقت بهديه، حس انه محتاجلها، هديه اخر حاجه بقياله من الماضى و بيعدى بيها اهو الحاضر و هى المستقبل نفسه، محتاج اوى لوجودها جنبه ف وقت زى ده، هتهوّن السكه و المشوار و الوجع!

اخدوا قعدتهم بصمتها و كل واحد انسحب لركن لوحده ف البيت..

حمزه قعد قدام أمه اللى مش مبطله كلام و ميل راسه بين كفوفه بيفركهم بتعب..
صافيه بغضب مكتوم: انت؟ انت يا حمزه اللى تخبى عنى كل ده؟ تخبى عنى ان
حمزه رفع وشه برفض: ما انتى خبيتى عنى و لا انا غلطان؟ مقولتليش ليه انك شوفتى امينه مع واحد! ع الاقل كنت هفهمك.

صافيه زعقت: يعنى انا السبب! لاء انت، انت اللى دخلت البيت ده واحده زى حنين، و اوعى تنطق حرف تدافع عن شرفها بعد اللى اتقال ده، دى كانت متجوزه عرفى، و حملت، حملت من حرام
حمزه رجّع راسه بين ايديه تانى بيأس انه ممكن طول ماهو جوه دايرة الحدوته هيرتاح..
صافيه: ياريتها طلعت زى ما كنت فاكره، حامل ف الحرام ف الحرام بس منك، من صلبك.

حمزه وقف بنفاذ صبر: صح، صح انا السبب، انا، انا اللى فضلت ازن اتجوز تانى عشان مراتى اكبر ذنب عملته انها مخلفتش، و انا اللى خلتها بكتر الزن ده تفهم غلط اول ما لمحت واحده معايا، و انا اللى فهمت غلط انها مش شريفه و انا اللى ربطتها و رمتها زى الحشره لحد ما ابنى شاف بعينيه ابشع منظر ممكن عينيه تشوفه و لا عمره هينساه و لا هينسهولى.

امه زعقت: بردوا مكنش ينفع تخبى عنى، مكنش ينفع تعملنى زى الغريبه وسطكم كده، عارف انا كنت حاسه بإيه؟ كنت حاسه لا ابنى ابنى و لا حفيدى حفيدى و لا دول عيلتى و لا ده بيتى اصلا
حمزه خرج بخمول: انتى خليتى نفسك غريبه بنفسك، لا ابنك عمره سامحك و لا حفيدك عمره هيسامحك و لا البيت عمره هيبقى سكن و لمّه
صافيه بصتله قوى برفض و حمزه تمتم بأخر كلامه و هو ماشى: ادعى بس انه يسامحنى انا، انه يبقى احسن منك و منى.

حنين فتحت باب الاوضه و دخلت بهدوء قعدت جنب هديه على حرف السرير..
هديه دوّرت وشها بعيد و مسحت دموعها..
حنين قربت جنبها و مدت إيدها ضمتها عليها بحنيه رغم مقاومة هديه و اخدتها على صدرها: زعلانه؟
هديه بصوت مبحوح: كتير عليا ازعل بعد اللى حصل ده كله؟

حنين رفعت وشها بين إيديها و ضمته بحب: لا مش كتير، ادى زعلك حقه عشان اما تقررى تقفى تانى على رجلك و تخطى ع اللى حصل و تعدى متاخديش حاجه منه ف إيدك و انتى ماشيه، متفضلش حته جواكى لسه موجوعه
هديه سحبت إيدها نزلتها: تفتكرى ده وجع ممكن يخف؟

حنين: اه هيخف، هيخف لو انتى عايزه تموتيه و ترميه براكى، ازعلى ع الحاجه اللى تستاهل زعلك، مش وحش انك تزعلى على حاجه حصلتلك بس الوحش انك تزعلى على حاجه متستاهلش الزعل، ابوكى مكنش يستاهل قهرتك دى.

هديه بصتلها بنظره باهته: ابويا مين فيهم بقا اللى ميستاهلش؟ و مين فيهم اللى ينفع يتقاله ابويا!
حنين: ابوكى اللى ربى و اللى كبر و اللى علم و دلع و اخد معاكى مشوارك خطوه بخطوه
هديه غمضت عيونها بألم و هى بتبص بيهم بعيد..

حنين لفت وشها لها بهدوء: ابوكى اللى عمل لنفسه رصيد حلو عندك يخليه جواكى لاخر عمرك، عارفه يا هديه، انا متأكده ان لو سليم كان عاش و طلع من الحادثه سليم مكنش هيكمل معايا و لا كان هيخليكى تكملى ف بطنى.

هديه بصتلها فجأه و هى هزت راسها بتأكيد: صدقينى ده اللى كان هيحصل، او بمعنى اقرب ده احساسى، محدش بيحب بيجبر اللى بيحبه عليه، تخيلى كده ادم برغم حبه و احتياجه ليكى ده يجبرك عليه، طب تخيلى برغم انك بتحبيه و عايزاه ياخدك هو عافيه كده و تحسى انك مسلوبه حريتك معاه، هتقدرى تحبيه؟ او حتى هتقدرى تحسى انه بيحبك؟
هديه سكتت بتوهه لمجرد لمست الحكايه بحكايتها هى..

حنين: انا متأكده انه محبش و انها مكنتش اكتر من نزوه بالنسباله، بنت حلوه و سهل محدش يقوله عليها حاجه و فوق ده كله قالتله لاء و هزت غروره، الموضوع كان عِند مع نزوه
هديه سكتت شويه قبل ما تتكلم بتردد: هو، هو سابك يوم الحادثه؟

حنين هزت راسها بتآكيد: و اخد سلاح حمزه و قتل بيه الظابط اما لقى الحكايه كده كده فيها تورط و لازم حد هيشيلها، فى حد بقا بيحب حد يتخلى عنه ف عز الخطر؟ لو كان حبنى كان هيبقى امانى و حمايتى مش هيمشى و يختار نفسه بسهوله كده! لولا حمزه اخدنى يومها ورا ضهره كنا موتنا انا و انتى، زى ماهو لولا اخدنا بقية عمرنا من يومها لحد انهارده ورا ضهره كنا ضيعنا.

هديه عينيها تاهت وسط اللقطات اللى شوشّت على صورة حنين قدامها و شافت فيها ادم ف كل مره بياخدها ورا ضهره ف عز الخطر، مستغربتش موقف حمزه كتير، ادم ف اول يوم شافها اول لحظه بينهم كان واخدها ورا ضهره يحميها من الراجل اللى سرقته، لحظه و شافت ادم و هو واخدها ورا ضهره و بيتخفّى لحد ما نط من ع البنايه و اخدها ورا ضهره ع الاسكوتر حتى ف عز تعبه، قبل ما تكمل المشهد شافت ادم و هو بيخبيها من الظابط ف بدروم الخرابه، بتلف عيونها شافت ادم و هو بيخبيها ورا ضهره من قدام القسم، غمضت عيونها شافت ادم بيخبيها ورا ضهره ورا الستاره و هما ف شقة الدعاره و بينط بيها من الشباك، فتحت عيونها بسرعه شافت ادم بياخدها ورا ضهره يوم ما راحوا يشوفوا علا، حاولت تتحرك بسرعه كإنها متقيده جوه حكايتها ف لمحت ع الحيطه اللى قابلتها ف وشها لحظات لادم و هو بيحاول يضم وجودها و يخبيها وراه يوم ما اتخطفوا، ده نسى بيها وجود مراته، ابتسمت غصب عنها و اول ما عيونها غمضت شافت ادم ف كل مره خباها ف حضنه، دموعها نزلت بإستسلام، ادم اكبر من انه يتقاوم، افتكرت انها اولى خطوات حبه جواها انه دايما واخدها ورا ضهره و بتواجه بيه الدنيا، ليه عايزه تلوم حنين دلوقت! ده حتى حنين مراحتلهوش بإيدها و لا كانت الحكايه بقرار منها!

حنين حاول تضمها: اللى حصل ده حصل بإختيار ابوكى، هو الوحيد ف الحكايه اللى اختار، حتى لو هو الوحيد اللى مكملش، اختارنى بمزاجه، اختار شغله مع حمزه بمزاجه، خان اسمه و سمعته و بلده بمزاجه، اختار يبيعنى لحظة الخطر بمزاجه، اختار نفسه بمزاجه و اختار يبيع صاحبه بردوا بمزاجه
هديه بصتلها كإنها ف دوامه: بردوا ده مش معناه انه يتقتل.

حنين بصتلها بذهول: هديه ابوكى مكنش بياع سبح و لا انا و هو افترقنا على باب جامع
هديه: و انا مكنتش هزعل عليه لو اتسلم للحكومه و اتحاسب على جرايمه، حتى لو كان اتعدم و مات بردوا.

حنين طبطبت على إيدها: صدقينى بلا اهون من بلا، عارفه، انا من يوم الحادثه و انا نفسيا تعبانه اكتر من جسميا، تعبانه لمجرد انى مكنتش فاكره حاجه عن اهلى و لا عن اللى فات من حياتى، احساسى ان فى حاجه غلط كان تاعبنى و اللى كان تاعبنى اكتر انه مكنش ينفع اسأل عن مجرد احساس، بس اما عرفت الحقيقه عرفت معاها حقيقه تانيه بتقول ان شر صغير فادى شر كبير، و ده اللى عايزاكى تعرفيه و تفهميه و تتخطى بيه اللى حصل، ان كان فى ف الحكايه شر اكبر بس ربنا فادانا منه باللى حصل حتى لو هو كمان شر بس اهون، انا مجرد انى تخيلت ان سليم طلع من الحادثه و سفّرنى معاه او خلانى اسقطك بحمد ربنا تلقائيا، مجرد ما اتخيل انى مثلا كنت طلعت من الحادثه سليمه و مفييش حاجه و منسيتش كل حاجه بحمد ربنا لوحدى، بحمده اوى لإن حمزه ساعتها كان هيسبنى، هيتخلى عنى لإنه مكنش ملزم يعمل ده، كنت هرجع القاهره بيكى ف بطنى و مش عارفه هواجه المجتمع و الناس و اهلى بيكى ازاى او اواجه نفسى من غيرك ازاى اذا مكملتكيش عشانهم، كنت هجيبلك منين اب زى حمزه! لا كنت هقابله و لا هتشوفى ادم بعد السنين دى! كانت حكاوينا هتبقى ناقصه، كانت لا حكايتى هيبقى فيها حمزه و لا حكايتك هتبقى جواها ادم!

هديه عيطت بصمت: و لا كنت بردوا هحبه، و لا هيوجعنى اوى كده، مكنش هيكذب و لا هيدخلنى ف الدوامه دى، لا انا عارفه اقنع عقلى و لا قادره على قلبى، انا بقيت لا قادره ابقى معاه و لا عارفه اكون من غيره
حنين بصتلها بحزن عليها: هديه، دورى ع الانسان اللى تعرفى تعيشى معاه مرتاحه مش اللى متقدريش تعيشى من غيره، صدقينى محدش بيموت عشان ناقص حب.

هديه بصتلها بضعف: انا كسرت كل مبادئى عشانه، كل قاعده حطتها لنفسى كسرتها و اتخطتها عشان اعديله، انا عمرى ما عرفت اصاحب و لا كان ليا صحاب حتى لو بنات، طول الوقت كنت ببقى حابه انى ابقى لوحدى الا ف اضيق الحدود، جه هو و سلبنى حتى من نفسى، خلانى بإرادتى اخليه اقرب صاحب و شريك و ونيس ليا، حسسنى بالامان رغم انه المفروض راجل و غريب عنى، خلانى من غير ما يقصد و اقصد انى احتاجله ف كل خطواتى و احطه ف حساباتى و اعمل حسابه ف كل خطوه اخطيها يرافقنى ف مشوارها.

حنين بصتلها بحزن و هى شايفاها بتعيش تجربتها حتى لو بصوره تانيه، بتعيش استسلامها و ضعفها و ارادتها المسلوبه قدام قلبها..

هديه بصتلها بعيون تايهه: عارفه، عارفه اما عرفت انه متجوز، استغربت نفسى اوى، استغربت ان نص زعلى كان عشان كذب عليا و خبّى و نص زعلى التانى غيره عليه، عدت ايام بموت و انا بتخيله ف حضنها، كنت بموت من الوجع اما افكر انه معاها، متخيله انى كنت بغير عليه من مراته! استغربت نفسى اوى ان مفيش من زعلى حته على نفسى، مفيش زعل على انى هعيش من غيره او اتخيلت ده حتى! مع انى لا عمرى كنت انانيه و لا انا اللى ممكن اخد راجل من واحده و لو كنت سألتينى قبله انى ممكن اشارك واحده ف راجل كان ممكن اعتبرها نكته و نكته سخيفه كمان مضحكش حتى عليها، بس عشانه كسرت كل مبادئى و لو مكنش لها حل تانى كان ممكن اوافق، اه كنت حاسه وقتها انى ممكن اوافق اكمل معاه و هو معاها، و دلوقت حاسه ان ربنا عمل اللى حصل و بعدها عنه عشان متوجعش بيها ف حياته كإنه مخبيلى وجع تانى.

حنين: كلنا كسرنا قواعدنا علشان اللى بنحبهم و كلنا نستاهل كسر دماغنا علشان كسرناها
هديه عيطت: و انا مكنتش غاويه الحب بس حبيته، حبيته و الحب طلع عيل اوى تعبنى مريحنيش
حنين: ‎كل مرة الدنيا تخيرك بين اللى تحبيه و اللى يريحك ارجوكى اختارى اللى يريحك، راحتك أهم من اللى تحبيه، لإنك لو مش مرتاحه مع حاجه بتحبيها هتكرهيها غصب عنك.

هديه بصتلها بصوت مهزوز: متأخر، متأخر اوى الكلام ده
حنين طبطبت على إيدها: ربنا يبعد عنك شر مرمطة المشاعر.

هديه فجأه استسلمت لضمتها و عيطت..
حنين بصتلها شويه و سكتت كتير: على فكره، حمزه رفض يعمل تحليل النسب بس عشانك انتى! اختار يعيش سنين كتير اوى موجوع بس عشانك ف قدام اى اختيار اوعى تختارى وجعه عشان مش هتلاقى حب زيه حتى لو ابوكى طلع من تربته
هديه بصتلها بذهول: عشانى!

حنين هزت راسها بتأكيد: اما ادم اختفى و عدت السنين دى كلها و الطب اتقدم و ظهرت تحاليل اثبات النسب كان ممكن يعمل التحليل بينه و بينك او حتى يعمله بعد مانا عرفت الحقيقه، انا بنفسى طلبت منه ده و مفكرتش، بس هو معملش ده، معملش عشان ميوجعكيش، زى ما كان مرعوب يطلع ادم اللى غاب ابنه هو و وجعه يتضاعف كان بردوا مرعوب تطلعى مش بنته و يكسرك او غصب عنه يتكسر اللى بينكم و هو شايف انه بيربى بنت سليم و خسر ابنه!

هديه بصتلها كتير بدموع و حنين قربت تضمها: و زى خوفه عليكى كان خوفه عليا، كان بردوا خايف يطلع ادم ابنى و يوجعنى زياده اما الاقى نفسى بربى بنته و ابنى محرومه منه، و كان بردوا خايف ساعتها تتوجعى على امك اما تعرفى انها ميته! اختارنا كلنا و اخد نصيبنا من الوجع السنين دى كلها لنفسه! مش كفايه عليه وجع بقا!

ادم برا وقف بالكلام زى التايه، وجع ايه اللى بتتكلم عنه! لا محدش اتوجع ف الحدوته كلها غيره! حمزه استسلم لغيابه و عاش حياته لمجرد انه ابن الست اللى محبهاش و رماها اما عشق غيرها، ايوه هو كان عارف الحقيقه! هو مش مصدقُه!
ادم ادى ضهره للباب يمشى و قبل ما يتحرك سمع حنين ف وقف بغيظ..
حنين باست راسها و ضمتها اكتر: اه و بمناسبة ادم، اتاكدى الاول انه حبك بعد كده ابقى ازعلى عليه براحتك.

هديه بصتلها قوى بحيره: يعنى ايه يا ماما؟
حنين: يعنى شوفى كام مره كان ممكن يختار بين انه يريحك و يصارحك بحاجات كتير و بين انه يريح نفسه و يخبى عليكى و مختاركيش، اختار راحته.

ادم برّق و عض شفايفه بغيظ: يخربيييتكوا، ده انا لو متعاقد مع مارى منيب مش هتسوّح كده.

بيلف ضهره يتحرك و هو بيبرطم بغيظ خبط ف حمزه اللى كاتم ضحكته و متحركش سانتى..
ادم ف لحظه مخدش باله من الزعل بينهم و ابتسم غصب بغيظ و هو بيشاور ع الباب: ده أنا لو معمول عليا sale مش هتباع بالسهوله دى و الله
حمزه حرّك إيده على وشه بضحكة فرحه على انه خرج و لو ثوانى من دايرة حالته رغم انه عارف ان ده بشكل مؤقت: انت مش مسيطر و لا ايه يا باربونيا؟

ادم رفع حاجبه و حمزه كعمش وشه بضحكه مكتومه: اخسس، ده حتى هديه كيوت، امال لو ناشفه؟
ادم بصّله بغيظ: لا ميغُركش شكلها الكيوت دى دبش
حمزه ضحك بصوته كله و ادم شقلب بوقه: دى، دى تحسها كده، طوبه ماشيه ع الارض
حمزه ضحك و ادم ضحك غصب عنه بغيظ لحد ما ضحكتهم خلصت او المفروض تخلص و الاتنين سكتوا و رجعوا لأرض الموقف..

ادم هيتحرك حمزه مسك إيده و حاول يفتح اى حوار بينهم: الصدفه هى اللى كانت عايزاكم سوا و لا انت يا ادم؟
ادم اخد نفس و رد بتلقائيه: ربنا، ربنا اللى كان عايز يعافينى
حمزه ابتسم لرده: و قابلتها؟
ادم هز راسه و رفع راسه لفوق هو بياخد نفس طويل: و ردت فيا الروح
حمزه: كنت محتاجلها صح؟
ادم غمض عينيه و فتحها ببطئ: كنت بقلع همومى و حزنى على عتبتها و ادخل كإنى بدحل السرير.

حمزه كان فاهمُه بس استغل الكلمه ف برّق: نعمم؟ سرير؟ اخسسس على احلام اليقظه و
ادم انتبه ف اتعدل بغيظ: ششش ششش ايه ايه انت! قصدى كنت بحس و انا رايحلها بنفس احساسى و انا هنام، بف
حمزه كتم ضحكته غصب و رفع حاجبه: هتنام؟ عيب يا بابا كده، انا ابوك اه بس ابوها، ما تدخل تكوّع شويه و.

ادم حط إيده على بوقه بنفاذ صبر: بسس بس، قصدى بفصل معاها عن الواقع، شغلى و حياتى و البيت
حمزه سحب ايده من على بوقه و اتحرك بعشوائيه عينيه بتقلب المكان حواليه على اقرب حته مناسبه يقعدوا فيها قبل ما ادم يفوق لحد ما لمح البلكونه ف اخده و وقفوا قدامها..

حمزه كان عارف ان هديه هتبقى مدخله لأدم او هو اختارها عشان بيها يدخل بسهوله لقلبه اللى هى جواه: بتحبها اوى كده؟
ادم ابتسم و سند دراعاته على سور البلكونه و بص لبعيد: تقدر تقول كده انها ف وسط كَم كبير من الخساير هى المكسب الوَحيد ليا
حمزه ابتسم ببهتان لمجرد انه اسمه خساره ف حياة ابنه الوحيد..
ادم انتبه لملامحه فقرر ينسحب قبل ما يضعف لإنه رافض ده..

حمزه مسك إيده: يبقى اتعكز عليها، هى هتقدر تخرّجك من الدوشه اللى جواك دى كلها من غير خساير، صدقنى اللى يسند على ست بتحبه عمره ما يقع أبداً
ادم بصّله بتهكم و ملامحه جمدت: زى ما انت عملت مع حنين كده! و خرّجتك من كل اللى انت فيه من غير خساير صح؟

حمزه بصّلها بألم: انا عمرى ما سميتك خساره، برغم غيابك، برغم وجعى، برغم توهتك و انت مش عارف الحقيقه، برغم حيرتى و انا مش عارف انت عارف ايه بالظبط، الا انى عمرى ما سميتك خساره، كنت عارف انه عقاب، بس هترجع، قلبى قالى كده من اول يوم غيبت و كان دايما كل ما السنين تمر يأكدلى ده، مكنش حاجه بتهوّن العمر اللى بيعدّى ف الوجع و لا السنين دى غير انها بتمشى خطوه ناحيتك و بتقربنى من لقاك، مش بيقولوا قبل اللقا القلوب بتتلاقى! و انا قلبى عمره ما فارقك!

ادم لف وشه و عينيه هربت بعيد اوى ف الولا حاجه..

حمزه لف وشه له: ادم، حنين انا حبيتها غصب عنى و انا متجوز و صحيح ظلمت أمك اما حبيت عليها و اتجوزت بس انت اكتر حد عارف ان الحب غصب مش قرار و لا اراده يا ادم، زى ما انت حبيت و انت متجوز، حبيت هديه غصب عنك مش بقرار او بإرادتك انك عايز تبقى خاين، ادم النبى قال لربنا اللهم لا تحاسبنى بما لاتملك يدى، يعنى لا تحاسبنى بقلبى، عارف ليه! عشان ده الوحيد اللى محدش له عليه حكم يا ادم!

ادم ظهر فلاش باك قدامه لكلامه لعابد ف موقف بيدافع فيه عن نفسه و قلبه و حبه لهديه، انه مش ظالم، مظلمش رحاب بس قلبه اللى حب غصب عنه، رنت ف ودنه كلمة حمزه بصوته هو و هو قالها سابق لعابد النبى قال لربنا لا تحاسبنى بقلبى عشان ده الوحيد اللى محدش له عليه حكم ، افتكر رحاب كانت عايزه تأذيه بالسحر تانى حتى لو كانت عاملهوله من قبلها بس رجعت تعيد السحر تانى لمجرد انه حست انه حب واحده تانيه غيرها! خانت عشرته لها زى ما امه عملته! حس ببشاعة اللى امه عملته مع ابوه اما قاسه على احساسه وقت ما عرف رحاب عملت فيه ايه!

حمزه بصّله شويه و استخدم تجربة ادم بلباقه: عايز اسألك سؤال
ادم كان محتاج يهرب منه و من نفسه اللى تايهه ف ملكوت اسمه الماضى..
اتحرك و حمزه مسك إيده رجّعه قدامه: لو رحاب مكنتش طلعت عملالك سِحر كنت هتعمل ايه؟
ادم بصّله قوى لإنه كان واخد قراره قبل ما يعرف بموضوع السِحر..

حمزه ابتسم من جواه لإنه كان متأكد من رده حتى لو متكلمش: كنت هتسيبها صح؟ كنت هتسيبها مش عشان حياتك معاها وحشه اد ما بقالك حياه تانيه احلى، صح؟ يا كنت هتظلمها و انت بتسيبها عشان واحده تانيه يا كنت هتظلمها و انت بتكمل معاها غصب عنك و قلبك مع غيرها، حتى لو كملت معاها كنت يا هتظلمها و هديه بترفضك بنص راجل ف هتعيش معاها تعيس و قلبك مشاركها فيه غيرها يا هديه هتوافق بيك و انت متجوز و بردوا هتبقى بتظلمها و جسمك هو كمان مشاركها فيه غيرها، مع انك هتبقى لا اذنبت و لا اجرمت و لا انت اول و لا اخر راجل يتجوز اتنين.

ادم بصّله بحيره حمزه فاهم حالته اوى و لا بيعرف يلعب بالكلام اوى!
حمزه: يعنى ف كل الحالات كنت هتبقى ظالم ف عيون الكل و محدش هيبص بعيونه ع اللى جواك و يقول القلب بإيد ربنا مش بإيدنا، مع انها لا هتكون خانتك و لا اذتك و لا هتكون فهمتك غلط و مجرد شافت واحده معاك!
ادم نطق بعفويه برفض للى بيقوله: رحاب شافت هديه بردوا، بس ف شقتى و هدومى و هدومها ف الحمام! لولا ربنا ستر و اتلم الموضوع بالعافيه.

حمزه: انا بقا لا الموضوع اتلم و لا اتستر، اتفضحت مع انها مشافتش كل ده، و الله العظيم كنت همشّى حنين اول ما تفوق من الحادثه، انا مكنتش لسه حبيتها يا ادم، مش منطقى احبها ف كام ساعه فيهم كم المصايب دى، بس، بس امينه هى اللى بإندفاعها حطتها قدامى، رسمت الفكره بإيدها اما فهمتنى هى فهمت ايه و قالت انها مراتى!
ادم بسخريه: مفكرتش انها كانت بتحبك! عملت كل ده بغيره! يمكن لو رحاب حاولت تلحقنى.

حمزه كمل بإستفهام: كنت هتسيب هديه!
ادم بصّله اوى برفض و حمزه كمل: انا مش بقارن بس انت اللى عايز تشوف الحكايه بعينيك انت، لو رحاب لحقتك كنت هتسيب هديه!
ادم سكت لمجرد انه ملقاش حاجه يقولها..
حمزه: طب ما رحاب راحت بلغت و كانت هتأذيك ف شغلك! مشافتش جوزها واقف مع واحده، شافت جوزها و ابو بنتها ف بيتها، ف الحمام، شافت دم على الكنبه، شافت هدومهم الداخليه ف الحمام، و فوق ده كله سمعته و هو مأنكرش!

ادم هرب بعينيه بعيد، رحاب بغباوتها فرضت خسارة هديه عليه لولا القدر اتدخل، و دلوقت بتفرض عليه رجوع حمزه، حتى لو من غير ما تتدخل!
حمزه: كيد الهوى بيتسرب للجسم زى الكيف و فى نقطه معينه اما بيوصلها بيبقى مستحيل الشفا، يا الموت ف ادمانه يا الموت ف حرمانه! و زى ما بيقولوا كده النجاه ف الحرب جايزه و النجاه ف الحب نادره.

ادم غمض عينيه و حمزه استغل استسلامه و داس ع الحديد و هو سخن: انت حسيت بإيه و رحاب بترفع عليك المسدس يوم ما اتخطفتوا انت و هى و هديه؟
ادم فهم مغزى سؤاله اكتر من اجابة السؤال نفسه، لمس كرهه لرحاب ف اللحظه دى اوى!

حمزه: امك مشافتش حنين معايا، مشافتش فيديوهات و صورنا سوا، مشافتش عيوننا بتتلهف لبعض و لا شافت حب لبعض، و رغم كده عملتها قبل رحاب، مكنتش عايزه تخلّص نفسها حتى زى رحاب، امك لو كانت عايزه تخلّص نفسها كانت ضربت على امى مش عليا، و ساعتها قسما بحبى لك كنت هعذرها و احطلها الف عذر مش سبعين، بس امك كانت عايزه تنتقم، تنتقم من ذنب هى مشاركه فيه، كان عندى الف مانع من اول الحكايه انى اخلص منها بالانفصال من اول ما فهمت انها هى اللى بلغت عنى و انت كنت اول مانع عشان عرفت انك جوه بطنها، لكن هى مكنش عندها مانع واحد تستحل دمى و انت ف حضنى.

ادم هرب من عيون ابوه: لو مش حاسس انك ظلمت امى يبقى اجلها لحد ما وقفتك دى تبقى معاها هى قدام ربنا.

حمزه رد بسرعه: انا مقولتش مظلمتهاش، ممكن اكون ظلمتها اه، حتى لو كان غصب عنى، بس برئ من دمها، مش هقابل ربنا بدمها صدقنى!
ادم نطق بعصبيه مكتومه لمجرد انه عقله رايح بيه ف حته غصب عنه: انت عارف ان هديه سمعتها من شويه بتقول لأمها لو ابوها كان اتحاكم على جرايمه حتى لو اخد اعدام و مات بردوا مكنتش هتزعل عليه!

حمزه رد بمغزى يطبق الكلام عليه بردوا: عشان عارفه و متأكده انه كان غلط و كانت لازم هتخسره و غلطُه ده كان واقع هو مغيرهوش من ناحيته ف خسارته مكنتش هى هتغيّرها، لكن الفكره كانت ف الطريقه، ف الموت و دى قدر مش واقع عشان يتغير!
ادم هز رجليه بعصبيه ف وقفته لمجرد انه متقبل موقفه او بمعنى اصح متفهّمه، مش عارف احساسه ده عشان هو مش عايز ده و لا كان عايز ده من زمان و كان اترحم من وجع العمر ده كله!

حمزه خبط على دراعه و مسكه: كل واحد و له شيطان و فى ناس شيطانهم قلبهم، شيطانهم بيبقى عباره عن قلب متمرد ملهوش مالكه، و يمكن انا ذنبى المعترف بيه انى من الناس دى، بس و حياة غلاوتك و وجعى عليك اللى عيشته انا كفّرت عن ذنبى ده بكل شكل ممكن تتخيله او لاء، دفعت تمنه و انا كل لحظه بتوجع فيها على اى حاجه حتى لو ملهاش علاقه بقول ربنا مش راضى عنى و محستش انه رضى عنى غير يوم ما قابلتك تانى و رجعتلى.

ادم: كان نفسى امى تبقى موجوده ف يوم زى ده، تتواجه و اسمعها، حاسس انى محتاج اسمعها اوى و طول مانا جوايا الاحساس ده مش هعرف اصفالك
حمزه بصّله بحزن عليه: يابنى عمرك ما هترتاح و انت عايز تعرف كل حاجه و عايز تجيب اخرها، ساعات اللى بنعرفه بيجيب اخرنا احنا.

ادم: بردوا كنت عايز اسمعها هى كمان، ع الاقل كنت هسألها ليه مقالتليش اول و اخر مره اتقابلنا انى ابنها هى! ليه مرحمتنيش حتى لو مكنتش هتقولى انها هى اللى بلغت عنك! مع انها هى الوحيده اللى كانت عارفه الحقيقه!
حمزه: لو عايز تعيد التحليل تانى تعالى نعمله، او، او اعمله انت ف اى حته تبعك، عشان قلبك يتطمن
ادم رد ورا كلامه على طول بدون هدنة تفكير: لاء.

حمزه ابتسم بتلقائيه و ادم هرب بعينيه لمجرد ان مشاعر رفضه لفكرة انه يطلع مش ابنه طلعت تلقائيه..
ادم اتلغبط ف رد بعفويه اكتر: دى النقطه الوحيده اللى انا مش شاكك فيها
حمزه ابتسم: سيدنا ابراهيم قال و لكن ليطمئن قلبى
ادم بصّله بسخريه: هو قاله كده عشان يوريه الموتى مش التحليل، بعدين انت الموتى بتوعك مش هيتشافوا غير ف وقفة الحساب بتاعة ربنا بقا!

حمزه: و بردوا وقتها هى ممكن تقولك اى حاجه غير انك مش ابنى حتى لو مكنتش قالتلك يوم ما مشيت
ادم سكت شويه بتفكير: هى سألتنى يومها اذا كان ليا اخوات اصغر منى او لاء، و فى عيال غيرى لك و لا لاء، و حتى اما شافت هديه سألتنى انها اصغر منى و لا قدى.

حمزه بصّله بعدم فهم و ادم سكت بحيره: تقريبا الفرق بينى و بين هديه لغبطها، فرق الجسم قصدى، هى كانت عارفه انها هى عندها ولد منك و البنت من حنين و الاتنين اد بعض و اتولدوا ف يوم واحد، بس ممكن اما شافتنى فهمت انى ابنها اه لكن اما شافت هديه اتلغبطت، بما انها كشكل و جسم اصغر منى
حمزه: قصدك عشان كده سآلت اذا كان فى عيال غيرك؟

ادم قلب بوقه بحيره: يعنى تكون اتلغبطت، بما انها اتفاجئت بجوازك من حنين و حملها ف قالت يمكن كنت كمان مخلف منها، و فى ولد تانى اد هديه!
حمزه هز راسها بحيره: يمكن
ادم فضلت عينيه حايره كتير لحد ما بصّله بحزن: مش بقولك كنت محتاج اسمعها؟
حمزه: ادم، هو لو انا اللى كنت موتت بدل امك
ادم بصّله فجأه و حمزه ابتسم برضا على اول رد فعل لأدم يخطفه من اول ما اتقابلوا..

حمزه: يعنى، كنت مثلا موتت يوم الحادثه او ف حادثتى ف نفس اليوم مع حنين او يوم ما انا و امك اتواجهنا و وقفنا قصد بعض و كانت الرصاصه طلعت منها ليا مش ليها، كنت ف اللحظه دى هتبقى واقف قصد امك مش انا، كنت هتسامحنى؟

ادم دوّر وشه بعيد و حمزه قرب الخطوات اللى بينهم: هتبقى عايز تسمعنى بردوا؟ هتقول زى هديه ياريته اتحاكم و اتقتل بالاعدام عشان مزعلش عليه و لا هتقول اهو غار ف داهيه و خلاص؟ و لا هلاقيلى جواك حته و لو صغيره او غريزه تشفعلى عندك او، او حتى تفضل معيشانى جواك!

ادم سكت بس عيونه ابتدت تدمع بشكل لا ارادى..
حمزه قرب اكتر و مسكه من دراعاته برجاء: تعالى نعدّى اللى فات و نعدى عليه و اللى انت عايزُه انا هعمله
ادم ضحك بملامحه ضحكه صامته متهكمه: واضح انى انا اللى مكتوب عليا دايماً ابقى الطرف اللى بيعدى كل حاجه، و من غبائه فضل يعدّى للكل لحد ما الدنيا كلها عدت عليا.

حمزه شدد على مسكته له كإنه بيقويه: لازم تعمل ده عشانك قبل اى حد.

ادم زق إيديه نزّلهم برفض: و انا مقدرش اعيش ف حرب طول الوقت، حرب عشان اتقبل ناس مش ده مكانهم و لا المفروض يبقوا ف حياتى، حاربت ف الاول عشان اتقبل يبقالى اب و ام جداد، و رجعت حاربت نفسى عشان اتقبل رحاب ف حياتى و انا مش عارف انى متسلسل مسحور، و دلوقت المطلوب منى احارب نفسى عشان اتقبلك من تانى ف حياتى، محدش بيعرف يعمل ده و لا انا هعمل ف نفسى كده.

حمزه بصّله بإصرار نوعا ما عجب ادم بشكل خفى: احنا كده كده هنتقبل اللى حصل و نتعايش معاه، انت ابنى غصب عن كل حاجه حصلت و هتحصل، فبلاش ننسى إن كُل ما نأجل الصُلح بيحصل جفا عُمره ما يتنسى
ادم رد بجمود: مش دلوقت، متستناش منى اتقبلك و لا تستنى منى اى حاجه دلوقت!
حمزه ابتسم لكلمة مش دلوقت اللى فتحت قدامه سكة امل هيمشيها مهما كانت موجعه و طويله و اهو هو و الصبر اصحاب..

ادم بص لإبتسامته بإستغراب ع اللى قاله لحد ما وقف عند الكلمه اللى رسمت الامل و الابتسامه..
ادم كشر و اتضايق من نفسه و حس انه لازم ينسحب من الحوار..
اتحرك يمشى حمزه مسكه بسرعه: و هديه؟
ادم بصّ لإبتسامته بحده: مالها؟
حمزه هيتكلم ادم سبقه بغضب: متفكرش انك هتعرف تساومنى بيها، منصحكش عشان انا بياع اوى، وراثه بقا يا ابو ادم.

رمى اخر جملته بتهكم و حمزه حاول يوضح: قصدى انها محتاجالك دلوقت، مستنيه منك كتير، انت ناسى موقفها هى كمان دلوقت شكله ايه!
ادم بصّله قوى و هو مفكرش او لسه معرفش هيساعدها ازاى تتخطى اللى حصل، ده هو نفسه محتاج اللى يساعده يتخطى كل ده!
حمزه: لازم تقف من تانى، حتى لو هتقف برجلى انا، لازم حياتك تستمر بس بالشكل الصح و اللى تستحقه، ماهو الساعه لو عطلت الوقت مش هيقف!

ادم بصّله بتهكم: حياتى! ده حياتى انا كنت مدوّرها زق ف مابالك دلوقت! مطلوب منى اجمد قدامها و ابان اقوى عشان تعرف تستقوى بيا، طب ازاى و انا كل حاجه جوايا اتشقلبت و اتهدت!

حمزه مسك إيده و شدد على مسكته اوى مع الكلام: الراجل بيبان قدام الكل انه قوى و صلب، مش عشان هو كده اصلا بس عشان لازم يبان طول الوقت انه كده، يعنى اللى بيبان للى قدامه قوى الله بس اعلم باللى جواه، عشان مينفعش يضعف، يبكي، ينهار، يستريح من الساقية اللى مربوط فيها، لإنه لو عمل ده هو اول واحد هيقع، عشان الراجل اما بيبقى مسئول منه حد خاصة لو واحده بيبقى زى اللى ماسك حبل متعلقه هى فيه ف ضهره، و انت اللى متعلق ف ضهرك اتنين مش واحده، هديتين، حبيبتك و بنتك، لو ايدك فلتت او رخت شويه هيقعوا، انت المفروض مصدر الامان لهم، مينفعش تخاف عشان ميخافوش، مينفعش تضعف عشان ميضعفوش، مينفعش تتهز مهما حصل عشان محدش من منهم يجرب و لو مره واحده احساس الخوف.

ادم اخد نفس طويل اوى و حس انه فعلا شبه ابوه قوى، شكلا و قدراً، حس ده اما حس ان حمزه بيعيد كلام قاله لنفسه قبل كده، بس حمزه يوم ما خاف عليهم قدام مواجهته لآمينه الحبل فلت منه و هو كان اول واحد سقط من على ضهره!

حمزه: انا عارف ان الراجل اوقات بيحس انه نفسه يتشعلق على كتف حد و لو ليوم واحد، يبقى فيه حد مسئول عنه و لو لحظات ياخد نَفس و يرجع يكمل عادى، حد يختارله و يقررله و يقوله ريح دماغك بس و لو لدقايق، حط راسك على المخده و نام و متشلش هم حاجه، نفسه يعيط ف حضن حد ميدبحوش، نفسه يبقى مسموحله يضعف و لو لمره واحدة في حياته لإنه بشر، نفسه يرجع عيل صغير و يتشال من فوق كتافه الحمل عشان ياخد نفسه حتى ولو دقيقه، و كل ده عشان محتاج قوه، راحه، طاقه يكمل بيها.

ادم بصّله و هز راسه بعفويه و حمزه ابتسم: بس هو ممكن يفضل زى ماهو مصدر امان و راحه و اد المسؤليه و يفضل شايلها و يعرف يكمل، و احساس الراحه ده و طاقته ممكن يلاقيهم ف نظرة احتياج من قلب بيحبه، ف كلمة متمشيش حتى لو اتقالت بالعين، ف مسكة ايد و هى متبته و هتموت من الخوف لو سيبت، الراجل مننا ممكن يعيش عمره كله بجبروت بس ميلاقيش قوته غير ف عيون واحده بتعشقه.

ادم عينيه راحت بتلقائيه على باب اوضتها و حمزه من غير ما يبص معاه فهم هو بيبص فين ف ابتسم: انت بقا مش اد مسئوليتها؟ و لا هتبعد حتى لو مؤقتا و تسيبها لافتراضاتها تقولها انك كنت بتاخد حق امك فيها!

ادم: بس انا لا عمرى هكلّ بمسئوليتها و لا فكرت انها تبقالى مجرد تخليص حق، حتى لو هى مكنتش الاول بالنسبالى كده عشان مكنتش اعرف الحقيقه، ف بردوا حتى بعد ما عرفت الحقيقه عمرى ما فكرت فيها كده، هديه ف حته تانيه خالص، انا بس محتاج ارتاح، خايف اقرب منها و انا كده تشوف تعبى يهزمها!

حمزه: دوّر على راحتك جواها، بص يا ادم انا عارف ان مش واحد زى مدحت اللى ممكن يهزك او يهز اللى ليك جوه هديه، و انا اه كنت بهزر اما خوّفتك بيه، لكن مش صح تسيبها ف وقت زى ده لو انت فعلا لسه عايزها، زى ما بيقولوا كده متسيبش حد في نص طريقكم سوا، عشان يمكن من الاول الطريق مكنش سكته بس مشيه لاجل خاطرك و عشان يبقى معاك و اتنازل، و انا على ما شايف هديه اللى مبادئها مبتتجزئش اتخلت عنها من الاساس عشانك، و على فكره كانت شوية وقت و هتقبلك كراجل متجوز و ممن تبقالك زوجه تانيه.

ادم بصله قوى و حمزه هز راسه بإبتسامه: مقالتهاش مباشره بس انا فهمتها، سألتها كان هيفرق ايه ف رد فعلك لو كنتى عرفتى انه متجوز اول ما كان ينفع تعرفى بعد ما عرفتى شغله و حسيتها تاهت، فهمت انها مكنتش هتعرف تواجه نفسها
ادم اتنهد بتعب: انا عايز ازور امى، انت دفنتها فين؟ و لا مهتمتش حتى تعرف؟
حمزه رد بسرعه: هقولك، لالا الصبح هخدك اوديك، انا مش هسيبك تانى لوحدك مهما حصل.

ادم ابتسم بالعافيه و حمزه طبطب على كتفه اما حس انه سحب جزء كبير من الطاقه السلبيه اللى جواه: ادخل ارتاح شويه، بقالك كام يوم مرتاحتش، اعتقد دلوقت جسمك لازم هو كمان يرتاح
ادم هز راسه بدون اراده و اداله ضهره و قبل ما يتحرك حمزه وقّفه بسؤاله: ادم، هو يعنى لو، يعنى لو انت ابن سليم و كانت هتبقى لا امك خانت ابوك بالعكس كانت هتبقى مظلومه، و لا كنت هتشك لحظه انه ابوك قاتل، كنت هتحس باللى انت حاسُه دلوقت؟

ادم بصّله قوى و تاه للحظات ف مجرد تخيل الفكره..
حمزه بص ف عينيه بترقب: قصدى، لو كان سليم هو اللى ابوك كان احساسك هيبقى ايه!لو كنت ادم سليم اليمنى مش ادم حمزه الجيار!
هديه فتحت باب اوضتها تخرج اتحركت على صوتهم و ف لحظه وقفت على سؤال حمزه و بلعت ريقها بتوتر مستنيه رد ادم بلهفه اللى كسرها بجد...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة