قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر

ادم حاول يضمها بس هى وقعت بهديه بنته و هو نزل ع الارض معاهم بمجرد ما شاف احلامه بتقع للمره التانيه و هو لا يمكن يسمح بده ابدا ابدا، ابدا..
حاول يرفعها تقوم بس جسمها تقيل بين إيديه و حركتها صعبه كإنها استسلمت..
ادم مسك وشها بعشق و حاول يتكلم بين شهقاتها: ارجوكى متقعيش كده، احنا اتفقنا انى هسندك و لو معرفتش فتأكدى انى هقع معاكى.

هديه سندت جبينها على كتفه و هو ضمها: انتى وعدتينى، متخلفيش اول وعد بينا
رفعت وشها و قبل ما تنطق لمحت عينيه متعلقه بعيونها بمنتهى الضعف: اتفقنا هنعدى كل حاجه سوا، هنخطى على كل حاجه، انا ساند عليكى و لو وقعتى مش انا بس اللى هقع، كل حاجه، كل حاجه يا هديه.

هديه بصت حواليها و شافت قعدته ع الارض جنبها، بتتلفّت شافت هديه بنته لسه ف حضنها بس مش مسكاها كويس و مجرد ما وقعت بتفلت منها، رفعت وشها شافت حمزه اللى واقف جنب ادم و ايده على كتفه لكنه فضّل يفضل مكانه عشان يدى لأدم مساحته الخاصه كحبيب، و الاصعب شافت حنين اللى بتبصلها بخذلان و عيونها المصدومه اتحركت بعيد مجرد ما بصتلها..

هديه عرفت انها فعلا لو وقعت كل حاجه هتقع بيها و معاها، لازم تقوى، بتلقائيه تبتت ف ادم كإنها اختارت مصدر قوتها و هو ابتسم بعشق و خد بإيدها زى ماوعدها..

ام رحاب بصتلهم بسخريه: ده ايه اصله ده؟ حلو قوى العرض ده؟ اجيب شجره و اتنين لمون و لا تخشوا تريحوا ع السرير شويه طالما السنيوره طلعت خبره و بتاعة شقق.

ادم بصّلها بشر و اتحرك بهديه يقف و محاسن خدت خطوات سريعه لورا بخوف..
هديه اخدت نفس طويل و اتخطت الكل و اتقدمت قصد رحاب و بصتلها بقوه: مهما تعملى ده عمره ما هيغيّر من حقيقة انك خسرتيه و انا كسبته، و الحب و الحرب كل اساليبهم مباحه، انتى بنفسك كان عندك استعداد تبقى اذبل و تفضحينى بحاجه انتى متأكده انها عمرها ما هتنصفك و لا انك لما توسخين. ى هتنضفك.

رحاب كزت على سنانها و هديه بعد ما اتحركت رجعت و همست جنب ودنها: اللى حبنى و انتى مسلسلاه بشياطين الجن و حتى شياطين الانس اللى زيك انتى و امك عمره ما هيحبك و انا سيباله حريته و فتحاله الباب، ريحى نفسك.

رفعت وشها عنها و رسمت إبتسامه صفرا على وشها و نكزتها ف خدها و نزلت بهدوء ملهوش علاقه بهوجة الموقف ابدا..

فاطيمه و عابد وصلوهم لتحت و بصت لحنين اللى ساكته تماما و ملامحها مش مفهومه: كنتوا خليكوا شويه، ارتاحوا و
حنين ردت بإيجاز و هى بتبص بعيد: شكرا، معتقدش هنرتاح هنا
فاطيمه بصت لأدم بقلق و هو ضغط على كتف هديه اللى لسه ضاممها..
حمزه اتدخل: قصدها مش هنقضيها طلوع و نزول، مفيناش حيل
الكل سكت و حمزه اخدهم و اتحرك مع ادم اللى مكنش عامل حسابه يروح معاهم بس الموقف حكم..

اتحركوا و محاسن نكزت رحاب ف جنبها و هى ضماها بعد ما مشيوا: شايفه كيد النسا؟ شايفه المحن يا بنت الخايبه ياللى داخله تجعرى؟ عرفتى اكلت عقل جوزك و بلفته تحت باطها ازاى؟
رحاب بصالهم بغيظ بيزيد و بتتمنى تمد ايديها تلغبط وشوشهم تدارى مشاعرهم دى: اعمل ايه يعنى؟ انا قولت اما افضحها قدام ابوها و امها هكسر عينها قدامهم و هكرهم فيه.

امها بصتلها بغيظ: تكرهيهم ف ابنهم؟ انتى عبيطه يابت؟ صحيح من اللى قالك على حكاية امها دى؟
رحاب: كنت مخليه فريد اخويا يجبلى اخبار بنت الكلب دى، و عرفت من شغلها انها غيرت اسمها، يعنى مكنتش بنت حمزه اصلا، يبقى ايه؟ امها شمال و خلّفتها ف الحرام و النحنوح زى ابنه اتستر عليها.

ادم قاعد مع حمزه ف الصاله و الجو مشحون طاقه سلبيه..
هديه قامت تتحرك ادم مسك إيدها و وقف معاها و هى بصتله بحزن: خلينى انا ادخلها لوحدى
ادم: خلينى معاكى
حمزه مسك ايد ادم: اعتقد انتوا الاتنين بلاش دلوقت، اما تهدى
ادم: لا معتقدش هتعرف تهدى لوحدها، مينفعش، لازم تفهم
حنين كانت خارجه و وقفت على رد ادم: افهم؟ افهم ايه يا ادم باشا؟ يا ابنى ياللى ربيتك؟ يا محترم!

ادم اتخطى هديه و قربلها بسرعه و قبل ما يتكلم هى سبقته بغضب: افهم انك خاين! خونت الامانه اللى مديت ايدك و اخدتها من غير ما تستأذن حتى! افهم انك زى ما كنت بتخون مراتك مع بنتى كنت بتخون ثقتنا فيك بردوا مع بنتى! و ياعالم بتخون بنتى مع مين ماهو اللى يخون مره يخون عشره!
ادم اتصدم: انا!

حنين صوتها اتهز بعصبيه: ماهو اللى يخون مره يخون عشره! ياخى ده انت علمتها الخيانه و خلتها تخون ثقتى فيها! انت ملكش امان يا ادم! يا خساره! انت لايمكن تبقى ابنى اللى ضميته ف حضنى ابدا! ان مكنتش عارف انها بنتى كنت عملت ايه تانى!
ادم انفعل: ارجوكى اسمعى.

حنين زعقت: اسمع ايه اكتر من اللى سمعته انا سمعت بما فيه الكفايه من ام بنتك! اسمع ان بنتى كانت بتروح لراجل متجوز بيته! و اوعى تكذب امك قالت قبل مراتك انها كانت بتروحلك! بس متخيلتش الامور وصلت بينكم لكده!
ادم زعق: اولا مسمهاش مراتى، اسمها طليقتى، ثانيا
حنين قاطعته: انا بردوا كنت مستغربه تعمل مهما تعمل فيها بتروح و تجى و ترجعلك! تدوس على قلبها بالجزمه و بردوا ترجعلك! اتاريك ضامنها! ضامن انك.

ادم قاطعها بعصبيه: لحد هنا و كفايه، انا مش هسمحلك تمسيها بحرف واحد، مش هى بنتك؟ بس قسما بالله اخليكى تزعلى منى بجد لو نطقتى ف حقها كلمه!
هديه قربت منها: ماما، ماما انتى اللى مربيانى و عرفانى و
حنين: للاسف انا لا طلعت مربياكى و لا طلعت عارفاكى
اجك خبط كف على كف: استغفر الله العظيم
حمزه اتدخل: حنين اهدى و اسمعيهم مينفعش كده
حنين زعقت: اسمع ايه هيتقال اكتر من اللى اتقال! ابنك مكدّبش مراته ف ولا حرف.

ادم اتعصب: بردوا هتقول مراته
هديه: يا ماما محصلش، انا
حنين: هو علمك الكذب كمان؟ روحتيله بيته و لا لاء؟
هديه هزت راسها: ايوه بس
حنين: و قلعتى هدومك ف بيته، ف حمامها، و لبستى من هدومها و لا لاء!
هديه: اه، لكن ده
حنين: و روحتى معاه شقه مفروشه و لا لاء!
هديه: اه بس ده يا ماما كان مره واحده و.

حنين ضربتها بالقلم على وشها و قربت جرجرتها من شعرها: عرفتى ليه قالت عنك وس. خه؟ عرفتى ليه قالت عنك خطافة رجاله؟ عرفتى ليه يا محترمه!
ادم شدها من تحت ايدها بغضب و ضم هديه عليه و هو بيزعق لحنين: لحد كده و كفايه بقا.

حنين وقفت بتتنفس بصوت عالى: فعلا، كفايه، كفايه يا ادم، كفايه وجع بسببك بقا، كفايه انانيه و كل مره تختار نفسك حتى لو على حساب غيرك، زمان اختارت راحتك و وجعتنى و دلوقت اختارت سعادتك و وجعت بنتى
ادم ساب هديه بتوهه و بصلها لحنين مصدوم: انتى امى
حنين: لو كنت امك صحيح او بتعتبرنى كده كنت ردتلى الخير اللى عملته معاك حتى لو من غير ما اعرف مع بنتى، و انت عارف انها بنتى، كنت حافظت عليها.

ادم: انا مش هعاتبك ع الكلام ده دلوقت
حنين غمضت بآلم: تعاتبنى على انك خلتنى اصدق انك راجع تنتقم ف بنتى! تنتقم من اللى خطفت ابوك من امك ف بنتى!
ادم بصلها قوى برفض: بردوا مش هعاتبك عشان مقدر صدمتك، ياخساره كان نفسى تبقى ثقتك ف عيالك اكبر من كده.

حنين كانت منهاره بإندفاع لمجرد انها مترجمه الكلام على نفسها، كلام ام حمزه بيرن ف ودنها و داخل معاه كلام رحاب و الدوشه بتزيد جواها، لامتى هتدفع تمن غلطه مغلطتهاش، بس هى الزمن حكم عليها لكن بنتها لاء، هى اللى حكمت على نفسها! طب ليه!

حمزه اتدخل و قرب لحنين بغضب: لا انتى زودتيها اوى، ايه اللى انتى بتقوليه ده! مين ينتقم ف مين! هينتقم ف امه و اخته اللى هى حبيبته اللى حارب و لسه بيحارب عشانها! انتى لغيتى عقلك خالص كده!
حنين دورت وشها بعيد: طب يثبتلى
ادم بصلها بذهول: اثبتلك ايه! ان بنتك شريفه! انتى بتتكلمى جد!
حنين: انت اللى وصلتنى لكده، اما اسمع عن بنتى الكلام ده يبقى انت اللى وصلتنى لكده.

حمزه اتعصب: انا بنتى اشرف بنت ف الدنيا و لولا انى مقدر حالتك و الطريقه اللى وصلك بيها الكلام كنت حاسبتك كويس ع الهبل ده
حنين اندفعت: اعتقد انا اللى زعلانه مش انت، انا اللى من حقى ازعل يا حمزه
حمزه بصلها قوى برفض و هى هربت بعينيها بعيد بعد ما استوعبت كلامها..
ادم بصلها بحذر: و ده هثبتهولك ازاى بقا ان شاء الله؟

حنين مقدرتش ترد باللى المفروض يتقال تبع مسار الكلام و حمزه فهمها ف شاور لادم: ادخل ارتاح شويه و سيبوها تهدى
هديه ابتسمتله بحب و قربت منه ضمته بهمس: شكرا على انك دايما موجود
حمزه رفع وشها من على صدره بحنان و ابتسملها: و هفضل طول عمرى موجود، طول مانا فيا نفس عمرى ماهسمح لحاجه تمسّك ابدا، حتى عشان اما اموت تقولى الله يرحمك يا ابويا
هديه اتكت على ايده بسرعه: بعد الشر عليك حبيبى.

الصبح ادم اخد هديه و اتحركوا لحد ما ركن بيها عند عيادة دكتور نفسى و هى ابتسمت بتلقائيه لمجرد سرعة استجابته لها..
هديه: انت سمعت الكلام
ادم تبّت على إيدها: لاء انا بحبك
هديه اتوترت: هتعبك معايا و اديك شوفت اولها
ادم ابتسم: و مستعد اجيب اخرها طول ما ايدك ف ايدى
هديه دمعت: ادم انا مغلطتش اما قربت منك، انا كانت نيتى ان.

ادم بصلها برفض: نيتك دى انا اللى اقولهالك، انا حافظك اكتر من نفسك، انا جواكى و مستعد اشرحلك اللى جواكى و متعرفهوش، ف مش انا ابدا اللى تدافعى عن نفسك قدامه.

هديه دمعت بحزن: شوفت ماما، هى
ادم: معذوره، هى معذوره بعد اللى حصل، اللى حصل مكنش سهل، الحكايه كلها عمرها ما كانت سهله
هديه اخدت نفس مهزوز: احنا مش هنطلع من الحكايه بقا يا ادم؟
ادم بص لعيادة الدكتور قدامه و بصلها بثقه: هنطلع، ان الاوان بقا نطلع من الماضى و نتخلص من كل رواسبه.

هديه شبكت ايدها ف ايده و ضمتهم بإيدها التانيه و هو بإيده التانيه ضمها و اتحركوا لجوه، انتظروا دورهم لحد ما دخلوا، ابتدوا يحكوا للدكتور الحدوته بشكل مختلف مش تقليدى او بمعنى اصح بشكلها اللى جات عليه..
ادم كان بيحكى من الماضى و هو بيقرب من حاضرهم و هديه كانت بتحكى من يوم ما اتقابلوا هى و ادم، لحد ما اتلاقت حكاويهم مع نقطة اللقا و الاتنين سكتوا ف لحظات صعبه..

ادم بص لهديه اللى عيونها دمعت بصمت و حاول يضمها بعينيه تهدى..

ادم بص للدكتور بجديه: انا حاليا مش عارف، عامل زى اللى متعلق ف نص الطريق، لا عارف يرجع و لا قادر يكمل، مش عارف انا مسامح و لا لاء، بحبهم و لا بكرههم، اصلا مش عارف مين ظالم و مين اتظلم، انا للحظات شوفت نفسى قدام وجع حمزه انى ظالم، ظلمته اما حكمت عليه و بعدت من غير ما اسمعه، زى ما امى عملت بالظبط و حكمت عليه من غير ما تسمع، حتى حنين، بحبها و زعلان منها و زعلان ليها و زعلان عليها، مش عارف.

هديه غمضت بوجع: انا كمان حاسه انى ف دوامه و بتلف و تعدى على كل المشاعر اشوفها و اقلب
ادم بصّلها بحزن، كان عارف من يوم ما اتقابلوا انهم متشابهين بس متخيلش انهم حتى من جواهم متشابهين اوى كده!
الدكتور: بص يا أستاذ ادم أنا هعالجك نفسيا بطريقه جديده خالص
ادم رفع حاجبه: هتكهربنى؟
الدكتور: لا إن شاء الله مش هنوصل لكده اكيد.

ادم قدام ابتسامة هديه رد بمرح يخطفها من حالتها و هو بيمسك قميصه: اييه؟ انت هتغتصبنى و لا ايه؟
الدكتور لاحظ عينيه المتعلقه بيها: انت بتتفرج على افلام عربى هابطه كتير؟
ادم ضحك غصب عنه بخوف مصطنع: يبقى هتقعد تضربنى بالشاكوش ف ركبتى
الدكتور: ممكن تهدى و تشيل التخاريف دى من دماغك! انا هتعرف على نفسيتك عن طريق قراية عقلك الباطن
ادم ضحك بخوف: طب تحب اخد القرايه انا و اسيبها لحضرتك ع الباب.

الدكتور رفع حاجبه: هو انا كشاف نور يا ابنى؟ انت بتجوّد ليه؟ بص، العقل الباطن هو المحرك الخفى لكل تصرفاتنا.

ادم: عندك حق
هديه بصتله بطرف عينيها: انت كنت تعرف المعلومه دى قبل كده؟
ادم ضم عينيه: لأ
هديه رفعت حاجبها: أمال ايه اللى عندك حق دى؟
ادم بصّلها ع الدكتور و ضحك ببلاهه: بجاريه ف الكلام بس.

هديه ضربته بغيظ برجلها ف رجله: ممكن تسكت خالص؟
ادم سكت بضحكه مكتومه و الدكتور بصّلهم بعد ما سمع همهمتهم: العقل الباطن بتاع كل واحد فينا أثناء النوم بيبقى عامل زى العيل المراهق لما أهله يسيبوه لوحده ف البيت.

ادم برّق و رمش بعينيه على دماغه لفوق: دماغى دى و لا شقة دعاره؟
هديه كزت على سنانها بغيظ و الدكتور رد: لا اقصد عقلك مراهق يعنى مذبذب و بيجيب
ادم رفع حاجبه: بيجيب نسوان ف دماغى بقى و كده؟

الدكتور برّق و قدام ضحكته انفعل: اسكت، اسكت لو سمحت
هديه ضحكت بغيظ و ادم شاورله اول ما ضحّكها: حاضر.

الدكتور: العقل الباطن بيتحرر من رقابة العقل الواعى بشوية حيل تنكرية ويقدر يحقق كل رغباتك المكبوته ف أعماق ال subconscious
ادم رفع إيديه ببلاهه: اعماق الايه لا مؤاخذه؟
هديه حطت إيدها على وشها بعيظ و الدكتور رفع حاجبه..

ادم ضم عينيه: اول مره اشوف واحد خُلقه اضيق منى
هديه ضربته ف رجله بغيظ: أنا اللى هكهربك بجد و اخليك شبه كركر، اخرس بقا
ادم برّقلها و بص للدكتور: كمل
الدكتور: فرويد طُب التحليل النفسي ده أول واحد اعتبر الأحلام هى بوابة العالم الداخلى لصاحبها
ادم همس لهديه بمشاكسه: لصاحبها الحاج أبو اسماعيل و ولده
هديه نكزته بغيظ ف جنبه بكوعها: هى عربية فول يا زفت؟ ما تبلع لسانك بقى.

ادم كتم ضحكته و بص للدكتور بجديه مصطنعه: أنا آسف.

الدكتور ابتدى يتغاظ: حضرتك دلوقت تحكيلى الاحلام اللى انت فاكرها و انا هبتدى احللها و تتعرف من خلالها على نفسيتك
ادم برّق: أحكيلك أحلامى و تفسرها؟
الدكتور: اه
ادم ضحك ببلاهه: تفسير احلام ايه يا عم ده انا و هى محتاجين حد يفسرلنا اللى بنشوفه و احنا صاحيين و الله.

الدكتور: طب اتفضل
ادم رفع حاجبه: مش هتتريق عليا؟
الدكتور بصّله بجديه: مينفعش يا أستاذ ادم، أي حلم انت شايفه أهبل و مالوش معنى جواه رموز كتيره و شفرات لو اتحلت هيطلع منها جمل مفيده
ادم ربّع رجليه ببلاهه على كرسيه: طب بص يا سيدى، كان يا مكان يا سعد يا إكرام
هديه خبطته برجلها فكت رجليه بغيظ نزلتهم: احكيله أحلااامك مش احكيله حدوته، و بعدين سعد و إكرام مين؟ هما عيالك؟

ادم رفعلها حاجبه: معرفش بتوع زمان كانوا بيقولوها كده.

هديه حرّكت إيدها على وشها بغيظ: بتوع زمان دول هخليك تحصلهم لو مركزتش
ادم ضحك غصب عنه و بص للدكتور اللى بص لهديه: طب اسمعك انتى معلش
هديه اتعدلت بتوتر: انا احلامى غريبه الفتره دى، من بعد اللى حصل تحديدا، يعنى انا مره مثلا حلمت انى ماشيه فى شارع ضلمه
الدكتور اتعدل بإهتمام: عظيم، شارع ضلمه يعنى مجهول
هديه: و مليان كلاب
الدكتور: دى مخاوفك
هديه: الكلب بقى كان ابن كلب
ادم رفعلها حاجبه: نعم؟

هديه ضربته ف جنبه و بصت للدكتور: كان حيوان اوى
ادم بص للدكتور و ضحك ببلاهه: قابل بقا
الدكتور ضحك غصب عنه: احم، كملى
هديه بصتلهم بغيظ: انت قولت مش هتتريق
ادم: اه بس محلفش
هديه نكزته تانى بغيظ و الدكتور حاول يرجع للجديه: أنا آسف كملى
هديه: المهم انا عايزه اعدى و الكلاب حاوطتنى
الدكتور: مخاوفك واقف ف طريق أحلامك
هديه: ف انا عشان امشى حاولت ارجع لسكه تانيه
الدكتور: حاولتى تهربى من خوفك.

هديه: المهم ملقتش سكه تانيه توصلنى
الدكتور: الهروب ملهوش لازمه، عرفتى انك لازم تواجهى
هديه: بلف لقيت الكلب مستنينى، محاصرنى، و كل ما اتحرك يحاوطنى
ادم بصّلها بطرف عينيه: ممكن بس نتعرف ع الاستاذ كلب عشان انا بشبّه عليه
هديه حرّكت إيدها على وشها بغيظ و الدكتور بصّلها: خوفك بيستعد يهاجمك
هديه: قررت المرادى اتخطاه، يعنى امشى
الدكتور: براو عندك شجاعه تتحدى خوفك.

ادم رفعلها حاجبه: عارفه يا بنت الصرمه ما اطلع انا متنكر ف كلب لا اخليكى تمشى تهوهوى من كتر العض
هديه كتمت غيظها و بصت للدكتور: الكلب بصلى و قالى لو جدعه امشى بقا و انا اعضك ف...
ادم رفعلها حاجبه بنص عين: قالك هيعضك فين؟
هديه عضت بوقها بغيظ: ف رقبتى
ادم ضربها على قفاها برخامه: ف رقبتك ايه انتى هتمثلى؟ انتى فاكره نفسك بطلة روايه؟
الدكتور ضحك غصب عنه معاه و هديه بصتلهم بغيظ و وقفت..

الدكتور: طب احكى حلم تانى أنا آسف
هديه بصتلهم ببلاهه و قعدت: مرة حلمت انى اتجوزت السيسى
ادم رفع حاجبه و الدكتور دارى ضحكته: وبعدين؟
هديه اللى ضحكت: و بقا رايح جاى يقولى انتى مش عارفه ان انتى نور عينيا و لا ايه؟
الدكتور ضحك قبل ادم اللى ضحك بيأس و هو بيهزلها راسه: منك لله
هديه وقفت تانى بغيظ: مش حاكيه
الدكتور: طب كملى
هديه: حلمت انى اتجوزت اربعه
ادم برّق و الدكتور رفع حاجبه..

هديه ببلاهه: و عملتلهم جدول بقا
ادم بصّلها فجأه و مسكها من ياقة بلوزتها: جدول ايه يا بنت المستخبى؟
هديه غمغمت بضحك: تقريبا كان جدول ضرب
الدكتور ضحك: طب كملى
ادم حدفها رجعها لضهر الكرسى بغيظ: تكمل ايه ده انا هرقدها رقده ابديه عشان تعرف تحلم
هديه: حلمت انى خليت عقد الجواز بالسنه؟
ادم: نعمم؟
هديه ضمت بوقها ببلاهه: يعنى يتجدد كل سنه، عشان بزهق بسرعه.

ادم حط إيده على وشه بعصبيه و هى بصت للدكتور: حلمت انى بقيت من الطواغيت
ادم: نعم؟
هديه ضحكت ببلاهه قصدى من الرجاله، بقيت راجل لمدة تلات ايام
ادم رفع وشه و هو لسه إيده عليه و حرّك اصابعه بصّلها بطرف عينيه من بينهم: و عملتى ايه ف التلات ايام دول يا مصيبه؟
هديه ضحكت ببلاهه: اليوم الاول اتجوزت، و التالت طلقت.

ادم رفع إيده من على وشه و برقلها: و التانى؟
هديه ضحكت: اتجوزت على مراتى
ادم كتم انفعاله: منك لله
هديه بصت للدكتور: حلمت انى عرفت اطبخ و عملت مكرونه
ادم ضحك بغيظ: برافوو، اتعلمى بقا البانيه و تبقى كده اشطر طباخه ف بيتكوا
هديه ضحكت: و رجّعتها لأصلها، عجين
ادم هز راسه بيأس: خايف من كتر ما بقول منك لله ربنا ياخدك و اعنس
هديه: و حلمت انى عرفت اعمل صنية بسبوسه، بس ايه، تتاكل بالصانيه
ادم: برافو.

هديه: لا هى فعلا لازقه ف الصنيه فهناكلها بيها
ادم حط إيده على وشه: انا اللى منى لله و الله
هديه بصت للدكتور: و حلمت انى
الدكتور ضحك: بسسس، لاء انتى تجيلي كل يوم احللك نفسيا، ده انتى ميتخافش عليكى و الله
هديه ضحكت بخوف: اييه ده انا عندى ايه؟
الدكتور ضحك لأدم اللى ضحك بيأس و بصّلها: انا اللى هكهربك و ربنا.

الدكتور ابتسم بعمليه: مخاوفك اللى جوه عقلك الباطن مسيطره على تفكيرك و بتتجسد قدامك ف احلام عشان مش عارفه تترجميها ف الواقع او تصرحى بيها
هديه كانت فاهماه بس ضحكت بخوف: ايه ده ايه ده هموت و لا ايه؟
ادم ضربها على راسها اللى شدها عليه و ضمها..

حنين صحيت الصبح و قبل ما تقوم من السرير لمحت حمزه ف البلكونه بيشرب سيجاره ف ابتسمت غصب عنها و اتحركت..
حمزه التفت لها و ابتسم ابتسامه صغيره: صباح النور
حنين: انت صاحى بدرى ليه كده؟
حمزه رد بهدوء: انا لسه صاحى من شويه بس مردتش اتحرك من الاوضه عشان متتخضيش اما تصحى.

حنين ابتسمت له برقه و هو بصلها بعتاب قبل ما يخرج من الاوضه: هحضر فطار خفيف لنا، ادم اخد هديه و خرجوا و عشان متقلقيش هما عند الدكتور، ادم استأذن منى الصبح قبل ما يخرجوا و انا وافقت
حنين فركت ايديها بضيق: حمزه انا، مقصدتش ان يعنى، اصل اللى حصل
حمزه هز راسها: ادم كان مأجل خطوة الدكتور اما يستقدر عليها، اما يقدر يفتح جرحه من تانى، لكن بعد اللى حصل امبارح اعتقد ده خلاه اخد قراره اسرع.

حنين اتعلقت بعينيه تعتذر و هو رفض يقابل عيونهم و خرج بهدوء من الغرفه..

حمزه حضر فطار سريع و قعدوا الاتنين بس النِفس اللى بتاكل..
حنين قربت بكرسيها شويه منه رغم انها كانت جنبه و مسكت ايده: انت زعلان منى صح؟
حمزه رد من غير ما يبصلها: اعتقد سؤالك ده مش ف محله، انتى امبارح قولتى انا اللى ازعل مش انت، قسمتينا حزبين يا حنين.

حنين دمعت: لا يا حمزه انا طول عمرى متبته فيك زى عيله صغيره متشعبطه ف طرف جلابية ابوها خايفه تتوه، ف لو هنتقسم حزبين انت منى زى مانا هفضل طول عمرى منك
حمزه اخيرا رفع وشه لها و قابل عيونهم بعتاب: و انا من ابنى بردوا يا حنين و هو منى، و بردوا من بنتى اللى هتفصل بنتى، و اللى يزعلهم يزعلنى
حنين بصتله بغيظ: مين مزعل مين؟

حمزه بصلها شويه و ساب الاكل و وقف و هى مسكت ايده بسرعه: حمزه قدّر موقفى، ادم ابنى و طول عمره ابنى و ده شئ مش هنختلف عليه و مكنش مشكلتنا هنا و لا مشكلتى ان اللى حصل ده حصل تحديدا مع ادم بغض النظر عن الهبل اللى طلع منى وقت زعل
حمزه انفعل: امال مشكلتك فين هاا؟ ف ثقتك ف بنتك!

حنين: يا حمزه انا بثق ف بنتى طول عمرى، كام مره انا اللى ادافع عنها قدام ستها و هى رافضه سفرها و شغلها! كام مره انا بنفسى اللى اطمنك عليها! بس ف لحظه هى سحبت الثقه دى! سمعت كلام و مش اى كلام! انت سمعت بنفسك اللى حصل!
حمزه اتنفس بصوت عالى: و مستنتيش تسمعيها هى كمان ليه؟
حنين: مكنش فيا عقل، اتصدمت، ادم منكرش، هى سكتت، فجأه عقلى اتلغى
حمزه: و كنتى عايزاها تثبتلك عكس الكلام ازاى يا حنين؟

حنين ميلت عينيها بندم: انا
حمزه كان فهم قصدها من وقتها: ياترى عايزه تاخديها لدكتور يقولك ان الدم اللى كان على فرشة ادم ده دمه هو و دم جرحه يومها و لا دم بنتك! و لا كنتى حابه تعمليلها دخله بلدى!
حنين هزت راسها بسرعه برفض و هو كمل بإستنكار: و ياترى كنتى هتصدقى مين فيهم هى و لا الدكتور! هتثقى فيها و لا ف الدكتور! هتاخدى ثقتك ف بنتك من دكتور يا حنين!

حنين: ارجوك يا حمزه انت طول عمرك بتفهمنى، اللى حصل امبارح
حمزه رد بغضب: اللى حصل امبارح انتى اتخطيتى فيه كل الحدود، زعلتى ابنى، و كسرتى بنتك قدام حبيبها، اما يشوفك مش واثقه فيها و انتى اللى طول عمرك مربياها متخيلتيش ممكن تهزيها قدامه ازاى! طب متخيلتيش ممكن تهزى ثقتها ف نفسها ازاى و هى بتحاول تبنيها من تانى بعد اللى حصل! مشوفتيش عينيها!
حنين غمضت عينيها بندم: مشوفتش، انا مشوفتش غير.

حمزه كمل عنها: نفسك
حنين بصتله قوى بتوهه و هو كمل عنها عشان اكتر حد فاهمها او حاسسها: مشوفتيش غير نفسك ف هديه، ببساطه شوفتيها انتى، ف حاولتى بعنف تنفى ده و كإنك بتنفيه عنك انتى مش هى.

حنين اخدت نفس طويل و هو اخد ايدها و قعد: بس لازم تعرفى ان انتى غير هديه، انتى حاجه و هى حاجه، انا عارف ان اللى عدى كله كان صعب و صعب البنا بعد الهد، شوفتى نظرات اتهام ف عيون ادم، سمعتى تجريح من امى، كل ده هزك و هز ثقتك حتى ف نفسك، لكن هديه ملهاش ذنب ف كل ده
حنين صوتها اتهز: انا اسفه
حمزه ابتسم ابتسامه صغيره: اعتقد كلمتك دى مش ف محلها زى سؤالك الاول، دى لهديه.

حنين هزت راسها و هو ابتسملها: هى محتاجاكى جنبها دلوقت اكتر من اى وقت عدى، هى بتبنى ثقتها ف نفسها و ف ادم و فيا حتى انا كمان، بتحاول ترجّع ثقتها ف كل حاجه حواليها من تانى و مش هتعمل ده و هى مهزوزه.

حنين ابتسمت بهدوء: انت مينفعش تبقى مش موجود يا حمزه، ازاى فكرت انا و لا انت و لا ادم انك ممكن تبقى مش موجود!
حمزه ابتسم: اعتقد لو قريبه منها كفايه كان زمانك انتى اللى بتدافعى عنها
حنين سكتت و هو حكالها كل الفتره اللى قضتها هديه مع ادم بتفاصيلها من اول يوم اتقابلوت ف العشوائيات لحد النهارده..

ادم و هديه مع الدكتور اللى بيسمعها بهدوء ف اى حاجه بتقولها..
الدكتور سكت شويه بعمليه: طيب خلينا مبدئيا نقول انك خايفه و خوفك متمحور ف فكرة قهر الراجل، او نقول ف الجواز تحديدا
هديه هزت راسها بتلقائيه هو كمل بعمليه: و ده غالبا بسبب تجربه فاشله، اما عشتيها بنفسك او كنتى جزء من اسبابها و نتايجها، لإنى هنا مقدرش اقول مجرد تجربه شوفتيها و هى مسيطره عليكى بالفزع ده.

هديه صوتها اتهز: خايفه، اقابل نسخه تانيه من بابا، سواء ابويا ده او ده، مرعوبه، مرعوبه ابقى مجرد حاجه وقتيه و تخلص، سواء بقا نزوه زى ماما ف تجربتها الاولى او حتى زيها حب ف تجربتها التانيه، انا اصلا كنت مرعوبه اما ادم حبنى على مراته قبل ما اعرف الحكايه، اما عرفت عقلى بسرعه رسملى حكايتى مع ادم، شوفت نفسى وحشه اوى، شوفت بنته فيه، مع انى عمرى ما هبقالها مرات اب زى ما ماما عمرها كانت له مرات اب، بس خوفت الزمن يرجع بضهره و يعيد من الاول، صحيح ماما مظلمتهاش لكن محبش ابدا ابقى مكانها، ضعيفه و مسلوبة الاراده و تايهه من غير حد ايا كان.

الدكتور سمعها للاخر: انتى مش ف الماضى، انتى مش حد تانى غير هديه، ف مش هتعيشى نتايج تجربة حد، حاولى تفكرى نفسك دايما بالتلات جمل دول كل ما تحسى انك ممكن تضعفى
هديه: بس مش قادره اعزل الماضى عن دماغى.

الدكتور: الماضى أوقات بيمسك ف الواحد و يخليه زى اللى متكتف بسلاسل حديد، بيحاول يقاوم و يتغلب عليه لكن كل مره بيكتّفه فيها بيبقي أشد و أقوى، ورغم أنه بيتمنى يرمي من ورا ضهره و يحاول ينسى و يعيش حياته الا انه بيفشل، لأن جزء كبير منه بيبقى رافض بعض التغيرات اللى حصلت و اتصدم بيها و لسه عنده أمل أن كل حاجه ممكن ترجع زى ما كانت.

هديه هزت راسها بسرعه و ردت بصوت مهزوز: انا فعلا ساعات بحس انى ف كابوس، و بعافر اطلع منه فعلا، ببقى عايزه ابقى لوحدى عشان ااكد لنفسى انه فعلا حلم و هيخلص و اقوم اكمل حياتى عادى، و ده جزء من اسبابى انى ببقى عايزه ابعد او اختارت ابعد ف الاول.

الدكتور: البعد مش حل، البعد هروب و بعض المشاكل بتبقى حلها ف المواجهه نفسها، هقولك حاجه مهمه ف الطب النفسى فيها علاج اغلب النتايج النفسيه لاى دروبّ بنخبط فيه ف حياتنا، لو عايزه تجتازى مرحله مؤلمه ف حياتك عيشيها كامله اوى، مترضيش لا بالتخدير و لا التجاهل و لا التحايل و لا أنصاف الحلول، المواجهه بس هى اللى ممكن تشفى نفسيا، حتى لو موجعه، القلوب مبتموتش وجع اد لما بتخرج منه بتخرج طارده كل الطاقه السلبيه اللى جواها و الهروب من الوجع او كبته بيكبتها معاه جواكى، حاجه كده شبه اللى بنقولها بالبلدى اما تزعلى عيطى براحتك متكتميش دموعك غصب عشان اما تمسحيها متعيطيش تانى و لا ترجعى تتلككى على اى حاجه عشان تعيطى.

ادم اخد نَفس بجديه: هى فعلا بتهرب، بحسها بتهرب قدام اى لحظات صعبه، حصلت قبل كده مشكله بينا و كانت حدوثها شئ محتوم و اختارت تهرب، تبقى لوحدها، مع انها قويه، بس ساعات بلمس ضعفها و احسها ضعيفه اوى و انا مش عايزها كده.

الدكتور بص لأدم: احيانا وجودك يأذى اكتر ما يساعد، لو عايز بجد تساعد انسان ف ازمه لازم تديله المساحه انه يتحمل فيها مسئولية نفسه و يعمل مجهود عشان ينتشل نفسه من ازمته، لو اتعود ان فى حد بيشيله قدارته هتقف و كده انت بتعجزه مش بتساعده.

ادم: مينفعش اسيبها تدوق حاجه دوقتها و طلعت مُره
الدكتور: بص هو من أكتر البديهات المظلومه إن وقت الأزمة ناس بتكون محتاجة attention وناس تانية بتكون محتاجة space، يعنى فى شخص بيكون محتاج ينفجر ف اللى قدامه يطلّع طاقته السلبيه فيه، و فى حد تانى بيكون محتاج مساحته للتعافى، فطبيعى مش هيكون بيرد، بيقلل التواصل او بيعدمه، مش بيحب يحكى و يفضفض، صح بقا او غلط مش بيفكر فيها وقتها.

هديه بصتله و هزات ايديها عصبيه: اعمل ايه؟ اللى حصل كان صدمه بكل المقاييس، ادم اختفى و هو اخويا و رجع و هو حبيبى، كنت صغيره و مش فاهمه ازاى ادم تاه و هو كبير كده و ازاى معرفش يرجع! كنت طول الوقت حاسه ان فى وجه اخر للحكايه لكن ابدا متخيلتهوش كده، متخيلتهوش بشع كده، بشع لدرجة انى لسه عندى امل يطلع كابوس و هصحى منه و ادم مجرد حد حبيته و سواء هكمل حياتى معاه او لاء ف ملهوش علاقه بالماضى، مفيش اصلا ماضى، ميختلفش الماضى عن اللى عايشاه دلوقت! انا عارفه ان مفيش علاج ممكن يقضى على كل الاحساس ده جوايا، لكن هى فكره و طول الوقت مسيطره عليا.

الدكتور: أوقات كل اللى الواحد بيحتاجه انه يدوس على أى أمل باقى جواه علشان يعرف يكمل حياته، لازم ينهى القصة بتوقيعه و إرادته و إلا هيفضل مربوط بسلاسل الماضى لحد ما يموت
هديه دمعت بضعف و بتلقائيه مسكت إيد ادم جنبها بقوه: مش عارفه، صدقنى حاولت مش عارفه، عاجزه على انى ابطل افكر ف اللى فات و احس انى هعيشه، هيبقى جزء من حياتى.

الدكتور: لغبطى الورق، حتى لو معرفتيش تقتنعتى بغير ان ده واقع و هتعيشيه غيرى الواقع، محدش بيشوف غير قدرُه اه لكن قدره ده يقدر يعيشه بألف طريقه، حياتنا مليانه إحتمالات، و ممكن تقفلى باب و بيتفتحلك مكانه ألف، كلنا بنحارب علشان الحب و المشاعر، كلنا بنغلط و كتير منا بينكسر و يقوم، و علشان تعرفى تقومى إياكى تسمحى لنفسك تقعى من غير حد، او انك تدى لحد كل المساحه اللى جواكى حتى لو هتسيبيها فارغه، مهما كانت درجة حبك للى قدامك تآكدى انك قدام شويه هتحتاجيها لنفسك و مهما كانت ثقتك فيه سيبى باب الاحتمالات موارب.

هديه بصت لأدم بتلقائيه و اتقابلوا ف نظرة تواعد..

الدكتور كمل: متخليش ماضيكى يتحداكى، أسمه ماضي، يعنى فات و عدى و اتعاش خلاص، أنتى دلوقت ف الحاضر، لفّى رقبتك لقدام، الوجع الحقيقى و سببه بعيد عنك، ليه مصممه تفضلى مربوطه بسلسله و متقيده مع شبح وراكى يجى بعشرين سنه! انتى عدت عليكى أيام و سنين بعده، عيشتى و درستى و اشتغلتى و سافرتى و اتحركتى و قابلتى ناس و فارقتى ناس و مشيتى ف طريق طويل، خليكى باصه بقا لقدام، و متخافيش بقا تفارقى تانى أنتى جيتى العالم لوحدك و هتفارقيه لوحدك، مفيش حاجة بتستمر غير بصماتك اللي سبتيها، خليكى مؤمنه بقوة نفسك، كملى حياتك من غير خوف، هتقومى و تقعى كتير، و لما تقعى قومى من تانى، حافظى على قوتك علشان علاقاتك تستمر لإنها الوحيده الضامن لأى علاقه هتدخليها، الحل الوحيد هو كسر السلسله اللى محدش يعرف أضعف حلقة فيها غيرك أنتى، أكسريها، و ارميها، و كملى.

هديه سكتت بتوتر: كل ما اجى اقدّم رجلى بحس انى مش جاهزه، طول الوقت حاسه انى مش جاهزه.

الدكتور: بالوقت هتتعلمى و هتجهزى و هتاخدى قوه من كل خطوه بتدوسيها، الخطوه اللى بنخطيها ف الوقت العادى بتاخد اه من طاقتنا لكن الخطوه اللى نخطيها ف الاوقات الصعبه هى اللى بتدينا طاقه نكمل، هتحرّكك اما تعرفى إن الخيارات المتاحه الكتير مش بتفضل متاحه لمده طويله، و البدايل هتخلص و اللى معندوش بديل بيوافق و ما بيختارش، و الباب الموارب بيتقفل عشان يعلمك قيمة الفرصه، و عمرك ما هتكونى جاهر للخطوة 100/100، كفاية تضييع وقت و خُدى المخاطره ما دام فى خساره قبلها يبقى متخافيش من احتمالية الخساره بعدها.

ادم بصّله كتير و ابتدت نظراته تزوغ بتوتر: انا، سيبت رحاب، صحيح مش فاكر، لكن كل اللى اتقالى عن حياتى معاها انها كانت ممله، علاقه تحت ضغط طول الوقت، علاقه هربت و جريت منها لمجرد الباب اتفتح، هديه مكنتش مسكن اد ماهى فرصه تانيه اعيش، مش عايز ده يحصل معاها، مش عايز ابدا، مهما حصل.

الدكتور بصّله بعمليه: لازم تفهم ان استمرار العلاقات بالناس اللى بنحبهم شئ مش سهل إطلاقاً، قصص الحب و الجواز و الصداقه المكمله سنين بنفس اللمعه و شغف البدايات شئ مش من فراغ، لكن نتيجة صبر، تحمل، تنازلات، نضج، إحترام و محاولات تطوير مستمره للأحسن من كل طرف، الحب لوحده مبيعملش حاجه، محتاج مجهود لإن مش كل الناس ممكن تتعوّض زى مراتك الاولى، مش كل الناس ممكن تتكرر ف حياتنا، فى صديق لو خسرته كان ضهرك اتكسر، و ناس لو مشيت مستحيل ترجع، ناس ملهاش بديل و صعب تتعوض، استمرار العلاقات عمره ما كان سهل مع تقلبات الحياه، و اختلاف شخصياتنا، و ضغوطات الحياة المليانة سلبيه و تعب و ملل.

ادم اتوتر بعصبيه: امى، حتى امى، اما عرفت ان ابويا سابها عشان حب واحده تانيه خوفت او مثلا عاز الخلفه، يمكن اكون ف الاول خوفت اظلم رحاب زيها، و يمكن اكون حاولت اهرب، لكن اما معرفتش خوفى بقا على هديه، خوفت اعيش الفشل ده تانى، مجرد ما انهج ف نص سكتى معاها اهرب.

الدكتور: مش منطق و لا تجربه او اتنين اللى هيبقوا مقياس تقيس عليه علاقاتك و فشلك فيها و نجاحك، فى ناس متجوزه و سعيده، فى حد منفصل و مرتاح، و فى مش متجوز و سعيد عادي، وناس عندها ولاد كتير و مبسوطه، و ناس مش عاوزه خلفه دلوقت و سعيده، و ناس شغاله ليل نهار و مرتاحين، و ناس من غير شغل و مبسوطين، و ناس متغربه و مرتاحه، و ناس عمرها ما سافرت و سعيده، فى ناس كتير راضيه عن نفسها و اختياراتها، الدنيا مش طريق واحد كلنا لازم نمشيه نسخه من بعض، مينفعش تقيس تجربتك على نتيجة غيرك او تحدد نتيجتك على تجربة غيرك، الأصول بتقول تبص ف ورقتك و خليك ف حياتك.

هديه اتنهدت بتعب: انا عارفه انها مش حقيقه ثابته و قاعده لكن مجرد التفكير بيرعبنى، بيشلنى و يلجّم حركتى.

الدكتور بص لأدم اللى حسّه عايز يردد نفس الجمله: الحقيقه الوحيده الثابته إن الوقوف مميت، ممكن نتعب، نتوه، منعرفش نختار أحسن طريق فنقف ناخد نفسنا لكن لازم نكمل سير، تحزن و الحزن ممكن يطوّل مفيش مشكله، لكن المهم تعمل كل حاجه مفروض تتعمل و انت حزين تعبان، روح شغلك، خلص متطلباتك، كملى طريقك، قرب من ربنا، خد الدوا حتى لو حزين، حياتنا بتتغير باختياراتنا الصح، الاختيار الصح و أنت موجوع تعبان، اختياراتك بتغير الواقع لكن السخط و المظلمه مش بيغيروا حاجه، بالعكس بيموتوا أكتر، كمل سير مادام ف العمر باقى لسه، وقوفك مكانك عشان خايف تخسر حاجه ف طريقك ممكن اه ميخلكش تخسرها لكن بتخسر قصادها وقت و عمر بيعدى ف الولا حاجه، ف متزعلش من خسارة حاجه ممكن تتعوض او حد كسبت قصاده نفسك.

ادم اخد نَفس طويل اوى و حرّك كفوف ايديه على وشه كإنه بيمسحهم من بقايا الماضى: مش شرط اكون زعلان بسبب حد، ممكن اكون زعلان على نفسى، على كل حاجه نفسى فيها و بتستخسر نفسها فيا، على كل وقت بحس فيه انى لوحدى و. كان اكتر وقت مينفعش اتساب فيه لوحدى، على مواقف كتير محطوط فيها غصب عنى و بردوا غصب عنى مش عارف اطلع منها كإنى سجين حزنى، على الخذلان اللى شوفته من اقرب الناس، على حياتى المتلغبطه، انا زعلان على نفسى مش من حد.

الدكتور: انا متفهم كويس جدا التخبّط اللى ممكن تكون فيه، و عارف ان فكرة انك تحاول تتخطى حاجة جواك مسببالك حزن جامد و تعباك نفسيا دي حاجة مش سهلة خالص، ده ممكن الواحد يعافر وقت طويل و ممكن اوى يلاقي نفسه لسه واقف مكانه زي ما هو و المجهود و المعافره دى كلها كانت ع الفاضى، المجهود اللى بيتبذل من الواحد و هو بيحاول يتجاوز مرحله معينه كانت سبب في تدميره نفسيا بيبقى متعب اكبر من المشكله اللى سببت ده كله اصلا!

هديه اتكلمت و هى بتفرك إيد لها بإيدها التانيه بتوتر: انا خايفه اخلف، حاسه انى لو جيبت بنت ممكن تعيش زيه او ف يوم تصحى تلاقى حياتها اتقلبت زيى، بقيت احس ان كل حاجه مش ثابته حواليا، الارض نفسها مش ثابته.

الدكتور سكت شويه: الخوف ده من ادم نفسه و لا من شبح الماضى؟
هديه حركات إيديها زادت بعصبيه و ادم بصّلها بترقب..
الدكتور: ادم مسابش بنته عشانك، ادم حبك و هو عارف انك تصلحى لبنته قبله، ده زائد ان بنته مستقبلها مريح ف ظل وجود والده و والدته اللى تقريبا شايلين مسئوليتها من قبل ده، الا اذا كنتى خايفه على ولادك انتى مستقبلا منه!

ادم بصّلها قوى و هى بلعت ريقها بإرتباك: انا بقيت خايفه من كل حاجه حواليا
الدكتور: يبقى نعمل استوب و تفكرى ف الصوره بعد ما اتعدلت، و متبصيش تحت رجليكى، فكرى ترضى ان البنى ادم ده يكون أب لعيالك ولا لا؟ عيالك هيكونوا فخورين بيه و لا هيوصلو مرحلة انهم لما يسمعوا قصص عن الابهات يقولوا احنا ليه مش زيهم؟ ساعتها هتلاقى كل الخوف اللى جواكى يا بتهزميه يا بيهزمك، ف الحالتين مش هتقفوا قصد بعض كتير.

هديه بصت ف عيون ادم قدامها و شافت فيهم عشق بيتمدلها بنجاه..

الدكتور: اهم من الاختيار انك تقدرى تشوفى راحتك و سعادتك ف اللى اختارتيه، اركنى انبهار اول العلاقه ده على جنب، الانبهار بالراجل العاشق اللى ممكن يسيب اى حد ف الدنيا عشانى، و البت المجنونه بحبها اللى ممكن تدوس ف اى سكه عشانى، خليكوا متاكدين ان انبهار اول العلاقه ده هيزول وان اى علاقه في اولها بتبقا مليانه بالسعاده و الحب و الفراشات اللى بترفرف فوق راسك اول ما بتشوفيه هتهدى شويه بشويه و تروح.

هديه نظراتها زاغت بتوتر: ده اللى مخوفنى، انه يحس ف يوم بندم، او، او مثلا ده اللى يعيد الحواديت القديمه من تانى، زى حكايته مع رحاب او حكاية ابوه.

الدكتور: ماهو فى أسباب جديده للحب هتتخلق ف كل لحظه و كل مرحله، يعنى تقدرى تقولى كده الحب لو قوى هيبدّل ثوبه بثوب جديد مش اكتر، هيتخلق حب أهدى و أعقل و ادوم، هتحبيه من جديد مع كل لحظة تشوفيه بيجرى على ابنه يحضنه زى الطفل، هيجبك و انتى شايله جواكى حته منه، هتحبيه مع فرحته بآول طفل، مع سعادته لما يشتريله اول كوتشي بعد ما اتعلم المشي، مع حماسه اللى ميقلّش عن حماسك مع اول كلمه ينطقها، مع جريه ع الكاميرا عشان يلحق يصور أول ضحكة بصوت..

هديه صوتها اتهز مع الدمعه اللى نزلت من عينيها: انا مش عايزه اخلف عيال زيى، يحمدوا ربنا ف يوم ان ابوهم مات او مش ف حياتهم، أنا عاوزه بس لما أتجوز عيالى ميبقوش فرحانين علشان أبوهم نزل حتى.

هديه بصت لآدم و مجرد ما اتقابلت عيونهم هربت بعينيها بتوتر: انا خايفه اخنقه، بقيت بحس انى محتاجه احاوط عليه بدايره لمجرد انى مش عايزاه يغلط، يبقى شبه ابوه مثلا اللى ساب امه عشان حب غيرها، او شبه نفسه مع رحاب، و يمكن ده اللى خلانى ابعد، حسيت انى مش هعرف اعمل ده و لا هفضل محاوطه عليه طول الوقت ف بعدت عشان ارتاح بس تعبت اكتر، كنت زى اللى بختار بين تعبين و رجوعى كان اقلهم مش اكتر.

الدكتور بص لآدم و هزله راسه بتفهّم و بصّلها: يعنى نقول مش مرتاحه، طبيعى، الامان بيجيب الراحه بس خدى بالك عشان الخوف من حاجه بيخلينا نكرهها، فى جمله حلوه اوى بتقول لا تُسمي الفتاه شريفه وةهى حَبيسة الدار، اعطها حريتها و ان امتنعت عن الحرام نالت الشرف ف الموضوع متوقف على ثقتك، هى اللى هتخليكى تكملى او لاء، هى حاليا اللى هتديكى احساس الامان لحد ما ادم يثبتلك عكس الخوف اللى جواكى، ف هاا، عنده رصيد جواكى كافى تخاطرى و تدوسى لحد ما يعمل هو ده؟

هديه هزت راسها بتفهّم و بتلقائيه ابتسمت لأدم اللى ابتسم براحه على رد فعلها..
الدكتور بص لأدم و ابتسم: حبيت ايه فيها؟
ادم ابتسم لها هى و اتكلم من غير ما يبص لحاجه غيرها بشكل وتّرها: معرفش، مقدرش اقولك حبيت كذا او حبيتها عشان كذا، الحب مبيتفصصش، الحب مبيتجزأش، هو حاله على بعضها كده متتفهمش، انا عشقتها كده، معرفش هى عملت ايه خلتنى احبها و معرفش انا حبيت فيها ايه بالظبط، هى جات كده.

الدكتور بصّ لهديه عليه كإنه بيدخّل كلامه جواها او بيخليه يقول اللى هى محتاجاه: انت قولت انك سبب انك هربت زمان من الحكايه و مشيت و مفكرتش تبص وراك هو خوفك، و خوفك ده بردوا اللى خلاك و لا مره فكرت ترجع حتى لو عشان تفهم، كنت خايف اوى تسمعهم، تسمع الحقيقه، لكن لما حسيت أنك حبيتها و انك لو مقربتش هتخسرها قربت، مهمكش تتأذى، قيمتها كانت اكبر.

ادم: اه طبعا، الست بتحب تحس بقيمتها فلو معرفتش اقدّرها يبقى انا مليش لازمه، انا ممكن اكون ف الاول راهنت على انى هعرف اخبى حتى لو دخلت وسطهم من تانى، بس من اول لقا مع ابويا اتهزيت، ضعفت، انا يوم ما حسيت انى هخسرها اما عرفت انى متجوز و شافت رحاب لقيتنى بترجى ابويا يساعدنى، يوم ما شوفتها مع ابن خالتها بيلبسها خاتم خطوبتهم و قلبى وجعنى من غير ما احس لقيتنى ف حضن ابويا.

الدكتور بص لهديه اللى ابتسمت و بصّله: بس مقولتلهاش من وقتها، كذبت.

ادم: لا خبيت، عشانها، كنت عارف ان فى حقيقه مستخبيه و زى ما وجعتنى هتوجعها، كنت خايف عليها من الوجع، كان عندى استعداد اعيش عمرى كله ف توب مش توبى بس متتوجعش، بس كنت متابعها، متابع علاقتها بحمزه اوى بعد ما شافنى، بعيد اه بس مش هسمح لحد يأذيها، بعيد بس عينى هناك وسطهم، نظراتى لحمزه كانت طول الوقت بتقوله فى حاجه ف الحته دى تخصنى خلوا بالكوا و يمكن ده اللى شد الستار عنى قدام حمزه و خلاه دوّر ورايا و عرفنى.

الدكتور اتكلم بلهجه بتنهى الحوار و هو بيبص لهديه: مفيش حد على وش الدنيا مداقش الاختيارات الغلط على فكره، و كلنا تعبنا منها، بس لازم تعرفى ان ساعات التعب مبيبقاش محورُه اختيار غلط بس عشان تخافى من اختيارك، ساعات الصح كمان بيبقى مُتعِب، الحياه مش طول الوقت حلوه و جميله و كلها حب، لا، فى أوقات بنحتاج مساحه، بنزعل، بنزهق، بننفجر ف اتجاه من ضغط جاى من اتجاه تانى خالص، بننسى نقول كلام يطمن، بننسى نفكر ف أحتياجات بعض، لحظات اما بنجى نقول كلمة بحبك بنحسها غريبه عشان متقالتش من وقت كبير، لكن الرصيد اللى بيتكوّن ف أوقات تانيه حلوه بيكفى و بيخلينا نرجع نركز، المشكله مش ف الوحش هيجى او لاء لإنه جاى جاى، المشكله لو الرصيد فضى بقى بال negative، تتحول أصغر تفصيله لعركه كبيره و إنهيار، لو خايفين من الجواز ف الذكريات هتساعدكم، يمكن ذكريات الاوقات الصعبه اكتر من الحلوه، عشان كده حوشوا ذكريات، حطوا ف الخزنه كلام حلو، استثمروا الحب ف ضحك و تهريج، خلوا رصيدكم مغامرات و لحظات مجنونه تسندكم وقت الضغط.

هديه هزت راسها بإبتسامه مريحه و بصت لأدم و بتلقائيه ضمت إيده اوى..

الدكتور ابتسم لرد فعلها و بص لآدم: ربنا قال و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ، سامع الكلمة؟ لتسكنوا إليها، سكن، سكن القلب والروح، و من المعروف عن السكن إنه مكان للراحه و الاسترخاء، ده المثل بيقولك الواحد مبيرتاحش غير في بيته، و هى بيتك، انت جزء من فشلك ف تجربتك السابقه كان سببه انك محاولتش كفايه و ده عشان طاقتك كانت خلصت ف محاولات كتير و قلبك اللى المفروض يجدد طاقتك دى كان اتملى بحب تانى، لكن المرادى قلبك حب بجد و اتحب، يعنى الست اللى هتبقى معاك غير اللى كانت، دى حبت و اتحبت و الست لما بتحب وتحس إنك بتحبها و عاوزها هى لشخصها مش لمجهودها هتعملك كل حاجه، طلبتها أو مطلبتهاش، حلمت بيها أو محلمتش، هتتفاجئ إنك إتجوزت عفريت طالع من المصباح يحققلك أحلامك بدون ما تطلب ولا تأمر، هتكونلك كل شئ، أم و بنت و زوجه و صاحبه، هيبقى على قلبها زى العسل، أما لو حست عكس ده فصدقني اللى إنت عاوزُه ميجيش ربع اللى ممكن تعملهولك لو حبتك! قدسية العلاقة بتقول ان الحب حياه و الجواز سكن و انتوا عندكم السكن و الحياه اللى هتتعاش فيه و ده كافى يعدى كتير اوى.

حمزه ابتسم لحنين اللى بصتله بغيظ و دبّت رجلها ع الارض و هى رايحه جايه..
حمزه كتم ضحكته: بحبك
حنين زعقت بغيظ: ده وقته؟
حمزه: مانا لو قولتلك اهدى مش هتهدى ف بحاول طريقتى.

حنين اتحركت قدامه و حطت إيديها ف وسطها بغيظ: ماهو ابنك
حمزه ضحكته اتبخرت بعتاب: هى بقا فيها ابنك و ابنى؟ لتانى مره بتغلطى
حنين قعدت بضيق: مش قصدى، بس انا، انا
حمزه وقف و هى مسكت إيده بسرعه و وقفت معاه: حمزه حقك عليا، مكنش قصدى.

حمزه اتكلم بجديه: حنين، ادم اخد لحد ما استوى، اكتفى، شبع قسوه، من كل حد و كل حاجه حواليه، مفيش حاجه رحمته، يمكن الرحمه الوحيده اللى حاوطته كانت عابد و مراته، بعدهم مشافش حنيه، اتجوز واحده برغم حبها له بس مش حنينه، مشكلتها مكنتش حب، قاسيه، حماته و باقى اهلها محدش قرب منه، صحابه ملهوش كتير و محجّم علاقاته، هديه اكتر من انها الحب اللى استناه فهى الصدر الحنين، انا متآكد ان ادم حب حنيتها عليه و ونسها له و سندها.

حنين دمعت بإبتسامه: انت فاكر انى مبحبهوش؟
حمزه ابتسم بجديه: تحبيه او لاء ده شئ لا الومك عليه و لا اطلبه منك، بس متنشفيش عليه.

حنين الدمعه المحبوسه ف عينيها نزلت: انا بحبه يا حمزه، بحبه اوى، اتعاملت كل السنين دى على انه ابنى، قبل ما اعرف و حتى بعد ما عرفت، لحد لحظة ما التحليل قال انه مش ابنى و انا كل اللى جوايا بيقولى انه حته منى، طب عارف، انا اما عيدتوا التحليل عشان الورق و لحد اخر لحظه كنت معتقده ان التحليل هيطلع غلط.

حمزه ابتسم غصب عنه و هى مسحت دموعها بضهر إيدها: انا بس، توقعت انه هيرجع لحضنى، يرجع قريب منى، يضمنى، يقولى يا ماما زى ما عودنى، كلمة ماما وحشتنى منه اوى، اوى، لقيته بيعاملى زى اى حد، انا للحظات شوفت ف عينيه كره منكرش انه بيحاول يحاربه مش يخفيه بس، حتى اما حس انى مظلومه زيه بردوا حسيته بعيد
هديه اخدت ادم و خرجت و مجرد ما طلعت للشارع رفعت وشها لفوق و اخدت نفس طويل اوى بعمق..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة