قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني

ادم بيزعق و صورة مشهد امينه غرقانه ف دمها بتروح و تجى قدامه كإنها بتعمله صعقات كهربا بس على عقله و كل ما تظهر تثير جنونه اكتر: متسألنيش انا، متلومنيش انا، اسألى امك!
هديه دراعاتها رخت من عليه بتوهه: امى...! يعنى كنت بتاخد حق ام
ادم قاطعها بقهر: امى، امى لو كانت موجوده كنت سألتها!

هديه دموعها نزلت بمرار و هى شايفه اخر ممتلكاتها بتنهار قدام عينيها..
بتلف حوالين نفسها بهزيان لحد ما رجعت اتواجهت وشوشهم تانى: انت، يعنى انت، كنت بتنتقم لأمك منى!؟
ادم بصلها بصدمه و دموعها اللى بتنزل من عيونها هى بتنزل عليه هو تكويه..

كإنها ابتدت تفوّقه و ابتدت جملتها تتكرر قدام عقله، فهم انها اخدت الحوار ف سكتها هى، لا حوار الانتقام مش ف سكتها، ده مكنش ف سكته اصلا بس جه معاه صدفه ف السكه اما اما ظهروا من تانى ف حياته، مكنش ف سكته اصلا الانتقام و الا كان انتقم من زمان و بألف طريقه غيرها، مكنش ف عقله حاجه غير انه يوجع حمزه زى ما وجعه بس واضح انه وجعها هى، خدت الكلام ع نفسها و جات ف سكته غلط زى ما جات من الاول ف سكته!

قرب منها بسرعه حاول يمسك إيديها: هديه، هديه انتى فهمتى ايه! انا قصدى ان انا
هديه شدت إيديها منه بإنهيار: انت ايه؟ انت غشاش، غشتنى مره و اتنين بس انا اللى كنت مغيّبه
ادم حاول يقرب اكتر بحنيه: لا ارجوكى اسمعى، فى حاجه غلط، انتى.

هديه زقته بجنون: كل حاجه كانت غلط، من الاول كل حاجه كانت غلط، لا و كانت واضحه كمان بس انا اللى كنت مُغيّبه، و انت اللى غيّبتنى، كنت بستغرب ازاى قادر تسحر قلبى بالشكل ده و تخلينى احب واحد شمال، بلطجى و شمام و بتاع اى حاجه حرام، بس بعد كده اكتشتفت انك كنت بتسحر عقلى مش قلبى اما اكتشتفت انك متجوز، كنت بتنوّمه عشان يوم ما يعرف حقيقتك انك متجوز ميعرفش يفكر، ميبقاش قدام اى حلول او سكك تانيه.

ادم استغل صوتها اللى اتبح بضعف و قرب: ارجوكى
هديه عيطت بضعف: بس مكنتش اعرف ان فى حقيقه تانيه، حقيقه ابشع بتجهزنى لها، انا اللى كنت غلطانه، انا اللى سلمتلك كل حاجه على طبق رغم انه من دهب بس رخيص، انا اللى وقفت جنب الشمال و حبيت المتجوز و اخرتها هموت من غير اللى مكرهش ف الدنيا ادى لدرجة انه كان عنده استعداد يشترى وجعها بكرامته.

ادم زعق لمجرد انه رافض منطقها او نظرتها لعلاقتهم: اسمعى بقا، هو انا مليش رصيد عندك للدرجادى! ف كل مشكله يبقى اول حل عندك انك تدوسى عليا و تخطى! انك تبيعينى! انا مخبتش حبى ليكى ف ولا لحظه حتى اللحظات اللى كان فيها مينفعش، و لا مره هربت منك، محاولتش حتى، كل ده ملهوش شفاعه عندك! ليه و لا مره حطيتى قدام اى حاجه حبى ليكى!

هديه انفعلت بحده ف حركتها قبل كلامها: انت كذاب، انت مش بتحبنى انت بتحب الكذب، انت كذاب و الكذاب مبيحبش، الكذاب مبيعرفش يحب.

ادم حاول يضمها بصدق: و الله بحبك، حبيتك قبل ما ترجعى و كنت مرعوب اقربلك افتح بيكى كل جروحى، و اما رجعتى حبيتك اكتر، حبيتك الحب اللى لا قدرت اقاومه و لا عرفت و لا حاولت حتى، استسلمتله من اول لحظه، حسيتك رجعتى عشان تعوضينى، هديه ربنا بعتهالى عن امى اللى مكنتش عارفها مين! حنين و لا امينه اللى شوفتها بيغرّقوها ف دمها قدامى! و الاتنين ستى قالت عنهم خونه! و الله ما كنت اعرف غير ان امى خاينه و الخيانه مكنتش قدامى غير بمفهومها البحت، ست خانت يبقى خانت بشرفها، او هما باللى عملوه وروهالى كده!

هديه بصتله بغضب: كذاب
ادم حاول يقرب منها بصدق: و الله مكذبتش عليكى، انا.

هديه كملت بإنهيار: انت كنت جاى تتسلى، بس عجبتك الحدوته، الحدوته بتاعة ابوك، هو اتسلى بمرات صاحبه و انت تكمل ببنتها، حاجه ببلاش يعنى، و اهو بالمره تنتقم لأمك اللى قتلوها قدامك، تنتقم من اللى خطفت جوزها، اللى حرقت قلبها
ادم استنكر كلامها برفض: لا يا هديه.

هديه اتحركت بتهكم: و تنتقم ازاى بقا؟ ازاى! تتسلى ببنتها، تحببها فيك، تكدب عليها انك متجوز و مخلف لحد ما تحبك بس ف اللحظه المناسبه تقلب اللعبه بلعنتها على دماغها، تكسرها الكسره اللى كنت بتتمناها من ابوك للست اللى عرفها على امك و هو متجوز، تعمل اللى هو معملهوش يعنى!
ادم زعق برفض: ايه التخاريف دى؟ ازاى تمحى كل اللى بينا ف لحظة زعل كده؟

هديه بصتله بنظرات محتده بتهكم: لا برافو حقيقى، كنت عايز تنتقم؟ تاخد حقك! و سبكت اللعبه ع الشعره
ادم قرب منها و حاول يمسك إيديها بعشق: انا مقدر الصدمه اللى انتى فيها، مقدر صدمتك اللى عيشتها ف يوم قبلك و بشكل ابشع، لكن ده مش معناه انك
هديه كملت بصوت اتهز غصب عنها و هى بتشد إيدها منه: لكن ده مش معناه انك قدرت تعمل اللى عايزُه، انك قدرت تكسرنى، لاء، انا اقوى من كده بكتير، اقوى من ان راجل يكسرنى.

ادم: هديه انتى مش فاهمه حاجه، انا اه كنت اعرف، بس.

هديه اتحركت ناحية الباب و قبل ما تخرج بصتله بقوه: انت وقعت منك سقطه صغيره معلش يا سيادة الرائد، نسيت حاجه مهمه اوى، انى انا مش امى و لا امك و لا عمرى هبقى شبه واحده منهم.

ادم حاول يتحرك بس هى قفلت الباب بعنف و جريت بإنهيار..
ادم حاول يفتح الباب بس اتفاجئ انه مقفول من برا، مسكه بعنف و حاول يحرّكه بجنون بس معرفش، رفع رجله و حاول يكسره..
حمزه وقف بخوف عليه و حاول يقرب ادم زقه بعيد بعنف: امشى، غور من وشى ياريتنى ما كنت اعرفك لسه، ياريتنى ماشوفتك
حمزه حاول يمسكه: يابنى افهمنى، و الله انا فعلا غلطت بس انا برئ من دم امك، صدقنى ايديا دى بريئه من دمها و.

ادم زقه بغضب لورا بعيد لمجرد رفضه لفكرة انه كان عارف انه ابنه و ساكت، ادم كان شايف ف عينيه انه متفاجئش بالتحليل و فسر ده انه كان عارف و ساكت و ناكر وجوده او رافضُه و ده شئ بالنسباله كافى لنفوره منه، كان شايفُه بايع وجوده جنبه او استسلم لبُعده عشان مراته و بس زى ما باع امه قبله عشان بردوا حنين!

ادم فتح الباب بعنف بعد ما كسره و خرج، بيتلفّت حواليه على اى حاجه تقابله، لحد ما خرج للشارع و ابتدى يتحرك بعشوائيه بيدور ف الوشوش على تؤمه، تؤم روحه!

عابد قعد جنب فاطيمه اللى بتعيط بصمت..
مسك إيدها و حاول يبتسم: كده او كده كان هيتلم معاهم ف قاعده زى دى، كان لازم ع الاقل عشان يفهم
فاطيمه كشرت: انا مش زعلانه انه اتلم معاهم، انا زعلانه بس على إبنى و بس
عابد بصّلها بطرف عينيه يشاكسها: لا زعلانه انه اتلم معاهم، او بمعنى اقرب نقول غيرانه.

فاطيمه زقته و هو شدها عليه و ضمها بحب باس راسها: من حقك تغيرى عليه، انتى مش بس امه، انتى صاحبته و حبيبته و ونيسته و اخته و بنته كمان، ده انا ساعات بحسك مراته من كتر ما بيشاركك ف كل حاجه، ده لولا انى بحبه اوى و اكتر منك كمان كنت غيرت عليكى منه
فاطيمه دموعها نزلت بضعف: تفتكر هينسانى؟
عابد ابتسم بحزن: متهيئآلى لاء
فاطيمه بصتله برفض: متهيئلك؟

عابد شاورلها بحيره: عشان بحسابتنا احنا لاء، احنا ربيناه كويس و بغض النظر عن ان احنا كمان علمناه و كبرناه و وقفنا جنبه ف وحدته الا اننا حتى لو ربيناه كويس بس ف ده كفايه جدا انه مينسناش، لاننا ربيناه ع البر و الاحسان و المعروف حتى للغريب، ربيناه ميردش الاساءه بالاساءه، ده احنا مرضيناش ينتقم من رحاب و امها ع الوحش اللى عملوه ف مابالك بالحلو اللى عملناه، لاء اده مبيردش الاساءه بالاساءه عشان يرد الاحسان بالاساءه و ينساه و ينسانا.

فاطيمه بصتله بخوف: امال ليه متهيئلك؟
عابد سكت شويه بحيره: عشان دايما الظروف بيبقى لها كلام تانى، لها رأى غير و حسابات غير بتاعتنا، حد كان يتوقع ان ادم يقابل هديه تانى؟ او انها تطلع مش اخته اصلا مش بس مجرد ان امه خاينه! لا و بعد ما كانت تؤمه تبقى تؤم قلبه و يحبها الحب اللى محبهوش اهل الارض كلهم لبعض! و زى ما فتحت قلبه تفتح الماضى معاها!

فاطيمه بحيره: و لا زفته رحاب دى كمان تطلع كده! سحراله عشان يتجوزها لا و البجحه رايحه تعيد السحر عشان ترجعه!

عابد بصّلها شويه: الدنيا دى غريبه اوى و القدر اغرب، حواديته ملضومه ف بعض و كل نهايه بتوصل لبدايه جديده و احنا مع كل نهايه بنزعل اوى و ننسى ان فى بدايه جديده، نهايتنا مع ابننا كانت بدايه مع ادم، يمكن لو مكنش ابنى مات مش عارف كنت هاخد ادم معايا لبيتى و لا لاء، و نهاية ادم مع رحاب كانت بدايته مع هديه و ادى نهايته مع هديه حطته على بداية طريق مع ابوه.

فاطيمه بصتله بحزن: يا حبيبى مش مكتوبله يرتاح و عمال يقفل جرح يتفتحله جرح تانى
عابد بصّلها شويه: انتى زعلانه ان رحاب طلعت سحراله و سابها لمجرد ما عرف؟

فاطيمه ردت بسرعه: لاء طبعا، انت فاكر انى انانيه للدرجادى؟ انى ابنى سعادتى على سعادة ابنى! انت مشوفتش ابنى سعيد ازاى و مرتاح مع هديه؟ مشوفتش فرحته و لمعة عينيه؟ ده انا اول مره اشوفه مبسوط كده يمكن من يوم ما قابلناه ف القطر! ده انا معرفتش انه قابلها غير من عينيه و لهفتها و فرحتها، عمرى ما كنت اقف ف طريق راحته حتى لو كنت خايفه ان وجود هديه ف حياته هيرجعه لأهله، انا بس كنت مرعوبه عليه من صدمه زى انهارده و يوم زى انهارده، اللى حصل دلوقت ده كان الحاجز اللى كان بينى و بين رضايا بعلاقته بهديه و مخلينى بتحجج بوجود رحاب و انها مراته و مينفعش يسيبها لمجرد انه حب واحده عليها، بس ف لحظه كل حاجه اتغيرت، شوفت ابنى بيموت من غير هديه و شوفته بيموت مع رحاب، حسيت انه مفيش اوجع من اللى هو فيه، و جات زفته رحاب و كملت باللى هببّته.

عابد: انا كنت بعارضه و الله فاكرها نزوه ليس الا، مش عشان ابعده، كنت صحيح خايف عليه من قربهم لكن ابدا مش انانيه و الله، مكنتش عايزُه يظلم رحاب ف حدوته كنت شايف انها ملهاش ذنب فيها، و معرفش انها ظالمه من ضمن كتير ظلموه، انا بردوا كنت خايف عليه تكون مشاعره ناحية هديه مجرد اخوه، حتى بعد اما قالى انه اتأكد انها مش اخته، قولت لهفه جايه من انها عاش معاها فتره سوا ف بيت واحد و كلوا ف طبق واحد، لهفه هتنطفى مع شوية وقت و هيكون خسر بيته و مراته ف مكنتش عايزُه يخسر كل حاجه، بس بعد اللى حصل انهارده كل الحسابات اتشقلبت، صعب الحب ده ينطفى لاخر العمر مش بعد شوية وقت!

فاطيمه بصتله بحيره: تفتكر ايه اللى حصل بينهم انهارده؟ صوت زعيقهم مكنش مجرد زعيق، ده انهيار بس ياترى ايه اللى انهار بالظبط! الكُره و لا الحب!
عابد: صحيح منعرفش و محبتش اتدخل او حتى اعرف حاجه مش من حقى اعرفها، لكن اكيد خيوطه المتداخله ف بعضها اتفكت
فاطيمه: او اتقطعت.

عابد: بعد الشر، ربنا يراضيهم بالخير، بس ايا كان اللى حصل اللهفه اللى ادم خرج بيها ورا هديه كان غباء تتشاف نزوه و يستحيل تنطفى مع شوية وقت او ظروف
فاطيمه: يا حبيبتى، هى ممكن تكون عشان مكنتش عارفه حقيقة ادم ف كانت عارفه ان ادم مش اخوها و ممكن تكون اما عرفت علاقته بيهم افتكرته اخوها
عابد بصّلها و سكت و هى كملت بحيره: او ممكن عرفت تانى ان حد من ابوها و امها مش لها، و لها حد تانى
عابد: ربنا يهونها عليهم.

فاطيمه: مش هتتكلم مع ادم؟
عابد رد بسرعه: لاء، و ارجوكى بلاش تتكلمى معاه ف حاجه من دى، دى خصوصياته و مش اى حاجه دى حاجه حساسه جدا و ملناش حق لا نعرفها غصب عنه و لا نتدخل
فاطيمه ردت بإعتراض: ايوه بس ده ابنى، من حقنا اننا نتطمن عليه و
عابد عاد كلامه بإصرار: ملناش حق لا نعرف حاجه غصب عنه و لا نتدخل
فاطيمه وضحت: و حقنا نتطمن عليه، انا هموت من القلق عليه يا عابد
عابد طبطب عليها و ضمها بحنيه: ادعيله.

فاطيمه دمعت: هيجى؟
عابد ابتسم بحزن: حتى لو مجاش، بردوا ادعيله و لو مطمنكيش بنفسه قلبك هيطمنك عليه
فاطيمه مسحت دموعها: لا انا عايزاه هو اللى يطمنى، ما قلبى بردوا كان بيطمنى ان ابنى راجع حتى من الموت و مرجعش، انا عايزاه هو يا عابد، عايزاه هو اللى يطمنى.

عابد مد إيده ضمها بحنيه: ادعيله
فاطيمه رفعت وشها بكسره: طب مقالكش هيعمل ايه ف موضوع السحر اللى عملته الكلبه دى فيه؟
عابد بقلق: اخر حاجه قالهالى انه راح للراجل اللى شاكك فيه انهم عملوا عنده و بعدها كان.

جرس الباب رن قاطعهم و فاطيمه جريت بلهفه: ده اكيد ادم، انا قولتلك انه لا يمكن
وقفت بالكلام اما فتحت الباب و شافت رحاب قدامها..
بصتلها بشراسه و كزت على انيابها مش بس اسنانها!

هديه خرجت من المستشفى بإنهيار، فكرت تاخد عربيتها بس هى عارفه لو عملت كده ادم هيبقى سهل يوصلها ف وقفت برفض و مسحت دموعها و اخدت تاكس..
فضلت تلف معاه لحد ما نزلت ف فندق و طلعت اوضه و قفلت على نفسها و قعدت ع الارض بإنهيار..

ادم خرج بس ملحقهاش، بعد ما اتحرك للشارع بإندفاع شاف عربيتها راكنه، اخد نفس بإحباط اما فهمها..
اتحرك للعربيه و بص فيها و قبل ما يتحرك لمح الخاتم بتاعه على حرف القزاز بتاعها برا، مسكه بوجع عليها لمجرد شافها بتقفل اى طريق ممكن يوصلهم ببعض!
حمزه كان خرج و وصله و وراه حنين و وقف جنبه..
حمزه بصّله بخوف: انت وقفت ليه؟
ادم شاورله على عربيتها و حمزه بصّلها: اكيد، اكيد مشيت مع الحراسه او ممكن.

ادم ضحك بتهكم موجوع: سابت عربيتها عشان موصلهاش ف مشيت مع الحراسه!
حمزه: تبقى اخدت تاكسى! يلا و اكيد انت عارف ممكن تبقى فين او ايه الاماكن اللى ممكن تروحها و او اى حد ممكن تبقى معاه دلوقت و
ادم قاطعه و هو بيشاورله بالخاتم قدام عينيه: هى اكيد مع نفسها
حمزه بص للخاتم بحزن و ادم رفع وشه لفوق و اخد نفس طويل بحزن و معرفش حتى يخرّجه ف خرج على هيئة دمعه..
حمزه مسك إيده: و انت هتسيبها؟

حنين اتدخلت بدموع: هتسيبها مع نفسها يا ادم؟ و ف وقت زى ده؟ انت عارف ممكن عقلها يعمل فيها ايه دلوقت؟ الافتراضات ممكن تهزمها و تهدها ازاى!

ادم بصّلهم بقرف و سابهم و مشى، اتحرك فتح عربيتها بسهوله و اتحرك بيها بيلف ف الشوارع بتوهه، كإن الزمن رجع بيها اوى لورا و لسه بيتوه دلوقت من ايدها، لسه ايده بتفلت منها و مش هيقبل ابدا بكل اللى جه بعدها يتكرر تانى!

فاطيمه بصت لرحاب بشراسه و هى بتطبق قبضات إيديها بعنف جنبها و عابد مجرد ما لمحهم ع الباب اتحرك بسرعه لعندهم..
مسك إيد فاطيمه ف اخر لحظه و هى حاولت تفلتها منه بس هو شدد ضمته لها..
بص لرحاب بهدوء: اتفضلى يا بنتى
فاطيمه شاورتله بغضب: لاء مش بنتك، انا لو بطنى تشيل بنت زيك اشقها بإيدى
عابد بصّلها بعتاب تهدى و هى بصتله ببراءه متهكمه: انا معنديش بنات
رحاب دخلت بهدوء: بس انا بعتبرك ماما.

فاطيمه بصتلها بتهكم: شوف ازاى
رحاب: ع الاقل عشان خاطر بنتى اللى شيلتيها ف بيتك و ربتيها و حبتيها و راعتيها بدالى
فاطيمه شدت إيدها من عابد و شاورتلها بحده: عشان بنت ابنى مش عشان بنتك، بنت ادم
رحاب مسكت ايدها بمحايله: و انا بحب ادم.

فاطيمه شدت ايدها منها برفض: اللى بيحب حد مبيأذهوش، مبيدمرهوش، انتى مش فاهمه انتى عملتى فيه ايه يا بت انتى و لا جايه تشتغلينا؟ جايه تستعبطى و لا امك حفظتك بوقين كالعاده و جايه تسمعيهم؟
رحاب قعدت قدام وقفتهم: انا بحبه و الله، كنت عايزاه بأى شكل و هو مش راضى ف جربت السكه دى، طب هقولك حاجه و تصدقيها، و الله كنت واخده الموضوع ف اوله هزار و مكنتش متخيله انه هينفع.

فاطيمه قعدت جنبها بغضب: انتى عبيطه يا بت و لا بتستعبطى؟ حب ايه اللى عشانه تبيعى دينك و دنيتك و تقابلى ربنا كافره؟ ده اللى ملهوش خير ف علاقته بربنا عمره ما يبقى فيه الخير مع اى حد و لا ف علاقته بيه!
رحاب استغربت بعدم فهم: كافره!

فاطيمه: امال فاكره ايه؟ بتهزرى مع ربنا و فاكره هيطبطب عليكى؟ متعرفيش ان الساحر بيحرّم ع الجنه و ريحتها؟ متعرفيش ان الساحر و اللى عمله و اللى ساعده و كل اللى اتدخل ملعون ليوم الدين؟
رحاب بلعت ريقها بذهول و عابد قعد بعيد عنهم شويه: لا حول و لا قوة الا بالله، واضح انك فعلا كنتى واخده الموضوع هزار، و الا مكنتيش اتصدمتى كده.

رحاب دمعت: انا فعلا مكنتش اعرف، بس ده مش معناه انى كنت عايزه ائذيه، انا بحب ادم بجد و كنت عايزاه بأى حاجه
فاطيمه بصتلها بقرف: عارفه زيك زى ايه؟ عارفه انا شايفاكى قدامى ايه دلوقت؟ واحد من كلاب الشارع المترمين ف وسط الليل و بيعدى عليهم واحده تعجبهم ف يقربوا غصب ياخدوها
رحاب بصتلها برفض: لا يا ماما انا مش وحشه اوى كده
عابد: لا اله الا الله، بس يا فاطيمه عيب مش كده.

فاطيمه بصتله و زعقت: عيب! لا معلش العيب مع اهل العيب مش عيب، مش عيب ابدا
رحاب بتبرير: المشاكل اللى كانت بتحصل بينى و بين ادم دى كانت طبيعيه، كانت بالسحر او من غيره هتحصل، و هو اللى كان من غير حبه لهديه هيعديها، هيتقبلها و يعديها لولا وجودها جنبه، و اوعوا تنكروا ده
فاطيمه بصتلها بضيق لمجرد انها عارفه ان كلامها فيه جزء من الصح: لا مش هننكر ده، بس انتى كنتى فين و هى جنبه هاا؟ كنتى بتعملى ايه؟

عابد: مش وقته الكلام ده يا فاطيمه، مش هيفيد، كل شئ خلص و كل شئ قسمه و نصيب
فاطيمه: لا معلش بقا، لازم تعرف، عشان تفهم، عشان متعيشيش على ابنى دور الضحيه المكسوره و ابنى المفترى الظالم اللى رمى مراته و بنته و بيته عشان ريّل على واحده ضحكتله و هى معديه قدامه، ع الاقل خلينى انفعها و تسمع منى اللى كان لازم تسمعه من امها ع الاقل عشان تنفع نفسها و ان منفعتش يبقى تنزل من دور الضحيه اللى عايشه فيه ده.

رحاب بصتلها بحزن و هى رجعت بوشها لها: اقولك انا كنتى فين، كنتى جنب امك، عند امك و مبتسيبهاش، ف الوقت اللى جوزك بيبقى راجع من شغله هلكان و محتاج ياكل لقمه و يرتاح شويه و الوقت اللى المفروض يعمل فيه ده بيقضيه يا ف خناق يا بيستناكى و انتى بتعملى الاكل لسه، كنتى مع امك من شارع لشارع بتلفى على لبس و دهب و و و، يا عند اخوكى يا اهلك و معاها بردوا، كنتى بتسمعى منها اكتر ما بتسمعيه و بتعملى اللى عايزاه مش اللى هو عايزُه، نسيتى ان البيوت اما اسرارها بتطلع بتخرب، افتريتى على نعمة ربنا عليكى و اتبطرتى و نسيتى ان البطران اخرته قطران.

رحاب وقفت بدفاع: ايوه بس
فاطيمه قاطعتها: مبقولش ان ابنى ملاك و لا مغلطش و لا مبيغلطش و لا لسه مش هيغلط حتى مع هديه، بس فى راجل غلطته بتبقى فعل و راجل بيبقى رد فعل و انتى ادم مهما كان غلطُه معاكى ف كان رد فعل و البجاحه انك تسيبى فعلك و تمسكى ف رد فعله زى ما كنتى دايما بتعملى
رحاب: اه بس
فاطيمه: طب انتى عارفه انه هو كمان غلط مع هديه؟
رحاب اتعصبت بغيره: و غلط مع الهانم ازاى بقا ان شاء الله؟

فاطيمه ضحكت بسخريه من غيرتها: كذب عليها مره ورا مره، مقالهاش انه متجوز، مقالهاش انه زى اخوها و انه هو ادم اللى عاشرها ف طفولته، معرفهاش حتى انه ظابط غير بعد وقت كبير، بس برغم كل ده غفرتله كل ده و اكتر حاجه تكسر حب الراجل ف قلب اى واحده هو انه يكذب، بس حبها له غفرله عندها، ف الوقت اللى كان صادق معاكى ف كل حاجه حتى ف علاقته بواحده غيرك و رغم ده مكنش له عندك الحب اللى عندها يخليكى تعدى بيه زى ما هى عدت.

رحاب بصتلها برفض و فاطيمه كملت: جه و قالك نروح لدكتور نفسى يصلح علاقتنا، جه و قالك نروح لدكتور نخلف، جه و قالك نسافر، نغير جو، نجدد علاقتنا، نكسر الروتين، عملتى ايه انتى بقا؟
رحاب عضت شفايفها بندم و هى بصتلها: اقولك انا عملتى ايه؟ روحتى فضحتيه قدامنا و قدام اهلك و كسرتى رجولته و انتى بتطلعى اسراره و خصوصيات مكنش ينفع تطلع برا اوضة نومكم
رحاب: هو مقاليش انه.

فاطيمه زعقت: هيقولك ايه و هو شايفك غبيه مبتفهميش!
رحاب اتعصبت: يقولى، يفوّقنى، مفيش اتنين عاقلين ف الدنيا بيختاروا يشاوروا لبعض و هما قادرين يتكلموا، ابنك مكنش بينطق، كان صنم عايش معايا ف البيت و يوم ما يشاور بيشاور على غلطاتى.

فاطيمه اتعصبت لإبنها: قالك مية مره ف مية خناقه قدامى، قالك حاولى تفوقى قبل ما تخسرى، قالك انا مش شغلتى افوّقك انك بتخسرينى، قالك مش لازم كل مره انا اللى العب دور المنقذ ف البيت
رحاب بررت: بس كل ده كان وقت خناق، قولت كلام طلع وقت مشاكل و ابنك عصبي و بيخبّط.

فاطيمه حاولت تهدى و تتكلم براحه: مش كل اللي بيتقال ف الخناقات كلام ساعة زعل، أحيانا بيكون في رسايل مهمة في وسط الكلام لازم نفهمها و انتى اللى مفهمتيش يبقى بتلومى مين دلوقت! سايبه نفسك و بتلومى الكل ليه!

رحاب اتخنقت لمجرد انها استوعبت دلوقت انها الغبيه الوحيده ف الحكايه: بردوا لو مكنش ناوى يبيع كان عرف يشترى، يا ماما خليكى حقانيه زى ما كنتى طول عمرك، محدش بيمشى الا و كان ناوى يمشى مش مستنى حاجه تمشيّه، طب هسئلك سؤال و خليكى منصفه، لو حياتنا كانت سمنه على عسل من ناحيتى و الناحيه التانيه فى هديه كان هيكمل معايا!
فاطيمه دوّرت وشها عشان عارفه اجابتها او تحديدا بالظبط اجابة ادم..

رحاب بصتلها بإنقاذ: عرفتى بقا، شوفتى انى لو غلطانه ف جزء ف هو غلطان ف جزء، انى كان معايا حق و كان لازم يقولى هو محتاج منى ايه طالما ملقهوش او انا معملتهوش من نفسى!
فاطيمه اتنهدت: مكنش ينفع يقولك، هيقولك ايه؟ الحقينى انا بضيع منك؟ مكنش ينفع يعمل ده و لا مجبر يعمله بس انتى اللى غبيه.

رحاب: و هو ما صدق، ابنك مبيتكلمش معايا، مبيعرّفنيش اى حاجه عنه، لا بيروح فين و لا بيجى منين و لا بيعمل ايه، مش معرّفنى معاه ايه و بيقبض كام و هيجيب ايه، اعرف منين مثلا انه معهوش! اعرف منين اذا كانت ظروفه وحشه و لا كويسه! اعتقد دى حاجات مبتتحسش و يتتقال مباشرة يا لاء
فاطيمه نفخت بضيق عشان عارفه ان فى جزء ف كلامها نوعا ما صح..

رحاب: ابنك مكنش بيحكيلى و لو تفصيله هايفه عنه او صغيره عشان انا اخمن الباقى، مكنش بيحكيلى الحاجات الجد عشان يسيبنى اخمن الحاجات اللى بتتحس، ابنك كان غلطان و غلطُه اكبر لإنه المفروض القائد للبيت و للعلاقه كلها و المفروض يتصرف بعقل مش بطيش مراهق يريل على واحده بتتنطط معاه من شارع لشارع و يمسك لمراته ع الغلطه، مراته اللى المفروض انها ضلع منه و الضلع الاعوج اما بيتساب يتعدل لوحده بيميل اكتر و اما بيتعنّف و يتعدل بالعنف بيتكسر.

فاطيمه فاهمه انها نوعا ما لمست الجزء الاجوف ناحية ادم بس عايزه تلاقيله مبرر ف اندفعت: انتى عارفه ان هديه مكنتش تعرف عنه و لا حاجه، يمكن و لا حتى اسمه عشان هو كان قايلى مره انهم ف شغلهم اما بينزلوا عمليات ساعات بيضطروا يغيروا اساميهم
رحاب نفخت من مقارنتها بهديه و شايفه ان وضع المقارنه بينهم هو اللى هد بيتها مش هى، هى طول عمرها كده و هو متقبلها كده لحد ما ظهرت هديه!

فاطيمه ربعت إيديها بسخريه: يعنى مش بس مكنتش تعرف بيقبض كام و لا عنده ايه و لا فلوسه ابصر ايه
رحاب ردت بتبرير: يا ماما انا مقصدتش الفلوس بس، انا.

فاطيمه: لا دى يمكن مكنتش تعرف اسمه حتى، حتى بعد ما رجع و خلص شغله بِعد عنها و جالك و حاول مره و اتنين و عشره يراضيكى، بس انتى غبيه
رحاب بتعيد مواقفهم موقف ورا موقف بخنقه لمجرد احساسها انها بتشوف الصوره لاول مره: يا ماما انا مش غبيه، ابنك اللى.

فاطيمه: لا غبيه، الست اللى متحسش بحضن جوزها اما يتملى و هى بعيد عنه تبقى غبيه، الست اللى متحسش بعيون جوزها و هى عاشقه غيرها تبقى غبيه، الست اللى تنام جنب جوزها على فرشتهم و متسمعش قلبه و هو بيدق لواحده غيرها تبقى غبيه، الا بالمناسبه قوليلى يا رحاب، انتى بتنامى مع ادم ف اوضه واحده!

رحاب اتوترت و غمضت عينيها بندم مجرد ما مرت قدام عينيها لحظات خاطفه لأدم و هو بيحاول محاولاته الاخيره معاها و طلب منها تنام جنبه..
فاطيمه: مش بقولك غبيه، دى بردوا كانت محتاجه قواله؟

رحاب زعقت لمجرد ان غلطاتها بتحاصرها واحده ورا واحده و بتطبق على نَفسها: اه كانت محتاجه قواله، يقولى بحبك، يقولى محتاجلك، يقولى وحشتينى، يقولى اى حاجه تحسسنى بقيمتى عنده، اى حاجه من اللى كان بيقولهم للصايعه اللى كان رايح جاى معاها، انتى عارفه انه عمره ما قالى بحبك، عمره ما ضمنى لمجرد امى واحشاه بجد، طب عارفه انى اما شوفت فيديوهاتهم سوا اتصدمت! حسيت انى قدام واحد تانى غير ادم! واحد لا عرفته و لا عاشرته.

فاطيمه: هى كمان كان مخبى عليها كتير، يمكن انتى كان مخبى عنك حاجات مكنش من حقك تعرفيها و بالعِشره و شوية قُرب منك و حنيه كنتى هتعرفى كل اللى عايزه تعرفيه، لكن هى كان مخبى الحلو بتاعه كله، كان مخبى انه ظابط و ناجح ف شغله و له وضعه و مركزه، كان مبينلها انه وحش و هى حبته و هو وحش، لا سألته معاه كام و لا فكرت واحد زى ده ممكن يجبلها ايه!

رحاب نفخت و فاطيمه كملت: و لسه لحد دلوقت بيخبى، ده لحد انهارده مكنتش تعرف انه ادم اخوها
رحاب بصتلها بلهفه: اخوها!
فاطيمه صححت: او اللى عاش معاها ف بيت واحد و هما صغيرين و كانوا فاكرين بعض اخوات
رحاب ضيّقت عينيها للجمله اللى مفهمتهاش: فاكرين بعض اخوات! يعنى ايه!
فاطيمه حست انها اندفعت اما راحت بالحوار للحته دى..

رحاب قربت بفضول: هو ادم وصل لأهله؟ ليه سابهم اصلا انتى كنتى جيباه كبير! و لا هو كان تايه قبلها و انتوا لقتوه!

فاطيمه بصتلها بأسف و هى بتسأل اسئلتها ورا بعض بفضول: و عرف ازاى انها اخته و ليه مقالهاش و خبى زى ما قولتى! ازاى كانوا فاكرين انهم اخوات!

فاطيمه هزت راسها: يااه يا رحاب، هو انتى و ابنى كنتوا بعيد عن بعض اوى كده!
رحاب اتعصبت: قولتلك ابنك مكنش بيتكلم نهائى، لا عن الموضوع ده و لا غيره، كان حيطه من حيطان البيت، ده انا ساعات كنت بضطر استفزه او اتشاكل معاه عشان يبقى فى حوار بينا من كتر ماهو صامت
فاطيمه: و انتى كنتى بتعملى ايه ف سكوته! بتتعاملى مع حالته ازاى! بتستفزيه! بتعصبيه و تنكدى عليه! ده اخرك!

رحاب قعدت بتعب عشان عارفه ان الجدال مش هيفيدها و بردوا لازم تتكلم..
فاطيمه وقفت جنبها و بصتلها من فوقها: الراجل اما بيسكت بيبقى يا طاقته خلصت يا اللى عنده ميتقالش، ساعتها بيبقى محتاج حضن، ايد تطبطب، حبة حنيه يهوّنوا، الراجل دايما بيحب اللي يسامحه، اللي يغفرله، اللي يبقي حنين معاه زي الام بالضبط ما بتعمل مع ابنها كده
رحاب رفعت وشها لها و فاطيمه اتفاجئت بدموعها اللى اول مره تلمحها..

فاطيمه: انتى عارفه انها و انتى ف بيتك بتحضرى عيد ميلاد ابن اخوكى و سايبه جوزك نفسيته تعبانه و متشحطط مع ابوه كانت هى جنبه! ملازماه و ملازمه خطواته مسابتهوش لحظه
رحاب بصتلها قوى و كإنها بتكتشف غلطاتها غلطه ورا التانيه..

فاطيمه: طب عارفه انك ف الوقت اللى رجّعتى جوزك مكسور الخاطر ف محنته و رفضتى تقفى جنبه هى قلعت دهبها و سابته ف المستشفى عشان يرضوا يدخّلوا ابوه من غير ما يطلب حتى، لا ده سابها على باب المستشفى و جالك رمى ضعفه بين ايديكى و استقوى بيكى و الراجل مبيرضاش يضعف بالذات قدام اى حد اى، بس كانت النتيجه ايه!

رحاب بلعت ريقها بندم و هى هزتلها راسها بأسف: انتى زقتيه و هى لقفته، رجع من عندك بصدمتك على صدمه انها راحت جابتله فلوس و حطتها بين ايديه و قالتله انت اغلى، يارب بس تكونى فهمتى انك انتى اول اللى غلطوا ف حق نفسك
رحاب: انا بحبه و لو غلطت ف كان من باب العشم بين اى اتنين متجوزين، كنت متطمناله انه مش هيغدر بيا و يسيب ايدى ف نص طريقنا.

فاطيمه شاورتلها بتهكم: لا يا حبيبتى انتى عشمك ده كنتى جايباه من السحر اللى عملتهوله مش من الحب
رحاب: مش هتفرق، المهم انى كنت بغلط متعشمه انه هيصلح غلطى ده مش هيقف عنده
فاطيمه: لا هتفرق، انا متأكده ان ابنى لو كان شاف ف عينيكى ذرة حب واحده كانت شفعتلك عنده، لو كان شاف حتى شوية ندم من اللى جايه بيهم دول اللى الله اعلم بيهم صدق و لا كذب كان غفرلك اى غلطه
رحاب: و اديكى قولتى ندم، و انا ندمانه.

فاطيمه وقفت برفض: معتش ينفع
رحاب وقفت جنبها بمحايله: و انا جيالك عشان تخليه ينفع، انتى امه و حبيبته و مبيرفضلكيش طلب، ادم بيحبك اوى و ف عز خناقنا و مشاكلنا مكنش بيسمح اقرب منك بحرف عليكى حتى ف غيابك
فاطيمه: عشان متربى، انتى خسرتى اوى يا رحاب، صدقينى خلاص خسرتى و لازم ترضى بقا عشان معدلهاش سكه تانيه.

رحاب بصتلها بمحايله: انتى طول عمرك بتحاولى تساعدينى ساعدينى المرادى اخر مره و انا اوعدك هتغير و هعمله كل اللى عايزُه
فاطيمه بصتلها بضيق و للحظه صعبت عليها..

رحاب مسكت إيدها بحماس: بصى، بصى هلبس الحجاب زى ما كان عايز، و هصلى، اقولك هجى شقتكوا هنا و انتوا انزلوا شقتى بدالى زى ما كان عايز عشان يريحك من السلم، اقولك، لالا انا هجى اقعد معاكى و ناكل و نشرب سوا و انزل ع النوم، و، و، و هاخد هديه معانا شقتنا.

فاطيمه بصت لعابد اللى صوت تسبيحاته ع السبحه ف ايده عِلى: لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
رحاب شدت ايدها و حاولت تتحرك لأوضة ادم: فين؟ فين هديه؟ انا هخدها عندى و هو اكيد هيرجعلى عشانها، هو بيحبها و قالى كتير تعيش معانا و احاول، اما يجى و يلاقينى انا و هى ف شقتنا هيتبسط و هيطلعلنا
فاطيمه مسكت إيدها بضيق من حالتها: بصى يا بنتى هقولك على حاجه
رحاب: قولى اى حاجه بس ساعدينى.

فاطيمه: الحاجه الوحيده اللى ممكن اساعدك بيها هى انى انصحك تنتبهى لنفسك و اذا كان على بنتك اى وقت تحبى تشوفيها تعالى و انا مش هقدر امنعك، انا صحيح مخلفتش لكن ادم علمنى امومه مديوناله بيها طول عمرى
رحاب: خليه يعلمنى انا كمان، يعلمنى ابقى ام لها و له و انا هتعلم، انا خلاص اتعلمت، قوليله يا ماما
فاطيمه كتمت نفسها بضيق عليها اكتر ماهو منها: مقدرش اقولك اكتر من ان اللى يمسك ف السايب يبقى خايب.

رحاب بحزن: طب و اذا كنت خايبه بقا من يومى تقولى ايه؟ خيبت ف الاول و انا معرفتش اخليه يحبنى و خيبت ف الاخر و انا معرفتش اخليه يتمسك بيا
فاطيمه: يبقى.

ادم كمل عنها و هو داخل: يبقى تمشى
رحاب بصتله بلهفه و هى مش عارفه دخل من امتى و سمع ايه من كل كلامها..
راحت عليه بفرحه: ادم
ادم رجع خطوه لورا بقرف: امشى
رحاب: ادم انا بحبك
ادم رد بخواء: و انا عمرى ما حبيتك
رحاب زعقت: ليه؟
ادم: مش هنجى دلوقت و ندوّر على اسباب، فات وقت الكلام ده
رحاب: بس انا مش قادره اصدق انك سيبتنى كده
ادم بصلها بملل: لا حاولى تصدقى و بسرعه بقا عشان كده غلط على صحتك.

رحاب حاولت تمسك ايده: ادم
ادم شد ايده منها بنفور و هى بصتله و حاولت تقرب بدلع: حتى لو مكانتى عندك كزوجه اتغيرت ف كونى ام بنتك ده شئ عمره ما هيتغير
ادم نفخ بخنقه و رحاب بصتله بقهر على بيبانه اللى بيقفلها ف وشها من غير ما ينطق حتى: طب و مكانتى اللى ف قلبك يا ادم؟!
ادم ضم بوقه بسخريه: خلاص احلقى دقنك بيها.

رحاب لاول مره تضحك عبى هزاره و ادم اخد نفس عنيف و خرّجه بنفس العنف: يابنتى افهمى بقا، احنا كنا لبعض و سيبنا بعض، طب افهمهالك ازاى دى؟ اكتبهالك على ايدك؟
رحاب فرحت لمجرد هزاره: ادم انت وحشتنى
ادم شاور بإيده على كف ايده التانيه: طب على ايدى انا؟
رحاب ابتسمت: حتى هزارك وحشنى
ادم شاور بسخريه على وشه: طب على وشى؟
رحاب مدت إيدها على خده: ادم انا
ادم شد إيدها زقها بملل: طب اثبّتها ازاى ف عقلك؟
رحاب: طب.

ادم شدها بنفاذ صبر لحد الباب و فتح و خرّجها: اه نسيت انتى معندكيش عقل.

عدى اسبوع و اكتر و ادم مش عارف يوصلها، اول مره يحس انه عاجز كده، ده حتى ف عز زعلهم كان بيبقى عارف تفاصيلها، ده السنين اللى بعدوها عن بعض كان متابعها و عارف خطواتها..
دخل مكتبه و قعد بتعب..
انس دخله و منير وراه بقلق: ايه يا ادم لسه مفيش اخبار؟

ادم ميل راسه بين إيديه بحزن: مش عارف اوصلها يا انس، عملت كل حاجه ممكن توصلنى لها و بردوا مفيش، دماغى عماله تودى و تجيب ف كمية افكار سوده ملهاش اخر يا انس
انس قعد قصاده بحيره و ادم ولع سيجاره بخنقه: يارب متقلقنيش عليها علشان انا عقلى هربان من فيلم هندى غريب و عمال يالف قصص
منير: طب حاولت تخترق حسابها زى ما قولت؟

ادم: و مفيش حاجه توصلنى لها، انا بعتلها على كل حساباتها رغم ان موبايلها مقفول بحساباتها اللى اتقفلت و قولتلها ارجعى حتى لو هترجعى لشغلك بس و انا لاء، حتى لو عايزه تبعدى عنى
انس: بس هى مش محتاجه الكلام ده يا ادم، مش محتاجه التضحيه لا بيها و لا عشانها، هى محتاجالك دلوقت اكتر يا ادم، هى خسرت ابوها يعنى خسرت كل حاجه و يوم ما هتعوز ترجّعها انت الوحيد اللى بيك هى هتقدر تعمل ده.

ادم: انت فاكرنى هسيبها بجد؟ انا بجر رجلها!
منير بصّله بعتاب: انت غلطت يا ادم، هى كان لازم تعرف من الاول، كان لازم تقولها كل حاجه و تسيبلها حرية القرار
ادم فرك وشه بتعب: خوفت، خوفت عليها ف الموضوع ده بالذات من الصدمه، انا مكنتش اصلا عارف بكل حاجه و لا بالحقيقه كلها بس حتى لو قولتلها اللى اعرفه خوفت عليها من الصدمه.

انس: لا يا ادم خليك صريح ع الاقل مع نفسك، انت مش خوفت، انت محسبتهاش صح، او نقول محسبتهاش اصلا، حبيتها ف مشيت ورا مشاعرك و سيبت الحكايه تجيب احداثها، مجرد انك اتطمنت انها مش اختك لا اب و لا ام زى ما تحليل النسب طمنك يبقى كده خلاص العائق اللى بينكم انزاح و نسيت اى عوائق تانيه حتى لو نفسيه، و قولت زى ما تجى تجى، معرفتش يبقى خير و بركه و انا كده كده مش ابنهم، عرفت ف يوم هتبقى ساعتها ملكى و بقت ف جيبى، يا اخى ده انت مفكرتش حتى ف العائق المادى و ان واحد زى حمزه باشا بهيلمانه و مشاريعه و مركزه الاجتماعى و المادى ده كله ممكن ميرضاش بيك!

منير بص لأنس بضيق: خلاص بقا، هو الكل هيفضل يلومه كده كإنه الغلطان الوحيد فيهم! حمزه باشا اللى ساب نفسه لواحده ميعرفش عنها الا انها مرات صاحبه و عرفى كمان، مغلطش! و ست حنين دى كمان اللى ماصدقت قفشت ف راجل متجوز، مش غلطانه! و كلام ادم ان شكلهم و هما كانوا من هيئتهم عارفين ادم و عارفين الحكايه، مش غلطانين!
انس: بس هديه كانت الوحيده اللى.

منير قاطعه: و دى بردوا غلطت، يعنى مغلطتش اما راحت مكان زى ده لوحدها حتى لو لشغلها؟ و مشيت مع واحد متعرفش عنه غير انه شمال، و حبته، لا ماهى لازم تحبه، راحت و جات معاه و كلت و شربت معاه، و سافرت و باتت ف بيته معاه و قضت ايام و اسابيع و شهور تحت سقف واحد معاه، ده مكنش غلط! فى واحده تسيب نفسها و مشاعرها لواحد متعرفش غير اسمه اللى لو كان قالها اسم غيرخ او قابلها و هو مغير اسمه ف العشوائيات مكنتش هتبقى عارفه عنه اى حاجه خالص كده! يابنى ده اللى بيعرفوا بعض ع السوشيال ميديا و اللى بيحبوا بعض ع الفيس بيعرفوا عن بعض اكتر من كده!

انس: انا من البدايه كنت ضد انها متعرفش مش ضد علاقتكم و حاولت انبهك بس انت كنت جايب العداد ع الاخر و دايس و مش مراعى انك ماشى بعشوائيه ف طريق متعرفهوش
ادم هز راسه بسخريه من نفسه: ‏أنا عمري ما كنت عشوائى، أنا كل خطوه ف حياتى لازم أحسبها غلط كويس أوى
انس: بس المرادى غير، المرادى ده مش موضوع ف مسار حياتك، ده حياتك نفسها، كان لازم تحسبها صح
ادم: اللى حصل بقا.

انس: و هتعمل ايه؟ ادم انت بردوا مقعدتش مع ابوك تانى؟
ادم وقف و اتحرك قدام الشباك برفض..
انس: ادم هو انت مش فرحان انه حمزه طلع ابوك بجد؟

ادم ابتسم بتلقائيه و انس وقف جنبه: يعنى امك مطلعتش زى ما كنت فاكر و الحدوته طلع لها وجه تانى! ده مش كفايه تقعد معاه و تسمعه؟
ادم: معنديش نفس و لا طاقه، ‏عمرى ما حسيت إن طاقتى خلصت قد الايام دى يا انس
منير: انت عمرك ما كنت مستسلم اوى كده! ده انت ف عز ما كنت ماشى ف وش التيار و دايس كنت بتعافر سواء اما سيبتهم ف الاول و لا اما هديه سابتك بعدين.

ادم: و أنا خلاص تعبت من المعافره، أنا عايز أسيب كل حاجه و أمشى و مرجعش تانى
انس طبطب على كتفه: فتره و هتعدى زى ما ياما عدى غيرها كتير، يابنى ده ياما عدت ع الراس طبول
ادم ضحك بتهكم: فتره! ده انا كل ما اقول فتره و هتعدى بلاقيها بتاخد لفه و رجعالى، تحس كده ان كل مرحله بتقول للمرحله اللى قبلها عنك انتى و حياة امه لا اربيه.

انس ضحك غصب و ادم ضحك بالعافيه معاه: حياتي كلها فى كفه و اخر فتره دى ف كفه تانيه خالص، اتعلمت فيها اللى متعلمتهوش ف عمرى كله و الله
منير بص لأنس بزعل على شكل ادم اللى قعد و مرجع ضهره لورا و حاطط دراعه على راسه و مغمض بتعب..
ادم اتكلم ببحه ف صوته: هو انا مستحقش اى حاجه حلوه خالص كده؟ ده انا عمرى ما اذيت حد و الله، قلبى مفهوش غير الخير و الله
انس: قول يارب.

ادم رفع وشه لفوق و اخد نفس طويل: يا موزّع الحب على عبادك انا قلبى متحبش ليه!
منير بصّله شويه: ادم هو انت لو وصلتلها هتعمل ايه اولا؟
ادم ابتسم بتلقائيه و فجأه اتغاظ: هبوسها ف بوقها
منير ضحك اوى مع انس اللى ضحك بيأس..
منير: اذا رفضت تتخلى عن اسمها و طبعا حمزه مش هيرضى يجبرها عارف موقفك هيبقى شكله ايه؟
ادم مقبلش مجرد التفكير ف النقطه دى: هى ترجع بس، لازم ترجع.

منير بصّله بزعل و ادم وقف فجأه بحماس و هو خارج للباب: و انا عرفت هجيبها بنت الصرمه ازاى.

هديه قاعده ف الفندق دخلت عملت قهوه و شدت ستارة البلكونه بخواء و قعدت تشرب القهوه..
مسكت الموبايل اللى جابته جديد و فتحت نت و بتقلب بملل لحد ما وقفت عند خبر..
قرته بتفحّص اعلاميه تواجه مصير تهورها بقلم القضاء
بلعت ريقها بقلق و وقفت قرت تفاصيل الخبر اللى عرفت منها ان محاكمة علا كانت امبارح و اتحكم فيها عليها اعدام لجريمة القتل!
وقفت بفزع و جريت لجوه لبست و اخدت موبايلها و شنطة ايدها و خرجت..

وصلت المديريه و دخلت بلغبطه، كل ما تقدم خطوه قلبها يدق بنفض، بتحاول تتجاهل احساسها ده بالعافيه..
حاولت مره ورا مره لحد ما خلصت كل طاقتها ف وقفت برفض لتهورها ده، شبعت من تهورها و كان لازم تفكر قبل ما تجى!
لفت ترجع اتفاجئت بإيد من وراها اتحطت على عينيها و التانيه كلبشت ف إيدها شدتها و دخلت من باب و قفلت..

هديه حست بضهرها بيتسند ع الباب وراها و الايد اللى على عينيها اتشالت و التانيه سابت إيدها و الاتنين رغم انها مفتحتش الا انها حستهم حاوطوها بتملك..
مفتحتش عيونها و كإنها خايفه تفتحهم على صدمه جديده..
ادم رفع حاجبه: انتى خايفه تفتحى تشوفى عفريت و لا حاجه؟
هديه بدل ما تكز على عيونها كزت على شفايفها و ده جننه جنون فوق جنون لهفته..
ادم باس عيونها برقه: ياللى لُقاكى حيااه، انا حبى ليكى صلاه.

هديه حست للحظه انها متلغبطه بين عقلها اللى بيفكر فيه و عقلها الباطن اللى بيحلم بيه، حست من لغبطتها انه متهيئلها، انها من كتر ما بتفكر فيه او متخيلاه ف كل ركن ف المديريه من اول ما دخلت ف صوته اتجسد قدامها من عقلها الباطن..
فتحت عيونها ببطئ مترقبه و مش عارفه تتمنى ايه،
همست بخفوت: انا ف حياتى مشوفتش عقل باطن بالوقاحه دى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة