قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث

هديه حست بضهرها بيتسند ع الباب وراها و الايد اللى على عينيها اتشالت و التانيه سابت إيدها و الاتنين رغم انها مفتحتش الا انها حستهم حاوطوها بتملك..
مفتحتش عيونها و كإنها خايفه تفتحهم على صدمه جديده..
ادم رفع حاجبه: انتى خايفه تفتحى تشوفى عفريت و لا حاجه؟
هديه بدل ما تكز على عيونها كزت على شفايفها و ده جننه جنون فوق جنون لهفته..
ادم باس عيونها برقه: ياللى لُقاكى حيااه، انا حبى ليكى صلاه.

هديه حست للحظه انها متلغبطه بين عقلها اللى بيفكر فيه و عقلها الباطن اللى بيحلم بيه، حست من لغبطتها انه متهيئلها، انها من كتر ما بتفكر فيه او متخيلاه ف كل ركن ف المديريه من اول ما دخلت ف صوته اتجسد قدامها من عقلها الباطن..
فتحت عيونها ببطئ مترقبه و مش عارفه تتمنى ايه،
همست بخفوت: انا ف حياتى مشوفتش عقل باطن بالوقاحه دى
ادم كتم ضحكته من ردها اللى كشفله انها ادمنت التفكير فيه..

همس بغلاسه يستفز غيظها: طب و ماله؟ ده يابخته اللى احنا من بخته و يا هناه اللى هنبقى معاه
هديه اتعمدت تنفخ بجمود و هو اتجاهل ده و غمزلها: ما تراعى يا لبن المراعى
هديه اخدت نَفس عنيف و خرّجته مع الكلام: اخلص يا ادم، عايز ايه؟
ادم عض بوقه بكوميديا: عايز امسّى بالخرطوش ع العيون اللى مبيرحموش
هديه غمضت عيونها تدارى غيظها لإنها عارفه ان الغيظ ده مشاعر و مشاعر هتجيب مشاعر و دى بداية الاستسلام..

غمضت عيونها تدارى ده كله بس ضغطة شفايفها تمردت ف كتم ضحكته: و اقول مسااء الكوسه can I have بوسه
هديه فتحت بعصبيه: ادم
ادم غمزلها: طب اقولك نكته قبيحه؟
هديه فتحت بوقها تتكلم هو قفله بإيده برخامه: هقولك نكته قبيحه، لمونه حبت تسيب خطيبها قالتله اعصرنى مش هقدر اكمل
هديه ملامحها رخت غصب عنها ببلاهه و هو ضحك بغلاسه: طبعا كنتى مستنيه القبيحه؟ صح صح؟ قولى متتكسفيش مانا معرفتش اربى.

هديه بصتله بنفاذ صبر و هو دارى ضحكته بالعافيه على منظرها: طب القفى دى يمكن تجيب معاكى، كوباية عصير جوزها مات بقت تقول اه ياjuice اه
هديه بتحاول تبص ف اى حته حواليهم بنرفزه و هى مش عارفه عايزه ايه بالظبط و هو انفجر ف الضحك: موتى ف القباحه، انتى مش عايزه تتربى لاء، انتى محتاجه ابتدى معاكى من اول اركان الاسلام الخمسه
هديه زعقت: عايز ايه يا ادم و بطّل طريقتك دى عشان مش هتجيب معايا.

ادم ايتسم بعشق ابتسامه هاديه بعيده عن مشاكسته لها: عايزك
هديه صوتها اتهز: و انا خلاص اكتفيت، اكتفيت صدمات منك و معاك و بسببك
ادم ابتسم بحزن و حاول يضم إيديها بين قبضات إيديه بملكيه: و عايز اقولك انى بحبك
هديه بصتله بتهكم: كنت مستغربه انا ليه بسمعها منك كتير مع انك المفروص شخصيه بطبيعة شغلك عمليه اكتر، بس دلوقت فهمت ان الكذاب بيحتاج من وقت للتانى يأكد على كذبه.

ادم رفع إيدها باسها اللى كانت ناسياها ف إيده و قلبها تاجاهل عنادها: لا يا هديه، ده عشان انا اللى بحب اقول للي بحبهم دايما انى بحبهم و لو للمره الألف و زى ما بيقولوا كده من لم يؤدبه الحب يؤدبه مزيد من الحب
هديه شدت إيدها منه بسخريه: اسمها من لم يؤدبه الحب لن يؤدبه مزيد من الحب.

ادم ابتسم بصدق: لاء انا عندى من لم يؤدبه الحب يؤدبه مزيد من الحب، بدى حب و مزيد من الحب و فرص و مزيد مزيد من الفرص عشان عارف نفسى يوم ما بقرر امشى مببصش ورايا
هديه بعصبيه شدت إيدها من تانى بعد ما حاول يمسكها: ده تهديد ده؟ انت جاى تهددنى؟ يا بجاحتك يا اخى! لك عين!

ادم مؤقتاً اتجاهل وجعها اللى نطقت بيه و حاول ينكشها: تصدقى انك تستاهلى اسيب نفسى بعفاريتى بسلطاتى ب بابا غنوجى لحد ما ترجعى، اهو ع الاقل اتعفرت عليكى اول ما اشوفك
هديه بصتله بحده على عادة هزاره اللى مش هتتغير بس جواها حته اتخنقت ان كلامه معناه انه ابتدى ييأس..
ادم كتم ضحكته عشان فهمها: او اعفرتك معايا، ايهما اقرب بقا.

هديه بصتله بحده و اتحركت بعنف تتحرك من الباب اللى مدت إيدها فتحته ف ادم ضغط على إيدها و لفها له و ابتسم: هديتى
هديه بصتله بحسم: لقد نفذ رصيدكم يا ادم، نفذ
ادم ضم بوقه لقدام ببراءه كتم ضحكته: ايه ده انتى اشتغلتى مع اتصالات كمان؟ هو الحال اتدهور اوى كده؟
هديه كتمت انفاسها بغيظ محبتش تظهره..
ادم شاورلها بمحايله: طب خدينى معاكى و النبى
هديه زعقت بنفاذ صبر او خوف تضعف: اددم
ادم غمزلها: وحشتيه و ربنا.

هديه بصت بعيد بأنفاس عنيفه عاليه..
ادم شاورلها بدراما كتم ضحكته: نزلت الترعه اصطاد شوفت الجراميط هديه
هديه حطت إيدها على راسها بنفاذ صبر بتدارى غيظها بالعافيه..
ادم فاهم ملامحها كويس ف شاور على صدره و رجّع ضهره لورا بدراما: ده انا دخلت الزريبه شوفت كل اللى فيها هدياااااه
هديه قربت بهجوم من غير ما تلمسه و بصتله بشراسه و كوّرت قبضات إيديها بغيظ..

ادم عض بوقه بغزل: ينفع كده نهاية العالم بتقرب ياسطى و انت لاء؟
هديه كزت على سنانها بحده و هو مد إيده مسك دقنها بمشاكسه و حرّكها مع الكلام يستفزها: ‏ينفع ياسطى تقتحم حياتي و تحببنى فيك و بعدين تبطل تكلمنى بمزاج امك و تمشى؟ هى زريبه و لا ايه يا ولاد الصرمه؟
ادم انفعل بمرح ف اخر جمله و هى اتخضت لدرجة ضحك..
هديه بغيظ: عايز ايه يا ادم؟
ادم غمزلها بمعاكسه: عايزك.

هديه: انسى، انسى يا ادم انى ف يوم دخلت حياتك او انك لمحتنى حتى عشان متتعبش
ادم زعق بمرح: ما هو انا حياتى مش ببجى يا ولاد الكلب علشان تلعبوا فيها زى ما انتو عايزين
هديه بصت بعيد بيأس ابتدت تحسه قدام اصرار ادم انه يلجمها من جواها بكاريزمته الخاصه..
ادم رفع حاجبه بمرح: ايه يا جدعان هى ‏البنات بقت بتتسلى و الشباب هما اللى بقوا جد ف حوار الجواز و لا ايه؟

هديه غصب عنها هربت ابتسامه من جواها واجهتها بضيق مع ظهورها ف ملامحها اتلغبطت..
ادم ضحك بمرح و هو بيتلفّت حواليه برا قاصد يعلّى صوته شويه: حد لعب في الإعدادات تقريباً، يا جدعان اللى رفع الزرار ينزّله ابوس ايدكم انا بضيع
هديه بسرعه حطت إيدها ع الباب و بتلقائيه قفلت الباب و مجرد ما اتطمنت انهم لوحدهم زقته بغيظ لجوه..
ادم ضحك بصوته كله: بتغرغرى بيا يا بت الكلب؟

هديه غمضت عيونها بغيظ و هو اتكلم بدراما: اكمنى بجبك تعمل كده فيا؟ الاه
هديه حطت إيدها على راسها بغُلب و هو كمل بمرح: اكمنى مليش غيرك تلعب بيا؟ الاه
هديه بصتله بيأس و اتحركت تمشى: سيبنى لوحدى يا ادم.

ادم ف حركه سريعه رجّعها لقدامه بعد ما مد إيده بسرعه قفل الباب..
بصّلها بجديه رغم رقة كلامه: مبدئيا كده طول ما لسه في حد عايش في الدنيا على حسك إياكى تقررى تختفي و تسيبيه للدنيا تلطش فيه لوحده! متهربيش منه، اهربى له
هديه هربت بعيونها بعيد: انا مبهربش، بس كل اللى جاي هيكون بالعقل علشان أنا قلبي منصفنيش.

صوتها اترعش بألم هو حب يكسره بسحره الخاص عليها ف رفع حاجبه بمرح: لا ماهو انا مقولتلكيش، ‏أنا لو محدش كلمنى يومين ورا بعض بنساه، ما بالك بقا لو هو قاصد يتجاهلنى!
هديه لفت وشها له بصتله بتهكم و هو ابتسم ببراءه: اه و ربنا
هديه حاولت تتكلم بهدوء: سيبنى لحد ما اهدى
ادم بصّلها بإصرار عاشق بجد: مش حسيبك غير لما تهدى.

هديه بصتله بضعف اترجم على صوتها بعفويه: انا عارفه انك عايز تساعدنى و عارفه كمان انى صعبانه عليك و مقدره ده و وقفتك دى بس ممكن
ادم سحب إيدها بهدوء قعّدها و قعد جنبها: لما حد يساعدك و هو أصلاً بيعافر ف حياته دى مش مساعده دى محبه و المفروض ان القلوب المحبه عند بعضها، و لا ايه؟

هديه ضحكت بتهكم: هجر جميل خير من موده يعقبها أذى و انا ياما اتأذيت منك، كل ما اقرب اتأذى لدرجة بدآت احس انها اشاره من ربنا عشان عايزنى ابعد
ادم ابتسم ببهتان: انا يا هديه؟ انا عمرى ما اذيتك عن قصد او لمجرد انى عايز ائذيكى، مفيش مره اذيتك الا و كان قدامى طريق ابشع و اختارت وجودك مهما الامر كلّف، انا عمري ما كنت شخصيه موذيه حتى لما حرقولى قلبى مشيت بهدوء.

هديه هربت بعينيها بعيد تدارى دمعتها اللى غطتها بتهكم: و رجعت عشان تنتقم
ادم مد إيده مسك دقنها لف وشها له قصد يقابل عيونهم: انتى شايفانى كده؟ ده انا حتى الناس اللى أذونى محظوظين بيا لأن عمري ما فكرت و لا هفكر أئذيهم، اقوم ائذيكى انتى؟ انتى يا ست الحبايب؟
هديه نزّلت إيده بضعف: بس معلش طلعت اوت منك دى
ادم ابتسم بغيظ على اصرارها: طب معلش هتعبك معايا أوقفى ف حته فيها مخ الاوب علشان أعرف أكلمك بس.

هديه بصتله بشراسه و هو مسك إيدها: طب مبدئياً كده صلى على من قال لا تؤذونى ف عائشه
هديه اخدت نفس تهدى و تمتمت بالصلاة ع النبى ف سرها رغم نظراتها بسخريه له عشان فهمته..
ادم حاول يتكلم بهدوء: انا لو اعرف ان حمزه ابويا كنت همشى؟
هديه بصتله بعدم فهم و هو مسك إيدها بإندماج مع الكلام: انا لو حمزه ابويا و اعرف ده و متأكد منه كنت ع الاقل هختار نص العمى و لا العمى كله، صح و لا ايه؟

هديه بصتله بصدمه و هى مش مستوعبه انه مكنش يعرف حمزه او رافضه ده: انت قولت انك كنت عارف انه
ادم قاطعها: انا قولت انى كنت عارفكم مقولتش انى كنت عارف ان حمزه ابويا، انا مقولتش حاجه اصلا و انتى مدتنيش فرصه زيهم اتكلم و افهّمك
هديه وقفت برفض و صوتها اتهز بدموع: بس سكتت، سألتك يا ادم و سكتت، سكتت عشان
ادم كمل بإصرار بعد ما وقف معاها: سكتت عشان مكنتيش ف حاله تسمعى فيها
هديه بصتله بعنف: لا عشان كذاب.

ادم: لا عشان خبيت
هديه بصتله قوى برفض: تفرق؟
ادم: جدا
هديه اتحركت بتهكم: اه صح، انا اللى غبيه، كان المفروض ابقى زى اى واحده بتدخل علاقه مع واحد، انا بس اللى كنت مش طبيعيه، كان المفروض اسأله هو متجوز او لاء! طب مخلّف! طب ياترى بقا هو اخويا و لا هتفاجئ!

ادم اتحرك جنبها بحزن على صوتها المهزوز و مسكها من كتافها لف وشها له: اولا حتة متجوز دى احنا اتكلمنا بما فيه الكفايه فيها و فهمتك انا ليه عملت كده و اللى حصل بعد كده اعتقد فهّمك و اقنعك
هديه هربت بعينيها بعيد لمجرد انها فعلا اقتنعت..
ادم مد اصابعه مسك دقنها لف وشها له: اما حتة انى اعرفكم
هديه بصتله بوجع: هتكذب ف ايه تانى يا ادم؟
ادم: هديه.

هديه ربعت إيديها بعيون مدمعه رغم سخريتها: ياترى رتبت كدبتك ازاى! و لا انت اصلا كنت مجهز كذبه جاهزه؟
ادم ابتسم بضعف: انا بحبك، و الله بحبك بس مش عارف ليه الظروف مصممه تحاربنى فيكى
هديه زعقت بشراسه: انت كذاب، كذاب و قولتلك مية مره الكذاب مبيعرفش يحب، اوعى تجيب سيرة الحب على لسانك، الحب برئ منك و من كذبك.

ادم حط إيده على وشه و حرّكها بغيظ و ضحك بعفويه: ‏انا هستحمل غباوتك علشان عارف ان ده صوت هرموناتك اللى بيعلّى صوتك ده و بيزعق، انما إنتى هابله عادى
هديه بصتله بشراسه و هو ضحك غصب عنه و شدها قعدها: طب ممكن تهدى و تسكتى لحد ما اخلص كلامى
هديه وقفت بحده: لاء
ادم وقف شدها قعدها تانى و قعد: بعد ما اخلص ابقى اعترضى براحتك
هديه وقفت تانى برفض: لاء.

ادم موقفش و شدها بغيظ قعّدها: اقعدى بقا يا بنت الصرمه فرهدتى امى وراكى
هديه هتقف مد إيده ف جيبه خرّج مسدسه و شد الزناد و هى رفعت حاجبها و كتمت خوفها بطريقه طلعت مضحكه غصب عنها و قعدت..
ادم كتم ضحكته و قعد جنبها و حط المسدس قدامهم ع الترابيزه و بصّلها بتحذير: عارفه لو سمعت نَفسك لحد ما اخلص هخنفك، هديكى طلقه من مناخيرك تطلع من قفاكى تخنفك
هديه بصتله بغيظ: انت لتانى مره تستغل منصب عملك ف.

ادم كمل بإستفزاز: انا مبتز حقير قليل الادب سافل، شوفتى النص الاول المبتز الحقير و كلمه زياده هوريكى النص التانى
هديه بصتله بغيظ و هو شاورلها بغلاسه: اه هو قليل الادب السافل ده
هديه قعدت بغيظ و بصتله و هو رفع حاجبه بمرح: جزمه.

هديه هتقف مد إيده مسك المسدس: هاا
هديه قعدت بتذمر و هو كتم ضحكته بالعافيه..
سكت و هى سكتت و سكوتهم طال..
بصتله بنفاذ صبر: انت مقعدنى تسمعنى سكوتك؟ ما تنطق.

ادم ضم بوقه ببراءه: لا ماهو انا نسيت
هديه كزت على سنانها و وقفت بغيظ اتحركت للباب و هو وقف بسرعه جرى وراها، شدها و هى حاولت ترجع للباب و هو شدها لتانى ناحيه و كل ما تقرب ف جهه يقف ف سكتها و معافرتها بتزيد..
ادم بإصرار: مش هتمشى تانى
هديه بصتله بشراسه: دلوقت بس فهمتك ليه كنت دايما تقولى مش هتسيبينى تانى، و دلوقت بردوا عرفت إنى كان لازم امشى من الاول.

ادم رفع حاجبه: ‏متتحدنيش ف العِناد علشان دى تقريبًا الحاجه الوحيده اللى انا فالح فيها و مكمله معايا لحد دلوقت.

هديه حاولت تتحرك بس هو وقف قدامها و مدت ايدها للباب ايده سبقتها و بتلف تانى ناحيه كان هو بيلف قدامها ف اتقابلت اجسامهم بدل عيونهم ف حضن غريب..
ادم ضمها اوى بتملّك و خطف نَفس طويل من حضنها و هديه عيطت بضعف اوى جوه حضنه و هو اتكلم بأنفاس مريحه: انا هقولك كلمه قولتهالك و قولتها عنك قبل كده، حبيتك الحب اللى اقنعنى ان اللى فات من العمر كان مجرد انتظار ليكى مش اكتر.

هديه غمضت عيونها بألم و هو قربها اكتر و اتتفس براحه نَفس بطئ كإنه بيستنشق حزنها من جواها: أن المحب لمن يحب رحيم، ارحمينى لاجل خاطر النبى
هديه دمعت بوجع: ارحمنى انت، ارحمنى و ابعد عنى
ادم هز راسه برفض و هى بصتله بضعف: انا محتاجه ابقى لوحدى، عالاقل دلوقت.

ادم سحبها و هى لسه ف حضنه و قعد بيها: انا عارف انك عايزه تبعدى مجرد محاوله مع قلبك، عايزه تختبرى مشاعرك كإستنجاد منك تشوفيها هتقويكى و تقدّرك ع الغياب و لا لاء، بس انا عايز اقولك حاجه يا هديه و عن تجربه صدقينى، البعد مبيقللش من المحبه، عمره ما نصفنا و عملها، الغالي بيفضل غالى و غلاوته مع البعد بتزيد.

هديه دمعت بألم: زى ما اكون مصابه بحُمّة الفقد، مكتوب عليا افارق، افارق اب ملمحتهوش لحظه عشان حتى اعرف هحبه او لاء برغم كل اللى اتقال عنه، افارق اب مفارقتهوش لحظه و مش عارفه اكرهه برغم كل اللى اتقال بردوا عنه، و يوم ما احب احب واحد جوه دايرة وجعى و داخل يقفلها بيه، من يوم ما حبيتك و انا حاسه انى اتقسمت نصين نص زعلان منى والتانى زعلان عليا
ادم ضم إيدها: انا.

هديه دموعها نزلت: انت كنت حلم بس مكنتش متخيلاه هيقلب كابوس من غير رحمه كده، ‏كان نفسي تطلع زي ما كنت بحكيلهم عنك
ادم ابتسم بحزن: و انا اوعدك انى
هديه قاطعته بضحكة تهكم: متوعدش بحاجه مش ضامن تعيش بحالتك اللى وعدت بيها دى لحد ما يجى وقتها مش بس تنفذها، اللى حصل ده ورانى ان مفيش حاجه بتفضل علي حالها، الأيام و الناس و الوعود مهما كانت حلوه بتتغير، لا يا ادم، انا مش هعمل ف نفسى كده.

ادم بصّلها برحاء: طب ممكن تسمعينى لأخر مره؟

هديه اخدت نفس برفض و هو مسك إيدها قبل ما تقف: لأخر مره يا هديه، لاخر مره و مش هفتح قدامك اى سيره للموضوع تانى، بس اسمعينى و لو من باب الفضول، انا تعبان و محتاج اتكلم، كل حاجه اتلغبطت جوايا مجرد ما اتلغبطت قدامى، معتش شايف حاجه لا صح و لا غلط، معتش شايف، لا عارف افرح انى مطلعتش ابن حرام زى ما كنت فاهم و امى خانت ابويا ف شرفه و لا ازعل و اتقهر على دمها اللى سيحوه قدام عينى.

هديه بصتله بضعف، هى عاشت الموقف معاه بس من نبرة صوته متخيلتش انه محفور جواه بألم كده..
بصتلها بعتاب عشاق: و عشان كده كنت جاى تنتقم، عشان منسيتش
ادم هينطق هى شاورت ف وشه بتحذير: و اوعى تنكر، انن قولت كده، قولت جاى تنتقم.

ادم صحح: من حمزه، كنت جاى انتقم منه هو، كنت فاكرُه ميخصنيش، امى خاينه يبقى ايا كانت هى مين حمزه ميخصنيش، كنت فاكر انى مش هفرق معاه، كنت شايفُه يومها مصدوم من وجود امينه، مستغرب من كلام ستى، ففهمت انه اتحط فجأه قدام اللى حصل، كنت فاكر انه لسه هيقررلى انا كمان مصيرى، عشان كده جريت.

هديه بصتله بحزن على عينيه اللى غمضت بتعب و هو صوته اتهز: كنت عايز اوجعه، كنت فاكر اما هوجعه هرتاح، فاكر هيتوجع لوحده، كنت مستغرب انا ازاى موجوع اكتر منه كده، مكنتش فاهم و فهمت اما فهمت الحقيقه.

ادم اخد نَفس و كتمه زى الدكتور المضطر يفتح جرح عشان ينضفه: انا مكنتش اعرف من الحكايه غير ان امى خاينه و ابويا قاتل، ايا كانت امى مين و ابويا مين، ابويا الراجل اللى اتخان معاه و خلع و سابها لمصيرها و لا الراجل الواقف قدامى بيقتل بدم بارد، طب امى، مش هتفرق ستى قالت الاتنين خاينين، الخيانه كانت قدام عقلى بمفهومها البحت او هما باللى عملوه قدامى فهموهالى كده، يجى ف بالى منين ان الخيانه اللى يقصدوها ان امينه بلغت عن حمزه و خانت العِشره!

ادم بلع ريقه بمرار و هو بيضغط على كف إيدها: هى ست وحشه و هو راجل بشع و الحياه معاهم و بينهم مستحيله، شوفته قدامى مستحل للدم بإفترا و سمعت ستى قالت عن حنين خاينه و عن امينه خاينه اللى مكنتش اعرف عنها غير اسمها و بس، و ايا كانت مين فيهم امى فهى خاينه و ده كان شئ بشع بالنسبالى، بس ايا كانت مين فيهم كنت فاكراها خانت ابويا فيا ف قالت عنى وِلد الخاينه ملهوش ديه، انا فاكر اخر كلمات امى قالتهالى، قالتلى ابوك راجل ظالم و مفترى و عيشته كلها حرام ف حرام، بعدت زى ما زقتنى و كانت عايزانى ابعد، بس كنت هرجع و الله، كنت عيل صغير اه بس كنت محتاج اشوف الصوره من بعيد و اشوفهم من غيرى او من ورايا هيعملوا ايه، كنت هرجع و الله، بس اتفاجئت بيهم بيقتلوها، شوفت عيونها و هى بتغرّب، شوفت عينيها و هى بتلف تبتسملى و الدم غطاها، سمعت صراخها، ايا كانت مين دى بس فكرة ان احس ان بيتى اتقلب غابه و عايش مع وحوش خلتنى اجرى، اجرى لبعيد، مقبلتش حد فيهم ف حياتى و لا حتى قبلت اعرف حاجه اكتر من اللى عرفته، كان بمزاجى و غصب عنى، الحاجه الوحيده اللى كانت غصب عنى بجد هى انتى، بُعدك عنى، بس معرفتش اعمل حاجه و استسلمت لحياتى بعيد، صحيح كنت عارفكوا و كل فتره اعرف اخباركوا من بعيد لبعيد اما كبرت لكن كان الوقت اما كبر كبّر المسافات بينا، لحد ما جيتى انتى و ظهرتى ف حياتى.

هديه ابتسمت بعفويه: عرفتنى يا ادم؟
ادم ابتسم بعيون كانت مدمعه: صحيح كنت متابعك من قبلها و عارف اخبارك و لجمت نفسى اقرب، لكن اما قربتى و الصوره بقت اوضح قدامى ضعفت، ضعفت قدام تؤمى، تؤم روحى و قلبى، نصى التانى و شريكتى الوحيده.

هديه بصتله كتير: محبتنيش على كده، ماهو حبتنى ازاى و انت عارفنى اختك؟
ادم هيعارض هى سبقته: ده بناءا على كلامك، انك متعرفش صلتى ايه بالحوار كله.

ادم سكت كتير: كل حاجه كانت من الاول ملغبطه قدامى، محاولتش افهمها لمجرد انى مش عايز، لا عايز افهم و لا عايزهم و لا عايز حياتى معاهم، مش عايز حاجه غير انى ابعد عن المستنقع ده، بس يوم ما عوزت عوزتك انتى، اول ما قربتى حبيتك بجنون، بتملّك، عشقت قربك، اتطمنت بيه ف الوقت اللى كان المفروض انا اللى اطمنك، ف البدايه قولت ده مجرد حنين لايام عيشناها سوا، لهفة اخوات المفروض انهم تؤم مش اكتر، بس بعد كده حسيت مشاعرى ناحيتك بتاخد سكه تانيه خالص، منحنى غريب و الاغرب انه كان عاجبنى و مستسلم له و معاه، او انا اللى كنت بدون اراده قدامه، حسيت ان فى حاجه غلط، لا يمكن تبقى اختى حتى لو من امى بس او انا اللى اتمنيت ده، بقيت تايه بين احساسى و امنيتى.

هديه نسيت كل زعلها بعفويه و ابتسمت بفضول: عرفت ازاى انى مش اختك؟ امتى تحديدا؟
ادم ابتسم لملامحها: كلمت انس اللى كان عارف تفاصيلى من زمان، هو على فكره كان عارفك من اول ما ظهرتى ف سكتى من اول يوم، طلبت منه DNA و عمله و اتأكدت، يوم ما كنت بحلم بكوابيس و صحيت مشيت و انتى مشيتى
هديه: قصدك طردتنى.

ادم اخد نفس ملغبط: كنت خايف، مرعوب من نفسى، كن جوايا خوفين ابشع من بعض، خايف متطلعيش اختى و خايف اكتر تطلعى اختى! لو طلعتى اختى كنت هفرح انى طلعت بيكى من الحكايه و مطلعتش خسران ع الاقل انتى، و كنت هزعل على قلبى اللى هكتم وجعه و مش مسموحلى انفس عنه حتى، و لو مطلعتيش اختى كنت هزعل اوى لإنك هتثبتيلى انى فعلا ابن سكه حرام و غلطه عملتها امى و اتأكد بالدليل انى مش ابن حمزه اللى لحد لحظتها كنت فاكرُه فعلا ابوكى، و كنت هفرح عشان مشاعرى مش هيتحجر عليها بإسم الشرع و القانون، و كنت هتطمن بيكى و انا مقرب و اخاف من قربك اللى هيقربنى من الماضى و يفتحه.

هديه بصتله بحزن: يااه، كل ده!
ادم: عشان كده كان لازم تمشى، كان لازم، بس مع اول خطوه خطتيها لبعيد قلبى اتقبض، حسيت ان فى نوع تالت من الخوف ابشع و هو عدم وجودك اصلا لا اختى و لا حبيبتى، ف كان لازم ترجعى و عشان ترجعى كان لازم ابقى فاهم هترجعى ايه و ازاى
هديه: و عملت التحليل.

ادم ابتسم: و اثبت انك مش اختى لا من ام و لا اب، محاولتش ادخّل عقلى ف دوامه بس الخيوط الوهميه كانت واضحه قدامى، ان حنين و امينه انتى من ام فيهم و انا من ام و طالما ستى قالت عنى انا وِلد الخاينه و طالما حمزه مكمل مع حنين لدلوقت يبقى انا ابن اللى اتقتلت تمن خيانتها و حمزه ميخصنيش!
هديه تمتمت بحزن: عشان كده ستى كانت طول عمرها بتكره ماما، كنت مستغربه ده مش كُره حموات ابدا.

ادم حب يخطفها من الحوار: كل اللى جوايا اتبخر لحظة ما مسكت التحليل ف ايدى، مفكرتش حتى انى كده بقا معايا دليل ان كلام ستى صح او ع الاقل افتكره كده، مفكرتش اقرب لحمزه و اسأله مين ابويا طالما هو مش ابويا و اكيد عرف امى خانته مع مين، من يومها و انا مفكرتش ابعد تانى، مفكرتش غير ف حاجه واحده بس، هى انتى، حاجه اسمها هديه و اللى رجعت عشان تبقى هدية ربنا و الدنيا ليا.

هديه حته جواها بتتنطط كإنها ماسكه الدنيا كلها ف إيدها و حته بتتنطط كإنها ماسكه جمر و الاتنين جواها..

ادم ابتسم بعشق: و طبعا اكيد فاكره اننا قعدنا مع ستك فتره طويله و احنا صغيرين اول ما اتولدنا عشان حنين كانت ف المستشفى و لاكتر من سنه بتتردد ع المستشفيات و تسافر، و ستك كلت دماغنا بالحوار ده مليون مره و كانت بتعاير بيه حنين ف الرايحه و الجايه و كانت بتقولها انتى امهم بالاسم بس انتى حتى مرضعتهومش زى الامهات.

هديه بصتله و عيونها اتملت دموع و هو مد إيده لفها بيها و شدها عليه: كإن ربنا عمل ده كله مخصوص عشان تبقى هديتى، حنين تتعب بعد الولاده ف منرضعش على بعض، الحقيقه تنكشف، انا اسيبكم، عشان الحقيقه تظهر معايا، عشان ف الاخر تبقى سكتنا واحده، يمكن التصبيره الوحيده ف الموضوع كله ان لولا اللى حصل كنا هنفضل انا و انتى فاكرين اننا اخوات و نتحرم من بعض.

هديه بصتله بترقب: و بعد ما عرفت بقية الحقيقه او الصح فيها! بعد ما عرفت انى بنت الست اللى اخدت ابوك من امك!
ادم مسك إيدها بإستنجاد كإنه بيستقوى بيها على مجرد الكلام: متحطهاش قدامى كده يا هديه، انا و انتى برا حكاويهم، حتى لو دخلناها ف يوم غصب عنا ف هنخرج منها بإرادتنا
هديه بصت بعيد بوجع و هو مد إيده لف وشها له: قولى اى حاجه.

هديه بصتله بحزن: كان لازم تعرف انى هيجى يوم و الحقيقه تتكشف قدامى، الا لو كنت بتلعب بيا و هتمشى ف الاخر
ادم هيتكلم هى منعته بكلامها: و انا عارفه انك مكنتش بتعمل ده و لا ناوى و ده اللى وجعنى منك، انك سيبتنى للظروف، يمكن لو كل حاجه جات منك كنت هتعرف تهونها لكن ف الاخر انا اللى هونت يا ادم، هونت عليك، هان عليك زعلى و انا اللى زعلى يهون عليه دقيقه هو و زعله يهونوا عليا العمر كله.

ادم بصّلها برفض: انتى عمرك ما هونتى عليا، ازاى قدرتى بعد كل ده تقولى كده! ده انا حاربت كل اللى دنيتى و اللى طلعتهم يوم من دنيتى عشانك! ده انا حاربت رحاب و امى و ابويا اللى قبل ما يعرفوا حاجه كانوا مغلطينى و شايفنى ظالمها، حاربت امك من غير ما اشوفها، حاربت اى حاجه تهوب ناحيتك
هيه بصتله بضعف و حاسه انها تايهه..
ادم ابتسم يلطف الحوارف انفعل بمرح: ده انا حاربت العفاريت نفسها يا بنت الصرمه.

هديه وقفت بتوهه و فتحت البلكونه من مكتبه و فضلت تتنفس كإنها بتحايل الهوا..

ادم وقف بحزن و حاول يضمها من ضهرها: اتكلمى يا هديه، قولى اى حاجه، صدقينى ايا كان اللى هتقوليه هيريحك، انا اكتر حد ف الدنيا ممكن يكون حاسس بيكى دلوقت، من كل ناحيه، من ناحية انك تؤمى و يوم ما مبقتيش تؤم اخوى بقيتى تؤم قلبى، اتولدنا سوا ف يوم واحد ف مكان واحد ف ظروف واحده و حياه واحده و مش ذنبنا اننا ف يوم اتقسمنا لذنب احنا معملنهوش، و من ناحيه تانيه انى بعشقك و لسه عندى طاقه تخلينى احارب عليكى لعمرين فوق عمرى و انتى بنفسك اللى خلقتى جوايا الطاقه دى، و فوق ده كله انا ف يوم عيشت وجعك ده كله و حسيته، بس الفرق انى كنت لوحدى و ده اللى مش عايزك تحسيه.

هديه بصت بعيد بدموع محبوسه: يختلف، وجعنا يختلف ع الاقل بعد ما فهمت
ادم مسك إيدها بتقويه لها: الوجع احساس واحد بألف سبب و سبب، و صدقينى ‏الوجع بيقل لما يتقسم على إتنين اتكلمى
هديه عيطت بإنهيار: انا مش جوايا كلام، انا جوايا صرخه عايزه تطلع يا ادم، عايزه تطلع و مش عارفه، مش عارفه.

قالت اخر كلامها متلغبط مع دموعها و هو شدها عليه ضمها بتملك: و انا مينفعش اقولك عيطى عشان ترتاحى، جمله غبيه اوى، اللى بيعيط مبيرتاحش، ده زوره بينشرخ ما بالك بقلبه!
رفعت وشها بتهرب و هو مسكه ضمه بين ايديه كإنه ضامم اخر ركن باقيله من الدنيا و متشعبط فيه يا يخرج منها: هديه، كل حكايه لها وجهان و عشان تفهمى و تحكمى صح كان لازم تشوفى الوجهين، و انتى كده شوفتى الوجهين و بوضوح.

هديه سحبت إيديه نزّلتهم و اتحركت بصوت مبحوح: و بعد ما شوفتهم بقينا لا ننفع متصاحبين و لا عدنا اصحاب و بقينا برغم كل القرب اللى ما بينا ابعد من البعيد ببعيد
ادم اتحرك جنبها بتوسّل: طب ممكن اطلب منك طلب
هديه بصتله و قبل ما تنطق هو قرب بسرعه حط صوابعه برجاء على بوقها: و اعتبريه اخر حق ليكى عندى و لازم تاخديه، مع انى بعتبر نفسى حق مكتسب ليكى
هديه بصتله بعدم فهم بس بيقدر يلملم البعتره اللى جواها بحروفه..

ادم نزّل إيده من على بوقها و مسك إيدها: لازم نروح الصعيد
هديه بصتله اوى: ابويا اللى ( غمضت عيونها بمنتهى الألم ) قصدى ابوك اللى عايز ده؟
ادم اتنهد بلغبطه هو نفسه مش فاهمها: انا عايز اروح يا هديه، انا اللى عايز اروح.

هديه بصتله برفض و هو بصلها بضعف: و انتى كمان لازم تروحى، ف مقوله بتقول تولد القوه من رحم الانهيار و انا محتاج شئ من القوه حاليا ف وقت حاسس ان كل حاجه جوايا اتهدت و بتهد فيا، مش عارف ازعل على سنين عمرى اللى ضاعت ف انى فهمت غلط و الا احمد ربنا انى فهمت غلطت عشان ابعد! لا بقيت قادر ارجع و لا عارف اكمل ف طريقى و لا عارف لاقيكى اختى و لا قادر ارجّعك حبيبتى، انا واقف تايه يا هديه ف مكانى، تايه و خايف.

هديه بصتله بضعف و لاول مره تلمس وجع شبه وجعها، كإنه بيوصف توهتها..

ادم بصّلها بتوسل: هديه، صحيح انا مش فاكر ايه اللى حصل بينى و بين رحاب، و مش عايز افتكر، و معرفش ايه اللى وصّل ابويا يقولها جمله زى دى، بس انا سمعت ابويا بيقولها ولاد الأصول وقت الشده بيبانوا و لو حتى بينك و بينهم نار قايده، بيركنوا الزعل على جنب و يبان معدنهم اعتقد ان دى كانت مفترق طرقنا انا و هى حتى لو كان فى سبب تانى من عندى و هو انى حبيتك ف ده كان الوجه التانى للحكايه من عندها هى، و دلوقت بقولهالك عشان انا مش عايزك ف يوم يبقى اسمك ف حياتى خساره.

هديه ردت بعفويه لمجرد خافت من احتياجه ده او يمكن عشان هى عاشت معاه جزء منه: انت حاسس ان دى هتبقى خطوه صح! اللى بعد مرحلة القوه ضعف لكن اللى بعد الضعف انهيار!

ادم بص قدامه ف الولا حاجه و نظرته راحت بعيد اوى: معرفش، بس حاسس انى محتاج اشوف الصوره باكبر قدر من الوضوح، جوايا حاجز محتاج اكسره، عايز اشوف قبر امى، مش عارف الومها و لا اواسيها، اجيبلها حقها و لا اطالبها بحقى! امى اتقتلت قدام عينى بدم بارد يا هديه و ادينى بعرف انها خانت عشرتها لأبويا حتى لو مش خيانه بالمعنى الحرفى لاتنين متجوزين و كانت فاهمه غلط لمجرد شافت جوزها واقف قدام العربيه مع واحده! مش عارف، حقيقى مبقتش عارف اى حاجه!

هديه بصتله بحيره اشبه بتوهة الدوامه اللى بتلف فيها بتعب، بس الشئ الوحيد اللى كان مطمنها ان ادم معاها جوه الدوامه دى و ماسك و متبت ف إيدها، و عشان الحب طاقة القلوب و هى قلبها فاض منه الطاقه ف وقفت بحسم بس مقدرتش تنطق..

حنين قربت جمب حمزه بمواسيه و حطت إيدها على كتفه: انت ليه واثق اوى كده ان ادم هيوصلها؟ انا بحسبك بتكلمه بس انت بتقولى انه مبيردش عليك
حمزه غمض عينيه بتعب: عشان انا زيه، حبيت و عشقت و هديت كتير و بنيت اكتر عشان حبى، ف عارف شكل احساسه و اللى ممكن يعمله عشانه
حنين سكتت بقلق: ليه طلبت من ادم يجى الصعيد؟

حمزه ابتسم بالعافيه و بمجهود و مد إيده طبطب عليها: عشان محتاج استضعف قلبه، اوريه مكان كان بيحبنى فيه، مكان عيشنا سوا فيه، كلنا ف طبق واحد و نمنا على فرشه واحده
حنين هزت راسها بخوف: انت متأكد؟ انت عارف ان ادم الوحيد فينا اللى عاش الوش التانى للموقف، و ده ف حد ذاته ممكن يلغى عقله او تفكيره ف لحظه زى دى.

حمزه هز راسه بخزى عشان عارف ان كلامها صح: متقلقيش عليا، مش هخسر اكتر من اللى خسرته، انا زمان خسرت روحى مع ابنى و عيشت السنين دى كلها من غير روحى و دلوقت بخسر قلبى اللى مع بنتى و الاتنين ضهرى و سندى، هخسر ايه تانى!
حنين بصتله بقلق: ادم، انا خايفه يا حمزه لا
حمزه ابتسملها ببهتان: حقه، اى حاجه هيعملها حقه صدقينى
حنين دمعت و هى بتضم إيده برعشة إيديها: و حقى انا فيك؟

حمزه رفع وشه لفوق و اخد نَفس طويل: لاول مره هقولهالك و لاول مره هتسمعيها منى، انا عمرى ما قصدت اجرحك و لا اعايرك بس انتى اكتر واحده ف الكل اخدتى حقك فيا، سيبت مراتى عشانك حتى لو مبحبهاش، سيبت شغلى عشانك حتى لو مكنتش انا راضى عنه و الصح انى اسيبه، سيبت حياتى القديمه عشانك حتى لو رسمت حياتى الجديده معاكى بنفسى و لوحدى من غير ما ارجعلك، و اخرهم ربيت بنتك و كونتلها اب حتى لو بكامل ارادتى و سيبت ابنى بسببك او كنتى جزء من السبب حتى بردوا لو كنت المجرم الوحيد ف الحكايه، بس دلوقت حق ابنى يا حنين اللى مخدش منى و لا حاجه و دوره ياخد حتى لو هياخد عمرى مقابل انه يحس انه اخد حقه.

حنين بصتله قوى و قلبها بيتنفض بخوف: يعنى ايه!

ادم بيرتب هدومه ف شنطته و فاطيمه قعدت جنبه على حرف السرير و ملامحها مضمومه بدموع محبوسه..
ادم حدف التيشرت من إيده بغيظ و بصّلها: تنمّر ده عشان تورينى انى من غيرك شبه الشامبنزى المولود و مبيعرفش يعمل حاجه لنفسه و لا عشان نبتدى حملة الزن ع الجواز؟

فاطيمه ضحكت غصب عنها خلت دموعها تنزل: انت مش هتتجوز البت دى بقا و لا استحليتوا اللف؟
ادم ساب اللى ف إيده و قعد جنبها بمرح: ايوه ايوه ارجعى للملاعب يا طمطم، انا قولت بردوا كده
فاطيمه اتكلمت و ف نص الجمله صوتها استخبى ورا دموعها: اه يا اخويا، مانا مكتوب عليا تشدك من حضنى واحده ورا واحده، لازم حاجه تاخدك منى و انا اللى فيهم مقدرش استغنى عنك و لا اعيش من غيرك.

ادم ضمها عليه قبل ما تسكت و باس راسها و كمل اخر الجمله معاها: و لا انا و الله اقدر استغنى عنك و لا اعيش من غيرك يا ماما
فاطيمه رفعت وشها له بحب وسط دموعها: هترجع يا ادم صح؟
ادم بصّلها برفض لتفكيرها و هى مسكت وشه و إيديها اتهزت زى قلبها: ماهو لازم ترجع، انا مقدرش اكمل من غيرك، انا ابتديت بيك و مش هعرف اتحمل الاقى نفسى ف نص السكه لوحدى، مش هقدر.

ادم بصّلها بجديه: انتى فاكره انى هسيبك و لا ايه؟ انتى بجد بتفكرى فيا كده؟ بجد شايفانى كده؟ انا مش مصدق ده انتى اللى مربيانى و عارفه اللى جوايا اكتر منى، يا ماما ده انتى عرفتى حبى لهديه قبلى و قبلها
فاطيمه ميلت راسها بحزن: اه بس
ادم وقف بضيق و اتحرك برا لأبوه اللى قاعد مع هديه: قولها حاجه يا ابويا، قولها ربيتنى على ايه، علمتنى ايه، خد ايدها و وريها الحب اللى زرعته جوايه للناس كلها ف مابالها بيكوا؟

عابد بصّله بحزن و اتنهد اما معرفش يقول حاجه مناسبه للموقف..
ادم قعد جنبه: انت عارف انى عمرى ما حسيتك غير ابويا، لا ظروف و لا دنيا و لا ناس و لا ماضى و لا اسباب و لا حاجه ف الدنيا هتقدر تغير الحقيقه دى
عابد ابتسم بهدوء: يا ابنى
ادم: مهما حصل، انا مقبلتش و مش هقبل غيرك.

عابد: لا يا ادم، لو هنتكلم عن اللى ربيتك عليه و علمتهولك يبقى لازم تكون عارف ان ابوك له حق عليك، الدين اللى ربيتك عليه قال ان كلمة اوف له هتحدفك ف النار و تمحى سنين طاعه لربنا
ادم وقف برفض: اه بس ده اذا
عابد مسك إيده يقعده: و الشئ الوحيد المرفوض له انه يقولك اشرك، او اعصى ربنا، و هو معملش ده و لا طلب ده منك يبقى ياخد حقه فيك كامل يبقى انت و مالك لأبيك.

ادم زعق: بس عمل اللى ابشع من ده، ابشع من طلب زى ده، قتل، قتل بدم بارد، و مقتلش اى حد، ده قتل امى، عارف يعنى ايه!

عابد قعده بالعافيه وسط هجومه: امك عند ربنا و هو كفيل بيها و كلها بقلبها و نواياها بين ايديه و هو شاهد و عالم و متطلع، و ابوك بغض النظر عن اسبابه و دفاعه عن نفسه و انه مكنش على علم بوجود والدتك و اتفاجئ بيها يوم حادثتكوا ف البدروم زيك و انها اتقتلت بإيد غير ايده حتى لو ممنعش ده، ف هقولك ان دى حاجه بينه و بين ربنا و هو اعلم بالنوايا و هيحاسبه.

ادم بصّله برفض و بينهج و عابد مد إيده طبطب على ايده: صدقنى ده حق ربنا، و ربك رب قلوب حرمك من امك حرمُه من ضناه الوحيد، ربنا اخد حقها و حقه منه ف الدنيا و يمكن ده عشان رايد يطهره و يا بخت اللى ربنا بيطهره من ذنبه قبل ما يقابله، لو مكنش جواه حتة صدق كان ربنا اعمى بصيرته لحد دلوقت و مغيرهوش للافضل و خلاه ساب سكته، كان اعمى قلبه عنك يا ادم و مجمعكوش من تانى.

ادم بص بعيد بعيون زى الجمر ملتهبه برفض و هو بصّله بهدوء و ابتسم: سيب الحكايه على الله و هو كفيل بها، سيبها على الله يغنيك عن باب وجع هتفتحه على نفسك مع اى خطوه هتاخدها.

رحله طويله، طويله اوى ف حيرتها و افكارها و وجعها و ترددها و كل محاولات الهروب منها، رحلة رجوعهم كانت اطول من سنين فراقهم ف وجعها لحد ما وصلوا الصعيد..

حمزه بص لأدم اللى قاعد ف اخر كنبة العربيه بإستنكار كإنه مستغرب نفسه او حد غيره اللى اخد خطوه زى دى، مجرد ما العربيه اتخطت البوابه و دخلوا غمض عينيه بألم ف نفس اللحظه اللى حمزه بيفتّحها و يبصله..
هديه اللى عيونها متعلقه بأدم بصت لحنين بقلق و هى هزت راسها بخوف و الكل متجمد مكانه..
حمزه فتح الباب و لف بلهفه فتح لأدم بعيون متملكها ضعف مريب..

ادم كان كبرياءه جزء من احساسه اللى مانعُه ينزل و حمزه كسر الكبرياء ده و مد ايده سحبه نزّله و فضل متبت ف ايده كإنه خايف تفلت منه تانى، او كإنهم رجعوا بالزمن لورا عند اللقطه اللى افترقوا فيها و مكانهم اللى وقفوا فيه بالعربيه كمّل الصوره!
ادم بص حواليه بتمرد على كل حاجه عينيه بتقع عليها و حمزه برغم ضعفه قدام نظراته رفض يسيب ايده اللى اتهزت بشده..

ادم حاول يفلت بإيده و حمزه شدد عليها بتملك و حاول يسحبه لجوه..

عينيه بتلف حواليه ف حركه دائريه عشوائيه و تايهه مبعثره شبه مشاعره دلوقت و ف لحظه وقعت ع البدروم، عينيه رجعت بسرعه لسلم البدروم و وقفت بهلع، بيبصله بلهفه فيها شئ من الكُره، بيحاول يقرب منه بجب فيه شئ من الرفض، بس كل ما جسمه يهم عشان يقرب مبيتحركش كإن حاجه رابطاه مكانه، حاجه مش عارفها رفض و لا عتاب و لا كُره و لا عدم رضا! بتلقائيه بص وراه لأبوه و رجع بص قدامه للبدروم كإنه بيبص لأمه! كإنه بين جمرين!

شاف كتير و سمع كتير عن اب و ام بينفصلوا ف خناقه، بينفصلوا قدام محكمه، قدام مأذون، لكن اب و ام ينفصلوا قدام الموت! يبقى بينهم دم! ينفصلوا لقاتل و مقتول!

عينيه دمعت بتلقائيه و حاول يخرج من الموقف و من المكان كله بس حمزه حاوطه برفضه و جسمه بقوه بشكل اجبره يستسلم و يقف عن محاولاته للحركه و استسلامه ده جه ف حضن حمزه اللى ما صدق حركته وقفت قدام جسمه و شده لحضنه..
دقايق محدش عارفها اد ايه او مرت عليهم ازاى..
ادم همس بدموع: ليه عملت كده؟

حمزه غمض عينيه و اتنفس بالعافيه و اخده و دخل للبيت و حنين و هديه دخلوا وراه..

مجرد ما قعدوا ام حمزه نزلت على صوتهم و وقفت بالكلام و تعابير وشها قبل ما تتكلم..
بصت لحمزه اللى ضامم ادم رغم رفضه و بصت لأدم بتفحص و رجعت لحمزه و عينيها مش عارفه تثبت بينهم..
حمزه بص لأدم و نطق بصوت مبحوح: حمد الله ع السلامه يا ابن حمزه
صافيه عينيها وسعت اوى و قربت بلهفه: ادم!
ادم وقف برفض و عينيها احتدت لها بشراسه..
بصتله و بصت لحمزه اللى وقف و شاور بإيده بينهم: ادم محتاج يرتاح.

صافيه ابتسمت لأدم: بيتك و فرشتك يا ولدى لساها فاضيه، ارضك اللى اتقلع جدرك منها لساها فاضيه، هتستناك يا وِلد الجيار
ادم بصّلها بشرّ: قصدك وِلد الخاينه
صافيه بصتله قوى بصدمه: لساك فاكر؟
ادم وقف بجنون: و جاى اخد حقى...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة