قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الأول

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الأول

رواية القائد الجزء الثالث للكاتبة أسماء جمال الفصل الأول

حنين و هديه و معاهم ادم جوه جنب حمزه ف الرعايه و الكل مترقب من جواه و متحفز لأى حاجه هتتقال..
شويه و قاطعهم الدكتور اللى دخل و بصّلهم بإحراج: انا بعتذر عن مقاطعتكم بس انا جاى عشان التحاليل.

حمزه غمض عينيه قوى و الدكتور بصّلهم بتوضيح: انا اسف انا قولت كنا شاكين ان حصل لغبطه ف التحليل، يعنى نتيجة عينة دم الانسه هديه اتحط عليها اسم الاستاذ ادم و العكس، بس اما اخدنا عينه تانيه من الاستاذ اتأكدنا انه الحمد لله محصلش ده.

الكل سكت تماما و الدكتور بص ف التلات اوراق اللى ف إيده و بص لنتيجة العينه الجديده لادم ف ايده التانيه بحيره: مع انى مش فاهم لسه، انتوا قولتوا ان المريض و الاتنين الحريم فيكوا هما اللى تبعه!

ادم بصّله قوى و هديه ضيّقت عينيها بعدم فهم: يعنى ايه؟

الدكتور: يعنى عيناتكم انتى و الست اللى معاكم و هو مش صح
هديه: يعنى ايه مش صح! اتلغبطت يعنى!
الدكتور: شكينا ف كده ف الاول، عيناتكم انتى و والدتك و المريض طبياً مش منطقيه لاب و ام و بنتهم
هديه بصتله اوى برجفه و بتلقائيه مسكت إيد ادم اللى طبق عينيه بعنف زى ما إيده طبقت عليها بنفس العنف..

الدكتور بص ف التحاليل بحيره: بصينا على عينة الدم التالته اللى معاكم للاستاذ و اللى طلعت نفس فصيلة المريض و اللى طلعت بتاعة الاستاذ ادم طلعت ف صورة الدم الكامله متطابقه معاه ف تفاصيلها مش بس ف نوعها، شكينا ان عينته دى بتاعتك انتى و احنا العينات اتلغبطت مننا.

هديه قربت منه بتوهه: يعنى ايه لغبطكم ف عينة ادم مع بابا؟
الدكتور: يعنى التطابق كان غريب و ملفت لدرجة انها شكينا انها عينتك انتى لانك انتى قولتى انك انتى اللى بنته بس، لكن التحليل اما عيدناه
هديه بصتله بترقب: حصل ايه؟

ادم حاول يتدخل و قرب منها لف دراعه حوالين كتفها و ضمها عليه حاول يسحبها لورا ضهره كإنها بيشددها..

هديه قربت للدكتور بحذر و هو بص من تانى ف الورق: تحاليل استاذ ادم اول مره قالت انه AB و ده نفس فصيلة المريض ف نقلنا الدم منه ع الاساس ده، بس اما شوفته بعد ما كان اتنقل الدم للمريض اكتشفت ان فى تطابق غريب ف صورة الدم الكامله بتاعته مع كافة تحاليل المريض اللى عملها من وقت ما جه، و خوفت لا يكون العينه اتبدلت ف المعمل و دى عينة بنته بس اتلغبطوا ف المعمل و حطوا عليها اسم ادم و بالتالى نقلناله من ادم غلط، ف عملنا DNA على العينه اللى اتنقل منها دم له و اللى عليها اسم ادم مع المريض و اكدت النسب بينهم! يعنى من صُلبه!

بدون قصد او سابق اتفاق بينهم و برغم كل الخلافات و الاختلافات بينهم اتفقوا ف نفس اللحظه دى ف قفلة عينيهم بسرعه!
الدكتور: و عشان كده طلبنا استاذ ادم اخدنا العينه التانيه عشان نتأكد ان محصلش لغبطه و اتنقل للمريض دم غلط، ف اتأكدنا من فصيله العينه التانيه انها AB و ده فعلا نفس فصيلة عينته اللى اتعمل عليها ال DNA و اكدت النسب لان العينة التانيه ليكوا انتوا الاتنين اصلا O نيجاتيف!

هديه بصتله قوى بصدمه و ادم عينيه وسعت اوى برفض و مشافش قدامه غير سنين عمره اللى ضاعت ف افكار متخبطه و انهارده بتتنفى بجرة قلم!

حنين قربت بتوهان: يعنى ايه؟

الدكتور بص لحنين بحيره: يعنى اخدنا منهم عينتين بتوع الانسه و الاستاذ بس العينه اللى طلعت نفس فصيلته بتاعة استاذ ادم و بعد ما نقلناها و نزلت ببص ف التحاليل حسيت ان فى حاجه غلط، التحاليل بتاع الاستاذ متطابقه مع المريض جدا و تحاليل الانسه مش متطابقه معاكى انتى و المريض كأب و ام، ف شكيت ان تحاليل الاستاذ يكون دى تحاليل بنته و اتحط عليها اسم ادم بالغلط، عملنا اثبات نسب للعينه مع المريض و اكدت النسب فعلا بينهم و ده شككنا اكتر ان العينه اللى عليها اسم ادم مش بتاعته و بتاعة الانسه و اتلغبطنا ف طلبنا عينه تانيه من استاذ ادم و طابقناها بالعينه بتاعته الاولى اللى كنا شاكين انها اتلغبطت و مش بتاعته بس طلعت هى هى نفس العينه و بتاعته.

حنين تممت بتوهان: و اللى هى كنتوا طابقتوها مع حمزه و طلعت
الدكتور كمل: طلعت اكدت النسب انه من صُلبه!

حمزه ابتسامه تلقائيه و عفويه ظهرت على وشه بعيون لمعت بفرحه غريبه مع ادم اللى بصّله بتوهان، كان مشى عشان شك ان امه خاينه زى ما سته قالت، ايا كانت مين امينه اللى اتقتلت و لا حنين، سته قالت ع الاتنين خاينين و قالت وِلد الخاينه ملهوش ديه، شافهم بيقتلوا امينه قدامه!

مشى عشان مقدرش يتحمل او يتقبل فكرة ان امه خاينه و حمزه الراجل اللى كان فاكرُه ابوه و عاش معاه يبقى له مجرد جوز لأم خاينه و يطلع قاتل و بدم بارد!
بس دلوقت التحليل لغبط كل ده، حمزه ابوه و ده معناه ايه! ان امه مش خاينه! طب هى مين فيهم! لو امينه يبقى اتقتلت ليه؟ و لو حنين يبقى ازاى و هو اتأكد ان هديه مش اخته قبل كده!
رجع بذاكرته ليوم ما قابل هديه من تانى ف العشوائيات..

Flash baak
ادم اما حس ان مشاعره ناحية هديه غريبه، بيتشدلها، ابتدى يحبها بمنطق رافض للعلاقه اللى بينهم انها ممكن تكون اخته! حتى لو من الام بس!
يوم ما قضى ليلته معاها ف الكوابيس و قام من نومه طردها، بعدها كلم انس و حكاله اللى كان عارف بتفاصيل الحكايه من قبلها، اداله عينة دم كانت على هدومها و انس عمله عليها DNA بينهم..
ادم مسك التحاليل بلهفه و ابتسم بفرحه غريبه..

انس بحيره: ادم، التحاليل بتقول ان هديه مش اختك، مستحيل تبقى اختك لا من اب و لا من ام
ادم ابتسم برضا: تمام
انس بذهول: ايه اللى تمام؟ بقولك هديه مش اختك لا من اب و لا ام، عارف ده معناه ايه؟ انها لو بنت حمزه و حنين يبقى انت
ادم طبق الورقه حطاها ف جيبه و حط ايديه ف جيوبه و اخد نَفس طويل من الدنيا كإنه بيقولها اخيرا نويت احاربك بعد ما كنت مستسلم و اكيد هبقى قدك!
انس اتعدل قدامه بجديه: ادم، طب ما تعمل.

ادم قاطعه برفض: انا مش هعمل حاجه، عشان مش عايز حاجه
انس: بس انت عملت لهديه!
انس رد بتلقائيه: عشان عايز هديه
انس: بس ع الاقل تفهم، انت كنت فاهم ان حنين امك و تفسير انها خاينه زى ما ستك قالت يعنى خانت حمزه و هو مش ابوك، بس التحليل قال انك مش اخ لهديه اللى هى بنت حنين يعنى حنين مش امك، يعنى ممكن تكون الست اللى اتقتلت دى، ماهو اصل لو مش خاينه قتلوها ليه!

ادم قفل الحوار بجمود: مش عايز اعرف حاجه تانى، هديه مش اختى و ده اكتر من كفايه
انس بصّله شويه و ادم هز راسه و قفل الحوار بقرار انه مش هياخد غير اللى عايزُه و هو مش عايز غير هديه!
حمزه قاتل، عرف عنه بعد كده اما كبر خاصة انه كان كبير يعنى عارف تفاصيله ف عرف عنه انه شغله كان حرام و فلوسه، حنين خاينه، امينه خاينه!
baak.

صورة المشهد قدامه بهتت شويه بشويه من جوه عيون حمزه اللى رجعت من تانى قدامه متعلقه بيه..
هديه لفت وشها لهم بتوهان: يعنى ايه! يعنى ادم اخويا؟ اخويا اللى سابنى من سنين و اتنزع منى بالدم و وجعنى و يوم ما رجع رجع بالوجع تانى؟ عشان يوجعنى تانى!
حمزه بصّلها قوى و محتار انهى هيوجعها اكتر، انها تعرف انها مش بنته و تحل لأدم لانها مش اخته، و لا انها تفضل عارفه ان ادم اخوها و خلاص و تتوجع انها مش حلال له!

بصّلها بتوهه و بص وراه لأدم بإستنجاد يشاركه الاختيار..
ادم حاول يقرب منها بضعف: هديه
هديه صرخت فيه بجنون: متقولش هديه! انا مش، مش هديه، مش هديه لا، انا حبيبتك، حبيبتك يا ادم صح؟

ادم بص لحمزه بنفور و مش شايف غير انه سبب ف وجعهم و بس، زى ما كان ف اللى فات سبب وجعه هو هيبقى ف اللى جاى سبب وجعها هى، لإن ده معناه ان حمزه مش ابوها! ان حنين خاينه اكيد! ان هديه هتعرف كل ده و تعيش تفاصيل وجعه!

هديه راحت ع الدكتور بإستنجاد: الكلام ده مش صح، قول انه غلط، ان ده الغلط اللى كنتوا شاكين فيه، بس، بس طلع مش صح، مش صح
الدكتور هز راسه بنفى و هديه رجعت لحمزه و قربت منه بإنهيار: بابا، بابا قول حاجه، قول ان ده كذب، ان فى حاجه غلط
حمزه غمض عينيه و هى هزته قوى: انت، انت ساكت ليه يا بابا؟ بابا قولهم ان ده غلط
حمزه فتح عينيه غصب عنه من هزتها له و بصّلها بدموع..

هديه حاولت تمسك إيده زى عيله صغيره تايهه و ما صدقت مسكت ف امل هيرجعها: بابا، بابا انت لو مش عايز تكذّبهم عشان طول عمرك كنت عايز ادم يرجع ف صدقنى، صدقنى هيرجع، و الله هيرجع يا بابا
حمزه بص لأدم و نطق بمشاعر مكهربه جسمه قبل صوته: بس هو رجع يا هديه!
هديه وقفت بجسمها اللى اتهز بعنف: يعنى ايه يا بابا؟
حمزه اتنفس بصعوبه و هى بصتله قوى برفض: انت كنت عارف يا بابا؟

حمزه هرب بعينيه منها بعيد ف اتقابلت مع عيون ادم و هى بصت لأدم معاه..
قربت منه بتوهان: ادم.

ادم غمض عينيه و هى مسكت إيديه برعشه منها: ادم، ادم قول حاجه، انت طول عمرك بتحارب عشانى، حاربت الظروف اللى خلتك غصب عنك متجوز و انت مش فاهم، حاربت الظروف اللى خلتنى ف وقت من الاوقات غصب قدامك حراميه و ببرشم و بردوا كنت مش فاهم، حاربت الظروف اللى خلتنى قاتله و ممكن اتعدم و تتحرم منى، اهى، اهى الظروف بتحرمك منى تانى، يلا، يلا حاربها يا ادم، حاربها زى كل مره.

ادم هرب بعينيه بعيد و هى شدت ايده من تانى بتوهان: يلا يا ادم، حاربهم، قولهم ان الكلام ده غلط، قولهم انى لا مش اختك، حارب الظروف زى كل مره
ادم اتجمد مكانه و متهزش سنتى واحد من شدتها و هى بصت لمسكتها لإيده و عينيها وسعت بجنون: ادم، ادم انت مصدقهم؟ ساكت ليييييييه؟
ادم غمض عيونه و هى بصتله برفض: انت، انت قولتلى انك عندك ابوك و امك، انك وحيد ابوك و امك، انك عايش معاهم، ان فاطيمه تبقى.

وقفت بالكلام و حاولت تجرى على برا: فااطيمه، فاطيمه
خرجت بتتلفت حواليها و ادم حاول يتحرك وراها يلجم حركتها يرجعها: ملهوش لازمه
هديه حركتها اتجمدت بين دراعاته و لفت وشها له ببطئ تايهه: ملهوش لازمه!
ادم ساب دراعه من عليها و كتم دموعه عليها بألم..
هديه بصت ف عينيه قوى بحذر: قولى انك مكنتش عارف، مكنتش عارف حاجه، قولى انك مكذبتش عليا، قولى يا ادم ارجوك انك مش كذاب، انك مخاطرتش بوجعى.

ادم دموعه نزلت قصد دموع عينيها و تمتم بضعف و قلبه بينفر برفض: مانا، هفضل، بردوا، احبك
هديه صرخت بجنون: لالا، مش، مش اخويا لا، عينيك بتقول كنت عارف، قلبك قالى انك كنت عارفنى، يستحيل تكون كنت عارف انك اخويا و تسيبنى كده، تسيبنى كده اعشقك، لالالااا
ادم بص لحمزه و هو بتنهار اخر حصونه، كده كده هتتوجع بس الاختيار اوجع عليه!
سحبها من إيدها و وقف قدام حمزه بجمود..

حمزه بص للإتنين قدامه، منظر كان هيبقى جميل لو كان ف ظروف تانيه، منظر اتمنى يشوفه و مشافهوش من سنين طويله اوى!
ادم اتتفس بجفا: اتكلم، قول اى حاجه
حمزه غمض عينيه بألم و ادم صرخ فيه بجنون: انطططق!

حمزه عرف ان ادم اختار رغم توهة عينيه، وقف بترقب كهُدنه اخيره يختار بين يختار يفضل اخوها و يوجعها كحبيب و لا تعرف الحقيقه و تتوجع!
فجأه الصوت سكت، الدموع وقفت، الكلام اتحجز على السنة الكل!

حنين بتتنفس بالعافيه و هى بتبص لهديه اللى بتنهج بعنف و هى بتبص لحمزه اللى عينيه متعلقه بنفس النظره بأدم اللى بيبص لهديه جنبه و بينهج بنفس النظره لها!
ادم قدام انهيار هديه بص لحمزه و سحبها من إيدها و وقف قدامه بجمود..

هديه قربت من حمزه بمنتهى الضعف و مسكت إيديه برعشه: بابا، بابا قول اى حاجه، قول انى ف كابوس، انى شويه و هصحى، مش بعد كل ده هعيش متكتفه جوه كابوس! ارحمنى يا بابا قول حاجه
حمزه غمض عينيه بألم و هى نزلت تحت رجليه على ركبها و هى بتعيط..
حنين اخدت نَفس جامد و خرّجته بتمهّل و هى بتعد لحد عشره تدى نفسها فرصه تهدى و ترتب كلامها..
ميلت بحزن جنب هديه تحت رجل حمزه و مسكتها بحنيه: حبيبتى، اهدى.

هديه بصتلها بضعف: لا يا ماما مش ههدى، اهدى ازاى و انا شايفاكوا بتهدوا كل احلامى حلم ورا حلم! اهدى ازاى و انا حاربت كل حاجه عشان حلم عندى اسمه ادم، حلم جوايا من سنين و اتجسد ف صورته اما ظهر ف حياتى، و انهارده حلمى اتقلب لكابوس!
حنين مدت إيدها ملّست على وشها تمسح دموعها اللى بتزيد بجنون..

هديه مدت إيديها هى كمان تمسح دموعها مره بضهرها و مره بكفها و بصتلها بأمل غريب: ماما، ماما مش القلب بيحس؟ هاا! يعنى لو ادم ابنك كنتى حسيتى بيه صح؟ صح؟ انتى محستيش بيه يا ماما!
حنين بصت وراها لأدم بضعف و دموعها نزلت..

هديه مسكتها بكسره و حاولت تتشعلق بأى حاجه زى اللى بتقع و بتمسك ف الهوا: ماما، ماما انتى مبتحبيش ادم، انتى محبتهوش خالص، فاكره؟ فاكره اما كنتى بتقوليلى ابعد عنه! طب فاكره اما قولتيلى ان، ان احنا مجرد حكايه و هتخلص، مننفعش نكون اكتر من حدوته! انتى محبتيش ادم ازاى بقا ابنك؟ ازاى! لو ابنك كنتى حسيتى بيه يا ماما!

حنين حاولت تتكلم قدام انهيارها بس مش عارفه من حالة الهيستريا اللى متملكاها..
هديه مسكت إيديها بضعف: ماما، ماما ده انتى لحد انهارده سايبه كرسيه ع السفره فاضى، سايبه اوضته زى ماهى، سايبه هدومه، لعبُه و حاجته، يعنى بتحبيه، يستحيل تكونى محستيش بيه، لازم فى حاجه غلط.

حنين حاولت تقف مع وقفتها و هديه بتتحرك بألم ملغبط حركتها بعشوائيه: لازم، لازم فى حاجه غلط، اكيد التحاليل فيها غلط، انا، انا هعرف، هعرف و هدفعهم التمن، هعرّفهم ازاى يغلطوا ف حاجه زى دى! ازاى يغلطوا غلطه زى دى و مع هديه حمزه الجيار اللى الدنيا كلها بتعملها لاجل ابوها حساب
حنين حاولت ترجعها بالعافيه: هديه، ارجوكى استنى.

هديه صرخت فيها برفض: مش هسمع، مش عايزه اسمع، ادم مش ابنك، فاهمه، مش ابنك، مش اخويا
حنين اتكلمت بسرعه وسط انهيارها: ادم فعلا مش ابنى، و مش اخوكى، زى ما هو انتى مش هديه حمزه الجيار و لا بنته!

هديه بتصرخ: لا مش اخويا، مش ابن
وقفت بالكلام ف لحظة تجمّد و بصت لأمها قوى بإبتسامه غريبه ملغبطه: انتى قولتى ايه؟ مش، مش ابنك صح
حنين هزت راسها: بقولك مش ابنى، ادم مش ابنى، و مش اخوكى.

ادم مع كلامها بص لحمزه قصاده قوى و غطى على وشه مشهد واحد بس، امينه و هى متكتفه و مرميه ف البدروم و بتستنجد بيه، غمض عينيه قوى بس شاف مشهد ابشع لآمينه و هى غرقانه ف دمها و صوت الرصاص حواليهم، فتّح عينيه بفزع كإنه عايز يتأكد انه مجرد تهيؤ من كتر بشاعة احساسه دلوقت و اتقابل مع حمزه اللى كان لسه واقف متجمد ف نظره زى المعركه بنارها و دمارها!

هديه اخدت نفس جامد اوى بصوت عالى مبتسمه كإنها مخدتش بالها من بقية الجمله او اتجاهلتها او اخدت منها النص المهم بالنسبالها..
حنين قربت و مسكت إيديها الاتنين: ادم مش ابنى يا هديه فعلا
هديه مستنتش تسمع الباقى و فضلت ترجع بضهرها لورا بضحكة هزيان و بتمد إيدها لورا تحاول تمسك ادم: ادم، ادم الموضوع طلع غلط، غلط، سمعتها؟ سمعت ماما قالت ايه؟ الموضوع طلع غلط.

حنين حاولت تقرب ناحيتها خطواتها اللى بِعدتها: الموضوع فعلا كان غلط، كله كان غلط من اول السطر لأخر الحدوته، بس انتى و ادم جيتوا و فتحتوا حدوته جديده، زى ما انتوا اللى قفلتوا الحدوته القديمه جيتوا و فتحتوها تانى و فتحتوا معاها حدوته لكم، كان غلط، احنا كنا غلط و انتوا زى ما كنتوا الغلط من غير ما تعرفوا جيتوا تصححوا الغلط من غير ما تقصدوا!
هديه وقفت عن حركتها برفض، مش عارفه تفهم و خايفه!

حنين بصت لحمزه تستقوى منه او تستنجد بيه يكمل بس شافت عينيه متعلقه بأدم بمنتهى الضعف و اما اتقابلت عينيه معاها استنجد بيها!
ادم كان شبه لضم الخيوط اللى ف إيده مع كلامها، قالتلها انتى مش بنت حمزه الجيار و بنتى، و هو إتأكد انها مش اخته و هو التحليل اكد انه ابن حمزه!

هديه مسكت إيديها بترجى و بتضحك غصب عنها ضحكه ملغبطه: يعنى ايه يا ماما؟ ايه اللى مش ادم مش ابنى، مش اخوكى، انتى مش هديه حمزه الجيار و لا بن.

وقفت بالكلام بهلع و بصتلها برفض تكمل الجمله او تفهمها و صرخت برفض اكتر تسمعها ف وسط حنين ما بتعيدها عليها: لالالالاااا، بس، بس
حنين: انتى مش بنت حمزه، مش هديه حمزه الجيار
هديه ضغطت بعنف على إيديها اللى ماسكاها و صرخت منهاره برفض: بس بس، اسكتى، اسكتى متقوليش كده، اسكتى
حنين اتكلمت بإصرار حاولت تفوقها: انتى مش بنت حمزه يا هديه، انتى مش.

هديه ضغطت اكتر على إيديها: ماما، ارجوكى اسكتى، انا، انا اه مش عايزه ادم يبقى اخويا، مينفعش بعد كل ده يبقى اخويا، بس، بس مش كده، بأى حاجه الا كده، مش
حنين اتكلمت بصوت مهزوز: هى دى الحقيقه، لازم تصدقيها
هديه لفّت بيها بإنهيار و هى لسه ماسكها: مش بالكذب، عايزاه مش اخويا بس مش بالكذب ده، مش، مش.

حنين عيطت قدام انهيارها: صدقينى، صدقينى و رحمة ابوكى، و رحمة ابوكى هى دى الحقيقه، انتى مش
هديه زقتها بعنف لورا: اخرسى، قولتلك اسكتى، اخرسى بقا، اخرسى
ادم انتبه لوضع هديه اللى ابتدت تدخل ف نوبة هيستريا، قرب بفزع منها و حاول يضمها من ضهرها..
هديه لفّت وشها له و بصتله بضعف و دموعها بتتسابق: ادم، ادم يلا، يلا نمشى، يلا نفوق، انا، انا بحلم صح؟ انا.

ادم ضم وشها بإيديه بضعف: ممكن تهدى؟ عشان خاطرى اهدى لو بتحبينى
هديه حطت كفوفها على إيديه اللى ضامه وشها و غمضت عيونها من كتر دموعها: احبك؟ احبك! هو ينفع بعد كل ده تقولى بتحبينى؟
حمزه مسك حنين اللى اتزقت عليه كإنها اتحدفت عليه زى النار تفوّقه..
حنين بصتله بضعف: اعملها اى حاجه يا حمزه، اعمل اى حاجه انا خايفه على بنتى اوى، خايفه عليها اوى
حمزه بصّلها بتوهان و مش عارف ايه اللى ممكن يتقال او يتعمل هنا..

ادم ضم هديه عليه بتملّك و اتعدل قدامهم بحده كإنه بيواجه بيها الدنيا و نظراته زى الرصاص المصوّب ناحيتهم..

حمزه رجع لورا و قعد على الكنبه وراه و حنين قربت منهم بضعف: اقعدوا
هديه شددت ضمتها بإيدها على ادم و مسحت دموعها بعشوائيه بإيدها التانيه و بصتلها بحده: لاء
حنين بحزن: لازم تقعدوا، عشان نتكلم، لازم تفهموا كل حاجه الاول
هديه حاولت تشد ادم لبرا برفض لها: لاء، احنا هنمشى، هنسيبلكوا كل حاجه، هنمشى
حنين: لازم تفهموا الاول، قبل ما تمشوا لازم تفهموا، ع الاقل عشان تعرفوا هتعملوا ايه.

هديه برفض حاسم: هنتجوز، ادم طلب ايدى و هنتجوز، غصب عنكم و عن الشرع و عن القانون و عن السحر و عن الدنيا بحالها هنكمل.

حنين ابتسمت بالعافيه: و محدش من كل دول هيعارضكم، صدقينى محدش هيعارضكم و لا حتى انا، بالعكس انا اول واحده موافقه و انا اللى بإيدى هديكى لأدم بفستانك الابيض و طرحتك و اقوله دى امانه و انت سيد من يحافظ ع الامانه زى ابوك، الراجل اللى عاش طول عمره بيتعامل معاكى و معايا بمنتهى الامانه و حافظ عليها فوق مقدرته مش اد ما يقدر
ادم بص لهديه قدامه و مسك كتفها حاول يلفها له: انا بحبك.

هديه بصتله بتوهان و رجعت بعينيها لحنين قدامها اللى هزت راسها كإنها بتأكد ع اللى قالته..
هديه عينيها راحت بتلقائيه على حمزه اللى ميل راسه بين إيديه بضعف و دموعه نزلت..
قربت منه و نزلت بركبتها قدامه ع الارض: بابا.

حمزه اتنفس بصوت مسموع و هى مدت إيديها برعشه رفعت وشه بضعف: انت ليه لحد دلوقت منطقتش! قول اى حاجه، انا هصدقك انت مش هصدقهم، مش هصدق غيرك، ادم كذب عليا قبل كده و حنين، حنين متعرفش حاجه، دى، دى يدوب عارفه اسمها بالعافيه.

قالت اخر جمله بضحكة تهكم و حمزه رفع وشه بالعافيه: انتى بنتى بالحب، بالقلب و اللى يسكنه، بالعِشره و الروح و الحياه و الموت، الحياه اللى عيشتها معاكى و الموت اللى بيقول بموت فيكى و اموت من غيرك و اموت معاكى لو جرالك حاجه
هديه سابت إيديه بفزع و عينيه مفتحه اوى برفض: طب و بالقانون؟ و الشرع! و الحلال و الحرام؟
حمزه غمض بألم و فتح عينيه و قبل ما ينطق حنين اعفته من الرد: مش بنته.

هديه بصتلها وراها و حنين هزت راسها بتآكيد: مش بنت حمزه الجيار، مش بنته و دى الحقيقه اللى كان لازم تعرفيها اول ما عرفتها و اللى لازم تصدقيها دلوقت
هديه بصتلها و تمتمت بتوهان: اول ما عرفتيها!

حنين سحبت ايد ادم و اتحركت قعدته جنب حمزه و مدت إيدها وقفت هديه المستسلمه بضعف لحركتها قعدتها و قعدت جنبها..
نظراتهم متعلقه ببعض زى ما يكون كل واحد فيهم تاه ف طريقه و اتقابلوا لأول مره تايهين ف نقطه واحده بيستنجدوا ببعض!
قطع نظراتهم صوت حنين اللى ابتدت تحكى الحدوته من اول حروفها زى ما سمعتها و قراتها و لا كإنها عاشت جواها!

هديه بتسمعها بنظرات هجوم و ادم نظراته كلها رفض، لا هى عارفه بتهاجم حبها للراجل اللى قتل ابوها و لا بتهاجم تصدق اصلا!
و هو لا عارف بيرفض منطق ان امه خاينه و لا بيرفض منطقُه هو ف الحكم و انه مشى من غير ما يسمع!

حنين سكتت تماما اما خلصت و ختمت بإزاى عرفت كل ده: حمزه، حمزه قالى كل حاجه اما شاف ادم، حتى قبل ما يعرفه و
حمزه قاطعها بضعف: لاء، لاء يا حنين مادام الحقيقه اتفردت قدامها يبقى لازم تتفرد بصورتها كامله
هديه بصتله قوى: هو لسه فى تانى؟

حمزه هزلها راسه بكسره: انا كنت عارف ان ف يوم من الايام هتعرفوا الكلام ده، هتعرفوا اللى انا نفسى مكنتش اعرفه لحد قبل ما ادخل المستشفى هنا و هو ان ادم ابنى انا مش لحنين، كنت عارف ان ده هيتعرف حتى و ادم بعيد، حتى و انا مش عارف اذا كان هيرجع و لا لاء، لكن مقدرتش امنع نفسى اخبى الحقيقه دى، اخبيها و اكتمها بين ضلوعى جوه روحى كإنى واخد قرار انها مش هتطلع الا مع روحى ف لحظه واحده، مش خوف لاء، او خوف اه بس خوف عليكم، و الله خوف عليكم، بس القدر كان له كلام تانى، مكنتش لاقى حد افضفض معاه، مكنتش عارف اتنفس و كنت محتاج ده، كتبت مذكراتى و ف يوم من فتره مذكراتى دى وقعت ف إيد حنين و عرفت كل حاجه.

هديه وقفت بحده و بصت لحنين: و مقولتليش ليه وقتها؟

حمزه رد اسرع: انا اللى طلبت منها ده و هى عملته من غير ما اطلب.

هديه بصتلهم بتهكم و حنين كملت عنه: انا عرفت ف الفتره تقريبا اللى انتى عرفتى فيها ادم، اه مكناش لسه قابلنا ادم و لا عرفناه لكن مقدرتش اقولك حاجه و انا شايفاكى بتبنى حياه جديده مع راجل هيكمل معاكى حياتك بدالنا، مقدرتش اهز ثقتك فيه و انا بهز ثقتك ف الراجل اللى المفروض انه ابوكى و اعرفك عنه انه كان وحش و غاصب على واحده تتجوزه عرفى و بضغط قضيه ملبسهالها و داخل معاها علاقه اقل من انها يتقال عنها جواز عرفى، ابشع من الاغتصاب بكتير، و لا الراجل اللى فاكراه ابوكى و هو حواليه اشتباهات كتير مكنتش اعرف هتحكمى عليها ازاى! حسيت انى هضيعك، معرفتش غير انى اخبى ع الاقل عشان تعرفى تحبى و تتحبى و تتجوزى و تعملى بيت و كيان خاص بيكى لوحدك مع ادم و انا معرفش ان ادم هيعرفك من غير ما يقصد اللى انا مقدرتش اعرفهولك.

هديه وقفت بتتنفس بعنف و بصت لأدم شويه بحذر: انت كنت عارف؟
ادم ميل راسه بين إيديها اللى رفع واحده منهم على وشه و حرّكها بعنف..
هديه شدت إيده وقفته بعنف: انت كنت تعرف من الاول الكلام ده؟
ادم هرب بعينيه بعيد و هى عينيه فتحت اوى ف عينيه و هزت راسها بهزيان: كنت تعرف صح؟
ادم مش عارف يترجم حاجه من اللى كانت جوه عقله او اللى حتى جوه قلبه ف سكت..

هدبه ضربته بعنف بقبضات إيديها على صدره بإنهيار: انت كذاب، كذاب، حيوان، انت معملتش حاجه غير انك كذبت عليا، كذبت عليا انك متجوز، كذبت انك مخلف، كذبت انك عندك اب و ام، كذبت انك ابن حمزه، كذبت انى مش بنته، كذاب. كذبت
ادم حاول يمسك إيديها اللى بتضربه يهديها و حاول يسيبها تفرّغ الغضب و الرفض اللى جواها ف طلعت ردود افعاله اتجاه انهياره ملغبطه و تايهه و مثبتتش غير ف حضن غريب خطفه غصب عن القدر!

هدبه عيطت ف حضنه: عملتلك ايه عشان تعمل فيا كده؟ عملتلك ايه!
رفعت وشها بضعف قدام عينيه: ده انا حبيتك ف عز قوتى، كنت محتاج ضعفى ف ايه عشان تضعفنى بجرحك ده!
ادم عينيه ضلمت بنفور و اتكلم بجنوة: كنت باخد حقى
هديه تمتمت بتوهان كإن قلبها رافض اى معنى تانى لجملته: كنت بتاخد حقك! حقك ده فيا و لا منى!

ادم مسكها بجنون و عصبية لسانه مشاركه حركته و ضغطة ايده عليها: كنت بنتقم! كنت صاحب حق و لازم اخده، مهما كلفنى و مهما كان التمن...!

حنين بصتله بصدمه و هديه بصتله بهلع و لأول مره تحس احساس الغربه و هى معاه! بقا يوم ما يطلع قريب يتحوّل غريب بالشكل ده!
بصت لأدم بتهز راسه برفض: قولى انى مش سامعاك، انك متكلمتش اصلا، انك مقولتش حاجه
ادم عاد كلامه بجنون بعد ما فقد السيطره على عقله: كان لازم اخد حقى، كان لازم نارى تبرد و انا شايفها بتكوى الكل
هديه حطت إيدها على بوقه: لاااااا
ادم كمل بصراخ: كان لازم الكل يدفع التمن، الكل.

هديه رجّعت إيديها على بوقه و حطت إيدها التانيه عليها: لااا اسكت، ارجوك اسكت
ادم بيزعق و صورة مشهد امينه غرقانه ف دمها بتروح و تجى قدامه كإنها بتعمله صعقات كهربا بس على عقله و كل ما تظهر تثير جنونه اكتر: متسألنيش انا، متلومنيش انا، اسألى امك!
هديه دراعاتها رخت من عليه بتوهه: امى...! يعنى كنت بتاخد حق ام
ادم قاطعها بقهر: امى، امى لو كانت موجوده كنت سألتها!

هديه دموعها نزلت بمرار و هى شايفه اخر ممتلكاتها بتنهار قدام عينيها..
بتلف حوالين نفسها بهزيان لحد ما رجعت اتواجهت وشوشهم تانى: انت، يعنى انت، كنت بتنتقم لأمك منى!؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة