قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل العاشر

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل العاشر

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل العاشر

هدهد لمحت الجرسون جاى عليهم بصنيه ف بصت لأدم بغموض: يعنى كلت كويس؟
ادم بصّلها بغيظ: ليه هو في اكل تانى؟
هدهد بصت للجرسون اللى بيقرب و شدت إيد ادم ف حركه سريعه و هي بتجرى ناحية الباب: لا عشان تعرف تجرى كويس
ادم تمتم بغيظ: يا بنت المجنونه
الجرسون شاف حركه غريبه و بمجرد ما لمحهم فهم ف قرب بسرعه ناحيتهم.

هدهد زقته وقع بالصنيه و جريت و اول ترابيزه قابلتها شدتها كسرت عليه الطريق بينهم. بتجرى و بتشنكل اى حاجه تقابلها تسد بيها الطريق بعد ما تعديه.
ادم مستسلم تماما ليها كإنه مجرد روبت بين إيديها و من جواه عايز يضحك و عايز يضربها و بيشتم و بس.
لحد ما خرجوا و كسروا سكة العربيات اللى قدام المحل بسرعه.
هدهد بتتلفّت بحذر حواليها ع السكه لحد ما شدته بدّلت وضعه و خلته على يمينها بدل شمالها و جريت.

ادم رفع حاجبه و هي ضحكت ببلاهه: لاء انا اما بعدّى سكة عربيات بخلى اى حد معايا ناحية العربيات اضمن
ادم برّق و بص للسكه وراه بعد ما عدوّها و هي ضحكت جامد على شكله.
ادم شدها لورا بتهريج يرّجعها سكة العربيات هي شدته بسرعه بتنهج من الضحك و اتصنعت البراءه: تدرى ليش؟ لإنى واثقه ف ذكائه. و الله واثقه ف ذكائه
ادم ضحك غصب عنه بغُلب و هي خبطته بكتفها ف كتفه: انما انا مش واثقه ف نفسى.

ادم رفع إيده من على وشه بغيظ و هي كملت بنفس لهجة البراءه: مش واثقه و الله. يعنى ممكن لو وقعت اشده معايا. لاء ده انا ممكن ازقه تحت العربيه
ادم برّق بغيظ و ملامحه ضحكت بصمت و هي انفجرت ف الضحك. شدها من راسها بغيظ و ميّلها لتحت و كل ما ترفعها يميّلها و الاخر حدفها قدامه بتجرى و هو بيسرّع خطواته و كل ما يقرب منها يضربها على قفاها.

حنين فجأه جسمها اتشنج ف رقدتها و ابتدى يتعانف ف حركته. بوقها زى المزموم او متكمم و صرخاتها طالعه مكتومه.
حمزه اتعدل بسرعه و حاول يعدلها. اتحرك بفزع جاب فوطه بلها ميه سخنه و ابتدى ينقّلها بين رقبتها و صدرها و دماغها يفك تشنجاتهت لحد ما اتنفضت فجأه و فتّحت.
مجرد ما شافته بصتله بإنهيار مكتوم و حاولت تقف.
حمزه مد إيده بسرعه يسندها زقته بقرف: متلمسنيش
وقفت بتعب و كل ما تحاول تتحرك خطوه تقع و تقوم.

حمزه كل ما يميل يساعدها تنفر بزياده بعيد.
حمزه: طب قوليلى عايزه ايه. عايزه تعملى ايه و اعملهولك
حنين بصتله بإنهيار: عايزه امشى من هنا
حمزه حاول يتخطى قصدها: تمشى تروحى فين؟ تجى نسافر؟
حنين بصتله برفض و اتحركت ناحية دولابها نزّلت شنطه و فتحتها و ابتدت تحدف فيها هدوم بشكل عشوائى.
حمزه واقف بحزن على هيئتها و هي بتمتم بإنكسار: انا. انا عايزه امشى. عايزه امشى من هنا. مش عايزه افضل. مش عايزاك.

حمزه اتعدل بجديه حاول يشدها تقف و تثبت قدام عنف حركاتها اللى بتقلب لتشنجات: تمشى فين؟ انتى عايزه تسيبينى؟
حنين زعقت و هي بتزق ايده: كان لازم اسيبك. كان لازم اسيبك من الاول. من يوم ما خرجت من المستشفى زمان
حمزه بلع ريقه بمرار مجرد ما اتأكد ان الحقيقه اللى عاش عمره كله معاها يخبيها اتعرت قدامها.

حنين لفت حوالين نفسها بقهر: لالا. انا كان لازم امشى من قبلها. من زمان. من اول ما شوفت وساختكوا. من اول ما قولتلك سيبنى امشى دى فرصتى و لو ممشيتش دلوقت يبقى عمرى ما همشى. كنت. كنت بحسبك نضيف. ازاى كنت بحسبك نضيف!

حمزه حاول يضم إيديها بين إيديه غصب عنها: حنين. ربنا اللى عمل ده مش انا. ربنا اللى حطك ف سكتى. ربنا اللى نجدك من الموت يومها بدل المره اتنين. ربنا اللى خلى امينه تنطق يومها و كإنها بتفتح باب حياه جديده قدامنا و تقول انك مراتى. عارفه. ربنا اللى توّه حقيقة ولادنا ف بعض عشان نفضل مع بعض حتى لو من غيرهم. حتى لو من غير ما نعرف لحد دلوقت مين فيهم منك و مين فيهم من صُلبى.

حنين مجرد ما جات سيرة عيالها حطت إيديها على ودانها و صرخت: اخررس. متجيبش سيرة ربنا. انت اللى زيك ميعرفهوش. ميعرفهوش
حمزه كمل و هو بيقرب منها غصب عنها و بيحاول يضمها: يمكن ربنا عالم لو كنتى عرفتى الحقيقه من الاول مكنتيش هتكملى لدلوقت. او. او عالم انى لو كنت عرفت مين فيهم من صُلبى كنت هتغير او هيحصل حاجه ف.

حنين نزعت نفسها منه بجنون: انت اللى زيك ميعرفش ربنا. يعرف الحرام. الدم. القرف. انما ربنا ميعرفهوش. ولده ميعرفهوش
حمزه بوجع حاول يتملك بقبضاته منها: يا حنين
حنين بتحاول تزقه تبعده و هو كل ما يتزق منها يتبت فيها اكتر: انما انا مش عايزه اعرف. مش عايزه. انا عايزه امشى بس. عايزه امشى. سيبنى. سيبنى يا جمزه. سيبنى امشى.

حمزه قال اول جملته بصرخة وجع منها و نهى اخر الجمله بصرخة وجع مفزوعه عليها: مش هسيبك. مش بعد كل ده هسيبك. انا عملت كل ده ليكى. عشانك. انا اتغيرت بيكى و عشانك. انا سيبت كل الحرام اللى بتتكلمى عنه ده لاجل خاطرك، انا، حنييييين
حنين وقعت ع الارض مغمى عليها. حمزه ميل عليها من عنف حركتها معرفش يرفعها.

بتفتح عينيها و تقفلها بهزيان. ومضات عنيفه بتظهر و تختفى قدامها. بتشوف نفسها ف قسم. بتشوف نفسها بتعيط. بتسمع صريخها و هي بتقول مظلومه، مسرقتهوش، معرفهوش و الله ما اعرفه بتشوف نفسها منهاره. سامعه صريخها قدام وميض قدامها بتقوله قول الحقيقه، انا معرفكش انا عمرى ما ركبت عربيتك انت ليه بتعمل كده بتشوف نفسها بتنضرب بالقلم. بتسمع اسامى غريبه. سليم. حنان. حنين. بتشوف لمحات عنيفه بتدخل ف بعضها بجنون من غير ما تلحق تفسر و لو لمحه واحده منهم و ترجع اللمحات دى تبعد عن بعض لحد ما تتبخر قدامها!

ادم بيتحرك حوالين نفسه و هو حاطط إيديه ف وسطه بغيظ. فجأه برجله زق هدهد اللى راقده على دكه خشب ف وسط المكان: ما تقومى يابت انتى تساعدينى
هدهد اتعدلت بغيظ: و انت اتشليت مثلا؟
ادم بصّلها بغيظ و بيتلفّت حواليه على حاجه يحدفها بيها و هي مدت إيدها بعشوائيه وراها شدت حاجه إدتهاله ببرود.
ادم بص و برّق للحديده اللى ادتهاله و بصّلها بغيظ: ده انتى تخصص بقا.

هدهد برّقت للحديده اللى ف إيده و هو برّق معاها للحديده و رجع بصّلها و هو بيقرب منها بمكر: تصدقى فكره
هدهد كتمت ضحكتها و هي بتقوم بخوف: ايه دى اللى فكره يا استاذ ادم؟
ادم بيقرّب و هو بيشاور بالحديده: اخلص منك. و اهو حتى لو الراجل فاق ممامتش يبقى كلامه مجروح لعدم وجودك و طبعا الشرطه مش هتلاقيكى و تبقى جات ف ملعبى اطعن ف كلام الراجل. هتبقى ملعوبه صح؟

هدهد بتكتم ضحكتها و هي بتشاورلها بسرعه بإيدها لاء: لالا ملعوبه ايه؟ اهدى كده و صلى ع النبى. هتودى نفسك ف داهيه عشان هدهد! ده حتى يبقى عيب
ادم كان قرب منها و هي بترجع وقعت ع الكنبه اللى كانت راقده عليها و هو ميّل عليها و همس: ما تشوفيهم كده
هدهد اتوترت من قربهم اللى جه فجأه لغبط موازينها ف همست بإرتباك: هاا، مين دول؟
ادم كعمش وشه بإستفزاز: اللى بيغوروا ف داهيه. شوفيهم كده بيركبوا منين علشان تحصّليهم.

هدهد نظراتها برّقت فجآه و هو كعمش وشه اكتر و رفع كفوفه من حواليها و اتعدل ف وقفته و اتحرك يمشى.
هدهد ضحكت بخفه و هو من غير ما يبصلها ضحك غصب عنه بغيظ.
بنفاذ صبر بعد لف كتير ف المكان جاب شنطته حدفها ع دكه خشب جنبها مكملاها زى الركنه و رقد.
هدهد اتعدلت بسرعه بغيظ: انت هتنام هنا؟
ادم اتكلم بعد ما تنى دراعه على راسه و غمض: معلش الريسيبشن مشغول.

هدهد كوّرت الجاكيت بتاعه و حدفته بيه اجبرته يفتّح و يتعدل بجنبه ناحيتها: انت لسانك هيجيله تسلخات لو رد كويس؟
ادم ضحك غصب عنه و سكت و هي سكتت.
كل واحد فيهم اتعدل ف رقدته و وشه لفوق ف صمت ملغبط لحد ما هي كسرته: انت ليه جيبتنا هنا؟
ادم بغيظ: اه كان المفروض ارجعك شقتى عشان يطب الباشا الثقيل و نكمل حياتنا عنده
هدهد ضحكت بخفه: ايوه بردوا ليه مسبتنيش هنا و روحت بيت هناك؟
ادم سكت شويه: متهيئلى كده مش هينفع.

هدهد رفعت نفسها سندت بكوعها ع الدكه و بصتله بفضول: ايوه ليه؟
ادم اخد نفس وضعها: عشان اتربطنا ف عرقوب واحد و لو سيبتك هيبقى كلبش واحد ان شاء الله. اتخمدى بقا
هدهد ضحكت بخفوت و هو ضحك غصب عنه بصمت.
سكت شويه و بصّلها بطرف عينيه: انتى خايفه منى؟
هدهد ردت بعفويه من غير ما تفكر: لاء
ادم ابتسم غصب عنه و غصب عنه بردوا ابتسامته اختفت بسرعه.
هدهد رفعت حاجبها على ريأكشنه: ايه!

ادم بصلها بجنب عينيه و هي نوعا ما فهمت استغرابه انها مش خايفه ف اتوترت: قصدى. قصدى يعنى اصل هتعمل ايه يعنى يخوفنى؟
ادم بصّلها جنبه و ابتسامته اتجددت بمكر: يكونش هاخد البوسه بتاعة الخرابه مثلا؟
هدهد بسرعه قعدت بضحكة خوف: و يرضيك تموت على ايد هدهد؟
ادم حدفها بالجاكيت بتاعه اللى حدفته بيه: ياشيخه اتلهى. ابوس هنا؟ و معاكى؟ ده انا لو بوست ايدى وش و ضهر يبقى فلاتى.

ضحكت بخفه و هي بترجع لرقدتها و هو عينيه سرحتلها بإبتسامه صغيره و سكتوا.
هدهد فجآه اتعدلت و بصتله شويه بجديه مفاجئه نوعا ما معجبتهوش: و اما انت عندك محل سمك. ايه بقا؟
ادم اخد نَفس بضيق: السمك ده يتاكل ع العيش ميأكلش عيش
هدهد بصتله بطرف عينها: لعلمك سلحفاه مجتهدة أحسن من أرنب بيتمرقع
ادم عينيه لمعت بإبتسامه صغيره و بصّلها: و انتى ايه بقى؟
هدهد ضحكت ببلاهه: سلحفاه بتتمرقع.

ادم ضحك غصب عنه بإستسلام: لاء انتى عامله زي صباع رجلى التالت
هدهد برّقت: صوباع رجلك؟
ادم هز راسه و هو بيضحك: التالت. لا بيتخبط ف رجل كرسى و لا بيفرق معاه الجزمه ضيقه و لا لأ. بايع الدنيا كدا و شارى دماغه
هدهد رجعت حدفته بالجاكيت تانى قدام ضحكته.
ادم حس هي عايزه تقول ايه ف بصّلها بطرف عينيه: لو عندك نصيحة ليا و حاسه إنها هتفرق معايا ياريت متترددش لحظة تخليكى ف خيبتك.

هدهد ضحكت و رجعت لرقدتها بعد صمت شويه: انت ليه خلتهم ينقلوا البضاعه تانى هنا؟
ادم مردش و هي اتعدلت تانى بجنبها ناحيته و كملت بفضول: عشان اكيد محدش هيتوقع ان حاجه زى دى تتشال هنا. و خاصة بعد ما الحته كلها اتفتشت زقاق زقاق
ادم بصّلها شويه و هي كملت: ما هو اكيد خرابه زى دى و متوى زى ده مفتوح و مكركب محدش هيتوقع ان يتشال فيه حاجه تقيله زى دى محتاجه تأمين و خبا!

ادم اتعدل زيها ناحيتها: مش بقولك عليكى دماغ لا شغاله و لا بتنام. ما تخليكى ف حالك
سكتوا و هي قامت قعدت بفضول و ربّعت رجليها: انت ليه هاجمت الواد اللى اعترض على توزيع البضاعه دى هنا؟
ادم بصّلها بغيظ و كتم انفاسه و هي ضمت بوقها بفضول: نقول عشان مثلا عايز تحط ايدك على كل اللى ف سكتك هنا؟ يعنى تلم الحته هنا كلها تحت باطك؟
ادم تمتم بغيظ: تحت باطك؟ انتى منين يا بت؟

هدهد ضحكت و ردت بإندفاع و وقفت بالكلام بعد بدايته مباشرة: اس
ادم بصّلها و اما سكتت رفع حاجبه: انتى عامله اوكازيون ع الابليكيشن بتاعك؟ خد النص و اكمل النقط؟
هدهد ضحكت بخفه: لا. بس
ادم رد ببرود: مش عايز
هدهد: نرجع لمرجعنا. الله. حلو نرجع لمرجعنا ده
ادم ضحك بيأس: اتخمدى.

هدهد اتحركت قعدت جنبه اجبرته يفضل قاعد: انت عصبى و الطحنه و المرمطه اللى احنا فيها دى عايزه طولة بال. عايزه تشوف اكتر ما تسمع و تسمع اكتر ما بتتكلم و تفهم اكتر من كل دول
ادم بصّلها بطرف عينيه و هي اتعدلت ببلاهه: انا بقول رأيى بس
ادم زقها بغيظ من جنبه يقوّمها: لا رأيك ده يطلع بس و احنا بنلم الزباله
هدهد رجعت بغيظ ف قعدتها جنبه بعد ما زقها: انت ليه مبتحبش تسمع غير صوتك.

ادم بصّلها و عض بوقه بنفاذ صبر و هي اتراجعت بضحكه صغيره مَرِحه: مع ان صوتك وحش
ادم كوّر إيده ف وشها و هي مسكت قبضة إيده بخفه: طب انا عندى رأيين
ادم كعمش وشه بتريقه: يتربوا ف عزك. عندهم كم سنه بقا؟
هدهد شاورتله: شووفت. اهو خلقك اللى دايما اضيق من مخك ده اللى مبيخلكش تسمع الاراء حواليك و عكك مع صاحبك ده.

ادم شدها وقّفها بغيظ حدفها على الدكه اللى كانت عليها: لا عادى انا ممكن اسمع رأيك و قولك تحطيه فين بقا و كده.

هدهد برّقت قدامها و هو حدفها بالجاكت بتاعه: اتخمدى
رجعوا كل واحد ف رقدته لحد ما ادم نطق و هو مغمض عينيه: انتى ليه نزلتى و انا ف القسم؟
هدهد ردت بتلقائيه: عشانك. خوفت وجودى عندك يورّطك
ادم فتح عيونه فجأه و بصّلها بطرف عينيه و هي كملت بهدوء بعد ما رجعت قعدت: خوفت يتابعوك بعد ما تخرج من القسم زى صاحبك الاهبل ده و اورطك.

ادم رفع حاجبه: شوف ازاى! و انا اللى كنت فاكرها. يلا اهو سوء الظن بقا زى سوق العتبه بيلم
هدهد سكتت ثوانى بتفكير لحد ما فهمت: قصدك يعنى انى مخوناك؟ تبلغ عنى و كده؟ لا متعملهاش
ادم رجع قعد زيها: ليه بقا؟ مكتوب على وشى الشحن مجانا؟
هدهد ضمت بوقها بحيره: معرفش. بس متعملهاش. عينيك بتقول انك مش كده
ادم رفع حاجبه: هو الراجل بيتعرف من عينيه؟ اول مره اعرف الصراحه.

هدهد ضحكت بخفه و هي بتلاعب رجليها بعد ما قعدت و نزلتهم من ع الدكه و هو عمل زيها: هو الراجل عندكم بيتعرف منين؟
هدهد ردت ببلاهه: من جزمته
ادم برّق بعد ما بص ع الكوتشى بتاعه و هي ضحكت اوى.
بصّلها بذهول: جزمته! قيمة الراجل عندك من جزمته؟

هدهد ردت بجديه بعيده عن هزار الحوار: عشان دى اخر حاجه عند الراجل بيهتم بيها بعد لبسه و شكله و شعره و برفانه و و و. و بتجى اخر حاجه بعد الليله دى كلها و ع السريع كمان. ده غير انه مبياخدش باله ان حد هيركز معاها. ف الواحده لو شافته اهتم بجزمته هتعرف انه هيهتم بيها.

ادم برّقلها شويه و نطق بغيظ و هو بيحدفها بالجاكيت بتاعه: لا و انتى الصادقه ده عشان جزمه زيك لازم تحن للى زيها. مش بيقولوا كل جزمه و لها اختها!
هدهد لقفته منه و حطته تحت راسها و هو رقد.
هدهد: ادم. هو احنا كده بعد ما انت اتأكدت ان الراجل مامتش و الظابط كان بيضغط على اعصابك المفروض روحنا ف الداهيه اللى بيقولولنا غوروا فيها صح؟

ادم ضحك بغُلب: لا عديناها بشارع حضرتك. ده انا كنت مرتب الليله السوده دى هتخلص بحوار القسم و الدنيا هتتقفل بموت الراجل و الظابط مش هيوصل منى بحاجه و الا هسلّمك له و اخلص بدل ما يجى بكره الاقى نفسى لابس ف داهيه جديده
هدهد رجعت قعدت بضحكة خوف و ربعت رجليها ببلاهه: طب و هل جرت الامور كما خططت لها يا استاذ ادم؟
ادم بصّلها بطرف عينيه و هو لسه راقد: معرفش. هي جرت مني النحيادى كده.

هدهد ضحكت اوى: شايل هم بكره ليه! ما يمكن ربنا يخدك
ادم بيتلفت حواليه و هي رفعتله الجاكيت بإستفزاز و رجعت رقدت.
هدهد ابتسمت بصوت خافت: تصبح على خير
ادم رد و هو مغمض: اصبح على خير؟ و انتى جنبى! تصبح على خير دي تتقال لحد عايش مع كنده علوش. بيرين سات. انما انتى؟ و انا؟ ده احنا المفروض ننام و نصحى نقول لبعض اهلا بالخازوق الجديد.

هدهد ضحكت بغيظ: يا بااى. يا بنى المتشائم هو اللى دايما بيشوف الحياة كلها خوازيق
ادم رد بتهكم: و المتفائل اللى زيك كده؟
هدهد ضحكت ببلاهه: لا المتفائل بقا هو اللى بيلبسها
ادم ضحك بغيظ و هدهد ردت بمرح: يابنى خلى عندك ايمان و امل. و الله بكره هتتعدّل
ادم رد و هو بيديها ضهره: ايوه ايوه ايمان اه. ايمان اتطلقت
هدهد بهزار: شوفت. عشان كده بقولك خلى عندك ايمان و امل. عشان لو ايمان سابتك امل تسندك.

ادم ضحك غصب عنه و هو مديها ضهره: هزرى هزرى. اهى لطافة امك دى اللى هتخليكى تلبسى ف الاخر.

حنين فجأه فتحت عيونها و اتعدلت ع السرير بفزع و بتتلفت حواليها بتوهان. شافت نفسها مغيره هدومها و حتى راسها عليها طرحه!
قامت وقفت بتعب، حمزه وقف معاها و حاول يسندها: الدكتور على وصول. جاى و
حنين اتخطته و بتلف حواليها كإنها بتدوّر على حاجه او مش شايفه حاجه!
حمزه قرب منها على حالتها اللى اتعود عليها بس المرادى الوضع مختلف. المرادى فهمت الحدوته من اولها.
حاول يضمها بحزن: حنين.

زقته بعنف جابته قصادها: ابنى فين! فين يا حمزه انطق. وديته فين انت و امك؟ عيالى فين يا حمزه!
حمزه عيونه دمعت بوجع: حنين. عشان خاطرى اهدى
حنين زقته بعنف: بقولك عيالى فين انطق
حمزه هز راسه بقهر: حنين
حنين صرخت بإنهيار: اخرس. متجيبش اسمى على لسانك القذر ده. انت كلك قذر. كلك حرام. حرام
حمزه حاول يمسك إيديها و هي نزعتهم منه بجنون و ابتدت تلف حوالين نفسها بهيستريا: هديه. بنتى فين؟ هديه فين يا حمزه؟

حمزه دموعه نزلت على حالتها اللى هو فاهمها كويس جدا و عارف ان ضغط عصبى زى ده ممكن يحدفها لورت لأبعد من نقطة الصفر.
حنين صرخت ف وشه: عيالى فين! ودتوهم فين!
حمزه: اهدى. يا حنين انا مليش ذنب ف حاجه
حنين صوتها اتحاش بعياط: هاتلى بنتى اتكلم معاها. انا محتاجالها دلوقت اكتر من زمان
حمزه صوته اتهز بوجع: انتى عارفه ان هديه
حنين صرخت ف وشه: هاتلى ابنى. انا عايزااه. يا اددددم.

ادم كان نايم و اتهز فجأه ف صرخه طلعت منه كإنها بتصعقه.
هدهد اتنفضت ف رقدتها اللى كانت معاه ع الارض بس بعيد.
قربت بحذر من جسمه اللى بيتشنج و بيهابد مع بعضه كإنه بيعافر يخرج برا كابوس متربط فيه.
قامت بلغبطه جابت مايه و رجعتله بحذر قعدت جنبه. مش عارفه ممكن تعمل ايه. حطت إيدها ف المايه و حطتها على رقبته. شافت عروقه بتنفر كإنها بتحرك إيدها من قوتها.

رجّعت إيدها للمايه تانى و رجعت على وشه ملّست عليه برفق كإنها بتتعامل مع جرح.
اتلفتت حواليها ملقتش حاجه ف مدت دراعها مسحت عرقه بكوم بلوزهتها.
قابلت وشوشهم كإنها بتقرا عيونه المغمضه تفهم كابوسه ف سمعته بيتمتم برجفه قويه: متموتهاش. لالا. متموتهاش. معملتليش حاجه. اجرى يا ادم. اجرى. اجرررى!
عيونه فتحت فجأه و نظرات بدأت عنيفه كإنه لسه شايف كابوسه.

هدهد كانت جنبه و مركزه كف إيدها جنبه تانى ناحيه و هو بينهم ف لمح وشها فوقه و كإنها بتجبره يثبت نظراته عليها.

ادم بصّلها اوى بنظره ثابته إبتدت تتوه شويه بشويه و هي افتكرتها بتلين او بتهدى ف رجعت جنبه و اتعدلت.
همست بخوف: ادم. انت كويس؟
ادم همس بلهجه مخيفه و هو لسه مغمض: غورى من وشى
هدهد مخافتش من لهجته اد ما خافت من حالته و هو صرخ بجنون صرخه ابتدت قويه بتخفت شويه بشويه كإنها ملهاش علاقه بالموقف الحالى اللى هما فيه و لا الوقت الحالى: اجرررررى. اجرررررى. اجررى. اجرى. اج، ر. ى.

هدهد وقفت بالعافيه بس من حالته مقدرتش تتحرك و هو حس بأنفاسها حواليه ف وقف بعنف شدها من دراعها: انتى ايه؟ غبيه مبتفهميش؟ طول عمرك غبيه! غبيه! غبيه! انتى غبيه! انتى مش السبب انتى غبيه!

بيهز فيها بعنف و هي قدام حالة اللافهم اللى اتحدفت جواها مش عارفه تتحرك. او يمكن مش راضيه، حاجه جواها رافضه تمشى و مش عشان احساسها دلوقت انه لسه بيكمل كابوسه. لا ده يمكن من اول ما اتقابلوا. مش عارفاه هو الغموض اللى حواليه و لا الاحساس اللى محاوطها معاه. او يمكن حاجه خفيه مربطاها و بتقولها متغلطيش تانى و تمشى!

سحر كانت جات الصبح تطمن و شويه و نسناس كان لسه جايلهم اما رن على ادم و مردش.
جريت ناحيتهم على صوتهم و نسناس سبقها بخطواتها و راحوا عليهم.
اتدخلوا بينهم يفصلوهم و ادم رغم انه مستمر ف صراخه يمشيها الا انهم بمجرد ما دخلوا بينهم يبعدوهم تبّت ف دراعها اكتر و مشدد قبضاته عليها.
عيونها المتعلقه بيه دمعت اكتر من رعشة ايده.

نسناس معرفش يفصل مسكة إيده لها بس وقف قدامه و بيخبط على وشه بقلق: ادم. اددم فوق. ادم انت كويس. اتنفس بس الاول انت كويس
ادم بيتكلم ورا بعض و بسرعه لدرجة بدا الكلام غير مفهوم و لا منطقى و يمكن مش مسموع منه غير صريخ!
نسناس بيكلمه و بيخبط على وشه بدون فايده. بص وراه لهدهد المستسلمه تماما لحالته او بمعنى اقرب لإيده و لمحها بتحاول تقرب رغم الحاله الهجوميه اللى ادم فيها.

نسناس زقها بعنف لورا يحاول يبعدها من قدامه اتفاجئ بقبضة ادم بتشدها وراه بغير وعى.
نسناس وقف قدامه لحظات مش عارف يلجّم حالته ف نفذ اقرب حاجه طلعت من عقله.
قرب من ادم و مد إيده ادم زقها بعنف و تشنجات جسمه و صوته مببهدوش. ف حركه سريعه ضربه بدماغه ف جبينه هز من قوته شئ بسيط. استغل ده و قرب صوابعه حوالين مناخيره ضمها و حرّكها بحذر رغم ايد ادم اللى اتمدت على ايده يبعدها.

ادم بيقاوم و يقاوم لحد ما صوته بيخفت شويه شويه و بتخفت معاه حركة جسمه العنيفه و عيونه بتغرّب من جفنه اللى بينزل يغطيها بتوهان لحد ما نزل جسمه معاه ع الارض بينسحب لضلمه مش غريبه ابدا عليه.
بينسحب لحاله من اللاوعى!
هدهد نزلت بيه ع الارض بهلع و هي سانده جسمه من ضهره. بتلقائيه لف نفسه نص واحده و عدل راسه على صدرها و هنا قفل عيونه بنص إبتسامه غريبه باهته: متسبنيش.

حمزه شال حنين حطها ف السرير و بيتحرك خبط ف الدكتور اللى منتبهش حتى لدخوله.
شاورله بحذر و هو قرب منها كشف عليها بشكل ظاهرى و علقلها محاليل و شاور لحمزه و خرجوا.
حمزه بصّله بتوجس: يعنى ايه الكلام ده؟ ازاى حالتها بالمنظر ده و مش خطيره و ازاى بالتعب ده و مش راضى بنقلها مستشفى و بتقول مفيش داعى؟ امال امتى الداعى اما تموت؟

الدكتور رد بعمليه: مدام حنين ف حالة انهيار و ده شئ واضح جدا. واضح انها تحت ضغط نفسى و عصبى. و ده معناه انها محتاجه تهدى مش مستشفى.

حمزه حرّك إيده على وشه بعصبيه و الدكتور كمل بهدوء: انت جوزها و اخر حد كنت معاها قبل ما تدخل حالتها دى و اول حد كان قدامها اما دخلت ف النوبه دى. و انت الوحيد اللى تقدر تساعدها بغض النظر كمان عن انك الوحيد اللى جنبها. حاول تشوف ايه اللى دخّلها ف حالتها دى و رجّعلها نوبة الفزع دى تانى. اذا محيت السبب هتمحى الحاله و ده بس اللى هيخليها تتحسن.

حمزه اخد نَفس عنيف و هز راسه للدكتور: طب. طب هي هتفضل كده لامتى؟ ع الاقل عشان تعرف تتحسن؟
الدكتور كتب روشته و اتكلم و هو بيدهاله: حاليا صعب. لازم مهدئات الاول تساعدها. و لازم تنام كويس. انا حطتلها ف المحلول و هبعتلك ممرضه تفضل معاها اليومين الجايين. لحد ما تهدى شويه بشويه بعدها تقدر تكمل انت بعدى و تقعد معاها. خليها تتكلم. تصرخ. تعيط. حاول تحتوى الثوره اللى جواها دى بعدها ترتبها.

حمزه هز راسه بإقتناع و الدكتور سابه و مشى.
حمزه شرد بحزن و نظراته مثبّته ف نقطه واحده بتسود و تظهر قدامه. فاق على صورة أمه قدام النقطه دى بتبصله بتوجس.

ادم قضى اليوم كله بيهلوس ف كوابيسه اللى مبتخلصش. كل ما يفوق منها بصرخه و يرجع ينام يتجدد من تانى كإنه كابوس واحد. سحر و نسناس و هدهد جنبه بس هي كانت اقرب واحده جنبه مسابتهوش بتغيب و تمسح عرقه لحد ما صحى بإرهاق واضح.
ادم إتلفت حواليه بتوتر و من شكلهم مكنش محتاج يسأل. اكيد حالته اللى ملازماه مسابتهوش.
بص لهدهد اللى قربت بسرعه اول ما فتّح: انت كويس؟
ادم اتعدل بسرعه و وقف اتحرك بعيد بإقتضاب: اه.

وقفت بسرعه راحت عليه: انت كويس بجد؟
ادم زق إيدها بعنف اللى مسكته: انتى غبيه مبتفهميش. قولت اه خلصنا
هدهد سكتت و سندت على جنب حيطه وراها و متابعاه بعينيها.
حاولت بمرح تكسر صمت الموقف من انفاسه اللى مسيطره عليه: ده انت بايت تهلوس و متعشيتش امال لو تقّلت؟
ادم ملتفتش حتى و هي قربت تتكلم ادم خرج بسرعه و رزع الباب بعنف.

نسناس اتحرك بسرعه وراه و سحر بعد ما اتحركت خطوتين بصتلها بقلة حيله و رجعت بصت قدامها عليهم و بصتلها.
قبل ما تتكلم هدهد هزت راسها بسرعه و هي بتتحرك عليها: يلا معاهم
سحر رجّعتها بقلق: يلا فين؟ الحته كلها برا مقلوبه عليكى
هدهد شاورت بخفوت على ادم و هو بيختفى من قدامها و يبعد: هنسيبه كده؟
سحر بصتلها شويه و هي اتلجلجت: عشان. قصدى. عشان حالته دى. ع الاقل لو الظابط راحله شقته و شافه كده ممكن يشك.

سحر هزت راسها بقلة حيله و هدهد اتنفست بإستسلام: خلاص روحى معاهم. انا كويسه. هو اللى مش كويس. عشان تطمنينى. ابقى طمنينى
سحر ابتسمت ابتسامه صغيره و هزتلها راسها و هي بتخرج وراهم بسرعه و سابتها.
هدهد قعدت بشرود و بتلف البدروم اللى فيه بعشوائيه. عدت ساعات ورا ساعات و الوقت وحش او القلق هو اللى وحش.
قامت بتتحرك بخمول و بتشيل الحاجات اللى بتقابلها بفضول و تحطها و تدخل اى حته تقابلها.

شافت مدخل حمام زقت بابه بفضول و شافته باين عليه مهجور او محدش بيستعمله. بترجع خطوه لورا لمحت القاعده بتاعته بلدى و مسدوده بتراب بشكل غريب و حواليها كراكيب!

وقفت للحظات بحيره و قربت بفضول منها شدت الكراكيب ركنتها على جنب و ميلت على رُكبها جنب القاعده إتأكدت انها مسدوده بتراب. مدت إيدها بفضول بتحرّك التراب بإستغراب و هي بتفكر صوابعها شبكت ف خيط شدته و كل ما تشد يتشد معاها لحد ما بقى يتقل كإنه بيشد حاجه. شدت اجمد لحد ما إبتدى يخرّجلها اكياس مشبكه ببعض ف الخيط زى السبحه. مسكت اول كيس بفضول و شافته مليان حبوب مكنتش محتاجه مجهود عشان تعرفها!

رفعت الكيس قدام عينيها كإنها بتتأكد منه. ف وسط شرودها سمعت خطوات برا. بسرعه فحتت الرمله و رجّعت الاكياس مكانها و ردمت عليها.
وقفت بسرعه اتحركت لبرا الحمام و بتقرب بحذر من الصوت سمعته جاى من برا من السلم اللى نازل ع البدروم.
اتحركت بحذر ناحية الباب تصتنت للصوت لقته هيتفتح و في حد بيتكلم وراه و هو بيفتح. جريت بسرعه لاقرب فاتحه قابلتها و وقفت بجانب الحيطه و كتمت انفاسها.

عصام دخل و هو بيضحك: يا عم قولتلك اتطمن. اتطمن محدش هنا. مبنجيش الا ف اللمه. المهمه اللى هيتقسم فيها الشغل او الغله او الوليمه بتاعة اخر كل ليله نخلصها. حتى البت اللى كانت مع ادم ابن الكلب اخدها معاه بيته
مسعود رد بذهول: البت اللى قتلت الراجل بتاع الخرابه؟
هدهد جوه بلعت ريقها بتوتر و شهقت بقلق.
عصام: اه و هايص معاها و لا دريان بحكومه بتدور عليها و عليه و على البضاعه
هدهد تمتمت بغيظ: يا ابن الكلب.

مسعود بيتحرك وراه: طب ما تبلغ عنها و اما تتقفش ف بيته هيلبس فيها و تبقى خلصت منه بصياعه بدل اللفه دى و بضاعه و نضربه فيها و نوقعه و حوار و حدوته طويله.

هدهد لمحتهم بيقربوا ف الجهه اللى قصادها بالظبط ف نزلت برُكبها ع الارض و زحفت ببطئ لحد ما اتدرات ورا ترابيزه قديمه بكراكيب جنبها ع الارض.

عصام سند رجله ع الدكه و اتعدل نص واحده قصاده: هيحصل. بس نخلص الليله اللى احنا فيها الاول. اصل الصراحه عجبنى حوار البضاعه اللى ضربها و صاع بيها ع الحكومه و ع التجار لاء و صاع ع البيج بالفكره دى و انه كده بيعوّضه و انا متأكد ان هو اللى خلص من الريس مختار عشان ينط مكانه. نخلص بس الليله الصايعه دى و اصيع عليه براحتى
محروس رد بتفكير: و ان بجملة الصياعه صاع عليك انت كمان يبقى ازى الحال!

عصام نزّل رجله و وقف قصاده: يبقى معاه اللى يتكسر دراعه بيه مش يتلوى
محروس: قصدك البت! تبلغ يعنى و
عصام: امال انت فاكرنى سايبُه يصيع عليا فيها ليه؟ خليها معاه عشان ان ملبسش بيا يلبس بيها
هدهد شردت بخوف و إبتدت تقلق بجد.

محروس بصّله بحيره: يعنى اللى عايز اعرفه دلوقت. انت هتوزعله البضاعه معاهم و لا لاء! ماهو انت الاول كنت ناوى تخليه يلبس ف الليله مع الحكومه لكن دلوقت طلعت البضاعه مضروبه و عايز يعدل بيها الليله و يعوض خسارة البضاعه اللى وقعت و يكسب ثقه من اللى فوقه. مضروبه يعنى حتى لو بلغت عنه مش هيتهز. اى ظابط اهبل هيقفل القضيه و مش بعيد انت اللى تلبس اما يشك فيك و هو مش هيخسر غير شوية التجار و دول تجار شارع، يعنى قطاعى، يعنى يعرف يلفهم تحت ضرسه خاصة بعد ما تدخل الحكومه ف الليله و تطلع فيشنك. ده مش بعيد يقولهم كنت عارف ان هما ورانا ف حوّرت الليله عشان ابعدهم عننا هما و الشبهه. و ساعتها ممكن يجيب بضاعه من اى حته توفى الغرض زى ما عملها سابق. ده ادم.

عصام حط إيديه ف جيوبه بثقه: عشان كده حاططله جلين و الاتنين اوسخ من بعض و ف الحالتين بده و لا ده هيلبس. الاول زى ما قولتلك من انهارده لبكره هقلب الدنيا هنا و احاول اوصل للبضاعه المضروبه قبل ما يسلمها. و لو وصلتلها على اخر لحظه هبدلهاله يا احطله وسطها شغل اصلى يشيله ليله وسخه مع الحكومه زى اللى شالها الريس مختار و ازيحه.

محروس: و لو لحد بكره موصلتلهاش و طلع مدقدق و نقلها من وراكم و اتفاجئت بيها ع التسليم؟
عصام هز راسه بثقه: يبقى نلجئ للحل التانى و نشيله ليله وسخه بردوا بس مع التجار و التليفون الصغير اللى كان هيتعمل يقلب الحكومه عليه يتعمل بردوا بس المرادى للتجار.

مسعود: هتوقعه مع التجار يعنى؟
عصام: و ده الحل التانى لو معرفتش اوصل للبضاعه المضروبه قبل ما يسلمها. هنطلّع الحكومه من وسطنا. عشان ميستخباش وراها قدام التجار. و هنسيبه منه لهم
محروس رد بحيره: يعنى بدل ما تبلغ الحكومه هتبلغ ال
عصام قاطعه: التجار. هتبلغ التجار ان البضاعه مضروبه. بس بعد ما يتوزع عليهم و يستلموا منه و اللى هتبقى انت واحد منهم و انت اللى هتبلغهم.

محروس بقلق: انت بتسلمنى للبغل ده؟ ده غشيم. ده لو طلع منها ه
عصام قاطعه: مش هيطلع. يطلع ايه ده هيعلم على فوق الخمسين تاجر ف العشوائيات و انا اللى هزقهم ف سكته. تفتكر هيسيبوه! انت بنفسك قولت دول تجار شارع. يعنى بلطجيه و عشوائيات و يموتوا ع القرش و يلقفوه من الهوا.

هدهد كانت متابعه بتركيز و كل ما يتحركوا تحاول تصتنت اكتر.
محروس بذهول: هتجيبله منين خمسين تاجر؟ و ليه كل دول؟ هي البضاعه اد ايه بالظبط؟

عصام اتحرك خطوات و اداله ضهره: مش شغلك. و ع العموم انت ناسى ان انا اللى كنت بوزع من الاول مع الريس مختار قبل ما يقع و كنت ببقى مكانه اما يغيب و الحيوان ده كان بيخلصله الشغل الخفى بتاع الجمارك و المستخلصات و الذي منه! ده انا هلمله بلطجية العشوائيات من هنا الدراسه و العمرانيه و ارض اللوا و البراجيل و كل حته فيكى يا بلد. مش هخلى واحد بياخد برشامه غير و هجيبهوله حتى لو بيبرشمها مش بيبيعها. عشان بعدها اما اضربه بيهم ميعرفش يواجه. ماهو هيقف قدام مين و لا مين!

محروس بتردد: طب ما تخلى
عصام: لاء انت اللى هتبلغهم. ع الاقل بلغ بتوع الحته و سيب عليهم الباقى. بعدين خايف من ايه! قول انك شكيت ف البضاعه اما جربتها بنفسك قبل ما توزعها و تاخد و تدى مع زباينك. و الكل عارف انك مبرشم مش هيشكوا. لاء ده هيشكوا فيه و ف بضاعته و اما يتحققوا هيلبس.

محروس شاور ف وشه بتحذير: اه بس مش هاخد بسعركم. و لا حتى بسعر التجار. ماهو انا مبقاش عارف انكم بتختموا على قفانا و عايزنى اميّلك رقبتى و اقولك اتفضل!

عصام هز راسه برضا: و الفرق ليك من جيبى. بس المهم تعمل اللى قولتلك عليه. هوصلك و ارجع اقلب الدنيا ع البضاعه و لو ملقتهاش هعملك تليفون ابلغك اننا ع الحل التانى و ساعتها ف نفس الليله اللى هتاخد فيها بضاعتك منه تنفذ. قبل ما التجار يلحقوا يوزعوا. عشان لو وزعوا مش هيبقى في خساره لهم تخليهم يقفوله
محروس: طب فهمنى انت خطوتك هتبقى ازاى عشان متفاجئش.

عصام: مش هيدينا بضاعه. هو هيقابلكم و يسلمكم هنا. كان طلب اجمّعله كشف الناس اللى هتاخد منه بالكميات بتاعتهم و مجرد ما هسلمهوله هيلمهم و يديهم بنفسه. العبيط مخوّن عشان الريس مختار وقع ف خايف يعتمد على حد يوقعه! ميعرفش انى انا كمان عايزُه يقابلهم وش عشان يلبس قدامهم!

هدهد كانت متابعه كلامهم بإنصات و عينيها راحت بتلقائيه بعيد ع الحمام!
محروس: و انت هتخلصله امتى؟ هتديله اساميهم امتى؟
عصام: الليله. و يوم و لا اتنين مش اكتر و هيسلمهم عشان يخلص و اخلص انا بقا
محروس هز راسه برضا و عصام اخد اخر نفس من سيجارته و رماها و طلع فلوس من جيبه حدفهاله و محروس عينيه لمعت بطمع: يبقى اتفقنا.

اخدوا بعض و خرجوا. هدهد فضلت متسمره مكانها لحظات مفتّحه بصدمه. مش عارفه ايه اللى ممكن يتعمل! فضلت تتحرك بحيره و هي بتفكر.
تقول لآدم مش ضامنه رد فعله! ده مجرد واحد اعترض اندفع عليه بعصبيه! طب تقول لسحر او نسناس! طب البضاعه!
فضلت منتظره ادم بس مجاش. ابتدت تقلق بجد!
تسيب المكان و تمشى؟ بس عصام قال هيرجع يدور ع البضاعه و اكيد هيلاقيها.

تبلغ ادم ازاى؟ عصام قال هيسلمه كشف الناس انهارده. يعنى ادم ممكن يقابل الناس انهارده! و ممكن يجى ع التسليم و ساعتها متلحقش تقوله!
وقفت بتفكيرها اما لقت نفسها قدام الحمام تانى. بصتله بحذر و هي بتبلع ريقها بإرتباك و عينيها بتزوغ بتوتر!

حمزه بص لأمه اللى واقفه قدامه بجمود. دوّر وشه بعيد و امه قربت كام خطوه: ايه اللى خربطها اكده يا ولدى؟
حمزه بتهكم: مخابراش؟
امه: و ايه اللى هبش ف الدفاتر القديمه عاد؟ هي مش عملت اللى رايداه منيك؟ كملت معاك رغم رفضى للموضوع من اساسه و امينه و انزاحت من سكتها و بطّلتك شغلانتك اللى كنت هتاكل منيها الشهد
حمزه هينطق أمه قاطعته بغضب: و رفضت تتجوز و تعوّض ولدك.

حمزه هيتكلم آمه علّت صوتها بمقاطعه: و فوق ده كلايته عايشه زينه كيف ما كانت تحلم و اكتر
حمزه رد بسخريه: زينه؟ متأكده من حديتك ده؟
أمه بصتله قوى و اتكلمت و هي نازله: قولها تحمد ربنا. القديم اندفن بلاش تهبش فيه عشان يا هيطلع يحرقها يا هتندفن معاه
حمزه نزل وراها بغضب من الكلام و اللهجه اللى معجبهوش: و انا قولتلك قسماً بالله و حياة ولدى الغايب ما تتمس منها شعره لا اكون وراها سوا ف الاذى او ف البعد.

آمه بصتله بحسره: انا لحد انهارده مهصدقش انك ولدى. يا خساره
حمزه وقف بغضب و بص بعيد و هي كملت نزول لحد اخر سلمه و بصتله بحذر: بردوا مجاوبتنيش. كانت هتعمل ايه ف مكتبك اما وقعت زى الدبيحه إكده؟ ايه اللى حُصل بردوا؟

ادم بيلف بالاسكوتر ف الشوارع بدون وجهه محدده. من الصبح مسابش الشارع و لا دخل بيته.
مش عارف رايح فين و لا لإيه و لا هو فين دلوقت حتى. مش عارف غير احساسه إنه متكتف و متربّط جوه صندوق عايز يخرج منه ف بينطلق بجسمه ع الطريق يمكن ينطلق من جواه كمان.

محسش بنفسه غير و عجل الاسكوتر خبط ف حاجه اتحدفت جنبه و خطت الرصيف لبعيد ع الطريق اللى عكسه على يمينه و الناس بتروح بإندفاع من شماله عليها كإنها كانت بتعدى منهم.
ادم بص قصاده حاول يتحقق من مكانه و قلبه بيتنفض كل ما يقدّم بالإسكوتر. مكنش محتاج يقرب عشان يتأكد. يمكن حس قبل ما يشوفها و شافها قبل ما يقرب.
ف لحظه إنتبه للناس بتقرب من فتحه ع الشارع العمومى على شماله ناحيتها!

هدهد كانت وقعت ع الارض بعنف. قامت اتعدلت نص واحده و سانده ع الارض بترفع وشها تقوم شافت الناس بتندفع عليها.
بلعت ريقها بإرتباك و بتحاول تفكر بشكل سريع تعمل ايه بس فجآه الدنيا اتقلبت و الموقف كمان اتقلب و.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة