قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر

ادم بيلف ف الشوارع محسش بنفسه غير و عجل الاسكوتر خبط ف حاجه اتحدفت جنبه و خطت الرصيف لبعيد ع الطريق اللى عكسه على يمينه و الناس بتروح بإندفاع من شماله عليها كإنها كانت بتعدى منهم.
ادم بص قصاده حاول يتحقق من مكانه و قلبه بيتنفض كل ما يقدّم بالإسكوتر. مكنش محتاج يقرب عشان يتأكد. يمكن حس قبل ما يشوفها و شافها قبل ما يقرب.

ف لحظه إنتبه للناس بتقرب من فتحه ع الشارع العمومى على شماله ناحيتها. ف خفه لف بالاسكوتر و ف حركه سريعه اندفع وسط الجهه اللى الناس بتيجى منها بحيث يشتتهم او يعطل حركتهم.

هدهد كانت وقعت ع الارض بعنف. قامت اتعدلت نص واحده و سانده ع الارض بترفع وشها تقوم شافت الناس بتندفع عليها. بلعت ريقها بإرتباك و بتحاول تفكر بشكل سريع تعمل ايه. قبل ما تتنفس حست بإيد كلبشت ف هدومها بترفع جسمها كله من ع الارض. حاولت تفلت بس قبضته كانت قويه و شدها عليه. بتلف وشها لمحته ع الاسكوتر ف إبتسمت بتلقائيه: ادم
بخفه اتحرك بيها ع الاسكوتر و ف ثوانى كانوا اختفوا من الشارع و الحته كلها.

حمزه جنب حنين مبيسبهاش. كل ما بتفوق بترجع يغمى عليها. مش عارف من حالتها و لا من المهدئات اللى بتاخدها مع المحاليل و لا منه هو و وجوده اللى حسّه تقل عليها بمجرد ما تفوق و تبصله تهرب من الواقع كله! بيستغل الدقايق اللى بتفوقها يديها علاجها و يأكلها بالعافيه و ترجع ترقد بتعب.

حنين بتتنفس بالعافيه. مش قادره تستوعب ان ده الراجل اللى حبته. دى حقيقته. دى حياته. سلاح و دم و اختلاس و فلوس حرام! كإنها معاشتش معاه ده كله! كإنها كانت عايشه مع صوره بوجهين و دلوقت بس لفّت للوجه التانى و شافته مسخ!
بتفوق لدقايق بس و اول ما يلمحها حمزه بيندفع بلهفه عليها.
حنين دوّرت وشها بعيد بتعب.
حمزه قرب ف قعدته جنبها ع السرير اكتر و سند بكفوفه حوالين رقدتها و نطق بلهفه: حنين.

حنين غمضت عيونها و هو اتكلم بضعف: ارجوكى يا حنين. ارجوكى كفايه. انا بموت و انا شايفك قدامى ف حالتك دى. بموت و انا شايف نفسى واقف عاجز قدامك مش عارف اعملك حاجه. كفايه ارجوكى متعمليش ف نفسك كده.

حنين نطقت بقهر من غير ما تفتح عيونها: عندك حق. كفايه. فعلا كفايه
حمزه بلع ريقه بترقب: يعنى ايه يا حنين؟
حنين لفّت وشها له و اتقابلوا ف نظره عمرها ما هتتمحى: يعنى كفايه يا حمزه. كفايه لحد كده. عملت كل حاجه ممكن تتعمل. كل حاجه غلط و كل حاجه حرام. كل حاجه. بعدت ربنا عن حساباتك خليته بِعد عن حياتنا و بيتنا و ولادنا. و البيت البعيد عن ربنا ميت.

حمزه نطق بحزن جمل متلغبطه: حنين. صدقينى انا. انا معتش. انتى عرفتى ايه بالظبط!
حنين صرخت ف وشه: الحقيقه. الحقيقه يا حمزه. الحقيقه اللى عيشت معايا تزيّفها. تجمّلها و تذوّقها قبل ما تحطها قدامى. تلبسها قناع الرجوله و الشرف. انهارده بس القناع ده وقع غصب عنك
حمزه حاول يقرب منها هي إنتفضت بعنف تبعد. بتبعد اكتر وقعت من ع السرير.

حمزه لف بسرعه لها يسندها زقته بعنف و هي بتصرخ بجنون اتحوّل هزيان لحد ما وقعت ف إغماء: كفايه بقا. كفايه.

هدهد بصت لآدم بحذر: يعنى ايه كفايه؟
ادم مسك إيدها اللى شاورت بيها و بصّلها بحده: يعنى لحد هنا و كفايه. خلصت. اتكلى على الله
هدهد وقفت بتوجس: اروح فين؟
ادم رد بجمود: مكان ما جيتى
هدهد: بس
ادم زعق و هو بيلف وشه لها: غورى من هنا. مش عايز اشوف وشك هنا. و لو لمحتك حتى هزعّلك. تاخدى بعضك و تغورى لمكان ما جيتى
هدهد ردت بصوت مهزوز: و القضيه؟
ادم: اعتبريها خلصت.

هدهد فركت إيديها بتوتر و حاولت تتكلم: ادم انا مخرجتش زى ما قولتلى. انا بس سمعت
ادم زعق: انتى غبيه مبتفهميش؟ قولتلك غورى
هدهد حاولت تكمل و هي بتقرب ناحيته: اسمعنى. انا سمعتهم و
ادم زقها بحده بعيد: مش عايز اسمع منك زفت. غورى بقا و ارجعى لحياتك قبل ما تيجى هنا و انسى انك ف يوم جيتى هنا. انسى بمزاجك قبل ما يحصل غصب عنك.

هدهد هتتكلم ادم شاور لسحر و هو خارج: مشيّها من هنا. وصّليها لحد ما تبعد و شوفيها عايزه تروح فين و إتآكدى ان محدش وراكوا.

حمزه شال حنين رجّعها لسريرها. كلم الدكتور جالها و طمّنه ان انهيارها ده طبيعى قدام صدمتها و هتاخد وقت لحد ما تهدى.
يوم و اتنين و عشره و هو جنبها لا هي بتفوق و لا هو بيسيبها!
قامت بتعب اتحركت للحمام. حمزه قام بفزع من نومه مع حركتها راح وراها.
حنين زقت إيده اللى بتسندها بإشمئزاز و اتحركت.
حمزه بضعف: حنين.

حنين ردت بقرف من غير ما تبصله: ابعد عن اى حاجه تخصنى. اى حاجه ليا متقربش منها حتى اسمى. انا بقرف منك
حمزه قرب وقف قدامها و هي بصتله برفض: انا حقيقى بقرف منك. ريحة الدم و الخيانه و الحرام بتفوح من جواك بقذاره
حمزه رد بضعف: الحرام ده انا بعدت عنيه لاجل خاطرك يا حنين
حنين بصتله بقهر: انت اتجوزتنى و لا لاء يا حمزه؟

حمزه بصّلها بصدمه و هي مش متقبله منه حاجه حتى حقه ف الصدمه ف زعقت بصوت مهزوز: اتجوزتنى و لا لاء انطق؟ انا لحد ما ولدت و انا عايشه ف بيتك ف الحرام! الحرام يا حمزه باشا، تعرفه؟
حمزه باصصلها قوى بذهول و هي كملت بسخريه و هي بتتحرك من قدامه: تعرفه؟ تعرف الحرام؟ سؤال غبى لواحد معجون ف الحرام و بيجرى ف عروقه بدل الدم
حمزه لف وشه لها بتوهان: حنين انا.

حنين صرخت: انت شغلك حرام. فلوسك حرام. بيتك و املاكك من الحرام. حتى عيالك من الحرام. اتجوزتنى و لا كنت انا جزء من الحرام اللى حواليك و جواك! كنت زيى زى صفقة سلاح و لا مخدرات و دم ببسيح ف سكتك و انت بتخطى عليه!
حمزه هيقرب هي حطت إيدها على بوقها و التانيه على بطنها و جربت ع الحمام. ملحقتش توصله ف نزلت بركبتها ع الارض و ميلت راسها ف الباسكت الموجوده و رجّعت. رجّعت كتير اوى بقرف!

حمزه متابعها بصدمه. ميل يساعدها تقف زقت إيده بإشمئزاز.
حمزه بصلها بصدمه: حنين شغلى ده انا سيبته من سنين. سيبته لاجل خاطرك بس انتى اللى ناسيه. اما انتى طلبتى منى ده ف صدفه عرفتى فيها جزء منه. سيبته بعد ما اتكسرت على ادم!
حنين دوّرت وشها بعيد بإستنكار و ردت بسخريه: و عيالك يا حمزه! قصدى عيالنا! مكنوش
حمزه قاطعها بإندفاع: لاه مكنوش حرام.

حنين بصتله بقرف و هتنطق هو قرب منها: انتى و كان غصب عنك. و انا و مفيش راجل بيغتصب مراته. اه كنت بأدّبها لكن لا هو حرام و لا عيب و لا في شرع و لا قانون يمنعوا راجل على وش الارض يلمس مراته حتى لو غصب عنها. مسمهوش اغتصاب. ده يمكن ربنا عمل كده عشان يرزقنى منها بعيل. لو حرام مكنش ربنا رزقنى يا حنين.

حنين هزت راسها بسخريه: يرزقك! يرزقك بعيل مش عارفُه مين لحد دلوقت! و لا يرزقك بعيل مش عارفُه فين لحد دلوقت! ده الرزق اللى بتتكلم عنه!
حمزه قرب منها: و انتى! انتى عمرك ما كنتى حرام! انتى ازاى فكرتى و لو للحظه إنى عايش معاكى ف الحرام!
حنين زقته بعصبيه: امتى! امتى و انا عيشت معاك ايام و ليالى و شهور تحت سقف واحد و ف بيتك بدون وجه حق!

حمزه بدفاع: انا ملمستكيش. من اول ما دخلتى بيتى ملمستكيش و لا حتى بيتت معاكى ليله واحده بدون وجه حق. انتى طلبتى منى وقتها عايزه تاخدى خطوه لورا و تبعدى شويه تشوفى الصوره اوضح و تتعرفى على كل حاجه حواليكى. انا استغليت طلبك ده و اديتك المساحه دى يا حنين و بعدت. كنت جنبك اه لكن مش بالصوره الحرام و لا المرفوضه. و كنت ناوى اتجوزك.

حنين بصتله برفض: ف شهور حملى! اللى هي كانت فترة عدتى! انت للدرجادى جاهل و متعرفش حاجه عن دينك؟ و لا للدرجادى ميفرقش معاك الحلال من الحرام
حمزه بصّلها برفض و هي كملت بضعف بدموع غلبت على صوتها: و لا انا اللى مكنتش افرق معاك! واحده جايبها من الشارع حلتلك مشكلتك مع امك ع الخلفه و بالمره خلصّتك من مراتك اللى بالصدفه طلعت خاينه و باعتك و بلغت عنك و فوق ده كله تعيشلك معاها يومين لنفسك!

حمزه هز راسه برفص و هي زعقت: صح؟
حمزه هيقرب هي زقت إيده و هي بتتكلم بصوت مهزوز: بس اللى معملتش حسابه ان الواحده دى تملا دماغك. او بشكل اصح تعجبك. ماهى اللعبه مينفعش يتقال عنها غير انها تعجب و تكيّف. اللعبه ما تتحبش ابدا يا حمزه!
حمزه قرب بدفاع: لاه يا حنين. لاه انتى كده بتظلمينى. بتظلمى اللى جابلك حقك من الكل، امه و امينه و سليم و الدنيا نفسها اللى ظلمتك و رجّعك ليها غصب عنها بعد ما طردتك للموت.

حنين اتكلمت و هي ضهرها له: و انت مش ظالم!
حمزه قرب بسرعه مسك كتفها من ورا ضهرها: لاه
حنين اتعدلت قصاده بتعب و هزت ملامحها بتهكم و سكتت لحظه قبل ما تنطق: لو امينه مطلعتش خاينه و مباعتكش كنت هتعمل ايه بينا!
حمزه اندفع بجسمه ناحيتها مع الكلام: مكنتش هسيبك
حنين ربعت ايديها بمغزى: و انا مكنتش هرضى بالوضع ده حتى لو غصب عنى
حمزه رد بسرعه: بردوا مكنتش هسيبك
حنين ضحكت بوجع: مش بقولك ظالم!

حمزه قرب منها: عشان هسيبها لاجل خاطرك؟ لا يا حنين انا لو كنت هسيبها ف كنت هسيبها عشانها قبلك. عشان مظلمهاش. عشان مكنتش هعرف اعدل ما بينكم و انا قلبى معاكى. مكنتش عايز اظلمها بس هي اللى ظلمت روحها. انا خوفت من ربنا ف وقت انتى اللى قربتينى منه من غير ما تحسى و صحيتى جوايا حاجات كنت فاكرها ماتت من زمان. كنت فاكرها مش موجوده ابدا. الحرام و الحلال اللى مكنتش اعرف عنهم حاجه و اللى خلونى مرضتش استغل حالتك و المسك و اقربلك ف وقت انتى كنتى واثقه فيا تماما و مسلمالى نفسك و مصدقانى. و الضمير اللى خلانى كنت ناوى اطلق امينه عشان مظلمهاش.

حنين زعقت: ظلمت روحها لما حبت تحافظ على بيتها و جوزها؟

حمزه زعق برفض: لاه. لما بلغت عن جوزها لمجرد ما شافت معاه واحده و من غير ما تفهم كانت هتلف حبل المشنقه حواليه. لما حاولت تسحرلى. لما حاولت تقتلك. لما حاولت تخطف العيال و تأذيهم. ظلمت نفسها ظلمت نفسها لما اتهمت نفسها ف شرفها بس عشان تضمن وجودها ف البيت. ظلمت نفسهاىلما قولتلها و انا مسافر انى مليش غيه ف الحريم و مش هتجوز و برغم ده لمحت واحده معايا طربقت الدنيا على دماغ الكل. لما حاولت افهمها يومها انى بقفل الحوار مع امى عشان اخلص بس من وجع الراس معاهم و هي مفهمتنيش زى ماهى عمرها ما فهمتنى و اندفعت بقلة الادب. ظلمت نفسها لما بغبائها هي اللى حطتك ف سكتى ف وقت انا نفسى مكنتش لسه عارف هعمل معاكى ايه و اندفعت و قالت لأمى انك مراتى و هي بتسألنى عنك. عارفه انا قسما بالله لحظتها مكنتش عارف هعمل معاكى ايه غير انى هحاول اوصل لاى حاجه عنك و اوصلك بيها حتى لو مكنتش هقول لها هي و امى دلوقت حقيقة الموضوع بينا لكن بغبائها شتت تفكيرى و حطت اقرب حل قدامى سلّمت بيه. اه يا حنين ظلمت نفسها لما محاولتش و لو لمره واحده تكسبنى. ترجعنى لحضنها اللى عمرى ما كنت فيه و لا حسيت بطعمه اصلا. يمكن لو كانت اختارت يومها تطلق او تبعد كنت هبقى ظلمتها. مكنتش هقولك تحاول تكسب راجل و تشده من حضن تانى. لكن هي برضاها اختارت تكمل. و طالما برضاها اختارت تكمل يبقى تتعامل صح مع الوضع. تحاول ترجعنى. تكسبنى. تحتوينى و تحتوى احتياجى ف وقت قلبى كان بيتهاجم بمشاعر جديده عليه منك. انا مش مع الواحده اللى تحاول تشد راجل لها اختار غيرها لكن طالما اختارت تكمل ع الوضع ده يبقى ده كان دورها اللى كان المفروض تعمله.

حنين: و انت؟
حمزه زعق: ايه يا شيخه بتحاسبينى على حاجه مملكهاش؟ على قلبى اللى مليش حيله عليه؟ الرحمه حلوه ده النبى نفسه طلب من ربنا ميحاسبهوش على ما لم تملك يداه. على قلبه يا حنين. عشان مش ملكُه
حنين هربت بوشها بعيد كإنها بتتنفس كلامه و حاليا بترفض يدخل جواها.
حمزه بيقرب رجعت هي لورا برفض: انا لو مكنتش طلبت منك تسيب شغلك بقرفه كنت هتسيبه من نفسك؟

حمزه هيرد هي سبقته: لو مكنش ربنا فوّقك بأدم كنت هتسيب القرف ده؟
حمزه رد بصدق: اه
حنين هزت راسها بإنكار: لو كنت هتعمل ده من نفسك مكتش خليتنى اطلبها منك، مكنش ربنا فوّقك!
حمزه مسك إيديها: حنين انا
حنين شدت إيديها من بين إيديه بعنف: مش بقولك ظالم!
حمزه رجع قرب بحنيه: حنين انا ملمستكيش غير اما كتبت عليكى بعد ما ولدتى. انتى مقرتيش الكلام ده ف مذكراتى؟

حنين افتكرت انها وقفت بالكلام بس لحد يوم ولادتها ف ضحكت بوجع: بردوا ده ميمنعش انه كان غلط. الوضع كله كان غلط. وجودى ف بيتك غلط. تحت عصمتك و اشهار للناس و اهلك انى مراتك و انا ف عدة راجل تانى غلط
حمزه: انا كتبت عليكى
حنين ضحكت بسخريه: كتبت عليكى! ياترى بقا بقلم جاف و لا رصاص!
حمزه بصّلها بذهول و هي ضربت كف ع التانى و هي بتكمل ضحكتها: طب ياترى كتبت ع الكراسه و لا تلميذ فاشل شخبط ع السبوره؟

حمزه بيحاول يقرب بصدمه و هي قطعت ضحكتها فجأه كإنها لم تكن و زعقت: كتابك عليا كان غلط
حمزه بصلها بصدمه: غلط؟ انا جيبت شيخ
حنين ردت بتهكم: ااه. شيخ منصر مش تقول!
حمزه مسك إيديها الاتنين و اتكلم براحه: حنين انا فعلا كتبت عليكى عند شيخ
حنين سحبت إيديها منه و ربعتهم بتهكم: و موافقتى يا حمزه باشا؟ دى لو ملهاش قيمه عندك و عملتنى زى العروسه بخيوط ف ايدك ف لها قيمه عند ربنا. عند الدين اللى كرّم الست و عظّمها.

حمزه بصدق: مكنش قدامى غير انى ارمى عليكى يمين طلاق ظاهرى ينقذ الموقف و اكتب قدامك من تانى و برضاكى.

حنين بصتله بصدمه و هو اتحرك ناحيتها بحب صادق: انا اصلا سآلت الشيخ قبلها عن كل حاجه و هو اللى اقر جوازنا. حكيتله كل حاجه و جيبتله الحكايه من الاول قالى عف نفسك بالحلال و ابعد بيها عن الحرام بس بعد ما تولد اتقاء للشبهات. قالى هي متعرفش لكن انت تعرف ف هي مش هتشيل من الوزر زيك و لا ادك. عارفه قالى ايه! قالى حتى لو كانت تعرف كان ممكن توافق بما انها رضيت بالحرام قبلك. انتى فاكره العرفى حلال؟

حنين بصتله بتعب و هو قرب منها: قالى ان العرفى مكنش حلال اصلا عشان يبقاله عده. سليم كتب عليكى على حتة ورقه و مضاها و خلص. ده موثقهاش حتى. و حتى لو حلال ف انا مكتبتش عليكى و لا لمستك الا بعدها. مرضيتش بالحرام اللى كان متاح قدامى و كنت اقدر اجيبك بيه زيه و من غير ما اغصبك حتى.

حنين هربت بعينيها اللى دموعها نزلت بعيد و هي لف وشها له: انا اه عارف انا كاتب ايه ف مذكراتى و الله يعلم انى كاتب الحقيقه بالملى اللى لحد اللحظه دى معرفتش افضفض بيها مع حد و ده اللى خلانى افضفض مع الورق و يمكن اكون لسه مش فاهم انتى عرفتى لحد فين بس بما انك عرفتى من الاول و عرفتى انتى كنتى ايه و ازاى ف حياة الكلب ده ف اكيد عارفه ان ده كمان كان حرام!

حنين كانت عايزه تصرخ و تقوله بس انا اكيد محبتهوش زى ما حبيتك. معشقتهوش زيك! حتى لو ف يوم رضيت بالحرام ايا كانت ظروفى بس ده كان اكيد بالغصب مش بالحب ابدا!
حمزه عِشرتهم لبعض سهّلت عليه يفهم عيونها ف ابتسملها بعشق: و انا بعشقك اكتر بكتير. و مش بلوم و لا هلوم عليكى ف حاجه. انا عارف ان.

حنين سحبت إيديها منه بقهر: بتعايرنى يا حمزه! عايز تقول لا تعايرينى و لا اعايرك القرف قبل ما يطولنى كان طايلك! لا معلش بقا انت
حمزه قاطعها: انا مبعايركيش و لو ده اللى فهمتيه تبقى غبيه
حنين ردت بذهول: غبيه!
حمزه زعق برفض: اه غبيه. اما تمحى سنين حب و موده و رحمه و عشق عشان غلطه تبقى غبيه.

حنين اتهزت بضعف: اوعى تجيب سيرة الحب ف كلامك. اوعى. القلب اللى يدخله الحرام عمره ما يخطيه الحب ابدا. الحب ده قدس عند القلوب. له طهاره زيها زى الوضوء عند العاشق بس. طهاره ميعرفهاش اللى عايش ف نجاسة الحرام زيك
حمزه قرب قصادها بضعف: بلاش يا حنين. اللى بيحب بجد مبيخليش الغلطه تمحى المحبه. بيخلى المحبه هي اللى تمحى الغلطه.

حنين زعقت قصاده و هي بتلف حواليها ف الاوضه: المحبه اللى بتقول عنها دى كانت كدبه و الغلطه اللى بتقول عنها دى كانت الاساس. الاساس يا حمزه و اللى اتبنى على غلط يبقى كله غلط. كان لازم تفهم ان البدايه الغلط لازم توصل لنهايه غلط. البيت اللى مبنى على غش بيت من قش. صلّح بقا الغلط اللى عشان تصلّحه لازم تجيب من الاول. امحيه عشان كل حاجه فوقه تقع و تتهد. هدّ الغلط من الاساس عشان تصلّحه و البيت كله يتهد معاه.

حمزه زعق: انا مش ههد حاجه. مش ههد حاجه انا تعبت فيها. انا دفعت تمن كل حاجه. كل حاجه حتى الحرام دفعت تمنه. دفعت تمن كل حاجه بنيتها معاكى بالدم. بالوجع. بالحزن و الالم. عليكى و على شغلى و فوقهم على إبنى
حنين بصتله بتوهان: إبنك!
حمزه وقف قصادها و قرب بضعف: اه إبنى. ادم يا حنين!
حنين رفعت وشها و قابلت عينيه بضعف: إبنى و لا إبنك يا حمزه!

حمزه وقف بالكلام اما حنين مسكت دماغها و هي بتلف بفزع حواليه: ازاى بسألك؟ ازاى! يستحيل يكون ادم ا
حمزه قاطعها: و حياة الغايب ما
حنين بصتله بتعب: اكيد ادم هو اللى إبنى انا مش إبنك انت.

حمزه بصّلها بفزع لمجرد انه رافض فكرة ان حد فيهم مش حقه! لا هو حب ادم و حب هديه! لاء ادم حبّه اوى! مش عارف عشان كان بيحلم يشوفه مكانه و لا عشان زيه! مش عارف! مش عارف غير إنه كل يوم و كل ليله بيستناه! ده حنينه و لهفته و نار وجعه هما الدليل الوحيد لدلوقت ان ادم له هو! بتاعه! طب و هديه! بُعدها! عايز يصرخ و يقول يارب بس خايف ضعفه قدامها يضعفها ف وقت المفروض يقويها عشان يقدروا يتخطوا المطب ده!

حنين صرخت ف وشه برفض: انت عمرك ما هتستسلم ان ابنى يبعد عن حضنى كده و يختفى الا لو كان مش ابنك! عمرك ما هترضى الا لو كان ميخصكش!
حمزه مش قادر ينطق بيهز راسه بعنف برفض: طب و هديه!
حنين بصتله بصراخ مبحوح: قولى. كنت بتوهمنى انك بتدوّر عليه و انت حتى مبتفكرش فيه! و انت ما صدقت ارتاحت؟ و لا الله اعلم وديته فين؟
حمزه بصّلها بصدمه و هي مسكته من هدومه بعنف بتهزه: ابنى فين؟ ادم فين يا حمزه؟

حمزه بصّلها بتوهان: ادم اختفى يوم الحادثه. صدقينى. صدقينى معرفش. و مش عارف اعرف هو فين و لا بيعمل ايه و لا وقع ف ايد مين!
حنين حدفته بحده بعيد و هي عيونها تايهه: قتلته زى امينه؟ اكيد قتلتها طالما مش ف حياتنا ماهو مش معقول عتقتها! امينه فيييييين!

قالت اخر جمله بصرخه قويه نفضته خلته قرب بسرعه منها: انتى اللى مش فاكره. بتحاسبينى على ايه؟ حاجات كتير انا مخبتهاش اد ما انتى اللى نستيها بحكم تعبك! انتى ناسيه اخر مره عملت
حنين لفّت وشها له بضعف: اكيد خلصت منها عشان خانتك
حمزه انفعل بصدق: انا مكنتش اعرف اصلا انها لسه موجوده. و حياة عيالى ما كنت اعرف.

حنين بصتله بتوهان: هي مبقتش تخصك و اكيد خلصت من ابنى التانى عشان ميخصكش. ادم. ادم ابنى. ايوه هو اكيد ابنى
حمزه وقف بصدمه و راح عليها بكلامه كإنه بيهجم بيه لمجرد رفضه انكارها انه حب ادم: اخلص من مين؟ من ولدى؟ ده ولدى بمزاجكوا او غصب عنكوا. انا اللى ربيته و علمته و كنت ناوى اكبّره لحد ما ياخد مكانى. اتولد ف صًلب بيتى يعنى حتى لو مش صُلبى بردوا صُلب المكان خلاه من صلبى. ده لو هو اللى مش ابنى!

حنين وقفت قصاده بتنهج و هو انفاسه عاليه.
حنين انفاسها عاليه و بتعلى بقهر و هو قرب اكتر: حنين انا عاديت الدنيا و ما عليها عشانك. سيبت الكل و مسكت فيكى. حتى لو مسيبتش امينه عشانك و كنت كده كده هسيبها بس سيبت شغلى و حياتى و حتى امى اللى لحد انهادره رافضانا سوا.

حنين ضحكت بصوت عالى جدا بشكل غريب: امك؟ امينه؟ امينه اللى قولتلى عنها الشغاله يوم ما ظهرت تانى بعد السنين دى و شوفتها؟ اللى استغليت حالتى انى مش فاكراها! اللى اكتشفت انها لها ف ولادى اللى معرفش مين لها و مين ليا!
حمزه بلع ريقه بإرهاق و هو بيرفع راسه بوشه لفوق.
حنين بصتله بتهكم: الا هي راحت فين يا حمزه؟ عملت فيها ايه انت و أمك؟ بما انها مش هنا!
حمزه رد بجديه: ماتت!

حنين بصتله بتوجس: اعتبرتها ماتت زى ما قالتلك امك؟ للدرجادى ملكش كلمه!
حمزه قرب خطوه منها هي بعدت قصادها عشره: لاه مهغلطش مرتين. يمكن ف الاول اعتبرتها ماتت و سيبت الموضوع لآمى بس ده مكنش عشان مليش كلمه. ده كان عشان معدش لها مكان عندى. خانتنى و الراجل اما بيتخان يا بيلغى عقله يا بيلغى اللى خانته. ف سيبتها لجزاتها مش لأمى. لكن بعد اللى عملته و حاولت تأذى ولادى.

حنين قربت منه من غير ما تحس تسمعه بصدمه: هاا. بعد اللى عملته ايه!
حمزه سكت و هرب بعينيه بعيد منها: واجهت مصيرها اللى و حياة ولادى لا كان بيدى و لا على يدى. كان بإيدها هى
حنين هزت ملامحها بألم: انا مش عارفه ازاى ف يوم حبيتك؟ ازاى كنت بنام كل ليله ف حضنك! ازاى ف يوم كنت باخدك ف حضنى! مشميتش ريحتك! ريحة الدم و الحرام و الغدر! انت ايييه!

صرخت و هي بتنطق اخر جملتها و هو اتهز من نبرتها و حاول يلصّم القلوب المجروحه دلوقت: انا واحد بيحبك. لاء تخطى الحب من زمان بالعشره و الموده و حضنك اللى بتقولى عنه ده! انتى فوقتى من الولاده واحده تانيه. واحده طاقتها اتجددت من تانى. لاه ده كإنها اتشحنت من اول و جديد طاقه و قوه. كنتى بتقابلى الحياه بوش جديد. قررتى تواجهى نفسك و تتأقلمى على وضعك مع المرض. قررتى تعتبريه فسحه و ما بين نقله و نقله للذاكره و هي بتمحى حاجتها من قدامك تعتبرى نفسك بتغيرى جو ف مكان جديد و بتتأقلمى عليه زى ما انتى بنفسك قولتى. ف مكنش ينفع اجى وسط كل ده و اقولك حاجه. اشرحلك اللى حصل. مكنش ينفع. كنتى هتتنكسى زى ما الدكتور قال. كنتى بتبدأى من جديد بولادنا اللى كان كلامك دول نقطه و من اول السطر.

حنين بصتله و هي بتنهج كإن الكلام بيسحب انفاسها و هو خارج: مين فيهم ضنايا يا حمزه؟
حمزه بصّلها بصدق: هتصدقينى لو قولتلك لحد دلوقت معر
حنين صرخت و هي بتزقه: مين فيهم يا حمزه؟ انا خلفت مين؟
حمزه مسك إيديها الاتنين بحنيه: صدقينى و حياة ولادى انا حتى بعد ما بدأنا انا و انتى سوا محاو
جنين صرخت بعنف و هي بتزقه: كداب. كداب. انا مش هصدقك تانى. مش هغلط تانى.

حمزه دموعه نزلت بوجع من عيونه اللى لسه مغمضه قوى و بتتنفض و هي مغمضه كإنها قابضه على جمر.

حمزه رد بتعب: انا مدكبتش عليكى. خبيت عليكى بس مكدبتش. خبيت عشانك قبل عشانى. قبل عشان اى حاجه تانيه غيرك. انا اتغيرت عشانك. سيبت شغلى عشانك. سيبت حياتى القديمه بكل ما فيها عشانك. انا محاولتش حتى بعد كده اعرف مين ف عيالنا بتاعك و مين بتاعى عشانك. عشان قلبى ميميلش و يظلمك و يظلم ضناكى. ظلمت نفسى عشانملمكيش. مش هجى بعد كل ده و اعيش معاكى ف الحرام و اظلمك
حنين ردت بجمود: اشوف بعينى.

حمزه اتحرك بلهفه فتح خزنته جاب منها ورقه شاورلها بيها و فتحها قدامها: اهى. انا حتى مرضتش اخلى المأذون يطلعها بتاريخ قديم عشان مشكش ف حرمانيتها مع ان ده كان اسلم ليا
حنين كانت عايزه تقوله انا عايوه اعرف ازاى وصلت الماضى بالحاضر بس منطقتش.
زقت القسيمه بإيده و بصتله بإشمئزاز: اشوف المذكرات! اقصد اشوف بعينى باقى مذكراتك يا حمزه.

حمزه اتلفّت بصدق شاور على درج الكومدو جنب سريرها: شوفى بنفسك يا حنين. صدقينى مش هتلاقى اكتر من اللى قولتهولك
حنين بصت ع الدرج بحذر و بصتله و هو قرب مسك إيديها بصدق: صدقينى انتى عرفتى الاساس اللى قامت بيه الحكايه و اللى فوقه مكنش اكتر من وجع و حيره عيشت فيهم عمر بحاله. انتى حالتك ساعدتك تتخطيهم و انا اندفنت فيهم
حنين عينيها متعلقه ع الدرج و نطقت بضعف: بردوا. اشوف.

اتحركت قعدت على حرف السرير و حمزه اتحرك وراها قعد قصادها. مدت إيدها فتحت الدرج ببطئ مميت خرّجت الدفتر. مسكته بقهر و حطته بينهم و بصتله كتير.
فتحته بمجرد ما اتفتح غمضت قوى بعنف. فتحت من تانى ببطئ و قلبت ف اوراقه و هي مبتبصش غير على ارقام الورقم اللى لاحظت من اول ما فتحتهم اول مره انهم مترقمين.

حمزه نطق بصدق: صدقينى انا بعد اللى حصل و تعبتى انا لميت كل حاجه زى ما هي و جيبتهالك هنا. انتى خلاص عرفتى اللى عيشت عمرى بحاله خايف تعرفيه لا تسيبينى. ف معدش حاجه تانى اخاف منها
حنين بصت ف عينيه قوى تقراهم مشافتش فيهم حاجه غريبه عن اللى دايما بتشوفه. صدق. حب بصدق. حاجه هي دلوقت رافضاها مش عارفه عشان طلعت كذب و خداع و غش و لا عشان رافضه تصدق!

حمزه بصّلها بنظرة غريق بيقع مقدمهوش كلام يصرخ بيه ف سايب عينيه تستغيث و اتقابلوا ف نظره شبه المذكرات اللى بينهم مقبره مدفون فيها الوجع!
مدت إيدها اللى بتترعش بضعف فتحت الورق و جابت اخر حاجه وقفت عندها قبل ما تقع ف المكتب.

هدهد بعد ما سحر خرّجتها و اتحركت بيها بعيد جدا بصت لسحر اللى رفضت تفتح معاها اى حوار ف اتكلمت بإنجاز: عايزه اقولك لو احتاجتى اى حاجه. لكن متمناش ترجعيلى و لا ترجعى لهنا تانى. الوضع اتآزم حتى لو مش باين قدامك. صدقينى كده احسن
هدهد هزت راسها و اتحركت من غير ما تنطق بحزن.

الحاجه صافيه ف اوضتها سمعت صوت صريخ حنين. اتجاهلته ف الاول عشان حالتها من وقت ما وقعت ف المكتب و هي بتقوم تصرخ و تنهار و يرجع يغمى عليها.
بس الصوت مهديش ف اتحركت لاوضتهم.
خبطت ع الباب بتأفف اما افتكرت تحذيرات حمزه لها متفتحش قبل ما يأذنلها عشان حنين بتتضايق!
حمزه جوه بص لحنين اللى سبقته و حطت المذكرات جنبها على حرف السرير و قامت بسرعه فتحتلها عشان متديش فرصة الاعتراض لحمزه.

حنين فتحتلها و بصتلها بجمود: اهلا يا طنط
الحاجه صافيه بصتلها بغضب: ايه طنط دى؟ اديلى سنين هقولك مهحبهاش الكلمه دى؟ ليه مرايداش تفهمى؟
حمزه حط ايده على وشه مسحه بنفاذ صبر. هو حاليا مش حِمل مناقشاتهم.
بص لأمه بتحذير: اماااه
حنين ربعت إيديها و بصتلها برفض: تحبى اقولك يا حماتى و لا ام حمزه! علمينى و قوليلى
الحاجه صافيه بصتلها بحده: انتى مش مطلوب منيكى تتعلمى الحديت قبل الادب يا بنت مصر.

حمزه دخل بينهم رجّع حنين ورا و وقف لأمه: مش هنخلص بقا؟
حنين كلمتها من ورا حمزه: معلش يا حماتى مانا مش هقولك يا امى و انا مش عارفه ان ام امين؟ مش هوجع نفسى بنفسى زى ما وجعتونى
امه شاورتله عليها: ما تقولها هي عاد. قولها مش هنخلص عاد من الحديت ده؟ هتفضل تولولنا ليه! مش كفايه انها طول السنين دى معارفاش تعوض العيال و لا
حمزه زعق يقاطعها: امااه. قسما بالله حرف واحد و هتزعلى بجد.

حنين زقت حمزه وراها و قربت قصادها: عرفينى الادب انتى. و عرفينى اقولك ايه. و بالمره عرفينى مين ف العيال ضنايا يا حماتى
ام حمزه بصتلها بكُره و بصت لحمزه بغضب قدام سكوته اللر شافته استسلام قدامها و سابتهم و اتحركت تمشى.
حنين مسكتها بعنف: بقولك مين فيهم ضنايا؟ مين؟
الحاجه صافيه نزلت ايديها بحدف: مخابراش. بسببك لحد دلووك مخابراش.

حنين هبشتها بإنهيار: ابنى مين فيهم؟ انطقى. ابنى مين؟ ادم فين انطقى! انطقى ردى عليا
الحاجه صافيه بصت لحمزه اللى اتدخل بخوف على حنين واضح ف عينيه و حاول يضمها او يحتوى جسمها بين دراعاته.
حاول يدخل بيها و قفل الباب ف وش امه و حنين بتصرخ بإنهيار: ابنى مين؟ ابنى مين فيهم؟

الحاجه صافيه بصت بصدمه للباب اللى اتقفل ف وشها و اتحركت دخلت اوضتها بغضب و رزعت الباب بعنف يعبر عن عنف ثورة الاعتراض اللى جواها سواء ع الحاضر دلوقت او الماضى اللى سابهم و سابوه.
تمتمت بغضب: منها لله اللى كانت السبب. اللى يجحمها مطرح ما راحت
رجعت بذاكرتها لورا و افتكرت بعد ما حنين رجعت من المستشفى مع حمزه و عرضت العيال قدامها و معرفتش توصل منها لحاجه.

يوم و اتنين و هي متابعه الوضع معاها شويه و مع امينه شويه على امل توصل لحاجه بس مفيش.
الراجل اتحرك ع الباب بقلق لحد ما ام حمزه خرجتله بتلهف.
ام حمزه: هاا وصلتلها؟
الراجل بص حواليه بقلق: اه و مقولتلهاش حاجه زى ما قولتى
ام حمزه بصت حواليه بإستغراب: امال هي فين؟
الراجل شاور ع العربيه: سيبتها ف العربيه لحد ما اديكى خبر و اشوف السكه لا يكون حمزه باشا هنا و انتى مياخدش خبر.

ام حمزه هزتله راسها برضا و شاورتله بعيد: اتحرك بالعربيه ع الباب الخلفى و اقف نزلها ع البدروم و انا هنزلك
الراجل اتحرك و هي بصت حواليها بحذر و نزلت البدروم.
بصت للشغاله سعاد اللى الراجل نزّلها من العربيه حدفها ع الارض.
شاورت للراجل خرج و سابهم و هي بصتلها بجمود: انتى اللى ولدتى حنين مش اكده؟
سعاد هزت راسها بخوف لاء و بعدها هزت راسها بسرعه اه.

الحاجه صافيه بصتلها بشك و حاولت تكتم حيرتها ف انها هتقدر تعرف منها الحقيقه او لاء.
امينه جوه الاوضه سمعت صوتهم و قدرت بسهوله تستنتج مين اللى برا ف زحفت بعنف زقت الباب و خرجتلهم زحف.
الحاجه صافيه بصتلها بتهكم على زحفها ع الارض: خيّرتك و انتى اللى اختارتى. قولتلك نجّى روحك انتى اللى مصممه تغرقى حالك
الشغاله سعاد بصتلهم بعدم فهم و خوف.
الحاجه صافيه انتبهت لها: حنين ولدت ايه؟

الشغالع بصتلها بإستغراب. ازاى متعرفش حنين ولدت ايه او بمعنى اصح ليه متعرفش!
امينه بصتلها بعنف و هزت راسها لاء و هي انتبهت بخضه لحركة امينه.
الحاجه صافيه منتبهتش لامينه اكتر ما ركزت مع الشغاله: مين ف العيال وِلد حنين و مين فيهم وِلد امينه! انطقى
الشغاله استغربت السؤال اكتر و حست انها مش فاهمه. المفروض الاتنين ولاد حمزه! ليه فارق معاهم!
الحاجه صافيه قدام لجلجة الشغاله حاولت تواجه الاتنين ف بعض.

بصت لامينه و شاورتلها بالمسدس و حدفته ع الارض: هاا. هتنطقى و تنفدى بجلدك و لا هتحكمى على حالك؟
امينه بصتلها بخوف و هي اتكلمت بحزم: و اكده او اكده هعرف. سوا منك او منيها. مهتقدروش تصمدوا. اذا انتى صمدتى عشان ولدك هي لاه و هعرف ازاى اخليها تنطق
امينه ورا ام حمزه حاولت تزحف قربت منها: هقولك انا
الحاجه صافيه بعد الخوف اللى لمحته ف عينيها انتبهت لها.

امينه بصتلها و سكتت بخوف: فكينى الاول و اضمن انها تخرج من اهنه بالعيلين
الحاجه صافيه صوتها عِلى بغضب: نعمم؟ كيف يعنى؟ اسلمك ولدك و ولدنا ف البيعه؟
امينه: لاه. تخرج بيهم و انا اخرجلها و برا اسلمك ولدكوا. اكون ضمنت انى خرجت
الحاجه صافيه بصتلها بغلّ و هي هزت راسها: معلهش يا حماتى. انتى متتضمنيش عاد
الحاجه صافيه اتحركت حوالين نفسها بحيره و هي تابعت تفكيرها و بصت لسعاد بتحذير.

الحاجه صافيه التفتت لها و امينه هزت راسها كإنها بتأكد على كلامها: و فوقيهم المسدس. ضمان اننا نخرج سلام من اهنه
الحاجه صافيه اتحركت شويه بقلق و رجعت بصتلهم و ميلت على امينه فكتها.
قبل ما تنطق بتحذير امينه شدت المسدس من جنبها ضربت طلقه ورا طلقه على سعاد وسط ذهولها.
الحاجه صافيه جريت بفزع حاولت تقف بينهم بس كان خلاص الامر نفذ.
قربت من امينه بعنف جرجرتها: يا بنت الكلب. يا بنت الكلب موتيها.

امينه بصتلها بشماته: اما تبقى حياتها قصد حياتى يبقى لازم اختار حياتى و انتى اللى قولتى انها مهتصمدش كتير.

الحاجه صافيه حدفتها ف الاوضه و امينه بصتلها بعنف: و اما تبقى يا هي تعيش يا ضنايا يبقى ضنايا و هي تموت.

الحاجه صافيه زقتها و قفلت الباب عليها بعد ما ايقنت انها مش هتعرف الحقيقه!
شاورت للرجاله دخلوا اخدوا جثة سعاد دفنوها و هي طلعت البيت بغضب بيزيد و يتقلب للعنه ع الكل.

حنين رجعت مع حمزه اوضتهم بإنهيار. مسكت المذكرات و فتحتها بجنون. حاولت تجرى بين السطور و ترجع و تقرا و تجرى تعدى سطور اما تحس انها بتقرا حاجه قرتها قبل كده.
وقفت عند سؤال ام حمزه لأمينه و عرضها عليها تاخد ضناها من العيال و تمشى.
وقفت عند الكلام بلهفه و تابعت بعينيها بخوف.

حنين بتقرا بذهول. حمزه جنبها متابع حركات عينيها العشوائيه ع الكلام. عينيها بتزوغ و تجرى بين الحروف و الكلام و الاسطر بلهفه. قرت كل محاولات حمزه مع أمه انه يعرف و اخر كل موقف كاتبُه حمزه تتنفس بقهر من عدم الفايده! قرت كل محاولات امه مع امينه لحد ماىواجتها بالشغاله و بردوا معرفتش!

قرت اما رجعت من المستشفى و ازاى ابتدت حياتها معاهم و ازاى عاشت معاهم. حاولت تقرا مواقفهم مع بعض حتى يمكن تفهم منها كإنها مش هي اللى عاشتها!
قرت خجلها و كسوفها منه و ازاى كانت مستغربه نفسها. دموعها نزلت و هي بتقرا و صعبت عليها نفسها!

حنين اخدت ولادها من حمزه يوم ما رجعت المستشفى و ضمتهم لحضنها.
بتحاول تشبع منهم كإنها عارفه ان الجاى معاهم مش كتير!
بتلقائية ام اة غريزه مدت ايدها على صدرها تتحسسه بإحراج.
اتجاهلت استغرابها من كسوفها من حمزه اللى قاعد جنبها متابعها بحب و بصتله بتوتر: حمزه
حمزه فهمها ف ابتسم بهدوء: مينفعش
حنين استغربت انه قرا سؤالها قبل ما تنطقه.

حمزه قرب باس راسها و رفع إيدها من على صدرها باسها: الدكتور مانع عنك الرضاعه طبيعى. بيقول اجهاد عليكى
حنين دمعت: بس انا عايزه اعمل كده. عايزه اهتم بيهم. مش عايزه احرمهم. عايزه يعنى. احس
سكتت اما معرفتش تترجم احساسها.
حمزه ضمها عليه: انا مش هخاطر بيكى. الدكتور مش موافق. بيقول حالتك متسمحش محتاجه راحه و انتى ضعيفه و اى ضعف خطر عليكى و الرضاعه هتضعفك
حنين سكتت بإستسلام و مرضعتهومش و حمزه ابتسملها.

قدام عيونها اللى دمعت غمزلها بمشاكسه: طب مش عايزه تحرميهم هما و حرمانى انا؟
حنين برقت قدامها و بصتله و برقت و هو ضحك ببراءه: انا قصدى تهتمى بيا زيهم. انتى دماغك بتحدف شمال ع طول كده؟ اخسس.

حنين بتقرا و شافت توترها و استغرابها لحياتها ف كل لحظه و ازاى برغم كل حب حمزه لها الواضح قدامها شافته بعيد. شافت بين السطور تمنيها قربه اكتر و مقدرتش حتى تنكر او تستكذب ده!
مدت إيدها اللى بتترعش وقفت عند لحظات فارقه ف علاقتهم و من بين دموعها و شهقاتها تمردت إبتسامه كإنها طالعه من جوه روحها و تمتمت الحروف بصوت غريب!

اخدتها و رجعت المستشفى تانى بعد ما فشلت اعرف من امى او من امومتها مين ف العيال من صلبى.

سيبتها نامت و خرجت. كإنى ههرب. لاه هربت فعلا. اصلها نامت بعد سلسال طويل اسئله ملهاش اجابه. ملهاش قاموس ف علاقه ملهاش كتالوج من اصله. معارفش احمد ربنا انها هتنسى و تفتكر و تبتدى من اول و جديد و لا ادعيه يريحها من ده كله و تخف عشان ترتاح. خايف قوى من راحتها اللى هتيجى كيف السم ف العسل. بيقولوا الناس لبعضها ارزاق و انا ربنا جعلى رزقى كله فيها هي و عيالنا. عيالنا اللى لدلوك مخابرش مين فيهم من صُلبى و مين من صُلب الحرام. الحرام اللى كان عايز يسيح دمى. صحيح الحكايه و لا مره عمرها جاتلي ع طبق من دهب أنا طول الوقت بعافر لكن المرادى جاتلى رزق و مش على طبق دهب، لاه، ده الرزق نفسه هو اللى دهب، قلب طلع من جواى يتنفس و يتحرك قدامى و يشاركنى حياتى اللى كانت ميته، بيت و عيله و ولاد و ونس و سند و لمه و ضهر يسندنى اما اكبر. رزق زى اى رزق ربنا كاتبُه و مقدّره لصاحب نصيبه و مستنيه يخطى بس ع السلم اللى حطه قدامه عشان يناولهوله و يلقفه. كفايه راحة انى هعافر معاها مش عليها او لوحدى سببها! حقيقي مش فاهم أنا حبيتها إزاي بس هيا فجأه جات خدت كل الحب إل جوايا حتى حُبي لنفسي.

قعدت اتحرك كتير ف المستشفى كيف التايه. التايه اللى هيستنى النداهه بتاعته تدله كيف ما امى هتقول.

و لا مره حاولت افوتها و ارجع لسكتى. ملقتش لنفسى سكه من غيرها كإنى معيشتش قبلها. مع ان حالتها كانت مساعدنى اعمل اكده اكتر من نفسى اللى كانت متلجمه! كانت هتصحى ف وقت زى ده مفاكراش حد و لا حاجه و تبتدى من اول و جديد مع اى حد ف اى مكان و اى ظروف و هي و نصيبها! لكن مقدرتش و محاولتش! اللى حاولت اعمله بس هي ان اقولها. لكن كل مره لسانى هيتلجم. معارفش خايف من رد فعلها و لا من سؤالها عن ضناها اللى لدلوك ملهوش اجابه عندى. لحد ما بطلت احاول و سلمت مفاتيح الحدوته للقدر و قولت يارب. كنت عارف ان كل شيء ف الدنيا ب ميعاد و لما يجي الميعاد هلاقي كُل حاجة بتحصل لوحدها بالحد الأدنى من المجهود. اللي جه وقته يخلص هايخلص، واللي جه وقته يبدء هايبدء، و اللي جه وقته يتنسي هايتنسي، الضغط ع النفس لتغيير واقع مجاش وقت تغييره جهد مهدر و هلك عالفاضي للروح و تعب. تعب و انا تعبت و لازم اتصرف. لازم يا اسيب يا اشد و اخطف و انا ف الوقت ده كنت خلاص قررت اشد اللى عايزُه من بوق الدنيا عافيه. مهفضلش متعلق ف النص اكده لا طايلها و لا سايبها!

حمزه انتبه لحنين اللى قدامه مركزه قوى ف عيونه بعلامة إستفهام ملهاش عنده جواب!
وشه جمد بغضب و مسك دراعها شدها عليه: كيف تخرجى من اوضتك بالمنظر ده؟ انتى ف مستشفى و لا ف كباريه عاد؟ جنيتى اياك؟

حنين دراعها وجعها من مسكته و هو محسش و هو بيضغط مع الكلام: اسمعى يا بت الناس. انا صحيح مواعيش للوضع اللى احنا فيه و لا فاهمك و لا فاهم حاجه واصل من كل الخربطه دى بس اللى انا فاهمُه كويس حاجتين اتنين. الاولى إنك مرتى و التانيه انى جايبك منين
حنين بصتله بصدمه و لسانها اتعقد فجأه عند سؤالها اللى كان سرحان من ساعات في ايه و بقى جايبنى منين يا حمزه !

حمزه كان خلاص اخد قرار ياخدها و ياخد بيها كل اللى عايزُه من الدنيا. ده مش هيحصل الا لو حصل حاجه واحده بس نطق بيها بالعافيه قدام صدمتها: انتى طالق!

حنين جسمها اتنفض بعنف النفضه اللى رغم انها هزت قلبه فهمته انه اخد القرار الصح حتى لو الطريقه هتوجعهم!

هدهد مشيت ف الشوارع بعشوائيه غريبه. كإنه فراق عِشرة سنين مش ايام. قعدت ف كل ركنه شويه و داست ف كل طريق شويه. لحد ما قعدت ع الرصيف بتعب. بصت وراها بعشوائيه عشان تقف و إبتسمت للذكرى اما لمحت اسم المطعم اللى دخلته مع ادم!
بتتسند ع الرصيف تقف لقت إيد بتخبط على كتفها تكلبشه بعنف: يا بنت الكلب. لقيتك
بتلف وراها لقت الجرسون بتاع المطعم. اتنفست بغيظ و حاولت تقف و هو متبت عليها: و الله ما هسيبك.

هدهد زقته بعيد بغيظ بس لسه ماسكها و حاولت تقف لحد ما عرفت: طب اتزفت عايزه اقف الناس تقول علينا بينيلوا ايه
الجرسون: ناس؟ ناس مين يا بنت الحراميه ده انا هلمهم عليكى يعجنوكى
هدهد زقت إيده بعنف و تهتهت ف الكلام: حرامية ايه و بتاع ايه انا اعرفك يا عم انت! انا اول مره اشوفك
الجرسون: و اكلة السمك يا بنت الكلب؟ ده انتى واكله انتى و النطع اللى كان معاكى بخومسومية جنيه ده انا هطلعهم على جتتك.

هدهد حاولت تقرب و هي بتهمسله: طب هنتفاهم
الجرسون علّى صوته: ده انا اخدت جزا بسببك و صاحب المطعم فاكرنى انا اللى سرقته و دينى ما هسيبك لازم اوديكى له يتآكد و هو يتفاهم
هدهد حاولت تتكلم: طب هقولك بس. انا ممكن
الجرسون شدها بعنف و بيحاول يعدى الطريق للمطعم: ابدا.

هدهد فهمت انها مش هتعرف تتفاهم معاه و لا تخرج من الموقف ف زقته و حاولت تاكل الموقف لصفها ف زعقت: خومسومية ايه و سمك ايه! هو ده شكل واحده تدخل مطعم زى ده و لا تاكل بكل ده!
الجرسون لف وشه لها: يا بنت الحراميه انتى
هدهد زعقت و صوتها عِلى: قول بقا. قول انك حابب تستفرد بيا و تجرجرنى للمطعم. عايز ايه انطق
الناس إتلمت ف الشارع حواليهم و الكل بيتكلم و الراجل متبت عليها و هي و هو بيشرحوا للكل ف نَفس واحد.

عسكرى ع الطريق بلغ ان في خناقه. بعدها قرب منهم و هدهد اول ما شافته اتنفضت بخوف حاولت تداريه.
العسكرى كان سمع منهم. حاول يشدهم معاه: يلا انت و هى
هدهد بترقب: على فين يا باشا احنا لسه واكلين تشكر؟
العسكرى: ع القسم يا خفيفه. و هناك اللى له حق هياخده
هدهد ردت بسرعه: لالا خلاص احنا هنتفاهم
الجرسون رد بسرعه للعسكرى: ايوه يا بيه خدها و انا هشتكيها هناك.

هدهد بتحاول تتكلم بتوتر مره للعسكرى و مره للجرسون: يا بيه خلاص الليله خلصت. ده كان. كان سوء تفاهم و.

العسكرى شدهم ع العربيه اللى جاتله و دخّلهم و اتحركوا للقسم.
حمزه مع حنين اللى الصدمه ملجّماها. معقول سابها! بسهوله كده!

هرب من عينيها و اتحرك بعينيه بعيد لكن حس بعيونها المتعلقه بيه و جواهم رجاء ينطق. قرر يهرب كله مش بس عينيه. قلع الجاكيت بتاعه بغضب و حطه عليها و ضمها عليها دراها فيه و لسه بيلف وشه يتحرك لقدام شاف باب مقفول. بصّله قوى بذهول. لف وشه بسرعه بيها وراه شاف السرير بتاعها و حاجتها عليه. بلع ريقه بتوتر و إتلفّت حواليه شاف نفسه ف اوضتها ف المستشفى.

رجع بعينيه للباب شافه مقفول. الاغرب انه لا فاكر ليه رجع و هو لسه نازل و لا ازاى دخل و لا امتى بقا قدامها! هو بس خرج يتنفس من اللغبطه اللى جواه و بيتمشى برا اكتشف انه حتى عقله الباطن شداه لها. للدرجادى النداهه خطفته!

حنين سابت إيده تتحرك للسرير شدها عليه بسرعه و نطق بخوف ملهوش تفسير قدامها و لا حتى الموقف و غضبه: حقك عليا
حنين بصتله و عيونه لجّمت اى رد كان على لسانها و نطقت عنها.

حمزه لف نفسه نص واحده لحد ما بقا قصادها و باس راسها: عشان خاطرى. انا مخابرش كيف اتزربنت عليكى. مخابرش غير انى جنيت اما شوفت اكده و افتكرت حد لمحك غيرى. كيف مانا مخابرش كيف خرجت و كيف رجعت غير انى كنت بفكر فيكى و من غير ما احس رجلى جابتنى لحد عندك
حنين هربت بعينيها بعيد اللى مش قادره حتى تسمع ندا انوثتها و تتمرد.

صوت حنين عِلى و هي بتقرا مذكراته انا صحيح اول ما خدت قرارى اخد بيدها معاى و نكمل سكتنا سوا كنت مرتب ف دماغى اعمل حوار الطلاق اكده كصوره قدامها حتى لو هتتوجع. لكن كان لازم عشان اعرف اكتب عليها بردوا قدامها بحلال ربنا. لكن. لكن متخيلتش انى هتوجع ادها مليون مره اكده. الكلمه صوره لكن رصاصه! فكرت اجرى عليها و اقولها انى مطلقتهاش الا عشان اتجوزها، مهبعدش عنها ده انا بقربها. لكن مقدرتش. و بردوا مقدرتش اكمل ف وجعها و طويت الصفحه بسرعه و راضيتها ف نفس اللحظه.

اخدتها ع البيت. كانت هتتحرك معايا كيف الاله!
شهر و اتنين و تلاته و هي مهتنطقش لا معاى و لا مع حد.
لحد ما فترة نفاسها خلصت. كنت هعدها باليوم.
كنت رتبت كافة شئ و هنحط نقطه و من اول السطر. لاه من اول الحياه!
حنين عيونها غامت عن الكلام اللى قدامها ع الورق و شافت صورتهم قدامها بتتجسد ف المشهد اللى بتقراه.

حنين شدت إيدها منه بصدمه: ازاى يعنى؟
حمزه بحب: كيف الناس اللى هتتطلق و ترجع. حنين انا
حنين لفت وشها له بذهول: بسهوله كده؟ للدرجادى مسترخصن
حط إيده على بوقها بسرعه: اوعاكى تُنطقيها. اوعاكى. انتى اغلى من اكده بكتير.

حنين بصتله برفض و بتلف ضهرها له حمزه مسكها بحب و لفّها له و ابتسم و هو بينطق بلهجه مبحوحه: زى ما في ناس يتفاتلها بلاد بردوا في ناس يتراح لها بلاد. و انا اكده بروحلك بلاد و بلاد و مشى كمان
حنين بصتله اوى و مفهمتش و قبل ما تستفسر هو قرب وشه اللى كان قريب منها. اخد نفس جامد من ملامحها اللى ارتخت بإستسلام و بمجرد ما اتحرك عند شفايفها و قرب افتكر عهده على نفسه. مش هيقرب ف الحرام!

اتنفس بعنف و هو بيبعد و رفع وشه هو حاضن وشها بإيديه الاتنين برقه و قابل عيونهم: عايزك تصدقى وعد منى انى من انهارده حتى لو مش هعرف أداويكى، بس هفضل معاكى لبعد ما تتعافي
حنين بصتله كتير على بُعده اللى جه مفاجئ زى قُربه اللى جه مفاجئ كإنه بيلعب على اوتار قلبها رغم انها إبتسمت تلقائيا و هربت بعيونها بعيد.
حمزه بصّلها بمراقبه لحد ما نطقت بتوتر: احنا ليه كده يا حمزه؟

حمزه بهدوء كان مجهز إجابته: عشان انتى اللى طلبتى منى نبقى اكده
حنين بحذر: ليه؟
حمزه اخد نَفس و رتب كلامه: مخابرش. بعد الحادثه اتغيرتى. مبقتيش حنين اللى هتتنطط اما تشوفنى. قولتى ادينى شوية وقت ابقى زينه و اهدى من اللغبطه اللى انا فيها. و إديتك و إستنيت بس شوفتك مبقاش عندك استعداد تخطى خطوه واحده ناحيتى
حنين ردت بضعف و هي بتقعد على حرف السرير: و ليه انت مخطيتش؟

حمزه كان هيكمل اللى رتب يقوله بس وقف عند كلمتها و غيّر مجرى الحوار و الحدوته كلها: غبى بقا هتقولى ايه؟
حنين بصتله كتير و هو قرب نزل على رُكبه ع الارض قصدها و اتكلم بحب: رجولتى كانت ناقحه عليا و كانت عايزاكى عايزانى يا بلاش و انا صعيدى و ف الحوار ده مهنهزرش
حنين إبتسمت و ردت من غير ما تحس: هو انا بردوا قولت كمان إنى مش عايزاك؟

حمزه بصّلها كتير بلهفة عاشق مراهق اول مره يرضى القدر عنه بلقا مكتوب من القدر غير مخطوف غصب عنه!
حنين استوعبت هي قالت ايه اما شافت مفعول كلامها ف عينيه. وقفت بخجل و يدوب إتحركت خطوه واحده اتخطته حمزه وقف و اتحرك نفس الخطوه لها. لف دراعاته من حوالين جنبها ضمها من ضهرها و قرب وشه من رقبتها و اخد نَفس طويل: هو انا قولتلك انى هحبك؟

حنين غمضت عيونها و هي مبتسمه: كنت مرعوبه من بُعدك. كنت حاسه انى هبدآ من اول و جديد. صحيح انا كل ما بتعب بحط نقطه و ببتدى من تانى. لكن معاك. معاك لاء. معاك بحس انى بكمل. كإننا سلسال متواصل ببعض بس مطاط ممكن يتحدف و يبعد لكن بشده بيرجع. لكن. لكن اما لمحتك بعيد خوفت. خوفت اعمل اللى ليا جواك من الاول. خوفت معرفش. خوفت مقدرش. خوفت تزهق او بُعدك ده تكون زهقت او.

حمزه إبتسم و قاطعها: بزيداكى عاد. الحديت ده عفش. انا كفايه اوعالك و كل حاجه بتجى لحالها
حمزه قرب ضمة دراعاته لها من بعض لحد ما حست انه بيعصرها كإنه عايز يخرّج اللى جواها بين إيديه و اتكلم بشغف: ده انتى اللى هزيتى قائد المحجر. اللى من كتر ما عاشر الحجاره و الصحرا و المحاجر بقى صوّان. يبقى هحبك و لا لاه؟

حنين إبتسامتها وسعت غطت على كل ملامحها و رسمت ملامح جديده مبهجه مختفتش من على وشها من يومها مهما حصل!
حمزه شدد على ضمتها و همس ف رقبتها: و اللى تخلى صعيدى يحبها. يبقى ايه؟
حنين لفت وشها له و هو لسه ضاممها فبقوا شبه الجسد الواحد: ايه؟

حمزه برغم ان مفيش مسافه بينهم الا انه قربها اكتر و نطق اخر كلماته قبل المعركه بحماس معركه فعلا: يبقى يا سعدها. قولتلك عنا هيقولوا اللى تخلى صعيدى يحبها يبقى يا سعدها. لازم احفّظك
حنين نطقت بغزل و هي بتشاور بصوابعها تلاغى ملامحه بأنوثه: و انت ابقى فكّرنى اقطعهولك
حمزه برّق بملامح بتضحك: هو ايه ده؟
حنين ببراءه: لسانك اللى مهينساش اللهجه الصعيدى دى ف لحظه.

حمزه ضحك بصوته كله ضحكه شاركته فيها رنت بأجراس انذار لساعة الصفر اللى اتحكم فيها بعافيه لدقايق اخدها و خرج كتب الكتاب عند مآذون و رجع بحياه جديده.

العسكرى اخد هدهد و بمجرد ما وصلوا و نزلوا من العربيه للقسم هدهد اتسمرت مكانها اما شافت اللى نزل من عربيته و دخل للقسم قدامها وراه عساكر و امن و بيتحرك بخطوات ثابته.
همست بخوف: الظابط منير! يا ابن الجزمه!
الرائد منير عدى ع العسكرى بالبوكس و العسكرى رفع إيده بسرعه جنب راسه: باشا
هدهد بصتله قوى و هو بيعدى من جنبها خبط فيها و بيلف وشه لها بإعتذار و فجأه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة