قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني عشر

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني عشر

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني عشر

العسكرى اخد هدهد و الجرسون ع العربيه اللى جاتله و دخّلهم وسط محاولات هدهد للإفلات.
إتحركوا للقسم و بمجرد ما وصلوا و نزلوا من العربيه للقسم هدهد اتسمرت مكانها.
شافت الرائد منير نزل من عربيته و دخل للقسم قدامها وراه عساكر و امن و بيتحرك لجوه. بمجرد ما لمحته عرفته بسهوله من صوته و شكله انه الظابط اللى جه لأدم البيت يسأله عنها و اخده من ع القهوه!

الرائد منير عدى ع العسكرى بالبوكس و العسكرى رفع إيده بسرعه جنب راسه: باشا
هدهد بصتله بصدمه خلتها اتربّطت مكانها و هو بيعدى من جنبها خبط فيها بالعسكرى و بيلف وشه لها بإعتذار و فجأه ملقاش حد!
هدهد اول ما خبط فيها لقت إيد بتتمد بسرعه كممت بوقها و تنت دراعها ورا ضهرها و سحبتها بسرعه لورا.
محاولتش تقاوم. اى سوء ف اللى هي فيه او هتبقى فيه اسوء منه.

و عشان العسكرى مكنش لسه مكلبشهم لإنه مجرد ازعاج ف الطريق العام و حوّلهم ع القسم قدرت تتحرك بسهوله!

هدهد الإيد اللى اتمدت خطفتها مجرجرها بضهرها لورا بحذر و بتتنقل بين العواميد اللى ف المكان و بتتخفّى بيها ورا كل عمود ثوانى لحد ما تتنقل!

العسكرى كان بص للظابط بإعتذار و الرائد منير رجع بوشه قدام بلامبالاه و كمل طريقه.
العسكرى بص وراه و هو بيتمتم بغيظ: منك لله كنتى هتلبسينا ف
قطع كلامه اما مشفهاش جنبه او حواليه: هي فين بنت المجنونه دى؟
الجرسون بصّله بغضب و بيتلفّت حواليه معاه: هي فين؟ هي فين؟ انت بتسألنى انا هي فين؟ هو انت اللى واخدها و لا انا؟

هدهد كانت متابعاهم على بُعد بسيط منهم و انتبهت لهم بيتحركوا حواليها قريب منها. لحد ما لمحت شجره قصد العمود جنب القسم مباشرة اتحركوا بسرعه وراها!
العسكرى بيتلفت حواليه و هو بيكلّمه: هي كانت هنا ورايا و خبطنا ف الباشا و
الجرسون وقف قصاده بعصبيه و زعق: بلا وراك بلا قدامك. قول بقا انك مقاسم معاها و سيبتها!

العسكرى وقف بذهول و انتبه له: انت مجنون يا جدع انت؟ مقاسم مع مين انا اعرفك و لا اعرفها و لا اعرف بتتخانقوا ليه؟ و لا اعرف مين غلطان! ده محضر ازعاج ع الطريق العام و ف المحضر كانوا هيعرفوا لسه الخناقه ايه!
الجرسون زعق و هو بيتلفّت حواليه: ده واحده كلت و محاسبتش ع الطفح اللى كلته. و انا كنت ماسكها عشان اخد حقى. انت اللى جيبتنا على هنا.

العسكرى: خلاص ادخل القسم عندك اهو قول اللى انت عايزُه. انا كنت جايبكوا اساعدك
الجرسون اتعصب: امال سيبتها ليه؟ تلاقى ادتك ميتينايه ف جيبك و انت فتحتلها السكه. ده انتوا عالم ذباله ده اخركم
العسكرى بغضب: احترم نفسك و قولتلك القسم قدامك اهو افتح محضر
الجرسون اتعصب و هو داخل للقسم بقلة حيله: مانا داخل و هعملها المحضر و انت معاها.

ساب العسكرى و مشى بيبرطم بغضب عدّى ع الشجره اللى راكنين تحتها و مجرد ما عدّى هدهد اتشدت لتحت ع الارض ميلوا بسرعه لحد ما الجرسون دخل القسم!

هدهد حطت إيدها على صدرها و اتنفست براحه. للحظه انتبهت لوضعها إيد على وشها مكممه بوقها و التانيه تانيه دراعها ورا ضهرها مسكاها. لفت وشها بحذر ف نفس اللحظه اللى بتمد إيدها تسحب الإيد اللى على بوقها تنزّلها و شافته قدامها. لاء قريب منها جدا متفصلهومش غير مسافة التنفس بس.
تمتمت بإبتسامه ظهرت بتلقائيه على وشها اللى نوّر: ادددم!

حنين مع حمزه فاتحه مذكراته بينهم بمجرد ما وصلت عند جوازهم اللى اتقلب فعلى بعد ولادتها و برغبتها كمان غمضت عيونها اوى و ميلت راسها بكسره سندتها ع الورق.
حمزه مد إيده على ضهرها بحنيه و هيتكلم هي قاطعته بنفضتها اللى طلعت بفزع اول ما لمسها.
وقفت بعنف: اوعى تلمسنى. اوعى. فاهم. اوعى
حمزه وقف قدامها بيحاول يهدى قدام انفعالها عشان تهدى: حنين.

حنين صرخت ف وشه: بقولك اوعى تنطق اسمى. مش عايزه اسمعه منك. مش عايزه. مش عايزه اى حاجه منك. انا بقيت بقرف من اى حاجه تخصك. صوتك، وجودك، لمستك، حتى نفسك اللى بيخرج من جواك لحواليا بيخنقنى. هموت
حمزه اخد نَفس كتمه و خرّجه ببطئ و غمض عيونه: شوفى ايه اللى يريحك. اى حاجه تريحك هعملها
حنين هتنطق بإندفاع هو سبقها بشده: غير انى اسيبك. اى حاجه تريحك هعملها فورا عشان مشوفكيش ف الحاله دى غير انك تبعدى.

حنين بصتله بعنف و انفاسها بتعلى و تعلى و اتحولت لنهجان. اتحدفت ع السرير برفض و مسكت الورق و رجعت تشوف حياتهم بين سطوره.

حمزه واقف بغضب مبقاش مهتم كتير يكتمه و انفاسه اتحوّلت لنفخ بيطلّع سعير من جواه.
أمه بصتله بإصرار: اقعد يا حمزه
حمزه هيتحرك امه مسكت إيده و هو بيعدى من جنبها يمشى و بصتله بعتاب حاد: اقعد يا ولدى
حمزه كتم انفاسه و كتم غضبه معاها: لو هنلت و نعجن ف الحديت العفش ده تانى مقاعدش
امه شدت إيدها من إيده و هي اللى وقفت قدامه: نلت و نعجن؟ و حديتى عفش؟ للدرجادى يا حمزه؟ هتغلط فيا عشانها؟ هتغلط ف امك؟

حمزه اخد نفس عنيف و خرّجه بنفس العنف و لهجته اتراجعت: انا مقصدش انتى. انا اقصد الحديت اللى هتفتحيه كل مره اللى انا خابرُه زين كيف مانا خابرك
امه زعقت: لاه تقصد. عشانها ت
حمزه قاطعها: لاه مش عشانها. عشانى. انا مرتاح اكده ليه معايزاش تفهمينى؟
امه شاورت ف وشه بغضب: مرتاح كيف؟ و انت محيلتكش غير عيلين مزروعين زرع حرام. نبت خيانه. كفرت عشان بقولك خلّف تانى؟
حمزه رد بغضب: بزياده الحديت العفش ده. بكفياكى عاد.

امه اتحركت وقفت قدامه بتهكم: شايفاك هترجع لأصلك مهما حاولت تبعد. حتى ف حديتك. مهما حاولت تغير لهجتك عشان الغندوره بردوا اصلك الصعيدى يغلب. بحمد ربنا انك لسه فاكر انك صعيدى و الصعيدى لازم يبقاله عزوه و عيله كبيره و بدل العيل عشره و عشرين كمان. كويس انك لساك هتغلط ف الحديت و تعاود لاصلك بعد ما غيرت هدمتك و لهجتك و عُرفنا.

حمزه اخد نَفس ببطئ يخنق: مش باللبس و الكلام. بعدين انا كنت كده كده بسافر مصر و كل ده بيتغير لحاله. مفارقاش قدامك من وراكى
امه: بس جيتك لإهنه كانت بتشدك تانى. بتخليك تعاود لاصلك. المرادى نسيت. روحت و معاودتش. يمكن عشان الحكايه مش هِدمه و حديت كيف ما قولت. لاه نسيت عُرفنا
حمزه بزهق: عُرف ايه اللى هتتحدتتى عنه؟ هو العرف اللى قال ان.

امه كملت عنه: ان الراجل اللى قلبه يدق قول على عقله يا رحمان يا رحيم. و اللى عقله يمشى ورا مَره قول عليه كله الله يرحمه. العرف اللى قال ان الراجل عندينا مهيحبش من الحريم الا امه و بته. و الست مش اكتر من وعاء هيتملى منيه. ارض و هو اللى هيرمى فيها البذره اللى هتنبت.

حمزه بنفاذ صبر: و انا قولتلك قبل سابق كل الدكاتره اللى روحنالهم قالوا مفيش مشكله. بس ربنا قال كلمته. قال مهينفعش. روحنا و جينا و عملنا كل حاجه و بردوا مخدناش اكتر من اللى مكتوبلنا. يبقى بكفايانا و بزياده الحديت ده
امه: خلاص يبقى تجرب تانى
حمزه: الدكاتره قالوا كل اللى يمكن يتعمل اتعمل و
امه بحزم: جرب مع واحده تانيه
حمزه بغضب: تانى؟

امه: مش معنى انك جربت مره و اتنين يبقى كل مره هتقع. مش يمكن عشان جربت الحرام؟ جربها بالحلال و اتج
حمزه زعق: تانى الحديت ده؟ الجواز تانى مكنش فشل منى. ده انا معيشتش و طلعت من الحفره اللى كنت ساقط فيها بينك و بين امينه الا اما اتجوزت. موعيتش للدنيا غير على ايديها. لكن تانى هنتحدت ف الحديت العفش ده؟ مش كنا قفلناه عاد!

امه زعقت: انت اللى قفلته. و بتقفله كل مره نتحدتت فيه و تسيبنى ف نص السكه من قبل ما نوصل لحاجه. بس المرادى اقسم بالله
حمزه قاطعها بغضب محرّك صوته: انا اللى اقسم بالله لو اتفتح الحديت ده معاى و لا مع حنين ههمّلك و مش دلووك بس. لاه. لاخر يوم ف عمرى. و ماراجعش كمان و لا داخل الدوار دى و لا هتلمنا عيشه واحده
امه اتحركت قدامه بصدمه: انت بتهددنى يا حمزه؟ جوفك حامى عليا؟

حمزه بغضب: عشان زهقت. انا مش بس راضى. لاه انا حابب. حابب بيتى و مرتى و ولادى و حياتى اكده. حتى لو مكنش معاى غير حنين و مخلفتش. مش يمكن ربنا قاصدنى انا بالرزق ده و محددهولى و جابهولى عن طريقها هى؟ مش يمكن معايزنيش اخلف تانى بس هي مجرد سكه؟ ربنا مش عايز. ايييه هنعترض؟
امه ردت بسخريه: بقيت بتتكلم كتير عن ربنا يا حمزه؟ و ايش عرّفك بقا بربنا انه مش عايز؟ كان قالك مهتخلفش تانى يا حمزه؟

حمزه اتنفس بنفاذ صبر و هو بيضرب كفوفه ببعض: استغفر الله. انا مش اتجوزت امينه و مخلفتش الا بعد سنين و عيل واحد! و قعدنا سنين قبله مفيش! و جات حنين بعدها عشان اخلف بس منها عيل واحد هي كمان! و اديلنا سنين مفيش! مش يمكن العيب فيا! هيبقى التنيين غلط و معيوبين و انا
امه كملت بحده: لاه. اه انت لاه. مش معيوب. مفيش ف عيلتنا كلياتها راجل معيوب او ناقص
حمزه اتصدم: ناقص!

امه ردت بغضب: يبقى تروح للدكتور هو اللى يقولك
حمزه بإقرار لف وشه بعيد: و انا مش محتاج اعرفها من دكتور
امه بصتله بصدمه: للدرجادى! هتهين حالك قدامى عشانها! هتدوس على رجولتك وسط الخلق عشانها!
حمزه فضل باصص بعيد غضبه مخليه بيتنفس بنهجان.
امه اتحركت وقفت قدام وشه اجبرته يبصلها: يا ولدى قولى لو عملالك عمل قول. لو سحر اروح و افكهولك شالله امشيله بلاد. لكن متفضلش اكده. عشان ايه كل ده؟ طب اشمعنى امينه؟

حمزه بصلها و هي قاطعت النفس اللى اخده ينطق و اتكلمت: و متقوليش عشان امينه كانت لسه مخلفتش. مداخلش راسى الحديت ده.

حمزه رد بهدوء مبحوح: عشان بحبها. بحبها قد كل مره كرهت فيها حالى و انا هسرق حق مش حقى و اختلس مال الحكومه. هحبها قد كل مره ايدى اتعاصت دم و اتزفّرت بالحرام. هحبها قد كل مره كلت حرام و شربت الحرام و عيشت من الحرام و دخل جوفى لقمه حرام. هحبها قد ما جات انتشلتنى من كل ده و عملتلى بيت و عيله و ولاد و عزوه. هحبها اد برائتها. اد نضافتها. اد بُعدها عن خبث و لؤم الحريم كإنها مش منهم!

امه اندفعت بغضب: و البيت و العيله و الولاد دول مش لها لحالها. متنساش ان
حمزه قاطعها: و انا مقبلتهومش الا منها. معرفتش معناهم الا بيها. انا جنبها بحس انى عيل صغير عمال يقع و يقف و يتشنكل و يرجع يتسند و يقف و كل مره بيتسند فيها و ف ولادنا. حتى لو هيسنهد حاله ف عشانهم. بقاله حاجه يعيش عشانها. ليه عايزه تهدّى كل ده؟ للدرجادى مفارقاش معاكى سعادتى؟ حياتى؟ ده انا مسنود عليهم و من غيرهم هقع. هموت.

اتقابلت عينيه مع آمه ف رفض ممزوج بين عيونهم الاتنين لحد ما سابها و مشى.
امه تممت بحسره: انا اللى هموت. هموت من حسرتى عليك. النداهه هتجرى بيك للخلا و انت ماواعيش.

ادم بص بطرف عينيه لهدهد وراه ع الاسكوتر و هي مبتسمه بشرود.
ادم ابتسم غصب عنه: مالك محسسانى ان احنا طالعين على شرم كده؟
هدهد ضحكت بهدوء: مكنتش مفكراك هترجع
ادم مط بوقه لقدام: هو انا رجعت؟
هدهد رفعت حاجبها: ما تقول انك ممشيتش اصلا
ادم كعمش وشه بتريقه و هي سبقت النفس اللى اخده عشان يتكلم: امال جيت ازاى و عرفت منين ان انا ف المكان ده و ف الموقف ده بالذات؟ و اتدخلت ليه؟

ادم داس فرامل بغيظ و ركن على جانب الطريق الصحراوى اما شافه فاضى و نزل من ع الاسكوتر: حيلك حيلك يا كرومبو. كل دى اسئله؟ انا قاعد ف لجنه؟

هدهد لاحظت تهرّبه ف نزلت و وقفت سندت ع الاسكوتر و بصتله بأنوثه و عدلت نفسها و هزت راسها كذا مره تلاعبه: طب ما تقول إنك متابعنى ف صمت اسهل. انا متابعك يا هد. يا هدهد ( اتوترت شويه اما شافته بيبصلها بطرف عينيه بإبتسامه غريبه و كملت ف لهجتها ) انا متابعك ف صمت يا هدهود. شوف سهله اهى.

ادم قرب من وقفته جنبها و ضربها على راسها من ورا كانت هتقع بغيظ و وقف وقفتها و سند زيها ع الاسكوتر: يا حبيبتي لمّى نفسك. انتى مفيش حد بيتابعك ف صمت غير الجن و ملك الموت و مسيرك هتلبسى ف واحد فيهم يشيل الليله و نخلص ف متوجعيش دماغنا و حياة امك
هدهد خبطته بكتفها ف كتفه جامد و هي بتضحك: طب بلاش جيتلى ازاى. خليها جيتلى ليه؟
ادم ضحك بغيظ معاها: تقدرى تقولى كده ان الجدار اللى متقدرش تفاديه. سمّي والبس فيه.

هدهد رجعت لضحكتها من تانى و هو بصّلها بغيظ و مسكها فجأه من ياقة الشميز بتاعها من ورا: بت انتى هتتوهينى و لا ايه! كنتى بتهببى ايه عند القسم؟
هدهد شدت نفسها منه بغيظ: جرا ايه يا سطى؟ القفا اشتكى من كتر الهشتكه
ادم حط إيده على وشه بغُلب و رجع ف وقفته و سند ع الاسكوتر.
هدهد حطت إيديها ف وسطها: طب احلف انك متعرفش و انا هصدقك
ادم إندفع: ماهو من عملك الاسود يا ام بطن زرقا.

هدهد رفعت حاجبها و هي مبتسمه بمكر: شووف ازاى. باربونيا بتستهبل؟ انا اول مره اشوف باربونيا بتستهبل
ادم اتحرك وقف قصادها بغيظ: افرضى مكنتش موجود. او. او مثلا دخلتى القسم لسبب تانى او حتى المرادى. كان هيبقى ازى الحال؟
هدهد ضمت بوقها و راحت وقفت و سندت ع الاسكوتر و شنكلت رجليها ف بعض و بتحرّكهم بعصبيه خفيفه و سكتت.
ادم بغيظ ضرب رجليها فكهم من بعض و هو رايح جنبها: ممكن تفكرى قبل ما تتنيلى أو تاخدى قرار؟

هدهد ضحكت ببراءه مثّلتها: وأندم علي ايه بعدين بقا؟
ادم بغيظ بصّلها بطرف عينه جنبه: يا بنتى
هدهد ضحكت بخفه و هي رافعه كتفها ببراءه: و الله يابنى انا مش برتب كلامي و اللى هعمله. انا بصحى من النوم اقول يا باسط و بتفاجي زيي زي الناس و الله بعد ما بعمل اللى يطلع من دماغى
ادم فجأه ضربها على راسها من ورا بغيظ: دماغك دى لو كرة بنج مش هتعمل كده.

هدهد فركت راسها بغيظ و بتبصله و كوّرت خدودها بغيظ ادم شاورلها: دماغك دى يا حبيبتى و الله لو شيلتيها و حطيتى مكانها كره شراب معفنه مش هتفرق. قال بتعملى اللى فيها قال. هي فيها ايه دى اللى يدور وراها مش هيلاقى فيها غير قمل
هدهد بعد ما اتعصبت و هي رايحه ناحيته بغيظ وقفت على اخر جملته و ضحكت اوى.

ادم اتحكم ف ضحكته عشان يعرف يتكلم ف طلعت خفيفه: يا بنتى. انتى مبتفكريش خالص كده؟ طب حتى فكرى و اندمى. فكرى و اتسرعى. فكرى و انسى. لكن كده حرام
هدهد بصتله بطرف عينيها: شووف ازاى. و انت بتعمل ايه؟
ادم رفع حاجبه: و هو انا دماغى زى دماغك؟ انا بعمل اللى ف دماغى عشان عندى دماغ
هدهد رفعت حاجبها زيه: وبعدين؟
ادم هز راسه بغُلب: لا بعدين ايه. بعدين باخد علي دماغى دى.

هدهد ضحكت جامد على شكله و نبرة صوته اللى نطق بيهم اكتر من الكلام نفسه.
ادم ضحك بغيظ و هي اتتفست بغيظ: انت اللى مشيتنى. مالك بقا باللى اعمله؟
ادم رفع حاجبه: يعني إنتى غلطانه و كمان مقموصه و مش عاجبك! أبعت أجيبلك شيشه بالمره
هدهد شاورتله بغيظ: ما انت اللى غبى و غشيم. مسمعتنيش.

ادم رد بجديه: انا قايلك متخرجيش. حد شافك و راح بلغ كان مين فينا اللى هيلبس؟ احنا الاتنين صح؟ الناس اللى كانت وراكى عارفه لو مجيتش بالصدفه ف اللحظه دى و لو قفشتك كانت هتعمل ايه؟ اكيد عارفه
هدهد رفعت حاجبها: انت متآكد ان دى كمان كانت صدفه؟ مش شايف صدفك كتير؟ ده حتى كتر الصدف بيعمل حرقان.

ادم رفع حاجبه و هي كعمشت وشها: لو كنت استنيت شويه بس تسمعنى!
ادم: هاا؟
هدهد شاورتله ببرود: انت استنيت شويه؟
ادم بصّلها بغيظ: لاء
هدهد كملت بإستفزاز: يبقى مش هتسمعنى. مش ذنبى
ادم كوّر إيده و رفعها بتهويش و هي ضمت إيديها الاتنين حوالين وشها و اتراجعت بخوف مصطنع: و لا ذنبك. ‏لا الذنب ذنبك و لا هو ذنبي
ادم عض بوقه بغيظ: امال ذنب مين؟
هدهد عدلت نفسها و اتصنعت البراءه: شوف لو بتاع الاستاذ اللي ورا.

ادم كان هيتكلم ضحك غصب عنه بغُلب و حرّك إيده على وشه بعصبيه: هو انا المفروض اخش ف نقاش مع كرة البنج و مين صح و مين غلط؟ ده انتى صح جدا و انا اللى ابن صرمه
هدهد ردت بغيظ: مستحمل نفسك ازاى يا بنى؟ ده انت عباره عن خُلق ضيق ماشى ع الارض
ادم كتم انفاسه: انا فالطبيعي اصلا خلقي ضيق و اما بتعصّب ببقى لا خلق و لا اخلاق
هدهد مثلت البراءه: انت صوتك عالي ليه؟
ادم رد ببلاهه: علشان بزعق.

هدهد ضحكت غصب عنها اجبرته يشاركها: كنتى بتعملى ايه؟
هدهد سكتت شويه: عادى. بلقّط رزق
ادم رفع حاجبه و هي صححت: قصدى شغل. بلقط شغل
ادم فضل على ريأكشن وشه: ‏لما تحورى عليا احترمى دماغي الله يرضى عليكى علشان صارف عليها و مكلف جامد.

هدهد سكتت شويه و بصتله شويه بهدوء قبل ما تتكلم: هي دى حياتنا بجد و لا دا شاهد فضيحه قبل الحذف؟
ادم ضحك غصب عنه بيأس: لا ده المقطع الذي أبكى الملايين
هدهد ضحكت بخفه: يا حزنى
ادم بصّلها بطرف عينيه بغموض: يا ستى احنا بخير عشان النيه خير
طلع ع الاسكوتر و عينيه الغامضه وترتها ف طلعت بإرتباك وراه و قبل ما يدوس حركه ضغطت على كتفه اجبرته يبصلها: بردوا مقولتليش جيت ليه؟

ادم اتتفس بغيظ: انا قولت بقا ايه. قرار غلط و متسرع و أهبل و هندم عليه. اسيبه؟ قومت واخده و جايلك.

ادم لف بهدهد من كذا شارع و حته و قبل ما يدخل المنطقه شاورلها وراه بقناع الاسكوتر و هي حطته على وشها. داس سرعه لحد ما دخل بيها و كسر كذا زقاق لحد ما ركن على باب بنايه قديمه و وقف.
هدهد بصت حواليها بتفحّص و هي بتعرّى وشها و هو ركن و نزل و هي نزلت وراه.
نسناس راح عليه اول ما قرب بالاسكوتر من قبل ما ينزل: ادم. اوعى تقولى انك ملحقتش الداهيه دى و.

قطع كلامه اما شاف هدهد وراه بتنزل من ع الاسكوتر و بصتله بتركيز و هي مبتسمه.
رفعت حاجبها لأدم اللى سكت ثانيه اتنين تلاته و فجأه ضربه بوكس ف وشه بغيظ.
سحر راحت عليهم بقلق: ايه يا ادم؟
هدهد بصت حواليها ع البدروم: ايه ده؟ هو كان في حريقه هنا و لا ايه؟
ادم كان هيتكلم وقف بالكلام و بصّلها: و انتى عرفتى منين ان البدروم اتحرق؟
هدهد رفعت حاجبها: اكيد مش داهنينه اسود منظره يعنى.

سحر ضحكت غصب عنها و ادم رفع وشه لفوق و اتنفس بصوت عالى: الحمد لله و لا حاجه ماشيه صح
هدهد ضحكت بصوت لحد ما بصّلها كتمت صوتها بالعافيه.
نسناس: ادم، لازم تتحرك من هنا خاصة هى. انا عملت اللى اتفقنا عليه بس مش ضامن ان محدش بلّغ بردوا
ادم بص لسحر و بصّلها على هدهد: على شقتى. خديها لشقتى و عارفه لو اتحركت من غير ما اعرف هقتلك و اقتلها و اقتل نفسى من الغباوه دى.

هدهد بصتله بمرح و هي بتنغزه ف جنبه: و اقتل كريمه السكرتيره. امووت انا ف قفشات الافلام
ادم بصّلها بملامح متغاظه عايزه تضحك و عض بوقه بعنف و هي شدت سحر و مشيوا ع الاسكوتر بسرعه.
نسناس بص لأدم اللى منتبه لسه لمكانها: عملت ايه يا ادم؟
ادم منتبهش للحظه لحد ما نسناس صرخ بقصد جنب ودنه: اوعى التفاحه يا ادم
ادم اتخض و لف وشه له بغيظ: تفاحة ايه يالا؟
نسناس مثّل الهدوء ببراءه: تفاحة ادم اللى جابت اجله يا قائد.

ادم بصّله بغيظ و هو ضحك لحد ما اجبره يضحك معاه.
نسناس بقلق: طب بلاش عملت ايه. هتعمل ايه؟
ادم اخد نفس بتوتر: مش عارف
نسناس: لا لازم تعرف. هي الطبخه هتبوظ على بنص جنيه فلفل و لا ايه؟ ده احنا هنسك خلاص
ادم رفع حاجبه و هو بيزقه: فلفل؟ امشى يلاا من هنا انا غلطان انى مخلى معايا عيل سيس ف ليله هباب زى دى
نسناس بصّله بغيظ: ماشى يا عم الفولاذى. ابقى متنساش توقفنى على مدفع رمضان الطلعه الجايه.

هدهد وصلت مع سحر الشقه اللى كانت قريبه. دخلوا جوه و ابتدوا يرغوا.
هدهد بصت لسحر و إبتسامتها وسعت بحماس و اندفعت: يعنى العمليه باظت؟ مكملتش بجد؟
ادم رد من وراها بترقب: و انتى عرفتى منين انها باظت؟
هدهد اتخضت و لفت وشها وراها بسرعه: سلام قولا من رب رحيم. انتوا كلكوا بتطلعوا بوشين كده؟
ادم اتقدم كام خطوه قصادها و ربّع إيديه بإنتظار.
هدهد شاورت على سحر وراها: هى. هي قالتلى انك مكملتش الشغلانه اياها و.

ادم بص ف عينيها بغموض: سمعت اجلتها مش مكملتش. عرفتى منين انها باظت؟
هدهد تممت بغيظ لنفسها: ده كده باظظ خاالص
ادم عض بوقه بمراقبه لحركة وشها و هي رجعت خطوات لورا ملامحها صامته بتضحك بخوف.
حنين صورة المشهد لحمزه مع امه قدامها زى ما وضحت شويه بشويه لحد ما غطت على كل حاجه حواليها بردوا بهتت ببطئ لحد ما اختفت و ظهر حمزه مكانها بس شتان بين القوه اللى كان بيتكلم بيها عنها و الضعف اللى ف عيونه قدامها.

صوتها غلبه الدموع لحد ما اختفى و سكت بقلة طاقه و بصتله كتير.
مش قادره تنكر حبه. و لا بقت قادره تلمسه. ضايعه بين احساسها انه حبها بجد و انه كان بيحرّكها زى العروسه بخيوط بين اصابعه و يوريها اللى عايز بس يورهولها!

الوحش اه ممكن يتدارى ميتشافش. الكره ممكن ميتشافش. الحقد ممكن يستخبى ميتشافش. الغيره ممكن تتكتم جوانا متظهرش. النفس الوحشه من ناحيتنا ممكن تتتلوّن و متتشافش. حتى التزييف ممكن يستخبى وسط الحقايق و ميتشافش. إنما الحب! الحب لأ!

اللى بيحب نظرة عينيه بتفضحه. انفاسه حتى بتفضحه. بيبص بصة حب تفضح اللى جواه مهما كان ما بيعرفش يتكلم بيفلت منه لفظ حب. بيعمل تفاصيل صغيرة تدل على الحب. بيبقى أول حد مش مستحمل وجع كإن اللى ف قلبنا ف قلبه. الحب هو الحاجة الوحيده فيذ الدنيا اللى مهما حد قالها لو موصلتش تبقى مش موجوده و هي وصلها حبه بين كل ده بسهوله. ده وصلها من بين حروف الكلام اللى بتقراه حتى!

حمزه بص لتوهتها بعشق: حنين. انا عملت كل حاجه عشانك. بعد ما سيبت كل حاجه عشانك عايزه تسيبينى؟

حنين نطقت بكلام متقاطع بينه انفاس مضطربه بحزن: فين. اهلى؟ فين اهلى يا حمزه؟

ادم مع هدهد و سحر.
شاور لسحر: انزلى لآنيس المصايب اللى تحت و اعملوا اللى إتفقنا عليه لحد ما اكلمكوا.

سحر غمزتله و خرجت بهدوء و هدهد بصتله بتوتر: ايه ده انت مشيتها ليه؟
ادم رفع اكمام قميصه واحد ورا واحد ببطئ و هو بيقرب منها: خايفه يا ام قلب حديد؟
هدهد رجعت لورا و بتضحك بإرتباك: لالا اخاف من ايه؟ انت ابن بلد و جدع كده و تحس انك. انك جدع كده. قول انا جدع و انت هتهدى
بتشاور بكفوفها ف الهوا و هي بتتكلم و ادم اول ما قرّب ضربها ف إيدها بغيظ: بت انتى مش ناويه تعقلى بقا؟

هدهد ضمت بوقها ببراءه: حد قالك انى ماشيه بهوهو؟
ادم بص ف عينيها قوى و رفع حاجبه: مش هترجعى بقا
هدهد اتوترت: ارجع لإيه؟
ادم بصّلها بنص عين و هي كملت بتتهته بغيظ: انت. انت هتمشينى تانى؟
ادم فتّح عينه اللى كان باصصلها بنصها و بصّلها بنص عينه التانيه.
هدهد بصتله شويه بإبتسامه خرجت منها غصب ف إستسلمت لها.
ادم ربع إيديه بغموض: هاا؟

هدهد قربت جنبه و سندت بكوعها على كتفه و حطت صوابعها تحت دقنها بإبتسامه مرحه: بص يا اخ ادم. انا لما بمشي فشارع غلط بتكسف الف و ارجع عشان الناس متقولش عليا تايهه فبكمل و بتوه بجد بقا
ادم ضحك غصب عنه و رفع إيده اللى حطها على وشه بغُلب و بصّلها بإستسلام: مش خايفه؟
هدهد رفعت ياقة قميصها بغرور: متقلقش ياسطى. انا حديد عز
ادم سكت شويه بقلق و بصّلها بطرف عينه: مقولتليش عرفتى منين ان العمليه باظت؟

هدهد هزت كتفها ببراءه مثلتها و عادت كلامه: سمعت اجلتها مش باظت
ادم إبتسم بإصفرار: خليكى واضحه معايا متخلينيش افسر تصرفاتك بدماغى عشان انا دماغى بنت صرمه شبهك بتحب المشاكل.

هدهد اتحركت قعدت على كنبه قصاده و فركت إيديها ف بعض.
ادم شد كرسى و حطه قدامها بضهره و قعد بالخلف عليه: هاا؟
هدهد ضحكت غصب عنها: مالك شبه حيطان الحكومه كده؟
ادم زعق بغيظ: ما تخلصى يا بت
هدهد رفعت إيديها: انت العصبيه بتجري في دمك اكتر من دمك نفسه و اللع. ما تهدى يا سطى.

ادم ميل راسه على مسند الكرسى قدامه بنفاذ صبر و هي اخدت نَفس قبل ما تتكلم و حكتله عن الحوار اللى سمعته من عصام و الراجل اللى كان معاه و سمعتهم بيتفقوا عليه. و حكتله عملت ايه.

ادم بيسمعها بصدمه لحد ما خلصت و رفع وشه و برق: يخربييت جنانك يا غبيه. انتى ايه على طول لاغيه عقلك كده؟ افرضى حد قابلك ف السكه؟ حد كان مراقبك؟ حد قطرك و جاب اجلك عشان الحاجه؟ انتى عارفه انتى فين هنا؟ ده الحته كلها هنا برشماجيه. ده لو لبستى فوشيا و ازرق لون الحبوب هيمشوا وراكى يشمشموا فيكى
هدهد ردت بهدوء: انا مفكرتش فيها كده.

ادم اتنرفز من هدوئها: امال فكرتى فيها ازاى؟ انتى بتفكرى اساسا! انتى لو بتفكرى اصلا مكنتيش هتبقى هنا؟
هدهد سكتت بتوتر: كنت هتتأذى. افرض ان
ادم زعق: مفرضش. انا اللى افرضه حاجه واحده بس و هو الداهيه اللى هنلبس فيها مع غبائك ده
هدهد سكتت و هي بتفرك إيديها بتحاول تتكلم بس قدام عصبيته سكتت. مش عارفه حست بإيه. مش عارفه هو حس بإيه. خوف غريب ف عينيه اتترجم ف عصبيه.

إبتسمت بتلقائيه و هو شد الكرسى بعصبيه و رجع عليه لنفس قعدته و ضم قبضات إيديه ع المسند بتاعه و ميل راسه عليهم.
هدهد هزته بمرح: مش تقول انك بتنام و انت قاعد. ولاا
ادم رفع وشه بغيظ من صرختها ف اخر الجمله: يخربييت صوتك اللى مش اد جسمك
هدهد استغربت هزاره رغم حالته من شويه و اللى حكته و رغم كده جارت هزاره: لا اوعى يغرك. ده انا كيرفى.

ادم ضحك بخفه و شرد وسط حوارهم. وقف ولع سيجاره و فتح البلكونه جنبه و وقف يرتب افكاره.
هدهد وقفت جنبه بهدوء: ناوى على ايه؟
ادم بصّلها شويه بغيظ و نفخ الدخان ف وشها: مقولتليش ليه وقتها يا كلبه؟
هدهد قطعت الكلام و هي بتتنفس الدخان اللى خرج من بوقه: مش انت اللى
ادم بصّلها تكمل لحد ما لاحظها بتبتسم و ابتسامتها بتوسع و بتترجم على صوتها اللى بيعلى لحد ما شقت السكون حواليهم بضحكتها.

ادم رفع حاجبه: في ايه يا بت؟
هدهد شمت الدخان تانى من حواليهم بشكل ملحوظ لحد ما خلص و ادم ملاحظها ف بص لسيجارته و برّق.
هدهد شدتها منه بخفه و اخدت نفس جامد طويل.
ادم شدها منها بسرعه: يخربييت جنانك. بت انتى مالك انتى واخده توكيل من العباسيه؟
هدهد شرقت و هي بتخرّج النفس و ضحكت ضحكه بتهزى شويه شويه: ياسطى عملنا ايه بالمخ غير ساندوتشات
ادم رفع حاجبه و بصّلها بغيظ مع ضحكتها اللى بتزيد.

رمى السيجاره تحت رجله و داس عليها و شد دراعها: بت انتى انا مش عاجبنى طبعك
هدهد ضحكت بمرح: طب ما تطبع برا يا ريس
ادم رفع حاجبه و ضحك غصب عنه: و اما اتعصب عليكى بتزعلى
هدهد ركنت على جانب فتحة البلكونه و بصتله شويه لحد ما ضحكتها راقت و هديت: ما انت اللى مستنتش تسمعنى. فاكر انا اتحايلت عليك تتنيل تخرس لحد ما افهمك و انت بكابورت و اتفتح.

ادم ركن ع الجانب التانى لفتحة البلكونه قصادها: ايوه بردوا ايه اللى خلاكى تتنيلى و تتصرفى؟ انتى اصلا ليه ولعتى الحريقه ف المكان بعد ما اتنيلتى اتصرفتى؟
هدهد اتكلمت بجديه: عشان فهمت انه هيجى و يدور و مضمنتش ممكن يرقّدلك ايه! حاولت اشتته بالحريقه كمان الغى من قدامه فكرة البضاعه او اتوّهه انها موجوده و اكيد راحت ف الحريق.

ادم هز راسه بيأس و بصّلها بهدوء بعد ما سكت حاول يصيغ سؤال ينفع: طب و ليه عملتى كل ده!
هدهد سكتت بتوتر حاولت ترتب انفعالاتها: معرفش. انا بس قلقت. حسيت انى اتقبضت اما سمعتهم. خاصة اللى اسمه عصام ده قاله الليله هتصرف يا هقع ع الحاجه و يلبس مع اللى فوقه يا لو موقعتش هسيبه يلبس بيها مع التجار. خوفت يقع عليها و يوصلها خاصة انه لو دوّر هيوصلها بسهوله مع غبائك اللى خلاك حاططها ف عين الحمام يا عار.

ادم برّق: عار؟
هدهدت سخرت بمرح: افرض راحت ف الوبا! قصدى ف الحمام! تبقى تمشى تقول الملاحه الملاحه؟
ادم ضحك بغيظ و هي قلدت صوته بلهجته: انت على طول لاغى عقلك خالص كده؟
ادم عض بوقه بتهكم: اكيد مش زى عقلك. انا لو لغيت عقلى و فكرت بكعب رجلى مش هبقى زيك. اكيد عامل حسابى و لاغى الصرف و المايه خالص من الحمام ده بحجة بايظ.

هدهد: ايوه بردوا سايب حاجه زى دى هناك ليه؟ بلاش شقتك ليه مش ف حته مقطوعه او مهجوره مثلا حتى عشان لو حد حط ايده عليها زيى كده مثلا متلبسش انت. يبقى خسارتك ف الحاجه بس
ادم اداها ضهره و ولع سيجاره تانيه: هناك مكان شغلى و بنتقابل هناك و محدش برانا هيعرف ف حتى لو حد حط ايده عليا مش هيبقى برا حد فينا.

هدهد رفعت حاجبها و فكرت شويه قبل ما ترد: او يمكن مثلا عايز تدى اللى معاك الامان. انى سايب الحاجه قدام عينيكوا اهو
ادم لف وشه بسرعه لها و بص ف عينيها شويه.
هدهد شقلبت بوقها بتفكير: بس بردوا ليه؟ ليه عايز تكسب ثقتهم دى؟ على ما اعتقد انك لك سيطره عليهم!

ادم حدف السيجاره التانيه تحت رجله بغيظ و شدها لجوه: بت انتى ادخلى اتخمدى
هدهد ضحكت بخفه: دلوقت؟
ادم قفل البلكونه: بالليل هننزل اجيب الحاجه اللى حضرتك اتنيلتى فيها و ارجعها. انا لو كنت هلبس ف بسبب انك فكرتى. ارجوكى متفكريش تانى
هدهد شاورتله بغيظ: ده بدل ما تشكرنى؟ ذنبى انى فكرت فيك؟

ادم بغيظ: انتى يا بنتى بتفكرى منين؟ ده انتى القرارات إللي بتاخديها بعد تفكير طويل بتثبت إن فصوص مخك دى فصوص توم و ياريته توم حلو. الاه ده توم معفن و فاضى كمان
هدهد تمتمت بغيظ: صحيح عبّر العِفش يتنفش
ادم برّق بغيظ قدامه و بصّلها وراه و شال مخده من ع الكنبه جنبه حدفها عليها بغيظ: انا صبرى خلص
هدهد كعمشت وشها بإستفزاز: عقبال روحك.

ادم رقد ع الكنبه جنب الكنبه اللى هي قاعده عليها و غمض عينيه و شرد يحسبها من اول و جديد.
هدهد رقدت ع الكنبه و الصمت هز المكان كله.
هدهد: متقلقش. زى ما بيقولوا خليك متأكد إن رغم العتمه لسه فيه نور
ادم اداها ضهره: حلو. اطفيه بقي علشان عايز أنام
هدهد ضحكت بغيظ: انت هتنام بجد؟
ادم مردش و هي نفخت بغيظ: عمتا لو هتسهر لحد ما نيجى نخرج بالليل هسهر معاك
ادم بمكر: طب لو هنام؟

هدهد كانت هترد على نفس النمط هنام معاك بس استوعبت الرد ف وقفت بالكلام بغيظ: هنام معا
ادم ضحك غصب عنه و هي ردتله المخده اللى حدفها ف وشه.
سكتوا كتير لحد ما كل واحد فيهم ظن التانى نام.
هدهد: انت شغال ايه يا ادم؟
ادم بصلها و رفع حاجبه و هي سكتت شويه: قصدى. قصدى بشوفك بتتحرك كتير و تغيب و تروح و تجى. ماهو اكيد مش معتمد بس على الرزق الطاير.

ادم اتعدل ناحيتها كان هيقول حاجه اتحجزت تلقائيا على لسانه و اتكلم بهدوء: عندى محل السمك على راس الشارع برا. هعمله مطعم و اعمل له افتتاح قريب. بعدها يوتيرن لكل حاجه على الله التساهيل
هدهد ابتسمت بحماس: يارب
ادم بصّلها بطرف عينيه: و الله؟
هدهد اتعدلت بتراجع ف قعدتها و فركت إيديها: انت عايش مع مين هنا يا ادم؟
ادم بص حواليه بتهكم: مع احدب و جمايكا. انتى مبتشوفهومش و لا ايه؟

هدهد ضحكت بخفه و فهمت انه يقصد لوحده. اتعدلت لنومتها و رجع السكوت من تانى يلعب بشكل اقوى من الكلام.
ادم همس: انتى متعوده على كده؟
هدهد ملامحها انقبضت: على ايه؟
ادم اتقلب على ضهره و رفع وشه لفوق: يعنى. تنامى عند حد كده. حد متعرفهوش. تخرجى و تروحى و تيجى. تتعاملى ببساطه كده!
هدهد اتعدلت بسرعه: لاء طبعا
ادم بهدوء: و ليه دلوقت؟
هدهد: قصدك ليه معاك. سؤالك كان كده؟ صح؟ عموما عشان انا بفهم ف الناس كويس.

ادم بصّلها كتير و بص لفوق من تانى و غمض لحد ماهى اللى نطقت: على فكره انا
ادم بهمس: ششش نامى
اتعدلت بتوتر: عايزه اقولك حاجه يا ادم. انا
ادم اداها ضهره: نامى
حمزه بص لحنين بحزن. حقيقى ملهوش رد على سؤالها. هيقولها اهلك مين و لا فين! هيقولها محدش سأل عنك حتى!
حنين عادت سؤالها بأنفاس مضطربه بحزن: فين اهلى؟ فين اهلى يا حمزه؟ عملت فيهم ايه هما كمان؟
حمزه اتصدم: انتى فاكره ان لو ليكى حد كنت هأذيه عشان اخدك؟

حنين اندفعت بغضب: مستبعدهاش على واحد زيك
حمزه قرب منها بصدق: انا مخدتكيش من حياتك يا حنين. انتى مكنش ليكى حياه اصلا. ابوكى و امك متوفيين و ملكيش حد غيرهم غير اختك و مهاجره امريكا مع جوزها و مبتنزلش. انا حتى معرفتش اوصلها رغم انى مكنتش عارف هقولها ايه ف وضعنا ده. و بقية اهلك بعيد و ملكيش خلطه بيهم.

حنين غمضت عيونها بحزن و بإرادتها قرب منها عى حرف السرير مسك إيديها باسهم بحنيه: حنين. حنين صدقينى انا مأذتكيش. انا حتى معملتش اثبات وفاه لحنين الاصليه لعل هي تفوق يوم او حد يسأل عنها. لكن محصلش. انا مأخدتكيش الا اما اتأكدت انى لو سيبتك هتقعى. هسيبك للفراغ. للخلا!
حنين دموعها نزلت بألم من عيونها المغمضه. كل الوجع اللى حسته من اول حرف قرته كوم و وجع اخر جمله قالها دى كوم تانى. يعنى مكنش حب!

رد حمزه خلاها مش عارفه اخر جمله عقلها اللى نطقها ف تفكيرها و لا لسانها.
حمزه شدد على ضمة إيديه لإيديها زى ما شدد على كلامه: لا بحبك. انا اتخطيت الحب معاكى. انا محبتش نفسى الا ما هي حبتك. يمكن اول خطوه ف المشوار جات قدر لكن بقية المشوار كان بإختيارى. بإرادتى. بمحاربتى للكل عشانه.

حنين فتحت عيونها و هربت بيهم بعيد و هو قرب كمان شويه لحد ما بقى وشه ف محيط وشها و هو لسه ماسك إيديها بحركه من وشه لف وشها له كإنه رافض يسيب إيدها حتى لحظه!
اتقابلت عينيهم ف نظرة ضعف: زى ما بيقولوا كل حدوته مقسومه نصين اللقا فيها نصيب و المشوار اختيار. و انا اخدت نصيبى كله فيكى. ربنا اختارلى نص و انا اختارت التانى.

حنين سحبت إيدها منه و هو بصلها بعشق: عيشت ‏طول عمري مفيش أي حاجه بتفرق معايا لحد ما قابلتك و مبقاش فارقلي غيرك
حنين مدت إيدها سحبت الورق من جنبها. فتحته و رجعت تقرا كإنها بتهرب منه له. تقرا ازاى حبها. ازاى حب ولادهم. حمزه بيعامل الاتنين بمنتهى الحب. زى بعض. محستش ان حد فيهم غير التانى عنده. ميفرقوش عن بعض. لاء ده ميفرقوش عنها. شافت نفسها التالته بتاعتهم عنده!

معرفتش تحط موقف قدام عقلها تقنعه بحاجه او عكسها. حاسه انها مشوشه. اللى جواها اشبه بالزلزال اللى هز كيانها كله كسر كل حاجه جواها.

هدهد اتقلبت ف نومها و بتدير وشها عن الحيطه للناحيه التانيه لمحت الكنبه بتاعة ادم فاضيه.
اتعدلت بقلق: راح فين؟
وقفت بحذر تتحرك ف الشقه اللى شغلها فضولها ف تفتيشها عن التفتيش عنه!
شافت دولاب صغير فتحته شافت فيه هدوم مش كتير. بس غريبه. في منها عاديه و في منها غاليه جدا و ذوقها عالى. لمحت وسطهم بدله غريبه مسكتها بإستغراب!

لمحت برفان ع الرف فوقهم شبت لحد ما مسكته و رشت على ضهر إيدها بفضول شمته: معقول! طب ما انت جينتل اهو
سمعته بيرد بتريقه من وراها: ليه كان حد قالك انى معفن؟
من خضتها حدفت القزازه من إيدها و هو ف حركه سريعه ناحيتها قدر يمد إيده يلقفها.
هدهد بصتله بإعجاب على سرعة تصرّفه: لا جينتل فعلا. لاء و ناصح لحقتها
ادم بصّلها بغيظ: عقبال ما ابقى ناصح و الحقك زيها
هدهد بفضول شاورت ع الدولاب: حاجة مين دى يا ادم؟

ادم حدف القزازه بغيظ و بدل ما تجى ع السرير وقعت ع الارض اتكسرت: و انتى مالك؟
هدهد بصت للقزازه و برّقت: لاء ناصح ناصح. اوعى تلحقنى زيها
ادم ضحك غصب عنه بغُلب: منك لله
هدهد سكتت شويه و برقت للبس: ايه ده؟ اكيد دى بتاعة مقابلات البيج اللى عصام قال عنه. الراجل الكبير بقا و كده
ادم ضحك بغيظ: ع اساس انى رشدى اباظه و كده
خرج و هي وراه هتتكلم شاورلها بشنطه ف إيده: خدى غيرى هدومك و البسى دول قبل ما ننزل.

هدهد بتردد: ما بلاش. انا معايا غيار كان ف شنطتى اللى على كتفى هلبسه و
ادم: لاء. البسى دول و انجزى
هتتكلم ادم شاور على بوقها تسكت و لف ضهره له و اتحرك لحد الباب دخّلها و قفل.
دخل الحمام لبس و خرج استناها برا. راكن ضهره على فتحة الشقه بيحرّك صوابعه ع الباب بعصبيه و يغيب و يبص ف ساعته لحد ما هدهد خرجتله من الاوضه.

بصّلها و تنح و هي لاحظته ف اتجاهلت نظراته و راحت على مرايه ع الحيطه جنب الحمام قصاده و تممت على لبسها و اتحركت قدام المرايه جربت نفسها و راحت عليه.
هدهد راحت عليه بقلق: انت جيبت الهدوم دى منين؟ مش عارفه ليه صممت البس حلو كده! انا قولتلك الحاجه بتاعتك مخرجتش من الحته هنا!
قطعت كلامها و هي بتتفحص لبسه بإستغراب: هو احنا رايحين الخرابه و لا طالعين مارينا؟

ادم كان مش مركز مع كلامها اد ما هو مركز مع لبسها عليها و شكلها.
حركت إيدها قدام وشه و هو انتبه ببلاهه: خايف اقول يخربييت الجمال يتخرب بيتك انتى
هدهد ضحكت برقه طلعت تلقائيه خلته غمض عينيه و هو مبتسم و بيلف وشه وراه و بيهز راسه بحماس.
هدهد: سبحان الله. اللى يشوفك و ميعرفكش بجد يقول انك ابن ناس
ادم برّق و رجع بوشه لها بغيظ: و انتى سبحان الله اللى يشوفك و يعرفك بجد يقول انك بنت جزمه.

هدهد ضحكت بخفه و قبل ما تتحرك لبرا مسك إيده رجّعها: بت انتى. مش كنتى محجبه؟ قلعتي الحجاب؟
هدهد بصت على الكاب اللى على راسها ببلاهه: لأ. تحته بندانه اسبانش
ادم رفع حاجبه بتهكم: يالهوي ع سوء الظن. انا اسف
هدهد عدلته و هتتحرك زقها لجوه بغيظ: حجاب ايه إللي بتحطي الطرحه يدوب على راسك و رافعاه عن رقبتك ده انتى هتترفعى من قفاكى على مرجيحه ملخلخه ف نار جهنم.

هدهد بصتله بغيظ و هو شاورلها لجوه: ادخلى يا بت اعدلى نفسك
رجعت بغيظ فكته و لفت الطرحه و حدفت حرفيها على ضهرها و خرجتله. بصتله و شاورت على نفسها بإستفزاز و هو رفع صوباعه و غمزلها. كعمشت وشها و هي نازله و هو قفل و نزل وراها.
اخدها وراه ع الاسكوتر و اتحركوا بخفه ورا وصفها لحد ما وقف عند مدخل الخرابه اللى اتقابلوا فيها اول مره بس من جهه بعيده تانيه.
ادم نزل بغيظ و بصّلها ببلاهه: هنا فين؟

هدهد نزلت: هنا
ادم شاور ع الحته حواليه: انتى عايزه تقولى انك شيلتى حاجه زى دى هنا؟
هدهد هزت راسها اه و هو بص للسما و بصّلها: منك لله
اتحركت بخفه و هي بتضحك بين الكراكيب و الحجاره و اكوام الذباله.
ادم بيتحرك وراها: و طبعا جيبتيها هنا عشان متعرفيش حته الا هنا صح؟
هدهد ببلاهه: لاء. عشان الذكرى
ادم بص للسما و بصّلها بغيظ: منك لله.

ركنت عند حته و نزلت برجليها ع الارض وسط كراكيب فضلت تشيل و تركن فيهم حواليها لحد ما كشفت عن شوال و شاورتله.
ادم شاور بعينيه بإستفهام و هي هزت راسها بتأكيد.
ادم بص للسما و بصّلها: منك لله
شد الشوال رفعه لحد الاسكوتر و هي جابت التانى وراه و حطه قدامه و ربطه و اتحركوا.
وقفوا مكان ما بيتقابل مع الكل و رن الاسكوتر.
بيفتح هي نزلت وراه شدت دراعه: انت رايح فين؟

ادم بص للباب و هي بصتله بذهول: انت هترجعه تانى هنا؟
ادم شاور براسه و هي اتذهلت: هنا؟
ادم فتح و رجع اخد شوال ورا التانى لحد ما دخلهم جوه و هي دخلت.
هدهد بإستغراب: يا بنى ده غلط. حتى لو الاول كنت متوقع ان محدش هيشك ان في حاجه هنا عشان البوليس اللى قالب الحته كل يوم التانى بسبب الحادثه بس دلوقت لاء. ع الاقل بعد ما رجلك جات ف الحادثه معايا.

ادم مبيردش و بيشيل الحاجه و هي اتحركت من وراه لقدامه: انت بتقابل الغلط بغلط على فكره
ادم ببرود: حلو عشان الغلطات يونسوا بعض
هدهد رفعت حاجبها و هو ابتسم بإصفرار: انتى مالك؟
هدهد بقلق عليه: يا بنى اسمع
ادم نفخ و هو بيحرك ايده على وشه بنفاذ صبر.
هدهد بغيظ: مش بقولك خلق ضيق بيتحرك ف راس بنى ادم
ادم كعمش وشه: لا أنا خلقي مش ضيق خالص إتفضلى إتهببى قولى أم وجهه نظرك المتخلفه.

هدهد ضحكت بغيظ: افرض الكلب اللى كان بيتفق عليك ده وقع ع الحاجه و اخدها؟
ادم اتنفس بصوت عالى و هي لفت جنبه: خلينا نقول حويط و هتعرف تحرّس. طب افرض. افرض مثلا انه وقعك مع الناس زى ما قال!
ادم ولع سيجاره و اتحرك كذا خطوه بتفكير.
هدهد: لازم تشيل الحاجه من هنا يا بنى. ع الاقل لحد ما تعرف هتعمل ايه!
ادم اخد نَفس طويل و خرّجه دخان و هي لفّت وقفت قدامه: اسمع كلامى و مش هتندم.

ادم كان تفكيره استقر ف بصّلها و رفه حاجبه: طب لو ندمت؟
هدهد ضحكت ببلاهه: عادى اكيد مش اول قرار تندم عليه ف حياتك
ادم مد إيده طرقع صوباعه ف الهوا قدامها و هي جريت وراه.
اتكلمت بغرور: شوف بقا انا جوايا إنسان عظيم ازاى، لاء و بيفكر اهو
ادم رفع حاجبه و هي ضحكت ببلاهه: هو بس ساعات بيبقى مُغمي عليه
ادم ضحك غصب عنه: منى انا لله
هدهد ضحكت بغيظ: انت اوقات بحسك بتفهم و اوقات بتهنج. ايييه!

ادم رفع حاجبه بغموض: لا ماهو انا اوقات بيجيلي كسل ف الاستيعاب. يعني بكون بسمع اللي قدامي بس مليش مزاج افهمه
هدهد شاورتله بغيظ: يا بنى
ادم اخد نفس بقلق: الموضوع ليه أبعاد وجوانب تانيه
هدهد ببلاهه: و علي كدة ليه فخاد بقي!
ادم برّق و حدف السيجاره و شدها و خرج: انا غلطان انى بكلم واحده تافهه زيك
خرجوا و مشيوا شويه لحد ما ادم وقف بيها بغموض.

هدهد بتتلفت حواليها و ادم لف دراعه بسرعه حواليها و اتقدم بيها و هو بيهمس ف ودنها بمرح: يا كرومبوو عيب حركات المخبرين الفاشله دى
هدهد بغيظ: عارف لو ده طلع تسليم اهالى. و حياة امى لا اخلى الاهالى نفسها اللى تشيّعك
ادم ضحك غصب عنه و بصّلها ع القهوه بتوتر: لفى انتى من الشارع اللى ورا و اول ما تخلّصى اللى قولتلك عليه نتقابل هنا
هدهد مسكت إيده و هو بيتحرك و قبل ما تتكلم عيونها اتهزت بقلق.

ادم إبتسملها: متقلقيش انا متابعك و مستنيكى
اتحرك ناحية القهوه و قعد بهدوء و هي مشيت. دقايق و كانت على باب الشارع العمومى وقفت بتوتر لحد ما نفخت بغيظ و رجعت.
ادم نادى على ايوب: ايووب
عصام كان قاعد ف اتحرك شد كرسى جنبه و قعد: ادم. محدش بيشوفك بتغطس فين؟ هي الحته الشمال شاغلاك؟
ادم بصّله بحده و عصام صحح بسرعه بإستفزاز و هو بيشاور على صدر ادم: قصدى ده. قصدى بتحب و لا ايه؟

ادم كعمشله وشه بضحكه صفرا و علّى صوته: يا صبر ايووب. قهوه
ايوب جاى بفنجان قهوه و بيحطها قدامه و ادم بيرفع وشه عن موبايله ياخدها منه لقاه مركز ف جهه قريبه منهم. بيلف عينيه معاه شاف عصام منتبه بعينيه. راح بعينيه معاهم شافها مشيت عدت من ع القهوه.
إتحركت خطوتين و وقفت بتوتر. اتحركت على جنب ورا عربيه و قعدت على حرف مصطبه بتعب. رفعت رجلها ربّعتها ع الرجل التانيه بتفركها بضيق.

ادم كان متابعها بعينيه اللى برّقت بصدمه حط إيده على وشه بغيظ.
ادم بص لأيوب اللى مفتّح عينيه اوى اللى متابعاها و بصّلها و بص لعصام اللى عينيه اللى متابعاها بتلمع بمكر.
بص حواليه مش لاقى حاجه يتفش فيها ف مسك فنجان القهوه حطه على إيد ايوب اللى ساندُه ع الترابيزه قدامه و رفعه دلقه على كف إيد عصام اللى ع الترابيزه.
الاتنين انتبهوا بخضه و ادم بص لأيوب: قهوتك مظبوطه عنك يا ايوب.

ايوب شد ايده بسرعه و عصام صرخ بألم: آآ. براحه يا
ادم ضم بوقه بلامبالاه: خير خير. دلق القهوه خير
ايوب بصّله بغيظ و ادم نظرات بروده اتحولت لحده لحد ما اتحرك ايوب بسرعه دخل و عصام وقف كاتم غضبه دخل وراه يغسل إيده.
ادم وقف بضيق اتحرك و هو ماسك موبايله بص فيه يشغل نظراته عنها بس مقدرش يمنع نفسه و هو معدّى من جنبها بصلها بطرف عينيه و كز على سنانه.

اتحرك بحذر لحد ما اختفى من الشارع و هي قامت بسرعه متوتره بتتلفت حواليها اخدت نفس السكه لحد ما خلصت الشارع و بتعدى لقيت إيد بتشدها اوى.
هدهد من غير ما تلف وشها ضحكت بغيظ: ما براحه يا ابنى. انت متعلمتش قبل كده ازاى تتعامل مع بنات؟
ادم ساب إيدها اما لفت وشها له و شاور عليها بسخريه من غير ما ينطق.
هدهد رفعت ياقة هدومها بغرور: لا اوعى يغرك. ده انا بنت.

ادم اندفع شدها بغيظ و هو بيتحرك: كلب. بنت كلب و كلمه تانيه هخليكى تمشى تهوهوى ف الشارع
هدهد: يا بنى مش انت اللى قولتلى انى
ادم خبط كف على كف: انا اللى جيبته لنفسى و الله. انا منى لله و الله ع اللى بعمله ف نفسى ده
هدهد ردت بدفاع: يابنى انت بتسنن؟ كل شويه بحاله! احنا مش متفقين على كده؟
ادم زقها بغيظ: اتفقنا تقيسى السكه؟ ترجعى بالسرعه دى و بالطريقه دى و تقعدى القاعده دى؟

هدهد مثلت البراءه: مانا قولت خير البر عاجله
ادم برّق و هي قربت منه: مانا قولت بدل ما
ادم شدها بغيظ من دراعها: بت انتى. متفكريش تانى انتى اي موضوع حاولتى تستخدمى فيّه ذكايك باظ. معندكيش عقل تكحليها انتى بتعميها علطول
هدهد زقته بغيظ: الحق عليا
ادم حط إيديه ف وسطه و هو بيتحرك حوالين نفسه بيتلفت.
هدهد: يا بنى. ما كده او كده هيحصل اللى عايزينه و
ادم لف ناحيتها بغيظ: لا مش هيحصل اللى عايزينه.

هدهد بصتله ببلاهه: يعنى ايه؟
ادم اندفع: يعنى هيحصل حاجه تانيه
بصتله بإستفهام و قبل ما تتكلم سمعوا صوت و همهمه بتقرب و ادم شدها و رجع لورا و هو مكمم بوقها نزلوا ورا عربيه.
ايوب بيقرب و يتلفت حواليه. شاف عصام جاى و معاه اتنين و بيتلفتوا اختفى ورا عربيه جنبهم.
عصام: هي عدت من هنا. انا لامحها
ادم بصّلها بطرف عينيه بإنتصار و هي غمضت عينيها بغيظ: هااا؟

عصام: انا لولا زفت ادم كان قاعد كنت اتصرفت. بس البغل كان مرزوع
هدهد بصتله بطرف عينيها بإنتصار و ادم كز على سنانه بغيظ: تصدق انا اللى عميتها
عصام بص للاتنين اللى معاه: دوّروا بس و اقلبوا الحته و اول ما تلمحوها اعملوا اللى قولتلكوا عليه. بس حد يرنلى الاول. ده البت تتلف ف دقيقه و نص
الراجل بقلق: مش يمكن ادم
عصام: لالا شكلها كرفتُه، بصراحه عايز ادوق
ادم غمض عينيه اوى و هي فتّحتهم اوى و همست: ادم.

وقفوا لحد ما الاتنين اتحركوا بعيد عنهم شويه. ايوب وقف و اتحرك بحذر لحد ما مشى.
ادم اتعدل وقف بحيره و هدهد بصتله شويه بتفكير: ادم
ادم همس بحده: اخرسى
هدهد: اسمعنى بس
ادم كان فاهمها و فاهم هي عايزه عملت ايه ف وقفها بالكلام: انتى اتهبلتى و لا ايه؟
هدهد: هو خلاص شافنى هنا و انا واثقه ان الليله مش هتتسرب من تحت ايدك.

ادم بغضب خبط على راسها: هو فار؟ انتى عمرك ما استخدمتى عقلك ده قبل كده؟ انتى فاكره نفسك فين هنا؟ انتى لو وقعتى ف ايد عيال زى دى ممكن
هدهد: اهدى بس. انت هتتصرف. المهم انه
ادم زعق: على جثتى. اعملى حسابك الليله دى تخلص و هتمشى. انتى
هدهد استغلت صوته اللى عِلى و الاتنين اتلفتوا ع الصوت و اتحركت عنه و شاورتله على بوقها.

ادم ملحقش يشدها و هي طلعت من مكانها ورا العربيه و ظهرت ع الطريق و اتحركت بحذر. الاتنين لمحوها و واحد منهم رن و قفله و اتحرك مع التانى عليها.
هدهد وقفت بثقه: عايز ايه يلا؟
ادم همس بغيظ: ياريته يهبدك علقه يمكن عقلك يرجعلك
واحد منهم قرب منها بجراءه و ادم اتحرك بإندفاع هيقرب شافها مسكت دراع الراجل لوته وراه طقطقت دراعه ف إيدها و دفعته بعنف لقدام.

التانى بيقرب تنت ركبتها و ضربته اخر بطنه و بمجرد ما مسك بطنه و ميّل تنت كوعها و ضربته على ضهره اجبرته يرفع نفسه لفوق و بمجرد ما اترفع و هيندفع عليها ضمت كفوف إيديها على بعض و ضربته تحت دقنه لفوق دفعته لورا.
التانى جاى من وراها ادم هيقرب كانت هي لفّت بسرعه له و رفعت رجلها و ف خفه ضربته برجلها جانب وشه دفعته ع الارض.
ادم حط إيده على وشه و حرّكها بالعصبيه اللى مقدرتش تمنعه يبتسم اوى.

هدهد وقفت لثوانى مكانها بحذر و ادم استغرب وقفتها لحد ما لمح عصام بيقرب من وراها ف فهم تفكيرها.
هدهد كانت سابته يقرب و هي بتبلع ريقها بحذر لحد ما بقى ورا ضهرها مباشرة ضمت كفوف إيديها على بعض و لفت وشها له ف حركه مفاجئه وضربته على رقبته اخلت توازنه كان هيقع.

عصام اتعدل بسرعه و قرب بغضب منها و هي بترجع لورا. و كل ما يقرب ترجع اكتر كإنها قاصده تحرّكه وراها لبرا. بيمد إيده رفعت رجلها و ف حركه سريعه لفت إيده بعنف برجلها كسرتها. نزلت رجلها و هي مستمره ف حركتها لورا و هو غضبه بيزيد مد إيده التانيه يجيب شعرها رجعت براسها بسرعه لورا تجبره يقرب وشه و بمجرد ما قرب وشه رجعت راسها مكانها لقدام و خبطته بيها ف قورته بين عينيه تحديدا تخل توازنه.

عصام بصّلها بغضب: يا بنت الكلب. و الله ما هسيبك. طب ايه رأيك بقا دخلتى دماغى و مش هسيبك
هدهد بصت حواليها ع القهوه اللى بانت لهم و ملامحها اتشكلت بخوف لحد ما ادته ثقه و زودت ثقته اما وقفت و بمجرد ما قرب يحسم النتيجه مدت إيدها بخفه مسكت رقبته و غرزت ضوافرها بين عروقه بحده.
الناس اتلمت من ع القهوه حواليهم و هي بصت حواليها بتوتر و فكت إيدها اما شافت وشه بيزرق و تفت عليه و هي بتحدفه وقع بينهج.

بتتحرك الناس حاوطتها و كذا واحد قربوا منها و هي بتزق بضرب و ادم متابعها بقلق و مش عارف يحسم موقفه. لو قرب هيآذيها و لو بِعد هيآذيها و ف الحالتين هيأذى نفسه!

هتتحرك عصام وقف بسرعه قرب عليها بغلّ بيشدها من وراها من طرحتها ادم حسم تفكيره و اتحرك بسرعه قبض على إيده اللى على راسها.
عصام بصّله بغيظ و بص لإيده و ادم بصّله بحده و بص لإيده و قبل ما يتحركوا هدهد ضحكت ببلاهه بينهم و هي بترفع إيديها الاتنين زقتهم بشراسه: انتوا هتتحالفوا؟ عنكوا انتوا الاتنين و الله
عصام قرب يشدها ادم قرب من ورا ضهره مسك دراعاته تناهم و شدد عليهم بعنف لحد ما كسر ايده.

عصام لف وشه بغضب و شاور بعينيه ف خفا لواحد قرب على ادم من وراه يكتف إيديه ورا ضهره. ادم قدّم دراعاته و تناهم بقوه و ضرب لورا وقّع الراجل.
عصام كان ف اللحظه دى بيكوّر إيده لأدم يضرب، ادم اتفادى بوشه خلاه اندفع بجسمه و تنى دراعه التانى كسره و زقه ع الارض.
قبل ما يتحرك حط رجله على دراعه و هو راقد ع الارض و داس بعنف و همس من بين اسنانه بحده: عشان متمدش إيدك مره تانيه على حاجه مش بتاعتك.

ادم بيتحرك بيها لبرا الشارع سمع عربيات الشرطه بتقرب بسرعه ف غمض عينيه اوى.
بصّلها بتوتر و هي بصتله بقلق. مد إيده بسرعه مسك إيدها و قبل ما يتحرك هي ضغطت على إيده بإستسلام اما شافت عربية الشرطه وقفت و نزل منها الرائد منير و قرب منهم بإنتصار و هو باصص لمسكة إيدهم: اهلا
ادم سحب إيده و حطها على وشه بتوتر و الرائد منير ابتسم بإصفرار: مش بقولك فلانتينوو العشوائيات.

ادم بتلقائيه مد إيده مسك إيدها ضمها بشده و عينيه بتزوغ حواليه و.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة