قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس

هدهد إبتسمت بمرح لأدم: هاا اسمك إيه بقا يا اسمك ايه؟
ادم عينيه اتحوّلت لرماد جمود غريب: و انتى مالك؟
هدهد رفعت حاجبها: يعنى اما اجى اناديك اقول ياللى ما تتسمى؟
ادم ضحك غصب عنه و اول ما ضحكته خلصت اتجددت بدون اراده منه و عيونه لمعت.
هدهد ضحكت بخفه معاه و بصتله بطرف عينها: طب مانت واد حلو سابق سنك اهو.

ادم بص بعيد جنبه و هو مبتسم غصب عنه و هي هتتكلم و هي بتشاور بصوباعها و هو سبقها يقاطعها و هو بيشاور بصوباعه قطع انفاسهم الاتنين صوت نسناس و هو داخل: ادم!
الاتنين بصوا لبعض و بتلقائيه ضحكت اوى بصوت عالى ضحكه طويله ختمها هو معاها!
هدهد ضحكتها بتروق شويه شويه لحد ما صفّت إبتسامه هاديه غريبه على وشها نطقتها بصوت غريب: ادم!

ادم تابع حركة وشها بشفايفها بإستغراب و هي شردت بعينيها اللى بتتحرك بعشوائيه حواليها و تتنقّل من حاجه لحاجه كإنها بتتنقّل من مكان لمكان او من زمن لزمن لحد ما عينيها ف حركتها وقعت عليه و إتقابلوا ف نظره رايقه!
ابتسمت ابتسامه مهزوزه: ادم. حلو ادم
ادم ابتسم ربع ابتسامه و هي رفعت حاجبها بمرح: لا و جديد كده. ادم
ادم زق وشها بغيظ بكف إيده رجّعها لورا: اه فعلا. جديد. من بداية الخلق كده.

هدهد ضحكت اوى ضحكه رغم علوها بس طالعه بطفوليه و هو تابعها للحظات لحد ما هز راسه بيأس و سابها و إتحرك للحمام. دخل و شويه و خرج بس شكله مُرهق جدا كإنه باذل مجهود.
هدهد قربت عليه بقلق: انت كويس؟
ادم زق إيدها بضيق: و انتى مالك؟
بصتله بترقب لحالته و هو بيتحرك لاحظت هدومه اللى بتنقط مايه مع حركته ف راحت عليه بذهول: ايه المايه دى كلها؟ انت نزلت تحت المايه بهدومك؟

ادم اتجاهلها و هي زعقت: انت اهبل يابنى؟ حد يعمل كده! انت فاكر نفسك نازل البحر؟
ادم وصل لأقرب كنبة انتريه بالعافيه و قعد عليها بتعب و بينهج.
هدهد قربت منه: انت غبى و لا ايه! ده انت جرحك و
زى اللى والد قيصرى. زمان جرحك اللى متخيط من دقايق ده التهب و اكيد ه
ادم زعق: اخرسى بقا خلينى اشوف هخلص من داهيتك دى ازاى.

سكتت و هو كمان سكت. غمض عينيه قوى كإن عقله سافر مش عارف من الآلم و لا من الصداع و لا التفكير! بس الاوضح من النوم!
عينيه قفلت و حست بأنفاسه بتنتظم. قربت من وشه بهدوء و فضلت تتفحّص ملامحه بعيون زى البريق!
سمعت بيهمهم بهلوسه: اجرى. انتى مين. اجرى من هنا. انتى مين. هى. هي اللى قالت. تعالى معايا. آآ!

اتنفضت مكانها على حالته. صدره بيعلى و يهبط زى اللى ف سباق. العرق إبتدى يصب منه مش مجرد عرقان ده كإنه بيعيط من جوه و جسمه خرّج دموعه!
قربت منه بصعبانيه و ادم فتّح عينيه شبه تايه بشكل لغبطها مش عارفه بيحلم و لا بيهلوس.
ادم اتكلم بهزيان وسط حالته: احضنينى.

هدهد بصتله قوى و هو بتلقائيه مد إيده مسك كف إيدها و لف دراعها حوالين كتفه و رفع نفسه نص واحده وسط استسلامها سند راسه على رجلها و رجع حالته تانى بإستسلام!
بعفويه مدت إيدها إتحسست قورته و إتفزعت من سخونتها.
نسناس قرب عليه شافه. جاب الشنطه فيها علاج و هي قبل ما يقربله اخدتها منه بحرج: هات انا اشوفهوله
نسناس بصّلها شويه و هي اخدتها بتريقه: اكيد مش هسمّه!

فتحتها شافتها ادويه و فيها مرهم للكدمات و الخرابيش حوالين الجرح. بصتلهم بتردد و فتحته و رفعت تيشرته اللى بينقط مايه بس جسمه مبلول. قامت للحمام مكان ما خرج جابت فوطه و رفعت باقى التيشرت خلعتهوله و نشفت جسمه.
بصت لنسناس بتوتر و شدت علبة الاسعافات و اخدت نَفس طويل متلغبط بيقول مش عارفه تعمل ايه!

مدت إيدها المتوتره فكت لازقة الجرح و شالت القطنه و لقت الجرح فعلا بينزف. مسحته لحد ما نشف بص المفروض تتصرف! تكمل! بصت حواليها بحيره لحد ما لمحت قزازة معقم ف فتحتها و رشت ع القطنه و مدتها ع الجرح عقمته و حطت سحبت حتة قطنه و بصت لنسناس بتوتر ف هز راسه بتلقائيه. حطت القطنه ع الجرح و حطت فوقها لازقه.

اخدت نَفس طويل كإنها عملت انجاز و قامت تانى اتحركت بعشوائيه ف الشقه لحد ما وصلت للتلاجه جابت تلج و رجعتله. إبتدت تعمله كمادات.
نسناس متابعها بتدقيق و قبل ما يتدخل بيتراجع.
طول الليل جنبه كل ما بتتوّه تفكيرها بالعافيه ترجع تانى لنفس النقطه! شافته فين قبل كده!

إتخضت اما إفتكرت انه بيفكر يمشّيها. مش عارفه ليه مش عايزه تمشى! دى بين لحظه و التانيه اتورطت ف جريمه الله اعلم هتخلص على ايه! بتقنع نفسها انها خايفه يكون حد شاف ملامحها او يبلغ عنها!
قامت اتحركت بتردد و قربت من نسناس بعيد شويه عنهم: ينفع تخلونى معاكم؟
نسناس بصّلها بغموض و إتخضت على صوت ادم من وراها: و انتى عايزه تبقى معانا ليه؟
لفّت وشها له بسرعه و قربت تسنده اتعدل.

بصّلها بإستفهام: على ما اعتقد ان شكلك كده قلبك ميت و دايسه! ف مش فارقلك القضيه اللى لسه مش عارفين حصل فيها ايه! ف ايه بقا؟
هدهد اخدت نَفس طويل قبل ما تتكلم بعيون بهتت شويه بشويه: عادى. انا بلقّط رزقى يمين و شمال و شكلكوا كده شبهى
ادم بصّلها قوى او دقق ف عينيها كإنها بيقرا اللى مسمعهوش.

هدهد ضحكت بحزن و حاولت تتكلم بمرح بعد ما اتوترت من عينيه اللى اتعلقت بعيونها: عادى بقا انا قصدى نلم الشامى ع المغربى و نحط الزيت ف الدقيق بتاعنا و بارك الله فيما رزق
قالت اخر جمله بهزار و ادم كعمش وشه بتريقه و هي رفعتله حاجبها.
ادم رجع ف قعدته و رجّع ضهره لورا و غمض و هي قربت: انت هتنام تانى و لا ايه؟
ادم ببرود: مينفعش؟

هدهد إبتسمت بسخريه: لا أكتر من كده هنجبلك تابوت وتكمل حياتك فيه. انت عارف الساعه كام؟
ادم إتعدل فجأه و بص لنسناس اللى اتكى على عينيه و سكت و هي كملت: ده الضهر قرب و انا الصراحه معرفتش لسه المكان ده تبعك و لا جاى تقلّبه
ادم إتريق: ايه الحلوه ام قلب ميت خايفه من كبسه تانيه؟
هدهد برّقت بمرح: الله. ام رز و لحمه. بحبها
ادم ضحك غصب عنه بغيظ و وقف. راح ع الحمام بس لاحظ ان هدومه متغيره و ناشفه و جسمه ساقع.

لف وشه لها بإستفسار و هي متابعاه بعينيها ف حاولت ترد ببرود اما شافت نظراته على جسمه: كنت سخن مولع طول الليل. و هدومك بتنقط ميه
ادم بصّلها بصدمه: انتى غيرتيلى التيشرت؟
البنت ملامحه خلتها هزت راسها و مردتش و هو ملامحه اتقبضت بسخريه و سابها و دخل الحمام.

حنين ماسكه الورق ف إيدها. بمجرد ما وصلت عند دخول حمزه وقفت بتوهان. مش عارفه تستوعب! يعنى ايه! يعنى ادم و هديه مش الاتنين عيالها! طب مين فيهم اللى عيلها! ليه حمزه ضحك عليها! ليه مقالهاش الحقيقه لحد دلوقت! ليه مجابلهاش اصلا سيرة امينه من بعد ما اتمسحت من ذاكرتها و اتمسح معاها كل ده! اكيد مكنتش هترفض تربى الاتنين يبقى ليه!

مين عيلها فيهم؟ ادم و لا هديه؟ افتكرت اخر موقف بين الاتنين حصل اللى برغم حالتها الصحيه مبتسمحش لنفسها تنساه! افتكرت حالة هديه! افتكرت غياب ادم اللى متنساش اصلا! اكيد هو إبنها! لالا اكيد هديه اللى بنتها! هي اللى ربتها و كبرتها و علمتها طول السنين دى و لا لحظه محستش فيها انها غريبه عنها! بس ف الاخر. ف الاخر...

وقفت بتوهان بتهز راسها بحركات لا اراديه: اكيد حمزه ساب ادم يمشى عشان هو اللى مش إبنه! لالا لو مش إبنه و إبنى انا كان سابه معانا عشان يضمن وجودى. عشان متشعبط في وجودى زى ما انا شايفه و عنده استعداد يعمل اى حاجه. لالا اكيد سابه يمشى عشان هو ابن امينه و شك فيه زى ما شك فيها او عرف مثلا هي عملت ايه!

رجعت بصت للورق بلهفه غريبه زى المجنونه و رجعت تقرا بضعف.
حنين و امينه ف الارض غرقانين ف دمهم و أمه معاهم بمجرد ما حمزه دخل مدتله إيديها بولاده مبارك ما جالك يا ولدى. انا سميتهم هديه و ادم
حمزه ميل على رُكبه جنبهم و عينيه متعلقه بحنين و نطق بصعوبه: ايه اللى حصل؟
أمه عدلت نفسها و بتمدله إيديها بالولاد زق إيدها بعنف و صرخ: بقولك ايه اللى حصل؟ مين عمل فيهم إكده؟ انتى عملتى ايه؟

أمه بهدوء شاورت للشغاله جنبها اخدت العيال و هي وقفت بيه و هي ماسكه دراعه قوّمته: انا مهحاسبكش على الهرتله دى عشان خابره الموقف اللى انت فيه
حمزه رجع ميل جنب حنين و لف دراعه حوالين راسها و بيعدلها.
أمه ردت ببرود: انا مهعملش حاجه. هما اللى عملوا ف بعض. واحده فيهم كانت عايزه تموّت التانيه ف راحت معاها
حمزه رد بسرعه: اكيد امينه اللى عملت إكده
أمه ردت ببرود: مفارقاش.

حمزه وقف بسرعه على صوت الاسعاف اللى وصلت و أمه وقفت و بصت عليهم و بصتله: انت اللى بلغتهم؟ طب ليه؟

حمزه بذهول بص عليهم و بصّلها و أمه ردت بجمود: واحده ماخبراش عننا حاجه و التانيه عاشرتنا قد ما عاشرتنا و غلطتها بتقول انها طلعت معرفاش عننا حاجه. يبقى خلاص إستفضينا و لحمنا احنا سلكنا بيه خلاص
حمزه من غير تردد ميل على حنين يشيلها اتنين نزلوا من الاسعاف قربوا.
حمزه صرخ فيهم بحده: ايدك لا اقطعها. اوعاك حد يقرب منيها.

امه بصتله برفض مذهوله و دكتور كان واصل مع الاسعاف اتدخل: باشا. لازم يرفعوها على لوح مسطّح. عشان اصابة دماغها. اى حركه هتأذيها
حمزه بصّله بحده دابت بخوف مع الكلام و الدكتور شاورلهم رفعوها بحذر و دخلوا حطوها.
راجعين هيشيلوا امينه أمه شاورتلهم: خلاص. بيكفّى. احنا هنتصرف ف الباقى
حمزه بصّلها شويه و هي بصتله بجمود: مصيرها. إكده او إكده كان ده هيبقى مصيرها سيبها بقا تواجهه بسلام.

حمزه من ربكة الحركه حواليه و ربكته مسمعهاش او مركزش و مفهوش دماغ حتى يستفهم. سابهم و دخل العربيه مع الاسعاف و اتحركوا بسرعه.

أمه وقفت بجمود جنب امينه المرميه ع الارض جنبها.
الحاجه صافيه شاورت للشغاله جابت اتنين نقلوها لجوه من الشغالين دخّلوها اوضه إتكتبت عليها كلمة النهايه.

حنين بتقرا و اول ما وصلت لهنا غمضت عيونها قوى بألم. مش مستوعبه كمية الجفا دى! انها ف يوم عاشت وسط كل ده حتى لو مكنتش عارفه او حاسه!

إفتكرت ادم و هديه و بلهفه رجعت للورق.
حمزه اخد حنين مع الاسعاف و إتنقل للمستشفى. اخدوها منه ف الطوارئ عملوا اللازم و الدكتور خرجله.
حمزه بخوف: هى
الدكتور كمل: كويسه. نوعا ما كويسه
حمزه: يعنى ايه نوعا ما؟ طمنى و لو محتاجه تسافر برا انا هسفّرها
الدكتور: لالا بالعكس دى حالتها اتحسنت عن الاول اكتر. زى ما يكون كانت محتاجه خبطه زى دى.

حمزه بلع ريقه بتوتر و بص للدكتور بحذر: يعنى ايه محتاجه خبطه زى دى! تقصد ايه!

ادم خرج من الحمام من غير هدومه و شافها مستنياه.
بصّلها ببرود و اتحرك و هي وراه: يخربييتك. انت كمان غيّرت من هدوم الناس؟ انت مجنون؟
ادم راح على نسناس اللى اتكلم بعد ما ضحك: انا تممت على كل حاجه و ظبطت الكالون متقلقش
ادم: الدنيا تحت عامله ايه؟
نسناس بص ع البنت و بصّله و ادم بص بطرف عينيه عليها و بصّله و لف وشه لها.
هدهد ربعت إيديها: انت بتطرّقنى؟ قول قول متتكسفش.

ادم هز راسه بإستفزاز و بص بقلق لهدومها المبلوله و فيها كذا قطع و شاورلها ع الحمام: ادخلى
هدهد بصتله بتوتر و هي بترجع لورا: ادخل فين لا مؤاخذه؟ لالا و الله ما ينفع انا لسه متعشيه
ادم حرّك إيده على وشه و بسرعه شال إيده و زقها بيها لجوه: اقلعى.

هدهد برّقت: انت فاكرنى بت من العيال السيكو ميكو غلبانه وقعت ف ايد زعيم الهجامين ف قرر يطلع عقُده عليها و الاخر هيتجوزها يصلح غلطته و هي فاكره انه بيصلّح غلطته و هو فاكر نفسه بيصلح غلطته بس هو اتاريه
ادم قاطعها و حط إيده على وشها كتمه كلها بغيظ مش بوقها بس: ايه الروايه الهابطه اللى بتقراهالى دى يابت؟

هدهد نزّلت إيده بغيظ: اسمع يا اسمك ايه انت. من بالليل عمال تستهبل و احضنينى و امسكينى و انا بقول هلوس من الضربه. لكن كله الا كده. قلع و حمام ده انت شويه و هتقولى نضرب عرفى
ادم زقها لجوه بغيظ: ششس ايه بكابورت؟ يخربييت الافلام الهابطه. ادخلى غيرى هدومك عقبال ما اشوفلك حاجه هنا تنفع ليكى
هدهد قربت بفضول: انت تعرف حد هنا ها!
ادم بصّلها بنفاذ صبر و زقها و قفل عليها باب الحمام و سابها و اتحرك.

بص لنسناس بحده: استنى برا
نسناس إبتسم بغيظ: يا قائد انا
ادم بصّله بحده و هو رفع إيديه الاتنين لفوق: عمنا و الله. حاضر
برطم و هو خارج: عبوكوا ولاد كلب
هدهد كانت ورا الباب متابعه اصواتهم برا و إبتسمت بإستغراب.
ادم اتحرك ف كذا اتجاه لحد ما جابلها لبس و راح ع الحمام و هي فتحت بسرعه اول ما سمعت خطواته و إيده ع الاوكره: هتعمل ايه؟
ادم حدف الهدوم ف وشها: اخلصى و حصلينى اكتر من دقيقه مش هتلاقينى.

اخدت الهدوم بسرعه و رزعت الباب ف وشه و هو غصب عنه إبتسم. استغرب انها حتى مقفلتش الباب بمفتاح و وقف لحظات بشرود فاق منه على إيدها اللى بتشاور بيها قدام عينيه.
ادم بمجرد ما إنتبه هيتكلم وقف بالكلام مع عينيه اللى اتحركت عليها او على الهدوم عليها و شافهم ف صوره تانيه و اتضايق انه شاف الصوره اللى قدامه احلى.
بصّلها قوى بنظرات خرجت عن ارادته اول ما انتبهلها حوّلها لبرود و خرج و شاورلها.

نزلوا و ادم وقّفها و شد نسناس بعيد اللى اتكلم: الدنيا هناك مقلوبه يا سطى. ما تزق الداهيه دى ف اى حته
ادم بصّله بحده و بص عليها بقلق و سكت بتفكير.
نسناس بإقناع: زقها من سكتك يا ادم. بلاش عشانك ع الاقل عشان هي بنت. السكه كلها لبش و مدربكه. انت ناسى البضاعه اللى اتنقلت دى و توزيعها ف الحته؟ طب ناسى ان الحدوته هيبقى فيها نيابه و ظباط و تحقيقات؟ و ممكن نتلط؟

ادم سكت بتردد: ماهو عشان حكاية الراجل دى لسه بطنها مفتوحه و هي هتلبس و شكلها بت غبيه و هتتقفى على وشها اول ما تخطى بعيد عننا انا متردد
نسناس: دى لو كانت هتنفد من حكاية الراجل دى ف هتتلط مننا!
ادم قال جمله مقتنعش بيها: ماهى لو سيبناها و اتكفت على وشها هتجر رجلى معاها. انت ناسى ان انا كنت معاها جوه الحادثه؟
نسناس رفع حاحبه و ادم كمل بلغبطه تدارى قلقه: و ممكن كمان تشدك من قفاك معانا.

نسناس لسه رافع حاجبه و هز راسه بتعجب و ادم كمل بلهجته: امال؟ مش سيادتك بايت معانا طول الليل ف الشقه و حفظت شكلك!
نسناس حط صوابعه على دقنه مثّل: لا تصدق شاطر. لاء و مُقنَع كمان
ادم شد كف إيده اللى ع كتفه كان هيوقّعه: و مش بعيد تبيعك قبل القلم. و ان ده حصل و لا اعرفك
نسناس رد بغيظ: يخربيييت معرفتك. بص انت اخرك معايا المشوار ده و الليله السوده دى و اخلعنى.

ادم رفع حاجبه اما حسه اقتنع او بمعنى اصح فهمه: اخلعك؟ انت مراتى و انا مش واخد بالى؟ ما تيجى نضرب حتتين عرفى يالا انا و انت الاول قبل ما اخلعك
هدهد كانت قربت على اخر جملة ادم و سمعتها ف برّقت و فتحت بوقها بصدمه: يخربيييتكوا بتعملوا ايه؟ حتتين عرفى ايه اللى تنيّلوهم؟ انتوا شواذ؟
ادم فتّح عينيه قوى بصدمه و حط إيده على راسه بنفاذ صبر و نسناس ضحك و هو بيسند كوعه على كتفه: البس يا قائد.

هدهد قربت منهم بغيظ و هي بتتكلم و كل ما تحس انها قريبه تبعد بجنب بشكل ضحّكهم: عيب كده و الله يا استاذ ادم. مش معنى ان الظروف وحشه نبقى احنا اوحش. لاء احنا ممكن
ادم ميل راسه و لسه إيده عليها و غمض عينيه و هو بيهز راسه بغُلب: دى اللى عايزها تمشى و هي و نصيبها؟
هدهد هتتكلم ادم حط إيده على بوقها و التانيه كوّرها بغيظ ف وشها: ده انتى نمره.

هدهد زقت إيده بضحكه صغيره: طب ابعد عن وشى بقا بدل ما اخليك نمره للاسعاف
ادم برّقلها و برّق نسناس اللى ضحك جنبه و مد إيده بغيظ مسكها من قفاها و حدفها ع الاسكوتر.
بص وراه لنسناس اللى بيضحك: دى لو وقعت مش بعيد تلبسهالنا بغباوه مش نداله
حدفها و ركب قدامها: شششش مسمعش منك نَفسك لا احدفك ع الطريق.

حنين معاها المذكرات و بتقرا او بتشوف قدامها حقايق كتير كانت غايبه كإن الحياه كانت قدامها من وجهه واحده و لها وجهه تانيه هي مكنتش شايفاها.

حمزه مع الدكتور بعد ما اسعف حنين و خرج.
الدكتور: صدقنى حالتها اتحسنت عن الاول اكتر. زى ما يكون كانت محتاجه خبطه زى دى
حمزه بلع ريقه بتوتر و بص للدكتور بحذر: يعنى ايه محتاجه خبطه زى دى؟ تقصد ايه!
الدكتور سكت شويه كإنه بيحاول يبسّط اللى هيقوله و حمزه اتهز بترقّب: هي افتكرت حاجه عاد؟

الدكتور هز راسه بنفى: مدام حنين زى ما كنا متابعين حالتها عندها تشوش. لا هي ذاكره و لا هي فقدان ذاكره. يعنى ذاكرتها لا معاها و لا فاقداها. بتنسى و تفتكر و ترجع تنسى جزء و تفتكر جزء و تنسى كله و تفتكر كله. و طبعا ده كان زى ما وضحتلك بسبب ضغط جسمى نتيجة الحادثه جه مع ضغط نفسى كان واضح انها عايشه تحت تأثيره من فتره و زاد مع الحادثه و حالتها الغير مفهومه بالنسبالها.

حمزه افتكر انه اما سأل عنها عرف انها كانت شغاله ف كافيه جنب شغل سليم و فجأه شالت قضية سرقه ظلم و خرجت منها فجأه بتنازل سليم و تدخّله و تاريخ خروجها بنفس التاريخ ع العقد العرفى بينهم! يعنى هو اللى كان مرتبهالها و اكيد كانت عايشه تحت ضغط!

الدكتور كمل: ده كله عملها حاجه كده اشبه بالصرع. و طبعا ده كان مخلى حالتها مش مستقره خاصة النفسيه. ماهو مش سهل كل ما تفتّح عينيها تحس كل اللى حواليها غريب و مش مألوف و يا تفتكر يا لاء
حمزه بلع ريقه بحذر: طب و دلوقت؟
الدكتور بتوضيح: دلوقت هي الوقعه اللى وقعتها دلوقت كانت قويه. صحيح مش بنفس قوة الحادثه لكن حاجه كده شبه سالب ف سالب ادوك موجب. نقدر نقول عدل شويه من الربكه اللى جوه دماغها.

حمزه بتوتر: يعنى هتفتكر؟
الدكتور: اكيد لاء. لكن
حمزه بتلقائيه بلع ريقه براحه الدكتور لاحظها قبل ما يكمل: مش هتفتكر لكن مش هتنسى. بمعنى حالة التشوش هتقل. الذاكره هتقف لحد دلوقت و تبدأ حاله جديده بتستقر شويه شويه. حالات النسيان و اللغبطه و الصداع هتقل تدريجيا. يعنى اميل للفقدان بالنسبه للى فات اما اللى جاى هيبقى افضل و بردوا هي اللى هتحسم ده اما تفوق.

حمزه إبتسم برضا و الدكتور سكت شويه: هو اللى اتأثر بشكل سلبى فعلا او لسه هيبان مع الفحوصات اللى مستنين نتيجتها هو موضوع الولاده
حمزه انتبه بقلق: بس هي زينه! ولدت اه ف البيت غير ما كنا مرتبين تولذ ف مستشفى عشان حالتها بس خلاص.

الدكتور: هي اه ولدت بس بالطريقه دى ولادتها سابتها مضاعفات. الوقعه، النزيف فتره دون اسعافات، حالة الاغماء اللى دخلتها فتره، كل ده للاسف عمل مضاعفات للرحم و هتحتاج علاج طويل عشان الوضع يرجع طبيعى و تعرف تخلف تانى و مش بنتيجه مضمونه حتى لو ع المدى البعيد
حمزه رد بتلقائيه: مش مهم. المهم انها زينه. ده المهم
الدكتور ابتسم بعمليه و حمزه سابه و دخلها.
فضل جنبها و هي بتمتم بهلوسه: إبنى! انا. انا. العيل فين!

حمزه ميل بسرعه عليها و فضل متابعها بخوف لحد ما إبتدت تفوق شويه شويه و همست: انا فين؟
حمزه ضم راسها عليه بلهفه باسها: حمد الله ع السلامه
حنين فتحت بتعب و إتلفتت حواليها بإرهاق واضح: انا فين؟
حمزه بلع ريقه بترقب: انتى مش فاكره حاجه يا حنين؟
حنين بصتله بإستفهام و هو مكنش حريص على كلامه عشان مستشف حالتها.

حنين خوفها بيتبخر غصب عنها اما حاوطها بدراعه: طب ممكن تهدى دلوقت. اهدى و كل حاجه هتبقى تمام. المهم دلوقت انك قومتى بالسلامه و البلونه دى فرقعت
شاور على بطنها و هو بينهى جملته و هي راحت بإيدها على بطنها و حستها مش طبيعيه و بتفهم شويه بشويه.
همست بصوت مهزوز: انا. انا كنت
حمزه كمل: حمد الله ع السلامه. المهم قومتك بالسلامه
حنين بضعف: طب ليه مش. مش قادره افهم انا فيا. مش عارفه افتكر اى.

سكتت اما صوتها اتحاش بدموع و حمزه قرب راسها على صدره باسها: مش قولنا شويه شويه هتتعودى؟ دى حاجه طبيعيه بعد الحادثه. المهم انك قومتى منها
بصتله بحذر و هو قالها اللى عايزها تعرفه لحد الاخر خبّى تفاصيل اللى حصل و اللى هو لسه ميعرفهوش اصلا و هي بتسمعه بنفس صدمة كل مره.
حنين اتعدلت بلهفه: طب فين إبنى؟ انا جيبت ايه الاول؟
حمزه رفع حاجبه ببلاهه: جيبتى ايه؟ لا حبييتى فوقى كده اكيد مجبتيش كيس شيبسى!

حنين رفعت حاجبها زيه و هو ضربها بخفه على قورتها وسط ضحكاته: لا انتى شكلك استحليتى المهلبيه اللى ف دماغك.

حنين كزت على سنانها بغيظ من تريقته: قصدى. قصدى خلفت ايه يا فصيح؟
حمزه ضحكته اختفت بتوتر لإنه حتى مهتمش يعرف و لا كلم أمه. و لإنه لحد دلوقت لسه ميعرفش اللى حصل بينها و بين امينه ف مجابلهاش سيرته نهائى و قالها وقعتى و اغمى عليكى ف نزفتى و ولدتى.
حنين مركزه مع شروده بقلق و نطقت بصوت ضعيف مهزوز: إبنى فيه ايه؟ متخبيش عليا جراله ايه؟
حمزه طمّنها قبل ما يتطمن هو: بخير. صدقينى بخير.

حنين مقتنعتش من لهجته المهزوزه و هزت راسها بوجع و هو مسك وشها بإيديه الاتنين بحب: صدقينى بخير. انا بس كان كل همى انتى. سيبت كل حاجه ورا ضهرى و جريت بيكى و عليكى. انتى الاهم يا حنين. انا جوايا حته كده اما بشوفك قدامى بتقولى المهم انك كويسه. مش عارف الحته دى اتخلقت امتى و لا فضيتلك امتى لكن اللى عارفُه انى مستسلم لها بإرادتى و بدون إرادتى ف نفس الوقت.

حنين بصتله و عينيها بتهدى و قلبها بيثور بمشاعر ف ثوب عواصف جواها.
حنين اول ما مشاعرها وضحت صريحه قدامها هنا ابتسمت بدموع نزلت على المذكرات ف إيدها.

ربعت رجليها ع الارض و صوتها اللى اتهز بيعلى شويه بشويه و هي بترجع بعينيها للورق تقرا كلام حمزه: انا ف البدايه كانت حنين بالنسبالى حاله جديده نفسى اعيشها. عمرى ما حسيت قبلها بإعجاب حتى ناحية حد و لا حتى شغلى اللى رغم كل ده مهحبهوش حتى. بس كنت واخدُه اب عن جد انا و خالى و كان لازم اغرس برجليا فيه عشان نفضل اسياد البلد بحكم عيلتنا الكبيره و عادتنا ان اللى اتولدوا اسياد يفضوا اسياد. كل اللى كان جوايا قبلها ناحية امينه كان قبول بس بحكم عاداتنا و تقاليد الجواز عندينا و انها اختيار أمى. بس القبول ده بقى مع الوقت يتبخر شويه بشويه بمشاكلها و خلافاتها مع امى و بإنها معرفتش تقلب القبول ده لحب. لكن حنين! حنين مختلفه ف كل حاجه. مخابرش حبيتها الاول ف شوفتها مختلفه و لا شوفتها مختلفه ف بسبب اختلافها ده حبيتها!

اللى خابرُه زين انى شوفتها حاله مختلفه عن كل حاجه حواليا ف غوصت جواها بإرادتى و مسلوب الاراده! يعنى دخلت بمزاجى اه بس مجرد ما دخلت اتسلبت ارادتى مع كل نَفس منها بيخطفنى! كل حاجه فيها محتلفه، لبسها، طريقة كلامها، ضحكتها، عاداتها، تفكيرها، كنت عرفت انها خريجة جامعه. حبيت ضعفها قدامى. احتياجها ليا. شوفت رجولتى ف مسكة ايدها فيه كل ما هتخاف من حاجه. حبيت احساس المسئوليه ناحيتها كإنها بتى الصغيره. كل ده خطفنى لجواها زى النداهه كيف ما امى هتقول!

حنين ابتسامتها بدموع و هي بتقرا بتوسع شويه بشويه مع الدموعها اللى بتزيد شويه بشويه لحد ما الاتنين اتقلبوا بصوت شهقات غريبه مش عارفاها وجع انه طلع كل كلمه قالهالها كدب و لا فرحه بسبب انها من وقت ما ابتدت تنكشف الحقيقه قدامها شافت نفسها مفروضه عليه بسوء فهم و دلوقت طلع حبها!
رجعت بعينيها للورق و صوت دموعها حاش صوتها ف ابتدت تشوف الحكايه من تانى!

حمزه إبتسم من ملامحها و باس جبينها: المهم انك بخير الاول و اى حاجه تانيه تجى بعدك
حنين بعد ما كانت اتطمنت قلقت من جملته دى ف بصتله برجاء: انا عايزه اشوف ابنى
حمزه شاور بإيده هيتكلم بإعتراض هي سبقته و فاجئته بتبوس إيده: عشان خاطرى. لو ليا خاطر عندك
حمزه إبتسم بقلة حيله: طب ثوانى اكلم الدكتور اتأكد منه انك ينفع تخرجى و اذا قال ينفع دقايق و نبقى ف البيت.

حنين بربشت دموع عيونها بضعف: و اذا قال لاء؟
حمزه بص لعينيها بإستسلام: يبقى هجبلك الواد هنا يا ام الواد
حنين إبتسمت قوى و إبتسامتها طلعت بصوت مبحوح و هي بتمسح وشها بعيونها من الدموع ف كان مديها منظر طفولى رقيق.
حمزه إبتسم و عض بوقه و هو بيغمزلها: ما تيجى نجيب واد تانى
حنين رجعت لورا بسرعه و شاورت بإيديها الاتنين ف وشه: لالا واد ايه و بنت ايه! اشوف بس ابنى الاول و بعدين يحلها ربنا.

حمزه رفع حاجبه: طب ما احنا هنخاويه و تبقى ام العيال
حنين مدت إيدها رجّعتها بغُلب: عيب. انا لسه والده. حد يدخل علينا يقول ايه!
حمزه رفع حاجبه: هو لو حد دخل علينا هتبقى المشكله بس ف انك لسه والده؟ يا بت انا مش كبير عيله. ده انا كبير بلد بحالها. ده انا ممكن اتزف
حنين حطت إيدها على وشها بعفويه و ضحكت اوى برقه.
حمزه ميل عليها بمشاكسه: بس عارفه انا معنديش مشكله. احنا حتى متزفناش. ما تيجى نتزف؟

حنين زعقت بغيظ: انت قليل الادب. في صعيدى قبيح كده؟
حمزه شاور ببراءه مصطنعه: انا؟ ده انا مؤدب و الله لحد دلوق معارِفش ازاى. ده اما هوريكى قلة الادب لسه
حنين بتلقائيه انكمشت على نفسها بشكل هي استغربته. حمزه قالها و كل ما بتنسى اول حاجه بيفكرها بيها هي انه جوزها. ليه مجرد كلامه بغزل موترها!
حمزه كان متابع انفعابات وشها مع تفكيرها و شبه فهم ف ابتسم بمشاكسه حاول يشدها من تفكيرها.

حمزه غمزلها بمرح: طب هقولك نكته بمناسبة ان مفيش صعيدى قبيح. بيقولك مره صعيدى بيسأل الصيدلى هو ايه الشريط الازرق ده؟ قاله دى برشامه تاخدها تخليك تبسط مراتك. بلدياتنا قاله مهدئ يعنى و لا مخدر؟
حنين برّقت لحظات و بصتله جنبها و برّقت و هو كاتم ضحكته بالعافيه.

حنين كوّرت إيديها ف وشه بغيظ و هو مسكهم بضحكات بيكتمها: طب بلاش. خدى واحده غيرها. بيقولك مره واحد بلدياتنا بردوا مؤدب بص ف الساعه لقاها واحده اتكسف منها
حنين ضحكت بيأس و ضمت وشها ف كتفه.
حمزه غمزلها جنبه: طب ايييه؟ ده اللى يتكسف من مرته ميقولهاش نكت
حنين رفعت وشها بسرعه و شاورتله بمحايله: ماشى ماشى. روح بس الاول شوف الدكتور عايزه اشوف إبنى.

حمزه بصّلها بغيظ: يعنى فاكره اللى مشوفتهوش و مش فاكره اللى شوفتيه! ده حظ ده و لا ديل قطه!
حنين ضحكت اوى بصوت عالى و هو بصّلها زى المسلوب قدامها. و محتار هو لاول مره يسمع ضحكتها و لا لاول مره يتربط و يتشد كده بحبل خفى!
حنين شاورت قدام عينيه كإنها كانت عاملاله تنويم مغنطيسى و بتفوّقه.
حنين ابتسمت: ده انا مش مصدقه انى بقيت ام
حمزه رفع حاجبه بغيظ و هي بتزقه يقوم: يعنى بقيتى ام كلثوم و انا معرفش؟

حنين زقته بغيظ و هو وقف و بصّلها بغيظ: هو هيبقى ابن كلب من اولها و لا ايه؟
حنين ضحكت اوى بخفه و هو ضحكته هديت مره واحده: صحيح يا حنين. هو انتى اللى جيبتى ولد و لا بنت؟
حنين بصتله قوى عشان كان مع نسيانها مذكرش سيرة امينه بما يخصها: هاا!

ادم اخد هدهد وراه ع الاسكوتر و اتحركوا لحد ما رجع المنطقه. بمجرد ما دخلوا المنطقه إداها الخوذه و شاورلها على وشها و هي شدتها و داس سرعه لحد ما وصلوا مكان و ركن و نزل و هي نزلت وراه دخلوا.
الكل وقف اول ما دخلوا و ادم شاورلهم قعدوا و شاور لسحر: خدى الداهيه دى ف اى داهيه لحد ما افوقلها.

سحر راحت عليها مسكت دراعها و هدهد شدته منها و راحت على ادم و نشّفت لهجتها: جرا ايه يا جدع انت؟ مالك متعجرف على ايه؟
ادم تمتم بغيظ: يا بنت الكلب
هدهد شاورت بإستفزاز: ده انا جايه انفّعك
ادم عض بوقه بحده: تنفعينى؟
هدهد هزت راسها بتأكيد: ده انت إيدك طلعت اخف من صوابعى يا جدع. و اللى بيته من قزاز ايييه؟
ادم كعمش وشه بتريقه: ميغيرش ف الصاله.

هدهد بصتله بطرف عينيها: ده انت قلّبت الشقه و دخلت و خرجت و انت جانبك مخروم. لاء و طلعت و لا كإنك عملت حاجه. ف متتعاملش معايا زى اللى على راسى بطحه عشان لا تعايرنى و لا اعايرك الهم طايلنى و طايلك
ادم مسك دراعها بحده: انتى مش واخده بالك من اللى احنا فيه يا بت انتى و لا عبيطه و لا بتستعبطى؟

هدهد كانت سمعت حواره مع نسناس من غير ما يحس ف اتطمنت نوعا ما انه مش هيسيبها تمشى. اتطمنت اكتر اما رجعت المكان بشكل شبه حفظته و الاهم جابها معاه يبقى امان.
ربعت إيديها بإستفزاز: لاء واخده بالى تحب تاخده انت كمان؟
ادم عض على بوقه بغيظ و شاور بعينيه لسحر اللى سحبتها و همستلها: ابعدى عن وشه لا احسن ده بحالات
عصام قرب و غمزله: مش تقول انك لك فيه؟ حتى بردوا اعرف اهاديك ازاى
ادم تمتم بهمس: منك لله يا بعيده.

سيف قرب بتهريج: احنا عندنا حفله و لا ايه!
هدهد بتلقائيه راحت ورا ضهره و مسكت ف تيشرته بشكل خلاه إبتسم غصب عنه ف حط إيده على وشه يداريه.
ورد قربت منهم: هو اسم الموزه ايه؟
ادم اللى رد بدالها: هدهد. و مسمهاش مزه اتلموا
ورد اتريقت بفضول: هدهد؟ ده اسم ده و لا تمويه؟ طب اسمك ثلاثى كده
ادم رد بغيظ: هدهد بنت الكلب.

الكل ضحك و ادم ضحك غصب عنه معاهم و هي وراه عشان كانت لازقه ف ضهره مستخبيه اول ما كزت على سنانه عضته من غير قصد.
ادم اتنفض غصب عنه بغيظ و زقها: مش بقولك بنت كلب
هنا هي اللى ضحكت مع الكل بشكل ضايقُه اكتر ما غاظه.
هدهد من غيظ ملامحه رفعت إيديها: بمزح يا اخى بمزح
ادم قرب بهجوم مسك دراعها: ده انا اللى هامزح بيكى الأرض لو ملمتيش نفسك.

المكان قلب تهريج لحد ما ادم اتقدم بيها و هو ماسك دراعها و دخل بيها حدفها على كرسى ف ركن بعيد و شاور لسحر: خليكى جنبها و ركزى دى حماره هربانه من حبلها لو اتحركت هتلبّسنا ف مصيبه
هدهد هتتكلم و ادم خارج شاورلها: شششش
خرج قعد ع الترابيزه و شاور للكل قعد و الكل إنتبه.
ادم اتكلم بجديه: طبعا الكل عرف ان البضاعه إتنقلت
الكل هز راسه و ادم بص لعصام: ترجع بقا.

عصام بصّله بذهول: ترجع فين ده الحته اتقلبت بسبب الراجل اللى اتقتل و البنت اللى
وقف بالكلام فجأه و بص لآدم بتفكير و بص وراه لمكان ما ادم دخّل هدهد.
ادم غمض عينيه بضيق و خبط ع الترابيزه يشتته.
عصام بتفكير: ادم هي البنت دى اللى
ادم بحده: لاء
عصام بمراجعه: لا بس هي كانت.

ادم قاطعه بحزم: لاء. دى واحده البيج لقطها من الجيم تبعه بتلقّط رزقها بحبوب شبه بتاعتنا. شك فيها انها ضاربه الحبوب و اما اتأكد إستخسر يرجّعها بس لسه بتتفحص.

عصام هز راسها بعدم إقتناع و ادم بص للكل و كمل كلامه.
هدهد جوه كانت قامت ع الصوت اول ما ادم خرج. و اما جات سيرتها قربت بحذر سمعته بترقب و جواها دربكه غريبه!

ادم معاهم برا كان هيتكلم غمض عينيه و بص بطرف عينيه مكان ما دخّلها و إتقابلوا ف نظرة غيظ.
رجعت جرى لجوه و هي بتجرى وقعت حاجه خبطت ف الارض.
عصام مشافهاش بس وقف ع الصوت ادم مسك إيده رجّعه قعد و كمل كلامه: هتبتدوا تتحركوا اول ما عصام و سحر يرجّعوا الحاجه تانى لهنا. اتحركوا بحذر و للناس المضمونه و زى ما قولت المعرفه.
( بص لعصام بتنبيه ) للناس الأيه؟ معرفه! عشان اللى هيقع هيحاسب ع المشاريب للكل.

عصام بصّله برفض: انت لسه مصمم بردوا؟
ادم ربّع إيديه قدامه بنفخ: على ايه؟ ان الحاجه ترجع لهنا؟ و لا تتوزع هنا؟
عصام: ع الاتنين. انت فاكر إن
ادم قاطعه بتهكم: انت فاكر إنى بناقشك اخد رأيك؟ انا منهم لك و منك ليهم. انا اه بناقشهم لكن مش انت اللى تناقشنى و تناطحنى كلمه بكلمه.

عصام رد بغضب: و مش انا اللى اناقشك ليه يا ادم؟ انت ناسى ان انا كنت زيك دراع مختار قبل ما يقع! بس عشان انت كنت دراعه الخفى المش مكشوف للتجار و الكل البيج احتارك انت مكانه! و لولا كنت انت دراعه السرى كان زمانى مكانك!
ادم رفع إيده بتهكم: و انا دراعى اهو. و لعلمك يوم ما يوجعنى اقطعه. فاهم اقطعه.

عصام فهم لهجة التهديد ف رد بنفس اللهجه: انت متعجرف على ايه مش عارف! مغرور و هتوقع الكل بعجرفتك. انت صحيح زى الحنش بتعرف تسلّك سكك بس متنساش بردوا ان الحنش سمّه ف دماغه و لو اتدق عليها يبقى ملهوش لازمه
ادم وقف بحده: انت اتجننت و لا ايه؟

عصام اندفع: انت اللى اتجننت. انا كنت ورا المكان اللى انت فيه بخطوه. يعنى كنت المفروض ابقى ف المكان اللى انت فيه. يعنى اعرف كل كبيره و صغيره. و لولا البيج حدفك علينا بعد ما عرفك من مختار كنت زمانى مكانه بعد ما وقع
ادم حدف الكرسى اللى جنبه بحده و شال اللى جنبه من الناحيه التانيه حدفه عليه بعنف: انت اتهبلت يالا؟ شارب حاجه ع الصبح؟ و دينى لو فايقلك لا اخليهم يفرّقوا دمك مع الحبوب.
سحر قربت بهمس: ادم.

ادم زعق: غوروا من وشى
الكل مشى و فضلت بس سحر و نسناس معاه.
ادم ميل راسه بين كفوف إيديه بإرهاق واضح و سكت شويه قبل ما يرفع راسه: من قبل ما تقولوا حاجه و تنصبوا محاكمه. ده كان لازم يحصل
هدهد ردت و هي داخله: لا مكنش لازم على فكره. انت غبى على فكره
ادم رفع وشه وراه ناحيتها و اتنفس بغيظ و هو بيلف وشه تانى و بيستغفر ف سره: انتى مال آهلك؟ ثم إنك بتتكلمى ف ايه؟

هدهد لاحظته و إتجاهلت ده و قربت قعدت معاهم ع الترابيزه و ربعت رجليها ع الكرسى: انا سمعتكم على فكره و قولت رأيي
ادم مد رجله ضرب تربيعة رجليها فكهم خلاها نزلت رجليها و رد بغيظ و هو بيشاور على حاجه بعيد: انتى و رايك مكانكم في الصندوق اللى هناك ده انا مش مخلوق علشان ابهرك.

هدهد بصت وراها على صندوق الذباله و برّقت بغيظ و رجعت بوشها له و هو هز راسه بإستفزاز.
سحر إتكلمت: ادم انت بتفتح جبهه جديده
هدهد: عشان غبى. الموجه اما بتيجى و انت ف نص البحر غير و انت ع الشط. و انت ع الشط ممكن تخلع لكن و انت ف المايه ممكن تغرق. ف الاصح ايه بقا؟
ادم كعمش وشه بإستفهام تريقه و هي كملت: انك توطى لحد ما تعدى و ابقى طلعلها لسانك براحتك.

ادم حط إيده على وشه و نسناس رد بتأييد: ادم اهدى شويه
ادم سقف: خلصتوا؟ برافوا. بس بردوا اللى قولت عليه هيتنفذ
نسناس: بس براحه يا ادم. بعدين اسمعه للاخر يمكن كان عايز يقول جمله مفيده
ادم: في فرق بين الذكى و اللى جاى يتذاكى و مش هوقف الشغلانه كلها عليه
هدهد قربت بكرسيها لقدام ع الترابيزه: محدش بيجيب جون الا لو الفرقه كلها لعبت كويس
ادم زقها بكرسيها لورا و كمل لنسناس كإنها متكلمتش: انا فاهمُه كويس.

هدهد رجعت قربت بكرسيها: لعلمك اللى بيبقى فاكر نفسه فاهم كل حاجه بيطلع ف الاخر حمار مبيفهمش اصلا
ادم عض بوقه قدامه من غير ما يبصلها و مد إيده زقها بكرسيها لورا و بص لنسناس اللى كتم ضحكته: ده قاصد مخصوص يستفزنى عشان حارقاه انى نطيت فوقه
هدهد قربت بكرسيها: يا بنى الشغلانه دى عايزه المرازيه ف الظروف مش المرازيه مع خلق الله. يعنى اه متكنش لين فتتعصر بس بردوا متكنش صلب فتتكسر بسرعه.

ادم اتكى على شفايفه و بصّلها بسخريه: امال ابقى يا فصيحه؟
هدهد رجعت ربعت رجليها تانى ع الكرسى و اتصنعت البراءه: خليك جيلى ف نفسك كده مالكش ماسكه
ادم برّق قدامه و رجع بعينيه جنبه بصّلها بغيظ و سحر و نسناس ضحكوا اوى.
ادم بصّلها بنفاذ صبر و زقها بالكرسى لورا بَعدها: انا غلطان اصلا انى قاعد بسمع لواحده زيك
هتتكلم ادم قاطعها: اتكلى من وشى لحد ما اشوفلك متوى بدل ما اتاويكى بإيدى.

هدهد افتكرت اما اتحجج قدام الكل بوجودها انها بتوزع حبوب شبه بتاعتهم: ادم، هو انت بتوزع حبوب؟ بتبيعها؟
ادم كعمش وشه بتريقه: لا بوزعها لله. زكاه على صحتى. بزكّى بيها ع الغلابه
هدهد برّقت ببلاهه: يخربيييتك. هو عشان قالوا زكاة الفطر المفروض تطلع حبوب تقوم موزع ترمادول؟ على فكره انا غلبانه بس لسانى اللى مطلعلى سُمعه بالباطب
ادم حط إيده على وشه بغُلب: برااا.

هدهد قامت كاتمه ملامحها بإبتسامة بخوف و خطوتين و وقفت رجعتله سندت كوعها ع الترابيزه و ميلت على ودنه همست: لو سمحت معلش يعنى لو مفهاش اساءة ادب ياريت تبدلهولى بواحد ليكرا
ادم برّق و هي كتمت ضحكتها ببراءه: ليكرا. من اللى هو بيمط ده
ادم برّق قدامه و بصّلها بصدمه و عينيه بتلقائيه راحت على مكان واحد ف جسمها: هو ايه ده؟
هدهد زقت خده بصوابعها رفعت عينيه و اتريقت: خُلقك الضيق.

نسناس و سحر بصوا لبعض ثوانى و ضحكوا اوى و ادم بصّلهم بغيظ: شبشب حمام و ابقوا سقفوا بيه علي وشي لو لاقيتوني بستجدع و اقف جنب حد تاني.

حنين قدام مذكرات حمزه بتقرا بتوجس. بتلف بين السطور بعينيها و دماغها بتلف معاها. بتجرى بسرعه بين السطور و ترجع تعيد من تانى براحه.

حمزه ساب حنين و نزل للدكتور.
حمزه بضيق: يعنى هي كويسه و لا لاه؟ ليه حاسك مخربط او زى ما يكون مخابرش هتقول ايه؟
الدكتور هيتكلم حمزه رد بلهجة تهديد جافه: قولتلك قبل سابق اذا مهتعرفش تتعامل مع حالتها قولى. مش هقول الدكتور الخايب اهو. بس ع الاقل ابقى عارف و اخدها لأى حد بيفهم. عشان لو حصل حاجه بسبب غباوتك دى الله ف سماه هخليك انت اللى محتاج دكتور.

الدكتور كل ما يهم ينطق حمزه يسبقه: و ما هتلاقيش. ماهتلاقيش غير كلب بلدى يخلّص ع اللى هيتبقى منك ده اذا فضل
الدكتور بضيق: انا شرحتلك حالتها من الاول. و قولتلك هي ف عز ما بتبقى كويسه بتبقى مش كويسه و بردوا ف عز ما بتبقى مش كويسه بتبقى كويسه
حمزه ضرب بكف إيده على ضهر إيده التانيه: اهه. رجعنا للخربطه عاد.

الدكتور: يعنى ف عز ما بتكون دخلت حاله جديده و إتعرفت على نفسها من جديد و على كل حاجه حواليها و إتآقلمت و بقت كويسه بيحصل دروبّ يحدفها لورا ف بتبقى مش تمام.

حمزه اتنهد بإحباط و الدكتور كمل: و بردوا ساعات ف عز ما بتبقى مش كويسه ذاكرتها بتتسعف و تفتكر ع الاقل نفسها ف بتهدى
حمزه: يعنى اللى عايز اعرفه دلوووق. اللى عايز اعرفه هي دلوق ينفع تخرج و لا لاه؟
الدكتور سكت بتفكير: على حالتها الحاليه ممكن تخرج ع الاقل كمان يومين تلاته لو عدّى انهارده و بكره من غير ما النزيف يرد و نكون اسعفنا ضعف جسمها بالمحاليل و نقل الدم. لكن خايفين من المضاعفات خاصة النفسيه.

حمزه سكت بقلق و الدكتور بصّله شويه بحيره: حالتها الجسميه بتستقر خلاص. ولادتها جات مع الوقعه لكن الحمد لله عدت و اذا كان على تأثُر الرحم ف زى ما وضحتلك ده محتاج علاج على فترات و متابعه. و الباقى شوية كدمات و كسور خفيفه ف ايدها و دى حاجات مع برنامج العلاج هتخف. و النزيف كان ف بداية الوقعه و مع فتح الرحم و خروج الكيس بالجنين وقف و بالاسعافات اتطمنا. دماغها و مجرد جرح سطحى خارجى و اتخيط و اتطمنا بالاشعه و كسر دراعها بردوا بسيط. يعنى كله مجرد ايام و يلم. لكن زى ما قولتلك الناحيه النفسيه اهم.

حمزه اتنفس بصوت عالى و حط إيديه الاتنين ف جيوبه: يعنى مهينفعش تخرج دلوق؟
الدكتور هز راسه برفض: بكره او بعده ع الاقل يكون عدى يومين تلاته من غير مضاعفات و مش هتخرج، ده نقدر نحدد هتخرج امتى.

حمزه سابه و مشى. بيتحرك بشرود و من بين تفكيره افتكر ولاده. ازاى مفكرش فيهم كل ده! ازاى اتلهى عنهم كده! للدرجادى دماغه مش معاه! و لا حتى قلبه يشتاقلهم! إبتسم بحب جديد. مشاعر جديده من نوع جديد عليه زى ما كانت مشاعرها جديده من نوعها عليه!
مسك موبايله و كلم أمه اللى ردت بسرعه: كيفك يا ولدى؟ تواك ما إفتكرت! من اول ما خرجت و انت لا حس و لا خبر! و لا كإنك سايب الدوار مقلوبه! طب حتى مفكرتش ف ولادك!

حمزه اتنهد: خلاص ياما
أمه إبتسمت بسرعه: ماتت؟
حمزه إتخض ع الكلمه و أمه كملت بإندفاع كإنها عايزه توصّله حاجه: احسن. حصلت التانيه. المهم لحمنا و بخير. و هما الله جاب الله خد الله عليه العوض. بكره ربنا يبعتلك ست ستهم
حمزه قاطعها برفض غضبان: فال الله و لا فالك. ايه الحديت ده؟ هتكريهها ليه مخابرش؟

امه ردت برفض: يعنى مخابرش عاد؟ طب مخابرش انى خابره و قولنا ماشى عشان متحددتناش سوا و استنيت عليك و قولت مستنى عليها لحد ما تولد و ياخد لحمه. لكن انت نفسيك ماخبرش ليه هتتكره؟ مخابرش جايبها منين؟ مخابرش ان اللى زيها كيف ما جوم من الذباله هيترموا فيها؟ انا صحيح قولتلك هات عروستك ف يدك بس بالجواز يا ولدى. مش بالحرام.

حمزه إتخطى كلامها و رد بعصبيه: يعنى امينه و قولنا عشرتكم لبعض زى وحل الطين. مهاطيقهاش و لا هي كمان. غيره و شغل حريم و لت و عجن. لكن دى ايه؟ هاا! انتى حتى ماهتشوفيهاش غير صدفه ف الدار! ليه مطيقهاش؟

أمه معجبهاش لهجته: عشان اللى قولته ده؟ شايف حديتك؟ يا ولدى دى كيف النداهه هتشدك للهو. انا مهحبش حبك لها. مش مطيقهاش هي قد ما انا مطيقاش حمزه ولدى اللى مبيقاش ولدى و هو معاها. ده انت قدامها بتبقى كيف العيل الصغير. مهتقولش غير نعم و حاضر على اشارة راسها بس من غير حديت. هتتلهف عليها و تتخلع اذا غميت شويه. هتعرف كيف تسحبك كيف ما عرفت تسلسلك و تمسك سلاسلك ف إيديها.

حمزه شرد ف كلامها بلغبطه اللى من جواه مش ناكرُه و امه زعقت: اللى زى دى طالما اتلمت بملايه ف ليله يبقى تترمى بعد الليله و بملايتها. لكن طالما بطنها شالت يبقى ناخد لحمنا و تغور. و لا فاكرنى محابراش انك مش متجوزها عاد و كنت عايش معاها ف الحرام؟
حمزه فهم انها عرفت تفاصيل عن حنين بس مقدرش يحدد عرفت ايه بالظبط ف اتعصب بشكل يدارى لغبطته: اسمعى.

امه قاطعته: اسمع انت يا ولدى. الراجل طول ما هو مدى الست اللى معاه وشه و واقف كيف الصنم قدامها هتتحرك هي ماهو مش معقوله هتفضل حياتهم واقفه. و عشان تتحرك لازم يا تديه ضهرها و تمشى يا تمشى ف وشه و تفوت فيه. لو فضلت ف وشه و اتحركت هتخبطه و تلبس فيه و ان لبست فيه هتفضل كل حركه بخبطه و وقعه و تتقلب حياتهم جحيم. و ان ادته ضهرها هتمشى حره من غير سلسال و لا قيد و هو عشان ميسبهاش هيضطر يمشى وراها من غير ما يفكر! و ف الحالتين هو اللى هيخسر!

حمزه كتم نَفس عنيف اخده و رد بالعافيه: العيال فينهم؟ مهاسمعش حسهم! ده العيال مهتبطلش وزوزه من اول ما ينزلوا
أمه فهمت تهرّبه من الحوار كله اللى معجبهاش و ردت: نايمين. جيبت الدكتور كتبلهم حاجات صناعيه و الشغاله عملتهالهم لحد ما الست تيجى
حمزه ضم عينيه بإستفهام: و امينه فينها؟
أمه عينيها راحت على امينه المتكتفه قدامها و بوقها متكمم و ردت بجمود: ماتت!

حمزه سكت ع الكلمه. مش عارف ليه محسش الكلمه غريبه عليه. الاغرب انه محسش اصلا بحاجه. و لا كإنهم إتعاشروا يوم!
أمه إنتبهت لسكوته و قلقت من مضمون السكوت ده ف ردت بحده: الخيانه يا ولدى ملهاش غير تمن واحد و نهايه واحد. و ان سكت عن التمن بتيجى النهايه لوحديها
حمزه بنبره خاويه من اى مشاعر: هي اللى
أمه كملت بتأكيد: اه.

حمزه بغضب: و ليه مقولتليش من وقتها؟ هتسيبينى كيف التور المتغمى؟ ده انا شُراب خُرده بقا كيف ما قالت!
أمه ردت بهدوء: كنت هقولك
حمزه زعق: كيف و انتى عرفتى و فكرتى و قررتى و نفذتى و انا زى الاعمى هحسس
أمه ردت بمغزى: انت لو اعمى كيف ما هتحكى ف بمزاجك. انت لو كنت فتحت عينيك لحظه من وقتها كنت عرفت لحالك. لكن كيف ما قولتلك انت اللى حالك اللى مهيعجبنيش ده هو اللى مسمحلكش تشوف.

حمزه هيزعق آمه سبقته: و انا لا فكرت و لا قررت و لا نفذت. و بعدين مزعّل حالك ليه؟ واحده و هتولد ماتت كيف ما بيحصل خمسين مره مع خمسين مَره غيرها!
حمزه زعق بإصرار: بردوا كان لازم اعرف
أمه ردت بهدوء: اهى عشان عصبيتك دى مرضيتش اجيبلك سيره وقتها. كانت حِبلى ايش ضمنى هتعمل ايه فيها و لا هي هتعمل ايه! و احنا منرميش لحمنا!

امه رمت اخر جمله غصب عنها لمجرد انها معرفتش تقوله بقية الحقيقه او اللى هي فاكراها حقيقه. هتقوله ازاى امينه كانت بتخونك و عيلها مش من صلبك و هي مش عارفه تعرف منها مين ف العيال بتاعها و مبقتش ضامنه رد فعل حمزه!
حمزه سكت بغضب لمجرد مفيش كلام يتقال.

امه ردت: يا ولدى هي اللى فكرت و قررت و نفذت و اختارت نهايتها. هي اللى فكرت تخلص من النداهه بتاعتك بعدها تخلص بحالها و تهج باللى ف بطنها. لاء و نفذت و عشان جريت ورا تفكيرها اللى كان كيف الشيطان النتيجه هي اللى شربتها. محدش اتدخل
حمزه زعق بإندفاع: و افترضى كانت نجحت! كانت عرفت تخلص من حنين؟ او. او تاخد ولدى و تُهرُب؟

أمه ردت بغموض: و انت جوفك حامى عشان افترضت انها كان ممكن تخلص من حنين و لا عشان كان ممكن تاخد ولدك و تهج؟
حمزه فتح بوقه هيتكلم سكت فجآه و حرّك إيده بعصبيه على وشه بيحاول يرتب انفاسه او كلامه.
أمه تمتمت بحسره: مش بقولك كيف النداهه! يا الف خساره على ولدى!
حمزه حاول يهدى: يا امااه
أمه بلهجتها: ولدى اللى البلد كلياتها هتسميه قائد الصعيد و هو ف حاله سايب مَره اللى هتقوده.

حمزه اخد نفس عنيف بغضب و حاول يخرج من الحوار: العيال كويسين؟
آمه استسلمت لخروجه من الحوار: اه. الدكتور طمنى. اه و بالمناسبه خليته طاهر ادم
حمزه إبتسم بتلقائيه: ربنا يطرح فيهم البركه و يجعلهم نبت صالح العيال دى
أمه: إسمهم ادم و هديه. احنا مهنخلفش عيال! ولادنا بينزلوا من البطون رجاله. حتى البنات هينزلوا رجاله
حمزه شرد ف حنين و اندفع بعفويه: هسمى البت حنين.

امه إتنفست بغضب: واه. جنيت بيها اياك؟ بزياده عاد يا حمزه!
حمزه انتبه بتبرير: جرا ايه يا امى؟ الاسم و عاجبنى و بعدين
أمه زعقت: هيعجبك انت و لا النداهه بتاعتك! قولنا هدية ربنا تبقى هديه! خلصنا عاد
حمزه اتنفس بصوت: خلاص هشوف حنين الاول و نقولك
امه هزت راسها بخيبة امل و حمزه رد بتبرير: حبيبتى هي امها و لها الحق تسميها. يمكن يكونلها رأى تانى عاد. هنتعارك على اسم!

أمه كتمت غضبها بحسره و افتكرت شغله ف المحاجر و التهريب اللى بيقل منه شويه بشويه من يوم ما عرفها بسبب انشغاله بيها او خوفه و بيتحجج بأخر عمليه و اخرهم انه مش عايز حتى يسمى ولاده من غير رأيها!
حمزه مجرد ما جات سيرة ان حنين ام رد بسرعه بتذكّر: صحيح يا امى. مين في العيال لحنين و مين فيهم لأمينه؟
أمه سكتت شويه و عينيها راحت بتلقائيه على امينه قصادها و هي متكتفه.

حمزه عاد سؤاله بترقب: مين في العيال لحنين و مين فيهم لأمينه يا امى؟
امه فجأه فاقت على امينه اللى بتهز راسها قدامها و جسمها بشراسه و نقلت عينيها بينها و بين اللفتين اللى على حجرها كل لفه فيها عيل و بردوا غطت عليهم صورة إبنها و حنين.

طلعت من تفكيرها على صوت صرخه واحده بس من لفه على حجرها خضتها و خلتها و ردت بجمود.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة