قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع

حمزه عاد سؤاله لأمه بترقب: مين في العيال لحنين و مين فيهم لأمينه يا اماه؟
امه فجأه فاقت على امينه اللى بتهز راسها قدامها و جسمها بشراسه و نقلت عينيها بينها و بين اللفتين اللى على حجرها كل لفه فيها عيل و بردوا غطت عليهم صورة إبنها و حنين.
طلعت من تفكيرها على صوت صرخه واحده بس من لفه على حجرها خضتها و خلتها و ردت بجمود و نظراتها متعلقه بآمينه بشراسه: التنيين ولادك.

حمزه رد بترقّب: خابر. بس مين فيهم من حنين و مين امينه؟
امينه رغم انهت كانت متكتفه و متكممه قدامها بس مجرد ما سمعت رد ام حمزه ابتسمت و ابتسامتها وسعت اوى.
آم حمزه لاحظت ابتسامتها اللى معجبهاش احساس الانتصار جواها.
بصتلها برفض حاد و حاولت تختصر مع حمزه ف ردت بهدوء: قولتلك التنيين عيالك. مهيفرقش الوعاء
حمزه بلع ريقه بحذر و ذكريات تفاصيل اللى فات شوّشت عليه: يعنى ايه؟ بقولك مين.

امه للحظات سكتت بشك. حست اصرار حمزه غريب على انه يعرف مين ف الولاد لحنين و مين لأمينه.
حمزه زعق بعصبيه لمجرد تخيل ان ضناه من امينه اتأذى او هيتآذى بينهم. لا هو ملهوش دعوه. ده ضناه الوحيد حتى لو محدش غيره عارف ده!
حمزه زعق و امه شكها زاد: هقولك مين فيهم عاد لأمينه؟

امه اتوترت من صيغة السؤال اللى شملت امينه و بصتلها قدامها بغضب و حاولت تهدى ف كلامها معاه بترقب: و انت هيفرق معاك ف حاجه يا ولدى؟ هتاخد واحد و ترمى التانى؟ مش التنيين لحمك!؟
حمزه حاول يهدى اما حس إنه بيفوت ف سكه سد هو لوحده اللى هيخبط فيها ف طلعت نبرته مهزوزه بغضب: لا مهرميش لحمى. بس. بس ع الاقل ابقى عارف
امه ردت بإنتظار لرده تفهم منه سبب اصراره مجرد يعرف و لا شاكك: ليه؟

حمزه زعق: واه. ما بكفاياكى عاد المرازيه دى. قولتلك مهيفرقش معايا
أمه حاولت تماطل معاه عشان تستشف الحوار اللى جواه اما حست ان في حاجه مش مظبوطه راكبه على سؤاله و اصراره اكتر من انه يعرف: بس هيفرق معاها هى
حمزه رد بسرعه: لاه. لاه صدقينى حنين طيبه و غلبانه. دى من وقت ما فاقت و هي هتجن على ولدها. انا حتى معارفش اقولها جابت ايه
أمه ببرود: قولها جابت تنين. ولد و بنت. ادم و هديه.

حمزه اخد نَفس عنيف و حس ان كلام التليفون مش هينفع: حاضر يامه. اما اجى نتكلم
هيقفل رجّع التليفون بسرعه على ودنه: امااه
امه انتبهت: خير يا ولدى
حمزه: امينه ماتت كيف؟
امه قلقت من صيغة سؤاله المفاجئه و عينيها بتلقائيه راحت على امينه قدامها و اتلجلجت و شكها بيزيد: هتسأل ليه عاد؟
حمزه اتعصب: واه، كل ما هسألك عن حاجه هتقوليلى هتسأل ليه! بقولك ماتت كيف كنتى هتقولى زينه و ممحتاجاش اسعاف!

امه اتحركت بالتليفون بعيد: نزيفها زاد بعد ما مشيت و معرفتش اوصلك و عقبال ما اتصرفنا كانت راحت
حمزه: واه، انتى قولتيلى انها كانت زينه! غميانه بس من الوقعه!
امه توّهت الحوار: زعلان عليها اياك؟
حمزه: دى ام العيل اللى جه ده حتى لو لسه مخابرش مين فيهم
امه: و اللى معاك بكفايه و بردك ام عيلك و لا ايه؟ عايز تبقى جوز التنيين اتجوز من الصبح
حمزه هز راسه بإنكار: مقصدتش اكده. انا اصلا كنت هطلقها.

امه انتبهت لكلمته قوى بشك يكون عرف حاجه: ليه؟ عملت ايه؟
حمزه استغرب خضتها: معملتش. انا اللى عملت. اتجوزت
امه ردت بغضب لمجرد حست انه هيعمل ده بطلب حنين: واه، و انت اول واحد هتتجوز على مرتك عاد!
حمزه كتم انفاسه العنيفه بضيق: لاه، و مش كيف ما انتى فاهمه
امه ردت بغضب كتمته: امال كيف يا ابو ادم؟
حمزه ابتسم بتلقائيه ع الكلمه اللى حسها جديده على قلبه.

امه انتبهت لسكوته و هو انتبه بسرعه: حسيت انى مش قادر اكمل معاها. هظلمها. قلبى مال لغيرها
امه نفخت بصوت مسموع: ما خلصنا عاد يا ولدى. هو محدش غيرك اتجوز من بنات بحرى!
حمزه: لاه مش اكده. بس محبتش اظلمها و اظلم حالى. ف الاول كنت هخيّرها تختار تكمل و لا لاه برضاها. بس بعد اكده مخابرش. حسيت انه مينفعش. مش هعرف ابقى معاها. و هي مهتعرفش تتحمل و لا هتعرف تسكت
امه: ما تقول انك خوفت على الست التانيه.

حمزه هز راسه برفض: لاه و رحمة ابوي. طب عارفه انى اما قعدت مع نفسى بفكر ف اللى حصل و انا جنب حنين مستنيها تفوق قولت بلاش احسن الحوار كله. يمكن امينه حست بحبى لحنين و متحملتش. معاها حق. القلب ملهوش سلطان با ام حمزه و انا جربت
امه معجبهاش اخر جمله ف ردت بتهكم: من ميتى بقيت تتكلم الحديت المايع ده!

حمزه كان عارف ان الحوار مش هيعجب امه: مخابرش ليه حسبت انى عايز اقول اكده. بس انا حقيقى كنت ناوى اخيرها او نتطلق. احسن بكتير من ظلم هيجى وراه ظلم كتير
امه نفخت و هو كمل: انتى اخر واحده كنت متوقعها تزعل لحاجه زى كده
امه: عشان مش عشانى. عشان الست حنين. اتخانقنا ياما و كنت لا هتجيبلى حقى و لا هتجيبلها حقها و تسيبنا لحالنا نخلص مع بعض. بس فاتت ف الست حنين قوّمت الدنيا و مهتقعدهاش اهو.

حمزه كتم ضيقُه: يا اماه
امه قاطعته: خلاص. خلصنا عاد
حمزه سكت شويه: مخابرش كيف كنت هعملها بس لو عرفت انها هي اللى بلغت قبل ما تموت و كنت هسيبها كنت هرمى ورا ضهرى حكاية البلاغ دى و اهو الحمد لله الموضوع اتلم من غير خساير مقابل نتطلق و احس انها خدت حقها. ظلمتنى و ظلمتها و خلصنا
امه كشرت بغضب و تمتمت جواها: يبقى الحمد لله انها ماتت.

حمزه هز راسه و قفل و دماغه شارده ف اتجاهات ملغبطه. ليه امه مش عايزه تقوله مين ف العيال لامينه و مين لحنين؟ ممكن تكون عرفت حاجه عن اساس حمل حنين زى ماهى عرفت انهم مش متجوزين! ممكن عايزه تعاقب حنين! و لا خايفه فعلا حنين تفرق بين العيال! بس هو لازم يعرف! لازم يعرف مين ضناه من صلبه! ده يمكن حنين متخلفش تانى! يعنى يمكن ميجيبش غيره! لازم يعرف!

ادم خرج و نسناس وراه و ساب هدهد مع سحر. طول اليوم برا عمل مشاوير كتير كإنه بيهرب. مخنوق بشكل غير مُبرر قدام نفسه خاصة انه دوّر من بعيد لبعيد على حادثة القتل.
وقف على جنب الطريق بالاسكوتر غيّر ملامح هيئته بلبس تانى و شد هاف كاب على راسه و رجع الاسكوتر اتحرك لحد ما وقف قدام القسم بعيد بالإسكوتر.
ركنه و بص لنسناس: لو حصل حاجه عارف هتعمل ايه
نسناس ضحك بقلق: ربنا يستر انا قولت هنتسوّح.

ادم تمم على نفسه و بصّله بغيظ و هو راجع للاسكوتر: نسناس و هدهد! ده انا لو فاتح كشك موصّل على حديقة الحيوانات هصعب عليكوا يا ولاد الصرمه
نسناس ضحك اوى و ادم ضحك معاه غصب عنه و هو بيطلّع نضاره نظر لبسها و دخل القسم.
يدوب دخل و معدّى خبط ف ظابط و الظابط زعق: ما تفتّح يا حمار
ادم رفع وشه هيتكلم بصّله و برّق بحماس: منير باشا. يخربييتك
الظابط منير معرفوش بس حاول يستشف همهمته: بتقول ايه يالا؟

ادم رفع إيده جنب راسه بتحيه: و لا حاجه يا ابن الغاليه ياخويا
الظابط منير: نعمم!
ادم اتراجع: يا ابن مصر. يا باشا انتوا ولاد مصر و احنا ولاد كلب يعنى؟ ما كلنا ولادها. انت إبنها و انا إبنها و هي نازله فينا تلطيش. يبقى اخويا و لا لاء؟
الظابط منير كان في ورق ف إيده بيركز فيه و يبصّله: انت تعرفنى يالا؟
ادم بص ف ساعته بإستظراف: معنديش مانع و الله يا باشا. بس انا مستعجل. ساموو عليكوا.

الظابط بص وراه له بذهول و هينده عليه العسكرى شاورله بورق ف اخده منه و هو بيبص وراه بنرفزه مكتومه.
ادم رجعله و شاورله ببلاهه: لا مؤاخذه ف السؤال يا باشا. هو انت مش كنت ف المرور ايه اللى جابك هنا؟
الظابط منير: نعمم؟
ادم كعمس وشه: انا بقول ايه اللى جاب القلعه جنب الجامع؟

الظابط قال جملته بهدوء غصب عنه من انشغاله بالورق اللى ف ايده بس انفعل ف اخرها اول ما انتبه لأدم: اصل انا ف مكافحة المخدرات و بيطلبونا ف دورية التفتيش الشهريه للمينا و المطارات و، انت مال اهلك يالا انت هتصاحبنى؟
ادم شاورله ببلاهه: ساموو عليكوا
الظابط منير هيلف وراه العسكرى جه عليه: عربية الترحيلات وصلت يا باشا.

الظابط منير بيلف قدامه للعسكرى يتكلم ادم رجعله بسرعه و حط إيده عليه و اتكلم ف ودنه بتهريج: قاسيه علينا اوى اليومين دول و الله يا باشا
الظابط اتعصّب: هي مين دى يالا؟
ادم كعمش وشه بضحكه صفرا مكتومه: امك
الظابط هيفلت كتفه منه بغضب: نعمم! انت
ادم لحق كتفه بسرعه مسكه و قاطعه: و امى و ام الدنيا. ست الحبايب يا حبيبه. بيقولوا الام مدرسه و دى لا نافعه مدرسه و لا كُتّاب حتى و مطلعانا بنبصم على وش بعض.

الظابط بيشد نفسه يتعصب العسكرى جاه عليه بسرعه: محمد باشا عايزك برا عشان الترحيلات
الظابط لسه بيشد نفسه من ادم ادم شدد دراعه على كتفه و طبطب عليه بإيده التانيه و شاورله ع العسكرى بإستفزاز: و الله ما انت جاى. كلم عشان عايزينك
ادم ساب دراعه من عليه و الظابط بص للعسكرى: قوله سبقك يا باشا
بيلف وراه لادم كان ادم مشى و مشافهوش ف نفخ بغيظ: يا ابن الكلب.

نسناس كان برا مراقب الطريق بقلق لأدم لحد ما لمح الظابط اللى جه ف حادثة القتل بيخرج من القسم ناحية بوكس و معاه كذا عسكرى بينزلوا ناس من عربية ترحيلات قدام القسم.
بصّلهم بقلق بجد و إتلفّت حواليه بتوتر و محتار ياخد الاسكوتر و يمشى و لا يسيبه لآدم.
بيلف وشه عسكرى منهم لمحه و بص عليه قوى و شاور للظابط منير: اهوو يا باشا.

الظابط منير بص وراه بعدم فهم و العسكرى جرى ناحية نسناس اللى اخد باله و نفخ و استعد يجرى.
الظابط منير راح وراهم و هما بيجروا ورا بعض و هو مش فاهم و العسكرى بيتكلم و هو بيجرى: الواد بتاع حادثة قهوة العشوائيات. انا شوفته يومها
الظابط منير وقف لحظات بيحاول يتأكد بس قدام القسم اتقلب و حصلت دوشه و دربكه مع جرى العسكرى ورا حد و افتكروه حد هارب من عربية الترحيلات و الكل بقا يجرى.

الظابط منير نط سبق العسكرى اما شاف نسناس بيجرى و جريوا ف مطارده ورا بعض. عشان نسناس ملحقش ياخد الاسكوتر و جرى بمجرد ما العسكرى شافه معرفش يرجع للإسكوتر يساعده يتحرك.
الظابط قرّب منه و نسناس بيكسر سكة العربيات الظابط منير حط رجله قدامه جابه على وشه و قبل ما يقوم لف دراعاته الاتنين ورا ضهره و اتكى برجله عليه.

ادم كان خرج و شاف المشهد من اخره بس فهم اوله. اخد نَفس من سيجارته من بعيد و رماها و اتحرك مشى بهدوء من تانى جهه.

الظابط منير اخد نسناس و دخل القسم و بص للعسكرى: انت متأكد ان الواد ده كان ف الحته يوم الحادثه؟
العسكرى قرب منه بسرعه: اه يا باشا انا شوفته بيجرى من الشارع و احنا بنفتشه. كان خارج من البيت الواقع ده
الظابط منير بس لنسناس: انت من الدرّاسه يالا؟
نسناس إتوتر رغم انه حاول يبان طبيعى: ها. لا يا ريس.

الظابط وقف و خبّط على مكتبه بحده: انا مش ريس يالا. انا الظابط اللى بيحقق معاك ف جريمه يا حمار. ريس دى تقولها لبتاع القهوه يا روح أمك
نسناس إفتكر كلام ادم كويس اوى و تعليماته و اخد نَفس جامد و اتعصّب: و انت مالك و مال امى يا ريس؟ انت واقف قدامى دلوقت و لا قدام امى؟
الظابط لف من مكتبه راح عليه بنرفزه شده: انت مش عاجبك روح امك يا روح امك؟ طب طظ فيك و ف الذباله امك.

نسناس اتعصب و زقه بروسيه ف دماغه بهجوم وقّعه ع المكتب: طب دى أمك انت انا مال أمى؟
الظابط اتعدل من وقعته و شد نسناس ببوكس عنيف ف وشه حدفه ورا: ميتينك على ميتين امك
ثوانى و العساكر فتحت الباب و دخلت و المكتب اتملى بيفصل بين الظابط و المتهم اللى ماسكين ف بعض و دخل من بينهم اللوا محمد اللى اتكلم بغضب: ايه اللى بيحصل هنا؟

الظابط منير اتعدل بينهج و وقف بإحترام يأدى التحيه: باشا. ده. ده واحد مُشتبه فيه ف قضيه و. و بنتأكد منه و بنحقق و
اللوا محمد زعق بغضب: و ده تحقيق و لا حلقة مصارعه؟ انت عارف انت فين هنا؟
نسناس كان اتعدل بتفكير. بيحاول يفكر بشكل سريع يتصرف او ف خطوته الجايه.
بص للوا محمد يتكلم: يا باشا
اللوا محمد كمل مع الظابط منير: انت ف قسم يا سيادة الرائد. ف مكافحة المخدرات.

نسناس بلع ريقه بسرعه بلغبطه لدرجة شرق و الكل بصّله.
اللوا محمد كمل مع الظابط: مكافحة مخدرات يعنى كل اللى حواليك و تحت إيدك شمامين و بودرجيه و مبرشمين و بتوع قهاوى و سكك شمال. لو حد فيهم بيتحقق معاه او جاى او مترحل و شافك بتاخد على قفاك بمنظرك ده هيستقل بيك و اما يجى الدور عليه هيعمل زى اللى قبله و يستهون بيك و تبقى ملطشه و القسم هيبقى سويقه.

الرائد منير اخد نَفس عالى بغضب و هيتكلم نسناس بص على قفا الظابط بشكل ملحوظ يستفزه و كعمش وشه.
الظابط هيندفع بهجوم اللوا محمد بصّله بغضب ف وقف مكانه بالعافيه و تمتم بسخط: بنتعلم من سعادتك يا باشا. تمام معاليك
اللوا محمد بص لنسناس: انت جاى ف ايه يالا؟
نسناس قرب منه بمكر بعد ما لعب ف الحوار ف دماغه و إتكلم بغُلب: و الله ما اعرف يا ريس
الرائد منير اندفع بغضب: ريس تانى؟

نسناس رفع دراعاته على وشه بخوف مصطنع و اللوا محمد بص للظابط منير: و بعدين؟
الرائد منير وقف كتم غضبه و نسناس قرب جنب اللوا محمد اتكلم بضعف: اهو يا ريس كل الدربكه دى عشان الكلمه دى. عشان قولتله ياريس. عصّبته اوى و نزل فيا تلطيش و شلاليط و بونيات لحد ما كان هبفتح قرنى
الرائد منير بصّله بحده: انا يا ابن الكلب
نسناس رد للوا محمد: و شتمنى بأمى يا باشا.

الرائد منير بعصبيه قرب منهم و نسناس اتحرك بسرعه ورا اللوا محمد: يا ابن الكلب يا
نسناس: حتى اسأل العساكر
اللوا محمد بص للعساكر بحده اللى هزت راسها بخوف و هو بص للرائد منير: اهدى شويه يا بيه. انت بتقول مُشتبه فيه. يعنى لسه مفيش قضيه و مش متأكد اذا كان هيبقى فيه و لا لاء
الرائد منير اتكلم بغضب بيكتمه: ده عيل مش مظبوط و انا هجيب قراره
اللوا محمد بص لنسناس: انت منين يالا؟
نسناس دارى قلقه: من زايد.

الرائد منير اندفع بغضب: نعمم؟
نسناس لف وشه وراه بإستفزاز للرائد منير و رجع بوشه قدام للوا محمد صحح بسرعه: لالا مش زايد بتاعتكم. انا من الشيخ زايد. العشوائيات دى
اللوا محمد إبتسم غصب: ورينى بطاقتك
الرائد منير رد بغضب: ده كداب. ده من الدرّاسه و انا عارفُه. كان هناك وقت الحادثه بتاع الراجل بتاع الخرابه
نسناس خرّج بطاقته ورهاله و اللوا محمد بص فيها شويه و إدهاله.
اللوا محمد بص لنسناس: انت بتروح الدرّاسه؟

نسناس حاول يدارى قلقه: اه يا باشا. ساعات
الرائد منير اندفع: شوفت؟
نسناس: ليا صحاب هناك و ساعات بروحلهم نقعد شويه ع القهوه و نمشى
الرائد منير ازل ما جات سيرة القهوه شاورله: اهلااا
اللوا محمد: كنت فين امبارح اخر النهار؟
نسناس حرّك إيده ورا ودنه و الظابط قرب منه بتدقيق: ما تنطق يالا
نسناس اتهز بقلق: كنت
الرائد منير: كنت هناك و العسكرى شافك و اتعرف عليك.

شد العسكرى قدام نسناس اللى هز راسه بسرعه من غير ما يتسأل: اه يا باشا هو. انا شوفته بيجرى ف الشارع اللى فيه البيت القديم هناك اللى نط منه حد من فوقه و جرى بالمكنه ملحقنهوش
الرائد منير اتعدل قدام نسناس: اهلاا
نسناس رد بسرعه للوا محمد: يا باشا انا كنت فعلا هناك. بس انا قولت لسعادتك ليا صحاب هناك و بروحلهم ف طبيعى ابقى هناك. و ان انا مشيت من الشارع اللى نط منه واحد شاكين فيه
الظابط قاطعه: لاء المجرم.

نسناس بلع ريقه و رد بسرعه: و لا حتى المجرم ف ده انا مليش دعوه بيه. ماهو مش معقول بتمسكوا اللى اتنفس ف نفس الشارع. و بعدين ما انت بتقول المجرم اهو. يعنى عارفين المجرم بقا يبقى انا مشتبه ف ايه؟

الرائد منير رد بسخريه: لا يا خفيف. بس عشان المجرم كان مستخبى ف البيت قبل ما ينط من فوقه هو و البت اللى ضربت الراجل. و اما نط هرب بالمكنه اللى وقفت قبل ما ينط بدقيقه لإنها مكنتش واقفه و احنا بنفتش الحته. ف اللى جابهاله واحد اتحرك قبله ساعده. عرفت بقا بنجيب الناس اللى عدت من الشارع ليه و لا لسه؟
نسناس اتكلم بفهم: ااه طب فهمنى براحه ياريس.

الرائد منير كز على سنانه و مد إيديه الاتنين بغضب و نسناس دارى وشه بدراعاته بسرعه.
الرائد منير: مين الواد ده يالا و مين البت اللى كانت معاه؟
نسناس رد بتوتر: يا باشا معرفش. انا زى ما قولتلك انا كنت رايح لصحابى
الرائد منير سكت شويه و شاورله بحده: طب مين ادم عمران اللى شهرته ادم السفاح عندكوا؟
نسناس من قلقه رد بسرعه: و الله ما اعرفه.

الرائد منير استغرب سرعته و لهجته ف شاورله ببرود: يبقى مش هتروح لحد ما نوصله
نسناس بص للوا محمد بضعف: يا باشا و الله ما اعرفه. انا حتى رايح لصحابى و لو حتى بروح كتير ف انا بردوا ضيف ع المنطقه. يعنى لا اعرف سفاح و لا جزار هناك
الرائد منير كز على سنانه و اتكلم بإستفزاز: بردوا هتفضل. ع الاقل لحد ما نتأكد من بياناتك.

اللوا محمد كان متابع حوارهم بتفكير و اتدخل بعد ما بص للرائد منير من ورا نسناس: سيب بياناتك يالا مع العسكرى و رقمك عشان لو عوزناك هنبعتلك
نسناس هز راسه بسرعه و الرائد منير كان هيتكلم اللوا محمد شاورله يسكت.
نسناس قرب بسرعه بلغبطه من العسكرى لدرجة خبط ف الرائد منير: اسف ياريس
الرائد منير كز على بوقه بعصبيه و نسناس شد الورقه من العسكرى كتب بياناته و إدهاله ف الرائد منير ممدش إيده.

نسناس اتوتر حاول يبتسم بمرح و شاور بها للعسكرى ادهاله.
اللوا محمد شاورله يخرج: زى ما قولتلك متطلعش ف اى حته عشان سيادة الرائد هيبعتلك لو عوزناك
نسناس هز راسه و هو رافع إيده جنب راسه بطاعه للرائد منير: حاضر يا ريس
الرائد منير بص يمين و شمال و هو مغمض بينفخ و نسناس همس جنبه و هو خارج: زعلان من الريس ليه بس؟ ده هو اللى ملبسنا هو، هو اللى هيقلعنا هو.

الرائد منير فتّح عينيه كان نسناس خرج بسرعه ف بص للوا محمد: انت سيبته يمشى ليه؟
اللوا محمد اختصر و هو بيخرج بإنشغال: اولا لإنه مشتبه مش مجرم. ثانيا عشان ده طرف خيط مش خيط
الرائد منير اتحرك وراه برفض: ده شروع ف قتل!
ادم مع سحر و هدهد بيتكلم بتوتر.
سحر: انت اما سألت اتأكدت كويس؟
هدهد اتحركت بقلق: شروع ف قتل! يعنى مامتش؟
ادم رفع حاجبه بغيظ: انتى زعلانه انه مامتش؟ روحى كملى عليه.

سحر: يعنى زمانه وصفكوا للمباحث. احيييه
ادم بص على هدهد بغيظ: امال انا نقلتكوا لهنا ليه؟ اكيد هيتابعوا نسناس. يارب يفهم
سحر بصتله بقلق: ماهى دى شقتك بردوا و الحته كلها هنا عارفاها و عارفاك و عارفه انها شقتك. يعنى لو اتقفشت هنا يبقى بتلبس بردوا
ادم اتنفس بصوت عالى: بس هناك بدل ما هنلبس ف تهريب مصيبه زى دى من جريمه بتاعتها هى. هنلبس ف تهريب حاجات تانيه من جريمه بتاعتنا احنا و احنا اللى هنلبس.

سحر بصتله بتوتر و ادم بيحاول يرتب تفكيره وبص على هدهد و رفع حاجبه: البدله الزرقا اشيك على فكره من الحمرا متقلقيش
هدهد ردت بغيظ: لاء الحمرا احسن
ادم: هي بيبى دول؟ ده انتى هتتمرجحى بيها
هدهد ضحكت غصب عنها و بتوتر صوتها اتهز اما اتكلمت: ماهو ان مكنش قتل بقى شروع ف قتل و ده معناه انه فاق او هيفوق و هيخلوه يتعرف على اللى ضربه و دى فيها تأبيده مهما كان السبب ده حكومه و مهتهزرش.

ادم بصّلها شويه و رفع حاجبه و هي بتلقائيه مسكت إيده.
ادم بص لإيدها اللى ماسكاه و قبل ما ينطق لاحظها بتترعش و تلّجت و عيونها إتملت دموع: ده الموت اهون
اخد نفس بتوتر و هزر بتلقائيه غصب عنه يلطف الموقف عليها: لا انا مش بتاع دم. انا اهرّب اه. اوزّع. اساعد واحده هبله ضربت واحد عشان تسرق شنطته و اول ما وقع راحت رامياله الشنطه و جريت. لكن دم ( شاور ببوقه لاء ) احبوش. بيجيبلى حرقان ع المعده.

هدهد ضحكت غصب عنها من وسط دموعها اللى نزلت من غير ما تحس: لا مش قصدى موته هو. انا قصدى انا. انا اموت اهون من الحبس
ادم رد بهزار: اه اذا كان كده ماشى. تصدقى حبيت الدم فجأه. انا اصلا كنت بحبه بس مش عارف. ده انا بصحى اقربع كل يوم كوبايتين ع الريق
هدهد ضحكت غصب عنها تانى و حطت إيديها على وشها تدارى عينيها و هو سرح ف لحظه خطفها غصب عن الموقف.

سكتت من ضحكتها و بصتله: انت فايق تهزر ف موقف زى اللى احنا فيه ده؟
ادم رفع حاجبه و قرب منها بتصحيح: لاء مفيش احنا. اللى انتى فيه. قصدك اللى انتى فيه. انتى اللى سرقتى الراجل و انتى اللى ضربتيه و انتى اللى هربتى
هدهد بصتله بغيظ و كزت على سنانها و هي بتقرب منه زقته ضهره لبس ف الباب وراه: و حضرتك كنت بتضربه مزاج و لا عياقه؟ بعدين انا لو مكنتش ضربته كنت انت قبلى ف نيتك تضربه و معرفتش.

ادم هيتكلم: هو نزلوا قسم النوايا ف القانون و لا ايه؟
هدهد قاطعته بعصبيه و هو بتشاور ف وشه بصوباعها: بعدين كان هو هيضربك و انت بتضربه و انا حوشته عنك. تقدر تقولى هتفسرلهم ده بإيه غير انك معايا من الاول! هتقولهم ايه بقا يا فصيح! كنت بتضربه ليه؟ و لا تكونشى هتقولهم عشان كنت عايز بوسه من واحده كان بيتخانق معاها و هيقتلها!

ادم كز على سنانه و بيقرب منها و هو بيعض شفايفه ببوقه كله و رفع كفوف إيده الاتنين و كوّرهم و هي بتلقائيه رفعت دراعاتها و تنتهم جنب ودانها و من غير ما تفكر إستخبت وراه.
ادم بص بطرف عينيه وراه: انتى بتستخبى منى فيا؟ انتى هبله يا بت و لا عندك تسلخات ف مخك؟
هدهد كتمت صوت إبتسامتها الغريبه: ماهو مفيش راجل هنا غيرك اتحامى فيه.

ادم رفع حاجبه و نزّل إيديه و لف جسمه لها و هي إتعدلت: و الله؟ بتحرجينى و انا نسيت و انا بعرّفك على نفسى اقولك إن انا بجح عادى
قطع كلامهم صوت خبط جامد ع الباب بيزيد اوى.
ادم بتلقائيه اخدها من إيدها ورا ضهره و قرب من الباب بص من العين شاف اللى وراه.
بص لسحر بتفكير و هي شدت هدهد و اما الباب اتفج مفتوح بعنف ملحقوش يتحركوا.

الحاجه صافيه قفلت مع حمزه و حطت الموبايل جنبها و اتقدمت كام خطوه قصد امينه اللى راقده على سرير و إيديها متربطه ف بعض و طرحه ملفوفه على بوقها.
وقفت بجمود: هاا! قولتى ايه!
امينه بصتلها بغلّ و ام حمزه قربت فكت الطرحه من على بوقها.
امينه مجرد ما صوتها طلع ضحكت بإستفزاز.
الحاجه صافيه اخدت نَفس بتحاول تهدى تكسر عنادها. فتحت الباب شاورت للشغاله ناولتلها صنيه عليها اكل و شاورتلها مشيت و هي دخلت بالصنيه.

حطتها قدام امينه بهدوء: كلى
امينه بصت للصنيه و الحاجه صافيه بصتلها بهدوء: مهخلصش عليكى يعنى بالوكل! لو عايزه هخلص من
امينه قاطعتها ببرود: هاكل يا حاجه. عارفه ليه؟ عشان مهتقدريش تعملى حاجه. طول ما انا لفاكى زى الحنش اكده حوالين ايديا و ماسكه راسك بيدى مهتقدريش تعملى حاجه واصل غير انك تجيبيلى الوكل و الشرب كمان لحد عندى.

الحاجه صافيه كتمت غضبه بالعافيه و امينه شاورتلها بوشها بإستفزاز: و لو طلبت ولدك كمان. و ف سريرى. هتجيلهولى لحد عندى و تذوقهولى كمان لو حبيت و انا خابره
الحاجه صافيه قربت منها بتهديد: لو فاكره ضناكى اللى حاميكى تبقى مخربطه. انا ممكن اخلص من التنييين و لا انى اربى لحم مش مننا
امينه ضحكت بقوه: اعمليها.

الحاجه صافيه كملت: و اللى خلفت لولدى مره قادره تجيبله التانى و بطنها تشيل تانى و يبقى عيل و ربنا عوّض اتقتل بدل ما يجر النبت النجس للدوار و انتى خابرانا صعايده ف الشرف مهنهزرش
امينه بصتلها شويه و نظراتها ابتدت تتوتر.

الحاجه صافيه: و عشان تتآكدى ممكن اسيبك اهنه كيف الكلبه اللى هنرميلها الوكل الباقى مننا لحد ما اتأكد ان ضرتك بطنها اللى شالت مره تشيل التانيه و تجيب الواد و ساعتها اشيّعك انتى و العيال و لا تفرقى معاى
امينه بصتلها قوى بجنون: مهتقدريش. حمزه مهيسكتش.

الحاجه صافيه اتعدلت بقوه: حمزه ده ولدى. اللى بيناتنا اكبر من حتة ورقه عند مأذون. بيناتنا دم و شغل و عيله و فلوس. و يوم ما يعصانى انا خابره زين كيف ادوس عليه قبل قلبه.

امينه بصتلها بنظرات حاقده و الحاجه صافيه شاورتلها: و لو معتمده عليه ف حاجه من تفكيرك ف احب اعرفك ان انا قولتله انك موتتى. و قبل ما يوصل اهنه مع مرته هقوله انك اتدفنتى و خلصنا و هو مهيدورش ف القرافه عاد عشان خاطرك. يعنى يا بت الناس رقبتك بقت تحت يدى.

امينه: و انا رقبتى طول ماهى متعلقه برقبة ضناى مهتفارقكيش واصل
الحاجه صافيه اتحركت بتفكير لحد ما استقرت قصادها الناحيه التانيه: و انا معايزهاش. معايزاش رقبتك و لا رقبة ضناكى ده. خديه و غورى من هنا و
امينه ضحكت بقوه: عيب يا حاجه ده انا ف المكر ابقى امك. هتضحكى على شيبتك عاد! اخد ضنايا و امشى! عشان مجرد ما اخده اكون خلصت عليه و ساعدتك!

الحاجه صافيه ردت بصدق: لاه. و شوفى ايه اللى عايزاه يضمن خروجك بضناكى من اهنه لحد ما تهمّلى البلد من اهنه!
امينه ردت بغلّ: لاه
الحاجه صافيه زعقت بنفاذ صبر: امال عايزه ايه عاد؟
امينه قربت بغصب: عايزه اقعد ف دوارى. ويا جوزى. و انتى اللى تحببيه فيا كيف ما كرهنى بسببك. لاه و مش بس اكده. انتى بردك اللى هتخليه يطلق الغندوره بتاعة بحرى كيف ما خلتيه يتجوزها. و يرميها برا بضناها كمان.

الحاجه صافيه بصتلها بعنف و افتكرت كلام حمزه انه بس كان عايز يطلقها عشان قلبه مال لحنين و مش قادر لا يقربلها و لا يظلمها. لعنت حنين جواها و حب حمزه لها اللى كانوا السبب ف فشلها او عجزها قدام عرض امينه. لو فكرت بس تعرض على حمزه هتفشل! و لو فكرت تعمل ده بنفسها هتفشل!
الحاجه صافيه انفعلت عليها بعصبيه: مهيحبكيش عاد
امينه ردت ببرود: خابره.

الحاجه صافيه بصتلها قوى و امينه هزت راسها ببرود: الست منينا هتحس براجلها اذا كان عاشقها و لا لاه
الحاجه صافيه اتدخلت بغضب: و من قبل حنين
امينه ابتسمت بإصفرار: بردوا خابره. مش هقولك الست منينا هتحس و انا ادرى بإحساس جوزى. كنت فاكراه ملهوش غيه ف الحريم. بس اتجوز و دايب. فاكرانى مشيفاش نظرات العشق ف عينيه اللى هتطلع من جواه!

الحاجه صافيه بصتلها بذهول و امينه اتحركت ببرود: ايه يا حماتى؟ اتفاجئتى عاد انى خابره انه مهيحبنيش؟ لاه استنى افاجئك. و لا انا كمان هحبه
الحاجه صافيه بصتلها قوى بإنكار و هي ابتسمت بإصفرار و هي بتشاور ف وشها: بس هحب المال. و العيله. و الجاه. هحب ابقى مرت الكبير. و ست الدوار دى كلها. هحب اخد مكانك بعدين و ابقى ام ولاده اللى همشى كلمتى عليهم كيف ما مشيتى كلمتك على ولدك يتجوز.

الحاجه صافيه بصتلها بغضب: و انتى معارفاش تاخدى مكان ضرتك عند راجلك هتاخدى مكانى انا عاد؟
امينه: انتى اللى هتفضيلى المكان ده يا هتعيشى طول عمرك موسوسه من ناحية العيال. و لعلمك انا ممكن اقولك على ضنا حنين انه ضنايا و انا خابره انك هتخلصى منيه و بإكده ابقى اخدت حقى بيدك.

الحاجه صافيه بصتلها قوى: انا دلووك بس عرفت ليه حمزه مكنش ممكنك منيه. ليه مكنش مخليكى ماليه يدك منيه. و ليه مكنش شابعك منيه. عشان كان عارف انك اول ما هتتمكنى هتدوسى كيف ما اتمكنتى دلووك من فرصه خايبه و فايته تدوسى ع الكل و مخايفاش تفةتى براسك ف الحيط
امينه: و انا قولتلك مهحبهوش. و مادام اتصارحنا يبقى كل اللى حق يدور عليه و انا حقى ف الدوار دى و مههملهاش واصل.

الحاجه صافيه اندفعت عليها بغضب: عشان اكده بيعتى شرفك يا خاطيه؟
امينه اتخطت كلامها ببرود: عشان اكده هو اللى هيبيع حنين و غصب عنيه و انتى اللى هتخليه يعمل اكده. يا اكده يا مش هتعرفى طول عمرك مين ضناكوا اللى انا بس اللى اعرفه
الحاجه صافيه كظمت غضبه غصب: و لما انتى مهتحبهوش عايزه ليه تخليه.

امينه كملت عنها ببرود: عشان ابقى خدت حقى. منيه و منيها. هي لو كانت ماتت على يدى كنت حسيت انى خدت حقى و كنت ريحتك و ريحت نفسى و ريحتها و كان الكل ارتاح. بس من حديتتك انها لساها عايشه. يبقى لسه ليا حق. و هاخده. و انتى اللى هتجيبهولى تحت رجلى. و يا اكده يا تنسى خالص تاخدى منى كلمه واحده
الحاجه صافيه كتمت غضبها بالعافيه لمجرد انها مصممه توصل معاها لحل.

بصت لأمينه و حاولت تخليها تسمع عرضها تانى زى ماهى سمعت عرضها: و الحديت ده تشيليه من راسك. لا حمزه هيرميها و لا
امينه قاطعتها: و انتى هتعجزى عن ده عاد يا حاجه؟ يا خسارة الشيبه و الله
الحاجه صافيه كملت: و لا احنا هنرمى لحمنا
امينه: يبقى خلى ضناها و غوريها و هي دماغها سايحه مهتفهمش ايه اللى حصل مجرد ما تغور من خلقتنا. و يبقى اتفقنا.

الحاجه صافيه: اتفقت معاكى و اختلفت مع ولدى؟ لاه و عايزانى اسيبك كمان بضناكى ف الدوار!
امينه اتعدلت قدامها ببرود: و تنسى عاد حكاية انى خونت ولدك دى. قدامك حل تانى يا حاجه؟
الحاجه صافيه بصتلها بحزم: بصى يا بت الناس. كيف ما قولتلك. ههمّلك تمشى على رجليكى بعد كل اللى عملتيه و شوفى ايه اللى عايزاه يضمن خروجك بضناكى من اهنه لحد ما تهمّلى البلد من اهنه! بس ليا شرطين.

امينه اتعدلت بسخريه: مش لما اوافق الاول! و لا قررتى عنى عاد! طب لما انتى ناصحه اكده ما تقررى مين فيهم من صلبكم؟
الحاجه صافيه اتخطت كلامها و كملت: الاولانى متعاوديش واصل. لو بس حد من تبعى قال انه لمح طرفك هقتلك. و التانى ضناكى مهيتكتبش بإسم ولدى. مهيشلش اسمنا و لا اسم عيلتنا واصل
امينه بصتلها بشماته اما لمحت الصدق ف صوتها و انها فعلا عاجزه من غيرها تعرف الحقيقه و بتتنازل و مجبره.

بصتلها بشماته: ايه ده! ستتنا هتتنازل عاد؟ جرا ايه ف الدنيا يا ولاد؟ الشمس طلعت من المغرب و لا اذّنوا ف الكنايس عاد!
الحاجه صافيه فكت ايدها و شاورتلها ع العيال: خدى ضناكى و الضامن الوحيد ليكى اللى اقدر ادهولك حاجه واحده.

امينه بصتلها و الحاجه صافيه شاورتلها بمسدس: خلى ده معاكى لحد ما تخرجى من اهنه. لاه من البلد كلها. و انا بنفسى اللى هخرّجك للباب عشان تضمنى اذا حد اتعرضلك منى او من رجالتى اضربى عليه و علينا.

امينه بصت للمسدس و الحاجه صافيه فتحت خزنته قدامها و شاورتلها ع الطلق: اهه عشان تطمنى. عارفه ده بتاع مين؟ ده بتاع المرحوم ابو ولدى. مطلعش و لا حتى لحمزه رغم انى اديته كل حاجه كانت لأبوه حتى روحى. لو حسيتى بغدر اتصرفى بيه. و لو حصل غدر و معرفتيش تتصرفى مجرد ما هتطلعى اعملى بيه اى داهيه و ارميه و انا اللى هلبس فيها بسلاحنا. و لو خرجتى سالمه ابقى رجعيه بمعرفتك او اى طريقه.

امينه بصتلها بذهول: عشان ايه كل ده؟ مانتى قولتى انى خاينه باقيه عليا ليه عاد؟
الحاجه صافيه صوتها عِلى بقوه: باقيه على ولدنا. اللى من صُلبنا. حتى لو كان البت هي اللى من صُلبنا. و قولتلك مهنربيش غير لحمنا و انتى خدى لحمك و اتكلى منك لرب العباد كفيل بيكى.

امينه اتحركت و وقفت قدامها بإستفزاز لمجرد لمست ضعفها قدام عاداتها و تقاليدها: و اما انا خاينه و ده مش لحمكم و عايزانى اخده و اهملكوا عاد مخلصتيش منى ليه وقتها؟ وقت ما عرفتى؟
الحاجه صافيه بصتلها شويه و حاولت تشقلب الجمله يمين و شمال ف راسها: انتى خونتى ولدى و لا لاه؟

امينه اتوترت لمجرد ان الحقيقه دى تتهز قدامها لانها عارفه انها خانت حمزه و بلغت عنه ف لازم هتتحاسب و حتى لو متحاسبتش ع اللى عملته ده ف بقت مش مضمونه ف اللى ممكن تعمله. يعنى مصدر خطر! و فوق ده كله محاولتها لقتل حنين اللى لو اتحطت ف ايد القانون هتبقى شروع ف قتل و لو اتحطت ف ايد حمزه هتبقى العن من القتل نفسه!

الحاجه صافيه متابعه نظراتها بتدقيق: انطقى. مكنش لازم اوثق ف واحده بلغت عن جوزها قدام عينى و قالت اكده بعضمة لسانها. بس هسألك لأول و اخر مره خونتى ولدى و لا لاه؟
امينه ردت بإستفزاز و هي بتقرب منها: خونته. و لو يرجع بيا الزمن هخونه تانى بصوباع رجلى حتى مش بجسمى
الحاجه صافيه كتمت غضبها مع انفاسها و بصت ع العيال و بصت للمسدس و بصت لأمينه و فاجئته بحركه قلبت كل موازين الحكايه رأساً على عقب،!

ادم مع هدهد و سحر قطع كلامهم صوت خبط جامد ع الباب بيزيد اوى.
ادم بتلقائيه اخدها من إيدها ورا ضهره و قرب من الباب بص من العين شاف اللى وراه.
بص لسحر بتفكير و هي شدت هدهد و اما الباب اتفج مفتوح بعنف ملحقوش يتحركوا ف وقفوا ورا الباب من غير نَفس.

الرائد كان ماسك نسناس من دراعاته لاويهم ورا ضهره و بص لأدم: اهلا. انا قولت كده بردوا
ادم حاول ينتبه و يثبّت صوته: في ايه حد يدخل على بيوت الناس كده؟
الرائد منير طلع الكارت إداهوله: اه يا روح امك. احنا
ادم بص ف الكارت بتوتر داراه: اهلا. خير يا باشا في ايه؟
الرائد منير بصّله بتفحّص قبل ما يسأل: شقتك دى؟
ادم إتريق: لاء الخمّاره
الرائد منير زعق: ما تتظبط يالا.

منير كان ساب نسناس و هو بيديله الكارت ف نسناس وقف جنب ادم و همسله: مش ده. مش ده اللى بيتهزر معاه. ده ابن كلب إيده حوله
ادم كتم إبتسامته اللى طلعت غصب و الرائد منير لاحظ همسهم ف شد نسناس وراه و زعق لأدم: اخلص يالا
ادم اتريق بسخريه: ماهو لو اعرف انت عايز ايه هخلّصهولك
الرائد منير هيتكلم ادم كمل تريقه: يعنى لو عايز تشد نَفسين يبقى سبت و اتنين و اربع. اما لو عايز تشد نسوان يبقى حد و تلات و خميس.

الرائد منير هيتكلم بتعصب ادم كعمش وشه: اما لو عايز تشد نفسك و تمشى يبقى دلوقت عادى
الرائد منير انفعل بعصببه: و حياة امك
ادم شاور بإستعباط: ماهو الجمعه بقا اجازه يا باشا احنا مش قرايب ابو لهب
الرائد منير كز على سنانه و بيقرب منه بنرفزه ادم همس بإستخفاف و هو بيرفع إيده: ايه يا باشا هو من قرايبك؟

الرائد منير غمض عينيه بعصبيه و ادم رفع إيده: و ربنا ما اعرف
الرائد منير زعق بعصبيه: البنت فين يالا؟
ادم شاورله على نفسه برخامه كان متعمدها عشان يبيّن نفسه طبيعى: بنت؟ و ف حالتك دى؟
الرائد منير اتنرفز: البت اللى ضربت الراجل ف الخرابه
ادم عاد جملته متقاطعه: اه. البت. اللى. ضربت الراجل. ف. الخرابه.
الرائد منير هز راسه اه بإبتسامه صفرا و ادم عمل وشه نفس الريأكشن: بت مين؟

الرائد منير زعق: انت هتستعبط يالا؟ البت اللى هرّبتها بالماكنه
ادم هيتكلم الرائد منير سبقه بلهجه بطيئه بتحذير: قبل ما تنطق الإسكوتر اتاخد شكله. اتحفظ شكله من العساكر اللى جريت وراكوا حتى لو مجمعتش النمره. و طلع هو هو نفس الإسكوتر اللى لقيناه واقف قدام القسم مع الحمار ده ( شاور على نسناس )
ادم بص لنسناس بوش مليان غيظ و بص للرائد منير و عدل وشه: معرفهوش.

الظابط هيكمل كلامه سكت و رد على ادم بتحفظ: الاسكوتر و لا الحمار؟
ادم بإستخفاف: واحد. الاتنين. الاتنين واحد
الرائد منير بحده شد ادم عليه من ياقة قميصه: ولااا. الاسكوتر اللى برا مع الغبى ده اللى انكر انه يعرفك هو هو نفس الاسكوتر اللى كان عليه البت اللى هربت بيه يوم الحادثه.

ادم كتم نفخته بضيق و الرائد منير كمل بهدوء حاد: و بصراحه كده احنا مكناش ناويين نسيب الحمار ده بعد ما العسكرى اتعرف عليه انه شافه يوم الحادث ف نفس المكان. و كنا عارفين انه لما يخرج هيقع و اما يقع هيوصّلنا ليك بس هو استعجل اوى
ادم بص لنسناس بغيظ و همس: مش قولت حمار؟ طيب
الرائد منير بصّله بتهكم: معلش. واضح إنى فاجئتك و انك معملتش حساب دى. ابقى المره الجايه شوف شغلك كويس.

ادم كعمش بوقه بملامحه بشكل يظهر لا مبالاه و الرائد منير سكت و قرب منه بتهديد: ف لو عايز تخرج منها يا فلانتينو العشوائيات براحه كده تقولى البت دى مين.

ادم هيتنفس بصوت عالى الرائد منير كمل: او بلاش تقولى مين. بلاش. خلينا نقول متعرفهاش. خلينا نقول واحد شهم شاف بت معديه و واحد بيجرى وراها ف من غير ما يفهم اتدخل ساعدها و هرّبها منه و هي راجعه. صح كده؟ قولى بقا وديتها فين. وصّلتها لحد فين. ماهو مش معقوله هرّبتها للشارع و البوليس بيدوّر عليها.

ادم كعمش وشه بإستسلام غيظ و الرائد منير كمل: طب اقولك بلاش كل ده. اوصفهالى. ماهو بردوا مش معقوله سيبتها من غير ما تعرف اى تفصيله عنها. اسمها. شكلها. ظروفها!

ادم خبط بكف إيده ع التانيه و هيتكلم و هو مبتسم ببلاهه الرائد منير لحقه بتحذير: ماهو يا انت يا هى! حد فيكم هيشيل الليله. يا هتدلنا ع البت و هي كده كده الرجاله ع القهوه شهدوا انهم شافوها بتسرق الراجل و بتهرب منه للخرابه مكان ما لقناه مضروب و بكده المنطقى انها هي اللى ضربته و تخرج انت منها شاهد. يا ف حالة هتركب دماغك و تعمل فيها روميو هتشيل القضيه لوحدك انت و بالماكنه اللى هرّبتها بيها هيتسجل ف القضيه انك معاها و انت اللى زاققها ع الراجل تسرقه و كنت مستنيها بالماكنه و اما سرقته و معرفتش تتصرف هي كلمتك و انت اتصرفت و ضربته و سهل هي اللى تخرج لو قالت مثلا انه دفاع عن النفس و انه هو او حتى انت حد فيكم حاول يتحرش بيها و انت تلبس! ف هاا بقا!

ادم حرّك إيده على وشه بقلق بجد و الرائد منير بصّله بغموض يتفحص ملامحه بدقه: جالنا بلاغ من المستشفى ان الراجل مات من نص ساعه بس. و السرقه زى ما قلبت شروع ف قتل الشروع قلب لقتل حقيقى و القضيه مفهاش ثغره. متفصله و مستنيه اللى هيلبسها فيكوا. هاا؟

ادم كان عارف ان هدهد باب لو اتفتح عليه هيقلب لباب جهنم و يوقع كل حاجه و يقلب الدنيا! باب لازم يتقفل!

هدهد ورا الباب اخدت نَفس عنيف مكتوم و ادم بص بطرف عينيه عليها ورا الباب و نقل عينيه بينها و بين الظابط.
بصتله بنظره غريبه و هو بصّلها بنظره اغرب ظهر فيها قدامه على وشها فلاش غريب لا وقته و لا مكانه خدّر عقله و خلى دقات قلبها بتسرّع مع حركة إيده اللى بتسرّع ناحيتها من غير تفكير فجأه و،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة