قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الثامن

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الثامن

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الثامن

الرائد منير بص لأدم بتحذير: ماهو يا انت يا هى! حد فيكم هيشيل الليله. يا هتدلنا ع البت يا هتلبس انت و البت ساعتها مش عايزنها اشبع بيها!
ادم حرّك إيده على وشه بقلق بجد و الرائد منير بصّله بغموض يتفحص ملامحه بدقه: جلنا بلاغ من المستشفى ان الراجل مات من نص ساعه بس. و السرقه زى ما قلبت شروع ف قتل الشروع قلب لقتل حقيقى و القضيه مفهاش ثغره. متفصله و مستنيه اللى هيلبسها فيكوا. هاا؟

هدهد ورا الباب اخدت نَفس عنيف مكتوم و ادم بص بطرف عينيه عليها ورا الباب و نقل عينيه بينها و بين الرائد منير.
بصتله بنظره غريبه و هو بصّلها بنظره اغرب ظهر فيها قدامه على وشها فلاش غريب لا وقته و لا مكانه خدّر عقله.

هدهد انكمشت على نفسها بتضم دراعاتها حوالين نفسها و دموعها اللى لمعت ف عينيها نزلت بسرعه. دقات قلبها بتسرّع مع حركة إيده اللى بتسرّع ناحيتها من غير تفكير مسك حرف الباب بحده و وقف ف وشه.
ادم رفع إيده ع الباب ببرود يشوّش بيه الظابط انه لو فيه حاجه مش مظبوطه مش هيتعامل ببرود كده: معاك اذن نيابه يا باشا؟

ادم كان بيماطل معاه يديها فرصه تتحرك بعد ما زق الباب قفله نص واحده و الرائد منير فهم من هيئة ادم و شكل حوارهم إنه مش هياخد حق و لا باطل معاه.
هيزق ادم و يدخل قطع حركته العسكرى طالع من وراه من تحت ع السلم.
الرائد منير انتبهله: فتشت الحته كلها يابنى؟
العسكرى هز راسه بسرعه: و سيبت المعلومات اللى عرفناها عنها بمواصفاتها و لبسها لو اتشافت ف الحته يتبلّغ عنها
الرائد منير هز راسه: كويس. ايه الدوشه دى؟

العسكرى: يا باشا الحته اتقلبت تحت اول ما سألنا ع البت. و جوم ورا البوكس على هنا.

ادم لمح هدهد لمحه خفيه و هو بيقرب قصاده للباب اللى هي وراه و الرائد منير براه و استغل انشغال الرائد منير مع العسكرى للحظه و هو مديله ضهره و مسك قبضة الباب تمم قفله نص واحده.
شاور بعينيه لهدهد اللى فتّحت اوى ببلاهه و بتبلع ريقها بإبتسامه هتطلع بصوت خلت ادم بتلقائيه حط إيده على راسه بغيظ.

بص لسحر و بص ع الارض و هي فهمت ف شدت هدهد و ميلت ع الارض زحف و استغلوا الباب اللى اتقفل نص واحده و اتحركوا بسرعه لجوه. دخلوا اقرب فتحه قابلتهم و هي فتحة المطبخ و بمجرد ما دخلوا سمعوا دوشه برا و سحر خرجت بسرعه.

الرائد منير بص كان خلص كلامه مع العسكرى و بص وراه شاف ادم قفل بابه تقريبا ف وشه ف زق الباب بحده: افتح الزفت ده انا مش بستأذنك و لا واقف احكّى معاك
ادم وقف و ربّع إيديه ببرود كإنه بيماطل شوية وقت: معاك اذن نيابه؟
الرائد منير زعق: انت هتستهبل يالا؟ انا بقولك انت متهم ف جريمة قتل
ادم كرر سؤاله بنفس لهجته: و انا بقولك معاك اذن نيابه؟

الرائد منير مكنش معاه فعلا اذن النيابه بإحضار ادم و لا اذن تفتيش لإنه ملحقش يعمل ده. هو بعت العسكرى ورا نسناس و العسكرى اول ما خرج و شاف الإسكوتر مع نسناس دخل للرائد منير بلّغه ف خرج وراه بسرعه.
ادم كان فاهم كويس من شكله انه جه غفله ف إبتسم بسخريه: هو انت اما كنت بتقولى انى مش شايف شغلى كويس. كنت تقصد نفسك؟

الرائد منير بصّله بعنف و ادم خبط جبينه بسخريه: اوووبس. تصدق كنت فاكر انك تقصد. لا عندى انا دى يا باشا. متأسفين يا حكومه.

ادم كان بيماطل معاه عشان عارف نهاية الحوار فين و هي انه كده كده هيدخل يفتش و الرائد منير شبه فهم ف زق الباب بحده و دخل لجوه.
شاور للعساكر حواليه: اقلبوا المخروبه دى. فتشوها حته حته
الكل اتفرّق ف كل ناحيه يفتش و الرائد منير وقف قصد ادم بسخريه: اما انت يا خفيف لو البنت طلعت من هنا و حياة أمى لا اطلّعك معاها بزفه.

ادم رفع راسه لفوق ببلاهه و صفّر و الرائد منير وقف بترقب لحد ما اول عسكرى خرج: مفيش حد هنا يا فندم
الرائد منير بصّله بحده و بص لعسكرى جاى وراه اللى أكد كلامه.
ادم ضحك بصوت قصد يبيّن نفسه بيوطيه و الرائد منير بصّله و بصّلهم و شاور للشقه جوه: تعالوا ورايا
دخل فتش بنفسه ملقاش حاجه. و هو خارج عدّى على فتحة المطبخ و لمح الستاره ف شدها و دخل.
ادم نظراته الثابته إبتدت تزوغ و بيدعى ف سره.

الرائد منير بص حواليه و رفع مفرش ترابيزه ف نص المطبخ!
ا
الحاجه صافيه مع امينه متابعه نظراتها بتدقيق: انطقى. مكنش لازم اوثق ف واحده بلغت عن جوزها قدام عينى و قالت اكده بعضمة لسانها. بس هسألك لأول و اخر مره خونتى ولدى و لا لاه؟
امينه ردت بإستفزاز و هي بتقرب منها: خونته. و لو يرجع بيا الزمن هخونه تانى بصوباع رجلى حتى مش بجسمى.

الحاجه صافيه كتمت غضبها مع انفاسها و بصت ع العيال و بصت للمسدس و بصت لأمينه و فجأه ضربتها بالقلم على وشها بمنتهى العنف.
بصتلها بقرف: هستنى ايه من واحده زيك. العيال دى معتيش هتشوفيها. و انتى اللى هتندمى. معاكى لحد بكره تفمرى ف عرضى و تنسى عرضك ده خالص و يا تقوليلى مين فيهم عيلنا و تاخدى عيلك و تهملينا يا انتى و هما هتهملوا الدنيا بحالها و الله يعوض علينا ف لحمنا و ضرتك قادره تجيبلنا غيره.

ميلت شالت العيال و خرجت لبرا و شاورت لاتنين من الشغالين دخلوا لامينه كتفوها و نزلوها تحت ف اوضه ف البدروم بتاع البيت.
الحاجه صافيه كانت قاصده تجمد قدامها بعد ما حست ان ضعفها قدامها و تنازلها هيجيب نتايح عكسيه تماما.

ف شقة ادم الرائد منير دخل المطبخ و ادم نظراته الثابته إبتدت تزوغ و بيدعى ف سره.
الرائد منير بص حواليه و رفع مفرش ترابيزه ف نص المطبخ!
ادم اتريق يغطى ع الموقف ف شد هو كمان مفرش ع الرخامه و بص تحته و رجع فرده تانى بإستخفاف.
الرائد منير نفخ بحده و خرج و ادم وراه.
الرائد منير بص لأدم بحده: يلا معايا يالا
ادم ببلاهه: على فين يا باشا؟
الرائد منير رد بتهكم: ع السخنه يا خفيف.

ادم كعمش بوقه و هو بيشاور بخفه: لا انا سخن لوحدى
الرائد منير زعق و شده زقّه لبرا و ادم رجّع نفسه منه قبل ما إيده تفلت بسخريه: لاا ماهو انت متعرفنيش. كده ازعل. يعنى جيت و نفضت الباب و دخلت و شتمت و فتشت و سكتت عشان بعتبرك ضيفى. لكن إيدك تطول هعتبرك ف كتاب حياتك ضيف شرف.

الرائذ منير اتنرفز بعصبيه: انت جاى معايا جاى. و تصدق من الفكرتين اللى حطتهم قدامك عجبتنى فكرة اشيّلك الليله. اهى دخلت دماغى و انت اللى جيبته لنفسك
ادم كان واقف ببرود: انت لا معاك تصريح نيابه و لا اذن تفتيش. و انا اللى ممكن اشيّلك قضيه و انت واقف دلوقت.

الرائد منير بصّله بعنف و بص على نسناس: تمام. و صاحبك عندى لحد ما يجيبك هو لعندى. و اذا كان على اذن النيابه متقلقش.

ادم كعمش وشه بسخريه و هز راسه بإستفزاز و قفل الباب.
الرائد منير نزل جارر نسناس وراه و شاور للعساكر: تفضلوا الاربعه و عشرين ساعه هنا. تحت بيته و اى مكان ممكن يروحه لحد ما اتصرف.

شد نسناس من وسط الناس الملمومه و الحته اللى اتقلبت و حدفه ع البوكس و نسناس بصّله: يا ريس انت مقدرتش ع الحمار
الظابط زقه للبوكس بعصبيه و اتحرك.
العسكرى قرب منه: دول اللى لقيناهم من العيال اللى كانت موجوده ع القهوه يوم الحادثه
الرائد منير بص على كذا واحد ف إيد العسكرى و شاورله ع البوكس: خدهم مع الحمار ده لحد ما نوصل للباقى.

ادم كان متابع صوتهم من ورا الباب لحد ما فهم انهم مشيوا. راح من ورا شباك إتأكد من خروجهم من الحته كلها و رجع.
بص لسحر و إتلفّت حواليه: هي الداهيه دى راحت فين؟
سحر رفعت كتفها: معرفش انا سيبتها ف المطبخ اما صوتكم عِلى برا خرجت لا يكون في حاجه
ادم رفع حاجبه و نزّل التانى: مطبخ! تكونشى إستخبت ف حله؟

دخل و بيلف ف المطبخ بحذر لحد ما لمح شباك المنور تحت الشفاط قبل ما يزقه يفتحه بص من ورا قزازه شاف اصابعها متعلقه بأخر السور ورا الشباك و رجليها متشعبطه ف الهوا.
هدهد كانت فتحت باب شباك المنور تحت و طلعت برُكبها ع البوتاجاز و نطت منه و فضلت متبته إيدها ف سور الحيطه وراه بإيد و التانيه مدتها بحذر قفلت الشباك.
ادم اول ما شاف المنظر كتم ضحكته غصب عنه و فتح الشباك بحذر.

هدهد شهقت بخضه كانت هتفلت: يخربيييتك
ادم ميل بسرعه لقفها بقبضة إيده و هي تبتت بإيدها الاتنين ف إيده: ده انتى حيلتك دماغ لا شغاله ولا بتنام
هدهد ضحكت ببلاهه و ادم كان هيطلّعها بس بمكر نزل بجسمها بسرعه و هي بخضه تبتت فيه: يا حيوان
ادم برّق بغيظ: انتى لسانك مضرب حتى و انتى فار ف نفسك كده؟ تصدقى متستاهليش اللى عملته معاكى
هدهد رفعت وشها بالعافيه بغيظ: طلّعنى يا زفت. وقت سهرايه ده؟

ادم بغيظ: زفت؟ تصدقى متستاهليش غير موته زى دى. تتحدفى منها تموتى محشوره ف حته ضيقه زى الصورصار اللى طلع من البلاعه ميموتش غرقان راح اتضرب بالشبشب.

هدهد رغم انها متعلقه ف الهوا بترفع وشها تبصله بغيظ: لالا يا استاذ ادم. ده انت. ده انت ارجل من اللبانه الدكر، اتنيل اخلص بقا
ادم ضحك غصب عنه و رفعها و قبل ما تمسك ف الشباك ميّلها بسرعه لدرجه غاظتها: يخربييتك
ادم رفع حاجبه بإستفزاز: بس ايه رأيك ف الماسكه دى؟
هدهد بغُلب بتتكلم بالعافيه: بطل. اخلص بقا يا استاذ ادم.

ادم ضحك غصب عنه و هيتكلم شافها بتحرك رجليها ف الهوا بمحاوله ترفع نفسها و هتفلت منه ف بسرعه رفعها لفوق قصد فتحة الشباك. مسكت فتحة الشباك بكفوف إيديه و راسها بصدرها اعلى من الفتحه و رجليها متبته ف الحيطه.
ادم ميل ركز دراعاته على الشباك و بصّلها بإستفزاز و كعمش وشه: الله يحنن
هدهد بمحايله بتبص لتحت و تبصله: يا استاذ ادم
ادم رفع حاجبه: شووف ازاى. ما كنت من شويه شاذ و حرامى و هجام و بلا ازرق.

هدهد ضحكت بغيظ: لالا. مين الحماره اللى قالت كده؟ ده انت زينة الشباب و فخر الحته. ده انت. انت. انت بطل. طلعنى بقا
ادم شاور بودنه ناحيتها: مسمعتش. انا ايه؟
هدهد بغيظ بصتله: بطل يا استاذ ادم
ادم بصّلها بإستفزاز و كعمش وشه و هو بيهز راسه: لالا. مش حاسسها. حاسسها كده مصلحجيه و انا اكره ما عليا المصالح.

هدهد بصتله بغيظ و ف خفه بصتله بمكر و ضربته براسها ف قورته خلته اتهز لورا و رفع دراعاته من على حرف الشباك. قبل ما يقرب كانت هي رفعت كفوف إيديها اللى ماسكه سور الشباك و دخلتهم جوه و ميلت بجسمها من الشباك ركّزته ع الرخامه جنب البوتاجاز. ادم إستسلم للوضع و اتحدف بإرادته من ع الرخامه ع الارض عشان تعدى هي مكانه و هي فعلا نفّدت باقى جسمها من الشباك ع البوتاجاز و بتعدى للرخامه جنبه رجلها فلتت ف نزلت على ادم ع الارض.

لحظات غريبه عدت ع الاتنين و الاغرب ان محدش فيهم صرخ من الوقعه و اتقابلت وشوشهم ف وضع غريب!
ادم بصّلها بطرف عينيه: هو الوضع عاجبك و لا حاجه؟
هدهد كإنها بتنتبه او حست نفسها بس اما عينيها اتحركت ف لمحه سريعه عليهم.
ادم حرّك عينيه معاها عليهم و كعمش وشه: هي مش خيبة الأمل راكبة جمل؟ اومال ركبانى انا ليه؟
هدهد برّقت: انت قليل الادب
ادم رفع حاجبه: لاء انا بطل اه زى ما قولتى بس مش كده. عيب.

هدهد زقته بغيظ رغم انه هو اللى كان تحت و عدلت نفسها بربكه: ده انت يدوب اخرك بطل اخضر
ادم ضحك بصوته كله و اتعدل نص واحده و قلبها هي تحت و ركّز كفوفه جانبيها: بقولك ايه. بما انى حاسس ان اخرتى هتجى على إيدك يا اوزعه. ف تعالى بدل ما تدخّلينى السجن دخّلينى حياتك و اسجنينى براحتك
هدهد رغم توترها من انفاسه اللى بتخبط ف وشها من قُربهم الا انها رفعت حاجبها: ادخّلك حياتى؟ ليه هي زريبه؟
ادم: نعممم؟

هدهد اتراجعت بضحكه مكتومه: بقول بصفتك إيه؟
ادم عض بوقه بمشاكسه: دخلينى بس و مش هنختلف
هدهد ف خفه خبطت دراعه من عند كوعه وقعته على ناحيه و عدت بسرعه من ع الارض جريت لبرا: بس يا هجّام يا شاذ يا بتاع المخدرات
ادم ضحك و هو بيعلّى صوته اما بِعدت: طب لعلمك بقا. زى ما بيقولوا هو صحيح انا مقدرش اجبلك من الدهب كفه و لا من الياقوت كفه. بس بتاع المخدرات ده ممكن يجبلك من الحشيش لفه.

حنين كانت بتقرا المذكرات اول ما وصلت لسؤال ام حمزه لأمينه قعدت بتلقائيه ع الارض او بمعنى اصح رجليها اللى خانتها. غمضت عيونها و إبتدى شريط عرض قدامها من لحظاتها مع ولادها. ادم و هديه.

لقطات من اللى ذاكرتها اسعفتها بيه من شريط حياتها مع هديه و هي بتشاركها و تعيش معاها اللى مش فاكره اذا كانت عاشته ف نفسها و لا لاء. و موازى له لقطات و لمحات مع ادم. مش عارفه تفرّق ف الاحساس. اللمحات بتدخل ف بعض و تقرب و تبعد و تظهر و تختفى قدامها و غطى عليهم مشهد محفور من سنين افتكرت و نسيت الف حاجه و حاجه الا هو. كوابيسها مسمحتلهاش ابدا تنساه.

إبتدت تترعش و تترعش لحد ما رعشتها قلبت تشنجات و جسمها بيتنفض.
عينيها بتزوغ و الكلام بيبهت و يوضح قدامها. بتقاوم بصعوبه كإنها بتجرى ف نفق ضلمه و خايفه يتسد ف وشها قبل ما توصل لآخره و تخرج للنور.
الورق وقع من إيدها ف محاوله ضعيفه تتبت فيه و حالة التشنج بتزيد و تشد لحد ما صرخت بعنف هزت المكان كله حواليها.

حمزه كان نايم فوق بمجرد ما سمع صوتها اتنفض. إفتكر كابوس من كوابسها و صرخته اللى متعود عليها بس بص جنبه مشافهاش.
حسس ع السرير بخوف و للحظه قلبه إتنفض من فكرة غيابها! بُعدها حتى لو موجوده!
محسش بنفسه غير برا الاوضه بينزل بجنون ف اللحظه اللى أمه كمان خرجت من اوضتها بتنزل و إتقابلوا ع السلم.
أمه بصتله بتوجّس: في ايه يا ولددى؟
حمزه هز راسه و مقدرش ينطق و كمل نزوله.

أمه بصتله من فوق السلم بحسره و هو وقف ف نص البيت و عينيه بتلف البيت كله بحذر لحد ما سمع همهمه و صوت مش مفهوم ف راح وراه لحد ما وصل للمكتب.
فتح بسرعه و إتسمر مكانه من منظرها. هيئتها.
حنين راقده و جسمها واخد وضع الجنين ف بطن امه و بتترعش و تتنفض و بتصرخ صرخات مكتومه.

حمزه قرب بسرعه ميل على ركبته جنبها. بيحاول يعدلها مش عارف. مسك إيديها الاتنين اللى محاوطه صدرها بيهم و مخشبين و حاول يفكهم مش عارف. لمح بينهم ورقه متبته عليها من غير ارادتها. بصّ للورقه بتوجّس و بص لحنين اللى جسمها بيتنفض و شدها عليه ضمها لصدره و شدد على حضنها.

و هي ف حضنه و عيونه المتعلقه بيها بصت حواليهم بتوهان و شاف الورق مفرود حواليهم و من على كل ورقه لمح كلمه رسمت معاها فلاش لمشهد بمنظره و مكانه قدامه. سلاح. تهريب. دم. فلوس. رصاص. قتل. هرب. اغتصاب. ادم. هديه!

بتوهان من وسط الدوشه اللى اترسمت حواليه بصّلها و هي من بين شهقاتها رفعت وشها من على صدره و عيونها اللى فتحت بالعافيه نزلت منها دمعه اتكلمت عن الموقف كله و إتقابلوا ف نظرة عتاب شبه البؤره اللى سقطوا فيها و يا تكون النهايه و يتدفنوا فيها يا تكون فيها حياه جديده بحكاوى جديده و تكون البدايه: إبنى يا حمزه! مين فيهم منى؟ ادم و لا هديه!

الرائد منير ساب ادم و رجع القسم و فتح التحقيق و اخد اقوال العيال اللى كانت ع القهوه بما فيهم نسناس اللى انكر كل حاجه بما فيهم الاسكوتر و هدهد و حتى علاقته بأدم شفّرها بغموض.
الرائد منير خبط ع المكتب بحده: يعنى ايه يالا؟ انا شايفك و انت طالع من القسم بالإسكوتر و اللى رقمه قال انه بإسم ادم
نسناس: ايوه فين المشكله؟
الرائد منير: انت انكرت علاقتك بيه ف الاول.

نسناس: محصلش. انا قولتلك ليا صحاب هناك و بروحلهم كتير و وارد جدا ان ادم يكون واحد منهم
الرائد منير بص لرجالة القهوه: الواد ده و الحمار التانى كانوا ع القهوه معاكوا صح؟
واحد منهم رد و كلهم شاوروا اكدوا الكلام: اه هو و ادم كانوا موجودين.

الرائد منير بص لنسناس بإنتصار و نسناس هز راسه بتصنع الاستغراب: و هو انا نكرت؟ انا قولت ليا صحاب هناك و قولت قابلتهم ع القهوه و ادم منهم. منكرتش ده. لكن اللى انكرته هو انى هرّبته يوم الحادثه او هو كان ملطوط من الحوار ده من الاساس. انا و ادم صحيح اتقابلنا ف اليوم ده و كنا ع القهوه و اه شوفنا حوار البت من اوله لكن وقفنا و اتفرجنا زى الكل و مجبناش اخره.

الرائد منير رد بسخريه: ليه بقا؟ واحده و غريبه عن الحته و بتجرى طب من باب الفضول مجريتوش تشوفوا في ايه!
نسناس: من الخناقه اللى حصلت. ادم اتخانق مع صاحب القهوه
الرائد منير: ليه بقا؟
نسناس: عشان راكن الاسكوتر قدام القهوه و صاحبها زرجن و مسكوا ف بعض
الرائد منير وقف و اتحرك قصاده بتصيّد: حلوو. يعنى الاسكوتر كان موجود اهو.

نسناس: و كان على باب القهوه مش ف الشارع العمومى و لا انا جريت و جيبتهوله. و ممكن صاحب القهوه يشهد. اما عن البنت ف انا اكيد مش هسيب صاحبى و اجرى ورا عيله معرفهاش
الرائد منير رن جرس للعسكرى اللى دخل و إداله ورقه و هو بص فيها و اخدها و قام: و طلعلى كمان اذن ضبط و احضار لصاحب القهوه.

الرائد منير خرج و رجع لمكان ادم. دخل الشارع و قبل ما يتحرك لشقته شافه ع القهوه وسط الكل. شاور للعساكر اللى كان سايبهم حواليه و راح عليه.
ادم عمل نفسه بيشرب شاى مش واخد باله لحد ما الرائد منير وقف قدامه و إتريق: انت فاكر اما تعمل فيها اهبل ده هيهزنى؟
ادم رفع حاجبه بسخريه: ليه يا باشا هو انا طبله ههزك!

الرائد منير مسك ضهر الكرسى اللى قصد ادم بحده و ادم كعمش وشه و اخد شفطه من الشاى و حطه بسرعه و وقف: و الله ما انت قاعد. انا عارف مسئولياتك. يلا
الرائد منير كتم نَفسه بغضب و اتحرك بأدم للبوكس.
ادم بص للبوكس بإستخفاف و فتح الباب من قدام و الرائد منير زقه بحده لورا: اركب يا خفيف.

ادم ركب و بيكتم انفاسه بغيظ من منظره قدام الكل ع القهوه بيتفرج. رفع وشه للسما و تمتم بخفوت تعدى على خير و بيلف السما كلها بوشه نازل بعينيه ببطئ ع الارض شافها و عينيه لقطتها من وسط الدوشه اللى حواليه فوق ف بلكونه بعيد بتبصله بخوف حقيقى.
ادم بتلقائيه اتكّلها على عينيه من غير ما يحس و هي إبتسمت إبتسامه هاديه بتقل شويه بشويه لحد ما البوكس عدّى من قدامها تحت و اختفى.

بمجرد ما حنين نطقت سؤالها اللى ترجم حالتها و لو بشكل مبهم مش مفهوم للكل هي عرفت منين بس اتفهم انها عرفت حقيقه كانت متداريه عنها من زمن.
الحاجه صافيه بصت لحنين قوى و صورتها هي قاعده مكوّره ع الارض قدامها دلوقت بهتت شويه شويه و غطى عليها صوره من اكتر من خمسه و عشرين سنه لأمينه و هي قاعده ع الارض قدامها.

ف غرفه ف بدروم البيت تحت امينه قاعده ع الارض و ايديها مربطه ف بعض و بوقها متكمم.
الحاجه صافيه اخدت نَفس طويل و حاولت تربط على اعصابها و دخلت.
امينه شبت بجسمها و بصتلها بكُره.
الحاجه صافيه حطت اللفه اللى فيها ادم و هديه قدامها و ركنت جنبها و بصتلها بتفحّص تتابع نظراتها ف خفى.
امينه فضلت باصه للحاجه صافيه جنبها و عينيها محودتش عنها و لا حتى للعيال.

الحاجه صافيه اتحركت من جنبها على العيال قصادها بحيث تشتت نظراتها بس امينه مبصتش عليهم. هي فاهمه كويس اوى حماتها قاصده ايه و عايزه توصل لإيه!
و هي مش هتوصلها للى هي عايزاه. دى مرضيتش تدافع عن نفسها و تمحى وصمة الخيانه من عليها عشان تحمى ضناها. و تحمى نفسها.

هى عارفه انها ف نظر ام حمزه مخطئه كده كده و خاينه عشان بلغت عن جوزها و اتسببتله ف قضيه و كانت هتحبسه و عارفه ان ام حمزه مكنش هتسيب حق ابنها و هتنتقم منها على بلاغها عنه و اقل حاجه هتطلقها و عشان مبيرموش لحمهم هتاخد منها ضناها و تطلقها و لا يمكن هتسيبهولها او تسيبها على ذمة ابنها ده ف اقل الخساره و ان مقتلتهاش اصلا! استحملت ان يكون الحل الوحيد قدامها اللى ميحرمهاش من ضناها و يحميها من حماتها هو انها تأكد فكرتها و ان العيل مش ابنهم تقوم هتجى دلوقت و تكشف نفسها بنظرة عين!

ام حمزه كتمت لهيب انفاسها جواها و فهمت انها فشلت تثير عاطفتها كأم اما تقلقها على عيلها بكلامها اخر مره و انها متلهفتش حتى تلمحه!
مكنش قدامها غير الحل التانى. حاجه اقوى!
خرّجت المسدس من جيبها و شاورتلها بيه: فكرتى يا امينه؟
امينه بصتلها برفض: انا رديت عليكى من وقتها يا ام حمزه. يا ست ادم
ام حمزه بصتلها قوى و اتحركت ناحيتها بسرعه شدت دراعها: اشمعنى ادم!

امينه ضحكت بقوه بشماته و الحاجه صافيه هزتها بعنف مع كلامها: انطقى. اشمعنى قولتى ست ادم؟ مافى معاه بت كمان. عشان ادم ولدك انتى ف بدتيه ع البت و ناديتى بيه؟ اكده و لا لاه؟
امينه ضحكتها زادت بقوه و هي اتحركت بلغبطه: لاه. اكده. و لا. و لا. و لا عشان تتوهينى عن البت و هي اللى بتك؟
امينه بصتلها بشماته: لساكى معرفتيش عاد؟ صحيح يا ولاد اعمى القلب اعمى عاد و لو كان بصير.

الحاجه صافيه اتعدلت قدامها بشك: عرفتى منين انى سميت الولد ادم؟ ده ولدى نفسه لساه معاودش مع ضرتك من المستشفى و مكتبهوش
امينه بصتلها و نظراتها احتدت بجديه: عشان خابره انك هتسميه على اسم خوكى اللى اتقتل. شوفتى انا فاهماكى زين كيف. ف متحاوليش بقا
الحاجه صافيه اتنفست محبطه بغضب و تمتمت جواها: يبقى يعنى عشان مخابراش اسم البت؟
امينه بصتلها و هي شاورتلها بالمسدس: هتهربى بعمرك و لا هتسيبهولنا عاد؟

امينه زقت المسدس بوشها بعيد: قولتلك مامشياش من اهنه و مهتعرفيش مين ف العيال ابن مين. مهاخطرش بروحى و روح ضناى عشان واحده زيك
الحاجه صافيه: و انا لاخر مره هقولهالك عاد. لو عايزه تنفدى من اهنه بضناكى خديه و هملينا و معاكى سلاحنا ضمان تخرجى من اهنه على رجلك
امينه هزت راسها بعدم ثقه: لاه
الحاجه صافيه سكتت لحظات و الصمت غطى على المكان بيهم لحد ما فجأه رفعت المسدس و وجهته عليها و العيال قدامها.

امينه بصت ف عينيها قوى و شافت نظراتها مهزوزه او محاولاتها ف انها تبان ثابته.
ابتسمت بسخريه ابتسامه استفزتها خلتها ضغطت ع الزناد ببطئ تتابع نظراتها و رد فعلها.
امينه ثابته او عينيها اللى ثابته على عيون حماتها و متحركتش حتى.
الحاجه صافيه ضربت طلقه و قبل ما تخرج بثوانى حودت المسدس شويه لفوق خرّجت الطلقه من الشباك اللى ورا امينه بالظبط!
امينه ضحكت بشراسه: قولتلك مهتقدريش عاد.

الحاجه صافيه بصتلها بغضب مكتوم ان كل محاولاتها تعرف الحقيقه بتروح ف سكة الفشل.
امينه بصتلها بإستفزاز: ده انا قولت ان عقلك يوزن بلد عاد تقومى تعملى الحركه الصغيره دى! اخسس عليكى يا حماتى
الحاجه صافيه بصتلها بجمود: غلطتى انى استنيت عليكى كل ده.

امينه ضحكت بإستفزاز: انتى كنتى مستنيه عليا عشان البلد كلها عرفت ان الحكومه اتهمت ولدك و حققت معاه عشان جالها بلاغ من بيته و خاصة رجالته اللى عرفوا فلو اتقتلت مَرته وقتها او حتى اختفت ف وقتها هيتقال و يتعرف انها هي اللى خانته و بلغت عنه و ده هيهز صورة كبير البلد قدام رجالته و يهز هيبته و محدش هيحترمه و ده هيجرأهم عليه ف كان لازم تستنى يا حاجه.

الحاجه صافيه بصتلها قوى و امينه ضحكت بقوه: مش بقولك فاهماكى عاد. ده محدش ف الدنيا فاهمك قدى. و لا حتى ولدك
الحاجه صافيه بصتلها بغضب و ميلت اخدت العيال و اتحركت للباب تخرج.
بصتلها بكُره: انتى اللى هتندمى
امينه: بس هفصل عايشه. انا و ضناى. هيفضل ف عزكوا و خيركوا. مش هيتحرم منيه. و لا انا كمان. و مسيرى راجعه و ضناى مسيره يعاود لحقه
ام حمزه بصتلها و قبضة إيدها اشتدت بعنف ع المسدس ف ايدها.

كلام امينه هز تفكيرها شويه صغيرين: حقه ف ايه؟ هو ضناكى من لحمنا عاد عشان يبقاله حق عندينا؟
امينه كانت عارفه انها لو نطقت اه بعدها بلحظه مش هتسمع غير صوت رصاصه بتنهى الحكايه بحياتها و اتأكدت من ده من نظرات حماتها قدامها.
ف هزت راسها بقوه تثبت نظراتها: حقى. مسيره يعاود لحقى يا ام حمزه
ام حمزه كزت على اسنانها بغضب و اخدت العيال و خرجت!

الحاجه صافيه نظراتها رجعت توضح تانى واحده واحده و صورة امينه اختفت من قدامها و رجعت شافت جنين ف حضن حمزه بيحاول يفوّقها.

ادم راح مع الرائد منير ع القسم و إبتدى التحقيق معاه.
الرائد منير إتعصب: ولاا. لو فاكر نفسك ناصح و بتعرف تلعب بالكلام و تعيد و تزيد فيه انا ممكن العب بيك انت نفسك
ادم كان بيحاول يبقى هادى اد ما يقدر: يا باشا انت اللى بتعيد نفس السؤال بعد ما تغيرله هدومه. ف طبيعى تسمع نفس الرد
الرائد منير زعق: الاسكوتر اللى كان ف الحادثه بتاعك؟

ادم: نقول تانى. محصلش. الاسكوتر بتاعى كان قدام القهوه ساعتها و انا معاه. انت نفسك عديت علينا و سألت ع البنت و محدش فينا جاوبك عشان محدش فينا كان اتحرك.

الرائد منير إبتسم بإصفرار: محصلش. مشوفتكش معاهم
ادم: اسأل صاحب القهوه و كل اهل الحته اللى كانوا واقفين. ده انا اللى كنت بتخانق
الرائد منير نفخ: و هما بردوا اللى شافوا البنت و هي بتهرب ع اسكوتر
ادم: مش بتاعى
الرائد منير زعق: ولا. العسكرى قال ان الاسكوتر كان شبه بتاعك بالملى
ادم اتريق: يا باشا هو في اسكوتر بالجبنه و في اسكوتر بالقوطه؟ هو بيتاخد بالشبه؟ انت عارف مصر فيها كام اسكوتر؟

الرائد منير هيتعصب ادم كمل: طب عارف الدرّاسه لوحدها فيها كام؟ مش معقوله كل واحد من دول له شبه لوحده.

الرائد منير نفخ عشان كلامه فيه جزء من الصح: عموما انا القضيه كده بالنسبالى خلصت. الباقى بقا شغل نيابه
ادم عشان كان عارف هو بيقول ايه كويس و مرتب الحوار قبل ما يجى كان هادى: بص يا باشا. الاسكوتر معاك رقمه و مشتبه فيا عشان نفس الرقم يبقى حقك تعمل اللى عايزُه. غير كده يبقى بتضيع وقتك
الرائد منير رد بتهكم: و هو لو معانا رقمه هسيبك!
ادم كعمش وشه: تبقى بتضيع وقتك.

الرائد منير بص للعسكرى: هات الرجاله اللى اتاخدوا من ع القهوه. و هات الحمار اللى كان معاه
العسكرى خرج و شويه و دخل بنسناس و الرجاله. نسناس قبل ما ينطق منير شاورله يسكت.
الرائد منير بص لأدم بغموض: انت عارف ان صاحبك اعترف عليك؟ قال انك انت اللى رسمت الليله كلها اصلا للبنت.

ادم كعمش وشه ببرود و مبصش لنسناس و لا حتى للرائد منير عشان فهم انه بيستفزه: يقول. هو الكلام اليومين دول عليه جمارك يا حكومه و انا معرفش؟
الرائد منير سكت شويه بغضب و بص للعسكرى: جيبت الريس؟
ادم رفع حاجبه: يا باشا هو الريس فاضلنا؟
نسناس ضم بوقه ببلاهه: اخيرا رضيت عليه. ده هو اللى ملبسنا هو. هو اللى مقلعنا هو هو
الرجاله كلها ضحكت و الرائد منير بصّلهم بعنف سكتوا و بص لنسناس بحده.

ادم همس لنسناس من بعيد: هو قلّعك و لا حاجه؟
الرائد منير خبط ع المكتب بغضب و العسكرى دخل بأيوب اللى بيتهز بخوف.
ادم بص وراه لإيوب و اتحرك بيضحك بتريقه: عم ايوووووب
نسناس عض بوقه و هو بيرفع حاجبه: كنت عارف ان الراس الكبيره ف الاخر هتطلع البوص
ادم قرب من ايوب مد إيده يسلم و طقطق كف إيده ف إيده: كل ده و انت الريس يا ريس؟ طب فاكر اما كنت انا الريس و انت مش الريس يا ريس؟

الظابط وقف بغضب اندفع وسطهم فصلهم و زق ادم و نسناس ورا و وقّف ايوب جنب مكتبه: اخرس ياد انت و هو يالا. هي سويقه؟
نسناس همس لأدم بعد ما قصدوا يتزقوا جنب بعض: تفتكر هيكحلها و لا هيعميها؟
ادم همس: لا ده مبيعرفش يكحلها. ده بيعميها على طول
نسناس: الله يطمنك. على كده هبقى ابعتلك سلامات من الزنزانه اللى جنبك
ادم هرّج بهمس و هو بيقلب بوقه: سلامات سلامات سلامات. انت هتوحشنى بالذات.

نسناس كمل معاه: سلامات. سلامات. سلامات سلامات سلامات هبقى ابعتلك جوابات
الرائد منير مكنش سامعهم بس حاسس وراه بهمهمتهم ف قطع كلامه مع ايوب و إلتفت لهم بحده و ادم شاور على بوق نسناس و رفع للرائد منير صوباعه لفوق و شاورله على ايوب.

الرائد منير رجع بعينيه لأيوب بغضب كتمه: قاعد فين يالا؟
ايوب رد بتوتر: ع القهوه
الرائد منير بغضب: قصدى ساكن فين؟
ايوب اتلغبط: اه اه. ف القهوه
الرائد منير بصّله و هو صحح بتلعثم: قصدى فوق القهوه
الرائد منير: و شغال ايه؟
ايوب رد ببلاهه: ف القهوه
ادم بص لنسناس و الاتنين ضحكوا ف همس واحد.
الرائد منير بصّلهم بحده و بص لأيوب: ايه اللى حصل وقت الحادثه؟
ايوب بتوتر: حادثة ايه يا بيه؟
الرائد منير زعق: ولااا.

ايوب رد بسرعه: يا بيه انا معرفش حادثه. انا ف حالى ع القهوه و مره واحده قامت خناقه و الكل مسك ف بعضه عقبال ما خلصت كانت الحكومه ماليه الحته. انا حتى استغربت عشان كل يومين بتحصل عركه لكن عرفت انها مش للخناقه
ادم همس لنسناس: الحمد لله قولتلك هيكحّلها
الرائد منير بص لايوب: و مين اللى كان بيتخانق عندك ع القهوه؟
ايوب بص لأدم اللى غمض عينيه قوى بغيظ مع رده: معرفش.

ادم همس لنسناس بنفس لهجته: الحمد لله قولتلك هيعميها
نسناس ضحك غصب عنه و ادم فتح عينيه بغيظ.
ايوب بس لأدم و بص للرائد منير اللى اتكلم: يعنى مشوفتش اللى كان بيتخانق؟
ايوب هز راسه اه بسرعه و رجع بسرعه هزها لاء.
الرائد منير: و لا كان بيتخانق معاك انت؟
ايوب رجع هز راسه اه بسرعه و رجع بسرعه هزها لاء.
الرائذ منير بص لأدم اللى عمل نفسه مش شايفُه و بيبص حواليه ببلاهه و الرجاله كلها ضحكت على منظر ايوب.

نسناس قصد يتكلم بتهريج: يا باشا ده حد ياخد على كلامه؟ ده واخد وضع الفيبريشن. ده بقاله ربع ساعه بيهز راسه كإنها هتنزل بلح
قرب جنب ايوب و هو بيتكلم و مسك جنبه و شدد: اظبط يا عم ايوب لا تزعل و افتكر انى قولتلك هتزعل
الرائد منير زعق لنسناس اللى رجع مكانه: ارجع مكانك يالا و متننطقش الا اما اقولك
بص لايوب اللى ادم استغل كلام الرائد منير مع نسناس و بصّله بحده ف اتراجع بعد ما فهم ادم.

الرائد منير عاد سؤاله لأيوب بعد ما لاحظ إنه ملغبط ف ردوده خايف: ركز ياد انت كمان. الواد ده كان عندك ع القهوه يومها؟ انت شوفته يوم الحادثه اصلا؟
ايوب رد بسرعه: اه. اه يا بيه
الرائد منير بصّله بتفحّص: قعد اد ايه و مشى امتى؟
ايوب رد بتوتر: مقعدش. هو ركن الماكنه قدام القهوه و اتخانقنا و قبل ما الخناقه تخلص لقينا الحته مقلوبه. انا حتى افتكرته هو اللى بلغ يشيلنى داهيه. بس لقيت الحته كلها بتقول قتيل.

الرائد منير بص لادم اللى بردوا مش باصصله و رافع وشه ببلاهه و بص لأيوب: يعنى ممشيش؟
ايوب بص لأدم و بص للرائد منير بلغبطه: لاء
الرائد منير بص لأدم تانى اللى لسه رافع وشه لفوق بإستخفاف و بص لأيوب: طب و البت؟
ايوب هيتكلم ادم بتلقائيه من غير تفكير بصّله بسرعه ف ايوب سكت فجأه.
الرائد منير بص على ادم بسرعه لقاه وشه لسه لفوق ف بص لأيوب و إتنرفز: انطق يالا.

حمزه مع حنين ضاممها اوى ف حضنه و كل ما تتنقض يشدد على ضمتها و حواليهم هوس هوس كإن كل حاجه إختفت مفضلش غير انفاسهم صوتها يكسر الصمت المُرعب ده.
حمزه عينيه بتزوغ حواليه بعشوائيه و بتلف وقعت على أمه على باب المكتب بتبصله قوى على سؤال حنين.
حمزه بصّلها قوى و إتقابلوا بذاكرتهم ف مشهد كإن اللى بينهم مرايه مش باب و قسمت صورة المشهد ع الاتنين.

حمزه اما عرف من الدكتور ان حنين محتاجه تقعد يومين ف المستشفى اتصل بأمه يبلغها انهم مش جايين. او هو اللى اتحجج بكده و حب يفتح معاها الحوار تانى بعد ما اعتقد انها هديت و هتقوله الحقيقه!
امه نفخت بغضب: يعنى هتسيب حالك و مالك و تقعد بيها اياك؟
حمزه حاول يرد بهدوء: بقولك تعبانه عاد. مهتقدرش ترجع البيت دلووك
امه زعقت: خلاص ارجع انت
حمزه زعق: ارجع فين و اهمّلها لمين؟

امه افتكرت عرض امينه و حاولت تعمل محاوله واهيه عارفه نتيجتها: لمكان ما لميتها. شوف لميتها منين و احدفها و لا سيبها و هي هتعاود لحالها. الحريم اللى زى دول مهيغلبوش عاد
حمزه اخد نَفس بغضب و كتمه. مش عايز يفوت معاها ف سكة عِند على اعتقاده انها هتشيّل حنين العيلين عقاب لها او خايفه حنين تفرّق بينهم زى ما قالتله.

حمزه رد بخنقه: يا اماه صدقينى حنين طيبه و غلبانه. دى من وقت ما فاقت و هي هتجن على ولدها. انا حتى معارفش اقولها جابت ايه
أمه ردت ببرود: قولتلك قولها جابت تنين. ولد و بنت
حمزه هيرد أمه قاطعته: و بالمره قولها سمناهم ادم و هديه
حمزه كإنه لمح ثغره للكلام يعدى منها: طب ع الاقل عشان شهادات الميلاد. اروح اقولهم ايه مخابرش اسم الام ليهم و لا مين وِلد مين!

آمه تهتهت بضيق لمجرد ان الحقيقه مش بإيدها و عشان كده هيتكتبوا الاتنين بإسم ابنها و هي رافضه ده: يبقى التنيين بإسم حنين
حمزه بلع ريقه بغضب مكتوم: انتى عارفه انتى بتعملى ايه؟
امه كملت: ولدت واحد و إدناها التانى فوقه. عملنا فيها معصيه اياك؟

حمزه اتعصب بشكل غير مبرر قدامها بس قدام نفسه عشان بيتحكم عليه طول عمره ميعرفش مين من العيال من صُلبه: ده إسمه تزوير و اوراقهم دى اوراق خاصه بالحكومه و انا معايزش اعادى الحكومه دلووك عاد. خابره الكلام ده و لا لاه؟
أمه ضحكت بتهكم: و دى اول مره عاد؟ امال لو مكنش شغلك!

حمزه اتنفس بغضب بيكتمه و أمه نطقت بلهجه جافه: ماهو ان مكنش إكده يبقى هتمشى و مش هيبقى غير العيال و تبقى غارت زى اللى غارت قبلها و نفضها سيره عاد
حمزه زعق: تمشى تروح فين؟
امه زعقت قصاد كلامه: قولتلك لحال سبيلها. و لا فاكرنى مختومه على عقلى اياك و مخابراش جايبها منين عاد؟
حمزه بلع ريقه بحذر: قصدك ايه؟

أمه كانت تقصد إنه بيسافر كتير و اكيد بيتنقل من واحده لواحده ف الغلط بس هزة صوت حمزه ف رده خلتها إتأكدت ان الحكايه فيها اكتر من انها واحده عارفها ف الحرام ف سابت ردها متشفر: انت فاهم و مش معنى انى مخدتش رد ناحيتك يبقى مخدتش بالى. امينه ماتت عشان كان لازم تموت مش عشان افضلها السكه و انت رضيت بحنين عشان كان لازم ترضى بلحمك مش عشانها و دى الحقيقه اللى لازم تفهمها و إلا هتزعل منى قوى يا ولدى و انا لحد دلوووك مهرضاش زعلك.

حمزه محسش بنفسه و هو بيقفل السكه. هو صحيح مكنش ناوى يأذى اللى هتخلّفه حنين لكن بردوا مكنش عارف هيعمل ايه. و اخر ما وصل له تفكيره إن اى حاجه هيستقر عليها كانت هتبقى سهله بحالة حنين اللى مخلياها بتنسى و تفتكر يعنى سهل يتصرف و ده هيتمحى من جواها شويه بشويه.
محسش بنفسه غير و هو قدامها و وشها منور قدامه بإبتسامه هاديه.

حمزه انتبه و بص عليها قدامه و بص وراه شاف الباب مقفول و مبقاش عارف هي فعلا النداهه اللى سلبت عقله و لا هو مارد العشق اللى اتولد جواه و خلاه اخترق كل حواجز الظروف العاقه بينهم زى ما اخترق الباب!

حنين بصت لنظراته بإستغراب إتحوّل قلق ف نطقت بصوت مهزوز: في حاجه! إبنى جراله حاجه؟
حمزه إفتكر تهديد امه. كلامها. قبل ما ينطق إفتكر امينه و اللى حصلها. متخيلش حنين مكانها. معرفش.
اعصابه بتشد كل ما يحاول يفتكر او يحاول يتخيل و بيضم قبضات إيده جامد فاق على صوت حنين بتتوجع.
بصّلها بإنتباه شافها ف حضنه و هو ضاممها اوى. امتى حضنها! امتى دخّلها جواه كده!

حمزه ابتدت جسمه يلين مع نظراته و بصّلها بإبتسامه: متخافيش محصلش حاجه
حنين دموعها نزلت بخوف: لاء انت. انت بتكدب. شكلك بيقول كده. انت وشك ليه عامل كده؟
حمزه حدته دابت شويه بشويه لحد ما إتبخرت و إبتسم و اخدها و هي لسه ف حضنه و قعد بيها ع الكنبه: صدقينى محصلش حاجه. انا بس خوفت اما الدكتور قال إنك لازم تباتى انهارده كمان اهنه
حنين بصت ف عينيه تقراهم لقته بيبتسم يطمنها ف اخدت نَفس براحه: طب و إبنى؟

حمزه بغيظ: واه. طب قولى ليه مهيرضاش يخرّجك الليله. اتطمنى على حالك الاول
حنين ردت بلهفه: مش مهم. انا مش مهم. المهم ابنى و لا بنتى. متتخيلش نفسى ف حضنه اد ايه
حمزه إبتسم و شرد شويه ان ممكن غريزة حنين هي اللى توصّله لمين فيهم من صُلبه هو ف بصّلها شويه بتفكير و قرر يخرّجها الصبح و لو مؤقتاً يحل الموضوع ده.
ابتسملها بهدوء: الدكتور بيقول بكره الصبح يتطمن عليكى و تقدرى تخرجى.

حنين نفخت اوى بضيق لدرجة خدودها إتنفخوا بشكل مضحك و حمزه بسرعه قرب باسهم.
حنين ضيقها اتحوّل غيظ و زقت إيده.
حمزه قرصها من خدها التانى بملاغيه و هي ضربت كف إيده بغيظ.
حمزه صرخ بتصنّع: اه، يا بت العضاضه
حنين رفعت حاجبها: انت بتنصب. انا معضتكش
حمزه قرب بسرعه باس شفايفهل خطف و رجع: امال ليه حاسس ان السكر ده لزّق إيدى؟

حنين برّقت بغيظ. متعودتش على قرب حمزه كده. صحيح ذاكرتها بتمحى كل حاجه كل ما تكون مفهوم جديد لعلاقتهم لكن مع كل بدايه جديده بتتخلق معاها علامة استفهام جديده جواها. ليه التحفّظ ده جواها من ناحيته!
حمزه شدها بخطف ضمها لحضنه و اخدها للسرير و هي إستسلمت بقلة مقاومه.

فضلوا للصبح لحد ما فاقت على الدكتور اللى جه اتطمن على حالتها. قعدت كذا يوم و حالتها بتتحسن شويه بشويه لحد ما الدكتوؤ كتبلها خروج و اخدها حمزه و مشى ع البيت.

بمجرد ما خطت من العربيه بصت حواليها بتوهان. بتغمض و تفتح عيونها بسرعه و بعنف كإنها فاقده السيطره عليهم. حمزه بصّلها بحذر و عشان يقفل الموقف شالها و دخل بيها.
دخلوا و شاف أمه اللى اول ما لمحتهم كده وقفت بأسف و هي بتحسم ان قرارها لازم تعرف مين ف العيال من صُلبه كان صح. حمزه عاطفى اكتر من العقل و لو عرف ان امينه خانته و عيلها مش منه مش هيسيبه و هي رافضه ده!

حمزه طلّع حنين على اوضته هو و حطها ع السرير و باس راسها.
هيتحرك مسكت إيده: حمزه انا عايزه
حمزه كمل بغيظ: ولدى يا حمزه. مقدراش يا حمزه. نفسه احضنه يا حمزه
حنين ضحكت على لهجته و صوته اللى رققه و هو كوّرلها إيديه بغيظ: خلاص حفظنا عاد
حنين ضحكت اكتر و هو ضحك معاها و هو خارج و بمجرد ما قفل ضحكته إتقطعت فجأه كإنها هي الشاحن الوحيد له اللى بمجرد ما تختفى يفصل.

لمح أمه دخلت الطرقه و بصت للباب اللى وراه و فهمت إنه دخّلها اوضته ف اتنفست بغضب مكتوم.
حمزه قرب و هي بتقرب لحد ما بقوا قصد بعض.
أمه بحده: بردوا عملت اللى ف راسك؟
حمزه بيحاول يلجم غضبه: دى مرتى
أمه بغضب: و اللى تجى من مكان ما جات مرتك ميبقالهاش مكان اهنه
حمزه كتم غضبه و رد بتهتهه يدارى كذبُه: ليه يا امى؟ انا قولتلك انى اتجوزتها عاد
أمه: بعد ما خلفت و لا بعد ما حِبلت؟

حمزه دوّر وشه لإنه كان مستنى عِدة حنين تخلص بولادتها.
أمه ردت: ده حرام و انا لو عيلنا جوم بالحرام مهربهوش بالحرام
حمزه زعق: الحرام ده انا جربته بكل اشكاله و صوره. ف السرقه و التهريب و الدم و الفلوس و غسيل الاموال. عارفُه و خابرُه زين ف كل صوره. لكن عمره ما كان من اشكاله اللى بيحصل ده. ده اللى حرام
أمه زعقت: ماهسيبش واحده زى دى ف دارى و لولدى. مش بزياده عاد؟

حمزه زعق: الحرام انى ابقى راجل و مقتدر و عينى ف الحلال و اقدر عليه و يتحرم عليا
أمه هزت راسها بأسف و إتحركت تمشى حمزه مسك دراعها: مين فيهم وِلد حنين؟
امه اتخطت كلامه و حاولت تماطل عشان لسه عندها امل الوضع كله يتغير: اصبر شوى ع الشهادات. مهيطيروش عاد.

حمزه كز على كلامه و هو بيخرج: و انا معايزش اعرف عشان شهادات الميلاد
امه ردت بسخريه: عشان الغندوره؟ ايه مهتصدقش حالها انها جابت تنين؟
حمزه كتم غضبه: مين فيهم وِلد حنين؟
أمه اتريقت عشان عارفه ان حمزه ميعرفش حاجه عن خيانة امينه له او حاولت تستشف منه اكتر اذا كان عارف: حتى هتسأل على وِلدها هى. وِلد الحرام. مهتسألش عن الحلال و لا التانى حرام؟

حمزه غمض عينيه قوى بنفاذ صبر و هي اتكلمت بتهكم اما فهمت انه مش عارف حاجه.
إدته لفه بالاتنين: خد. مفيش داعى للزربنه عليهم ملهومش ذنب. كفياهم واحد وِلد حرام و واحد وِلد خاينه.

حمزه بصلها قوى و هي إتكلمت و هي سيباه: و كيف ما قولت. ارجع لعقلك
حمزه اخدهم و دخل عند حنين. و امه بعد ما كانت اتحركت قدامه توهمه انها مشيت اول ما دخل بالعيال اوضة حنين اتحركت ببطئ و رجعت لعند أوضتهم وقفت بترقّب. معرفتش تستفهم من عاطفة امينه بس اكيد هتفهم من حنين! امينه شرانيه بتتلوّن لكن حنين تلقائيه!

حنين اول ما حمزه دخل شايفاه من بعيد لفه على دراعه فقامت بلهفه و بمجرد ما قربت وقفت بصدمه و عينيها ضمت على بعض بإستفهام.
حمزه بصّلها بترقب و بينقل عينيه بينها و بينهم على دراعه و هي اتسمرت مكانها.
حمزه مستنيها تاخد رد فعل و هي دمعت بشكل مهزوز و قربت بتلقائيه رفعت من على دراعه لفه منهم و حمزه بص للتانى على دراعه بشرود.
فجأه الباب اتفتح و الحاجه صافيه دخلت و بصتلهم قوى.

حمزه بصّلها وراه و بص لحنين قدامه و.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة