قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع

حمزه باصص لحنين ترقب و مستنيها تاخد رد فعل و هي دمعت بشكل مهزوز و قربت بتلقائيه رفعت من على دراعه لفه منهم و حمزه بص للتانى على دراعه متوتر.
فجأه الباب اتفتح و الحاجه صافيه دخلت و بصتلهم قوى.
حمزه بصّلها وراه بقلق و بص لحنين قدامه و اتوتر بينهم. قرب من حنين و ابتسم. حاول يبان اهدى قدام امه لا تلاحظ عليه حاجه من الحكايه اللى مداريها جواه و ميعرفش ان جواها حكايه تانيه مختلفه!

حنين كان حمزه شايل ادم ناحيتها و هديه اللى ناحيته لامسه صدره هو رغم ان الاتنين على دراعه. هي بعفويه مدت إيدها اخدت ادم و ميلت راسها باسته و طوّلت ف البوسه اوى كإنها بتتنفسه.
حمزه متابعها بترقب و مش عارف ينطق.
حمزه تهته بربكه: اشمعنى ادم الاول؟
حنين بصتله بإستغراب و هو ضحك بلغبطه يدارى سؤاله: انتى هتحبى الولاد اكتر عاد؟ كنتى هتتريقى ع الصعايده؟

حنين ابتسمت بعفويه و قبل ما ترد عينيها لمحت آمه عند الباب و استغربت نظرات الترقب ف عيونها بتبصلها قوى بتدقيق.
حنين بصدق ردت ببساطه: عشان ادم اللى ناحيتى. هديه على صدرك. خوفت اسحبها و اخطى ادم يقع. بس
حمزه ابتسم لبرائتها اللى حسها ف كلامها و حسها اكتر اما لف وشه لأمه و شاف فيهم جمود و جفاف!

حنين ضمت ادم عليها و قربت منه بتلقائيه اخدت هديه.
حمزه ابتسملها و قرب بحرص: طب هاتى ادم
حنين تبتت فيه اكتر و هي بتضم هديه معاه: لالا خليهم الاتنين
حمزه: هيقعوا منك. انتى لسه خارجه من المستشفى و
حنين بصتله برجاء: سيبهم معايا يا حمزه ارجوك. انا محتاجالهم اوى. محتاجه الملم نفسى فيهم. ابتدى من اول و جديد معاهم.

حمزه بصّلها بإستسلام و إيده اللى كانت بتشيلهم منها رخت و اتحركت بتلقائيه مسكت فيها زيهم: و انا يا حنين؟
حنين ابتسمت و سكتت كتير. عيونها دمعت بشكل معرفتش تترجم سؤالها ف ستبت اللغبطه اللى جواها تطلع.
حنين ضمت ولادها على صدرها و بصتله و اتكلمت بصوت مهزوز: مش عايزه ولادى يطلعوا زيى. نفسى ابقالهم ابقالهم كل حاجه. مش عايزاهم ملهومش حد. لوحدهم. لا اهل و لا ناس و لا عزوه!

قالت اخر كلمه و هي بتضم ولادها عليها و حمزه شدد على ضمة إيده لها و كرر سؤاله بصوت مهزوز بدمعه اتحبست ف عينيه: لا اهل و لا حد؟ و انا يا حنين؟
حنين عيطت: انت حاجه و هما حاجه و محدش بيملى مكان حد جوه حد مهما كانت قوته و مهما نِسى بمزاجه وا غصب عنه. و انا مش قويه. انا ضعيفه اوى
حمزه اتضايق من الجمله اللى ترجمها عليه هو و سليم اكترمن ترجمتها عليه هو و اهلها.

حنين لاحظت ملامحه اللى بهتت و فهمت انه زعل ف مدت إيدها بعفويه ضمت كف ايده قبل ما يسحبه من إيدها و اتكلمت بصوت مهزوز من ضعفه: انت يا حمزه. انت ما قبل البدايه. ما قبل الخلق زى ما بيقولوا. انت ما وراء الطبيعه. انت اللى قبل ولادة حنين نفسها. حنين الجديده. انت اللى خلّفتها و ضمتها الضمه دى.

حمزه لمسه اوى ردها و عيونه لمعت بعشق يعلن عن مولده معاهم. الصدق اللى ف ملامحها توّهه اكتر. مكنش عارف مين فيهم له. دلوقت قدامها مش عارف نفسه حتى!
حنين كانت قعدت بيهم ع السرير و حطتهم قصادها و ضمت دراعاتها ع السرير و رفعت قبضات ايديها بس و سندت عليهم دقنها و هي بتتأملهم بهدوء مميت. كإنها بتحفظ ملامحهم.
حمزه قعد على حرف السرير جنبها و هي اتكلمت بحب من غير ما تبصله: انت ليه مقولتليش انهم تؤم؟

حمزه اتوتر شويه و هي بصتله ف إبتسم بهدوء: كنت محتاج اشوف الفرحه دى. مكنتش عايز اقولهالك ف اطفى فرحتها او اجزّئها. متتخيليش كان نفسى ف كده ازاى. انا حاسس انى اول مره بفرح. صحيح مكنتش متلهف ع الخلفه اوى لكن انتى ادتينى حاجات احلى بكتير.

حنين تابعت عيونه اللى بتتحرك مع كلماته كإنها من صدقها بتنطق معاه. مدت إيدها بتلقائيه طبطبت على إيده و هو رفع إيدها باسها: عارفه يا حنين. كنت عايش قبلك نص بنى ادم. عايش نص الحاجات. بعقل من غير قلب. بجسم من غير روح. بجواز من غير حب. ببيت من غير ولاد. بحياه من غير حياه. عيشت عمرى بحاول و اجرب و اقع و احاول تاني. و كل مره بنضج و عقلى بينضج اه بس ده كان برا روحى. برا قلبى. جوه دايرة شغلى و عقلى بس كإنى ترس ف اله بيلف و هو عارف انه هيفضل يلف لحد ما حاجه من الاتنين. يا المكنه تعطل يا يتكسر و يقع. محطتش ف حساباتى ان في ايد حنينه هتتمد تفصل المكنه و تخرّجه برا الحسبه. معرفتش غير اما لقيت ان الحاجة اللي كنت فاكرها أنها اخر رحلة اللف طلعت كانت مجرد بداية و إن لسه المشوار فيه كتير عشان نوصل لآخره لو ربنا إدانى عمر.

حنين بصت لإيدها اللى على شفايفه و إبتسمت و هي حاسه ان قلبها بيتهز و هو ابتسم معاها: منكرش انى احترت كتير. لكن ف النهايه رسيت على ان لو الطريق مش طريقى مكنش ربنا قوّمنى عليه لما وقعت.

حنين اتكلمت بصوت تايه كإنه بيجرى من جواها رافض الحبسه: انا عارفه ان ‏كُل حد بنحس بالأمان معاه بنحبه ايًا كان نوع الحُب دا حتى لو منعرفهوش بس مش كل حد بنحبه هيقدر يحسسنا بالأمان. يمكن اكون مش عارفه نوع الحب ده فعلا لكن عارفه انى حسيت معاك بالامان. بلاقى نفسى جواك كل ما تتوه منى و انساها. مبقتش احتاج مجهود كبير زى الاول عشان ارجع لنفسى. انا بيكفينى تبان قدامى بحس انى رجعت.

حمزه ابتسم و باس إيدها مره تانيه: عمرى ما أمنت ان العلاقات قسمة و نصيب. اللقا هو اللى نصيب. انما التكمله أختيار و انا اختارتك. اختارتك قدام اى حاجه.

حنين بصتله اوى و لمحت لمعة العشق بتنور شويه شويه ف عيونه مع دمعة فرحه غريبه قدامها ف ابتسمت تلقائيا ابتسامه اختفت بتلقائيه بردوا اما لمحت امه على حرف الباب متابعاهم بنظرات مطفيه آسفه.

حمزه شاف عيونها بتبهت و ابتسامتها انطفت بص وراه شاف امه بتهز راسها برفض و حنين بينهم نظراتها زايغه بينهم تايهه لحد ما حمزه بتلقائيه ضمها عليه لصدره شدد على حضنها له كإنه بيداريها حتى من نظرة أمه و عينيه متعلقه وراها بآمه بتحذير.

لسه نفس نظرة التحذير ف عيون حمزه لكن المشهد بيبهت شويه شويه لحد ما رجعت عيونه للصوره الحيّه للموقف الحالى و حنين بردوا ف حضنه و امه قصاده ع الباب قصد بعض و حنين فاقده الوعى بينهم ف بتلقائيه ضمها لحضنه و شدد عليها بتملّك.

شالها بلهفه و طلع على اوضتهم. حطها ف السرير و هيتحرك بسرعه اتعلقت بيه كإنها وسط الميه بتغرق. حمزه قعد جنبها بخوف. مراقب تشنجات وشها. حركات ملامحها. الثوره اللى اتملكت من كل جسمها من اول عيونها اللى بتنبض بقوه كإنها بتغمض و تفتح من غير ما تفتح، عروق رقبتها اللى بتنفر، صدرها اللى بيعلو و يهبط، قلبها اللى بيدق بعنف. كل ده مكنش مُبهم بالنسبالها. مذكراته اللى شافها حواليها كفيله بقدر كافى تشرح الموقف. اكيد قرتهم!

امه قربت منه بجفا: همّلها يا حمزه
حمزه ضمها اكتر و بصّلها بحزم: لاه
أمه لانت ملامحها بنفاذ صبر: يا ولدى همّلها. حتى تشوف دكتور يطمنك بدل ما انت حالك إكده
حمزه مد إيده خرّج موبايله كلم حد: كلم دكتور ايمن خليه يجى حالا البيت
قفل و حدف موبايله بإهمال و امه نفخت بنفاذ صبر و اتحركت تخرج.
وقفت ع الباب بتوجس و بصت لحمزه: ايش عرّف حنين بالولاد؟ مين فيكم اللى نبش ف الماضى يا حمزه!

حمزه اخد نَفس عنيف و هو بيرجّع راسه لورا. لسه بيخاف على حنين. بيخاف عليها لحد دلوقت و حتى من نفسها.

امه هزت راسها برفض: مفيش فايده فيك يا ولدى. سنين و هداوى فيك كيف المسحور و انت جنك عاشق مهيفارقكش.

حمزه كتم غضبه: انتى اللى قفلتى الحكايه زمان غصب عن الكل. قفلتى الباب و وراه حدوته لسه متقفلتش و كان لازم تعرفى انه هيتفتح ف يوم غصب عن الكل و كل اللى وراه هيتهبد ف السكه
امه هزت راسها برفض: مش هقولك مسحور. سحرها ملعون مسّك من جواك و هيقيدك. كان عندى حق يوم ما جيبتلك شيخ
نظرات رفضها دلوقت لحمزه بهتت شويه بشويه و اتجددت مكانها نفس نظرة الرفض دى قدام غضبه من زمن غير الزمن من سنين كتيره.

حمزه بعد ما رجّع حنين البيت بعد ولادتها ابتدى يرتب لحياتهم الجديده ظناً منه ان القدر رضى عنه! امه متابعاه من بعيد او بمعمى اصح متابعه حنين من غير ما تتدخل او حتى تقرب و ده خارج ارادتها و الوضع كله مش عاجبها!
عدّى يوم ورا يوم و من نظرها الوضع بيزيد سوء قدامها لحد ما قررت تتدخل.
حمزه وقف بترقب و شاور ع الراجل اللى قاعد: مين ده يا اماه؟
امه ردت بهدوء او برود: ده شيخ.

حمزه نظرات الترقب ثابته عليها: ايوه هنا ليه يعنى؟
امه: جايباه يقرا ع البيت. يطلع الجن منه. حكم الجن اما بيلبس النفر منينا بيخربط عقله
حمزه اتنفض بغضب: بزياده عاد
امه اتحركت وراه بغضب: و انت هتتزربن ليه؟ هي اول مره عاد؟ من زمن و احنا كتعودين بنجيب الفُكهه يقروا ع الترب و
حمزه لف وشه لها و زعق: و ده مش تربه. ده بيتى. و بالمنظر ده هتقلبيه تربه و نتدفن كلنا فيه بالحيا. بزياده عاد.

امه زعقت: و انت جوفك حامى اكده ليه؟ خايف عليها ليه هي ملبوسه؟
حمزه اخد نَفس بصوت عالى و هو بيحرك إيده بنفاذ صبر على وشه: استغفر الله العظيم
امه بصتله بسخريه: و لا تكونش خايف ع الجن العاشق اللى لابسك؟
حمزه: يا امااه.

امه زعقت: بلا اماه بلا اباه. من يوم ما دخلت الدوار اهنه و هي كيف اللى ربطاك بسلسله من رقبتك و بتحركها بإيدها. دى مسلسلاك من عقلك و هتوه ف سكتها كيف النداهه. ده ولدى اللى عمره ما كدب ف حياته كدب عليا عشانها. كدب عليها هي نفسها و خربطلها حقيقتها و قال ايه حبيتك و اتجوزنا و مخابرش ايه!
حمزه مسح وشه بكف إيده بنفاذ صبر. هو عارف ان امه اه متعرفش الحقيقه بس عارفه انهم متجوزوش رسمى.

بصّلها بيحاول يهدى: انتى خابره حالتها
امه شاورتله بسخريه: خايف على احساستها عاد؟ خايف تقولها جايبها منين؟ اقولها انا
حمزه شدها بعد ما اتحركت: امااه
امه اتكلمت بحده: عشان متشوفش حالها علينا
حمزه شدد على كلامه: امااه
امه ربعت إيديها بجمود: يبقى تمشى. و عيالنا معانا
حمزه صوته احتد بقوه: امااااااه
امه بصتله قوى و اتنفضت بتلقائيه على صوته: هتعلى صوتك عليا يا ولدى؟ عشانها؟

حمزه نفخ بخنقه: ليه هتتعاملى معاها اكده؟ كنت هقول كْره عشان خبيت عنك جوازنا او حتى عشان عرفتى علاقتنا. بس انتى هتشوفيها ضرتك. لييه!
امه بصتله بغضب: مش هقولك سحرالك!
حمزه بص للراجل جنبه و بصّلها بسخريه: و ده بقا اللى جايباه يفك السحر؟
امه بصت للراجل و بصتله بتهتهه: مش عيب
حمزه ضحك بتهكم: و لا يكرهنى فيها؟
امه هزت وشها ببرود: و الله لو ده اللى هيرجعلك عقلك مش عيب.

حمزه زعق: مانا بقيت ملطشة حريم اياك. انتى و من قبلك امينه
امه بصتله بغضب: هي امينه كانت ساحرالك؟ يا بنت الكلب
حمزه: دلووك فاكراها زيكم. عرفتى ليه انا حبيتها؟ عشان هي غيركوا. مش زيكم. على نياتها. هتعرف كيف تخلينى احبها من حالها مش بالقرف ده
امه شدت ايده و هي هيمشى: يا ولدى
حمزه شد إيده منها و بصلها ع الراجل: خليه يمشى
امه وقفت بحده: لاه
حمزه اتكى على كلامه: غوريه من اهنه.

امه: فولتلك لاه. مش قبل ما يشوفك و
حمزه فجأه خرّج مسدسه من جيبه و رفع ع الراجل: يمين بالله لو ما مشتيه لا اوريكى الجنان على حق
الراجل رفع إيديه لفوق و جرى بلغبطه بيقوم و يقع لحد ما وصل للباب و خرج: انا. انا مليش صالح يا بيه. هي اللى قالتلى اربطك بيها. اربطك عن مرتك. هي اللى قالتلى.

حمزه بص لأمه بأسف و هز راسه: يا خساره
امه قربت قصاده: انا اللى اقول يا خساره. انا اللى خسرت
حمزه رفع وشه لفوق و نفخ.
امه فتحت عينيها قوى و مسكت إيده: لاه. لاه مخسرتش. مهخسرش ولدى. حتى لو فيها.

حمزه فجأه ضغطت على إيدها بحده: امااه. قسما بالله لو قربتلها لا تزعلى منى بجد. حنين غلبانه. ملهاش حد و ملهاش ف لؤم الحريم. امينه كنت سايبكوا انتى و هي تخبطوا روسكوا ف بعض مش بس عشان مهحبهاش. لاه كمان عشان عارفها زى مانا عارفك. و عارف هتسلكوا ف بعض. انما حنين لاه. الدنيا جات عليها بزياده و انا يوم ما اخدتها من الدنيا اعتبرتها حظى الحلو منها. و مهسبهاش لها كيف مانا مهسبهاش ليكى.

ف القسم.
الرائد منير بص لأدم تانى اللى لسه رافع وشه لفوق بإستخفاف و بص لأيوب: طب و البت؟
ايوب هيتكلم ادم بتلقائيه من غير تفكير بصّله بسرعه ف ايوب سكت فجأه.
الرائد منير بص على ادم بسرعه لقاه وشه لسه لفوق ف بص لأيوب و إتنرفز: انطق يالا
ايوب رد بسرعه: معرفش
الرائد منير: يعنى مشوفتهاش قبل كده ف الحته؟
ايوب: لالا
الرائد منير بغموض: و هو انت عارف كل اللى ف الحته؟

ايوب: يا بيه انا حافظ الحته كلها عشان طول النهار و الليل قاعد على الكرسى قصد الشارع ف لو شوفتها قبل كده هعرفها اما عدت و هقولك دلوقت عليها
الرائد منير رجع كرسيه: طب اوصفها
ايوب رد ببلاهه: حلوه
الرائد منير: نعم؟
ادم بصّله بحده و الرائد منير هنا شافه ف عرف ازاى ممكن يضغط على اعصابه ف بص لأيوب تانى: عارف. نص الحته قالوا حلوه. و اللى يعرفوها قالوا حلوه ازاى. غيرُه.

ادم كز على سنانه بس من نظرة الرائد منير له بطرف عينيه فهم شكل تفكيره ف رسم جليد على وشه مش برود.
الرائد منير استنى ايوب يفهم قصده و يجاريه ف الكلام عن هدهد بس ايوب سكت.
استنى رد فعل من ادم اللى ملامحه ثابته ف زعق لأيوب بنرفزه: اخلص يالا انا جايبك تتجوزها؟
ايوب اتخض بسرعه: يا بيه قولتلك معرفهاش. بس. بس هي كانت لابسه قميص و بنطلون. قميص اسود فيه مربعات سوده و بنطلون جينز.

الرائد منير شاور للى جنبه سجل اقواله و شاورله مضى و شاور لنسناس مضى هو كمان و شاور لأدم اللى قرب يمضى و الرائد منير بيتفحص فيه و هو مميل ع المكتب بيمضى ف لمح بقعة دم صغيره على اخر تيشرته شكلها حيوى كإن تحتها جرح جديد و نزف.
مد إيده شاور عليه: ايه ده؟
ادم كتم انفاسه بإستسلام و قبل ما ينطق الرائد منير شد التيشرت بسرعه رفعه و بص لأدم بإنتصار: و ايه ده بقا؟ علامة النسر يالا؟

طلعت ع السلم بخطوات سريعه متلهّفه كذا مره هتقع و تلحق خطواتها.
أمها زعقت بضيق: يا بنتى براحه. هتقابلى السقا و انا مش عارفه؟
رحاب إبتسمت من غير ما تلف وشها لها: مش بذمتك احلى؟ انا هتجلط منه قريب بس بردوا احلى و الله
امها بصتلها بنفاذ صبر: كل مره بتتكفى على وشك و انا و عهد الله متأكده ان هو اللى بيكفيكى عشان متوصليش لحاجه و الاخر يعمل فيها الضحيه.

رحاب كانت وصلت للشقه و خرّجت مفتاحها: كفايه انه بيسبنى اعمل اللى عايزاه حتى لو كان شك فيه او تفتيش وراه. ده بيسبلى الموبايل اهبده و انكته براحته. مبيعاتبنيش حتى
أمها كانت وصلت جنبها فبصتلها: العتاب بيبقي ع قد المحبه يا رحاب
رحاب مفهمتش: و هو عمره ما عاتبنى
أمها: طيب و ده ملفتش نظرك لحاجه؟

رحاب بصتلها بقلق إبتدى يشكل ملامحها بشكل تانى و مش عارفه من الكلام اللى سمعته من امها و لا من الكالون اللى شكله غريب رغم انه فتح معاها.
أمها بصتلها بإستغراب: مبحلقه كده ليه للكالون؟ ماهو فتح اهو؟ في حاجه!
رحاب بصت للكالون اللى مركزه ف ملامحه الجديده و سكتت بحيره قبل ما ترد: ها، لا و لا حاجه. تعالى.

دخلوا و أمها بتتلفت يمين و شمال و بصتلها بتريقه: فين بقا البيه اللى جايبك على ملا وشك حتى من غير ما يكلمك؟

رحاب بتتنقّل ف الشقه بحذر و أمها قعدت ع الكنبه بغيظ: يعنى جيت. و تعبت نفسى. و جرجرتينا من عند اخوكى و تعالى يا ماما معايا عشان الحق اعمل الشقه طالما جه. و شكله عاملى مفاجآه. و عامله اكل. و اولها و اخرها هبلك اللى جابك
رحاب اتكلمت و هي داخله اوضتها: انتى جايه بمزاجك على فكره تستفزيه. مكنتيش عايزه تيجى انتى حره انا عايشه لوحده و اتعودت بقا
امها زعقت: و هو كان مين السبب؟

رحاب كانت دخلت اوضتها و بمجرد ما فتحتها شافت دولابها مفتوح. قربت منه بحذر و لفّت عينيها بحيره عليه و قبل ما تقفله شافت هدوم مشدوده و واقعه و عشان عارفه شكل هدومها عرفت ان في هدوم غايبه. ضغطت على سنانها بغلّ و هتتحرك بعنف تخرج خبطت ف درج الدولاب تحت المفتوح. بصت فيه كان مكان هدومها الداخليه و شافته عرفت انه متاخد منه من الكذا قطعه الواقعين حواليه!

اتنفست بعنف و هبدته برجلها و خرجت وقفت بغيظ بتتنفس ورا بعض بصوت عالى.
أمها هتتكلم قلقت من شكلها و قامت عندها و بصت ع الاوضه: في حاجه و لا ايه؟
رحاب بتتنفس بصوت عالى و أمها سابتها و دخلت الاوضه و طلعت بعد ما شافت: هاا؟
رحاب إنتبهت بلجلجه: اكيد. اكيد حرامى يعنى
آمها ردت بسخريه: اه صح تصدقى. حرامى مزنوق ف حتتين هدوم داخليه ف دخل يغيّر عندك. اصله يا عينى كان ماشى عريان.

رحاب بصتلها قوى و أمها كملت بتهكم: و لا نقول حراميه بقا. ماهو مش حرامى و هيلبس اندر و
رحاب سابتها و اتحركت بحده اما لمحت باب الحمام مفتوح. راحت عليه و بمجرد ما دخلت شافت تيشرت رجالى و جينز و فانله و بوكسر. بصتلهم قوى و فتشت ف ملامحهم. ميلت رفعتهم على وشها بتشمهم لمحت باقى هدوم ع الارض و بمجرد ما قربت قبل ما تلمسهم عرفت انهم حريمى. طقم داخلى حريمى مش بتاعها نهائى و عليه جينز و شميز.

بصتلهم بعنف و هتخبيهم اول ما امها قربت راحت شدتهم منها بتهكم: بتخبى ايه؟ بتخبى ايه ماهو مدام لابسين يبقى كانوا قالعين و لا قضوها ملط!
رحاب بصتلها بغضب: مش مقاسه
امها شقلبت بوقها بسخريه: هو انتى عارفه مقاسه؟ ع اساس انه لاسمح الله
رحاب قاطعتها زعقت بغيظ: و الله ما هسكت
أمها ردت بسخريه: مش اما تبقى تعرفى تجبيه الاول
رحاب وقفت بحده: هيجى.

امها: بعد ما تستنيه زى النحله الدايخه كده؟ و لا عشان يلفك بكلمتين و يلف و يرجع؟
رحاب بغضب: امال اعمل ايه؟ كفايه تقطيم بقا
امها سكتت بتفكير شويه: تعالى
رحاب بصتلها بحذر: هتعملى ايه؟
مسكت موبايلها و بتطلب و رحاب شدته منها: هتعملى ايه؟
امها قعدت ع الكنبه و هتتكلم إيدها جات جنبها على تيشرت و مسكته كان مبلول غرقان و جنبه فوطه صغيره عليها دم. بصتلها بتهكم و رفعتهم ف وشها و رحاب بصتلهم قوى بغضب.

أمها طلبت رقم و اتكلمت اما رد: لو سمحت يا بنى عايزه اقدم بلاغ
القسم: بلاغ عن ايه؟
امها: شقة بنتى اتسرقت. لقينا كذا حاجه من الشقه اتسرقت دهب و فلوس و عفش. و في حاجات غريبه كده استغفر الله لقيناها منتوره ف الشقه
القسم: هنبعتلك حد يعاين الشقه. البلاغ بإسم مين؟
رحاب شاورتلها تلحقها و امها اتجاهلتها و ردت بسرعه: رحاب مصطفى
القسم: قولى العنوات بالتفصيل و ياريت محدش يلمس حاجه او يعمل حاجه لحد ما نجى.

امها ابتسمت بإنتصار: ماشى. سلام. خد العنوان
قفلت و رحاب بصتلها بذهول: انتى عارفه انتى عملتى ايه؟
امها بلامبالاه: اكيد مهما اللى عملته مش هيبقى زى انى اقعد و احط ايدى على خدى
رحاب فركت إيديها بتوتر: بس مفيش حاجه من دى اتسرقت
امها ردت ببرود: لو اتجنن يبقى يشيل بقا. و لو مظلوم اهو يبقى جه على ملا وشه و نبقى نتصرف.

رحاب كانت هتنطق ف سكتت بإستسلام و ميلت تشيل الهدوم اللى ف الحمام امها مسكتهم منها حدفتهم مكانهم بقرف: سيبيهم. امال البوليس هيجى يدور ورا ايه؟

شويه و ظابط وصل بناءا ع البلاغ و عاين الشقه بالكالون.
بصلهم بإستفهام: ملمحتوش حد و انتوا طالعين؟
رحاب هتتكلم امها ردت: لاء
الظابط: يعنى مشوفتوش حاجه غريبه و انتو جايين؟ اول ما دخلتوا العماره؟ الشقه؟ حد بينط؟ حد بيستخبى؟
رحاب هتتكلم امها سبقتها: لقينا هدوم داخليه ف الحمام و حاجه اخر قلة ادب.

الظابط بصّلها بإستغراب و امها شاورتله ع الحمام. دخل اخد الهدوم قميص اسود فيه مربعات سوده و بنطلون جينز. بص فيها قوى بتفحّص و ضغط عليهم ف إيده و اخدها ع القسم و مشى.

الرائد منير سجل اقوال ايوب و شاورله مضى و نسناس مضى كمان و رجالة القهوه.
شاور لأدم اللى قرب يمضى و الرائد منير بيتفحص فيه و هو مميل ع المكتب بيمضى ف لمح بقعة دم صغيره على اخر تيشرته ف مد إيده شد التيشرت بسرعه رفعه و بص لأدم بإنتصار: و ايه ده بقا؟ علامة النسر يالا؟
ادم اخفى ملامح القلق من على وشه بهدوء و بصّله بإستغراب: نعمم؟

الرائد منير شد القلم من إيده حدفه و رفع جسم ادم المميل لفوق و اتحرك قصاده و شاور على الجرح اللى ف جنبه: ايه ده؟
ادم بهدوء: كنت بهرش ف جنبى. اكيد شايفها تعويره
الرائد منير: و من ايه بقا؟
ادم رفع حاجبه: انا قولت لحضرتك انى كنت ف خناقه. يعنى فيها ضرب و حدف كراسى و ترابيزات و شيش و مطاوى. طلعت منها بخربوش زى ده. ايه الغريب بقا؟
الرائد منير بصّله و ضرب الجرس دخل عسكرى شاورله على ادم: خده ع الحجز تانى.

ادم بصّله قوى و الرائد منير قعد على كرسيه و فرد رجليه بهدوء مستفز: اما تتحول للطب الشرعى و يقولنا التعويره دى من ايه و كانت امتى بالظبط! من الخناقه و لا من حاجه تانى!
ادم زعق: حاجه تانى يعنى ايه؟ انا هخرج من الزفت ده دلوقت.

الرائد منير: مش يمكن من شديت مع الراجل. يعنى مثلا و انتوا بتسرقوه انت و البت حاول يدافع عن نفسه ماهو اكيد مش اول ما هتثبّته هيرجّع اللى ف جيبه ع طول! حاول يدافع عن نفسه قام ضربك بحاجه ف جنبك و انت ضربته على دماغه
ادم خبط كف على كف بنفاذ صبر: يا باشا اهل الحته كلهم شهدوا انى كنت ع القهوه وقت البت ما سرقته و جريت و هو جرى وراها. هضربه امتى بقا؟

الرائد منير ضم بوقه على بعضه بتهكم: طب مش يمكن البت اما جريت هو لحقها و بعد ما كان هياخد الشنطه منها البت حليت ف عنيه ف حب ياخد هديه فوق الشنطه؟ بوسه مثلا. حضن. حاجه كده. و الحته مقطوعه و خرابه. قومت البت استنجدت بيك او انت كنت مستنيها و اما اتأخرت روحتلها و اما شوفتهم الدم ضرب ف نفوخك ف ضربته ف دماغه غصب عنك
ادم هز راسه و هو مفتح عينيه بغيظ: ايه جو العربى القديم ده؟ هو انا موعود؟ يا باشا.

الرائد منير شاور للعسكرى اللى شد ادم و خرج بيه. نسناس و ايوب مشيوا خرجوا.
ايوب بص لنسناس بلجلجه: هو ادم هنا ليه؟
نسناس كان بيفتح موبايله ف رد عليه بتهكم من غير ما يبصله: و لا حاجه هيشرب مع الظابط قهوه بس
ايوب رد ببلاهه: ليه؟
نسناس بصّله و رفع حاجبه: لا هيطلب ايد بنته
الظابط حوّل ادم للكشف الجنائى و نزّله الحجز لحد النتيجه ما تظهر.

ادم دخل الزنزانه و بمجرد ما دخل فرد ضهره جامد لفوق و هو واقف و غمض عينيه و خرّج نفخة ضيق مكتومه جواه.
قعد و إبتدى يرتب حساباته بعد لغبطتها. لحد اخر الليل و الزنزانه اتفتحت و عسكرى نادى على اسمه و اخده راح مكتب الظابط.
اللوا محمد بص ف التقارير و الرائد منير واقف جنب مكتبه بغضب مكتوم و بيبص لأدم بتفحّص.
اللوا محمد بص لأدم بهدوء: انت يا بنى اتخانقت ف القهوه امتى بالظبط؟
ادم بهدوء: انا متخانقتش.

الرائد منير زعق: ولاا. انت قايل اتخانقت مع القهوجى و القهوه اتقلبت و
ادم قاطعه: نسناس هو اللى اتخانق. عشان هو اللى كان معاه مفاتيح الاسكوتر و هو اللى كان راكنُه ف مدخل القهوه و اما ايوب اعترض شدوا مع بعض و القهوه اتقلبت و انا اتدخلت
اللوا محمد: حد ضربك بحاجه ف جنبك؟ و مين؟
ادم: اكيد حد ضربنى. او حاجه. معرفش
الرائد منير: يعنى ايه متعرفش؟ انت مضروب ف جنبك مش على دماغك؟

ادم اتجاهله و بص للوا محمد: معرفش يعنى معرفش. دى كانت خناقه و الدنيا مقلوبه و كله بيضرب ف كله ف معرفش ضربه من حد جات فيا او حاجه من اللى بتتحدف جات فيا.

اللوا محمد بص للتقرير بتفكير و سكت شويه بحيره: فعلا التقرير بيقول ان اصابة جنبك نتيجة دفع اداه حاده و في خرابيش جنبها بتأكد عدة كدمات من الضرب. و ممكن فعلا.

الرائد منير اتدخل بإنكار: ممكن ايه يا افندم؟ ده عيل شكله عوق. ده مش عارف حتى مين ضربه ده لو اتضرب فعلا.

اللوا محمد: التقرير مش موضح اكتر من انها اصابه نتيجة استخدام اله حاده اندفعت ف جنبه. و ممكن جدا تكون رجل ترابيزه حديد من بتوع القهوه اللى كانوا بيتحدفوا. ماهو لو تخمينك صح اكيد كان اتضرب مره كمان او اتنين من الراجل خاصة انه ف مركز ضعف بعد اول ضربه و الراجل اكيد طالما ضرب يبقى ف قوه
الرائد منير نفخ: مش يمكن.

اللوا محمد رد بتفكير: و التوقيت مش موضح حاجه. مدّيك فتره زمنيه بين ساعه و اربعين دقيقه و تقريبى. و الخناقتين كانوا متزامنين ف فتره واحده تقريبا يعنى متقدرش تفصل ف التوقيت بينهم
الرائد منير سكت برفض و ادم صلب ضهره بوشه لفوق و إبتسم بإرتياح.
اللوا محمد: خرّجه بكفاله و على ذمة التحقيق لحد ما الراجل يفوق و ناخد اقواله
ادم هز راسه لإنه كان متوقع ان الظابط كان بيضغط على اعصابه بحكاية موت الراجل.

ادم مضى و كلم نسناس اللى مكنش مشى من قدام القسم من اول ما خرج جابله فلوس دفعوا الكفاله و خرجوا.

سحر مع هدهد ماشيه ف الشارع بشكل متوتر و بتتلفّت حواليها.
هدهد لفّت دراعها حوالين كتفها و شدت وشها لقدام و هي بتتلفت وراها: يخربيييت جو الافلام ده. بتبصى على ايه؟

سحر بغيظ: انتى داهيه على رأى ادم. مش عارفه ايه اللى خلانى طاوعتك و نزلنا
هدهد بتلقائيه إبتسمت ببهتان بشرود: تفتكرى هيعمل ايه؟
سحر هتتكلم قطعت و إستبدلت كلامها: قصدك إنه ممكن يبيعك؟
هدهد بصتلها كتير بتفكير و سحر إبتسمت: يستحيل. جزمه و تستاهلى بس هو ميعملهاش
هدهد إبتسامتها وسعت و رفعت حاجبه: ليه لاء؟ بغض النظر عن الانشكاح و الثقه اللى بتقولى بيهم إنى جزمه و استاهل و احنا يدوب عِشرة كام ساعه.

سحر إبتسمت شويه قبل ما تتكلم: عادى. الطيور على اشكالها تقع
هدهد رفعت حاجبها: دى اجابة انهى سؤال؟
سحر رفعت صوابعها الاتنين ف وشها بهزار: التنيين. انتى شكلك بيوحى انك جزمه و غشيمه ف تستاهلى. و ادم. ادم بردوا طيب و الله و كويس بغض النظر عن عصبيته و خُلقه الضيق و عمره ما نَصف نفسه على حد و لا خذل حد ليه متوقعه يبيعك؟

سمعت صوته من وراهم بسخريه: معلش، ماهو اللى واخد علي النقص بيفتكر الجدعنه كمين
سحر لفّت بسرعه وراها و هدهد اندفعت عليه قبل حتى ما تلف تشوفه: انت كويس؟
ادم رفع حاجبه من لهجة القلق ف صوتها: ده انتى كنتى متوقعه بجد هسلّمك بسلوفان!
هدهد ضحكت غصب عنها و هي بتاخد خطوه لورا: ممم. مش عارفه. مش هتبقى غريبه يعنى، ليه لاء؟
ادم كعمش وشه و بص حواليه بتهكم: عشان كده نزلتى؟ لا ناصحه و مدقدقه.

هدهد إتلفتت حواليها و معرفتش ترد. هي نفسها مش عارفه نزلت ليه. هو غالبا القلق. بس القلق على مين مش عارفه!

ادم بصلها بإستخفاف: لا متقلقيش اوى كده. أنا عندي فوبيا من المرتفعات ف تلاقيني كده دايماً بقع مع الناس الواطيه.

هدهد بصتله بغيظ: لعلمك انت مقولتش حاجه عشان عارف انك هتتجرجر ورايا ف زنزانه واحده
ادم رفع حاجبه: ايش عرّفك انى مقولتلهومش حاجه؟ مش يمكن بعبعت و جاى اسلّمك لهم و اخلص من لسانك. طب سايسينى حتى لحد ما تعرفى
هدهد قربت حاولت تشب لحد ما سندت دراعها بكوعها بالعافيه على كتفه: بص هو أنا شخص مبيعرفش يسايس أموره خالص و إن كان ليا عند الكلب حاجة بقوله يا كلب.

ادم برّق قدامه و هي هزت راسها بإستفزاز: اه و ربنا
ادم برّق المرادى لها: بت انتى لسانك طلعله ضوافر دلوقت؟ ما كنتى من شويه متشعلقه زى الفار المبلول؟
هدهد كتمت ضحكتها: لا ماهو انا لو ليا حاجة عند الكلب بقوله يا كلب عادى. احنا بالصلاة ع النبى كده ملناش اسياد الا ربنا
ادم وقف و لف نص واحده لها و كوّر قبضات إيديه و هدهد ضحكت بخفه ضحكه خلته يتلفت حواليه و شدها زقها قدامه و اتحرك بغيظ.

نسناس كان اخد سحر و مشيوا و هي و ادم مشيوا خلال كلامهم.
ادم همس بتفكير: ده كده بااظت
هدهد بصتله و همست ببلاهه: باااظظ. باااظظ خالص
ادم بصّلها بطرف عينيه و هي ضحكت ضحكه خفيفه: ما تكمل جدعنتك عشان مصارين بطنى فاضلها تكه و تغتصبنى.

ادم ضحك غصب عنه و هو بيحرّك إيده على وشه: انتى مكلتيش؟
هدهد هزت راسها اه و ادم ضربها على راسها من ورا بإستخفاف: و هو انتى كنتى عايزه تتنيلى و احنا متنيلين كده؟
هدهد: طب و دلوقت؟ ايه؟ مش هتنيل بردوا؟
ادم ضحك بغيظ و هو بيتلفت حواليه ع الشارع: تعالى
هدهد بحماس: ايه ده كنتاكى؟
ادم ضم بوقه بسخريه: كنتاكى ايه ده انا بعمل كيس النسكافيه على مرتين استهدى بالله.

هدهد حطت إيدها على دقنها ثوانى بتفكير و إبتسمت بحماس.
ادم بصّلها بترقب: ايه؟
هدهد غمزتله: اييه؟
ادم هيتكلم هدهد شدته و دخلت اقرب مطعم قابلهم. بصت ع الترابيزات حواليها بتفحّص لحد ما اختارت واحده قريبه منهم و شاورتله عليها و هي بتشده ناحيتها قعدوا.
ادم قعد برفض و بيقوم شدته قعدته و سقفت بصوت عالى اوى للجرسون اللى جه بسرعه.

ادم اول ما الجرسون جه إستسلم لقعدته بغيظ و حط إيده على وشه يكتم غيظه: يا بنت الصرمه
هدهد بصتله ببلاهه و بصت للجرسون: تاكل ايه يا سطى؟
ادم رفع وشه و برّق قصاده و همس: اسطى؟
هدهد ضحكت على شكله و همستله: يعنى اقولك يا بتاع المخدرات يا مخدر هنا و اسيحلك؟
ادم حرّك إيده على وشه بإستسلام و ضحك بيأس.
هدهد ضحكت معاه: ها تاكل ايه!
ادم ضحك غصب عنه: منك لله
هدهد شاورت بإيدها بإستخفاف: هااا تاكل ايه؟

ادم بغيظ مسك المنديل اللى ع الطبق اللى قدامه و بيتكلم بهمس و هو بيحرّك فيه بغيظ: ده انا مش هاكل الا وشك قلم يجيب عينيكى مكان حواجبك. قومى يا بت احنا كده هنتسوّح!
هدهد قربت وشها منه و همست زيه: ضربوا الاعور على عينيه قال ايه؟
ادم برّق اكتر و هي رجعت بوشها لمكانها و علّت صوتها: هاا. تاكل ايه؟
ادم بص للجرسون و بص حواليه بتوتر: طب بلاش دلوقت. روح انت دلوقت طيب.

ههدهد مسكت الجرسون بسرعه: اييه اييه. رايح فين؟
بصت لأدم بهزار: بقولك هتغتصبنى. يرضيك تغتصبنى و انت واقف تتفرج؟ فين النخوه؟ فين الرجوله؟ فين حقوق الست؟ فين الاكل؟
بصت للجرسون ف اخر الجمله اللى ضحك ببساطه عليهم و اتكلم بحماس: طب عايزين نواشف و لا اى حاجه؟ الفرع الجديد بتاعنا نزّلنا فيه تشكيلة سمك و اكل بحرى طازه
هدهد هتتكلم بحماس ادم مسك إيدها لحقها و بص للجرسون بسرعه: لالا بلاش. مش دلوقت طيب.

هدهد زقت إيده بتجاهل لعينيه اللى بتهددها بغيظ و بصت للجرسون بحماس: حلو اوى. هات جمبرى و باربونيا للباربونيا الحليوه ده
بصت لادم بطرف عينيها و اتراجعت بسرعه بعينيها بخوف كاتمه ضحكتها للجرسون: بلاش باربونيا. وحشه. خلينا ف الجمبرى اهو بيدى طاقه و يجيب حماس
الجرسون هز راسه و هو بيكتب: حاجه تانى يا فندم؟
ادم بص للجرسون بتوتر و هو بيبص حواليه: بلاش بلاش.

هدهد بصت ببلاهه للجرسون: كيس كبير اد كده و شيبسهات و حلويات و ايس كريم. و اه لو في ساندوتشات حط. اصل انا جعان اوى و عطشان اوى
بصت لادم اللى حط إيده على وشه بغُلب و ميل راسه و مدت إيدها لعبكت شعره بتهريج: اموت انا ف قفشات الافلام
الجرسون بص لادم اللى كعمش وشه بيبتسم بإصفرار: ابقى افتكر كويس انى قولتلك بلاش
هدهد حطت إيدها بسرعه على إيده ع الترابيزه اتكت عليها و ضحكت للجرسون ببلاهه.

الجرسون غاب شويه و رجعلهم بصنيه كبيره و معاه اتنين و نزلوا الاكل ع الترابيزه قدام عيون ادم اللى مبرّقالها بغيظ.

هدهد مدت إيدها و إبتدت الاكل بحماس: كُل كُل متتكسفش
ادم هز راسه بغُلب و خرّج علبة سجاير و طلع واحده شدتها منه رمتها و حطت إيده ف الطبق غصب عنه: كُل و متبرّقش عينيك علقه و اتحسبت عليك
ادم متابعها بغيظ ع المأزق اللى حدفته فيه. فضل متابعها شويه و هي بتغيب و تمد إيدها لبوقه بحاجه غصب عنه تجبرها ياخدها لحد ما اندمج معاها ف الاكل من غير ما يحس.

هدهد غمزتله ع الكل ف إيده: ايييه؟ الكلام على ايه يا باربونيا؟
ادم برّق: باربونيا!
هدهد ضحكت بخفه: فاضلك اتنين باربونيا و تنوّر
ادم ضحك غصب عنه و بصّلها و من غير ما يحس غصب عن الموقف اندمج معاها ف الكلام: لو كنتى قولتيلى انك عايزه تاكلى سمك كنت حدفتك ف المحل
هدهد بصتله بإستغراب: المحل؟ بتاعك؟
ادم هز راسه و هي ابتسمت بعفويه: انت بتشتغل يا ادم؟
ادم بصّلها بطرف عينيه: لا جايب سمك و فاتحله محل يرقص فيه.

هدهد ضحكت بصوت عالى رغم رقة ضحكتها.
ادم رفع وشه بسرعه بصّلها بحده اما لاحظ كذا حد بصّلها من حواليهم و صفّر.
هدهد حطت إيدها على بوقها و شاورتله.
ادم كشّر و رجع للاكل بصمت و هي لاحظت ضيقُه ف ابتسمت ابتسامه غريبه.
ادم بصّلها بطرف عينيه: ايه؟
هدهد همستله: طب مش كنت تقول
ادم رفع حاجبه: اقول ايه؟
هدهد ضمت بوقها ببراءه: انك بتاع سمك. كده تبقى يا بتاع السمك يا باربونيا
ادم هز راسه بيأس و هو بيضحك غصب عنه.

هدهد شاورتله بمرح: طب هقولك نكته يا بتاع السمك يا باربونيا. بيقولك ‏مره سمكتين تونة فقرا اوى و جعانين شافوا صاحب المطعم و الشغالين جايين عليهم قالولهم التونة حاجة لله
ادم كان خلص اكل ف ضحك غصب عنه و لمح الجرسون جاى ف برّق.
هدهد فركت إيدها ف بعض و هتتكلم الجرسون اتكلم: حاجه تانيه يا فندم؟
ادم رد بسرعه: لا لا كفايه
هدهد تمتمت بهمس و هي بتسند كوعها ع الترابيزه و بتقرب راسها ناحيته: راجع نفسك.

ادم عمل زيها سند كوعه ع الترابيزه و قرب راسه و رد بهمس زيها متغاظ: قولت كفايه
هدهد قربت كمان شويه بهمس: فكر
ادم قال نص الكلمه بزعيق عالى و كملها و هو بيوطى صوته: قولت كفايه
هدهد ضمت عينيها بتمثيل جديه: فكرت يعنى؟
ادم رفع دراعه من ع الترابيزه و اتعدل رجع لكرسيه و هو بيتنفس بصوت بغيظ و بيعض بوقه كله و هي كمان رجعت ف قعدتها و اتكلمت بتهريج: طب فكر تانى.

الجرسون بصّلهم بإنتظار و هي ضحكتله ببلاهه: طب هات اى حلو للحلو
ادم هيتكلم هي اتكت على إيده لحد ما الجرسون مشى و بصتله و قلدت لهجته: لالا بلاش. طب روح دلوقت
ادم بصّلها بعيظ و بص للاكل: انتى لو تاكلى علقه اد الاكل اللى اكلتيه هتمشى زى الألف بقية حياتك
هدهد لمحت الجرسون جاى عليهم بصانيه ف بصت لأدم بغموض: يعنى كلت كويس؟
ادم بصلها بغيظ: ليه هو في اكل تانى؟

هدهد بصت للجرسون اللى بيقرب و شدت إيد ادم ف حركه سريعه و هي بتجرى ناحية الباب: لا عشان تعرف تجرى كويس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة