قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع

حنين بتقرا ف المذكرات و مش حاسه بإيدها اللى كبشت ف الورق فجأه بمجرد ما لقت نفسها بتروح لنقطه معينه مع الحقايق اللى بتتكشف قدامها!
همست بصوت مهزوز: يعنى ايه! انا و هي كنا حوامل! احنا الاتنين! يعنى. يعنى
رجعت بعينيها للورق برفض و بتهز راسها بعشوائيه: لالا. اكيد لاء. دول عيالى انا. ولادى. لالا.

وقفت و الورق ف إيدها بتقرا و تجرى بين السطور و هي بتتحرك حوالين نفسها بتوهان و تهز راسها و فجأه خبطت ف الاباجوره ع سطح المكتب جنبها وقعت و هي بتقع خبطت اللاب وقع معاها عملوا صوت عالى و فجأه أنوار البيت برا نوّرت و هي وقفت بترقّب بتنقل عينيها بين الورق ف إيدها و بين الباب!
لازم تتصرف. لازم. مش هتقع قدامها فرصه تانيه شبه دى. فرصه بتدوّر عليها من سنين.

لمت الورق بسرعه عدلته ف وضعه ع المكتب و بتميل جنب الكرسى تحت المكتب طفت الاباجوره و بترفع اللاب سمعت خطوات بتقرب جدا من الباب ف ميلت اكتر بجسمها كله نزلت تحت المكتب.
الباب إتفتح و دخلت منه واحده شكلها كبير ف السن لكن هيئتها كمان كبيره ف البيت.
حنين إتنفست بالعافيه و تمتمت بقلق: الحاجه صافيه!

الحاجه صافيه هزت راسها برضا اما سمعت صوت الرعد و البرق برا و إقتنعت انهم اللى عملوا الدربكه دى. قربت من الشباك تممت على قفله و اتحركت تخرج. قبل ما تروح ع الباب بصت ع المكتب لحظات و قربت منه بهدوء ساوته و خرجت و قفلت الباب.
حنين جوه اول ما خرجت حطت إيدها على صدرها و إتنفست براحه و وقفت تانى.
عايزه تخرج لكن حنين جواها غالبها. حنين كان بدايته مجرد فضول!

رجعت رفعت اللاب مكانه و الاباجوره و استنت دقايق الانوار برا انطفت و الحركه إختفت و نوّرت الاباجوره و فتحت الورق تانى و رجعت بعينيها لمكان ما وقفت.
بتقرا بصوت بيترعش...
عند امينه الدكتور بص للممرضه و طلب تحاليل و هي اخدت ابرة دم منها و نزلت.
الحاجه صافيه بصتله بإنكار: ليه التحاليل دى يا ولدى؟
الدكتور: هي بنتك دى يا حاجه؟

الحاجه صافيه نفت كلامه بسرعه: لاه مرت ولدى. مقولتليش بردوا ليه التحاليل دى؟ ده كله فيلم و انا عارفاه كويس
الدكتور إبتسم لحمزه: هي كمان! كده هيبقوا تؤم بقا من بطنين مختلفين
حمزه حطت إيده على وشه و رجع خطوتين لورا و آمه بصتله و بصت للدكتور: يعنى ايه يا ولدى؟ ما تتكلم كيف الناس.

الدكتور إبتسم بإعتذار: قصدى ان غالبا المدام بتاعة إبنك التانيه هي كمان حامل و هيجيله طفل كمان. بس غالبا طالما متعرفوش يبقى ف اول حملها زيها
الحاجه صافيه رفضت بإنكار: لاه طبعا
الدكتور إستغرب ردها و هي كملت: ده شغل حريم انا خابراه عاد. غيرة ضراير. سمعت ان ضرتها حِبلى
الدكتور إستغرب: هي دى فيها غيره! بقولك حامل.

الحاجه صافيه زعقت لمجرد انها افتكرت حوار امينه مع الراجل اللى لقت هدومها عنده و هي لسه لحد دلوقت متعرفش هو مين او فاهمه الحوار غلط. فوق ده هي بس اللى عارفه ان امينه اللى بلغت و عارفه هي كانت ناويه تعمل ايه معاها بس شافت خطتها بتتفكك.
الحاجه صافيه بصتله بغضب: و انت متزربن لها ليه؟ ااه اكيد متفق معاها.

الدكتور بذهول: اتفق مع مين و على ايه؟ هي وقعت قدامكم و انا كنت جوه و جيت قدامكم و دخلتلها و كشفت عليها قدامكم! كلمتها بالارواح مثلا!
الحاجه صافيه هتزعق حمزه لف دراعه حواليها و بص للدكتور بإعتذار: معلهش. الظروف بس مش مناسبه و كل حاجه جات سريعه كيف ما شايف. اعذرنا يا دكتور
اخد امه و مشى اللى رافضه و بصّلها: ممكن اعرف انتى رافضه ليه؟
أمه هتنطق حمزه كمل: انا اه متفاجئ لكن انتى رافضه مش متفاجئه.

أمه دوّرت وشها بعيد و بتتنفس غضب كإنها بتحاول تعمل حاجه مش عارفه.
حمزه بقلق: فهمينى يا أمى. في ايه! ليه رافضه انها تكون حامل مع ان ده طبيعى و متوقعينه اى وقت و متأخر كمان
أمه تمتمت بسخط: بنت الرافضى
جمزه بصلها شويه بتحقيق و هي تهتهت بلغبطه لمجرد انها خايفه تحدف اللى عندها كله ف وشه تلغبطه ف وقت المفروض يكون مركز فيه عشان يعرف يهدى من محنته و يتخطى اللى حصل بدون خساير!
امه ردت من وسط شرودها: مش وقته!

حمزه بصلها بحذر: وقته! قصدك ع اللى احنا فيه؟ لا ده هنخرج منه و انا رتبت هعمل ايه متقلقيش
أمه كإن الرد مريحهاش او مش ده المناسب و حمزه بصّلها بتدقيق: فهمينى. ليه! و ليه امينه كانت متربطه و انتوا جايين مع انها جايه معاكم! حد اتعرّضلها؟
امينه كانت جوه فاقت و الممرضه بلغتها ف قامت بلهفه خرجتلهم و ردت بسخريه بعد ما سمعت حوارهم: ايه؟ حد اتعرّضلها من نص ساعه ف حملت منه؟

حمزه بص وراه لها و بص لأمه و نظرات الشك منه بتتقسم بينهم.
أمه كتمت انفاسها ثوانى و ردت بهدوء بعد ما رتبت الحوار ف دماغها: لاه، انا بس كنت مرتبه لرسمه تانيه. تتجوز. تسافر. تخلص شغلك و تتصرف ف الحاجه. و فجأه كل ده وقع ف اتخربطت
حمزه بشك بص لأمينه و بصّلها: طب و كانت مربوطه ليه؟

أمه هترد امينه سبقتها بمكر و هي بتقرب منه بدلع: لاه مانا كنت بفكر اسيب البيت. شوفتك راجع بالعروسه الجديده قولت افضّيلها مكان و كفيانى انا بقا. مهقدرش اشوفك ف حضن مَره غيرى و على فرشتى. هحبك و انت خابر. ده الست مننا تشوف راجلها ف مقبره و لا تشوفه ف حضن مَره
حمزه باصص ف عينيها بتركيز و حاسس ان في حاجه مش ظابطه معاه.

امينه كملت بلهجتها: امك بقا إفتكرت إنى بهرُب و اتخلى عنك. و خافت تيجى رجلى ف حواديت الشغل بتاعكوا او اتكلم مع انى مهعرفش حاجه
حمزه بص لأمه كإنه بيتأكد و هي دوّرت وشها بعيد.

امينه اتكلمت تخليه يبصلها: مع إنى و الله قولتلها ما هتكلمش. و حلفتلها كمان و قولتلها قوليلى لو إتسألت عايزانى اقول ايه و انا هقول على طول حتى لو عايزانى اعترف على حالى إنى انا المَره اللى كنت معاك ف العربيه و عملت ده كله و ضربت الخلق دى كلها
حمزه بصّلها بحذر: و انتى ايش عرّفك ان كان معايا واحده وقتها؟
امينه ردت بربكه: هااا؟

حمزه عاد سؤاله بعينيه من غير ما ينطق و أمه ردت بعدم إقناع ان هي اللى بتنجدها بس لازم تعمل ده حاليا: شوفناك من البراندا فوق. اما إبتدت حركة الرجاله طليت اشوفك
حمزه مقتنعش بولا حرف بس كان مضطر يصدق او الموقف مساعدهوش.
اتنفس بالعافيه كإنه مش عارف يتنفس او مش عارف يتصرف. مش عارف ياخد خطوه لورا ف الحوار اللى غرق فيه زى ما هو مش ضامن ياخد خطوه لقدام.
امه بصتله شويه بشك: مفرحانش؟

حمزه ابتسم بسرعه ابتسامه مهزوزه: لاه. لاه
امه ضيقت عينيها: لاه فرحان و لا لاه مفرحانش؟
حمزه اتوتر: فرحان. اكيد
امه بصت ف عينيه: امال ليه الهم كاسر جناحاتك اكده؟
حمزه اتلغبط ف اتكلم و هو ماشى: مشايفاش عاد الهم اللى احنا فيه!
سابها و دخل لحنين اللى اخدت وقت و إبتدت تفوق و بمجرد ما فاقت شافته جنبها.
حاولت تتعدل و مسكت دماغها: انا. انا فين؟

حمزه كان قاعد على كرسى جنب سريرها ف وقف و قرب منها بتوجس و مش عارف يصيغ اى سؤال ممكن يتسآل.
الممرضه كانت داخله ف اندفعت بالكلام حسمت الموقف بينهم: حمد الله ع السلامه يا مدام حنين. انتى اتكتبلك عمر جديد
حنين رددت بتوهان: عمر جديد؟

الممرضه قربت غيرتلها المحلول: اه. بمجرد ما فوقتى يبقى نقدر نقول عديتى منها بسلام. انتى عارفه الغيبوبات اللى من النوع ده اوقات بتطوّل و اوقات بتنتهى بسرعه و اوقات بتنتهى بصاحبها. ده في ناس بتعيش جواها الباقى من عمرها و تموت جواها
حنين بلعت ريقها بخوف و بصت لحمزه جنبها اللى مبيتكلمش مستنى اول كلامها بفارغ الصبر.

الممرضه بصتله و بصتلها: جوز حضرتك مسابكيش من اول ما خرجتى و رافض حد يدخلك. هما الصعايده حلوين كده؟
حنين تمتمت بهمس: جوزى!
حمزه اتعدل و وقف و اخد نَفس جامد من حالتها اللى بتتفسر قدامه و بص للممرضه ع الباب خرجت.

حنين بصتله بنظره طويله نزلت خلالها دموع: انا مالى؟ ليه. ليه تعبانه كده! ليه مصدعه! ليه مش. مش مركزه. بشوف و مش بشوف. مش فاكره و دماغى بتعيد كل حاجه مش عارفه القط منها حاجه. انا. انا حتى مش. مش عارفه اسمك!

حمزه كتم نَفسه و إبتسم بالعافيه. هو عارف هي مين و كانت ايه. دى كانت ملمومه بحتة ورقه عرفى. لاء و كانت حامل قبلها! عايز يرميها! مش طايق يبص ف وشها! بس مش عارف! حاسسها غريبه و اخر كلماتها اللى قالتهاله وقت الضرب اغرب و حالتها و هي جايه اغرب! طب يعمل ايه!
حنين مسكت إيده اللى جنب السرير و هو واقف شدته من دوامة تفكيره.

حمزه بصّلها بحده دابت قدام دموعها: هتعيطى ليه دلووق؟ مسمعتيش كلام البت اللى كانت إهنه من شويه؟ هتقول إنك زينه ليه البكا عاد؟
حنين حست انها مستغربه لهجته. كلامه. حتى ملامحه. طب ليه حتى مبيظهرش جوه اللمحات اللى عقلها بيمررها عليها حتى لو مبتلحقاش!
حمزه كان تقريبا فهمها ف إبتسم بهدوء: يلا. اذا قادره تتحركى ممكن نرجع دلووق
حنين انكمشت على نفسها بتردد: نرجع فين؟
حمزه بهدوء: البيت
حنين بصوت مهزوز: ليه؟

أمه ردت و هي داخله: اهه. هنعيش إهنه اياك؟ الدكتور و طمننا عليكى و قال إنك زينه و ممكن تخرجى يبقى ليه القاعده!
حنين بتلقائيه شدت حمزه حنبها و مع كلامها اتدارت ف كتفه.
حمزه حس من صدرها اللى لامس ضهره ان قلبها من الدق هيخرج!
طبطب بإيده على إيدها اللى على كتفه بعد ما قعد ع السرير معاها و هي وراه و بصلها بعينيه يطمنها و الغريب إنها فعلا إتطمنت!
أمه بصتلهم بحيره: مقولتليش يا حمزه انتوا إتجوزتوا ميتى؟

حمزه بص لحنين اللى عينيها سألت نفس السؤال و هو قد ما لعن الموقف اللى هو فيه قد ما حمد ربنا على حالة حنين اللى سمحتله و هتسمحله دايما يتصرف لوحده.
بص لأمه بإختصار: من فتره. و قبل ما تتكلمى كنت مستنى الوقت المناسب عشان اقولك. ع الاقل اخلص بس من الشغله اللى كانت ف إيدى و افوق
آمه هتتكلم حنين اتكلمت بتلقائيه: انت مكنتش قايلها ان احنا متجوزين؟ على كده متجوزين من قريب؟

حمزه كتم نَفسه على نظرة أمه اللى دققت فيها و بصتله و هو جاوب من غير ما تسأل: حنين بس مرهقه شويه من اللى حصل. الحادثه كانت واعره عليها و الحمد لله انها فاقت.

آمه بصتله و هو وقف و ميل عليها شرحلها حالتها بإختصار. كان هينهى الحوار بالحقيقه لكن بمجرد ما شاف حنين متابعاهم و بص عليها شافها تايهه سكت من غير اراده و اتقابلوا ف نظره طالعه من عيون شبه عيون الغريق للقشايه اللى هتنجده من الغرق و الغريبه ان نفس النظره من عيون الاتنين و محدش فيهم عارف اذا كان النظره هتتحوّل امان للاخر و ينجى الغريق و لا هتقلب فزع!

أمه شافت نظراتهم و نوعا ما معجبهاش شكل العلاقه. مستريحتلهوش. شافت إبنها مسلوب الاراده. شافتها النداهه اللى بتنده لإبنها تشده من غير حول منه و لا قوه. شافت ف العيون بريق غريب مقبلتهوش!
زعقت بعصبيه و هي خارجه: يلا يا ولدى ورانا مصالح. شوف هتعمل ايه و هتتصرّف كيف!
حمزه فاق زى المسلوب و بص لحنين اللى كإنها اخدت من عينيه شحنة امان تطمنها تخطى و تدوس خطوتها براحه او يمكن شحنه طاقه!

حمزه كلم عمار مدير الحراسه بتاعته طلب منه يعمل حاجه و هو سابهم و مشى عملها و رجعله اخر اليوم.
بعدها خرجوا من المستشفى كلهم. وقفوا قدام العربيه و حنين بصتلها كتير و لمحات بسرعة البرق و عنفه بتظهرلها من مواقف كتير فيها عربيه بتنتهى بعنف.
حمزه بصّلها بحذر و بمجرد ما غمضت عيونها بنفس العنف قرب منها لف دراعه حواليها و هي بتلقائيه إستخبت ف صدره.

فتح العربيه من قدام و دخّلها و آمه بصتله بإستغراب. حمزه كان فعلا مخدش باله من حركته و لا من نظرة أمه و لف ركب جنبها!
ف لحظه إنتبه و اعتذر بعينيه بسرعه و هينزل أمه شاورتله بغضب مكتوم و فتحت الباب ركبت و امينه جنبها.
حمزه اخدهم ع البيت. بمجرد ما عدوا من الشارع العمومى شاف عساكر و امن قالب المنطقه قفل قزاز العربيه بسرعه. مكنش خايف منهم قد خوفه الغريب عليها اما تعدى على مكان الحادثه!

امه إستغربت: احنا هنعاود للبيت؟ طب ليه خرجنا منيها ف الاول؟
حمزه بهدوء بص على حنين و امينه ف العربيه و بصّلها ف المرايه قدامه و هي فهمت ف سكتت.
نزلوا دخلوا و حمزه اخد حنين بهدوء لجوه. هو عارف كويس اوى ممكن تحس بإيه لمجرد ما تعدى ع البيت. لمجرد ما تدخل البيت حتى و هو غريب عنها!
حمزه وقف بين امينه و حنين: بصوا بقا. انتوا الاتنين زى قضبان الحديد مهيتلموش إلا ف حادثه تهرس الكل.

امينه ربعت إيديها على صدرها و بصتله و بصتلها بعنف و إتكلمت بتهكّم: اه بس خد بالك ان مفيش قطر اعرج! هيمشى على قضب واحد
حمزه فك نفسه من حنين جنبه و قرب قصادها و قصد ينط على كلامها و يكمل كلامه: عشان إكده ماهتتلموش على بعض واصل و لا بالطبل البلدى. كل واحده ف حالها مهتشوفش التانيه حتى
حنين بصتله و صدرها زى اللى بينهج من كل حاجه حواليها: مين دى؟

امينه حطت إيديها ف وسطها و إتخطت حمزه و قربتلها: مَرته. و لا البيه مقالكيش عاد إنه متجوز؟
حنين بصت لحمزه قوى و ضامه عيونها على بعض و من غير سبب واضح عينيها إتملت دموع.
حمزه غمض عينيه قوى و امه قربت منهم: فوت يا ولدى شوف مصالحك. ده شغل حريم انا كفيله بيه.

حمزه إتخض بتلقائيه. هو اكتر واحد عارف آمه. شايف شكل علاقتها بأمينه. بس كان سايبها. ليه دلوقت خايف! بيقنع نفسه انه خايف حنين تفوق من حالتها دى اى وقت ميكونش موجود!
بص لأمه بإندفاع: لالاه ملكيش دعوه بحنين. ملكيش دعوه بيها. همّليها و انا معاها
أمه بصتله بترقّب و هو سكت بتراجع: انا هقول هي مناقصاش. انتى شايفه حالتها كيف مفيقاش للزقار ده.

أمه قربت قصاده: هتهمّل حالك و مالك عاد! فوت يا ولدى وراك مصالح و مهتاخفش عليها اذا كان على حالتها فهى هتبقى زينه
حمزه اتردد و بص لحنين و بصّلها. اخد حنين و طلع فوق. وقف ثوانى ف طرقه طويله و اختار اوضه و اخدها و دخل.
قعد بيها بحكم انها ماسكه فيه و حاول يبتسم: هتتعودى متقلقيش
حنين بصتله بتوهان: انا ليه مش حاسه بولا حاجه هنا؟

كانت عايزه تقوله لا مع المكان و لا معاك و هو فهم ف إتكلم بهدوء: عشان اول مره تيجى هنا. احنا كنا جايين و حصل اللى حصل قبل ما نوصل
حنين وقفت بتعب: و انا! كنت راضيه بالوضع ده؟
حمزه وقف بإستغراب على واحده كانت راضيه بوضع اسوء من ده: وضع ايه؟
حنين اتحركت بتوهان: إنك متجوز؟ إنك مش قايل لمامتك على جوازنا؟ ان مراتك حامل؟ انى هعيش هنا؟
حمزه اخد نَفس قبل ما يتكلم: اه كنتى راضيه يا.

حنين قاطعته بتذكّر: اه صح انا كان اسمى ايه؟
حمزه إبتسم إبتسامه اختفت بسرعه اما إفتكر و هو بيعرف إسمها: حنين
حنين لاحظت حالته و بصتله بإستفهام و هو كمل كلامه يخرج من حوارهم: اه كنتى راضيه. انا كنت عايش هنا بس بسافر كتير بحكم شغلى. برا و ف مصر و اسكندريه و كل حته. قابلتك هناك ف مصر و اتعرفنا و حبينا بعض و اتفقنا نتجوز و عشان مراتى مكنتش بتخلف كان الموضوع متسهل بالنسبه لهنا و حصل و جيبتك.

حنين حاجه جواها بتنفر مع الكلام كإنها بتطرده براها مش عايزه تدخّله و حاجه بتحضن الكلام كإنه طوق نجاه!
بصتله برعشه و بتلقائيخ ضمت نفسها بدراعاتها: و دلوقت مراتك حامل! هتسيبنى؟
حمزه إبتسم و رد من غير ما يحس بدون اراده: لاه. لاه
حنين بصت لعيونه قوى و هو ابتسم غصب عن الموقف و اما دقت اجراس الخطر هرب بنفسه و نزل.

سابها و نزل أمه قابلته بس هو إختصر بحجة الشغل و خرج. زى اللى بيهرب او خايف او معندوش اى فكره عن خطواته الجايه!
أمه وقفت ف طريقها زى التايهه. إبنها فيه حاجه غريبه و لازم تعرفها زى ماهى عارفاه كويس! مش ده إبنها! مبيتشدش لحد كده!

بصت لامينه اللى واقفه على بُعد منها بس قصدها بتبصلها بترقب. إفتكرتها. هي كانت هتخلص منها الاول. بس دلوقت ايه. دلوقت حامل. طب ما مراته التانيه حامل. لا بس حملها مش مضمون. حالتها كمان مش مضمونه. ما يمكن متكملش. حتى لو كملت حملها و هتخلف لازم تتأكد من حمل امينه. من امتى و من مين! ممكن يبقى بردوا حفيدها. لازم تستنى و تشوف! مش هتقول لإبنها حاجه دلوقت!

حمزه خرج قابل رجالته رتب خطواته و استنى تنفيذهم.
بعدها بشويه عمار راحله: انا عملت كيف ما امرتنى بالظبط
حمزه: جيبت سلاحى اللى كان مع سليم ف الضرب؟
عمار: اه هو كان حادفُه كيف ما قولت ف عربيتك و كلمت الرجاله اللى كانوا جوه هنا اخدوه من العربيه قبل ما الحكومه تتحفّظ على كل حاجه
حمزه هز راسه برضا: و سلاح سليم؟
عمار: لقيته فعلا مرمى ورا سور الجنينه
خرّجله السلاحين و حمزه اخدهم بيبصلهم بتفكير.

عمار: انا بس كنت عايز اقول حاجه
حمزه هز راسه من غير ما يبصله و هو إتكلم بحرص: حبايبنا كتير ف السكه دى. رصاصه واحده من مسدس سليم ده تتبدل بالرصاصه اللى إتقتل بيها الظابط و بإكده يشيل الليله كإنه هو صاحبها
حمزه هز راسه برضا كإن ده نفس تفكيره: بس الرصاصه اللى هتتبدل مش هتبقى من مسدس سليم ده.

عمار بصّله و حمزه رفع وشه بتفكيره: الخاص. مسدسه الخاص عشان محدش يقول انه فعلا كان رايح تبع شغله و بيتعامل و ف وسط الضرب الرصاصه جات غلط. قولى الاول اتآكدت من موته
عمار رد: اه و اتحوّل كمان للمشرحه او الجنائى زى ما عرفت و اتحفّظوا على عربيته
حمزه: يبقى كويس. كلملنا حد بقا يجيب رصاصه من سلاحه و بطريقته يدخّلها للمعمل الجنائى بأى تمن و تتقفل الليله دى.

عمار: بس. سلاحه الميرى مترخص بإسمه و ده هيساعدنا انه يلبسها
حمزه: و بصماته على سلاحه التانى هتساعدنا. خاصة انه عليه بصمات قديمه لإنه اكيد استخدمه كتير قبل إكده. السلاح ده اصلا هو اللى هيأكد انه شمال و تخليه يشيل الليله خاصة انه هيتحوّل للجنائى و يتعرف استخدمه قبل اكده امتى و فين و ليه
الراجل رد بإندفاع: صح. و بقا لو المَره اللى كانت معاه وقعت ف إيد الحكومه هتتقفل الحكايه بالضبه و المفتاح. هتثبت إنه.

حمزه قاطعه بحده: عماار
عمار سكت و حمزه قرب مسك وشه من دقنه بس و ضغط مع كلامه: معايزش اسمع سيرتها ف الحوار كلاياته واصل. فاااهم. ماهتجيبش سيرتها و إلا هخليك مجرد سيره يتقال بعدها الله يرحمه
عمار اتهز بخوف و هز راسه و حمزه حدفه بعيد: فكيت الكاميرات؟
عمار وقف بتوتر: اه و اتحذف زى ما قولت الحادثه و قبلها بدقايق كمان. و مفيش كاميرات حوالينا هنا احنا ع الطريق و قبالنا طريق عمومى و قصده رمله.

حمزه هز راسه برضا و سابهم و مشى. عمار سابه و راح عمل كل اتفاقهم.
ساعات و جه امر نيابه لحمزه اللى راح التحقيق و انكر كل حاجه و انكر وجوده ف الصعيد كله و إنه لسه راجع. انكر وجود اى حد من اهل بيته و ان الكل كان مسافر
البيت إتفتش بعد ما حمزه كان متمم عليه. الكل إتحقق معاه و قال زى ما اتحفّظ حتى امينه!
حمزه اخفى وجود حنين تماما قدام التحقيقات لحد ما خلصت.
وكيل النيابه سكت بحيره: يعنى ايه؟

حمزه: يعنى كيف ما قولتلك يا بيه. مكونتش موجود. لا انا و لا حد من عيلتى واصل
وكيل النيابه بصّله بشك: مش غريبه شويه دى؟
حمزه: ما غريب الا الشيطان. ايه الغريب ف اكده؟ واحد و خد اهل بيته يفسحهم. هي الحكومه هتمنع ده عاد!
وكيل النيابه: لاء. بس. طب ليه رجعت ف نفس اليوم؟ مش صدفه غريبه شويه؟

حمزه: الحراسه اللى ع البيت بلغتنى ان في قلق ف المنطقه قريب مننا. جيت اتطمن على بيتى و احميه اللى الحكومه نفسها معرفتش تحميه و دهسته ف سكتها و هي هتطارد شوية مجرمين من قطاع الجبل
وكيل النيابه: و الكاميرات! انت عارف انك انت الوحيد ف المنطقه اللى حاطط كاميرات و مع ذلك مقدرناش نستفيد بردوا. قولك ايه ان احنا لقيناها متعطله ف وقت الحادثه تقريبا.

حمزه: واه. و هو صعبه على اى حد يعطلها! ده اى هاكر يقدر يظبط الليله. و لا هو اى حد عارف انه هيجى يعمل جريمه مش هيفرز المنطقه و يشوف فيها كاميرات و لا لاء و يتصرف عشان ميسبش وراه دليل ادانه!
وكيل النيابه سكت بقلة حيله: طب ليه. ليه قدام بيتك انت بالذات!

حمزه: اولا انا لفيت المنطقه كلها اما عاودت. و الحادثه كانت قريبه اه لكن مش قدام بيتى. ثانيا عشان قدامنا صحرا و رمله و منطقه مهجوره تقدر تتاوى اى واد حرام او قاطع طريق. بعدين كيف ما قولت مفيش كاميرات كتير ترصد و ده هيسهل الحوار
وكيل النيابه سكت بإقتناع نسبى و حمزه كمل: بعدين يا بيه انا لو ليا يد ف الحوار و لا عارف بيه و مطرمخ عليه هيبقى قدام بيتى!
وكيل النيابه: ما انت قولت مش قدام بيتك!

حمزه: بس ف منطقتى. و ده ف حد ذاته خطر عليا. هيعرض سُمعتى للخطر. القيل و القال و انت خابر اللت و العجن الكتير عندنا ف الصعيد مش حلو و بيوقف الحال و انا راجل ليا شغلى و مركزى و سمعتى و هيبتى وسط ناسى و اكيد مهاخطرش بكل دول مهم كان التمن.

وكيل النيابه بصّله بتدقيق شويه: بس التمن يستاهل. انت عارف انهم كانوا بيحاولوا يهرّبوا اثار ف العمليه دى! و دهب كمان! و اكيد ده طلع من بطن الارض و انتوا شغلكوا فيه حفر و نحت. انت مش عندك مصانع رخام و سيراميك بردوا!
حمزه: واه. و هو انا بس اللى عندى؟ روح عندنا ف الصعيد و شوف كام واحد بيشتغل اكده! ده شغلناتنا الاساسيه بطبيعة المكان
وكيل النيابه هز راسه بفهم: تعرف ان اللى بلغ من بيتك؟

حمزه ردود افعاله كانت ثابته بشكل غريب كإنه كان مبرمجها قبل ما يجى مهما سمع: مانا قولت لحضرتك مكنتش ف البيت
وكيل النيابه: اه بس قولت ان العيله كلها كانت معاك. يبقى مين؟
حمزه كان جواه ابتدى حوار تانى غير اللى بيرد فيه من برا مع الظابط: و بردوا قولت انى كنت سايب حراسه ع البيت و هي اللى بلغتنى باللى حصل. احتمال يكونوا اتصرفوا لحالهم اما الضرب قرب منيهم.

وكيل النيابه اقتنع: تعرف واحد اسمه سليم محمد اليمنى!
حمزه ملامحه خاليه من اى تعابير: مخابرش
وكيل النيابه بصّله شويه: ازاى يعنى متعرفش! يا تعرفه يا لاء!

حمزه كان متفق مع سليم اه محدش يعرف طبيعة علاقتهم عشان ميلضمش طبيعة شغل كل واحد فيهم بالتانى و يستنتج حاجه خاصة انه كان بيسلكله شغله يعدى ف لو اتعرف انهم معرفه شغلهم هيقف و يتقال واسطه و قرايب. و كانوا اه بيتقابلوا ف الخفى. لكن بردوا رد رد عايم تحسّباً ان سليم يكون سايب حاجه وراه تعلن عن وجود علاقه بحمزه و انكار حمزه يورطه!

حمزه رد بغموض: شغلنا كله تصاريح و اوراق رسميه و مستخرجات موافقه و و و ف جايز نكون اتقابلنا ف حاجه من دول و جايز لاه
وكيل النيابه هز راسه و كمل تحقيق بدون فايده لحد ما خلص مع حمزه و خرج منها و فعلا القضيه إتقفلت!

حنين كانت بتقرا المذكرات بترقّب. منتهى الحذر. خايفه من اللى هيوصّلها له قطر الحكايه. مش عارفه!

بلعت ريقها بدربكه صعبه إبتدت تحصل جواها و هي بتقرا كلام حمزه مكنتش شايف و مش متابع غير حنين رغم إنى مقربتش بس مبعدتش!

اول حاجه عملتها بعد ما خرجت من القضيه زى الشعره من العجين انى نزلت بنفسى مصر اسأل عنها. كنت عارف انى ممكن اوصل لأى حاجه عنها عن طريق سليم و فعلا لفيت سؤالى حوالين سليم لحد ما عرفت إنه من شهرين عمل قضيه لبنت بنفس الاسم كانت شغاله ف كافيه قريب من شغله. سآلت عن البنت و عرفت من صورتها اللى على اوراقها انها حنين. عرفت انها يتيمة اب و ام و ملهاش اهل تقريبا غير اخت واحده متجوزه و مهاجره امريكا مع جوزها و بعيد عنها!

حنين وقفت بالكلام لحد هنا و غمضت عيونها و سابت دموعها تنزل او بمعنى اصح حسيتهم لاول مره و هما بينزلوا رغم انهم بينزلوا من اول ما فتحت مذكرات حمزه!
حمزه عارف. عارف اصلها و حكاويها قبله و بعده!

رجعت فتحت عيونها بالعافيه و الكلام قدامها زى الغمامه و هي بتكمل قرايه اللى عرفته عنها و الجمله الوحيده اللى سمعها منها و هي ف وعيها قبل حالتها دى اما قالتلى سيبنى امشى دى فرصتى امشى و لو ضاعت يبقى عمرى ما هعرف امشى تانى خلونى اقدر استنتج او اخمن انها وقعت تحت ايد سليم غصب عنها! شيّلها قضيه جابتهاله على حجره! اكيد حامل منه! محاولتش افكر كتير ف النقطه دى او اقف عندها! كإنى فعلا واخد قرارى! سألت عن حياتها و ملقيتش فيها ثغرات مصدر شك! اخدت قرارى او سيبته الظروف تاخدهولى مش عارف! كنت حاسس إنى قدام كل حاجه تخصها آله بتتحرك! بمساعدة حبايبى اللى كانوا كتير عملتلها ورق جديد بإسم جديد بس ليه معارفش مرضيتش اغير إسمها هى! يمكن حبيته!

حنين من بين دموعها و هي بتقرا إبتسمت بتلقائيه بعيون بتلمع كإنها بتدب فيها روح الحب من التانى اللى كانت إتنزعت منها من اول ما إبتدت تقرا! مش عارفه عشان اتصدمت بكل اللى كانت بتعرفه او هي الحكايه اللى مكنش فيها حب من الاول!

صوتها إتهز و ضعف شويه شويه لحد ما إختفى و تاه جوه الاحداث اللى شافتها.
حمزه قاعد مع آمه بعد كل حاجه ما خلصت و شارد.
أمه بصتله بتدقيق: حالك معاجبنيش!
حمزه اتكلم على شروده: الظابط هيقول ان الحكومه راحت على بلاغ اما إتدوّر وراه اتكشف إنه جه من إهنه!
أمه ارتبكت بخضه: اهنه فين!
حمزه انتبه و هو بيبصلها: من البيت! بيتى!
آمه بصتله بلغبطه: يبقى سليم. مش قولت كان ف نيته الغدر؟

حمزه برفض: لاه، سليم مدخلش البيت. هيقولوا اللى بلغ بلغ من تليفون البيت. و هو من اول ما وصل مغابش عن عينى. حد من جوه!
أمه لغبطت الكلام و رتبته: مين من اهنه يستجرى يعملها! يبلغ عنيك! مستغنى عن عمره اياك!
حمزه هز راسه بحيره: مخابرش
أمه بغموض قصدت تتوّه تفكيره: بس انا خابراه شغل الحكومه ده. قاصده تتوّهك.

حمزه إنتبه بإستغراب: و هي ليه هتوّهنى؟ ماهى ملقتش حاجه و لو كانت حتى شاكه ف المفروض تطمنى عشان اتصرف بإطمئنان ف اقع
آمه: لاه، مهتبقاش زى وقعتك مع رجالتك. هتشكك فيهم ف تقعوا ف بعض و اكيد هي المستفاده
حمزه نوعا ما إقتنع: تفتكرى إكده؟ مكفهاش حقنا اللى ضاع ف الحاجه؟
امه شردت بحده: مفيش غير إكده و الله يعوض علينا ف الحاجه و بالنسبه لحقك انا اللى هاخده.

حمزه بصّلها بإستفهام و هي اتراجعت ف لهجتها: قصدى هاخده اما ربنا يعوض عليا بخلفتك و اشيل عيالك يا ولدى
حمزه إبتسم و الغريب انه مجاتش غير صورة حنين قدامه رغم إن اللى ف بطنها هو اللى فيهم مش إبنه!
حمزه وقف و امه بصتله بشك قبل ما يتحرك: حمزه. انت اتجوزت حنين امتى؟

حمزه اخد نفس عنيف يدارى توتره و اتكلم بهزار يدارى كل ده: مهنخلصش و لا ايه يا ام حمزه! قولتلك من فتره اكده بس دماغى كانت مشغوله بحوار الحاجه اللى هتتهرب دى. ده انتى و لا مَرتى الاولى مش امينه. ده امينه مهتعملش حوارك ده عاد
امه وقفت قدامه بشك بيزيد: بس انا مش مرتك. انا امك و ليا الحق اعرف قبل ما تخطى اى خطوه مهما كانت الظروف. اشمعنى المرادى عاد؟
حمزه مد إيده طبطب على إيدها: معلهش. ف دى عندك حق.

امه بصتله بغموض: فين القسيمه!
حمزه اتخض بشكل ملحقش يداريه: قسيمه ليه؟
امه: اتجوزتها من غير قسيمه اياك؟
حمزه اتوتر و صحح بسرعه: لاه مقصدش. بس. بس قصدى ليه هتسآلى عنيها دلوق؟
امه اتأكدت من شكها او ع الاقل ان في حاجه مش مظبوطه: هسأل عنها. عايزه اشوفها. حتى عشان ورقات العيل اللى هيتولد ده
جمزه اتهرب بسرعه قبل ما الحوار يوسع منه: متشيليش هم. انا مرتب كل حاجه.

امه بصتله قوى و هو ابتسم بتصنّع: ليه معايزهاش عاد مع انك الاول كنتى مرحبه بيها؟
امه سكتت شويه و كتمت شكها جواها: خايفه متلدش عليها عادتنا؟
حمزه: ليه هتاكل بالشمال و احنا باليمين و لا ايه؟
امه اخدت نَفس تتكلم حمزه اتحرك من قدامها و مشى: هطلع اتطمن على حنين. انا مقولتلهاش ان في حوار من اصله ف اكيد مستغربه غيابى
امه بصت لأثره قوى بعد ما اتحرك من قدامها: اول حاجه تخبيها عنى يا ولدى.

اتحركت شاورت لواحد من رجالتهم اللى كانت مكلفاه بأمينه و كلّفته بحنين! همستله باللى عايزاه و هو مشى.

حمزه اخد نَفس جامد مجرد ما اختفى من قدام امه كإنه ما صدق ياخد فرصه يرتب الحوار بالظبط.
طالع ع السلم و اول ما حود قابل امينه ف وشه كإنها كانت متابعاه من شويه.
بصّلها بتوتر جديد عليه و هي اول مره تشوف ثباته مهزوز ف ضيقت عينيها. حمزه مبيتهزش قدامها حتى لو غلط!
حمزه اتخطاها يمشى و هي اتحركت قدامه بتهكم: هتشم نَفسك عاد كانك مخنوق!

حمزه نفخ و هي ربعت إيديها بسخريه: عنديك حق. اللى هيقعد مع واحده كيف امك له حق يتخنق و يتطبق نَفسه كمان
حمزه كعمش وشه بسخريه: طب حاسبى لا تسمعك بس
امينه انفعلت بغضب: انا مهخافش منيها يا حمزه
حمزه مردش و اتحرك هي مسكت دراعه: انا هحبك و عشان اكده هسكتلها. عارف لو مفارقش انت معاى؟ الله ف سما ما اسكتلها و لا اخليها تنطق حتى.

حمزه سحب إيدها من على دراعها نزّلها بلامبالاه: انتوا احرار مع بعض. حريم و تسطفلوا لحالكوا
امينه بصتله بتهكم: و الست الهانم؟
حمزه ملامحه انتبهت بجديه: حنين!
امينه: مهياش حريم هي كمان؟
حمزه بصّلها بحده: ملكيش صالح بيها
امينه معجبهاش شكل ملامحه و لا نبرة صوته اكتر من الكلام نفسه: هتحبها قوى اكده؟
حمزه نفخ بعنف: انا بقول ترجعى تشغلى نفسك بأمى تانى
امينه: هتحبنى انا الاكتر و لا هى؟

حمزه رد بهدوء: انتوا الاتنين مرتاتى
امينه اتعصبت: بس انا القديمه عاد
حمزه كتم ضيقُه و هي بصتله بغضب: طب قولى. لو كنت عرفت انى حِبلى قبل ما تتجوزها كنت هتتجوزها بردوا؟
حمزه اخد نَفس و كتمه و جواه حته قدّرت شئ من غيرتها و حته تانيه خافت من غيرتها. هي مجرد غارت من سيرة الجواز كانت هتأذيه بسِحر!
خاف على حنين منها بشكل غريب ف رد بسرعه: لاه.

امينه اتحركت عليه بحماس و مبتسمه اوى: طب هي لو مكنتش حملت دلوق كنت هتطلقها صح؟
حمزه بصّلها بخنقه و احساسه انه محاصر بيخنق فيه هز راسه بعنف يتحرك هي فهمت حركة راسه دى موافقه على كلامها!

امينه ابتسمت قوى بحماس قدامه بس مجرد ما انتبهت لنظرته اللى اتحوّلت لندم و زعل كشرت. بصتله قوى و مشيت بعينيها مع نظرته لحد ما وقفت بعينيها على حنين عند باب اوضتها و شافتهم الاتنين بيبصوا لبعض بنظرات عتاب غريبه من نوعها!
حمزه كان بيدوّر وشه لمح حنين على باب اوضتها كإنها فتحته اما سمعت صوته برا و وقفت على كلامهم!
اتحرك بسرعه لعندها و امينه اتحركت بغلّ وراه: انا هكلمك هتسيبنى و تروحلها؟

وقف قدام حنين اللى عيونها دمعت من نبرة الكذب اللى ف صوته اكتر من الكلمه. حمزه بيكذب و هي مش عارفه تصدق و لا قادره تنكر و خايفه تتآكد! خايفه!
حمزه مسك إيدها بتلقائيه: حنين
حنين سحبت إيدها منه و حاولت تتكلم بهدوء من دموعها اللى بتكتمها: سيبنى يا حمزه
حمزه رد بسرعه: لاه. مش هسيبك
حنين استغربت خضته و بصتله شويه بتحاول تقرا عينيه بس تاهت فيهم اكتر من توهتها ف اللى جواهم.

امينه اتدخلت بإحساس انتصار مستمرش كتير: ما قال لو كنت حبلت قبلك مكنش اتجوزك و لو كنتى محبلتيش كان هيطلقك على فكره. بس احنا مهنرميش لحمنا عاد
حنين بصتله بعينيها اللى لسه متعلثه بيه و هربت منها الدموع المحبوسه.
حمزه بدون اراده منه هز راسه بنفى كإنه بيمحى الكلام من قدامها بصمت.
امينه معجبهاش حوارهم الصامت ف اندفعت ناحية حنين بغيظ خبط بكف إيدها على بطنها: يعنى ده اللى حاميكى و حامى قعدت ف الدوار اهنه.

حنين انكمشت على حمزه و لفّت دراعها حواليها ضمت نفسها و هو شدها ورا ضهره و بص لأمينه بحده: قسما بالله ما تقربلها لا هتفرقى معاى لا انتى و لا اللى ف بطنك حتى
امينه بصتله قوى و اتنفضت بخضه على نظراته.
امه كانت طلعت بس وقفت على صوتهم ف قربت: مالى يا ولدى؟ جوفك حامى ليه؟

حمزه منتبهش للهجته و لا لكلامه و شاورلهم بحده: محدش يقرب منيها. حنين خط احمر عندى و الكل وراه و اللى هيتخطى الخط ده و يعديلها ميزعلش منى لإنه هيزعل على نفسه
امه معجبهلش انه حطها مع امينه ف كفه واحده عنده او حط حنين ف كفه لوحدها و تمّنها غالى!
ردت بحده: هتقول ايه يا ولدى؟
حمزه انفعل بغضب: هقول طلعوها من وسطيكم. هي ملهاش ف شغل الحريم ده.

امه بصتله قوى و هو اخد حنين اللى حته جواها بتطمن شويه بشويه و متبته فيه و دخل اوضتهم.
حنين ابتسمت بالعافيه: انا متشكره
حمزه بص لملامحها اللى نورت بإبتسامتها و عيونه لمعت بشكل غريب: على ايه؟ انتى ف حمايتى. و ف امان معايا و منى طول ما انتى اهنه
حنين بصتله شويه: طول مانا هنا؟ انت حاسس انى عايزه امشى؟
حمزه معجبهوش ردها و معجبهوش عدم ترتيبه لجملته ف حرّك إيده على وشه بمحاولة هدوء.

حنين افتكرت كلامه لأمينه و لضمته مع كل اللغبطه اللى جواها و حيرتها و دمعت.
حمزه ابتسملها بحزن: ليه البكا عاد؟
حنين فركت إيديها فبعض بتوتر و بتحاول ترتب جمله مفيده من كل الدوشه اللى جواها: حمزه. انا. انا مقدره كل اللى عملته عشانى ف المستشفى و هنا و من وقت ما جيت. و انك مقدر حالتى و بتحاول اد كا تقدر تبعدنى عن اى توتر او ضغط. بس. بس
حمزه بصّلها بإنتباه: بس ايه! افتكرتى حاجه؟

حنين كانت هتتكلم ف وقفت بكلامها قدام سؤاله. حاولت تترجم السؤال و التةتر اللى وراه بس فشلت و ده زوّد ضيقها و حيرتها.
حمزه فهمها، فهم انها مفتكرتش و انها اتضايقت من لغبطة سؤاله.
مسك إيدها برقه: حنين انا
حنين سحبت إيدها بهدوء: انا عايزه ابقى لوحدى يا حمزه
حمزه حاول يحتوى حيرتها او زعلها و يبرر كلامه لأمينه: انتى زعلتى من اللى قولته لأمينه؟ انا.

حنين قاطعته و هي بتتخطى كلامه اللى من توتره حسته مراضيه مش اكتر و تكمل كلامها: و لو بشكل مؤقت. عايزه ابقى لوحدى و لو بشكل مؤقت. حاسه انى محتاجه ده دلوقت. محتاجه اخد خطوه لورا عشان اعرف اشوفكوا. انت قولتلى انى كنت اول مره اجى هنا و معرفش حد بس انا حاسه انى معرفكش انت كمان.

حمزه ضحك يتوّه توتره المش مفهوم بالنسباله قدامها. هو عارف انه ممكن يقولها الحقيقه اى وقت و انها هتضطر ترضى بالامر الواقع غصب عنها و عارف بردوا انه يقدر يجبرها. بس مش عارف ليه مش قادر يعمل ده! ليه مش قادر يجرحها!
حنين لغبطته قدامها بتخليها تتخطى كلامه و تكمل: و ايا كان احساسى ده صح او غلط و ايا كان سببه الذاكره و حادثتى او لاء ف انا فعلا محتاجه اشوفكوا من بعيد. ممكن تدينى المساحه دى؟

حمزه اخد نَفس طويل يهدى و حس انه هو كمان محتاج الوقت و المساحه دى يرتب افكاره و انفعالاته جواه ناحيتها.
حنين مسكت إيده بعفويه: ارجوك يا حمزه. انا لسه مفسرتش ليه مليش و لا ذكرى معاك بتروح و تجى على بالى من وسط الدوشه اللى ف عقلى و جات امينه بسؤالها و اجابتك حطت قدامى علامة استفهام جديده. انا محتاجه اتخطى كل ده. محتاجه ارتب نفسى من اول و جديد.

حمزه ضم كف إيدها الصغيربين إيده: حاضر. بس انا عايز اقولك حاجتين حطيها جواكى و احفريها و انتى بترتبى نفسك من اول و جديد
حنين بصتله بإنتباه: حاجتين؟
حمزه مد إيده التانيه مسك بيها إيدها التانيه و باسهم برقه: الاولى ان كلامى لأمينه ماهو الا زقه للموقف يخلص. خايف عليكى منيها، من غيرة الضراير اللى معرفش هتوصلها لفين لحد ما اتصرف. معايزش حد يقربلك.

حنين ابتسمت بتلقائيه من نبرة الصدق اللى اترددت من جواه زى الصدى اللى شارك صوته.
افتكرت انه حتى شد على امه عشانها: و التانيه؟
حمزه ابتسم لإبتسامتها: انى. مش. هسيبك. واصل
حنين رفعت حاجبها برقّه: واصل؟
حمزه ابتسامته وسعت كمان شويه: واااصل
حنين ضمت ملامحها بضحكه طلعت و اتكتمت غصب عنها: صعيدى صحيح
حمزه غمزلها: و اللى تخلى صعيدى يحبها. يبقى ايه؟
حنين ضيقت عينيها: ايه؟

حمزه ضربها بخفه على جبينها: عنا بالصعيد هيقولوا اللى تخلى صعيدى يحبها يبقى يا سعدها
حنين ضمت ابتسامتها اوى و دوّرت وشها بعيد تهرب بعينيها بخجل.
مرت الايام عليهم و أمه متابعه الاتنين بتفكيرها. لحد ما جالها الراجل اللى كلّفته و هي قعدت تسمعه بصدمه!

ام حمزه وقفت بصدمه: يعنى ايه مفيش قسيمة جواز!
الراجل ارتبك: مفيش. دورت ف كل الجهات الحكوميه ملقتش
ام حمزه زعقت: دوّر تانى. و تالت. و عاشر
الراجل: صدقينى عملت ده. و كلمت ناس حبايبنا من تحت لتحت يدوروا بس فعلا مفيش على ذمة حمزه باشا غير الست امينه ف القيد العائلى
ام حمزه وقفت بذهول: يعنى ايه؟ ولدى بيغفلنى؟ امال جايبها اهنه ليه؟ و حامل كيف!
الراجل: ده المثبت رسميا ف ورق الحكومه.

ام حمزه بصتله بعدم فهم: يعنى ايه!
الراجل اتردد شويه و بص حواليه بتوتر.
ام حمزه زعقت: انطق
الراجل: قصدى ان الجواز العرفى او مش رسمى مبيتقيدش عند الحكومه
ام حمزه وقفت بصدمه: يعنى ايه؟ يعنى ولدى متجوزهاش و حبلت منه اكده؟ من غير لا جواز و لا شرع و لا قانون و لا عرف! من الحرام عاد؟
الراجل هز راسه: تقريبا
ام حمزه شاورتله بحده: غوور من خلقتى و اياك حد ياخد خبر و لا حمزه نفسه.

الراجل مشى و هي وقفت بصدمه: للدرجادى يا حمزه مَره تاكل عقلك؟ تخربطك؟
حاولت تلجم غضبها و رد فعلها لحد ما تفهم. لو قالت لحمزه هينكر و هيتصرف حتى لو هيخلق قسيمه من تحت الارض.

مرت 9 شهور بتفاصيل لا تُذكَر بشكل ظاهر و المهم خفى.

ام حمزه متابعاهم الاتنين. حنين و امينه. بتعد على امينه انفاسها. بتراقب انفاسها رغم انها مبتخرّجهاش. عاجبها ان حمزه مبيدخلش عندها. إتلكك على حالة حنين عشان يبقى جنبها او غيرتها اللى سماها نكد عشان يرسم هاله حوالين حالته الغريبه اللى دخلها فجأه و يخبيها عن الكل. مكنش نفسه عاجب أمه بس حالة البعد ريّحتها نوعا ما عشان كانت عارفه هي هتعمل ايه كويس!

فضلت الحياه بينهم مترقّبه لحد ما جه يوم مشئوم ع الكل.
امينه كانت بتحاول طول الفتره دى تلاقى مخرج. بُعد حمزه تاعبها. سكوته. مش عارفه عرف من امه او لاء. حتى نظرات امه مش مجاوباها على اللى مينفعش تسآله!
وجود حنين. هو وجود حنين الشوكه اللى اتغرست ف ضهرها من وراها و لازم تخلعها حتى لو بالدم عشان تضمن وجودها و ان ضناها الوحيد اللى هيفضل و تفضل هي على حسه!

حنين مكنتش بتخرج نهائى من اوضتها على حسب تعليمات حمزه. بتحاول تفتكر بس حالة ذاكرتها بتسوء لدرجة بتتعرف عليهم كل ما تقابلهم! و ده اللى خلى حمزه منع الكل عنها عشان ميجرحهاش و ميتعبش نفسيتها اللى بتسوء مع حالتها!

حمزه بيحاول يشغل نفسه ف شغله كإنه بيهرب فيه من هروب حنين منه! حنين طلبت منه يبعد عنها شويه و هو مقربش للاتنين كإن الاتنين مرتاته فعلا و بيعدل بينهم حتى ف البعد!

امينه مراقباهم لحد ما يوم خرج.
نزلت بتسلل تابعت حماتها لحد ما طلبت من الشغاله تعملها قهوه ف دخلت وراها المطبخ و من وراها حطتلها منوم و خرجت و سابتها تودهالها و تابعتها لحد ما القهوه وقعت من إيدها و هي قاعده ف عرفت انها اتخدرت!
طلعت لفوق وقفت قصد اوضة حنين دخلتلها من ورا الشغاله.
امينه قفلت الباب و وقفت بغلّ.

حنين كانت واقفه ف براندا باصه من اوضتها ع الجنينه ف بمجرد ما شافتها انكمشت بخوف: انتى مين؟
امينه قربت بعنف: معارفنيش! ايه مفاكرنيش عاد؟
حنين بترجع لورا بخوف و بتتكلم بتلعثم واضح: انا. آآ. انا معرفكيش. انا اصل
امينه كملت و هي بتقرب: هتعملى جنيتى عاد؟ لاه الطبخه ده هتتعمل لشُراب الخُرد اللى اتجوزتيه. مهتقلقيش هياكل منيها مهيسبهاش اصله رمرام. انما انا لاه.

كانت قربت قصادها و حنين مدت إيدها وراها مسكت ف السور: انتى عايزه ايه؟
امينه مسكت رقبتها بسرعه: روحك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة