قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر

حنين استنتجت من اللى قرته ف مذكرات حمزه ان ادم يبقى ابنها هى. ابنها. ماهو مش معقوله هيسيبوه يبعد بالسهوله دى الا اذا كان ابنها مش ابنهم!
حتى لو مش ابنها كفايه انها حست بالامومه ناحيته من اول لحظه و اتعاملت ع الاساس ده! حسته و حضنته و ياما نامت ف حضنه قبل حضنها!
حمزه غمض عيونه جامد مش عارف عشان يمنعهم يدمّعوا و لا عشان يمنعهم يشوفوا المشهد اللى مغابش لحظه بس ف النهايه معرفش يمنع حاجه من الاتنين!

شاف قدامه دوشه و كركبه و اصوات غريبه و صورة حنين اللى بتصرخ و تهز فيه بتختفى من قدامه شويه بشويه و بتظهر امينه ف موقف تانى او موقف استنتج اوله بحكم اللى حصل بعد ما وصل فيه.

الموقف إبتدى من عند مينه اللى ف البدروم متكتفه بحبال اخرها مربوط ف عمود من عواميد البيت اللى اساسها البدروم.
و حمزه قدامها واقف بصدمه. هو كان فاكر ان امه هتموّتها. اه قالتله اعتبرها ماتت مش ماتت لكن ده مجابش ف باله ابدا انها هتسيبها السنين دى. ست سنين!
فاق على صوت امه وراه: هتعمل ايه عنديك يا ولددى؟
قبلها بساعات بالظبط كان ف طياره خاصه درجة رجال الاعمال.

حنين جنبه مرجّعه كرسيها لورا و مغمضه عيونها بهدوء.
حمزه باس عيونها اللى بتبرش و هي من غير ما تفتحهم إبتسمت: حمزه
حمزه إبتسم بعشق و رفع إيدها باسها: قلبه
حنين إبتسمت تفتح حوار و بتهرب بعينيها اللى بيبص فيهم بحزن: إسمها عيونه
حمزه غمضّ ملامحه كلها و فتّحها كإنها بيغمزلها بوشه كله: لاء انا بشوفك بقلبى، انتى بالذات بشوفك بقلبى.

ضحكت بخفه و دارت وشها بإيدها و لفّته لبعيد و هو ميل وشه لها لحد ما اجبرها ترفع إيدها من على وشها و بصتله و إبتسمت بصوت و رجعت حطت إيدها تانى.
حمزه ابتسملها بحب: لساكى بتتكسفى اياك! و مبتعرفيش تُهربى
حنين ضحكت بهروب و قلدته: لساك بتعرف ترجع للصعيدى تانى؟ و مبتعرفش تُهرب
حمزه ضحك بصوته كله جامد: هتقلدينى عاد
حنين ضحكت معاه و بصّت جنبها ع الشباك بتدقيق و هي ممشيه صوابعها على القزاز: قربنا صح؟

حمزه ضحك على شكلها و لف نص واحده حضنها بضهرها و مد إيده حرّك صوابعه ع القزاز معاها: و عرفتى كيف إننا قربنا؟ هتشوفتى بيتنا من إهنه اياك!
حنين ضحكت اكتر ببراءه و لفّت وشه له و قرصت مناخيره بمناغشه: لااه بس طالما قلبت صعيدى شحط محط يبقى اكيد قربنا، ان مكناش وصلنا
حمزه باس صوباعها اللى قرصته و بتتكلم بيه: صوح، مانتى اتنصحتى اهو
حنين: قصدك حفظت بقا.

حمزه إبتسم و هي سكتت بس صوتها و نبرتها إتغيروا: زمان كنت بستغرب ازاى بتقدر تتحكم ف نفسك و تغيّرها ما بين مكان و التانى! لاء ده ما بين لحظه و التانيه! شكلك، لبسك، لهجتك، طريقة كلامك حتى مشيتك! بس دلوقت اتعودت
حمزه ضمها قربها عليه و سند راسها على صدره: لساكى هتتضايقى؟
حنين هزت راسها: لاء، يمكن زمان كنت فاكراه خوف ف كنت بخاف، لكن مع الوقت
حمزه بصلها بترقب: مع الوقت ايه؟

حنين سكتت شويه: حتى لو خوف ف بقا يقل
حمزه عدلها و إتعدل و بص ف ملامحها قبل ما يتكلم: انا مبخافش يا حنين. عمرى ما خوفت واصل. عمر ما الخوف ده دخل قلبى و لا خطّاه. عمره. لا من اى حد و لا من اى حاجه واصل
لهجته و نبرته اتحوّلوا ف لحظه للعاديه: و يوم ما خوفت كان الخوف الوحيد اللى جوايا عليكى. عليكى انتى و بس. يوم ما خوفت و لسه بخاف كان عليكى.

حنين حاولت تهزر تغير مسار الحوار ف قلدت لهجته بلطافه: يعنى مخايفش من الحاجه صافيه عاد؟
حمزه رجع للهجته: انتى بتى. بتى اللى بخاف عليها غصب عنى. حتى عشقى لها غصب عنى
حنين عيونها لمعت بدموع من معاملة أمه الغير مفهومه بالمره قدام عقلها و غمضت و هي بتاخد نَفس بطئ.
حمزه باس عيونها بحنيه: طب و الله بحبك اكتر من هديه. بحسك ساعات انتى بتى التانيه
حنين ابتسمت: و ادم. احنا التلاته ولادك يعنى؟

حمزه اتنهد بلهفه: اااه. ادم. ادم حمزه الجيار. لاه ادم هو اللى ابوكم. ابو الكل حتى انا. سندى اللى هيسندنى ف حياتى و ف كبرى و عجزى. و اللى هيسندكوا بعدى
حنين اتنفضت بخوف تلقائى: بعد الشر. لالا بعد الشر. ربنا ما يحرمنا احنا التلاته منك.

حمزه لف وشه لها و ابتسم بصمت شويه قبل ما عيونه تلمع: عارفه يا حنين. بحلم باليوم اللى هحطه فيه مكانى. بدل ما يبقى حمزه الجيار القائد يبقى القائد ادم حمزه الجيار. زمان كنت هتريق على اللى بيقدسوا الخلفه و عيالهم لكن دلوك. دلوك بعد ادم و انا عايز اخلع نفسى من جدورى و اغرسه مكانى. حتى عشان مقلقش عليكوا بعدى انتى و هديه.

حنين ابتسمت بتهرّب تخرج من كلامه: وحشونى. مش عارفه ليه رفضت ناخدهم معانا مع اننا بنخرج كلنا سوا و نتفسح برا الصعيد!

حمزه اخد نفس بطئ و مش عارف يقولها ان أمه بتخاف عليهم حتى منها. بتخاف ياخدهم و ياخدها و يهرب من حياته دى زى ما هددها قبل كده قصد انه يعرف الحقيقه و هي قالتله ساعتها و هوصلك و يوم ما اوصلكم هوديها مكان امينه! امينه اللى امه سابتها تموت ف ولادتها بدون ما تنقذها عقاباً لها على خيانتها. لكن حنين لا ميقدرش يتحمل فيها ده!

حنين متابعه شروده لحد ما انتبه يطمن قلقها: اديكى قولتى اهو. فسحه. و دى مش فسحه. دى سفرية علاج. و انا ببقى مشغول بيكى و بالدكتور المخربط بتاعك ده اللى معارفش لحد دلوك ازاى سايبه مكمل معاكى و بتحمل رزالته، ف مش هعرف اركز معاهم. هبقى طول الوقت يا معاهم قلقان عليكى يا معاكى قلقان عليهم. ف بلاها احسن و تتعوض.

حنين هزت ملامحها برضا نوعا ما و هي رجّع راسها لصدره تانى ف رحلة تفكير دابوا فيها الاتنين لحد ما انتهت رحلتهم و رجعوا البيت.
بمجرد ما وصلوا و ركن عربيته و نزل شاف ادم قاعد ع الارض بطفوله وسط لعب كتير و ادم بيحاول يشغّل واحده ف ايده و جنبه هديه.
حمزه فضل واقف متابعهم بحالة حب غريبه مبتتخلقش جواه لحد غير حنين غير ليهم هما بس و معاهم.
ادم لمحه الاول و وقف راح عليه ضمّه: وحشتنى يا بابا.

حمزه طبطب بحنيه على ضهره اللى لسه ضامّه عليه و اتكلم بلطافه: ستك لو تسمع كلمة بابا دى هتعلقك
ادم رفع وشه و بصّله بغيظ: انا بس نفسى افهم بتضايق ليه اما انا و لا هدهد بنتكلم كده؟
حمزه ضحك بصوت عالى: اهى هدهد دى كفايه تخليها تعلقك. حد يقول لأخته هدهد؟
ادم بص وراه لهديه بمكر: طب دوده
حمزه ضحك اعلى: يعنى يا ده يا ده! دودة ايه ده اسم حشره حتى مش طائر! لا خلينا ف هدهد احسن!

هديه قربت عليهم بغيظ ضربت ادم ف كتفه: متقوليش هدهد
ادم ضحك جامد: بس يا هدهد الجناين!
هديه نفخت خدودها بغيظ: جاك جن يلغبطك
ادم ضحك بصوت عالى: ايه ده هدهد متعصب؟ انا اول مره اشوف هدهد بيتعصب!
هديه قربت عليه بغيظ و هو بيرجع بضحك لورا: طب هقولك نكته. بيقولك مره واحد بلدياتنا مؤدب لقى ساعته واقفه راح جاب لها كرسى
حمزه برّق قدامه من غير ما يبصله.

هدهد بصتله بغيظ و هو ضم عينيه اكتر بخفه و كتم ضحكته: ايه ده مضحكتيش؟ طب القفى دى بدالها. بيقولك مره واحد بلدياتنا شاور لميكروباص معدى، السواق قاله: حدايق القبه. بلدياتنا قاله هتضايقها ليه يا عم
حمزه بعد ما كان مبرّق قدامه برّق ف وشه بضحكه صامته.
ادم بصّله و ضم عينيه بمرح و حمزه رفعله حاجبه بمشاكسه: لاء خد دى احلى. بيقولك مره واحد بلدياتنا حب يدرب ابنه ع الجرى ربطه ف قطر.

ادم برّق اوى قدامه و رجع برّق لحمزه اللى هز راسه بضحكه صامته بتعلى شويه بشويه.
ادم كعمش وشه بمرح: وحشه. متعملش كده تانى
حمزه شاور على نفسه و ادم طلع يجرى بضحك و حمزه جرى وراه لحد ما شده مسكه من ياقة تيشرته من ورا: ولا. انت عارف بلدياتنا دول يبقوا مين؟
ادم رفع حاجبه: انت تعرفهم؟ طب خد دى. بيقولك مره بلدياتنا
حمزه حط إيده على بوقه بسرعه: شششش ستك لو سمعتك مش هنخلص.

ادم ضحك بصوته عالى و حمزه ضحك معاه و هو بيرجع ببراءه يضمه لحد ما سكتوا.
ادم ابتسمله بعفويه: هو يعنى انا لازم اتكلم صعيدى عشان ابقى صعيدى. بعدين انا مبحبش هنا اوى
حمزه رفع وشه من على صدره و مسك جوانب اكتافه بإيديه الاتنين و إبتسم: متقولش مبحبش هنا. انت من هنا. صعيدى زى ابوك و جدك و جد جدك كمان و زى ما هيجوا ولادك. محدش مبيحبش اصله يا ادم. حبك لنفسك هيجى من حبك لأصلك و ارضك.

ادم ابتسم ببراءه و ضمه اوى: انا بحبك انت و بس. لا تقولى ارض و لا اصل. انت الاصل. انت حبيبى يا حمزاااوى
حمزه بتلقائيه ابتسم و عينيه راحت على تعليقة ادم بصدره و ضمّه عليه هو كمان و شدد ضمته و صوت تمتم جواه: حيرتنى يا وِلد الصعيد. لا عارفك هتحبنى عشان من صلبى و لا هتكره الصعيد عشان مش من رحم ارضها!

هديه راحت عليهم بغيظ و شدت دراع ادم من جنب على حمزه و ضمته معاه: و انا بقا؟
حمزه باس راسها و اخدها جنب ادم على صدره: ده انتى الحته الضعيفه عندى. هو راجل هيقوى و يقوينى معاه وقت ما اضعف. لكن انتى هتفضلى ضعفنا احنا الاتنين لحد ما يجى اللى يقويكى و ياخدك من هنا
ادم رد بتلقائيه: انا مش هسيبها لحد. انا ف المدرسه بقف وراها عشان محدش يبصلها مش يستضعفها.

حمزه ابتسم بتلقائيه و عيونه راحت على حنين اللى خطفته من حوارهم اما اتحركت لجوه بزعل.
حمزه همس لهم: روحوا يلا هاتوا الحاجات اللى جايبها من العربيه و شوفوها لحد ما اغير هدومى و انزلكم
ادم بصّله بغيظ: ما تجى معانا هنتخانق ع الحاجه كالعاده و هتمسك ف حاجتى و ستى هتعلقنا
حمزه بص على حنين اللى بتدخل و بص لأدم: كده انا اللى هتعلق يا روح ابوك.

ادم ضحك و حمزه غمزله و هو اخد هديه و مشى ع العربيه. قبل ما يبعد رجع لحمزه غمزه من جنبه و حمزه اتنفض بخضه: اووعى يا حمزاااوى
حمزه ضحك له غصب عنه و ادم خارج: يا كلب
حمزه راح على حنين لحقها ع الباب ف اللحظه اللى بتمد إيدها تفتحه مد إيده على إيدها و فتحوه سوا.
لفّت وشها له بإبتسامه رقيقه ملهاش علاقه بغيظها.
حمزه قرب وشه من وشها و حرّك مناخيره بدعابه على وشها: هتفضلى تغيرى كده كتير؟ غلط على صحتك.

حنين ف خفه فتحت بوقها بسرعه عضت مناخيره اللى بيلاغيها بيها من فوقها و ضحكت: ما تقول لنفسك ان الغيره غلط ع الصحه و بتضعف المناعه
حمزه ضحك جامد على حركتها و هي ضحكت معاه و هما بيتحركوا لجوه: لاء انا اغير عادى. انتوا بتوعى و انا صعيدى و من حقى اغير عليكى حتى من هدومك و اللى اغير منه مش هرحمه.

حنين ضحكتها اتحولت لغًلب و هو غمزلها و هما بيتحركوا: يعنى اعملى حسابك اذا غيرت من هدومك يبقى الله يرحمهم و يرحمك
حنين ضحكت اعلى و هو ضحك معاها و هي بتدفن راسها ف صدره: انا بقى عندى هدوم متقطعه اكتر من اللى بستعملها. يا اخى ارحم امى
حمزه باس صوباعها اللى بتشاور بيه و هي بتتكلم: و انا بعشق امك
حنين رفّعت صوتها و هي بتلف وشها له و هما لسه بيتحركوا لجوه بتمشى بضهرها: اتلم.

حمزه غمزلها: طب ما تجى نتلم ف حته واحده
حنين لسه وشها له و بتمشى بضهرها عضت صوباعه بخفه اللى بيشاور بيه: لا احنا كده بنتبعتر
ضحك اوى و هي معاه بتتحرك بضهرها خبطت ف حاجه وراهت كانت هتقع لولا حمزه شدها عليه اخدها على صدره.
بصت وراها شافت آمه بتبصلهم بضيق مكتوم من حالتهم.
حنين اتنفست بحرج: اهلا يا طنط
أمه خبطت ع السلم بحده: ماهحبهاش الكلمه دى يا حنين. ليه ماعيزاش تتعلمى!

حنين بصت لحمزه اللى ضاممها من ضهرها كإنه ساندها و هو اللى رد: عشان حنين تلقائيه. مبتعرفض تتحفّظ تقول ايه.

أمه بصتله بنظره ضيقه و بصت لحنين: اتعودى. اتعودى زى ما اتعودتى تقولى لأدم يا ولدى
حمزه بص لآمه قوى بترقب: اشمعنى ادم!
أمه بصتله بإستغراب: مانت كنت واعيلها كيف كانت تنادم عليه. دومى، ديمو، حبيب ماما. راجل ده و لا عروسه بلاستك! احنا اهنه مبنقولش ع الراجل غير ولدى عشان يطلع خشن و جاف مهيطلعش خرع. و هي اتعلمت موعتلهاش هتقوله يا ولدى؟
حمزه بصّلها كتير و اخد حنين و اتحرك طلع بيها من غير كلمه زياده.

حنين دخلت ع الحمام على طول من غير كلام و لحظات و خرجت بهدوء. مسحت وشها بفوطه و حمزه اخدها منها حدفها وراه و باس عيونها بهدوء: حقك عليا
حنين مسكت ايده اتحركت بيه ناحية السرير و هو شاكسها بجرآه: الله. طب ما انتى جاهزه اهو. طب ايه بقا؟ لازمتها ايه التكشيره اللى طلعت دى؟ دى بتقفلى يومى و الله.

حنين برّقت بغيظ و شافت السرير ف سكتها ف رجعت بصتله بغُلب و تنت رجلها و ضربته بركبتها ف رجله: مفيش فايده فيك. مش هتعقل
حمزه ضحك جامد و هي قعدت على حرف السرير و هو قعد قصادها: اعقل ايه ده انتى الجنون نفسه يا حونّا
حنين اتنهدت: طب مش كفايه جنون بقا؟ امك بتتضايق و انت عامل نفسك مش شايفها و بتتمادى و.

حمزه قاطعها: اديلها سنين هتتضايق. مش منك بس، لاه من حاجات كتير و ف الاخر بسيبها تضايق شويه و هي بتسيبنى اعمل اللى بمضايقتها او من غيرها هيتعمل عشان عارفه انه مش حقها. يبقى ايه!
حنين: يا حمزه
حمزه هيتكلم سمع صوت صرخه من تحت هزته من قوتها.
بص لحنين قدامه بفزع. ملامحها اتشنجت و جسمها كمان.

اتحرك بسرعه جرى لتحت و حنين وراه. عقبال ما خرجت من الاوضه عشان جسمها كان بيتهز من الخضه و مش قادره تتحرك و خرجت من الطرقه قدام اوضتهم كان حمزه نزل لتحت و اختفى!

حمزه خرج للجنينه بيتلفّت حواليه شاف هديه واقفه بتترعش جامد لوحدها.
قرب منها بلهفه ضمها: في ايه؟
هديه هزت راسها بعنف مره ورا مره و بتشاور على باب قصادها.
حمزه بص على باب البدروم وراه بعيد و رجع بعينيه لها بحذر: ادم فين؟
هديه مبتنطقش و حمزه وقف: ادم جوه؟
هديه هزت راسها اه و حمزه اتحرك بسرعه للباب يزقه و هو بيتكلم يحاول يطمنها: طب خايفه ليه؟ ده اكيد الباب قفل على صوباعه. مشافش عفريت يعنى و لا.

وقف بالكلام بصدمه اما شاف امينه!
قبل دخول حمزه كان ادم بيخرّج الشنط اللى حمزه جابهالهم و بيفتحها. شنطه منهم فيها كوره ف شبكه مطاطه.

ادم خرّجها بحماس و بيحدفها و بيتنطط وراها لحد ما اتحدفت منه بعيد. راح وراها لحد سلم و بمجرد ما وصل عندها بياخدها اتدحرجت ع السلم لتحت اوى. ادم نزل بفضول للمكان اللى برغم انه مسابش البيت بس كان اول مره يشوفه. وقف عند باب للبدروم و شاف عليه راجل بسلاح. وقف متابعُه بفضول لحد ما الراجل اتحرك بعد ما ساب سلاحه و حود على جنب اختفى.
ادم اتحرك بفضول زق الباب لمح امينه!

صرخ بهلع اول ما شافها. امينه انتبهت لوجوده و بصتله قوى للحظات. دقات قلبها بتعلى شويه شويه كإنها هي اللى صرخت.
بصت لأدم قوى و شاورتله على التكميم اللى على بوقها.
ادم اتحرك ناحيتها بحذر ببراءه لحد ما قرب و هي بتشجعه بحركة وشها و تشاورله بعينيها على بوقها لحد ما فهم انها عايزاه يشيل اللزق من على بوقها. ادم قرب شد اللزق بخوف و رجع لورا بسرعه.

امينه اتنفست بصوت عالى و بصتله قوى اما انتبهت له: انت مين يا ولدى؟
ادم رجع خطوات اكتر لورا: انتى اللى مين؟
امينه عينيها اللى بتبصله قوى فتحت قوى و هو بيرجع لورا: انتى اكيد امنا ال
وقف بالكلام اما شاف عينيها سرحت بحيره و وقف ف حركته.
امينه شاورتله بهمس: تعالى
ادم بتلقائيه قرب منها لحد ما بقا قصادها.
امينه بصتله بحيره على جسمه و طوله اللى مدينه سن اكبر: انت ولد حمزه؟

ادم هز راسه اه و هي ذكرياتها رجعت تهاجمها ف بصتله بغموض: ليك خوات يا. انت اسمك ايه؟
ادم هيتكلم هي افتكرت اد ايه حماتها و هي بتعايرها بالخلفه كانت بتقولها انها عايزه تسمى ادم على اسم اخوها ف همست: ادم!
ادم هز راسه ببراءه: اه. بس عرفتى ازاى و مين جابك هنا و ايه اللى عمل فيكى كده؟
امينه بصتله كتير بتوجس: في غيرك اهنه يا ادم؟

ادم مفهمش و هي غيّرت صيغة سؤالها للابسط: ليك خوات يا ولدى؟ في اخوات ليك؟ حمزه له عيال غيرك، صوح؟
ادم: اه
امينه بصتله قوى و بلعت ريقها و هي بتدوّر وشها لبعيد بشرود خلاها كزت على سنانها بغلّ!
بتلف وشها لمحت ولاعه و علبة سجاير ع الترابيزه قدامها بعيد برا الباب ف شاورت بعينيها لأدم عليهم: هاتهم يا ادم.

ادم بص ع الولاعه بحذر و هي شجعته بمحايله: هات الولاعه يا ادم. هاتها متخافش. مش هأذيك انا. انا عايزه بس الحلح الحبل ده، ايدى وجعتنى
ادم بصّلها بتوتر و صُعبت عليه ف قرب بحذر ناحية الباب خطاه لبرا و شاور بعينيه ع الولاعه و هي هزت راسها بسرعه اه ف جابهالها و رجعلها.
امينه شاورتله بعينيها على ربطة كفوف إيديها ورا ضهرها بالحبل: قرب من الحبل يا ادم. قرب و ولّع ف عقدة الحبل.

ادم بصّلها بخوف و رجع لورا كإنه بيرفض.
امينه بصتله برجاء و بصت ع الباب: بسرعه. بسرعه يا ادم قبل ما حد يجى
ادم وقف بتردد: طب انتى مين و ليه حابسينك هنا؟ مش يمكن سرقتى حاجه! عملتى ايه؟
امينه مكنتش عارفه ترد بس استغلت سؤاله: هاا، اه انا كنت شغاله عنديكوا اهنه و ستك هتحسبنى خدت حاجه من الدوار و حبستنى
ادم رد بعفوية طفل: طب ملكيش حد يسأل عنك؟

امينه افتكرت الحاجه صافيه اما قالتلها انا قولت للكل انك موتتى، لاه و صدقوا كمان. و عملتلهم جنازه و دفنه و قولتلهم احنا صاعيده محدش يكشف حريمنا و لا حريمنا بيندفنوا ف تُرب حد.
ادم بيبصلها بحذر مستنى ردها و هي هزت راسها بسرعه اما انتبهت: لاه. لاه. مليش. يلا بقا اتشطر يا ولدى و ساعدنى
ادم راح وراها و عمل زى ما قالتله. قرب من عقدة الحبل و ولع بخوف و هو بيبعد بجسمه لورا.

اول ما ولّع امينه حست بالنار و فردت دراعاتها لوراها بعيد و ملامحها بتنكمش من الالم. النار ابتدت تاكل العقده و بمجرد ما حصل امينه كفوفها فصلوا عن بعض و ايديها الاتنين رخت لتحت.
بسرعه اتعدلت ف قعدتها و حدفت الحبل اللى اتفك من وراها لبعيد و فضلت تشيل و تهبد فيه لحد ما النار البسيطه انخمدت. مسكت طرف الحبل عند رجليها و ابتدت تحلها و اللى يعركلها بتفكه بالولاعه لحد ما انتهت من القيد نهائى!

وقفت بإرهاق قدام ادم اللى كان متابعها ف الاول لحد ما شاف اصرارها ف قرب بعفويه يساعدها و يفك معاها لحد ما وقفت.
هتتحرك ناحية الباب اللى كان واقف وراه الراجل لمحت الراجل جاى من بعيد. رجعت بإحباط.
ادم لمح الراجل ف شاورلها بسرعه ع الباب اللى اخر السلم اللى نزل منه: من هنا
امينه بصتله و بصت للباب لحظات و ادم اخد ايدها و اتحرك لحد الباب و هي وقفت عند لفتة السلم و بصت لفوق بحذر.

ادم سحبها من ايدها طالع السلم و هي مستسلمه وراه و جواها حيره غريبه! مين ادم! و فين عيال حمزه دول اللى ادم قالها عنهم! فين ضناها! تفلت بعمرها من هنا و هي بتسيب عمرها هنا المكمون ف ضناها! تنقذ حياتها و تسيب حياتها!
محستش بنفسها من شرودها غير و هي على اعلى درجه ع السلم!
ادم بيقرب من الباب بيها و حمزه بيفتحه و اتقابلوا بصدمه
.

حمزه قدامها واقف بصدمه. هو كان فاكر ان امه هتموّتها. اه قالتله اعتبرها ماتت مش ماتت لكن ده مجابش ف باله ابدا انها هتسيبها السنين دى. ست سنين!
فاق على صوت امه وراه اللى خرجت ع الصوت و بتتكلم و هي بتقرب من وراه: هتعمل ايه عنديك يا ولددى!
حمزه لف وشه له بتوهان و رجع بعينيه لأمينه و رجع بص لأمه بإستفسار!

أمه قربت بتوجس من السلم اللى نازل لتحت ع البدروم وقفت جنبه و قبل ما تنطق شافت امينه ف وشها و جنبها ادم!
بصتلها قوى و عينيها بتتفحص نظراتها لأدم.
امينه بصتلها بغل: اهلا بالست الكُبّره. مش قولتلك الدنيا صغيره و هنتقابل. و هنقف قصد بعض. بس المرادى انا اللى هغلبك
شدت ادم بعنف عليها و هي بتنطق اخر جملتها.

حمزه بلع ريقه بتوجس و عينيه متعلقه بأدم. أمه بتحاول تقرب من امينه بتحايل، امينه رجعت بسرعه لورا ع السلم نزلته كله و هي مديلهم وشها و بتغيب و تبص وراها.
وصلت للباب التانى و مسكت رقبة ادم و هي بتبص لأم حمزه بجنون: عرفتى ليه مرضيتش اقولك الحقيقه و اريحك! عشان اضمن ف يدى حياتى! يفضل ف يدى الكارت اللى هربح بيه.

حمزه بص لأمه برجاء و زعق: ايه اللى بيحصل؟ امينه لحد دلووك هتعمل ايه اهنه؟ و هتخرّف ف ايه و تربح ايه!

حنين كانت فاقت و نزلت بتعب بالعافيه. بتتحرك ف البيت بعشوائيه زى التايهه مش عارفه توصل لحمزه راح منين و لا توصل لأدم فين خاصة ان صرخته سكتت.
كانت لمحت حماتها بتتحرك ف اتحركت وراها بلهفه و وصلت ع الباب بس كانت امينه نزلت ف مشافتش المنظر.
مسكت حمزه من ضهره و هو التفت بسرعه. اتنفض بمجرد ما شافها. الدكتور منبّه عليه يبعدها عن اى انفعال تحسبّا لأى نكسه...

بلع ريقه بالعافيه و هو بيلف دراعه حواليها و بيتحرك بعيد: حبييتى
حنين بتحاول تبص وراها رغم محاولته يشغل انتباهها لقدام: في ايه يا حمزه؟ و مين امينه دى؟
حمزه بترقب: انتى شوفتيها؟
حنين: انا سمعتك بتسآل آمك عنها!
حمزه اتحرك بيها بتتويه: اه. لا دى الشغاله. تقريبا هتتخانق مع الحاجه عشان كانت هتنضف البدروم و معجبش الحاجه. انتى عارفه أمك هتحب النضافه.

حنين اتكلمت بالعافيه بضعف بصوت مهزوز: بس ده صوت ادم. ادم كان. كان بيصرخ من شويه قبل ما تنزل. انا سمعت
حنين بتتكلم و هي بتحاول ترجع بيه لورا و حمزه حاول يقول اى حاجه و هو بيرجع بيها لبعيد عنهم: ادم، ادم ايه بس؟ ادم تلقاه برا بياخد حاجته اللى جيبهاله.

حنين هزت راسها برفض و هو لف دراعه حواليها دخل بيها جوه و طلع بسرعه لفوق و جواه بيتهز: و بعدين. و بعدين اديكى قولتى. صوت ادم. هتلقاه بيخانق اخته ع الحاجه برا. مين ياخد ايه. اطلعى كملى تغيير هدومك لحد ما اشوف عراكتهم اللى مهتخلصش دى و اجيلك
دخّلها اوضتهم و خرج بسرعه من غير ما يديها فرصه ترد بعد ما قفل الباب عليها.

امينه تحت كانت واقفه و قابضه بإيدها على رقبة ادم و هي بتبص ع الحارس: خليه يسبنى اخرج بدل ما تزعلى يا ست الكل
ام حمزه بصتلها بهدوء: سيبى ادم يا امينه. ما هيفدكيش
حمزه زعق و هو داخل بمجرد ما شاف ادم ف قبضتها: سيبيه يا امينه. بدل ما اقطعلك يدك.

امينه زعقت و هي بتتحرك لورا بأدم ناحية الباب: حقى يا حمزه باشا. حق سنين من عمرى اللى ضاعت اهنه تحت رجلك. و سنين تانيه تحت الارض اهنه زى الحشره. لاه ده عمرى اللى راح كله
امه بصتلها قوى بغموض على ادم: مين قالك ان ده حقك؟
امينه بتتنفس بعنف و هي بتتحرك لورا ف خبطت ف الباب و خطته و طلعت خطوات سلم وصّلتها لبرا و مجرد ما خطته حمزه اتحرك بلهفه وراها و أمه معاه.

امينه بترجع بضهرها لورا خبطت ف هديه اللى واقفه بتهز راسها بتشنج و دموعها بتنزل بعنف من عيونها اللى متعلقه بأدم.
هديه نطقت بضعف: ادم
ادم لف وشه لها و امينه لفت وشها معاه شافتها و إبتدت تتلغبط. هديه شكلا اصغر من ادم. قصيره و جسمها ضعيف جدا غير ادم اللى طوله فِرع و له عضلات مساعده جسمه!

بصتلهم بتوتر. الاتنين مش سن واحد. شكلهم يستحيل يقول تؤم يوم واحد. بس لا الوقت و لا الموقف سمحولها تفهم او تستدرج ادم حتى!
بصت لأدم بلغبطه و قبل ما تنطق ام حمزه قصدت تتدخل تشتتها ف زعقت: هديه، هديه تعالى اهنه
هديه بتتحرك ناحية ادم: لاء، ادم خليها ت
قبل ما ادم يتحركلها امينه شدتها هي معاه و حطتهم قدامها و بتتحرك بضهرها و هي وراهم و حركاتهم مبعتره و ملغبطه لحد ما قربوا يخرجوا من البيت.

بمجرد ما قربوا ع الباب الحراسه قربت بسرعه ترفع سلاحها امينه بصتلهم و بصت لحمزه: قول لكلابك يا باشا تبعد عن سكتى. قولهم بدل ما تزعل
حمزه شاورلهم بحذر و هما نزلوا سلاحهم و رجعوا خطوات على جنب.
حمزه طلّع سلاحه اللى نزل بيه و رفعه بغضب عليها: انا اللى غلطان انى سيبت ايدك تطول. كان لازم اقطعها من الاول من يوم ما اتمدت بالإذى عليا قبل ما تتغلّ.

امينه ضحكت بهزيان: و اديك قولت. غلطان. غلطان و اتحمل بقا نتيجة غلطتك يا باشا
حمزه حاول يقرب امينه صدّرت ادم و هديه ف وشه و بصتله بتمرد: قرّب يا باشا. قرّب صلّح غلطتك
حمزه اتراجع بالتدريج و حاول يمتص غضبها و هو بيقرب بمغزى انه يفهم منها الحقيقه قبل ما يتصرف عشان عارف مش هتجيله فرصه تانيه زى دى.

حمزه بص ف عيونها قوى: امينه. ده. ده عيالنا. ملهومش ذنب ف حسابتنا. ملهومش ذنب خرّجيهم من اللى بينا هما ملهومش ذنب. ع الاقل عشان خاطر ضناكى
حمزه بيتكلم ببطئ يراقب نظراتها اكتر ما يشتتها. امينه عينيها فتحت بهزيان و بتحرّكها بعشوائيه على ادم و هديه و عيونها تايهه عليهم بتتنقل من ادم لهديه اللى شكلهم و هيئتهم و حجمهم موتّر تفكيرها! ادم واخد اكبر من عمره و هديه اصغر! حمزه بيضحك عليها يستغل الموقف!

امينه بصتلهم بتفحص و بترفع وشها للسما بلغبطه و هتروح بعينيها لحمزه هتنطق لمحت حنين فوق ف البلكونه عينيها بتلف المكان بلهفه و فزع و اول ما اتقابلت عيونهم حنين صرخت: ادم. هديه. ادم في ايه. حمزه الحقهم. الحق عيالى. مين دى يا حمزه في ايه!

امينه ضحكت بهزيان و شدت هديه و ادم بعنف عليها و ضحكت ضحكه عاليه متواصله بشكل غريب.
حمزه انشغل للحظات اما بص وراه على حنين و امينه استغلت انشغاله و شدت سلاحه من إيده و بمجرد ما لف وشه لها رجعت بالولاد لورا.
حمزه اتفزع و حاول يندفع عليها: امينه. لاه. بلاش. بلاش هما. خدى حقك منى انا. انا اهو قدامك لو شايفه ليكى حق يبقى عندى انا مش هما. هما. هما حقك فيهم مش منيهم.

امينه حاولت ترفع إيدها بالسلاح اللى شدته ف اضطرت تفك إيد من ايديها الاتنين اللى لافه كل واحد فيهم بإيد.
من غير تفكير فكت إيدها من على هديه عشان كانت ماسكاها بإيدها اليمين و مسكت بيها المسدس.
هديه جريت بسرعه على حمزه.
حمزه لقفها و ركنها بعيد على جنب و بيقرب امينه اتفزعت و هي بتبص لهديه بجنون.

انتبهت بسرعه لحمزه اللى بيحاول يستخدم تشتتها فحاولت تضم مسكتها لأدم و هي بتتحرك لورا و صوتها اتهز: ابعد. ابعد يا حمزه متحاولش
حمزه بيحاول يقرب و هي جسمها ابتدى يتهز مع صوتها.
امينه صرخت: بقولك ابعد. ابعد انت قولت من الاول ان اللى بينا دم. ف ابعد بدل ما الدم يزيد بينا
قالت اخر الجمله و هي بتشاور بعينيها على ادم و حمزه اتقبض بعنف.

امينه لاحظت انها هزت ثباته المزيف ف استمرت ف حركتها لبعيد و هي بتبعد عن نظرهم شويه شويه و المسافه بينهم بتزيد: متخليش حد من رجالتك يجى ورايا عشان متزعلش. لو اللى بينا دم ابعد عشان متتوحلش فيه
بعدت كتير و هي مازالت ف كلامها كإنها بتأمّن نفسها او بتمتص تركيزه.
حمزه نطق بضعف: و ادم!
امينه بصت على ادم و هو هز راسه بصدق و رجاء: سيبيه و انا اسيبك
امينه بصتله بقهره و حمزه كمل: و ده وعد منى.

امينه شردت كتير و حمزه بصّلها بصدق: سيبيه يا امينه و هسيبك تمشى باللى يضمنلك حياتك و يضمنلك تعيشيها كويس احسن ما كنتى هتعيشى هنا
امينه بصت ف عينيه قوىرتفهم اذا كان بيستدرجها عشان يعرف منها الحقيقه و لا لاء. بس شافت جواهم صدق بجد.

حمزه بصدق: صدقينى انا مظلمتكيش اد ما انتى ظلمتى نفسك بنفسك. انا معرفش انك لسه موجوده. صدقت موتك و دى غلطتى و انا معترف بيها. بس انتى اللى بدأتى طريق الغلط و انا وراكى كملته. انتى اللى روحتى للدجال تسحريلى و تأذينى مع انى و لا لحظه اذيتك و لا ظلمتك. انا ف خلافاتك مع امى كنت بسيبكوا تخلصوا حقوقكم من بعض عشان عارفك مبتسكتيش عن حقك و بتاخديه سابق. روحتى تسحريلى مع انى لا اتجوزت و لا كنت ناوى اتجوز عليكى. اذتينى قبل ما اغلط. روحتى بلغتى عنى و انتى عارفه انى ممكن اروح فيها ف عمله زى دى. قبل ما اغلط بردوا. انتى ف كل مره كنتى بتاخدى حقك قبل ما تبقى صاحبة حق.

امينه ضحكت بهزيان: و المرادى استنيت اما بقيت صاحبة حق. حقى. هخد حقى ف ضناى اللى يداوى وجيعتى و ضناك اللى يزيد وجيعتك
حمزه حاول يقرب: امينه
امينه ضحكت بشماته و عينيها بتتنقل بين كلبشته لهديه اللى كلبشت ف رجله و هي متداريه وراه و بين كلبشتها بعنف لأدم: حقى جايه اخده. و هاخده يا حمزه
حمزه شدد على ضمته لهديه بإيد و التانيه اتمدت بلهفه قدامه لأدم: ادم. متخافش يا ولدى.

ادم نطق بضعف و عيونه دمعت: مين دى يا بابا؟ وىضناها مين اللى بتقول عنه؟
حمزه اتهز قدام عجز ادم: حبيبى
ادم زعق بعياط هز صوته: انت عملتلها ايه و مين دى و ليه هي كدبت عليا و قالتلى ف كلامها معايا انها شغاله و كلامها معاك مش كده!
امينه ضحكت بقوه و بصت لحمزه نظرات تشفّى لوجعه و عجزه: جاوب ولدك يا باشا.

حمزه بصّلها شويه قوى على كلمة ولدك بس للحظه استوعب انها متعرفش الحقيقه و فاهمه ان عيل حنين منه ف مقدرش يوصل منها لحاجه!
ادم معجبهوش سكوته ف صرخ فيه: انطق
حمزه اتجاهل ادم مؤقتا و بصّلها بصدق و اتكلم بعفويه: امينه خدى سلاحى اللى ايدك معاكى و سيبى ولدى و امشى و ده هيضمنلك تخرجى من هنا سليمه. لو حد اتعرضلك اضربى بيه عليه حتى لو انا. حتى لو امى نفسها.

امينه ضحكت بقوه اما افتكرت عرض امه عليها: و هتقول مكنتش تعرف عاد؟ صدقتك انا اكده!
حمزه بص لأمه بعتاب حاد و هي دورت وشها بعيد.
اتحرك بلهفه لجوه غاب ثوانى و رجع.
شاورلها بشنطه: خدى. دول فلوس لو حطيتى عمرى على عمرك و عيشتيهم معايا مكنتيش هتاخدى منى قدهم. هيعيشوكى احسن من عيشتك ف بيتى
امينه نظراتها اتوترت توضح توتر تفكيرها: و ايه اللى يضمنك يا حمزه انك هتسيبنى بيهم و اعيش العيشه اللى هتحكى عنيها دى؟

حمزه بصلها قوى على انها ساوكت على حياتها و العيشه و الفلوس مش على ضناها اللى محطتهوش ف معادلة الهروب و النجاه!
بصّلها قوى و حاف ينطق بأى جمله من تفكيره ده يفوّقها!
امينه زعقت: انت ملكش امان. ايه يضمنك قدامى و اسيبهوملك؟
حمزه هيندفع يرد أمه سبقته بغموض و رفعت سلاح ف وشها: خليهولك. وِلد الخيانه كيف وِلد الحرام الاتنين عمرهم قصير ملهومش ديه. وِلد الخاينه ملهوش ديه.

امينه بصت لأدم بحيره من كلمتها انه ولد الخاينه و هي متعرفش انها بتعتبر ان عيل حنين بردوا امه خاينه بشرفها.
اتكلمت انها تقصدها هي بس بالخيانه: مين قالك. مين قالك ان ده ولدى؟ مش يمكن ده واد حنين؟
ادم بص وراه لأمينه و لف وشه لحمزه بدموع لألآت ف عينيه بضعف.
امينه بتبصله لمحت ام حمزه بتبص ف عيونها قوى تقرا اللى وراهم و نطقت بلهجه خفيه: ماهى كمان زيك خاينه.

امينه حودت عيونها عن ادم و بصتلها قوى و ام حمزه نطقت من تانى: الخيانه عدم شرف و احنا صعايده مهنفرطش ف الشرف حتى لو بالدم. مش حمزه الجيار اللى هيتقال عنيه ان مرته خانته و الاخر هربت عشان يبقى علمت عليه مرتين.

ادم بصّلهم بعقلية طفل بيحاول فهم. بمجرد ما وصلوا بالكلام لهنا صوت انفاسه عِلى جدا كإنه بيتنفس كلامهم بعنفه. مش فاهم من وسط كلامهم غير انها خاينه. مين دى مش عارف! مين امه من كلامهم مبقاش عارف! خانت ف ايه و ف مين مش عارف! بس الفكره نفسها قدامه مُرعبه!

بص وراه على امينه اللى عيونها بتوسع و تتوه و تزوغ و بص قدامه لسته اللى كررت جملتها كإنها بتأكدها. بص لأبوه بضعف كإن عقله بيستنجد بيه و حمزه قدام عيون ابنه غمض عيونه قوى.
حمزه مش قادر يفهم جملة امه مشخصنه ازاى لانها ف نظرها الاتنين خاينين حنين خانت شرفها و حملت منه ف الحرام و امينه خانت عشرتها له و بلغت عنه.
امينه مفهمتهاش اكتر لإنها متعرفش انها بتعتبر حنين كمان خاينه عشان خلفت من غير ما تتجوز!

فجأه انضربت طلقه هزت الموقف قبل المكان!
حنين لمحتهم من فوق و سمعت صوت الطلقه و صرخت بجنون: ادم. ادم. ابنى. الحق ابنى يا حمزه. هاتلى ابنى يا حمزه. ابنى
فجأه المكان اتقلب هرج و مرج و رصاص من كل حته بمجرد ما ام حمزه ادت اشاره للحراسه و اتحركوا. هديه جريت عليهم اما لمحت ادم بيختفى و امينه بتتحرك بعشوائيه بأدم و فجأه المكان قلب بركة دم و ضجيج و صراخ.

حنين نزلت تجرى بجنون و فتحت الباب خرجتلهم بتقرب من حمزه و هي بتهبش فيه و صرختها بتزيد بجنون وسط كل الدربكه دى: هاتلى ابنى يا حمزه. ابنى. هاتلى ابنى.

حمزه فاق من دوامة المشهد اللى كإن عقله شده و حدفه بمنتهى العنف لورا اوى لحد ما حدفه فيه. فاق على صوت صرخات حنين بنفس الصرخه و نفس الوجع و نفس نظرة عيونها له بألم و هي بتهبش فيه كإن قطر الزمن اللى ودّاه رجّعه على نفس الحادثه بنفس وجعها: هاتلى ابنى. هاتلى ابنى يا حمزه. ابنى
حمزه بصّلها بتوهان و هو مش عارف هو ف انهى زمن من الوجع اللى لسه حى جواه بينزف!

فاق من توهانه على صرخة حنين و هي بتقع: ادددم! انا عايزه ابنى!
حمزه قدام صراخها تايه و كإنه بيسمع صوتها بيندهله من الماضى.
رجع بذاكرته تانى للماضى بس المرادى لوحده بعد ما حنين اغمى عليها بين ايديه!
قدام البيت حنين كانت نزلتلهم جرى و بتصرخ ف حمزه بعد ما شافت امينه بتجرى بأدم: الحقها يا حمزه. الحق ادم.

حمزه بصّلها بتوهان و من وسط توهانه لمح امينه بتجرى بولاده و شاف امه وراها و الحراسه بتضرب بأمر منها.
شد حنين بهلع ناحية الباب دخّلها و شد الباب يقفله حنين مسكت الباب برعشه: ولادى. ولادى يا حمزه
حمزه صوته اتهز: هيرجعوا. و حياتك و حياتهم لا يرجعوا حتى لو قصد حياتى
حنين اتقبضت ع الكلمه قبضه خلتها قبضت على دراعه اللى ماسكاه: لاء. انت لاء. متسبنيش انا هموت من غيرك.

حمزه ابتسم ابتسامه باهته ملهاش علاقه بالموقف و اتكلم بسرعه و هو بيدخلها و يقفل: سيبينى ارجعهم.

امينه لسه قابضه على ادم و بتتحرك بيه لقدام بضهرها بحذر، بمجرد ما بعدت عنهم شويه و دخلت وسط الزرع و الشجر فالمزرعه عدلت نفسها لقدام و ابتدت تجرى و هي بتغيب و تبص وراها و بتتخفى بين الشجر. كل ما تحس ان الرجل وراها بتقرب منها من صوت الرصاص اللى بيقرب ترفع مسدسها تضرب على اى حد و ترجع تجرى.
هديه اتشنكلت ع الارض وقعت و هما جريوا.
نطقت بضعف: ادم
ادم بص وراه بخوف و شاورلها: اجررى. اجرى يا هديه. اجرى.

هديه عيطت: مش قادره. مش عارفه يا ادم تعالى خدنى
ادم بص لأمينه اللى ملاحظه انه بيبص وراه و سمعته. بصت لقت هديه واقعه ع الارض بعيد و بتبصلهم بضعف.
ادم بصلها بضعف: دى اختى. مش هسيبها. اختى هاتيها و انا مش هسيبك
امينه بصتله قوى بترقب: هي دى بت حمزه؟
ادم هز راسه اه و هي بصت على هديه بتركيز: شكلها صغيره. دى ادك و لا اصغر منك يا ادم؟

ادم هينطق و هي بصالها قوى بحيره مش عارفه تحسم تفكيرها: في مين تانى غيركوا يا ادم؟
ادم هيرد هي للحظه انتبهت بتفكيرها، حطت سلاحها ف صدرها عشان تعرف تمد إيدها تجيب هديه و بتجرى لورا على هديه لمحت إيد اتمدت رفعت هديه بخوف و سندتها تقف.

امينه اتفزعت من وجود حمزه المفاجئ كإنه برق جه فجأه ف عز الليل.
شدت ادم و جريت بفزع: اجرى يا ادم
ادم اتكلم بضعف و هما بيجروا: انتى عملتلهم ايه؟ و ليه ببجروا وراكى و ليه كانوا حابسينك و ليه عايزين يموّتوكى؟

امينه بصتله بغلّ اترسم على ملامحها و لغبط كل حركتها.
ادم: و ليه بتهربى منهم دلوقت؟ اقفى و انا هخلى بابا ميعملكيش حاجه اوعدك
امينه اتكلمت بغل من غير ما تبصله: ابوك ده اوسخ واحد جه على وش الارض. اوعى توعد بيه خليك ارجل منه
ادم بخوف بيبص وراه و يبصلها: طب سيبينى انا اشغل بابا و اجرى و انا هخليه يمشى.

امينه بصت لحمزه اللى خطواته بتقرب منهم و امه وراه و وراهم حراسه و بصت لادم و دموعه و اتهزت من طيبته اللى شقلبت تفكيرها ف اتراجعت بضعف: لو سيبتك انت اللى هتتآذى. هتموت
ادم بصّلها بذهول و للحظه جمد مكانه: ابويا يموتنى؟
امينه بصت وراها لمحتهم بينهم خطوات بس و الموقف اتحسم.

بصت لادم بطيبه. صحيح مقدرتش تفهم جملة ام حمزه بس كونها قالت حنين التانيه خاينه يبقى العيال الاتنين شايفاهم حرام و هتأذيهم. مش عارفه تهرّبه تنقذه و لا تحرقهم عليه بس طيبة ادم قدامها خلتها نطقت.

بصت لأدم: اجرى يا ولدى. دول ناس مهترحمش. مهتفكرش. مهيرحموش حد. بعد اللى ستك قالته حتى لو عرفوا الحقيقه مش هيرحموك. ستك قالتها الخيانه تمنها دم و انت مليكش ذنب ف اللى بينا كفايه طيبة قلبك اللى ملهاش دعوه بأصلك ايه. اجرى و متعاودش
هما بيقربوا و هي شدت ادم زقته لبعيد و صرخت: اجرى يا ادم. اجرى.

ادم من مكانه اللى بقا بعيد بعد ما زقته بص عليهم و هما بيقربوا منها و هي بصت بعيد و هي بتجرى اتجاه عكس ما زقته و هي بتصرخ كإنها بتشتتهم: اجرى يا ادم. اجرى.

حمزه اتشتت اما لمح الموقف بيبهت قدامه. ادم اختفى قدامه. ملهوش اثر. بص حواليه بهلع و وقف.
بيلف حوالين نفسه بفزع: ادددم. يا ادددم
امه كانت قدمت عنه ناحية امينه ف بصت عليه بعد صراخه. فهمت اما رجعت بصت لأمينه لمحتها بتجرى لوحدها.
شاورت للحراسه على امينه و هما حاوطوها من كل اتجاه حتى لو لسه بعيد عنها و ابتدوا يقربوا منها.
حمزه بيلف بفزع: ادددم
امه قربت منه بقلق: في ايه يا ولدى؟ فين ادم؟

حمزه برعب: مخابرش. مخابرش اختفى فين. كإنه فص ملح و داب
الحراسه بتتحرك حواليه و حمزه شاورلهم بحده: اقلبوا المكان. المنطقه. ارجعوا ع البيت شوفوه. انفضوا البلد كلها و طلعوه. ابنى لازم يرجع. لو مرجعش هقتلكوا. اخلصوا مترجعوش الا بيه
الحراسه انتشرت ف المكان و امه بصت حواليها بقلق بس مطولتش و سحبت إيده و اتحركت اما لمحت الحراسه حاوطوا امينه بالعافيه.
حمزه شد إيده منها بغضب و هو بيلف: يا ادددم.

امه حاولت تشده تانى و قدام اصراره شاورت للحراسه بأمينه: تعالى اخلص من الداهيه دى الاول. بعدها نفكر ف اى حاجه تانى
حمزه زعق: ده مش حاجه ده ولدى
لف وشه على صوت امينه اللى نطقت بغموض او هو اللى شافه غموض على حسب الحكايه ف دماغه ان واحد من الاتنين مش من صلبه. بس هو بس اللى يعرف!
امينه اتكلمت بغموض: مش ولدك.

حمزه لف وشه لها بسرعه و اتخض ع الكلمه. هو بس اللى عارف ان عيل حنين اللى مش بتاعه. محدش يعرف. يبقى مثلا ادم ابن حنين! طب هي عرفت ازاى!
امينه مكنتش تعرف تفكيره و لا حدوتته لكن ردت بناءا على حدوتتها مع ام حمزه اللى شاكه فيها ان عيلها مش من صلب حمزه ده غير كلمتها اللى مفهمتهاش ان حنين كمان خاينه! و فوقهم انها لحد دلوقت متعرفش حتى مين ف العيال بتاعها و مين لحنين و هي لعبت ع الشك ده تشتته!

حمزه قرب منها بخطوات بطيئه: عرفتى ازاى ان ادم مش ولدى؟
امينه بصتله قوى بلغبطه و حمزه صرخ بعنف: انطققى. انتى عارفه حاجه؟
امه قربت جنبه و اتكلمت بشده: او بتخونك مثلا!
حمزه بص جنبه لأمه بحيره و بص لآمينه و مترجمش الكلمه غير على بلاغها عنه او معرفش يترجمها او يستفهم عنها حتى.
امينه بصت لأمه اللى بصتلها بعيون حاده و هي فهمت انها بتعيد بعينيها سؤاله عن نسب ادم و هديه!

امينه بصت بعيد اوى لمحت ادم بيرتجف ورا شجره و دموعه بتجرى ورا بعض. بتلف وشها تبص لحمزه شافت هديه بتعيط ورا و بتتحرك جنبه مسكت رجله برعب. سكتت و قفلت عيونها بعناد لأم حمزه كإنها بتقفلهم ع الحقيقه.
ام حمزه فهمت انها طالما وصلت لقدام الموت و منطقتش يبقى مش هتنطق ابدا.
حمزه متابع عيونهم و نظراتهم و فهم الحقيقه من برا. فهم منها بس ان الحقيقه ف ايد امينه!

بصلها بضعف و هي بصت بعيد بإصرار. لو قالتله هتموت و لو مقالتش هتموت. بس اللى هيفرق معاهم الولاد!
ام حمزه خافت من نظرات الضعف اللى ف عيونهم. مدت إيدها لواحد من الحراسه اداها سلاحه و هي شاورت لحمزه بالمسدس: اقتلها
حمزه بصّلها بتوهان و نطق من غير ما يحس: و ضنايا!
امه بحذر بصتله بتفحص تستفهم منه هو عارف او لاء: مش التنيين ولادك؟ تفرق ايه الوعاء هي و لا التانيه!

حمزه بصّلها بتوهان و حس انه قدام دم و بعد كلمته و سؤالها اى كلمه تانيه منه الدم ده هيزفر ضناه.
زق إيدها بحزن و اداهم ضهره بيتنفس بالعافيه: لا انا و لا عيالى عاد لنا دعوه بيكوا
امينه ف لحظه طلعت سلاحها من صدرها رفعته ف وش حمزه: لاه يا باشا. الدم طايلك و انا كيف ما قررت احرق قلبك قررت احرقك كلك
حمزه اتخض على كلمتها و اتقدم منها فجأه حاول يقيد حركتها بدراعاته.

امينه بتزقه بجنون و هو بيحاول يحتوى عنف حركتها بالمسدس اللى بيزوغ منها مره على هديه و مره عليه و مره ف جهه بعيده خالص مش بايناله و فجأه طلعت رصاصه فرقت الشمل و موتت الحقيقه و فضت مكانها سنين طويله لوجع ملهوش اخر، .!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة