قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس عشر والأخير

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس عشر والأخير

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس عشر والأخير

امينه ف لحظه طلعت سلاحها من صدرها رفعته ف وش حمزه: لاه يا باشا. الدم طايلك و انا كيف ما قررت احرق قلبك قررت احرقك كلك
حمزه اتخض على كلمتها و اتقدم منها فجأه حاول يقيد حركتها بدراعاته.

امينه بتزقه بجنون و هو بيحاول يحتوى عنف حركتها بالمسدس اللى بيزوغ منها مره على هديه و مره عليه و مره ف جهه بعيده خالص مش بايناله. حمزه بيحاول يتنى كف إيدها بالمسدس لتحت بحيث بعد كده يضغط هو يفضى الرصاص ف الارض بس مجرد ما تنى إيدها ضغطت جامد بغلّ و فجأه طلعت رصاصه ف بطنها!
امينه جسمها كله اتنفض ع الرصاصه بس لسه متبته ع المسدس!

حمزه للحظه وقف بعقله و حركته كإنه اتشل و بصّلها بأسف و زعق: ليه كده؟ شوفتى وصلتينا لفين؟

ادم بعيد اتنفض على صوت الطلقه و غمض عينيه بعنف و قبل ما يفتحهم سمع زعيق ابوه ف نزلت دموعه من عينيه قبل ما يفتحوا!

حمزه للحظه بص لامينه بعطف و حاول يقرب منها بحزن يرفعها.
بصتله بكُره واضح و مجرد ما ساب إيدها بالمسدس بتلقائيه و ميل لف دراعه ورا ضهرها و بيتنى نفسه بدراعه التانى تحت رجليها يرفعها ضغطت ع المسدس بغلّ طلعت طلقه ف حركته و تنيته تحت جات ف دراعه!
اتحدفت منه ف الارض و بسرعه ميل عليها يخطف المسدس و هي بتضرب ف شدته للمسدس ابمسدس اتحرك ناحيتها طلعت الرصاصه ف صدرها!

حمزه وقغ عن حركته بيأس و ف لحظه ايدها لوحدها رخت بالمسدس اتحدف ببطئ بدراعها ع الارض و غرقت ف دمها!

حمزه حط إيده على وشه بإستسلام و بص لأمه اللى قريت منه و اتحركت بيه وسط صمته المريب: ده اللى كان لازم يحصل من الاول. من اول يوم بعد ما ولدت! لاه من يوم ما بلغت عنيك!
حمزه وقف فجأه و بصّلها قوى: انتى ليه سيبتيها كل ده؟
امه اخدت كذا نفس ترتب كلامها و ترتب خطوط الحكايه اتكعبلت.

حمزه كان فهم ان الحقيقه ف ايد امينه بس و امه كانت بتراوغه لمجرد انها مش عارفه او مستنيه تعرف! ف فهم انها كانت سيباها تعرف منها مين ف العيال بتاعها و مين بتاع حنين! بس اللى معرفهوش ليه كانت عايزه تعرف و الحكايه قدامها ان الاتنين عياله و هي متعرفش اصل عيل حنين!
بصلها و زعق بعنف: انطقى عملتى ده كله ليه؟ كنتى عايزه تعرفى واد حنين من واد امينه ليه؟
امه ردت بغضب: كيف ما انت كنت عايز.

حمزه زعق لمجرد تخيل انها اكيد كانت عايزه تعرف عيل امينه تأذيها فيه عشان بلاغها عنه و ده ضناه الوحيد: كنتى عايزه تأذى واد مين فيهم عشان تنتقمى منيها؟ واد حنين اللى قعدتها اهنه مش على هواكى ف تغوّريها بعيلها؟ و لا واد امينه اللى هتنتقمى منيها فيه و اكيد كنتى عايزه تأذيه!
امه بصتله قوى: التنيين مش على هواى. لا هما و لا زرعتهم. واحده خاينه بشرفها و التانيه.

حمزه زعق: و التانيه ايه؟ التانيه ايه! انا كنت سايبكم انتى و امينه منكوا لحالكوا عشان عارف دى حوارات حريم مهشغلش راسى بيها و عارف بردوا انها بتخلص ف وقتها بيناتكم و من زمن. لكن متخيلتش ف يوم تخلص بالدم
امه: اكده او اكده كانت حكايه و لازم تخلص
حمزه بصّلها بصدمه: عرفتى ليه انا واقف مع حنين! ليه حاططها ورا ضهرى و متصدرلك! ليه مهسمحش تقربيلها! عشان متبقاش ف يوم اكده!

شاور ف اخر جملته على امينه الغرقانه ف دمها جنبهم.
امه دوّرت وشها بعيد و هو قرب منها خطوه و زعق: عملتى كل ده كيف؟ انا لا سألت عن دفن و لا ورق عشان سايب ف البيت رجالة الحراسه هتخلصلك اى حاجه من دى و انا غايب و انتى قولتيلى خلصولك كل ده. خلصولك ايه و هي ممامتش! و ضحكوا عليا كيف!

امه ردت بتهكم: هو انت عاودت من المستشفى مع الغندوره الا بعد اسابيع بعد ما جيبتها يوم تشوف العيال و مشييتوا! هتعرف كل ده كيف و هي سالباك! عرفت ليه مهحبهاش!

حمزه بصلها قوى بذهول و مش قادر يصدق ان دى امه او ان كل ده حصل من ورا ضهره: عملتى كل ده كيف!
امه شاورت ببرود: الفلوس هتشترى كل حاجه. حتى اهلها. ده انا عملت حسابى اشتريهم هما كمان بس توا ما قولتلهم حريمنا ما هتتكشفش على حد و لا تندفن ف تُرب حد سدوا احنكتهم
حمزه بصّلها قوى و هز راسه بصدمه.
امه زعقت: و انت حامق حالك عليها ليه اكده؟ دى كانت هتموتك انت و ولدك!

حمزه للحظه انتبه و زعق: ولدى! هو فين ولدى!
امه شردت شويه و كل اللى فكرت فيه ياترى امينه بَعدت ادم عنهم تحرق قلبهم عليه و هو بكده ابن حنين و لا بَعدته عنهم تحميه منهم و هو بكده ابنها هى!
حمزه بيتحرك بخطوات عشوائيه ف اتجاهات مبعتره و بيجرى يمين و شمال بلهفه: ادددم. يا اددم!

امه اتحركت وراه: انا سيبتها لفتره بعد ولادتها عشانك انت. لو اتذاع ف البلد انها ماتت بعد القضيه اكده و الكل عارف انك اتخانت هيقولوا انها هي اللى خانتك. هيقولوا وِلد الجيار اتخان من مَره. هتمشى توطى راسك وسط الخلق و انا ولدى مهيوطيش راسه ابدا
حمزه بصّلها وراه بصدمه: يعنى مش عشان كانت حامل ف عيل منى!
امه بصتله بتهتهه: مش لما يبقى
قطع كلامهم الحراسه بتاعته اللى وصلت.

حمزه اتحرك عليهم بلهفه: ادم. ولدى فين؟
واحد من الحراسه رد بقلق: اختفى. مش موجود ف المزرعه كلها
حمزه عينيه وسعت بصدمه. زق الراجل من وشه و جرى و بيلف حوالين نفسه: ادددم
قلب المكان عليه اللى كإنه اتشق ف لحظه خفيه و بلعه.
و ام حمزه اخدت هديه و رجعت ع البيت بيها. حنين كانت مستنياهم على نار اول ما سمعتهم برا خبطت ع الباب بجنون: حمزززه. يا حمززه افتح. ولادى فين يا حمزه؟

امه بصت للباب بغضب و تمتمت بحده: ياريتك غورتى معاها
اتحركت بهدوء فتحت الباب و اتخطته و دخلت.
ف شقة ادم هدهد كانت مستنياه طول الليل لحد ما غلبها النوم.
ادم روّح شقته بلهفه غريبه، فتح و بيتحرك بترقب شافها نايمه بهدوء. وقف للحظات من غير ما يحس نزل برجليه جنب الكنبه اللى راقده عليها و قرب وشه منها. شاف ملامحها عن قرب. ملامحها هاديه اوى و رقيقه مالهاش علاقه لا بلسانها و لا شخصيتها!

ابتسم غصب عنه و هو بيحرّك اصابعه على ملامحها بعيون بتلمع.
اتحركت على حركته و فتحت فجأه: انت بتعمل ايه؟
ادم اتعدل بسرعه و غطى على ملامحه بسخريه: هكون بعمل ايه؟ ببوسك مثلا؟
هدهد اتعدلت بغيظ: ما تلم نفسك. بعدين رد سجون زيك اخره ايه؟
ادم رفع حاجبه: شووف ازاى
هدهد ضحكت بخفه و قعدت: انت جيت امتى؟
ادم اتعدل بسرعه و غطى على ملامحه هدوء: من شويه
هدهد قعدت بسرعه: اللوح ده عمل ايه معاك؟
ادم رفع حاجبه: لوح؟

هدهد ابتسمت بغيظ: ده لوح تلج. سمج اوى
ادم ضحك غصب عنه: و لا حاجه. كان عايز يتفش و فشيته
هدهد بصتله بفضول: ايوه عمل ايه و عملت ايه؟
ادم: جاب البهوات اللى كانوا هيعملوكى وجبة كنتاكى و اخد اقوالهم و اتراضينا قدامه و خرجنا كلنا
هدهد ابتسمت و هو بصّلها بغيظ: كله من مخك اللى لحد دلوقت مش عارفُه مخ عجالى و لا جملى.

هدهد ضحكت بخفه: الله و انا مالى يا لمبى؟ مش انت اللى قولتلى اظهرى قدام الكل و بانى ف الحته و الف مين هيبلغ و الظابط سايب خبر للكل بمواصفاتك و هما عارفينك و شافوكى يومها؟
ادم شدها بغيظ لمجرد اتخيل كان هيحصلها ايه: تقومى تتمرقعى قدام القهوه؟ انا قولت ع الشارع من برا لحد ما تحسى ان اى حد حقق فيكى و اتحركى. تقومى تترزعى قدام قهوه كلها برشماجيه و شمماين؟ و مستنيه وطنى منهم يبلغ؟

هدهد قعدت: اهو اللى حصل بقا
ادم عض على بوقه بغيظ: متفكريش بقا تانى لحد ما ربنا يفرجها على مخك. انا اسف لنفسى و الله انى عملت فيها كده
هدهد ضحكت ف خفه و هو ضحك غصب عنه معاها: عشان المثل بيقولك الباب اللى يجيلك منه الريح. ايه؟
هدهد ضمت ملامحها ببراءه مصطنعه: افتحه كويس. الباب اللى يجيلك منه الريح افتحه كويس الدنيا ناررر مش وقت امثال دلوقت
ادم زقها بغيظ و هو داخل اوضته: كان نفسي أجيب حاجات كتير غير أخري.

وقفت بسرعه جريت من قدامه كاتمه ضحكتها بخوف: طب انا بقول اقوم اغسل وشى
ادم ضحك بيأس: ياريت عشان الدبان بدا يتلم على وشك هدهد بعد ما اتحركت للحمام شدت الفوطه حدفته بيها: تصدق شكلى انا اللى هلعب البخت بالسكينه ف وشك
ادم جرى وراها بمشكاسه: يامجرم انت يابتاع السكاكين يا مسكن
هدهد دخلت بسرعه و قفلت باب الحمام.
ادم ابتسم: طب انا هعمل حاجه ناكلها
هدهد خرجتله: لا عنك انت سيبلى الطلعه دى.

ادم رد من جوه: احيييه هي هتسمنى و لا ايه؟
هدهد ضحكت اوى و هو ضحك معاها: لا انا بقول بلاش هاخد حمام و نحرج نفطر برا
هدهد: لالا اصبر هعملك فطار يجيب اجلك
ادم ييفتح الدولاب يجيب هدوم له و خارج من الاوضه شاف شنطتها ع الكنبه مفتوحه. اتجاهلها ف الاول لحد ما لمح علبه باينه منها بصّلها بصدمه!
قرب مسكها بذهول: يخربيييت جنانك
بيلف وشه على صوت هدهد بتضحك: ادم انا عيله. انت لسه مصمم نفطر برا و.

وقفت بالكلام و هو بيشاورلها بعلبة الابره اللى خرّجها من شنطتها و عارف شكلها بتاع ايه: ايه ده؟
هدهد اتوترت بلغبطه: ده. ده
ادم زعق: ده ايه يا بت؟ انطقى
هدهد فركت إيديها بلغبطه و ضحكت غصب عنها بخفوت: بص هفهمك حاجه. انا اصلى كنت فتره كده
ادم زعق بغضب: انا اللى عايز افهمه حاجه واحده بس. انتى بتاخدى الحاجات دى يا متخلفه ايا كان السبب؟
هدهد: لالا. ده بس. ده شغل سريع كده. تيكاواى زى ما بيقولوا. هفهمك.

ادم بصلها بصدمه: للدرجادى؟ انتى اتجننتى؟
هدهد بصتله بتوتر: ادم انا
ادم حدف العلبه بعنف من الشباك و شد شنطتها قلبها ع الكنبها و فتش فيها مشافش حاجه غريبه غيرها...
بصّلها برفض: انتى اخرك معايا يومين تلاته اظبطلك متوى و تتكلى من هنا و لو رجعتى هموّتك
هدهد زعقت بغيظ: انت بتعلي صوتك ليه؟
ادم هوّش بإيده ف وشها بغيظ: مش أحسن ما اديكى على وشك؟
هدهد ضحكت بحزن غريب على علاقه عمرها ايام: همشى؟
ادم: ف 60 داهيه.

هدهد ف وسط حزنها ابتسمت ببلاهه: هما ‏ليه بيقولوا في 60 داهية مع إن في ارقام أكبر من ال 60!
ادم كوّر إيديها الاتنين و رفعهم بغُلب: منك لله. اقول انا منى لله. انا منى لله و الله
ضحكت جامد اوى اوى الضحكه اللى اجبرته يضحك معاها بقلوب بتتهز خايفه من اللى جاى!

سكتت من ضحكتها واحده واحده و هي باصه ف عينيه و ادم لاحظ ملامحها ف بصّلها و هز راسها و هو ماشى و رجع ضرب صوباعه ف الهوا خضّها: شربتى بانجو و لا لسه يا سعديه؟

حمزه فاق من شروده بالعافيه و هو شبه تايه. بص لحنين المغمى عليها بهزيان على دراعه و اسم ادم مش مفارق لسانها كإنها بتشاركه ذاكرته.
شالها بوجع رقدها ف سريرها و هي فتحت من بين دموعها و همست بألم: ادم!
حمزه دموعه نزلت منه هو على وشها هي كإنهم لو مش متشاركين ف ادم ف متقاسمين ف الوجع عليه!
ميل على راسها باسها و هو بياخد نَفس بطئ اوى كإنه بيحارب عشان يتنفس.

غمض عينيه و افتكر بقية المشد او ذاكرته حطته قدامه مع صوت حنين اللى بيتكلم بتقاطع مع دموعها.
حنين مسكت وشه المميل عليها بيبوس راسها و رفعته بحزن: ادم. ادم فين يا حمزه؟ ابنى فين! انا عايزاه عايزه ادم!

رجع بذاكرته لورا مع نفس صوت حنين و دموعها.
ام حمزه اتخطت حنين و دخلت و حنين كملت صرختها اللى وقفت ف نصها اما لمحت هديه داخله معاها: ولادى يا حمزه. ولادى فيييين يا حم
قطعت الكلمه اما لمحت هديه ف نزلت بركبتها ع الارض قصادها و شدتها بلهفه عليها حضنتها.

ضمتها اوى و بترفع وشها من على راسها تبوس فيها شافتها بتعيط اوى ف مسحت وشها: حبيبتى متخافيش. متخافيش مفيش حاجه. دى واحده مجنونه و بابا هيموتها عشان عملت كده ف هديه و ف اد.
وقفت بالكلمه و هي بتتلفت حواليها بلهفه اتبددت و ظهر مكانها خوف بيتقلب لهلع: ادم. ادم فين؟
هديه صوت شهقاتها عليت اوى.

حنين بتتلفت حواليها و بتخطى بخطوات ملغبطه حواليهم لحد ما فتحت الباب و جريت برا و رجعت بخوف: حمزه. يا حمزه. حمزه فين؟ ادم فين؟
بصت لهديه: ادم فين يا هديه؟
هديه هزت راسها و هي بتشاور بعيد و حنين جريت على ام حمزه اللى قعدت ع الكرسى و نزلت قدام الكرسى ع الارض قدامها برعب: ادم. ابنى فين؟
ام حمزه بصتلها بتهكم: ياختى اسألى عن راجلك الاول
حنين شهقت برعب: حمزه! حمزه فين؟

ام حمزه بصتلها بسخريه و هي جريت ع الباب و فضلت تتلفت بلهفه و رعب.
رجعت لام حمزه بدموع و بتترعش بخوف: ادم فين و حمزه فين؟ جرالهم ايه قولى
ام حمزه قبل ما ترد حنين وقفت بتوهان: لالا اكيد حمزه مجرلهوش حاجه. اكيد لاء و الا مكنتوش رجعتوا. اكيد هو اللى رجّعكوا. طب و ادم!
ام حمزه هزت راسها بدون مشاعر: مخابراش. ولدى راح يلفلف عليه.

حنين اتفزعت. اتنفضت. وقفت بتوهان و بمجرد ما وقفت وقعت مغمى عليها. كل ما تفوق يغمى عليها.
شويه و حمزه رجع بس لوحده. جنبها طول الوقت يفوّقها و بيدور على ادم! و لا هو اللى فوّقها و لا هو اللى لقى ادم!

تحت ضغط امه بالعافيه الدكتور جه شافله جرحه و طلعله الرصاصه و كتبله العلاج اللى مخدهوش اصلا و لا انتبه له!

حنين بتفوق تصرخ لحد ما تقع ف اغماء: ادددم. ابنى فين يا حمزه؟
حمزه دموعه نزلت بوجع: قالب عليه الدنيا. سايب عين ليا ف كل حته عشان لو لمحته هترجعه. سايب رجالتى بتلف البلد
حنين بتصرخ: رجعلى ابنى يا حمزه. رجعهولى. انت اللى هترجعهولى مش رجالتك.

حمزه دموعه نزلت بقهر: انا بلغت عن اختفائه حتى لو هروح ف داهيه مقابل الاقيه. حتى لو هوقع نفسى بس يرجع. انا حطيت مكافأه ثروتى كلها للى يدلنى عليه. انا سيبت ميكروفونات ف كل شوارع البلد مهتبطلش تقول ولد حمزه الجيار ضايع يا ولاد الحلال!

حنين وقفت بجنون و شدته وقف معاها و بتشد ف هدومه: مش ولاد الحلال. مش ولاد الحلال اللى هيلاقوه يا حمزه. مش ولاد الحلال. ولاد الحرام هما اللى هيلاقوه. ولاد الحرام اللى هيلاقوا ابنى يا حمزه و الله اعلم هيعملوا فيه ايه!
صرخت و صرخت و صرخت لحد ما دخلت دوامتها. حمزه شالها حطها ف سريرها و قعد بتعب.

بص لأمه اللى اخدت نفس بإستسلام و قعدت: انا اتأكدت من موت امينه بنفسى. لو اطول كنت قطعت جتتها حته حته قبل ما تتدفن يعنى ملهاش صالح بغيابه
حمزه نطق بضعف: ادم اتكسر من اللى سمعه. ادم متخطفش ادم مشى!
امه بصتله شويه ترتب كلامها: اكده يبقى ادم اب.

حمزه قاطعها بهزيان و مش عارف عشان مبقتش الحقيقه تهمه دلوقت و لا عشان شافها بترتب كلامها و فهم هتقول ايه و تدخّله ف حيره تانيه ياترى قالت الحقيقه و لا قالت اللى يناسب الموقف و يريحه: معايزش اعرف. معايزش. ده ولدى و اللى اتكسر ده ضهرى مش هو.

يوم و اتنين و عشره و اتحولوا الايام لاسابيع و الاسابيع لشهور و بقوا سنين و مظهرش ادم. اختفى. ملهوش اثر!

ادم اخد هدهد و خرجوا وقفت تحت البيت لحظات قدام الباب و استغربت انه مشى.
ادم وقف اما ملاحظش حركتها جنبه و بصّلها وراه بإستغراب من وقفتها.
هدهد رفعت حاجبها: احنا هنمشى؟
ادم رفع حاجبه و هو راجعلها: اشيلك؟
هدهد ضحكت بخفه و هو وقف جنبها و زعق بمرح: يلا يا بت
هدهد ضحكت: مش هناخد المكنه؟
ادم كعمش وشه: مكنه؟

نسناس جاى عليهم من بعيد ركن الاسكوتر و وقف و استغرب لوقفتهم: اوعوا تقولوا في حاجه تانى! لا كده احيييه!
ادم ضحك و هي بصت للاسكوتر و نطت عليه بخفه: مش كنت تقول ان المكنه مع نسنوس
نسناس برّق قدامه و برّق لأدم و شاور على نفسه و ادم هز راسه بإستفزاز: بتقولك مكنه
نسناس: هي دى اللى وقفت ف زورك يعنى؟ و نسنوس عدت؟
ادم ضحك له ببلاهه و نسناس ضحكله: ميرفيت بقت بيئه اوى يا سعيد
ادم ضحك بغيظ: اووى.

هدهد قربت بالاسكوتر منهم: ادم هي المكنه دى مترخصه؟ يعنى بتاعتك يعنى؟
ادم غمزلها: و الله نفسى
هدهد رفعت حاجبها لغمزته: نفسك ايه؟ ترخصها؟ انت معاك مشكله مع المرور التانى؟
ادم عض بوقه و غمزلها بمشاكسه: و الله لو الناس كلها بترخّص المكنه ف المرور انا نفسى ارخص المكنه بتاعتى عند المأذون
هدهد برّقت و هو ضحك بصوته كله لحد ما ضحكت معاه.

قطع ضحكاتهم واحده بتقرب منهم و اول ما وقفت قصادهم حطت إيديها ف وسطها: طب ما انت فاضى اهو. امال بتجى لحد عندى و تعمل فيها شبح ليه؟
ادم حط إيده على وشه بغيظ اتحوّل لضيق و نسناس ركن كوعه على كتفه: البس يا قائد
ادم اتكلم من تحت ايده اللى على وشه: لا انا لابس الحمد لله
نور قربت منهم و هي بتقرب قصدت تخبط هدهد بغيظ و وقفت قدام ادم و. مسكت ايده بمحايله: انت مبتردش على موبايلك ليه يا بييى؟

ادم بص لهدهد بطرف عينيها شاف عيونها بهتت ف اتضايق.
نور لاحظت نظراته لهدهد ف شاورت ف وشه بزعيق فاجئه: ما ترد. هو ده موبايل كمان هتطنش؟
ادم كتم نفخته: مش فاضى
نور زعقت: مش فاضى لإيه بالظبط؟ ليا و لا لخطوبتنا اللى قربت و لا لشغلك و لا لإيه عايزه اعرف؟
هدهد كانت مركزه اوى ف كلامها رغم انها كانت عيونها متعلقه بأدم زى ما تكون بتقرا تأثير كلامها عليه او معناه!

نور: انا روحتلك خمسين مره المحل و عرفت من العمال هناك انك مبتروحش اصلا
ادم: كان ورايا شغلانه و
نور بصت وراها على هدهد بسخريه: و الشغلانه دى ملهاش اهل يلموها و
ادم صوته عِلى بحده: نوووور
نور زعقت و هي رايحه على هدهد بتشدها: انا عرفت من الشارع ان البت دى الحراميه اللى سرقت الراجل و قتلته ف الخرابه و انت كنت معاها و
ادم: مسرقتهوش و مقتلتهوش و الراجل مماتش اصلا.

نور حطت إيديها ف وسطها: و بالنسبه لإنك كنت معاها؟
ادم شدها بعيد و هي شدت دراعها منه و رجعت لهدهد: هي و لا مش هى؟ ده الحته كلها بتقول انك ماشى معاها
ادم حاول يشدها لبعيد و هي بتخطف نفسها منه و تندفع على هدهد: تلاقيها بتلف عليك عشان تسرقك انت كمان. الحراميه بنت الكلب
ادم زعق و هو بيحاول يبعدها و مش مركز غير مع هدهد اللى عيونها بهتت بشكل غريب و ده ضايقُه بدون سبب واضح قدامه.

نور مدت إيدها تشدها من طرحتها: الحته كلها بتقول انك ماشى معاها. و انها مقضياها معاك ماهى شمال و
ادم زعق: اخرسى بقا. انتى اللى شمال. انتى فاكره انى كنت هتجوزك بجد؟ انتى ف حد ف عيلتكوا عبيط غيرك؟
هدهد ماصدقت خطفت من كلامه جمله تفهمها الوضع اللى قدامها او بمعنى اصح جمله تعجبها.
مسكت إيد نور اللى شدتها و ضمتها بقبضتها بعنف بشكل خلاها صرخت.

بصت لأدم بعد ما فهمت ان نور مش بالاهميه اللى دخلت بيها عليهم: عنك انت بقا. طالما جات لعندى يبقى بتاعتى.

ادم حط إيده على وشه و بصّلها بإستسلام.
هدهد شددت على قبضتها لكف إيدها: الشمال دى تبقى الست اللى اتجوزت ابوكى
نور ردت ببلاهه رغم غيظها: امى!
هدهد زقتها بشراسه حدفتها بعيد: عندها بقا يا شاطره
نسناس همس لأدم اللى بيتحرك يقربلهم: هتعمل ايه ماتبقاش غشيم. الداخل بين الحريم خارج على نقاله
ادم ضحك بيأس: لا ماهو انت متعرفش لو سيبتها عليها هتندغها.

نور حاولت تقرب و بتمد إيدها هدهد لقفت إيدها و تنت دراعها و شقلبتها نزلت ع الارض.
ادم قرب على هدهد و حاول يتحرك بيها: يلا يا حبيبتى
نور وقفت و اتحركت تمشى بعد ما فهمت انها مش هتخلص.
هدهد حاولت تقرب منها ادم لف دراعه حواليها و اتحرك بالعافيها بيها: يلا يا روحى ربنا يهديكى انتى فاهمه غلط. ده مش حلقة مصارعه
نسناس اتحرك وراهم بضحك و غمز لأدم: كنا هنقرا الفاتحه ها.

هدهد بصتله بسخريه: لا الفاتحة دى ع البطل اللى من الحريم اتهطل
ادم ضحك غصب عنه و حاول يقرب منها: انتى فاكره ايه؟ ده متخلفه. انا اكمل نص دينى بواحده ملحده بتقول يا بيبى استغفر الله؟
هدهد كعمشتله وشها بتريقه و نسناس همسله على هدهد: و دى بقا اللى هتكمل نص دينك؟
ادم بص لوشها اللى كعمشته و ضحك ببلاهه: لا دى اللى هتطلعه كله
هدهد اتحركت تمشى و جواها متغاظ.

ادم اتحرك بسرعه وراها و ضحك ببلاهه: دى بتقولى يا بيبى. ده انا لو زعقتلها وشها هيشرّخ
هدهد مردتش بس كازه على سنانها و هي باصه قدامها.
ادم لحقها ف اتحرك جنبها و شاورلها بمرح: طب لعلمك بقا احنا من يوم ما اتحولنا من كلمة يا سبعى يا جملى يا دكرى ل دودى و بيبي و كوكو و العلاقات مبقاش فيها برركه خااالص.

هدهد طلعت سنانها عضت شفايفها بغيظ و ادم لف دراعه على كتفها و شدها بمشاكسه: طب ده انا اللى مبيعجبنيش العجب بس إنتى عجبتينى
هدهد بصتله جنبها و كعمشت ملامحها بتريقه و هو غمزلها: شرسه كده و بطل و يتغنالك انتى قطه مخربشه
هدهد مبتردش بس من جواها عايزه تنقض تخربشه بجد من الغيظ.
بصتله بتريقه: طب حاسب بس لا النور بتاعك يقطع
ادم فهم انها بتلمح على نور او فضولها عايزها تعرف مين دى بس مش راضيه.

غمزلها بمشاكسه يستفز فضولها: طب ايه المشكله. الشرع قال اربعه
هدهد برّقت قدامها من استفزازه: انت ليه فخده تجيبك و حته ضانى توديك؟ خليك دكر بجاعور مش برياله و ابلع ريقك هاا. ابلع ريقك
ادم كتم ضحكته: يا بنتى اصلا بيقولوا الزوجه الصالحه مصباح البيت. ف ازى الحال بقا لو للبيت اربع مصابيح؟ متخيله الاناره هتكون ازاى؟
هدهد مدت كف إيدها زقت وشه بغيظ: لا كده الكهربا تضرب فوش امك يا عين امك.

ادم كتم ضحكته: طب تعرفى انك مختلفه عن اى بنت عرفتها و
هدهد وقفت و شاورت ف وشه بشراسه: ولا انا مش عايزه قلبة دماغ يلا. اتكل
ادم شقلب بوقه بدراما: اتكل؟ ماشى يا ستى لعلمك الحياه مبتقفش على حد
هدهد مردتش و هو نبرته اتغيرت فجأه و رجع لف كتفها بدراعه و غمزلها: بس انتى مش حد. انتى الحياه نفسها.

هدهد حطت إيدها على راسها بنفاذ صبر و هو ضم عينيه بمرح: فاهمانى و لا باين انى بحوّر؟
هدهد لفت وشها له و كزت على سنانها و هو ضم عينيه بضحكه مكتومه: باين صح؟
هدهد كعمشت وشها و وقفت قدامه و ربعت إيديها بإبتسامه مصطنعه: لعلمك انا قفلت باب الارتباط ده خالص
ادم عض بوقه بمشاكسه: طب مينفعش الف من الباب اللى ورا؟
هدهد غمضت عينيها بغيظ و هي بتهز راسها و ادم ضحك ببلاهه: محدش هياخد باله و الله.

سابته و مشيت و ادم اتحرك بخفه وراها لحد ما شدها بمرح عشان عارف انها اتضايقت من الموقف: واخده بالك ان أنا عمال أهتم و أعاكسك و اضحكك و لا أنتى مبرشمه؟
هدهد زقته بضيق: طب حاسب بس عشان هقع ف حبك
نسناس اتدخل بينهم بمرح: طب و قفلتيه يا فقر؟ هل انتى معقده ام سبق لكى الخزوقه؟
ادم برّقله و فجأه زقه بغيظ.

هدهد ضحكت غصب عنها و برغم هزار كلامه ردت بإبتسامه صغيره: عادى. بحس ان مده صلاحية اى راجل فيكوا شهرين. يعنى كلام حلو تلاقى. اهتمام تلاقى. حب و دلع و حنان و خروج و فسح تلاقى. بعد اول شهرين متلاقيش حاجه من دى. متعرفش بطاريتكوا بتفضى و لا بتبوظوا و لا ايه معرفش!
ادم ضحك ببلاهه: البركه فيكوا. بتسرقوا الشحن بتاعنا.

نسناس ضحك لغيظها من رد ادم و ادم غمزلها بملاغيه: لا مش انتى. هما بيسرقوا الشحن. انتى لاء. انتى بتسرقى العقل عادى
هدهد: طب لعلمك بقا الست اللى بتسرق و تاخد عقل الراجل اذكيذى بكتيير من اللى بتاخد قلبه. لان تقريبا و حسب الاحداث و الاحصائيات ان الراجل عنده قلوب كتيير.

ادم ضحك بصوته كله: طب لعلمك بقا. مسمهوش بتاع بنات إسمه ذو مشاعر فياضه تكفى أكثر من أنثى في وقت واحد.

هدهد وقفت ف مشيها و اتعدلت قدامه و شاورت ف وشه بشراسه: طب هقولك حاجه عننا هتفيدك يا بتاع الكابوت. الست مننا زى الصابونه. ملمسها ناعم اه. ريحتها حلوه اه. شكلها حلو اه. لكن لو ضغطت عليها هتفلت من ايدك و لو دوست عليها هتتزحلق و تكسر نافوخك. ف خد بالك بقا
ادم ضحك بصوت عالى جدا و هي غيظها بيزيد مع ضحكته اللى بتزيد لحد ما تنت رجلها فجأه و ضربته ف ركبته خلته صرخ بغيظ.

حنين فتحت عيونها بتعب و مجرد ما فتحت دورت وشها بعيد كإنها بترفض اى حاجه حواليها تمس الواقع او ترجعها له.
حمزه قرب منها بلهفه: حبيبتى
حنين دمعت بتعب و هو قرب اكتر و ركز كفوف إيده حواليها: حنين. ارجوكى متعمليش ف نفسك كده.

حنين دمعت بوجع: انا معملتش ف نفسى حاجه. معملتش حاجه ابدا انت اللى بتعمل كل حاجه. انت يا حمزه اللى عملت كل حاجه فيا و ف نفسك و ف عيالك اللى مسيرهم ف يوم هيعرفوا الحقيقه و يدوقوا الوجع اللى انا عايشاه دلوقت
حمزه غمض عينيه بألم: انا.

حنين بصتله بقهر: و لا ليه انت! انا بردوا عملت! كملت على نفسى معاك! كملت على عيالى بمرضى اللى مسمحليش افتكر او انسى! كملت على نفسى اللى سيبتها بين ايديك و انا فاكره انى كده بعوضها عن اللى شافته! كنت فاكره انى بنجيها من الغرق و انا معرفش انى بغرقها بزياده! معرفش ازاى ف يوم شوفتك امان و مرسى و انت كنت زى القشايه اللى بتوهم الغريق انها هتنجيه و مجرد ما يلمسها تغرقه! كنت شايفاك ازاى سند و انت مجرد قشايه قولى.

حمزه بصلها بحزن من رعشة صوتها بالدموع: حنين. انا اتغيرت. اتغيرت بيكى. يمكن ف الاول كنت فاكر نفسى اتغيرت عشانك لكن بعد كده اتأكدت انى اتغيرت بيكى مش عشانك.

حنين بصتله بنظرات ضايعه و هو ابتسم ابتسامه تايهه موجوعه: ايوه تفرق. تفرق اتغيرت عشانك عن اتغيرت بيكى. اتغيرت عشانك يبقى اتغيرت مصلحه عشان اخد الحلو منك لنفسى. يبقى اقتصرت الحلو اللى غيرته فيا عليكى انتى بس. لكن انا اتغيرت بيكى. اتغيرت و غيرت كل حاجه فيا يا حنين بيكى و انا ماسك ف ايدك زى العيل الصغير اللى ماشى ف سكه جديده و خايف يتوه. كنت بتقوى بيكى ف عز ضعفك. انا اتغيرت بيكى و انتى اللى زرعتى كل الحلو اللى جوايا. زرعتى الرحمه جوايا. ناحية الكل و اولهم نفسى. مبقتش زى الاول. مبقتش كببر العيله اللى الكل من اهله بيخاف يبصله و يبصلهم بعجرفه و ميعرفش انسانيه و لا صلة رحمه و لا ود للمحتاج فيهم. بقيت بخاف اكل عرق حد و ادى الاجير حقه قبل ما يدب رجليه ف شغلى. عمرى ما انسى يوم ما دخلت عليكى اول مره لقيتك بتصلى. عمرى ما انسى احساسى كإنى اول مره اشوف حد بيصلى. انا فعلا كنت اول مره اشوف حد بيصلى بس ف بيتى. لا عمرى شوفت امى بتركعها و لا امينه و انا اوسخ منيهم. عمرى ما انسى ردك عليا و انا بسألك هو انتى كنتى بتصلى قبل ما تنسى. قولتيلى ساعتها دى حاجه مش محتاجه افتكرها او انساها او اعرف كنت بعملها او لاء. حتى لو كنت او لاء ف دى لوحدها بتجدد بالقلب! عمرى ما نسيت شكلى و انتى بتقوليلى انا صليت كده ف اى اتجاه و خلاص عشان معرفش هي القبله منين. منساش كسفى منك يومها و انا معرفش حقيقى قبلة بيتى منين. و لا انسى عينيكى ساعتها اللى فهمت لوحدها انى تايه قدام سؤالك. خدتي بإيدى و اصريتى نصلى سوا و انا حقيقى معرفش. خدتينى واحده واحده و كل مره تجى تصلى تقوليلى نصلى سوا. انتى اللى عرفتينى على ربنا اللى مكنتش اعرفه! انتى اللى عملتينى كده متجيش ف نص السكه اللى مكنتش بتاعتى من الاول و تسيبينى. هتوه. هقع. اوعى تظلمينى الظلم ده بالذات هموت لا هقدر ارجع لسكتى و لا هعرف اكمل ف سكتك.

حنين بصتله بحزن: و امينه!
حمزه مفهمش سؤالها: انا مظلمتهاش اد ماهى
حنين كملت عنه: اد ماهى ظلمت نفسها. هي خدت اول خطوه ف طريق ظلم نفسها و انت كملت عنها. بس ده مش معناه انك مظلمتهاش. لا ظلمتها يا حمزه. و لها حق و لو مخدتهوش منك هتاخده من ربنا اللى هيجبهولها.

حمزه غمض عينيه بألم: و هو كده مجبهولهاش يا حنين؟ مخدلهاش حقها من وجعى على ابنى و حرقة قلبى عليه! مخدلهاش حقها من ليالى الوحده اللى عيشتها و لسه بعيشها! لا يا حنين انا عمرى ما كنت بالقوه اللى لابس توبها قدامك دى. انا اضعف من كده بكتير. بكتير اوى. انا بس كنت برسم القوه قدامك عشان متضعفيش. عشان عارف لو ضعفت هتضعفى و ان وقعت هتقعى و انتى سانده عليا.

حنين بصتله كتير: انت عارف ان امينه مخانتكش؟ غدرت بيك اه و بلغت عنك لكن مش خيانة شرف!
حمزه غمض عينيه بتعب و هي هزت راسها بضياع: اكيد عرفت. اكيد طالما كتبت ف مذكراتك كل ده! عرفت امتى و امتى كتبت مذكراتك دى اصلا!

حمزه اتنهد بكسره: كتبت مذكراتى بعد غياب ادم بفتره. كنت تعبت من الوحده. من انى لوحدى مش عارف ابةح بالوجع اللى فيا لحد. تعبت من تقل الشيله اللى على ضهرى. شيله فيها امينه و اللى حصلها و حصل معاها و فيها ذنب ادم اللى لحد دلوقت معرفش امينه قالتله ايه قبل ما يمشى و فيها رعبى من اليوم اللى هتعرفى فيه كل ده و فيها خوفى على عيالى يعرفوا ف يوم. تعبت و انا مش لاقى انى من حقى انهار. عايز اصرخ باللى جوايا و مش عارف. مكنتش لاقى حد قدامى غير الورق. الورق اللى لا بيحضن و لا بيطبطب. كنت بحسبه هيريحنى و انا معرفش انى بيه هفتح على نفسى طاقة وجع لا هعرف اواجهها و لا هقدر اسدها.

حنين بصتله بحزن معدتش عارفاه منه و لا عليه.
حمزه كمل اجابة سؤالها بعقله اللى رجع ورا و حكالها اللى حصل.
حمزه بص لأمه قوى و ابتدى يعيد حوارها المشفر قدامه مع امينه و اللى مكنش الوقت سامحله يفهمه وقتها.
حمزه: انتى ليه سيبتى امينه لدلوك ف بيتى؟
امه ردت بضيق: ما خلصنا عاد هي قصة ابو زيد هنحكى و نتحاكى فيها. قولتلك عشان محدش.

حمزه كمل عنها: محدش يقول مرت كبير العيله خانته و يبقى ملطشه وسط الخلق يستهتروا بيه. بس ليه قولتيلى ماتت!
امه بصتله برفض: جزاتها. اكده او اكده دى جزاة الخيانه ياللى نسيت عوايدنا
حمزه زعق: و احنا مش ربنا هنحاسب الخلق بالموت. لو كنت اعرف وقتها انها هي اللى غدرت بيا كنت هطلقها و ده عقابها عندى و اسيبها لعقاب نفسها انها حرمت نفسها بنفسها.

امه افتكرت انها فعلا توقعت هيعمل ده و هي مكنتش عايزه ده قبل ما تعرف الحقيقه.
حمزه زعق قدام سكوتها: انتى ليه عملتى اكده! ليه سيبتيها كنتى عايزه توصلى منيها لإيه!
امه زعقت بتهرّب و هي بتتحرك من قدامه: قولتلك عشان شكلك وسط البلد و
حمزه شدها رجعها قدامه: و بعد ما عدى وقت و القضيه خلصت؟ و بعد ما ولدت عيلى اللى ف بطنها اللى واضح انه مكنش فارق معاكى اصلا! ايه؟

امه بصتله قوى بتردد تحكيله اللى حصل لمجرد انها مش عايزه تكسر رجولته او تضعفه اكتر قدام حنين.
حمزه بصلها قوى يشوفها هل عارفه اصل حكاية حنين و ان عيلها مش منه: حتى لو كنتى عايزه تعاقبيها ف اخدتى العيال. حتى لو هي مقالتلكيش مين فيهم عيلها ف ليه خلتيها كل ده عشان تعرفى و انتى عارفه ان الاتنين عيالى؟

امه سكتت شويه بتهتهه بس قدام اصراره حكتله اللى حصل بالتفصيل من يوم ما سافر للشغل و رجع على القضيه لحد يوم ما امينه ظهرت من تانى!
حمزه بصلها قوى و هو بيسمعها بصدمه: لاه. انتى هتقولى ايه؟ في حاجه غلط. حاجه مش مظبوطه اكيد
امه بصتله بإنكار: غلط ايه! انا شايفه ال.

حمزه قاطعها بغضب: لاه. امينه لاه. هي ممكن تكون غبيه عشان تشيل نفسها تهمه زى دى. غشيمه و غداره عشان تندفع و تتهور و تبلغ عنى عشان تنتقم منى. لسانها طويل اه. لكن خاطيه لاه. لاه
امه: انا شوفت خلجاتها بعينى اللى الراجل جابهم من عند ابن الكلب ده
حمزه بصلها بإنتظار: معرفتيش مين ده؟
امه: لاه. ملحقتهوش و مرجعش تانى لمكانهم.

حمزه زعق: هو اللى بيناتكم وصل للدرجادى؟ وصل بيكم الحال لإكده! للدم و الشرف و الغدر! انا كنت سايبكم و عارف ان دى حكاوى حريم فاضيه متخيلتش انكم توصلوا لإكده
امه زعقت بغضب: قصدك انى هتهمها زور؟ بالباطل؟ طب و ليه مدافعتش عن نفسيها؟ ليه منكرتش حتى! لاه دى اكدت ع الكلام
حمزه اتحرك بذهول: مخابرش. مخابرش كان ف دماغها ايه بس. بس معقول تكون خافت من رد فعلى عشان غدرت بيا ف تلبس نفسها تهمه زى دى!

امه بصتله بغضب: طب انت عارف انها ساومتنى انها تقولى الحقيقه مين عيلها و مين عيل حنين مقابل اخليك تطلق ضرتها و ترميها بعيلها؟
حمزه بصلها بصدمه: هترمى على حالها تهمه كيف دى ف شرفها عشان تساومنا نعرف عيلنا مقابل ارمى ضرتها؟ ده كلام يتعقل!
امه شاورتله: يا ولدى ده انا قولتلها عنيك مهيحبكيش قالتلى مهسيبش بردوا الدوار و انا عايزه مكانك فيها! دى لو شريفه مهتساومش على شرفها مقابل اى حاجه و لا حتى حياتها!

حمزه بصلها برفض و دماغه بتلف على كل حاجه من الاول يمكن يقدر يفهم لمجرد انه رافض ان يكون ضناه الوحيد فيهم مش من صلبه بردوا!
امه: يا ولدى ده انت قولتلها فلوس هتعيشك ملكه و تمشى طلبت ضمان للفلوس و لكلمتك و مفكرتش ف ضناها! دى لو مش خاطيه مش هتساوم بشرفها حتى لو على رقبتها! و لو ولدها وِلد حلال صُح مهتساومش على الفلوس و تهمّله!
حمزه وسط كلامها عينيه وسعت بذهول و بصّلها: تكونيش تقصدى الدجال!

امه بصتله بغضب: هتخونك و كمان مع دجال! يا بت الكلب
حمزه شاور بتوهه ف تفكيره: لاه. اقصد الدجال اللى راحت تعمل السحر عنده
امه بصتله قوى و هو بإختصار حكالها اللى الراجل بتاعه حكهوله او اللى حصل فعلا.
امه بصتله قوى برفض: لاه. انت هتدافع عنيها عشان مش قابل تتخان من مرتك. بس ده مش.

حمزه زعق: لاه ده اللى اكيد حصل. انتى هتقولى بعد ما سافرت و يوم ما رجعت. و هو تقريبا نفس اليوم اللى الراجل قالى انها راحت لدجال تعملى عمل عنديه
امه بصتله: اهو. هتقول تقريبا. يعنى
حمزه: انا خابر بقولك ايه. هى
امه رافضه لمجرد رفضها لفكرة ان عيل امينه يبقى من صلبهم فعلا. كانت متقبله فكرة غياب ادم لمجرد شكها انه ممكن يكون مش ابنهم. لكن معنى كده لو امينه مش خاينه يبقى الاتنين عيالهم بما فيهم ادم!

حمزه زعق: هو القرف اللى بيناتكم وصل لإكده؟ واحده هتتهم التانيه ف شرفها و التانيه هتلبس حالها تهمه عِند ف التانيه تجننها. انتوا صُح وصلتوا لإكده!
امه زعقت برفض: اعرف منين انها ساكته و هو محصلش؟! انها هتلبس نفسيها تهمه زى دى! اعرف منين ان امينه اللى مهتسكتش عن كلمه عفشه تتقالها و ترد قبالها عشره هتتقالها انها خاطيه و هي بشرفها و تسكت؟

حمزه زعق: بردوا ده ميخلكيش من ذنبها. انتى اللى وصلتينا لإهنه. انا كنت هكتفى بطلاقها و بس. مهسيبش ضنايا اه لكن مهوصلش معاها لإكده
امه بصتله بعدم فهم: كانت هتتحامى ف الاتنين. ادم و هديه. هتعرضهم للخطر و ترفع عليهم السلاح. كيف و هي خابره ان عيلها بيناتهم! اصلا عينها كانت زايغه بيناتهم كيف ما تكون مخابراش عنيهم حاجه مع انهم مولودين على يدها و عيلها فيهم!

حمزه بصلها بتعب من كتر التفكير: اكيد اتخربطت. الموقف كان كله مخربط. كان كله غلط. بعدين اديلهم سنين متعرفش عنيهم حاجه
امه: هتتخربط ف ضناها!

حمزه سكت بتعب: هي العيلين اللى اتولدوا على يدها و عيلها فيهم اتولدوا ف نفس اليوم. كيف التؤم يعنى. اكيد اتخربطت اما شافت الفرق بين ادم و هديه و انهم فارقين عن بعش قوى ف الجسم ادم فارد بجسمه و عضلاته و جسمه مليان عن العادى و هديه جسمها اقل من العادى و ضعيفه. اكيد مدتهومش انهم مولودين ف نفس اليوم و بالتالى شكت ان دول العيلين اللى عيلها وسطهم.

امه: عشان اكده وعيتلها كانت هتسأل ادم عن عيالك! اذا له خوات تانى!
حمزه هز راسه بإستنجاد كإنه ما صدق لقى اجابه لعلامة استفهام من الاستفهامات الكتير اوى اللى جواه!
امه شاورتله ببرود: اهى غارت بغباوتها
حمزه بصلها بصدمه و هي بصتله برفض: ماهو اكيد مهحبش على دماغها و هي متاويه
حمزه بصلها بجمود و كلامه الحاد طالع بحزم: ادخلى غسليها بيدك
امه بصتله بذهول: انا بنفسى ادخل لبنت.

حمزه زعق بصوته كله: ادخلى بيدك غسليها. ع الاقل تبرئيها قدام ربنا اللى عارف قبلك و قبلى انها نضيفه من تهمه زى دى. نضفيها من الوساخه اللى لزقتيها فيها.

حنين نزلت على صوتهم بتعب.
بصت لحمزه بتعب و استغربت حالته اللى اول مره تشوفه فيها: في ايه يا حمزه؟
حمزه اخد نَفس يهدى و بصلها من غير ما يبتسم او هو فشل يعمل ده: اطلعى اوضتك دلوقت يا حنين
حنين قربت منه: بتزعق ليه كده و ليه عامل كده؟
امه بصتلها بقرف: ما قالك اطلعى على اوضتك. ماهتفهميش ليه؟
حمزه زعق: اماااه
امه بصتله بخنقه و هو بصلها بشده: همليها لحالها و ادخلى اعملى اللى قولتلك عليه.

امه محبتش تنطق اكتر. هي عارفه ابنها!
اتحركت بغضب و حمزه مسك إيدها و هي معديه من جنبه: بيدك. بيدك ياماه
امه هزت راسها بإستسلام رغم هوجة الغضب اللى جواها و اتحركت عملت زى ما قال. تممت على غُسل امينه لحد ما خلصت و اندفنت و اتدفن معاها حقيقه وجعت قلوب و يوم ما هتتفح هتوجع قلوب تانيه!

ادم فتح باب الشقه و اتلفت يمين و شمال و رفع حاجبه: بقلق انا من الهدوء ده
هدهد قربت منه بمرح: انت جيت يا باربونيا؟ حمد الله ع السلامه
ادم رفع حاجبه: يا اهلا بالخوازيق
هدهد غمزته ف جنبه بشكل مفتدئ خضُّه: خازوق ايه بس يا دومى
ادم بصلها بطرف عينيه: دومى؟
هدهد ضحكت بهزيان: اه، ديك دومى، ههههيهيهي
ادم رفع حاجبه: دلع ده يا مرسى؟ ايه الأسلوب الرقيع ده؟
هدهد ضحكت ببلاهه: رقيع العزايزي، هيههيهيهي.

ادم شدها من ياقة هدومها من ورا: مالك يا بت؟ انتى ضاربه ايه؟
هدهد سحبت ايدها من على قفاها و ضحكت اوى بهزيان: ضاربه محشى كينب
ادم رفع حاجبه و هو بيبصلها ببلاهه: بت
هدهد سحبته و قعدت بيه ع الكنبه: ماهو انا قررت ابقى ايه بقا؟ ابقى كيوووت هاا كيوووت
ادم رفع حاجبه: اه كيوت و ارفعلك الكبوت
هدهد كعمشت وشها: إيه النفخ ده يا دومى؟ لا وحشه متعملش كده تانى
ادم شدها من قفاها بغيظ: انتى واكله ايه طيب؟

هدهد ضمت بوقها ببراءه مرحه: لا يا دومى دا انا عاملالك لحمه. بس مش اللحمه ام عبايه سمرا اللى بتحبها دى. لا لحمه ام شوربه. شوربه الخيمة هيهيهي
ادم ضحك ببلاهه: هاهاها. و عارفه تمشى بردوا محطة شوربه
هدهد رفعت حاجبها: اؤمر؟
ادم عمل ريأكش وشها: محطة شوربه. اللى هي بتاعة المترو دى
هدهد كعمشت وشها: لا وحشة وحشه دمك تقيل
ادم رفع حاجبه: عارفه. احنا ممكن ناكل مع بعض محشى بردوا، بس بشرط
هدهد ضمت عينيها: ايه؟

ادم ضحك اوى ببلاهه: نقعد مع بعض ف الكوسه
ادم ضربها بخفه على راسها من ورا: مالك يابت النهارده؟ عندك شعره ساعه بتروح و ساعه بتجى؟
هدهد قربت فجأه ببلاهه من كتفه: بمناسبة الشعره، ايه الشعره اللى على كتفك دي يا باربونيا؟
ادم بص بطرف عينيه على كتفه مكان ما بتبص و رفعلها حاجبه: ده شعر
هدهد رفعت حاجبه و فجأه ضحكت اوى ببلاهه.
ادم برقلها: مالك يابت؟
هدهد ضحكت اكتر: في باربونيا بيطلعلها شعر؟ يععع.

ادم بصلها ببلاهه: امال بيطلعلها ايه؟
هدهد خبطته فجأه على قورته: بيطلعلها ريش
ادم برقلها اكتر: بت
هدهد خبطت كف بكف و هي بتضحك: و ابو الريش
ادم ضحك ببلاهه: و اديكى يقشيش
هدهد ضمت بوقها: لا وحشه. وحشه وحشه اوى يعنى
ادم رفع حاجبه على لبسها: انتى مالك انهارده قالبه على بنت الحته كده؟

هدهد شاورت على الجلابيه اللى لابساها و ضحكت اوى بهزيان: مانا عارفه ذوقك بيئه. حتة عبايه سوده تجيبك على صف سنانك يا دييييييب. ديب فريزر، هيهيهيهيهي
ادم رفع حاحبه و اتلفت يمين و نزّله و رفع حاجبه التانى و اتلفت شمال و بصلها: انا مش مرتاح لكلامك حاسس انى داخل على مقلب و اركب الهوا
هدهد ضربت كف بكف بضحكه طويله بتتقطع و تكمل: بس اوعى تركبه مع رامز. هيهيهيهي
ادم سابها و فضل يتلفت حواليهم بغيظ.

هدهد بتتلفت معاه ببلاهه و كل ما يعدى حاجه تدور بداله و كل حاجه تعدى عليها تشيل المفرش و تبص تحته ببلاهه.
ادم ضربها بغيظ على راسها من ورا كفاها على وشها لقدام: بتعملى ايه يا بت؟
هدهد ضحكت بهزيان: بدور على اللى بتدور عليه. انت كنت بتدور على ايه بقا؟
ادم حط ايده على وشه بغيظ و حركها بعصبيه: على عقلى. بدور على عقلى راح فين و انا بسمح بالجنان اللى احنا فيه ده
هدهد ضحكت ببلاهه: عارف يا ادم. انت خلقك مش ضيق.

ادم رفع حاجبه و هي شاورت بخفه: و لا واسع
ادم فضل رافع حاجبه و هي سندت بكوعها على كتفه بمرح: انت بغزاله والله مش اكتر
ادم حط إيده على وشه بسرعه يكتم غيظه و هي اتخضت و بعدت بسرعه: أنت تقريبا كوكتيل محمض بين الناس الرايقه اللى بتضحك على طول و العالم المضايقة بردوا
ادم كعمشلها وشه: اه ماهو أنا شغال على نفسى بقا اليومين دول و ان شاء الله هخلص عليها بسببك.

هدهد شاورتله: لا ماهو انت لازم تحاول. ليه بقا؟ عشان في حكمه صينيه بتقول ايه
ادم رفع حاجبه: ايه؟
هدهد ضحكت اوى بمرح: فراخ بانيه. هي الصين بتقول حكم بردوا يا باربونيا ما تركز
ادم رفع ايده بسرعه و هي بتحسبها هيحطها على وشه فضلت مكانها راح ضاربها على راسها من ورا بغيظ اتحدفت لقدام: مش انا اللى جيبته لنفسى؟ لازم اشرب بقا
هدهد ضربت كف على كف بضحكه: أشرب عبد الباااااقى. هيهيهيههي.

ادم كعمش وشه: اشرب قازوزه. عارفه تنفع بردوا
هدهد شاورتله بوشها: وحشه
ادم ضربها بخفه على قفاها: يا بت انطقى مالك؟
هدهج ضحكت ببلاهه: عايزه اصوت
ادم رفع حاجبه و هي ضحكت فجأه: نفسي احضنك بسكينه ف ايدى نحضنك معايا هيهيهيهيهي
ادم بصلها بطرف عينيه و برق فجأه مسكها من ياقة هدومها من ورا: انا شامم ريحه غريبه
هدهد ضحكت ببلاهه اوى: اكيد دى ريحة البخور هيهيهيهيهي
ادم برّق: بخور؟

هدهد ضحكت اوى و هي بتشاور على طبق قصادها ف المطبخ على ترابيزه: اه البخور اللي كان ف ضلفة دولابك. اصل انا ولعته يعمل ريحه حلوه معرفش انه هيعمل دماغ حلوه، هيهيهي
ادم برق قدامه و برقلها: اللى كان ف دولابى؟ الكيس البنى ده؟
هدهد ضحكت اوى و هي بتغمزه ف جنبه: ااااااه، هيهيهي هيهيهيهي
ادم ضحك ببلاهه: هيهيهيهيهي شربتى بانجو يا سعديه. يا بت المستخبى.

حنين بصت لحمزه بحزن: مش بقولك ادم مشى. مشى يا حمزه متاهش و لا اختفى. مشى اما شاف حقيقتك. زى ما انا شوفتها دلوقت. بس الفرق انه شافها بعينيه و انا شوفتها ع الورق
حمزه فتح عيونه ببطئ: ارحمينى يا حنين. ارجوكى.

حنين وقفت بعنف و صرخت: ارحمك؟ ارحمك! و انت كنت رحمت مين! انت رحمت مين قولى! يا اخى ده انت محدش وقع تحت إيدك و رحمته! دوست ع الكل حتى نفسك ظلمتها و دوست عليها بالقذاره دى! سليم و قتلته امينه و اتقتلت بسببك ده لو مش منك فعلا و ادم و ضاع بسببك و انا و ادينى بضيع! انت ايه يا اخى شيطااان!
حمزه وقف بالعافيه قصادها: و توبت. توبت يا حنين و ربنا قِبلنى.

حنين ضحكت بإستهزاء موجوعه: و مين قالك انك اتقبلت عند ربنا؟ مش يمكن بيمهلك! مش يمكن بيحاسبك! مكانش عاقبك يا حمزه بأدم اللى لحد اللحظه دى معرفش اذا كان إبنى و لا إبنك!
حمزه اتكلم بصوت مبحوح: مرجعتش للحرام تانى. من يومها دفنت الحرام و مطلعش. و حياة ولدى ما
حنين صرخت: اخرس. متجيبش سيرة ابنى. سواء كان ادم منى و لا منك ف هو إبنى. إبنى اللى عاش ف حضنى ست سنين و ربيته و كبرته. إبنى. فاهم و لا لاء!

حمزه قرب إيديه يمسك إيديها شدتهم بعنف منه: ادم عرف ايه قبل ما يمشى!
حمزه بصّلها قوى بتوهان و هي كملت بتهكم: ماهو مختفاش يا حمزه. متخطفش. ادم مشى بمزاجه. لازم عرف الحقيقه دى اللى خلته يرمى كل حاجه ورا ضهره و يمشى. لازم اتصدم زيى دلوقت. اتخذل منك و فيك. انا بس اللى عارفه ممكن يكون حس بإيه ساعتها. حس بإيه خلته مش عايزك. زيى دلوقت.

حمزه غمض عينيه بسرعه و هو بيشوف بقية مشهده الاخير يوم الحادثه و كل حاجه بتتقفل للابد. اكيد ادم شافهم او كان قريب منهم! ازاى مشافهوش!
حنين كملت بحزن: معرفش ممكن يكون عرف ايه و ازاى بس اكيد شاف منك اللى رسمله كل حاجه قدامه. ماهو مش معقوله قرا مذكراتك زيى! اكيد شاف حقيقتك.

حنين حست ان مفيش حاجه تانيه ينفع تتقرى بعد كده. بعد النقطه مبيجيش كلام.
قفلت الورق بتعب من الوجع اللى كأنها بتعيشه من تانى. حدفت الورق ف الذباله جنب السرير!
حمزه بصّلها بعيون بتترجاها: حنين. رميتى كل حاجه ليه؟
حنين نطقت بضعف: بعد النهايه ما بتتحط مبيجيش غير الوداع. مبنقولش و مبنسمعش غير مع السلامه.

عدى يوم و اتنين لحد اخر الاسبوع و ادم بيرتب للعمليه اللى هيخلص فيها من الحاجه و من كل حاجه لحد ما جه اليوم ده.
اجتمع بالناس اللى معاه عصام و ورد و سيف و سحر و نسناس و كذا حد و قسّم الادوار عليهم بشكل يناسب تفكيره.
عصام: انت مصمم ان التسليم يبقى من ايدك انت عادى. لكن ليه الكل ف يوم واحد و هنا!
ادم بهدوء: عشان الامان. عشان تديهم الامان. هيثقوا فيك ازاى الا اذا خدوا الامان منك!

سيف بصّله بتوتر: احنا معرفنهومش على بعض و لا ان التسليم هيبقى للكل ليه؟
ادم بهدوء: عشان الكل هيقلق من ده و انا لازم اعمل ده عشان الم الكل تحت طوعنا و الكل يعرف حجمنا و بنتعامل اد ايه ف نمسك السكه
عصام هز راسه بقلق: عشان كده عملت الليله دى حجه. افتتاح المحل!
ادم بصّله بطرف عينيه: ماهو كمان هتلاقى فين مكان يلم الناس دى؟ ده انت جايبلى طابور و لا الطابونه. محسسنى ان نص مصر بياعين و النص التانى مبرشمين.

عصام ضحك بمكر: عيب يا بوص انت قدها. الكميه اللى جات من البيج لمختار كبيره و انت اللى ضربتها و جيبت عليها و طمعت ف المكسب قبل ما تضمن النتيجه.

هدهد كانت جايه مع ادم بس لحد السلم الموصّل للبدروم و سابها تستناه برا. بعد ما نزل اتحركت كذا خطوه قربت تتابع الموقف من بعيد بقلق و عينيها متعلقه بآدم اللى هز راسه لعصام ببرود.
قام و شاور لنسناس اللى قام وراه و جابوا الحاجه و اللى هدهد اتصدمت من منظرها. لا الكميه هي هي و لا حتى شكلها هو هو. ده اكتر من عشر شكاير و متكممين بحرس!
بصت لأدم اللى حس بنظراتها وراه من غير ما يبصلها و إتجاهلها.

ادم اتحرك وقف بثبات و شاور للكل وقفوا: هنخرج برا ع الطريق وسط الافتتاح و اما يبتدوا يسحبوا لهنا ورد و سحر يكونوا مع عصام اول الطريق اللى هيدينى اشاره و هنا نسناس و سيف هيكونوا مستنينهم و هيتصرفوا ف دخولهم بهدوء لحد ما اجى وراهم
الكل هز راسه و ادم اتكلم و هو طالع السلم: متقلقوش الحكايه مفهاش مجهود و هتخلص بسرعه. كلهم واخدين نفس المعاد.

هدهد اتخضت اما لقته قدامها رغم انها متابعه الموقف كله و كلامه و حركته بالملى. كانت شارده و مركزه بتوهان.
ادم بصّلها بطرف عينيه اما اتخضت: شووف ازاى
هدهد بلعت ريقها بتوتر: انت ليه جيبتنى معاك؟
ادم مردش و اتحرك لبرا و هي وراها وقفت قدامه بفضول اول ما خرجوا: يا ترى شاكك فيا و لا خايف منى؟ انهى فيهم؟
ادم كعمشلها وشه بسخريه و زقها: يا شيخه اتلهى متعمليش كاريزما و انتى عبيطه الله يباركلك.

هدهد ضحكت بخفه و اتكلمت بحماس: طب أنا عندي فكرة برا الصندوق
ادم اتحرك يخرج من الشارع بنفاذ صبر: دخّليها تاني مفيش وقت
هدهد بصت لملامحه اللى مقبوضه بخنقه من الصبح: طب مكتئب ليه؟
ادم بضيق: ما اكتئب عادي يا هدهد هو احنا في شرم؟
هدهد ضحكت ببلاهه: ‏ يابنى تبسّم للنبى. حاول تعيش حياتك و تنبسط قبل ما ربنا ياخدك.

ادم بصّلها بغيظ و شدها عليه من راسها افتكرته هيضربها عليها اتفاجئت بيبوس راسها و بيحطها على صدره و يضمها بإحساس غريب!
هدهد اتهزت من الاحساس اللى اتخلق بينهم فجأه كإنه خرج من جواهم!
استغربت من شخصيته اللى بتتقلب من موقف للتانى و مكان للتانى و بصتله بحيره: انت ازاى قادر تتحوّل كده! لا صوتك ماشي مع شكلك و لا شكلك ماشي مع عمرك و لا عمرك ماشي مع أسلوبك و لا أسلوبك ماشي مع حد.

خرجوا لبرا الشارع و وقفوا مع الناس اللى بتتلم على الافتتاح.
عصام اداله اشاره بالتليفون و هو بص فيه و إبتسم و شاور لنسناس اللى عمزله قبل ما ينسحب.
ادم بصّ لهدهد بهدوء: اللى هقوله مش عايز مناقشه ف حرف منه
هدهد دمعت: خدنى معاك
ادم محسش بإيديه اللى بتضغط على إيديها بتمسك: مش هينفع. اللى جاى لو بس لمحتيه هتتآذى.

هدهد هتتكلم ادم حط صوباعه ببطئ على بوقها و شاورلها على الشارع برا خالص المؤدى للعمومى: خليكى هنا
هدهد بتوتر: عشان
ادم هز راسه بقلق و موبايله رن ف بص بقلق فيه و استعد يتحرك: لازم امشى. الكل اتجمع
هدهد مسكت إيده بعد ما إدالها ضهره يتحرك و هو جِمد مكانه للحظات.
هدهد بصوت مهزوز: انا خايفه يا ادم
ادم لف وشه لها و قلّد صوت الخاله نوسه: لا مينفعش تخافى. عملتى كده يبقى لازم تجمدى.

هدهد بصتله قوى بذهول اكتر من الابتسامه اللى ظهرت على وشها من لهجته المرحه.
ادم بصّلها و مثّل الخوف: انا خايف
هدهد ضحكت غصب عنها و هو شاورلها ببوسه ف الهوا و بعد ما اتحرك خطوتين وقف و لف وشه لها و ف حركه مفاجآه شدها عليه اخدها ف حضنه جامد.
هدهد نطقت ف حضنه بضعف: ادم. انا كنت عايزه اقولك انى
اخد نَفس طويل جدا ف حضنها كنه بيتنفسها و همس: انا اللى من بدرى عايز اقولك وحشتينى اوى على فكره.

هدهد رفعت وشها له و قبل ما تنطق شاورلها ع الشارع و متحركش الا اما مشيت وقفت مكان ما حددلها.
سابها و دخل و هي خرّجت موبايل من شنطتها و قبل ما تفتحه ضغطت عليه بتوتر.
عدت دقيقه و اتنين و دقايق كلهم توتر ع الكل لحد ما فجأه رنت اجراس الخطر مع اجراس الشرطه اللى حاوطت المكان و حودت من كل جهه بتتجمع عند الشارع. بدون سابق انذار ظهرت عربيات الشرطه بسرعه مخيفه و ركنت ف مدخل الشارع.

نزل منها عدد بسيط من العساكر لكن بمجرد ما اتحركوا ظهر عدد كبير جدا اتحركوا معاهم كإنهم تبعهم.
هدهد بصتلهم بفزع و للحظه ندم سيطر عليها. ندم على كل حاجه و من الاول. قلبها اللى اتخلع هو اللى ندم و اتمنى لو ياريتها ما كانت جات!
مسكت موبايلها و قبل ما ترفعه شافت الشرطه وقفت عند البدروم و اقتحمت المكان بسلاح و دقايق كان ضرب النار بيترش زى الملح!

هدهد حدفت الشنطه و جريت على جوه رغم التجمع الضخم اللى حاوط المكان و الشارع. قطعت طريقها اما شافت الظباط و العساكر خارجين مكلبشين عدد كبير اوى اوى و بيحملوهم للبوكسات اللى ركنت.
وقفت بترقب تتابع الكل لحد ما نقلوا الكل للعربيات!
ادم مش معاهم! شافت نسناس و سحر بس بيتحركوا مع العساكر و قبل ما تندفع عليهم كانوا اختفوا وسط الدوشه!

اخدوهم و مشيوا و عربيات الشرطه بالبوليس عدت قدام عينيها و اختفت بنفس السرعه اللى جات بيها!

المكان فضى و اتشمّع و اتقفل. وقفت بتوهان مش قادره تستوعب ان كل حاجه خلصت بسرعه كده!
جريت ع المكان بس معرفتش تدخل لإنه اتقفل. اتحركت للقهوه لقتها قفلت. راحت بلهفه ع المحل بتاع السمك اللى ادم قالها عليه لقته قفل! راحت ع الشقه اللى كانت مع ادم فيها شافتها مقفوله بالقفل من برا زى ما ادم قفلها و هي خارجه معاه و محدش موجود!

يوم و اتنين و اسبوع و هي بتتابع المكان و كل حاجه حواليه بس مفيش فايده! مفيش اثر! مفيش ادم!

عند مديرية الامن ركن بعربيته و نزل. وقف ثوانى قدامها بيتنفس بعمق و ذكريات كتير بتعدى من قدامه مختلفه باصوات مختلفه.
منير: احييه يا ادم احنا متفقناش على كده. ايه اللى جاب البلوه دى هنا؟
انس: ادم هو مش هديه تبقى صحفيه؟
منير: ادم اطلع ع القهوه انا جايلك بالبوكس ف السكه. عايز اجيبك قدلم الحته كلها
ادم بغيظ: قصدك عايز. تعلم عليا يا ابن الصرمه قدام الحته كلها
منير ضحك: الاه مش عشان تتحبك صح.

انس استغرب: DNA ايه اللى عايز تعمله مع هديه يا ادم؟ لعلمك هديه ممكن بردوا تبقى اخ
ادم قاطعه برفض: لاء
انس: طب ارجوك استنى بعد الليله السوده دى
منير: ادم رحاب كلمت القسم بلغت. الدنيا ضاقت بيك ملقتش الا شقتها؟
منير: احيييه يا ادم هديه الجرسون اتعرف عليها و واخدها ع القسم اهو و انا ف السكه اتصرف.

غرق ف دوشة ذكرياته اللى قطعها رنة موبايله.
ادم خرّج موبايله بملل اتحوّل لضيق اول ما بصّله. اتقدم بخطوات ثابته لحد ما دخل.
حاول يتجاهل موبايله اللى مبطلش رن ف فتح بخنقه: رحااب انتى لو نحله مش هتزنى كده!
الرائد منير واقف مع اللوا محمد و ادم عدّى من جنبهم داخل مشغول بموبايله و بيعدى من جنبهم خبط ف الرائد منير.
ادم عدّى و ف لحظه وقف و قفل موبايله و رجعلهم.
الرائد منير رفع ايديه الاتنين لفوق: ريس.

ادم رفع حاجبه و هو بيقرب و بيشمر قميصه ببطئ و بيبصله بطرف عينيه.
الرائد منير بيرجع لورا بخوف كاتم ضحكته: عيب ياريس
ادم نزّل حاجبه و رفع التانى و هو بيشمر كومه التانى: تانى؟ انتى تانى؟
الرائد منير ضحك غصب عنه بخوف: ده هو اللى ملبسنا هو هو هو
ادم ضربه بوكس بغيظ: اسكت مش قلّعنا؟
منير مسك دقنه بيدلكها بغيظ شاف ادم بيقرب منه بمكر: تعالى يا ريس
منير رفع إيديه: عيب يا باربونيا.

ادم ضربه كمان بوكس: انا يتقالى عيل عوق؟
منير شاور بخوف مصطنع: لالا ده انت
ادم ضربه كمان بوكس و شاور على نفسه: انا يتقالى فلانتينو العشوائيات
منير ضحك بغيظ و هو ماسك وشه: لالا ده انت قائد العشوائيات
ادم رفع حاجبه و شاور على نفسه و منير صحح بسرعه: قائد المخدرات. قائد الادب و الاخلاقيات. الراجل بتاع مكافحة المخدرات
ضحكه عاليه جات من بعيد بتقرب منهم و منير لف وشه و ضحك معاه: انس.

ادم بص وراه و كعمش وشه: نسناااس باشا
انس قرب بغيظ: ما بلاش نسناس دى بتفكرنى بحاجه همووت و انساها
ادم ضحك بصوته كله و منير وقف جنبه: اهو احسن من انيسه يا ريس احمد ربنا انه نسيها
انس رفع حاجبه و قرب منه بمكر: تعالى ف حضن الريس بقا يا ريس عشان الدور عليا ابقى الريس
منير جرى ورا ادم: عيب يا نسناس احنا قدوه
نسناس قرّب ببطئ: فاكر يا ريس اما كنت انت الريس و انا مش الريس؟
منير ضحك بنهجان: احنا دفعه يا انوووس.

انس لف وراه: لا انا مبصاحبش نسوان يا منيره
منير رفع حاجبه: لا خد بالك انا مونى اه لكن راجل اووى
ادم لف ف وشه و شدوه بينهم بغيظ: لازم اكشف الاول. اشوفك منير و لا منيره
منير رفع إيده بين مسكتهم له: لا عيب كده. سمعة امكم يا عيال مصر
ادم شده: طب و حياة امك لا اخليك لا تحصل منير و لا منيره
منير بيشاور بخوف لاء: لالا ده انت ابن مصر.

ادم بعد ما مد إيده ناحيته و كوّرها فكها تانى و شاور بيها بسخريه مع حركة بوقه: اسكت مش عملت DNA و المحروسه طلعت مش امى
منير ضحك بهمس: اخسسس
اللوا محمد قرب منهم بإبتسامه و خبط على كتف ادم: و الله عيب ان الكلمه دى تطلع من ظابط لاء و ايه ظابط امن دوله
ادم كعمش وشه و لفّه له و مثّل البراءه: و انا مالى يا لمبى. مش تحليل الDNA اللى اثبت ان مصر مش امى؟

اللوا محمد ضحك بهدوء: معلش انا عارف انك انضغطت الفتره اللى فاتت. بس كل نجاح له تمن. صحيح التمن عندنا احنا بالذات بيبقى غالى بس بردوا فرحة النجاح بتبقى غاليه
ادم همس لآنس: تفتكر لو قولتله غاليه دى تبقى خالتك هيزعل؟
انس كتم ضحكته: مصر السافله طلعت مش أمه؟ يبقى اكيد هيشك ف غاليه؟ و اللى ميتكسفش من امه ميجيبش من خالته عيال
ادم ضحك بخفوت و هو بينكزه ف جنبه.

اللوا محمد إبتسم: ده غير انك بالتمن و المجهود في الشغل هنا هتكبر بسرعه
انس ببلاهه: إيه ده هترقّى؟
ادم بخفه: لأ دول عندهم هتكبر يعنى شعرك هيبيض، و نظرك يضعف، و يجيلك شيخوخه مبكرة و كساح و نبقى بدرى بدرى كتع كسل كسح
انس ضحك بصوت عالى و منير ضحك معاه و ادم بص للوا محمد ببلاهه و كعمش وشه و هو بيشاورله عليهم لحد ما اللوا محمد ضحك معاهم و هو ماشى.
لف وشه لهم و بص لآدم شويه: امال هديه فين يا ادم دلوقت؟

ادم وشه نوّر بتلقائيه و حط إيده على شعره حرّكها بإحراج.
اللوا محمد إبتسم و هو ماشى: حمد الله ع السلامه يا قائد
هدهد واقفه بغيظ قدام المكتب و هنا دخلت بإندفاع متحمسه: حمد الله ع السلامه يا ديداااا
هدهد بصتلها و كعمشت وشها: اسكتى ده انا لو مهمتى زادت ثانيه كنتى هتقوليلى مع السلامه يا ديدااا.

قلدت صوتها اخر الجمله و هنا ضحكت جامد: لا بس ايه. من وقت ما نزل العدد و الجوابات نازله ترف ع الجريده من كل اتجاه. الويب سايت و الايميل و المبنى حتى هنا. ده و لا جوابات الشيف الشربينى يا بنتى
هدهد هزت راسها و رفعت ياقة الشميز بغرور: شربينى مين يا بنتى اللى هينافسنى؟
هنا بحماس: العدد ده غير كل مره. مفرقع و الاقبال ع العمود بتاعك ماشاء الله بيزيد بحماس.

انتبهوا على صوت استاذ سعيد محرر الجريده لف الكرسى بتاع مكتبه ناحيتهم و ساب الورق و بصّلهم بحماس: استاذه هديه انا حقيقى بهنيكى. حقيقى بشكرك. حقيقى مش عارف اقولك ايه. حقيقى هعملك مكافأه هايله
هديه تمتمت ببلاهه: كل دى حقيقى ف الجمله؟ تبقى بتكدب
استاذ سعيد رفع وشه لها و هي بصت لهنا بسرعه: تكدب. تبقى بتكدب. هي هى
سعيد بحماس: اه اه. برافووو حقيقى سبق صحفى هنجرى بيه لقدام بالجريده.

هديه ضحكت بمرح: و الله يافندم انتوا فعلا كنتوا هتجروا. بس كنتوا هتجروا ورا النعش بتاعى او ورا البوكس. ايهما اقرب
سعيد بصلها بحماس: و ايه يعنى؟ الصحفى الشاطر لا يهب المخاطر
هديه هزت راسها و هي مكعمشه وشها: مممم
سعيد بحماس: الصحفى الشاطر يجرى و يضحى بحياته من اجل موضوع صحفى واحد حتى لو كان اخر موضوع هيكتب عنه.

هديه لسه مكعمشه وشها و بصت لهنا و هي بتهز ملامحها: هو انا بستغرب ليه من كل فرقعه اعملها؟ ماهو من النفخ ده
سعيد: و انتى شخصيه حماسيه عندها استعداد تدفع حياتها تمن مبادئ و افكار تعتنقها
هدهد هزت راسها بملامحها اللى ضماها على بعض بضحكه صفرا.
سعيد: انا شخصيا لو ده حصل هعملك مانشت هايل و سبق صحفى
هديه ببلاهه: سبق صحفى لإيه يا فندم؟

استاذ سعيد بحماس و هو بيشاور بإيده لفوق: تخيلى معايا كده. هديه الجيار مع الحدث قبل الحدث! او هديه الجيار الحدث و نقله ف ان واحد! طب و الله ينفع مانشت حلو. و تحسيه جذاب كده
هديه ميلت راسها ناحيته و رفعت حاجبها: مانشت لإيه يا فندم؟
سعيد بحماس: لخبرك
هديه كحت بسرعه: يخربيييتك
سعيد ضحك بتصحيح: قصدى بعدين. لو حصل لا قدر الله اللى بتحكى عنه و نجروا ورا النعش و لا البوكس.

هديه تمتمت لهنا بغيظ: هو انا لو قتلته و خليته مانشيت العمود للاسبوع الجاى هيجرا حاجه؟
هنا همستلها بضحك: هي الخساره الوحيده هتبقى للجريده عشان الخبر مش هيبقى ضجه
استاذ سعيد: لازم تتعبى في الاول
هديه ببلاهه: عشان أرتاح بعدين؟
استاذ سعيد: لا عشان تتعودى ع التعب
استاذ سعيد ضحك: شارع هديه الجيار، ميدان هديه الجيار. مش ده حلمك؟
هديه مثلت بدراما: اه بس
استاذ سعيد: تعالى نخلى الحلم حقيقه.

هدهد كعمشت وشها: تعالى تعالى. يا استاذ سعيد صالح
هنا نكزتها و هي اتعدلت بغيظ: ااا مدحت صالح اهو اى صالح ف المصالح
استاذ سعيد شاوربها بحماس: مصر تناديكى
هدهد شاورتله بخفه: انت كده هتخلى الحلم كابوس
استاذ سعيد: مصر امانه ف رقبتك
هدهد انفعلت بمرح: انت بتكلم رأفت الهجان؟
استاذ سعيد شاورلها: الميدان
هدهد كعمشت وشها بتأثر: اه اه
خرجوا و هنا بصتلها و غمزتلها: امال فين باربونيا بتاعك؟
هديه سرحت بحزن: معرفش.

هنا: معكيش رقمه؟
هديه هزت راسها بحزن: تليفونه اتقفل
هنا: طب مسألتيش ف القسم؟ موصلتيش لحاجه؟
هديه دمعت: مسيبتش حاجه ممكن تتعمل توصلنى بيه و معملتهاش
هنا زقتها بغيظ: يخيبتك. حد يبقى معاه مز زى ده و يفرط فيه؟ ده انا اما لقيتك مجيبتيش سيرته ف التحقيق الصحفى قولت بتدارى عليه و اكيد خلع
هديه هزت راسه بحزن و مشيت.

راحت على مكتبها و بمجرد ما قعدت شردت ف ذكريات كتير شايفاها بتقرب منها من كل ناحيه حواليها كإنها بتحضنها.
عدلت الفايل قدامها ع المكتب و رتبت اوراقه و حطت ورقه بيضا فوقه و خطت عليها ببطئ هادى.

كما يُولَد من رحم وحل الارض نبته طيبه احيانا يُولَد من رحم العفن طُهر. و تُولَد من رحم الضعف قوه. يُولَد من رحم الفساد قدوه. كما يُولَد من رحم الكره ( سكتت كتير مع ابتسامه نورت وشها الشارد ) كما يُولَد من رحم الكره حب.
احيانا يُولَد من قاع المجتمع مثل اعلى كما يُولَد من وسط الرعيه قائد.

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة