قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني

ف الخرابه.
ادم زعق ف البنت: إخلصى غوورى من هنا
البنت وقفت بخضه على صوته و ادم كان بيرخى قبضته على رقبة الراجل و يرجع يشد عشان يديله مساحه يتنفس.
البنت بتتحرك بخطوات عشوائيه و مبعثره ف اتجاهات ملغبطه.
ادم متابعها بطرف عينيه حسب ما الموقف سامح ف زعق و شاورلها لمكان ما كان بيبصلها على اكوام الكراكيب: من هنا. اخلصى
البنت بتتحرك لمكان ما بص و قبل ما تختفى سمعت صرخة ادم بوجع من قوتها شقت المكان!

حنين ف المكتب ورق المذكرات كان بيطير بهوجه حواليها كإنه بيشارك الاحداث هيجانها.
صوتها اتهز و هي بتقرا المذكرات: نقلت الحاجه من المحجر للاستراحه. بعدها عدّى كام يوم كنت ظبطت حالى و عرفت هعمل ايه.

كنت فاتح شنطتى و بحط هدومى فيها و هي جنبى. و الله انا فعلا معارفش إذا كانت من سِنى تقريبا او اصغر بسنه او اتنين. احنا صحيح اتنين متجوزين لكن مهنتقابلش غير كل فين و فين ساعه ف السرير و خلاص. ملامحها بدويه جدا جدا و هيئتها كمان و معرفاش تبقى غير إكده. رغم إنى انا اه صعيدى لكن بهيئه و شكل مصرى جدا. حتى شكلى كمان مصرى. لاه ده ساعات بيقلب لأجنبى.

قعدت هي بغضب و انفاسها طالعه زى الجمر بنفخ عنيف: يعنى انت دلوووق رايح على فين؟
حمزه اتجاهلها بغضب: ملكيش صالح
امينه وقفت و قربت بهجوم: كيف يعنى مليش صالح؟ كنبه انا اياك إهنه ف الدوّار! و لا جاريه من حريم مولايا؟
حمزه نفخ بنفاذ صبر و قفل الشنطه و رفعها يركنها جنب الباب
و هي شدته و زعقت من بروده: انا بكلمك و لا بكلم حيطه عاد؟ ما تُنطق و لا ملكش حجه؟

حمزه زقها و زعق بنفاذ صبر: حجّه لإيه؟ انتى إتخبلتى و لا شغل الحريم اللى مهتبطلهوش ليل نهار مع امى ف الدوار لحس دماغك؟ عملتينى مذنب و عايز حجّه عاد؟
امينه زعقت: امال ليه معايزش تقولى رايح على فين؟
حمزه اخد نفس بيحاول يهدى و وقف و هي سبقته و ربعت إيديها على صدرها: هتفكر ف كدبه اياك؟
حمزه نفخ نَفسه المكتوم بعنف: قولتلك رايح شغل.

هى هتتكلم هو اللى سبقها المرادى و هو بيشاور بإيده: عايزه تصدقى صدقى. ماعيزاش يبقى احسن. مفياش دماغ ترازى و لا فايق للت الحريم ده
امينه اتحركت وقفت ف طريقه و هو بيتحرك للباب اجبرته يقف و لهجتها لانت: ما هتسمعش كلام أمك يعنى؟

حمزه نفخ و هو بيرفع وشه لفوق: اديلها كام سنه بتتحددت؟ و اديلك كام سنه بتسألى؟ و انا بيناتكم مستنى واحده فيكم تزهق و مخابرش اخرة ده كله ايه! بس لو معقلتيش يا بنت الناس اخرتك معاى هتبقى مع اخرته. دى عيشه تقصف العمر
بيتحرك رجّعته تانى بزعيق و لهجتها بتلين: انا عارفه انى مبخلفش. و يمكن ربنا يكون رايد مهخلفش. بس انا مش ارض بور يا حمزه كيف ما الست امك هتقول.

حمزه نفخ: و انا يا بت الناس مظلمتكيش و لا هظلمك عاد. بس بطريقتك دى انتى اللى بتظلمينا و بتظلمى حالك. اعقلى بدل ما تلاقى نفسك بطريقتك دى بتفوتى ف الحيط براسك
امينه حاولت ترقق صوتها: يا حمزه انا ارض صالحه بس مالزمش تكون صالحه للخلفه بس. الجواز مش بس حَبل و خلفه!
حمزه بنفاذ صبر: يعنى انتى عايزه ايه دلوووق؟
امينه اندفعت: ماعيزاكش تبقى كيف شُرّاب الخُرد إكده!

حمزه مسكها بعنف من شعرها: جنيتى اياك؟ مين ده اللى شُرّاب خًرد؟ اوريكى كيف بتكون الرجوله عشان تتلمى؟
امينه إتراجعت بسرعه: لاه لاه، عارفه. عارفه إنك ابو الرجاله و سيدهم كمان. بس الست آمك
حمزه حدفها بحده على السرير وراها: إسمها أمى مش الست أمك و لا حتى امك بس. امى اسمها امك و لو ماعيزاش تقوليلها اكده يبقى تقولى كيف ما كتى بتناديها قبل الزفت الجواز و لا هي كانت تماحيك!

امينه كتمت غضبها: و هي اما تبقى عايزه تجوّزك تبقى امى؟ كيف اقولها امى و انا مطيقهاش قدامى و بس بشوفها عفاريتى بتتنطط حواليا ف كل زنقه! و انت كيف العيل اللى هتغيرله كوافيله. ماهتفارقهاش واصل حتى ف شغلك تِعرف عنه كل حاجه. هترجعلها قبل ما تتنفس و انا خابره انها لو قالتلك لاه ماهتتنفسش واصل كيف العيل.

حمزه جرّها من شعرها و ضربها على وشها بالقلم و هي صرخت: زودتيها قوى. هتغلطى ف امى بقول شغل حريم و مسيره يخلص و تعقل. هتغلطى ف حالك و تبانى قصادى مهزوزه مش واثقه ف نفسك بقول غيرة حريم و مسيرها تعقل. لكن تغلطى ف رجولتى و انتى خابره اننا صعايده و الراجل منينا اما يتقال عنه مش راجل بيعمل ايه يبقى تعقلى غصب عنك
امينه سندت كفوفها ع السرير بعد ما حدفها عليه و حاولت تتعدل بإندفاع: مش بقولك عيل.

حمزه قرب جابها من شعرها و ضربها بالقلم ورا التانى و بإيده التانيه كان بيقطع هدومها بإشمئزاز. قضى معاها لحظات ابعد ما يمكن عن الحميميه و اتعدل بقرف وقف فوقها و هي بتحاول تغطى نفسها بملاية السرير اللى لمتها من حواليها.

حمزه بصّلها من فوقها لتحتها بقرف: انا سايبك عاد مش عشان سواد عينيكى. انا بس اللى مليش غيّه ف الحريم واصل و لا ف دماغى. شايفهم كيف السيجاره تتشرب و تترمى و بس. يعنى مهما غيّرت السيجاره الكيف واحد و السيجاره و لا ليها عازه عشان تتغير بشكل تانى. و انتى يا ماشاء الله جيتى ثبّتيها ف دماغى. لكن لو حبيت هجيبلك ستّهم و هخليكى تحت رجليها بنفسيكى و ابقى وقتها هتعرفى لحالك اذا كنت راجل و لا شُرّاب خُرده صح كيف ما بتهترتلى.

امينه اتعدلت بهجوم لدرجة مخدتش بالها من الملايه اللى وقعت من عليها و جسمها اتعرى: و ده بقا حديتك و لا حديت الست أمك؟
حمزه حط إيده على وشه و حرّكها عصبيه و هي بصتله بتهكّم: مش هقولك مطيقهاش!
الباب إتفتح و أمه دخلت بهيبة راجل مش ست: و اما انتى مطيقاش صاحبة الدوار اللى قاعده فيها لساكى اهنه ليه؟
حمزه بسرعه اتعدل و امينه بتلقائيه رجّعت الملايه عليها و زحفت برُكبها و جات ورا وقفته جنب السرير.

حمزه اتنفس بنفاذ صبر يهدى و اتحرك لأمه باس إيدها: ماتاخديش على حديتتها. دى مهبوشه ف دماغها من يومها و موضوع الخلفه لحس الباقى من عقلها
أمه عينيها متركزه على امينه وراه و منطقتش. امينه بعد ما غطت جسمها بالملايه رجعت رخت إيديها بمسكة الملايه عن قصد بيّنت جسمها و اثر لمسات حمزه عليه و بصتلها بعيون بتلمع بكيد نسا.

امه بصتلها قوى بحده من حركتها المفهومه ف قاموس الكيد و حمزه حاول يتكلم و هو بيقرب من أمه: هتاخدى على حديتتها عاد؟ دى اتخبلت بقولك
امينه لجّمت خوفها بالعافيه و نطقت بدلع بعد ما حرّكت جسمها بإغراء لفّته بالملايه و نزلت من ع السرير لحمزه: انا لسانى إهنه عشان دوار راجلى. جوزى. و قاعده إهنه لجوزى. عشانه. و ماهمشيش إلا عشانه بردوا.

أمه ضحكت بحده: و انتى بتستغلى عاداتنا عاد. مبنطلقش عشان ميتقالش عنا قِله و بنتساب. اه عنديكى حق. بس رجالتنا رجاله و اصغر واحد فيهم يقدر يفتح بيوت قد بيوت النجع كله. ما بالك بولدى اللى ماهواش اصغرهم؟
امينه بلعت ريقها بغضب و حمزه حّرك إيده على وشه بقلة صبر: ما خلصنا عاد. ماهيخلصش الحديت ده؟

امه كملت كلامها مع امينه اللى مدوّرتش عينيها عنها كإنه متكلمش: و الدوار اللى بتقولى عنها دى دوار جوزك هي فعلا دواره و هتتملى بذريته عشان تعمّر و تفضل دواره.

امينه هتندفع أمه كملت بحده: رضيتى او لاه. ماهناخدش رأيك. الحريم إهنه ملهومش كلمه واصل. لا ف جواز و لا ف طلاق و لا ورث و لا حتى ف طلعه من دارها. و البت اللى هتطلع من دار أبوها لدار راجلها مهتخرجش إلا ف كفنها. لا لها كلمه ف طلعتها و لا ف خرجتها. ملهاش كلمه ف جوازها عشان يبقى لها كلمه ف جواز غيرها حتى لو كان جوزها. الحريم إهنه بس مجرد ارض بيترمى فيه البذره اللى تنبت و تزرّع. وعاء بيتفرّغ فيه. اذا الوعاء ده مخروم ماهيتمليش يبقى نكوبّ ف غيره و نركنه.

امينه هترد امه اتكلمت بتهديد مباشر و هي بتتخطى حمزه و تقرب منها بجمود لدرجة امينه اتحدفت وراها على حرف السرير: يا هنكسره! فااهمه! يا هنركنه يا هنكسره و بردوا هنكب ف غيره!
امينه بصت لحمزه ورا أمه كإنها بتدفعه يرد او كلامها خلص و هو هرب بوشه بعيد.
بص للإتنين بنفاذ صبر و سابهم و اتحرك يخرج أمه وقّفته: حمزه.

حمزه كان بيفتح الباب وقف بأنفاس مكتومه و لف وشه بس لها و هي لفّت بجسمها له و لهجتها اتغيرت للهدوء: من زمن و هي الحكايه واصله لمطيقاش امك و الست أمك و اشى عايزه دار لحالى و اشى شغلك ابصر ايه و مخابرش ايه. بس طالما وصلت لشُراب خُرد يبقى لحد إهنه و بزياده عاد
حمزه اتنفس بصوت عالى و هي اكدت بحزم: و دُخلتك عليها مش اللى هتآكد رجولتك.

حمزه حرّك إيده على راسه بإحراج من فهمه انها متابعه اللى حصل بينهم من اوله و عمل ايه.
امه كملت بلهجه ناشفه: دُخلتك عليها مش اللى هتآكد رجولتك. لااه. دى هتبسطها. و دى كيف العِرسه هتاكل و تنسى. ف اولاتها تاكل و تنسى الحَبل و دلووق تاكل و تنسى رجولتك. و طالما إكده يبقى دخلتك على غيرها اللى هتأكد رجولتك
حمزه هيتكلم امه قربت قصاده: اهه ع الاقل مش هتجيب المرادى عِرسه.

حمزه هز راسه بقلة مقاومه و أمه بصت للشنطه و بصتله: نازل مصر تكمل الشغل الى إتحددتنا فيه؟
حمزه هز راسه اه و هي كملت بلهجه بتنشف مع الكلام: كمل شغل و مهترجعش دوارك يا ولدى إلا و عروستك تحت جناحك
امينه بصتله قوى و هو مبصلهاش و أمه كملت: فاهمنى يا حمزه؟ ما هتدخلش الدوار دى و لا هتكسر ف جوفك منيها لقمة عيش إلا و عروستك ف يدك و انا اللى هدخّلك عليها و إلا يمين بالله ما تبقى.

حمزه قاطعها: حاضر. حاضر ماهتزعليش حالك. حاضر كل اللى تأمرى بيه هيمشى
امينه بصتله قوى و اندفعت ناحيته: مش بقولك شُرّاب خُرد!
حمزه بصّلها بهدوء نسبى و هيقرب منها يتكلم كإنه عايزها تفهم انه بيقفل الحوار بينهم بس
أمه مسكت دراعه: اتسهّل انت لحالك و كيف ما قولتلها ده شغل حريم ملكش دعوه بيه
خرج و سابهم و أمه وقفت بحده قدامها بنظرات ثابته.

حنين بلعت ريقها بالعافيه و هي بتقرأ. عايزه تجرى بين السطور كإنها بتدوّر على نفسها. و عينيها زايغه بتروح و ترجع كإنها خايفه تلاقى نفسها!
همست بصوت مكسور: الحاجه لسه بتتخانق معايا عشان الخلفه! يعنى ايه! يعنى انا امينه! امال ليه حنين!

رجعت للورق بعيون ثبّتتها بالعافيه تقرا كلماته.
اخدت عربيتى و نزلت مصر اللى متعود اسيب اسوان بلدى و اروحلها اخلّص مستلزمات مصالحى و شغلى ف المحاجر بتاعتى ف اسوان و ارجع.
قابلت سليم صاحبى و إبتدينا نتتكلم ف شغل.
سليم سكت بقلق: انت مش شايف انها مخاطره؟
حمزه إستغرب: و من امتى شغلنا مع بعض كان خالى من المخاطره؟ ده احنا عرفنا بعض بالمخاطر.

سليم سكت شويه بتفكير: اه بس المرادى الوضع مختلف. احنا كان اخرنا نعادى ناس و ناخد شغل ف الجبل وضع يد. اكلملك حد من حبايبى ف الداخليه نضرب تصاريح حتة ارض، يوقّعلنا مزاد علينا. نسلّك مشاريع من الحكومه. ناخد حتة ارض زراعيه من تحت ضرس الحكومه و نقلبها منتجعات. ندفع رشوه عشان ناخد حاجه. و كله بحس شغلى و حبايبى ف الحكومه لكن
حمزه قاطعه: لكن ايه؟ هتحسبها هتلاقيها واحد.

سليم بحيره: لاء مش واحد. احنا كنا بنتحرك ف الجبل على حس الرُتبه بتاعتى و شغلى مع الحكومه لكن احنا كده هنعادى الحكومه نفسها يا حمزه
حمزه بهدوء: لا هنعاديها و لا حاجه. هي بس اللى طماعه و الطمع قلّ ما جمع و بعدين احنا مش هنعمل حاجه ازيد من اللى كل الناس بتعمله. كل الناس بتلاقى الخير ده بتكمّر عليه لحالها. هاتلى حد كده لقى حاجه و راح بلّغ عنها الحكومه عشان يجوا ياخدوها منه؟

سليم هيتكلم حمزه قاطعه بسرعه: إلا اذا كان عبيط
سليم: عبيط؟
حمزه بتأكيد: و اهبل كمان. هو في حد بيسمح لحد يشاركه ف رزقه؟ لاء و هو اللى بيروحله كمان! لما انا اروحلهم برجليا اقولهم لقيت العكمه دى كلها و تعالوا خدوها!
سليم بتردد: اه بس دول هيساعدوك بردوا. و هيبقالك عشره الميه
حمزه بإصرار: معايزش مساعده منيهم. و العشره الميه دول انت اولى بهم.

سليم عينيه لمعت و حمزه لاحظ ف داس اكتر: امال انا رجعتلك ليه من الاول؟ حطيتك ف سكتى ليه و انا مخايفش توقعنى؟ عشان الخبطات الكبيره اللى زى دى
سليم: يبقى فيفتى فيفتى
حمزه ضحك اول ما دخلوا ف التفاصيل: لاه كده هنختلف و يبقى مشافهومش و هما بيسرقوا شافوهم و هما بيتحاسبوا
سليم ضحك بقلق: قصدك مشافهومش و هما بيهرّبوا شافوهم و هما بيتقاسموا
حمزه: مفارقاش. عشرين الميه.

سليم برفض: مش هنفاصل يا حمزه. ده انا اللى هشيل الليله لو وقعنا. انت اخرك هتتطس حكم لكن انا فيها دم ده انا رُتبه ف الداخليه
حمزه شاورله: و انا مهاسيبكش. و لا هسمح ده يحصل و بعدين فال الله و لا فالك. ده كلام يتقال ف اتفاق زى ده؟

سليم سكت بيراجع عقله و حمزه مد إيده يقفل الحوار: الشيله تقيله و تستاهل. انا اللى متكفل بكل حاجه لحد ما تتباع و نستلم الفلوس زى ما تكفّلت بكل حاجه من اول ما لقيتها و الحفر و العمال و نقلها. ده كفايه إنها ف بيتى
سليم بصّله بذهول: يخربيييت يا حمزه حد يعمل كده؟ انت عارف لو.

حمزه قاطعه: ياخى قولتلك فال الله و لا فالك. و بعدين عشان كده جيتلك قوام ننجز و نحط ايدينا ف ايد بعض. انت اللى عمال تماطل لحد ما اقع بيها. و ان وقعت هوقّعك معايا و هتقع الشيله على دماغنا و هتقع معاها كل حاجه قديم و جديد و تردم علينا
سليم وقف بغضب: انت بتهددنى يا حمزه؟
حمزه شد إيده قعّده: عيب عليك. انا بس بفكرك اننا ف يوم اتفقنا سكتنا واحده ف مش هنختلف دلووقت عشان قلبك خفيف.

سليم سكت بتفكيره و حمزه مد إيده بسخريه: امال داخلية ايه بقا و انا الحكومه و بيعلمونا منخافش و عاملى قلب الاسد
سليم ضحك بتوتر و حمزه كمل بإصرار: و ان انجزنا هناكل فيها لقمه حلوه
سليم: ادينى يومين كده اظبط حالى و ارجعلك نرتب هنعمل ايه
حمزه إستغرب: حال ايه! ده انت لا مَره و لا عيل!
سليم شرد شويه و إفتكر حاجه و اتردد بقلق.

حمزه: اعتبرها مأموريه تبع شغلك من اللى بتطلعوها دول! انت يدوبك هتسافر مع الحاجه و هي بتتهرّب و كإنك مسافر تغير جو
سليم اتردد: ما اكلملك حد من حبايبنا ف الجمارك زى كل مره و.

حمزه: لاه. المرادى غير. الحاجه كتير. الشيله تقيله يعنى و عشان كده بقولك الطلعه دى عايزاك انت. عشان محدش يدقق معانا و نضمن ان محدش يقفلنا ف السكه. ماهو اكيد مفيش ظابط هيتفتش. ده حتى يبقى عيبه ف حق الكارت اللى بتصدّره ف وش اى حد يقفلك زى المسدس
سليم: طب و الحاجه اللى ف بيتك يا ناصح هتيجى ازاى؟
حمزه: مانت هتطلع للمطار من عندى
سليم: اشمعنى؟

حمزه رفع حاجبه: عايزنى اجى ببلوه زى دى من الصعيد لهنا؟ اتجننت انا اياك؟
سليم بصّله قوى: و ان انا اسافر بيها برا عادى؟
حمزه إتراجع: انت يا بنى ظابط و لا مش عارف تظبط نفسك؟ انت غيرى. انت بتعدى على اى كمين بيبقى هاين عليهم يمشوا يزقوا العربيه وراك
سليم سكت بإقتناع نوعاً ما و حمزه شاورله بتوضيح كمل كلامه: هنسافر للصعيد اسلّمك الحاجه و معاك رجالتى كمان يبقوا تحت تصرّفك لحد ما تخرج بالسلامه برا.

سليم استغرب بقلق: و انت مش هتسافر و لا ايه؟ امال
حمزه قاطعه: هسافر بس مش معاك. و لا عايزهم مجرد ما يحصل قلق يكمشونا و يقولوا ايه لم الشامى ع المغربى؟
سليم رجّع ضهره لورا بتفكيره و حمزه كمّل: هتطلع انت ع المطار و تانى يوم هحجز و احصّلك
سليم إستغرب: هتحجز؟ انت لسه ما
حمزه مرضيش يقوله لسه محجزش إلا اما يتطمن إنه هيسافر هو الاول من غير قلق و الا لو وقع و اتكلم هيبقى حجزه للسفر دليل يدينه.

حمزه انجز يقفل الحوار بإقناع: لاه بس احتياطات ان محدش متابع خطواتنا
سليم سكت و إبتدى يحسبها و يرتب اللى هيحصل و اتفقوا.
قعدوا اسبوعين بيظبطوا السفريه و اجراءاتها و اللى المفروض هيتعمل لحد ما جه يوم السفر.

حنين بتقرا و رعشة إيديها بالورق مشاركه رعشة صوتها: يمكن اكون مخابرش اللى حصل ف البلد ف الاسبوعين اللى قعدتهم ف مصر او مهتمتش اعرف. ماهو هيحصل ايه يعنى غير خناقات امى و امينه و لت و عجن حريم و هسمعه من الاتنين كل واحده لوحدها!
بس بعد كده عرفت ان امى كانت حاطه امينه تحت عينيها قوى. مهتغفلش عن انفاسها حتى.

اما امينه فمكنتش هتفكر ف حاجه غيرى. او بمعنى اصح غير انها تربطنى جارها و ده اللى خلاها دقت اول مسمار ف نعشها.

امينه خرجت من البيت بهدوء خفى و اخدت تاكسى و اتحركت.
ركنت قدام بيت صغير مهجور ف حته مقطوعه و دخلت لقيت سعاد الشغاله مستنياها!
امينه مسكت إيدها بخوف: بت انتى متطمنه للحمار ده و لا غشيم و هيضيعنا؟
سعاد شاورتلها بحماس: ده متجرب يا ست الستات و انا بنفسى مجرباه مع مرت اخوى
امينه بصتله و هو مندمج ف اللى بيعمله و همستلها: حمزه مهيهزرش. لو عرف حاجه زى دى ممكن.

سعاد قاطعتها: و لا هياخد خبر يا ست الكل. هو احنا بنلعب؟ امال انا خليته يقابلك هنا ليه بعيد عن مكان شغله؟ عشان هنا محدش هيشوفك و لو حصل ممكن نقول اى حاجه. لكن عنده لو حد لمحنا هنتفهم من غير ما تتسألى
الراجل رفع وشه و بصّلهم و هما اتعدلوا بسرعه: خير يا مرت الباشا
امينه اتفزعت و وقفت: انت تعرف جوزى؟

الراجل: طبعا. و الطالع بتاعك و بتاعه قدامى اهو. جوزك. حماتك. اهلك. شغل جوزك و حماتك و اللى هيعملوه و اللى هيعملوه معاكى
امينه حطت إيدها على صدرها اخدت نَفس براحه اما اتطمنت و قعدت.
فجآه بصتله: هيعملوا ايه معاى؟
الراجل: مش حماتك عايزه الوريث؟
امينه بصتله بغضب: منى او من غيرى مفارقش معاها. المهم ولد
الراجل: لاه. منك لاه مش عايزه. مهتحبكيش. و لو جه منك تبقى زى الوعاء اللى ادى الغرض و يترمى.

امينه افتكرت كلام حماتها ف وقفت بغل: هترمينى برا اياك؟ يعنى ايه!
الراجل: يعنى اربطى جوزك زى ماهى ربطاه
امينه بصتله قوى: هي عاملاله عمل يكرهنى عاد؟
الراجل هز راسه و هي اتعصبت: و انا عايزاك تعملى اخلف
الراجل: لاه اعملك تربطيه بيكى و الخلفه تجى بعدها.

امينه هزت راسها و هو شاورلها بلفّه جنبه فيها حاجات: و دى الحاجات اللى قولت لسعاد عنها هتعمليها. هفهمك تعملى ايه بالظبط المهم متلغبطيش و جمعه و تجيلى تاخدى بقية الحاجه اللى هعملها على حاجته اللى طلبتها منك، المهم جيبتى اللى طلبته؟
امينه هزت راسها و طلعتله فلوس من شنطتها و ادتهاله و ركنت شنطه جنبه: و دى الحاجات اللى طلبتها.

الراجل اخد منها الحاجه بجشع: جمعه واحده و تجى تاخدى الحجاب اللى تحطيه تحت فرشته. و بقية الحاجه اللى جيبتيها هجهزهالك و اعمل عليها و ادهالك تدسيها ف تربة ميت من قريب و لو قدرتى تدفسيها بين جثته بعد غسل او بين عظامه ف التربه يبقى احسن
امينه هزت راسها بحماس و هو شاورلها خرجت اخدت تاكسى و روحت.
واحد قرب من الحاجه صافيه ام حمزه و همس ف ودنها و اتعدل بعد ما خلص كلام.

الحاجه صافيه بصتله قوى و وقفت بحده: معرفتش مين ده عاد؟
الراجل: لاء. انا مشيت وراها زى ما قولتى و هي اخدت تاكسى و مشيت لحد ما ركنت عند حته مقطوعه و دخلت كوخ صغير كده مهجور قعدت تقريبا ساعتين و خرجت بالتاكسى من جوه و انا معرفتش ادخل وراها بالعربيه لجوه عشان تشوفنى بعربيه من بتوعنا و تعرف زى ما قولتيلى.

الحاجه صافيه بصتله بتركيز: جايز يكون حد من اهلها و
الراجل: معرفش. هو بعدها ع طول خرج واحد على طول. بعدها مظهرش حد. الحته مقطوعه
الحاجه صافيه بصتله بحده: تغطس و تقب ف المكان و تجبلى اى حاجه تلاقيها حتى لو الراجل نفسه.

الراجل سابها ومشى و رجعلها بعد ساعه.
الحاجه صافيه: هاا؟
الراجل شاورلها بشنطه صغيره: ملاقتش غير الشنطه دى. و الراجل ملهوش اثر. زى ما يكون كان طالع و راجع يا لمح حد متابعُه ف اختفى
الحاجه صافيه اخدت منه الشنطه و فتحتها و عينيها وسعت بصدمه. طلعت هدوم داخليه باينه رجالى و حريمى!
بصتلها قوى و هي ماسكاها بعنف بإيدها و بصت بعيد بشرار!
عند حمزه خلص مع سليم و سافر الاول حسب اتفاقهم.

وصل و راح ع الاستراحه ع طول.
جاله واحد من رجالته وقف اتكلم معاه شويه و مشى.
حمزه ضحك بنفاذ صبر: سِحر! اخرتها عفاريت و دجالين يا بنت ال، و لا بلاش. ماشى يا امينه حسابك معايا اما افضالك.

مسك موبايله اتصل على أمه. بعدها نزل نفق تحتى ف الاستراحه ادّى تعليماته لرجالته يجهزوا الحاجه. خرج لأمه.
حمزه ابتسم و اخدها و مشيوا للاستراحه: تعالى شوفى حاجة إبنك عشان تعرفى
امه بصتله بتردد: حمزه، عايزه اقولك حاجه
حمزه بصّلها بإهتمام: ع الشغل؟
امه سكتت شويه: لاه، على امينه
حمزه اخد نَفس بملل و رجع بعينيه يتابع الرجاله بتركيز: اوووه، مهنخلصش عاد
امه بصتله بحزم: لاه مش زى ما فاكر، بت الكلب هت.

حمزه قاطعها بزهق لمجرد فهم ان أمه كمان متابعاها و عرفت بس ميعرفش عرفت او فهمت ايه بالظبط: ماعيزش اسمع حواديتكوا اللى زى اللبانه كل ما نشيل و نحط فيها تمط
امه: يا ولدى دى
حمزه نفخ بإيجاز يقفل الحوار: امااه الله يخليكى. دماغى منقصاش لت حريم عاد. لو عملت حاجه انتى كفيله بيها مهتستنيش واصل
امه بصت بعيد و همست جواها: عندك حق. انا كفيله بيها. و مهستناكش انت.

سكتت و قررت تأجل الكلام حاليا و وقفوا تابعوا شغل الرجاله بصمت لحد ما خلصوا و إدوله خبر. بعدها هي مشيت للبيت و حمزه كلّم سليم.

امينه جوه البيت ف اوضتها الشغاله دخلتلها.
الشغاله سعاد همست ف ودنها: حمزه باشا وصل
امينه وقفت بلهفه: تحت؟
الشغاله سعاد: لاه، جه طوالى ع الاستراحه. بس انا لمحته كنت ف الجنينه. ده حتى الحاجه صافيه خرجتله بسرعه
امينه وقفت بقلق: مسمعتيش حديتتهم؟
سعاد: لاه، بس كان هيقولها تعالى شوفى حاجة إبنك عشان تعرفى
امينه بصتلها قوى و الشغاله رجعت لورا من شرارة عينيها.
امينه بترّقب: كان لوحديه؟

سعاد: مخابراش. اصله وقف بعربيته الاول عند الاستراحه الغربيه و دخل. بعديها جه اما شاف الحاجه طلعتله. كإنه هو اللى كلمها
امينه بصتلها بحده: جيته كانت من امتى؟
سعاد: اديله نص ساعه
امينه شدت حجاب طويل لفّت نفسها بيه و خرجت. نزلت بحذر بتتلفّت حواليها لحد ما خرجت برا البيت. راحت ع الاستراحه دخلت و نزلت السلم لتحت و وقفت على بُعد تتابع الموقف و ابتدت تسمع كلام حمزه.

حمزه وقف بقلق من تأخير سليم اللى شويه و وصل برا ع الطريق و رجالته بلّغوه.
امينه شافته بيتحرك اختفت ف ركن و هو طلع على سطح الاستراحه لمح عربية سليم و كان معاه واحده شكلها غريب و باين عليها التوتر. إدى لرجالته امر تتحرك لعنده بعد ما سلّمهم الحاجه و تمم عليها.
حمزه نفخ بذهول و هو رافع موبايله: يخربيييت الحريم اللى واكله عقلك. مهتبطلش رمرمه.

قال اخر الجمله لسليم اللى فتح عليه و ضحك: ملكش فيه بقا. مش قولت اللى جاى بتاعى؟ سيبنى بقا ارتبهولك صح عشان يطلع صح و افتكر ان الاهم من الشغل تظبيط الشغل.

حمزه ضحك بغيظ: هتضحك على حالك؟ تظبيط الشغل و لا تظبيط حالك؟
سليم رفع حاجبه: ملكش فيه. بعدين عريس طالع يقضى شهر العسل مفهاش تدوير دى
حمزه رفع حاجبه للفون بعد ما رفعه من على ودنه: شهر العسل و عريس؟
سليم ضحك بمكر: اه بحته عرفى كده و هنخلص مصلحه و نرجع
حمزه بإستسلام: عرفى! اخرتها عرفى؟ ياخوفى لا تكون اخرتى على إيد مَره
سليم ضحك: تخيل
حمزه هز راسه بيأس: المهم الحاجه إتحركت بالعربيه لعندك.

سليم قاطعه: قدامى اهم و شوفت الحاجه يا ابن الحرام. الله يحرقك هتفتح معبد؟ كل ده اثا
حمزه قاطعه و هو بيتلفّت حواليه بقلق: ششش يخربييت لسانك. انا خارجلك نرتب العربيات اللى هتطلع وراك عشان لو حصل حاجه تلحقك و الرجاله اللى هتتابعك ف المطار زى ما رتبنا
سليم: كل ده؟ هو فرح خالتك؟
حمزه ضحك بثقه و هو بيقفل معاه: لاه الفرح ده اما تعاود بالسلامه.

حمزه إتلفّت حواليه بقلق و خرج. وامينه وقفت بغضب. كلمات متقاطعه مش مفهومه سمعتها منه بدون ما تسمع الرد يفسرها. عريس، شهر عسل، عرفى. مَره. و اخرهم فرح اما يعاود!
خرجت وراه بغضب تابعته بعينيها من بعيد لحد ما شافته وصل لعربيه نزل منها واحد شافته معاه قبل كده كذا مره بس مهتمتش تفتكر.

شافت معاه واحده ف العربيه و الاتنين بيتكلموا و اللى معاه بيشاورله عليها و هو بيضحك و ميل على شباك العربيه ركز كفوفه عليه و إبتسملها و التانى بيتكلم كإنه بيعرّفهم مثلا. شافت وشه و ملامحه نوّرت بغرابه!
مفهمتش غير ان في حاجه مش مظبوطه. عربيات و مطار!

بس الاهم الحوار في بين سطوره جواز. في عريس و شهر عسل و جواز عرفى و فرح! كلها كلمات متقاطعه و مجرد ما سمعتهم كل كلمه رسمت معناها من غير جمله و رسمت قدامها نهايه واحده حرّكتها زى الآله!

عند حمزه خرج لسليم قدام البيت اللى إبتسم اول ما شافه بحماس.
سليم بصّله بتهريج: يخربيييت كده! انت متأكد إنك لقيت ده كله ف المحجر؟ يعنى مش كده و لا كده؟ تكون سرحت للمتحف و انت فاكر نفسك ف المحج
حمزه قاطعه بغيظ: علّى صوتك يلاا يلاا خلينا نتسوّح و اخلص منك
سليم ضحك بصوت عالى: عيب عليك يا قائد. واحد بقلبك الميت بيسمّوه قائد الصعيد المفروض هو اللى الحكومه تخاف منه. ده المفروض يشغّلوه معاهم اصلا.

حمزه شاورله ببرود و هو بيولع سيجارته: طب مانا شغال معاهم اهو. و لا انت ظابط على ما تُفرج؟
سليم ضحك و حمزه ف وسط ضحكته عينيه راحت ع العربيه و لمحت البنت اللى فيها ف وقف بضحكته بدون مقدمات.
شافها عيونها دبلانه و باهته. إيديها بتفرك ف بعض بعشوائيه. بتبلع ريقها بالعافيه و بمجهود كإنها شاربه مرار!

حمزه مركز مع حركات وشها و تشنجات ملامحها و سليم بيتكلم لوحده لحد ما وقف بالكلام فجأه اما شافه مركز بعيد و راح مع عينيه عليها.
سليم غمزله: تعالى اعرّفك
حمزه كان عايز يرفض بس اتحرك معاه بدون إراده منه او يمكن فضول. مش عارف ليه منطقش!
سليم وقف قصاد شباك العربيه و شاورله: ده حمزه يا حونّا اللى كلمتك عنه
البنت مبصتش و عينيها تايهه على قزاز الشباك التانى و سليم شاور لحمزه بعينيه عليها: دى حنين!

حمزه مد إيده بعفويه: اهلا يا. مدام!
حنين غمضت عيونها قوى ع الكلمه و بتلف وشها له شافته مركز مع عينيها بفضول فوقفت بعينيها معاه و إتقابلوا ف نظره غريبه على اتنين بيتقابلوا لاول مره!

حنين نظراتها الباهته المهزوزه على ورق المذكرات ف إيديها ابتدت توضح شويه بشويه اما فتّحتهم اوى بصدمه.
صوتها عِلى و هي بتقرا ف المذكرات و مش حاسه بإيدها اللى كبشت ف الورق فجأه بمجرد ما سمعت إسمها!
همست بصوت مهزوز: انا!
رجعت بعينيها للورق برفض تعيد قراءة اخر سطور: عرفى! مع ده! انا! انا!
حنين بتهز راسها بعشوائيه: لالا. اكيد لاء. مش انا. لالا.

وقفت و الورق ف إيدها بتقرا و تجرى بين السطور و هي بتتحرك حوالين نفسها بتوهان و تهز راسها و هي بتقاوم اغماء كإن عقلها اخد خبطه و رافضها و متعرفش انها لسه اول خبطه!

ف الخرابه.
ادم زعق للبنت: إخلصى غوورى من هنا
البنت بتتحرك لمكان ما بص و قبل ما تختفى سمعت صرخة ادم شقت المكان.
الراجل كان استغل إنشغال ادم و عينيه اللى إبتدت تتشتت و بمجرد ما إيده رخت دفع الحديده جات ف جنب ادم اللى صرخ.
البنت حدفت الشنطه و رجعت جرى بخوف غريب ناحية ادم. حاولت تقرب بس الموقف مش مساعدها!

ادم قوته إتهزت لحظات و إيده فكت من على رقبة الراجل و التانيه بتسيب إيد الراجل بالحديده. الراجل شد الحديده المغروسه ف جنب ادم و هيغرسها تانى ادم كانت إيده سابت ايد الراجل بس لسه صوابعه متعلقه ب بكفه ف استجمع قوته و مسكه دفعه بعيد.
الراجل وقع على ضهره و الحديده اتحدفت من إيده بعيد. بيقوم كان ادم بيقوم هو كمان و وقفوا قصد بعض. الراجل استغل إصابة ادم و ضربه مكان التعويره ف جنبه برجله مره ورا مره.

ادم بيكتم صرخته و ف تالت مره الراجل بيرفع رجله يضرب ادم مسك رجله و لواها و حدفه بعيد.
ادم بيميل عليه الراجل رفع رجليه الاتنين لفوق و خبطُه حدفه بعيد نزّله ع الارض.
قبل ما ادم يقوم كان الراجل قام وقف فوق وقعة ادم ع الارض. الراجل إتلفّت حواليه ع الحديده بس شافها بعيده شويه خاف يتحرك يدى فرصه لأدم يقوم. مسك حجر من حواليه و اترفع فوق ادم يحدفه عليه.

ادم غمض عينيه بإستسلام غريب على الموقف و صوره واحده اللى إترسمت قدامه مفيش غيرها. بتروح و تيجى كإنها بتحاوره!

البنت كانت متابعه الموقف بترقب و عينيها بتزوغ حواليها على اى وسيلة مساعده. لمحت الحديده محدوفه جنبها.
الراجل رفع الحجر و قبل ما ينزّله بلحظه البنت مسكت الحديده و قربت بهلع إندفعت عليه ضربته على دماغه!
الراجل عينيه إتشوّشت لحظات و بيحاول يفوق البنت صرخت ف ادم قدامها: قوووم.

الراجل حدف الحجر و حط إيده على دماغه و لف وشها لها وراه بصّلها بعنف و بيعدل نفسه ياخد وضع هجوم ناحيتها: يا بنت الكلب و الله ما هسيبك
البنت لفّت بسرعه من وراه لقدامه جنب ادم اللى كان بيستغل انشغال الراجل و بيحاول يقوم.
الراجل مد إيده جابها من شعرها عليه: انتى اللى قلبتيها دم. استحملى بقا يا روحىامك.

ادم بيتعدل و جنبه ابتدى يجيب دم بشكل عنيف و عينيه اللى بتقفل بتعلن انه بينسحب لإغماء بيقاومه بالعافيه. بس صوت الراجل كإنه بيحاول يفوّقه.
البنت تنت ركبتها و ضربته ف قصبة رجله بالظبط مره ورا مره هزّت قوته و مجرد ما اتهز فكت نفسها منه و جريت جنب ادم.
حاولت تسنده يقف و بيقوموا الراجل قرب شد البنت من ورا ادم من إيدها و إيدها التانيه كلبشت ف ادم و صرخت: آآ. يا. الحقنى. يا...

و قبل ما الراجل يتحرك كانت ميلت بنص جسمها قدرت تمسك الحديده تانى من جنبها ضربت الراجل تانى بالحديده مره ورا مره ورا مره و دماغه غرقت دم!
ادم للحظه عينيه فتّحت بإنتباه كإنه بيفوق مش بيُغمى و البنت الحديده فلتت من إيدها بإستسلام. بصت وراها لأدم اللى حدة الموقف فوّقته و رجعت بصت للراجل اللى نزل ع الارض وسط بركة دم!

رجعت لورا خطوات و نزلت برجليها جنب ادم ع الارض و انفاسها عاليه و الاتنين بصوا لبعض و بصوا للراجل اللى جسمه ثبت تماما ع الارض و بصوا لبعض بترقب!

حنين ضمت الورق ف قبضتها اوى كإنها عايزه تقفل الحكايه لحد هنا. او مثلا اتهيألها انها مجرد ما توقف قرايه هتوقف معاها الاحداث!
دموعها نزلت مرعوشه على وشها كإنها بتشاركها رعشة جسمها.
اخدت نَفس بصعوبه و كلبشت بإيدها التانيه ف كرسى المكتب كإنها بتستمد منه قوه و رجعت فتحت قبضتها ع الورق ببطئ و عينيها راحت ع الكلام من تانى.

سليم شاور لحمزه بعينيه: دى حنين!
حمزه هدوء ملامحها و رقتها اجبروه يبتسم ببلاهه: اهلا يا. مدام!
حنين غمضت عيونها قوى ع الكلمه و بتلف وشها له شافته مركز مع عينيها بفضول فوقفت بعينيها معاه و إتقابلوا ف نظره غريبه على اتنين بيتقابلوا لاول مره!

حنين بتقرا مذكرات حمزه: اللى عرفته بعد كده ان امينه كانت لسه فوق واقفه بغلّ متابعانا. فضلت تتنفس انفاس عاليه ورا بعض كإنها بتفكر بصوت. إتلفتت حواليها الاول و راحت على تليفون البيت عملت مكالمه و خرجت ف الخفا مشوفتهاش رجعت البيت. بس شوفتها ف شباك اوضتها. برفع وشى لفوق بالصدفه امينه كانت فوق ف بلكونة اوضتها. شكلها غريب و بتتنفس بغلّ. مركزتش اوى او قولت يمكن شافت حنين معايا اللى كانت اول مره تكون معايا.

كانت واقفه بترقّب و بتستعجل الوقت كإنها مستنيه حاجه!
حنين بعينيها مشيت مع عينيه بفضول تشوفه بيبص فين و شافت امينه و اتقابلت مع امينه ف نظره بعيده اوى بس كإنها تحت مجهر! حمزه نزّل عينيه من على امينه فوق اما شافها بتبص جنبه و راح بعينيه بتلقائيه على حنين جنبه و التلاته اتقابلوا ف نظره غريبه قطعها صوت صفارات الشرطه بتقلب المكان!

حمزه ساند على شباك العربيه و حنين جوه و مجرد ما سمعوا الصوت حنين بصتله قوى بضعف و ف اللحظه اللى كانت بتفتح الباب هو زقّه. بصّلها بآسف و هي ف لحظه غريبه استخبت ورا ضهره.
ثوانى و عربيات البوليس قلبت المنطقه حواليهم و
ادم مع البنت ف الخرابه بيبصوا لبعض بترقب قصد بعض و بينهم الراجل غرقان ف دمه!
البنت قدّمت خطوات و نزلت برجليها جنب ادم ع الارض و انفاسها عاليه و دموعها نزلت.

الاتنين بصوا لبعض و بصوا للراجل اللى جسمه نفر مرتين تلاته و ثبت.
البنت بذهول بصت للراجل و بصت لأدم: انا كده قتلته؟
ادم إتريق بعصبيه: لا زغزغتيه
البنت من وسط دموعها ضحكت ضحكه مرعوشه و ادم ضحك غصب.
البنت اتوترت: انا. انا مكنش قصدى
ادم كوّر إيده بعصبيه: لا حصل خير. مادام مكنش قصدك يبقى حصل خير.

البنت دوّرت وشها بعيد اما عيونها دمعت و ادم بصّلها لحظات كإنه بيرتب تفكيره او بيعيده و ف وسط شروده شافها بتقرب من الراجل بلغبطه.
ادم زعق و هو بيشدها لورا عليه: انتى يا غبيه انتى بتعملى ايه؟ تعالى هنا
البنت اتوترت: مكنش. مكنش قصدى اقتله. انا.

ادم سند كفه ع الارض و حاول يقف بس إيده رخت غصب و كان هيقع. البنت قربت بسرعه سندت جسمه كله ساعدته و بمجرد ما وقف و بيلف وشه يتعدل خبط ف وشها بلمسات عشوائيه و إتقابلوا ف نظره شبه سيمفونيه حزينه بس مش عارفينها بلحن اللقا بعد الفراق و لا الفراق بعد اللقا!
البنت نطقت بتوهان و عينيها متعلقه بتقسيمات ملامحه: انا مشوفتكش قبل كده؟

ادم انسحب بجسمه لبعيد و إتريق: اه من خمس دقايق و احنا بنتفحت هنا مع الراجل بسبب حضرتك
البنت اتلغبطت: لالاء. قصدى قبلها
ادم لف وشه لها و كعمشه: اه قبلها بخمس دقايق تانيين و انتى بتقلّبى الراجل ف شنطته و تجرى خدتينى كتف مخبرين
البنت هتتكلم ادم مسك موبايله رن: زفت. تعالالى ع الخرابه المهجوره عايزك
بعد ما نزّل موبايله يقفل رفع بسرعه: اوعى حد ياخد باله منك. اوووعى.

قفل و هيتحرك نزل غصب عنه برجليه للأرض بضعف.
البنت راحت عليه مسكت إيده وقّفته و هو بيتحرك بالعافيه من جرحه. اضطرت تلف دراعها ورا و ضهره و تسند إيده بإيدها التانيه و ده قابل وشوشهم غصب عنهم.
البنت عينيها تاهت بلغبطه: انا متأكده إنى شوفتك
ادم عض بوقه بغيظ و زقها من إيدها اللى ماسكاه: احنا ف ايه و لا ايه! انتى مش واخده بالك اننا ف مصيبه يا بت و لا انتى مبرشمه!

البنت اتغاظت من زقته لها و راحت عليه بهجوم: انت هتتشطر عليا يا جدع انت؟
ادم رفع حاجبه و البنت كملت بغيظ: بدل ما جاى تتشملل عليا روح إتشطر ع اللى كان هيطحنك من شويه و خرمك من جنبك و لولا وقفت معاك كان هيعملك زى المنخل
ادم برّق: لولا ايه يا روح ابوكى؟ وقفتى معايا؟
البنت رجعت لورا بغيظ من خطواته اللى بتقرب منها مع الكلام: انت خلقك ضيق ليه كده يا جدع انت؟ بتتشطّر على بنت و كنت سايب الراجل هيغربلك!

ادم برّق اكتر و بص ع الراجل وراها و بصّلها: انتى هابله يا بت؟ احنا قاتلين الراجل و لا مش واخده بالك؟
البنت هتتكلم ادم شدها قصد الراجل المرمى ع الارض: قتيل ده و لا بيرقص باليه و مريّح شويه؟

نسناس كان وصل و الاتنين إنتبهوا على شهقته و هو بيقرب منهم: الله يخربيتكوا. قتيل!
ادم حط إيده على راسه بعصبيه: لا بيتصور سيلفى
نسناس قرب بذهول: يخربيتكوا انتوا عملتوا ايه؟
ادم بيقرب له نسناس شهق بخوف و هو بيقرب: ادم. انت اتعورت و لا ايه؟
ادم بغيظ: لا كنت بشوف عندى دم و لا لاء. اخلص يلا هنروح ف ابو بلاش بسبب عيله متخلفه
نسناس قلع قميصه و بيقرب منه ادم رجع خطوه لورا: لالا هو الاول.

البنت قربت بإستغراب: هو ايه؟ هيلحقه هو قبلك؟ خليه يشوف جرحك
ادم زعقلها: انتى تخرسى خالص. و نخلص من الليله دى و تغورى من هنا مشوفش وشك هنا. اوعى تخلينى اشوف وشك لا ادفنك جنبه
نسناس كان سابهم يتكلموا و قرب من الراجل. اتوتر لحظات بتأنّى بعدها حط إيده عند رقبته و كف إيده.
البنت إستغربت من بديهة تصرفه و هو بص لأدم بأسف.

ادم اخد نَفس عنيف و حط إيده على وشه و هو بيرجع لورا. كوّر قبضة إيده و لف وشه وراه بيبص للبنت بعنف و هو بيقرب و هي بتبصله بتوتر.
البنت شاورت ف وشه بحذر: على فكره انت اللى
ادم زعق: انا! انا اللى ايه؟ انا اللى جيبتك هنا؟ انا اللى اتهبلت و اتصرفت بالغباء ده؟! انا اللى غشيم و مبفكرش!؟ انا اللى سايب اهلى و بيتى عشان الجنان ده!؟ انتى فين اهلك يا بت؟

البنت كتمت دموعها بعصبيه ف عينيها و بتظهر مكانها قوه غريبه: اه بس انت اللى جيت ورايا و ممكن اوى تكون كنت عايز
قطع كلامهم فجأه سمعوا صوت سرينات الشرطه و دربكه و دوشه برا بتقول ان الاصوات دى بتقرب.
ادم بص للبنت و بص لنسناس اللى بص كمان للبنت و هي رجعت لورا بخوف.
ادم بصّلها بآسف و اخد نَفس جامد و هو مقدمهوش غير حل واحد!

البنت بمنتهى التلقائيه مدت إيدها اللى تترعش مسكت إيده و ضمتها اوى و هو بص لمسكتها لإيده و غمض و شاف مكانها لمحه غريبه ظهرت بسرعه و اختفت بنفس السرعه!

ثوانى و عربيات الشرطه قلبت الحته و صوتها جاى من بعيد بيقرب عليهم و.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة