قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث

سليم شاور لحمزه بعينيه: دى حنين!
حمزه: اهلا يا. مدام!
حنين غمضت عيونها قوى ع الكلمه و بتلف وشها له شافته مركز مع عينيها بفضول فوقفت بعينيها معاه و إتقابلوا ف نظره غريبه على اتنين بيتقابلوا لاول مره!

حنين بتقرا ف مذكرات حمزه: اللى عرفته بعد كده ان امينه كانت لسه فوق واقفه بغلّ متابعانا. فضلت تتنفس انفاس عاليه ورا بعض كإنها بتفكر بصوت. إتلفتت حواليها الاول و راحت على تليفون البيت عملت مكالمه و خرجت ف الخفا مشوفتهاش رجعت البيت. بس شوفتها ف شباك اوضتها. برفع وشى لفوق بالصدفه امينه كانت فوق ف بلكونة اوضتها. شكلها غريب و بتتنفس بغلّ. مركزتش اوى او قولت يمكن شافت حنين معايا اللى كانت اول مره تكون معايا.

كانت واقفه بترقّب و بتستعجل الوقت كإنها مستنيه حاجه لحد ما سمعت صوت صفارات الشرطه بتقلب المكان!

خرّجت سلاحى بسرعه و سليم مسك إيدى: انت هتعمل ايه! انت إتجننت! ده تعدّى على رجال شرطه اثناء خدمتهم.

حمزه زق إيده بغضب: و ده مش تعدّى منهم و لا الحكومه جايه تشرب معايا الشاى اياك؟
سليم شده لركن متزاوى و بيتابعوا صفارات الشرطه ف الخفا: اصبر. رجالتك هتشيل الليله و انت تقول انك ما.

حمزه بصّله بغضب: انى ما ايه؟ معرفش حاجه عنهم؟ مخبيين اثار ف بيتى مثلا و انا معرفش؟ ده كلام يتعقل يا حضرة الظابط يا ذكى؟
سليم شاورله بنفاذ صبر: حتى لو متصدقش ف طالما برا بيتك محدش هيقدر يثبت عليك حاجه غير اللى هتقوله. انت مش واخد بالك إننا برا بيتك اصلا و بعيد و هما ابعد كمان! و بعدين ما يمكن في حاجه غير.

حمزه كان مركز مع حركة عربيات الشرطه بعينيه و العين التانيه مع رجالته اللى اتبرجلوا و بيجروا ف كل إتجاه و عينيهم بتتلفّت كإنهم بيدوّروا عليه.
بص لسليم جنبه اللى شافه بيحاول يرتب تفكيره بس ايه هو تفكيره بالظبط! شافه حدف سلاحه الخاص من على سور الجنينه نزل ف البيت قصاده و طلّع سلاحه الميرى من تابلوه عربيته حطه ف جيبه و بيبص على الاتجاهات اللى حواليه كإنه بيحدد انهى فيهم يناسب موقفه!

حمزه عرف ان في حاجه مش مظبوطه. هيتغدر بيه او تقريبا شاف المركب اللى جمعاهم كل واحد هيحاول ينط بنفسه و هو لازم ينط!
نقل عينيه بين رجالته اللى هيئتهم بتقول هيستسلموا للموقف و بين سليم و بمجرد ما عربيات الشرطه قربت من رجالته حمزه رفع سلاحه من مكانه و ضرب رصاصه ورا رصاصه ورا كتير.
سليم كتم غضبه و جرى لبعيد ف اتجاه تانى.

حنين نزلت برعب من العربيه. بتتلفت حواليها عشان تفهم الموقف او عشان تخرج منه بس الاتنين اعجز من بعض.
لمحت سليم جرى لبعيد ف اتجاه تانى ورا عربية حمزه اللى كانت واقفه قصد عربيته و حمزه نزل بجسمه لتحت جانب عربية سليم اللى جاى بيها هو و حنين. بتلقائيه نزلت بجسمها جنب حمزه ورا ضهره و مع صوت الرصاص مسكت ف ضهره!

حنين بتقرا بخوف كإنها عايشه جوه الموقف و بتظهر قدامها ومضات مش عارفاها من عقلها اللى زى مايكون بيتعمله صعقات كهربائيه و لا الومضات دى من خيالها موريها الكلام متحرك ف مشاهد قدامها!

قرت المذكرات بتوجس: عرفت بعد كده ان اول ما الموقف اتقلب امينه اتخضت و حست للحظه انها اتسرعت او هي قالتلى كده بعدين بس عشان كانت متابعاهم من شباك اوضتها بمجرد ما شافتنى مع حنين و شافت منظرنا اتراجعت عن احساسها!
ام حمزه خرجت بلهفه على صوت الرصاص و صرخت: ولدددى
امينه اتخضت و بتلقائيه بصتلها بشماته واضحه!
امه مسكتها بعنف: ايه اللى بيحصل انطقى.

امينه زقت إيديها بحده و ردت بسخريه: لا مفيش يا حماتى إبنك بيتزف بس. مش كنتى عايزه تجوزيه اديه بيتزف. هتفرّقى شرباته و لا تستنى دمه توزعيه ف الكاسات!
الحاجه صافيه افتكرت مقابلتها للراجل ف الخلا و الهدوم الداخليه اللى لقتها.
قربت عليها بهجوم: يابنت الكلب. خونتيه و جايه تخلصى منه عشان يخلالك الجو؟
امينه كانت تقصد تأكد انها هي فعلا اللى بلغت: يستاهل. عشان تدوقوا. اعرفوا ان الغدر وحش.

امه مسكتها بعنف من شعرها و جرجرتها لتحت.
برا سليم مد إيده بمهاره فتح عربيتى اللى مستخبى وراها و اخد مسدس منها خاص بيا و ضرب على عربيات الشرطه.

حمزه كان بيضرب على رجالته. هو عارف كويس اوى هو بيعمل ايه، رجالته دليل إدانته الوحيد و هو بيقضى عليه و يقدر يهرب لوحده بعد كده من غير ما يكون سايب اثر وراه!
اما سليم ف اتعامل مع الموقف بطريقته هو و بعقله هو. عقل ظابط بيخلص هو كمان من دليل إدانته. بيضرب بمسدس حمزه و على عربيات الشرطه!

حمزه سمع الصوت و للحظه وقف بعقله كإنه بيحاول يفهم او مش عايز! سليم بيضرب بعد ما رمى مسدسه يبقى اخد سلاح لحمزه من عربيته! ده معناه انه عشان لو نجيوا من الموقف يبقى تمام. محصلش و اتورطوا يبقى حمزه يتورط لوحده و هو بسهوله بسلاح خدمته يقدر برصاصه لحمزه و يقول انه إتبلّغ قبلهم و اتحرك يتصرف!
الشرطه إبتدت تضرب ناحية صوت الرصاص و الاتنين بيضربوا اتجاهم و الرصاص بقا زى المطر حواليهم!

حنين هتتحرك ناحية سليم حمزه شدها و رجّعها و زعق من غير ما يبصلها: انتى جنيتى اياك! رايحه فين ف المجزره دى؟
حنين بصوت مرتجف معرفتش تجمّع جمله: انا. انا لازم امشى. دى فرصتى آآ. لو ممشيتش يبقى عمرى ماهعرف امشى تانى. مش هيسيبنى. دى فرصه مش. مش هتجى. مش هعرف. مش هعرف
حمزه وقف بتفكيره للحظات و لف وشه لها و قبل ما ينطق شافها بتترعش. رعشه من جواها اكتر من الموقف حواليهم! لها حكايه بس مش وقتها دلوقت!

بصتله برجاء غريب و هو للحظات اتهز قدام نظراتها. قطع نظراتهم صوت رصاصه جات ف فانوس العربيه و هما ف نص جنبها و صوت خطوات بتقرب مع رصاص.

حمزه اتحرك بخفه لأخر العربيه. محسش بنفسه و هو بيشد حنين وراه من كف إيدها اللى مسكه جامد كإنها مسئوله منه. اخدها و لف لأخر العربيه عند شنطة العربيه و اتخفّى بينها و بين عربيه وراها. و كل ما الصوت يقرب منهم يتنطط بيها بين عربياته اللى كانت راكنه على الشارع من برا بطوله!
صوت الرصاص بيزيد و يشد و العساكر بتتحرك ورا كذا ظابط و بيتقدم عنهم ظابط بيديهم الاشاره.

حمزه مميل ورا جنب العربيه و بيغيب و يرفع سلاحه يضرب من غير ما يظهر و رجالته بتقع ورا بعض بس بإصابات متحدده بدقه. توقعهم من غير ما تموّت بحيث ياخد وقته بعد كده يعرف يلجّمهم.
بيرفع نفسه بسلاحه و قبل ما يضرب سمع رصاصه و الظابط بيقع بالرصاصه ف نص راسه!
ميل بسرعه تانى و كتم نَفسه و فهم إنه فعلا بيتورط! رجالته تقريبا كلهم وقعوا لكن الظابط إتضرب بسلاحه و ده لوحده دليل إدانه له!

الظابط وقع و اللى وراه إتوتروا بمجرد وقوعه و إبتدوا يتبرجلوا و لحظات و الصوت هِدى نوعا ما!
كانوا العساكر و الظابط التانى شدوا الظابط اللى وقع يدخّلوه العربيه تبعهم و العربيه إتحركت بيه!
سليم اخد نَفس جامد و إبتدى يهدى نوعا ما. بيبتدى يتحرك كان الظابط التانى رجع و ضرب رصاصه مكان ما لمح حد بيتحرك!
سليم اتخفّى بس صوت الخطوات قريب منه جدا و بتقرّب. المقاومه هنا مش حل و المواجهه تورّط!

بدون تفكير حدف سلاح حمزه ف عربية حمزه اللى كان مستخبى وراها و خرّج سلاحه المرخّص الميرى من جيبه و وقف و رفع سلاحه لفوق و ف مكر شاور على مكان عربيه و شاور بعينيه.
الظابط بصّله بترقّب و بص لمكان ما شاورله بعينيه و رجع بصّله كإنه بيقرا الموقف من عينيه! خوف او ثقه!
سليم كان متدرب كويس جدا بحكم شغله ف قدر يرسم ملامح هاديه على وشه اقنعت الظابط!

سليم شاورله تانى بعينيه على عربيه من عربيات حمزه: انا متابعُه من اول اليوم لحد ما يطلع التصريح و اذن النيابه!
الظابط بحذر: مين ده!
ف الخرابه.
ادم بمجرد ما سمع صوت صفارات الشرطه بص للبنت و بص لنسناس اللى بص كمان للبنت و هي رجعت لورا بخوف.
ادم اخد نَفس جامد و شاور لنسنانس بعينيه ع الراجل و ف حركه سريعه شد البنت و جرى.

البنت رغم إتفاجئت برد فعله و رغم خوفها منه لكن حاجه جواها خلتها تبتت ف إيده. بتغيب و تبص بقلق على جرحه اللى كل ما حركته بتزيد نزيفه بيزيد!
نسناس اخد قميصه و ميل ع الراجل مسح كل البصمات اللى ممكن تكون عليه. حرّك القميص على وشه بإيده بكفوفه و جسمه كله و بمجرد ما خلص سمع عربيات بتقف على منحنى الحته اللى هو فيها ف قام بسرعه و جرى اختفى بين الاكوام الموجوده و الكراكيب.

ادم اخد البنت و إتنطط جرى بين الحاجات اللى بتقابله لحد ما طلع من الخرابه كلها و دخل شارع جانبى. سند بضهره على ركن لحيطه و بص وراه و رجع شدها و كمل جرى بس اهدى شويه!
البنت حاولت مع حركتهم تبصله بخوف: جرحك كده هيلتهب من ضغطك عليه
ادم رد بإقتضاب: لازم اكتمه عشان النزيف
البنت بصتله بتردد شويه و اتكلمت بلجلجه: انا ممكن اساعدك
ادم: لاء
البنت بصتله بإستغراب: ايوه بس انت ساعدتنى و انا اللى.

ادم قاطعها بتقفيل: لاء
البنت: يابنى اسمع. انت لو إستنيت اكتر من كده ممكن تتأذى. ممكن يكون لاقدر الله الحديده دخلت لجوه لمكان يأذيك بجد و
ادم إلتفت لها فجأه و هما بيتحركوا و كإنه بيركز ف كلامها و هي إتوترت ف لهجتها اتغيرت: كان غرضى اساعد. انت حر ياكشى يكون عاجبك شكلك كده و انت شبه الشوال المخروم و ماشى تنقط
ادم ضحك غصب عنه بتعب: كنتى عرفتى تساعدى نفسك يا كرومبو.

البنت بصتله فجأه و هو بصلها و كعمش وشه بإستفزاز و دوّر وشه تانى و هي لسه عينيها عليه: انت قولت يا ايه؟
ادم رد ببرود: مش شايفه نفسك شبه كرومبو يعنى؟ ايه مبتبصيش ف مراية بيتكوا؟
البنت إبتسمت بلغبطه و ادم سكت بس بيغيب و يبصلها بطرف عينيه كإنه بيجيب اخرها. حاجه جواه عايزاه يجيب اخرها ف مرضيش تساعده!

وصلوا عند بنايه قديمه و شكلها منهك من كذا دور و ادم بمجرد ما وصلوا قعد على مصطبه قدامها و بيتنفس بالعافيه.
بيغيب و يبص ف ساعته و الاخر مسك موبايله طلب رقم و قبل ما ينطق سمع منه و قفل.
ثوانى و ظهر على اخر الشارع نسناس اللى شاورله بسرعه بقلق: ادم لازم تمشى من هنا. الحكومه اتبعترت ف كل حته.

ادم وقف بتعب: شافوا حاجه؟
نسناس: الراجل. و مش عارف اذا كان مات بجد و لا لاء. لكن لحد ما نعرف لازم تختفى
ادم اخد نفس بنفخ و نسناس كمل: معرفش بس هما طلبوا الاسعاف مع الناس اللى هتشوف البصمات و تفتش الحته كلها و سايبين عساكر زى الرز و في ظابط متابع شكله غتت و شكل في حد تانى جاى
البنت سقفت ببلاهه: طب كويس
ادم بصّلها بعصبيه جنبه و هي رجعت لورا ف قعدتها: طلع مريّح شويه اهو.

ادم عض بوقه: و شافك. و هبجيبك من قفاكى و لا الحلوه وراها مشوار؟
البنت برّقت و ادم كعمش وشه: ده لو صح لو لمحك بس هيمرجحك
البنت شاورت: يمرجحنا لو سمحت. هو انا كنت لوحدى؟ مش كنا مع بعض و هنتقاسم
ادم كز على سنانه و هي وقفت بسرعه: آآ. قصدى مبحبش اركب المراجيح لوحدى. اخاف
ادم بصّلها فوقه بغيظ و هيموت و يضربها بالقلم.
نسناس: اخلع يا ادم
ادم رد بهدوء: احنا معلناش حاجه
نسناس بص للبنت: احنا؟ انتوا مين؟

ادم بص للبنت جنبه و متكلمش و نسناس اتكلم بعينيه مع لسانه: اه بس الحوار كله لبش. سين و جيم و تفتيش و فيش و تشبيه و تحقيقات للصبح و انت فاهم ده يعنى ايه. لو متورطتش ف ده هتتورط ف غيره لازم تخلع. بصماتك عندهم و لا ناسى!
البنت بصتلهم بذهول و بصت لآدم: بصماتك عندهم! يخربييتك انت سوابق صح؟ طب اييه؟ حرامى؟
ادم قعد و ضحك غصب عنه و بص لنسناس اللى ضحك معاه ضحكه خفيفه.
ادم: طب و البنات؟

نسناس: متقلقش. انا هظبط الشغل
البنت برّقت: يخربيييتكوا انتوا بتتاجروا ف البنات؟ و دول بتشغّلوهم و لا بتفككوهم و بتبيعوهم اعضاء؟
ادم برّق: نفككوهم؟
البنت اتعدلت بفضول: يبقى دعاره؟
ادم اتعدل قصادها و بصّلها بغيظ: تعرفى تخرسى؟
نسناس ساعده يقف: يلا يا ادم مفيش وقت لازم تتحرك
ادم سكت شويه بتفكير: كلم سحر و عصام ينقلوا الحاجه لمكان تانى. كده امان.

نسناس: بس كده قلق. انا مش واثق ف دماغهم. هنتسوّح و البضاعه المرادى تقيله
البنت وقفت بصدمه: يا نهار اسووووح. ده انا وقعت ف عصابه بجد بقا. بضاعة ايه ها؟
ادم بص وراه لها بحده قلبت غيظ و رجع بص لنسناس: اعمل بس اللى بقولك عليه. دى فرصه تحدف الكره بعيد و تستنى حد يشوط غيرك تشوف دماغه
نسناس فهم ف هز راسه و بيتحرك و هو بيسند ادم البنت صرخت: استنوا انتو رايحين فين؟ هتسيبونى هنا لوحدى؟

الاتنين بصوا لبعض و ادم اتكلم بغضب: انتى كنتى نازله عليا على بطاقة التموين؟ ما
قطع كلامه على صوت حركة عربيات جايه من حته قريبه و سابقها عساكر بتفتش الحته ف شدها بسرعه و إستخبوا ف مدخل البنايه.
ادم قدام و هي وراه بيغيب و يبص لبرا و شاور لنسناس وراه: حركتنا كده صعبه
نسناس هز راسه بفهم و بخفه إتحرك لبرا البنت شدته من ياقة قميصه من ورا رجّعته: انت رايح فين؟ هاا؟

ادم حط إيده على وشه بغيظ و شدها رجّعها وراه و شاور لنسناس يتحرك.
البنت: مينفعش، كده هيجرجرنا وراه
ادم بصّلها بنفاذ صبر و هي لهجتها اتراجعت: قصدى. يعنى ممكن حد منهم شافه ف الخرابه معانا
ادم شاورله و نسناس خرج بتسلل بيتنقل من جانب حيطه لحيطه لحد ما وصل اخر الشارع و هو بيحود يجرى حد من العساكر لمحه و جرى ناحيته. ضرب طلقه و اتنين و كذا حد اتحرك معاه وراه و قربوا من البيت بيفتشوا.

البنت همست: اهو نسناس وقع. لازم تتفلسف؟
ادم شاورلها على بوقها بعصبيه و جرجرها و طلعوا لفوق بحذر.
البنت همست: احنا رايحين فين؟
ادم ضربها على قفاها قدامه زقها اتحدفت بغيظ: هنريّح فوق شويه! ما تخرسى بئا
البنت اتعدلت بغيظ: الحق عليا اللى عايزه اعرف يمكن اساعدك.

ادم بصّلها و عض بوقه بعصبيه و هز راسه و شدها و طلع لحد اخر البنايه. بمجرد ما طلعوا شافوا الشارع اتملى عساكر ف نفخ بضيق و ف لحظه حد منهم بيرفع وشه لفوق راح نزّلها ع الارض و ميل فوقها.
البنت هتتكلم ادم كتم نفسها ثوانى بعدين زحف عنها و اتعدل و عدلها و سندوا ع السور.
هتتكلم ادم شاورلها على بوقها تسكت و شاور ع السور و هي فهمت ان في حد ف همست: انت حمار يا بنى؟ حد يعامل بنت كده؟

ادم عض بوقه بغيظ و هو بيبصلها و البنت إبتسمت غصب عنها لملامحه و هو لسه على بصته بيعض بوقه.
البنت ضحكت بخفه: في ايه؟ انت بتعمل كده ليه؟
ادم لسه على ريأكشن وشه: همووت و اديهولك من ساعة ما شوفتك
البنت رجعت بقعدتها لورا و ضحكت بلغبطه: كابتن. انت بتاكل بوقك ليه؟
ادم قرب من قعدتها اللى رجعت لورا بغيظ: هموووت
البنت بصتله بترقب: هو ايه ده؟ يا كابتن عيب كده انا
ادم بغيظ: قلم
البنت برّقت: نعم؟

ادم: هموت و اديكى قلم على وشك
قطع كلامهم موبايله اللى رن رنه خفيفه و فصل و هو وقف بحذر يلف حوالين جوانب السور اللى باصه ع الشارع شاف نسناس على جنب منهم واقف بعيد بالإسكوتر بيتلفّت بقلق.
ادم بصّله و بص للبنت وراه بضيق و قرب من السور و هي وقفت و راحت عليه.
ادم بينقل عينيه تحت و يبصلها و يبص حواليه.
البنت بفضول: في ايه؟
ادم: بتعرفى تطيرى؟
البنت اتريقت: ليه خفاش؟

ادم ف حركه سريعه مسك إيدها و طلع ع السور و بدون تمهيد نط بيها لتحت: لاء زرافه
وقع بيها ف الارض و برغم ان البنايه كانت واطيه عشان قديمه الا انه اول ما نزل جرحه نزف بعنف و هو ببنهج.
البنت و هي بتتعدل تقوم: يخربييتك حد يعمل كده؟
ادم اتعدل بغيظ: معلش الاسانصير عطلان.

البت هتزعق ادم إلتفت على الصوت و شدها بإيده و وقف و بيجروا و إيده التانيه كاتمه الجرح لحد ما وصل عند الإسكوتر نط عليه و هي ف حركه سريعه نطت وراه و طار بيها.
خرج من المنطقه خالص بس فعلا لازم يقف. حالة اغماء بتهاجمه مينفعش معاها مقاومه تانى.
البنت عشان لافه دراعاتها من وراه حوالين ضهره حست بجسمه بيرخى و يشد بين إيديها.
بصتله بقلق: انت كويس؟
ادم مردش و بينهج و الاسكوتر إبتدى يحود بيهم يمين و شمال.

البنت بخفه سلّكت رجليها مدتها من عليه من جنب و حركت جسمها كله بعدها نطت قدامه و اتحركت هي بالاسكوتر.

ادم اتنفس بغيظ بس حالته مسمحتلهوش يعترض. كان بيشاورلها ع الطرق. بِعدوا اوى جدا لحد ما وصلوا عماره شكلها مش جديد و لا قديم.
وقفت و ركنت شافت نسناس مستنيهم بصتله بذهول: ايه ده انت طالع بوشين؟ و لا بتظهر و تختفى زى عفاريت الليل؟
ادم ضحك غصب عنه بغيظ معاه و شاورله ساعده لحد ما دخلوا ف مدخلها و قعدوا.

ادم بينهج و عرقان جدا و من غير اراده منه فرد جسمه و رقد على ضهره و عينيه بتقفل و تفتح لوحدها من التعب.

حنين ف مكتب حمزه قدامها الورق من غير ما تحس وقفت و بتقرا برجفه كإنها بتتفاعل مع اللى بتقراه:
الظابط بصّ لسليم بترقّب و بص لمكان ما شاورله بعينيه و رجع بصّله كإنه بيقرا الموقف من عينيه! خوف او ثقه!
سليم كان متدرب كويس جدا بحكم شغله ف قدر يرسم ملامح هاديه على وشه اقنعت الظابط!
سليم شاورله تانى بعينيه على عربيه من عربيات حمزه: انا متابعُه من اول اليوم لحد ما يطلع التصريح و اذن النيابه!

الظابط بحذر: مين ده؟
حمزه كان قريب منهم بس مش ظاهر و سامع. للحظه كز على سنانه و بص لحنين اللى انكمشت على نفسها بخوف من نظراته اللى فهمتها بيفكر يستخدم وجودها انه ممكن يثبت للظابط ان لو كلام سليم صح و جاى على بلاغ عن حمزه يتصرف لحد اذن النيابه اكيد مش هيجيب مراته معاه! ف وجودها اكبر دليل على كذبه! و بكده هتتورط معاهم بعد ما تورّط سليم اللى اكيد هيخلص من دليل ادانته!

اول ما وصلت افكارها لهنا بعفويه مسكت دراعه بإيدين بتترعش و هو للحظه هز دماغه بعنف كإنه بيتفاعل مع تفكيره و بدون تفكير رفع راسه لحظات بيتلفّت حواليه. ميّل بسرعه و ثوانى و رفع راسه تانى كإنه بيدوّر على حل لحد ما لمح عمّار بعيد على سطح الاستراحه بيغيب و يرفع راسه يضرب!
حمزه ابتسم ربع ابتسامه اول ما عمار لمح سليم و صوّب مسدسه و ضرب عليه رصاصه مصوّبه كويس جدا جات ف رقبته قبل ما ينطق بلحظه!

حنين صرخت بصوت رغم قوته مهزوز و دفنت وشها ف كتفه.
سليم وقع و هو بيشاور على مكان حمزه و الظابط إتلفّت حواليه ع الصوت بحذر و شد سلاحه بس مش شايف حد.
حمزه اخد نَفس عنيف يتصرف بس خطوات الظابط بتقرب منهم فعلا. الظابط كان جاى من قدامهم و حمزه لو رفع وشه بس قبل ما يتحرك هيتكشف.
من مكانه مميل ع الارض ضرب رصاصه ع الظابط بس قصدها ف رجله تشل حركته مش اكتر و فعلا الظابط وقع برجله بس لسه بيقاوم.

حمزه شد حنين وراه و بيتنطط بين العربيات و الظابط لمحهم و إبتدى يضرب عليهم بس كانوا بيتفادوا الضرب لحد ما حنين صرخت.
حمزه وقف بتسمّر و لف وشه وراه لها بترقّب و شاف رجلها بتنزف و بتنزل بيها ع الارض.
نقل عينيه بينها و بين الظابط وراهم و الرصاص اللى متابع خطواتهم و هي دموعها هزت جسمها!

حمزه من غير ما يفكر مد إيده رفعها و حاوطها بدراعه و محمّلها عليه كإنها بتتحرك برجله هو و إبتدى يتحرك من تانى بيها بخطوات تقيله.
و عشان اصابة الظابط كانت ف رجله و كان لوحده كان بيضرب بس من غير حركه وراهم غير رصاصُه اللى بيتحرك معاهم و عشان كده قدروا يوصلوا عربيه بعيد بسرعه.
حمزه كسر قزاز العربيه بكوعه و مد إيده فتحها و فتح الباب و دخل.

دوّرها و للحظه بص لحنين اللى جامده مكانها كإنها مش عارفه او متلجّمه. اتقابلت عينيهم ف نظره زى الغمامه!
حمزه سحبها لجوه العربيه و قفل و بسرعه اتحرك بالعربيه لبعيد.
فضل يتجوّل حوالين المكان من بعيد بحذر. لحد ما ركن عربيته بعشوائيه على جانب الطريق و نزل منها على جانب الصحرا مشى خطوات سريعه جرى ناحية حاجه بعيده.
حنين بخوف: متسبنيش.

حنين الورق ف إيدها بتقراه و غصب عنها صوتها إترعش بدموع نزلت ع الورق: متسبنيش
كإنها سامعه نفسها مش بتقرا الكلام او رجعت بعقلها لورا و لسه جوه الموقف.
رجعت لكلامه من تانى وقفت مكانى و رجعت بعينيا لها. بتوتر واضح كنت هقولها حاجه و رجعت فيها. كل اللى قدرت عليه قدامها هزيت راسى بس انفى كلامها بشكل غريب و الاغرب إبتسامتها الباهته!

حنين اخدت نَفس جامد و الورق ف إيدها و بتلقائيه إيدها التانيه راحت على قلبها و إتنفست براحه و رجعت تقرا السطور او زى ما كانت حاسه رجعت تشوفها.

حمزه حرّك نفسه بالعافيه من وسط تفكيره وسط الرمله ناحية عربيه تانيه مركونه. فتحها و كان جواها مفاتيحها كإنها كانت مُجهّزه لموقف زى ده.
برغم انه ف العمليات اللى من النوع ده مبيستخدمش اى حاجه تخصه بآوراق رسميه خاصة العربيات إلا انه كان عامل احتياطه و انه مش هيتحرك بالعربيه اللى هيخرج بيها من الموقف.

ركب و اتحرك بس وقف بفرامل عنيف على منظر عربيه نقل كبيره بتقرب من ناحيه من الطريق و بسرعه بتحود كإنها بتفقد سيطرتها على نفسها.
لعن غبائه اللى خلاه ركن عربيته ف معترض الطريق و رغم انجرافه بيها ف الرمل الا ان اخرها على الطريق.
زمّر جامد بعربيته كإنه بيحاول يلفت نظر العربيه النقل بس هي كانت غير مسيطره على حركتها.

حمزه نزل و حاول يتحرك بسرعه ناحيتهم و ف لحظه اقل من الثانيه كانت العربيه خبطت ف عربيته اللى كانت حنين لسه جواها. العربيه اتخبطت من اخرها و إبتدت تلف ف حركات عشوائيه حوالين نفسها!
حمزه قرب بسرعه و مش عارف ايه اللى ممكن يتعمل غير إنه لازم يعمل حاجه.

من وسط حركة العربيه العشوائيه شوفتها بتهز راسها بعنف. حركات عيونها الزايغه عنيفه و عصبيه. حطت إيديها على راسها بجنون و فضلت تصرخ لحد ما جسمها اتشنج و تشنجاته زى ما زادت شويه بشويه بعنف ابتدت ترخى شويه بشويه كإنه بتنسحب للاوعى!
بتلف وشها شافته و اتقابلوا ف وداع غريب ميقولش ان ده وداع للقا و عِشره مدامتش دقايق!

ادم شاور لنسناس ساعده لحد ما دخلوا ف مدخل العماره اللى وصلولها و قعدوا.
ادم بينهج و عرقان جدا و من غير اراده منه فرد جسمه و رقد على ضهره و عينيه بتقفل و تفتح لوحدها من التعب.
البنت نزل على رُكبها جنبه و مدت إيدها اللى بتترعش بتحرّكها على وشه تمسح عرقه.
نسناس كان هيتحرك لباب العماره بس شاف ادم إبتدى يلهوس و البنت بصتله بقلق و بتهز راسها.

رجع تانى بتوتر و ميل على ادم بقلق: ادم. فوق. انت كويس مفكش حاجه. دى خربوش صغير يا صاحبى و ياما دقت ع الراس طبول
ادم فتّح بالعافيه و بص على البنت و بصّله و إبتسم بالعافيه: مش قولتلك هتيجى ف النهايه! شكلها النهايه يا صاحبى.

نسناس اتوتر و حاول يلطف الجو ف اتكلم بصوت مهزوز بدموع: لا نهاية ايه فوق كده! ده احنا لسه ورانا بضاعه و عيال و خمّاره و بلاوى سوده! و بعدين انت اتعديت من الواد عصام و لا ايه! سمعتها ف انهى فيلم دى ياسطى؟
قال جملته الاخيره و هو بيقف بهزار خفيف يكسر حدة الموقف.
وقف اتلفّت حواليه و خرج برا للإسكوتر ميل من جانب منه جاب مفك و كذا حاجه حديد و رجع.

بصّلهم و هو طالع: انا هتصرف متقلقش. اهم حاجه تقوم من هنا دلوقت
ادم شاورله و اتسند حاول يقف و البنت ساعدته: استنى انا جاى
طلعوا كذا دور بالعافيه و ادم شبه بيزحف لحد ما وقفوا قصد شقه و نسناس طلع الحاجه و إبتدى يلعب ف الكالون بتاعها.
البنت بسرعه فلتت نفسها من دراع ادم اللى كنت لافاه عليها و راحت عليه: يخربيييتك انت بتعمل ايه؟
ادم اتوجّع بغيظ و هي رجعتله بسرعه: هو بيهبب ايه؟

ادم شاورلها على بوقه بغيظ و متكلمش.
البنت سكتت لحظه و بصت لأدم عليه: هو بيعمل ايه؟ انتوا تعرفوا حد هنا؟
ادم رفع إيده بغيظ و هي اتخضت و رجعت خطوه لورا و هو حطها على وشه مسحه بيها بنفاذ صبر.
البنت رجعت جنبه و بصت لنسناس: هتسرقها هاا؟ هاا؟
نسناس بص وراه لأدم و ضحك براحه و ادم نفخ بضحكه خفيفه و قرب منه اخد منه الحاجه و شاورله يرجع.
البنت: اه اكيد هتسرقها مش جاى تتصور جنبها سيلفى يعنى. الله.

ادم برّقلها و هي حطت إيدها على بوقها و شاورتله. تابعته لحد ما طفّش الكالون و فتح الشقه.
نسناس دخل بسرعه لجوه بيفتّش حواليه لحد ما دخل الحمام و خرج بعلبه و شاورلهم.
البنت اتصدمت: يخربيييتكوا انتوا ف ايه و لا ايه؟ انتوا هجّامين بقا!
ادم بيضحك غصب عنه بغيظ و هو داخل: فراستك ف محلها اسم الله عليكى نبيهه من يومك
نسناس ضحك و بصّله: كان لازم اتصرف. بعدين متقبقش مفيش حد هنا و لا هيجى حد دلوقت.

البنت دخلت و رزعت الباب وراها و ادم بصّله بضحك: كده امة لا اله الا الله هتيجى
البنت قربت من ادم بهجوم قعدت جنبه على كنبة انتريه بعد ما قعد: يخربيييتك انت بين ايدين ربنا قادر ياخد روحك اللى كان هياخدها من شويه. تقوم اول ما تفوق تسرق شقه! افترض موتت دلوقت تموت حرامى يعنى؟
ادم رفع حاجبه بتريقه: شوف ازاى؟ و هو انا اللى مقابلك على باب جامع؟

البنت اتراجعت ف قعدتها: لاء انا الوضع مختلف. مكنتش بموت يعنى. و بعدين لو عارفه انى ممكن اموت مش هرضى اموت كده
ادم عض بوقه بغيظ و شد مشرط من العلبه اللى نسناس حطها قدامه و قرب بيه على وشها و هي رجعت بضهرها و وشها لورا.
ادم بغيظ: ايه رأيك انى اموّتك دلوقت و اخليكى تقابلى ربنا حراميه دوبل؟ مره للراجل و مره للشقه!
البنت شاورت بإيديها الاتنين بتراجع: لالا خلاص. على ايه انا كان غرضى انصح.

ادم رجع بجسمه و حدف المشرط ع الترابيزه قدامه و نسناس قرب منه رفعله تيشرته و إبتدى يشوف جرحه.
نسناس وقف بتوتر: لازم مستشفى يا ادم. صحيح الجرح شكله سطحى بس لازم نتأكد. انا ممكن المّه لكن خايف من جوه يكون في حاجه
البنت شدت من إيده المشرط و زعقت ف وشه: انت كمان هتعمل دكتور؟ هي دى كمان فيها سرقه؟

ادم بصّلها بنفاذ صبر و رجع بص لنسناس اللى اتكلم بلطافه: متقلقش انا كلمت الاشول هيجى يشوفك. هو تمرجى بس له تاريخ اسود معانا
البنت رفعت حاجبه: اشول و هيجى يخيطله جرح؟ هيخيطه برجله مثلا؟
ادم رفع إيده تانى و هي ضحكت ببلاهه انه هيحرّكها على وشه زى ما عمل قبل كده ف ضربها قلم فجأه على قفاها بغيظ اتحدفت من ع الكنبه قدامها ع الارض.
البنت رفعت وشها بغيظ له فوقها ع الكنبه: خلاص انت خُلقك ف كم إيدك و لا ايه؟

ادم شاورلها على بوقه: ششش
دقايق و ادم إبتدى يعرق و جسمه بيسخن. سند ضهره لورا و غمض عينيه و إتكلم: خدها وصّلها و ارجعلى
الاتنين كانوا هيتكلموا ف نفس اللحظه ادم سبقهم: متقلقش عليا انا كويس و هستنى الزفت بتاعك اما يجى نتصرف
البنت إندفعت بإعتراض: لا انا مش همشى. هو انا كنت قاتله قتيل عشان ف الاخر امشى كده؟
ادم فتح عينيه و رفعلها حاجبه: هو انتى قاتلاه عشان حاجه تانيه لا سمح الله؟

البنت إتوترت بخوف و ادم زعق: انتى غبيه يا بت؟ انتى مش حاسه بالمصيبه اللى انتى فيها؟ طب انا و متعود انتى ايه بقا هاا؟ ده انتى مسيّحه دم الراجل على شنطه و حبة فلوس! و لو وقعتى هتلبسى البدله الحمرا
البنت ضمت بين حواجبها ببلاهه: بدلة ايه؟
نسناس ضحك بخفه و ادم حط إيده على وشه يكتم عصبيته و رد بغيظ: بدلة الرقص. قومى يا بت.

هى هتتكلم نسناس بص لأدم: هي صح مينفعش تخرج دلوقت يا ادم. البوليس قالب الدنيا. منشر ف كل حته و سايب عساكر قالبين الشوارع. و منعرفش اذا كان حد اخد باله من شكلها و لا لاء. لإنها معديه من قدام القهوه و هي متروسه و الكل شاف بداية الموقف و اكيد دلوقت شافوا اخره. اكيد خمسين حد هيحكى باللى حصل خاصة الراجل اتشاف من القهوه اما وقع. ف الله اعلم بقا حد هيحكى و هيحكى ايه.

ادم نفخ بضيق و بصّلها و هي وقفت بسرعه بخوف من نظرته.
موبايل نسناس رن و هو بص فيه و شاور لأدم بعينيه و راح ع الباب فتحه و نزل و دقيقه و طلع بحد معاه.
الراجل من غير كلام راح على ادم عدله ف رقدته و شاف جرحه و فتح شنطته و إبتدى يفحصه و يعقمه.
نسناس بصّله بإستفهام و الراجل هز راسه: لا ده سطحى متقلقش
ادم اتكلم بصوت ضعيف: عارف و لا هتسوّحنا؟
الراجل إبتسم و البنت بصّتله: انت عرفت ازاى؟

الراجل قاطعه: لو كان دخل جوه او خبط ف حاجه من جوه كان هيبقى لون النزيف متغير و مختلط معاه افرازات عضويه من جرح داخلى
إبتدى يتعامل مع الجرح و خيطه و لزقه و كتبلهم ورقه و هو خارج: هو بس ممكن يسخن شويه. يحصل مضاعافات زى اغماء، دوخه، هبوط ده عادى متقلقوش ده من اثر النزيف. المهم ياكل كويس و ميتحركش خالض ع الاقل اسبوع
نسناس هز راسه و هو عادلهم كلمته و هو بيخرج: ميتحركش خااالص. سامع.

سابهم و نسناس بصّلها و شاورلها بالورقه و هو خارج: هنزل اجيب الحاجه اوعى تفتحى لحد و لا تكلمى حد لحد ما ارجع.

خرج و البنت بتلف لقت ادم قايم بيخلع التيشرت خالص و بيتحرك.
زعقت بغيظ: ايه ايه. انت رايح فين انت؟ انت مش سامع كلام الدكتور؟
ادم لف وشه لها و رفع حاجبه و هي اتراجعت بلغبطه: التمرجى. الاشول. البتاع ده قصدى
ادم ضحك غصب عنه بتعب و هي قربت عليه: ايا كان الشئ ده ف هو قال متتحركش لا تنزف تانى
ادم اتخطاها ببرود: و انتى مالك؟
البنت اتلغبطت: ما انت لو نزفت تانى هنحتاس بيك و ساعتها هنتسوّح.

ادم كعمش وشه بتريقه: اما ده يحصل ابقى اخلعى و قولى الوحش ده اللى ورطنى
البنت اتراجعت بتهتهه تلقائيه لمجرد ان حاجه جواها مش عايزه تمشى: لا. اكيد مش هعمل كده
ادم رفع حاجبه: ليه؟ ما كنتى من شويه هتعملى كده اما سمعتى بس صفارة البوليس. و قولتى مانا ممكن اقولهم كنت عايز تعتدى عليا
البنت رفعت حاجبها و برّقت ببلاهه: عرفت ازاى انى كنت عايزه اقولك كده؟ انا ملحقتش اكمل الجمله!

ادم بصّلها بطرف عينيه و هي ضحكت بخفه: خلاص بقا. اللى فات مات ياسطى. براءه
ادم لطم بغيظ على وشه: لاء اتقتل. اللى فات اتقتل ياختى و اتسيّح دمه
البنت ضحكت ببلاهه: خلاص بقا فك. قولنا مكنش جاى معايا حوار القتل ده. بعدين احنا لسه متأكدناش
ادم هز راسه بيأس و هو شاورتله ببلاهه: طب هقولك نكته تفك
ادم رفع حاجبه: لا دى بتاعتى انا دى.

البنت ابتسمت بضحك صامت: بيقولك مره واحد ماشي ورا واحده قالها الحلوه وراها مشوار؟ قالتله لا. الحلوه وراها حمار
ادم برّق قدامه و رجع بصّلها و برّق و هي ضمت عينيها ببراءه مصطنعه: ايه ده هو انت اللى من شويه قولتلى الحلوه وراها مشوار؟ انى اسف
ادم رفع إيده بغيظ و هي بسرعه حطت إيدها على راسها من ورا و ميلتها.

ادم ضحك غصب عنه من شكلها و هي رفعت وشها ببلاهه و قبل ما تتكلم لمحت ضحكته و ضحكت ببلاهه: طب خلاص هقولك واحده غيرها
ادم حط إيده على وشه مش عارف عشان يكتم ضحكته و لا عصبيته: منك لله
‏البنت ضحكت ببلاهه: بيقولك مره قلم رصاص وقع على جنبه قال الحقوني pencil مني دم
ادم عض بوقه تحت إيده اللى مدارى بيها وشه و فرد صوابعه على وشه برّقلها بعين واحده.

البنت ضمت عينيها بضحكه مكتومه: ايه ده هو انت اللى وقعت على جنبك؟ كمان واحد اسف
ادم رجع ضم صوابعه تانى دارى وشه و سمح لضحكته تطلع: انا. انا اللى منى لله
البنت هتتكلم هو سبقها مد كف إيده على وشها زقها بغيظ: اتكلى بقا
اتحرك و البنت قعدت بغيظ: عنك. على ايه التناكه ده انت كنت هتتفرم زى كفتة هوهو من شويه
ادم عض بوقه ف مشيته من غير ما يبصلها و هي قعدت ع الكنبه و عدلت رجلها ربّعتها ع التانيه.

متابعاه بطرف عينيها بكبرياء مضحك لحد ما قامت بغيظ وقفت قدامه: هتعمل ايه؟
ادم كتم نفخته و هي ردت: طب عايز تعمل ايه و انا اعملهولك؟
ادم لف جسمه كله لها و قصد يبقى قبالها و بصّلها: اقولك هعمل ايه و لا تسكتى؟
البنت هتتكلم ف لحظه عينيها راحت على جسمه من فوق العريان قدامها و تاهت. بصت لعضلاته اللى تقريبا مقسمه كل جسمه بإحترافيه من دراعاته لصدره لبطنه بشكل منسّق و جذاب مش مرعب.

ادم بص ف عينيها و راح معاها على جسمه و بصلها و رفع حاجبه: نعمم؟
البنت إتوترت: انت ازاى جسمك كده مع ان شكلك عادى؟
ادم طلّع علبة سجاير و اخد سيجاره منها ولّعها و هو بيتحرك و رد ببرود: عادى يعنى
البنت قربت الكام خطوه اللى اتحركهم: لا قصدى يعنى جسمك منسق جدا. شكلك بتروح جيم مع ان يعنى حالتك.
شاورت بإيدها و هو بصّلها بتريقه: و هو انتى اللى جايه من مدينة الرحاب؟

البنت ضحكت بصوت عالى جدا ضحكه رقيقه وقّفته للحظات و كان هيقول حاجه و غيّرها و هو مبتسم: طب ما انتى ضحكتك حلوه مع ان يعنى شكلك...
شاور بإيده و هي ضحكت تانى اعلى: ده انت بتردهالى بقا! لا بجد
ادم سكت شويه: شغلنا صعب. كله خطر. بنتحرك فيه زى ما تيجى تيجى ف لازم الواحد يبقى عامل احتياطاته و احنا احتياطاتنا ف جسمنا. ماهو مينفعش عيل فرفور يترمى ف رميتى السوده دى و يعرف يتصرف.

البنت بصتله و ضمت بوقها على بعض بإبتسامه خلت عيونها لمعت.
ادم بص ف عينيها و إداها ضهره و اتريق: ماهو ساعات الزنقه ف سكتنا دى بتحدف ع الواحد بلاوى و تقوله شيل و يا يشيل يا يتشال
البنت رجعت وقفت قدامه و سندت على ترابيزه وراها بفضول: و هو انت بتشتغل ايه اصلا؟
ادم رفع حاجبه و فك رجليها المشنكلين ف بعض كانت هتقع: انتى حوله؟
البنت هتتكلم ادم شاورلها على بوقها: ششش انا صدعت. انتى بتشتغلى ايه يا بت انتى؟

البنت رفعت حاجبها و اتكلمت بلهجته اللى رد بيها عليها: انت احول؟
حنين ف مكتب حمزه لسه الورق ف إيدها بتقرا غصب عنها قعدت ع الكنبه قصد المكتب بمجرد ما العربيه إتخبطت و صوتها عِلى ف القرايه و عشان كانت بتتخيل المناظر قدامها صوتها طلع زى الصدى بيتردد.

من وسط حركة العربيه العشوائيه شوفتها بتهز راسها بعنف. حركات عيونها الزايغه عنيفه و عصبيه. حطت إيديها على راسها بجنون و فضلت تصرخ لحد ما جسمها اتشنج و تشنجاته زى ما زادت شويه بشويه بعنف ابتدت ترخى شويه بشويه كإنه بتنسحب للاوعى!
من وسط حالتها بتلف وشها شافتنى و اتقابلنا ف وداع غريب ميقولش ان ده وداع للقا و عِشره مدامتش دقايق!

ف لحظه وقفت بتفكيرى و روحت على حجر شديته بقوه غريبه زقّيته ف طريق حركة العربيه اجبرتها تقف بعنف و حنين لبست بوشها بمنتهى العنف ف تابلوه العربيه و راسها مترفعتش!
قربت فتحت العربيه بترقّب و مسكت راسها رفعتها بحذر و تقريبا معرفتش اشوف ملامحها من الدم.
سندتها ع الكرسى وراها و اخدت نَفس عنيف و مسكت شعرى و انا بهز راسى كإنه بجبر دماغى تتصرف!

طول عمرى بعرف اتصرف. طبيعة شغلى و مخاطرها علّمتنى ردود افعالى تبقى جاهزه دايما و مُرتبه تحت اى ظرف لكن هنا مكنتش مش عارف اتحرك حتى!
بصيت عليها و حواليا و ع العربيه بيها و على العربيه اللى هتحرك بيها و سكتت ثوانى كإنى بعيد خطواتى! كان ممكن اسيبها و امشى. او كان المفروض امشى. بس معرفش ده مجاش من ضمن تفكيرى وقتها ليه!

رجعت للعربيه دوّرتها و اتحركت بيها لحد ما جيبها قصد العربيه اللى فيها حنين و وقفت. نزلت شيلتها بحذر دخّلتها عربيتى و قفلت و اتحركت.

حنين بتقرا و صوتها تاه وسط الاحداث اللى إبتدت كإنها شايفاها.
حمزه مشى ع الطريق بيتلفّت على جوانبه لحد ما لمح مستشفى طوارئ. اتنفس بنوع من الارتياح و قرّب منها. ركن و دخل جرى ع المستشفى و دقايق و خرج و معاه دكتور و كذا حد مساعدين و سرير جرار. نقلوها لجوه و هو وقف ع الباب بفضول غريب شبه اللهفه!

دقايق و دكتور خرج: لازم نجهّز العمليات للساعات الجايه. في نزيف مش عارفين هيقف بالاسعافات و مجرد نزيف من الخبطه و لا لازم عمليه بس ف كل الاحوال لازم نبقى مستعدين لأى احتمال
حمزه اخد نفس جامد و هز راسه بموافقه و الدكتور اتحرك.
للحظه إفتكر ف نزل للمستشفى تحت.
أمه جوه البيت بتتحرك بغضب و امينه متكتفه قدامها و حواليها كذا حد من الحراسه.

اول ما الضرب برا هِدى تليفون البيت رن و هي جريت عليه و بمجرد ما سمعت صوت حمزه فرحت: ولددى، انت زين؟
امينه بصتلها بخوف و جسمها إتهز برجفه عنيفه.
حمزه رد بصوت مرهق: ادينى عمار. انا كنت سايبُه من الحراسه معاكم و لحد ما خرجت كان موجود
آمه كإنها مش سامعاه: الحمد لله انك بخير. الحمد لله. بت الكلب هي اللى
حمزه قاطعها: إدينى عمااار
أمه شاورت للراجل بتاعه و هو اخد التليفون كلّمه و قفل.

بصّلهم بإستعداد: لازم نتحرك دلوق. دقايق و حد هيجى من الحكومه و لازم يجى ميلقيش حد هنا
الحاجه صافيه بصتله بقلق: ماهو إكده هيتشك اكتر ف ولدى. لكن نبقى اهنه و معندناش خبر باللى بيحصل برا و اذا على ولدى فهو مسافر من اسبوعين
عمار: لاه، حمزه باشا مش عايز إكده. عايزكم برا و متقلقيش ف ترتيبات هتقول انكم كلكم كنتوا برا من فتره. تقريبا الحكايه شكلها فيها دم.

الحاجه صافيه بصت لأمينه بعنف اللى إنكمشت على نفسها بخوف.
عمار اتحرك لبرا: هنطلع من سلم الطوارئ للبدروم. بس لازم نتحرك
الحاجه صافيه وقفت للحظه مش عارفه تتصرف فيها ازاى. لو سابتها مش ضامناها و مفيش وقت تخلص منها. تاخدها و يبقى تخلص بعدين!
شاورت للرجاله اخدوها ع العربيه متكتفه و هي طلعت وراهم و اتحركوا.
وصلوا عند المستشفى اللى فيها حمزه و ركنوا.

الحاجه صافيه بصّت لعمار بقلق: احنا اهنه ليه؟ ولدى جراله ايه انطق
إلتفتت على صوت حمزه جاى عليهم: انا كويس
راحت عليه بلهفه: ولدى. انت هنا ليه؟ شكلك كويس
حمزه حرّك إيده على وشه و مش عارف يترجم الموقف. سحبها لجوه: هشرحلك بعدين. المهم معايا حد تبعى هنا ف المستشفى
أمه وقفت: حد مين يا ولدى؟ حد من رجالتك؟ و هتضيع حالك اياك على واحد من الرجاله؟ انت مهتفكرش؟
حمزه اتنفس بصوت عالى و هز راسه لاء.

أمه بصت لوشه بحيره: صاحبك اللى معاك اياك! سليم!
حمزه بغضب: طلع ابن كلب و نط من المركب اول ما انجرفت حتى قبل ما تغرق مع إنى كنت قادر الم الموقف لو سابنى الغبى اتصرف. لكن حاول يغرّق الليله و ينفد هو ف وقع
أمه براحه: يبقى يستاهل. المهم مأمّن نفسيك من دمه.

حمزه إفتكر الرصاصه اللى ضربها سليم ع الظابط من مسدسه خلّصت عليه و قبل ما يخرج بتفكيره إفتكر مسدس سليم اللى رماه من سور البيت ف هز راسه و كإنه بيلضم خيوط تفكيره.
أمه بصتله بقلق و هو رجع من تفكيره على نظرتها ف إبتسم بالعافيه يطمنها: مهتشيليش هم. انا عامل حسابى
هزت راسها بإطمنان و هو اتحرك بيها يدخل وقفت تانى و بصت ع العربيه: و امينه؟

حمزه كإنه كان ناسيها او مش ف حساباته اصلا: اااه، كويس إنك عرفتى تتصرفى و جيبتيها
أمه بصتله بغضب: اه بس لازم تعرف إنها هى
قطعهم صوت ممرضه بتتحرك ناحيته بلغبطه و اول ما لمحته راحت عليه: انت. انت اللى جاى مع المدام اللى جوه بتاعة الحادثه صح؟
حمزه هز راسه و هي اتكلمت و هي بترجع لجوه: الدكتور عايزك بسرعه
حمزه ساب آمه و دخل وراها بسرعه و أمه وقفت للحظه بحيره بتحاول تفهم! مدام ايه و حادثة مين!

فاقت على صوت عمار بيسألها: هتدخلوا؟
هزت راسها بعدم فهم و هو سآل: و مدام امينه؟
شاورتله يدخّلها و فكها بس ساب إيديها بس متكتفين و دارى وشها بإيديها بطرحتها اللى فردها على معظم جسمها!
دخلوا و حمزه كان حجز غرفه و الراجل اخدهم لها و بمجرد ما دخلوا أمه حدفتها ع الارض و هي مسكت بطنها و صرخت.

حمزه برا مع الدكتور بيسمعه بإهتمام و صدمه: يعنى ايه! انا اسمع عن فقدان ذاكره اه. لكن اللى هتقوله ده مهعرفهوش. عمرى ما سمعت عنه. يعنى ايه اللى هتقوله ده!

الدكتور بصّله بهدوء بيحاول يبسّطله الموقف: ده إسمه تشويش. تشويش حصل ع المخ من اثر الخبطه اللى مكنتش هيّنه على واحده ف حالتها. هي بتفوق مش فاكره و يرجع يُغمى عليها و ترجع تفوق فاكره اللى حواليها بس و اللى بيحصل قدامها بس لكن اى حد غيرهم لاء و اى حاجه فاتت او من وراها لاء. و ترجع يُغمى عليها و تفوق مش فاكره اى حاجه او حد من اللى فات و ف لحظه تفتكر كل حاجه من بعد الحادثه و ف لحظه تنسى كل حاجه و هكذا.

حمزه اتعصب: و هكذا! انت جاى تهزر و لا شارب ع المسا ما تنجز تفهمنى يا تجيب حد يعرف يتكلم
الدكتور بتفهّم: صدقنى دى حالتها بالظبط و افضل توضيح لحالتها و اى حد هيجى هيقولك نفس الكلام
حمزه: انا ممكن انقلها مستشفى تانيه متخصصه. انا كده كده هنقلها و.

الدكتور قاطعه: مش هيقولوا و لا يعملوا حاجه ازيد. خاصة ان النزيف وقف مع الاسعافات و طلع سطحى و خارجى الحمد لله. هي بس فقدت دم كتير و مش محتاجه اكتر من غذا و راحه لانها ف حالتها دى مش هتعرف تتحمل
حمزه: حالتها!
الدكتور: اه انت متعرفش انها حامل!
حمزه فتح عينيه بصدمه و قبل ما يرد وقف على كلام أمه: مين دى اللى حِبله يا ولدى!
حمزه بص وراه لها و معرفش ينطق او حس إنه متلجم!

أمه قربت قصاده: مين دى يا ولدى! و مدام مين و حادثة ايه! و حِبله من مين؟
حمزه بصّلها بتردد. لو قالها الحقيقه هتتصرف الصح و تسيبها ف المستشفى و تمشى. و هو مش عايز ده! مش عارف ليه بس مش عايز!
أمه زعقت: ما تنطق يا ولدى خلينى افهم
امينه كانت خرجت على صوتهم و متابعه الحوار و مستنيه باقى الكلام. بس بمجرد ما الباب إتفتح و خرجت حنين على السرير مع الممرضه بصتلها بغل اما شافت شكلها و إفتكرتها!

أمه بصت لحنين بلغبطه و بصتله: هي عملت حادثه ف طريقك يا ولدى؟ و لا تعرفها؟
حمزه سكت بتوتر كإنه بيحاول يرسم موقف ينفع يبان صح و امينه اللى ردت بغضب: لا معملتش حادثه معاه و اه الباشا يعرفها
حمزه بصّلها بإستغراب و مش فاهم ازاى ردت.
امينه قربت منه بحده: معلش يا بيه ارد عنيك انا اصلك شُرّاب خُرد كيف ما قولت.

امه بصتلها قوى و امينه بصت لآمه بغلّ: اه يعرفها ماهى دى اللى ورطت ولدك يا حاجه صافيه. دى وش البوم اللى دخلتها علينا كانت شوم و فقر. مش كتى عايزاله عروسه يدخل عليها اهو جبهالك و جابلك قدمها سابقها. دخل عليكى بيها بالدم و الخراب
آمه بصتله للحظات بحيره: هي دى مرتك يا ولدى؟
حمزه هينطق امينه سبقته: العروسه الجديده يا حماتى. ماهينكرش انا شايفاه معاه قبل الضرب و هيبحلق فيها و يضحكوا.

أمه بصتله و قبل ما تسأل سؤالها شافته متلغبط كإنه بيقرا من الموقف هيقول ايه ف اتلغبطت هى: ما تنطق يا ولدى؟ حديتتها ده صح؟
حمزه من غير ما يفكر هز راسه اه و هي بصتله بتوجّس: و كيف يعنى حِبلى؟ انت متجوزها من امتى؟
حمزه اخد نَفس جامد و رد بأول رد جه ف باله: ينفع نتكلم بعدين؟
آمه بقلق: ما تفهمنى يا ولدى. ع الاقل فهمنى انت ف أمان؟
حمزه هز راسه: مش بالظبط، بس زى ما قالتلك دى مرتى و مهينفعش اسيبها ف حالتها دى.

امينه بصتله بغلّ و أمه شافتها ف بصتلها بحده.
حمزه انتبه لها و شاف إيدها المتربطه كإنه لسه بياخد باله ف بص لأمه بقلق: في ايه! حصلكوا حاجه؟
أمه شافته ف ردت بهدوء: لاه اتطمن انت و ركز ف اللى هتعمله و سيب التفاهات دى عليا
حمزه بص لأمينه بإصرار و راح عليها يفكها: حصلكوا ايه انطقوا!

امينه كانت بتفكر تقول ايه. لازم تخرج من الموقف حتى لو بشكل مؤقت لحد ما تعرف تتصرف. إفتكرت بطنها اللى وجعتها اول ما إتحدفت ف الارض من أمه و مسكتها و صرخت.
حمزه اتخض من صرختها المفاجئه و آمه مقتنعتش و متفاجئتش عشان مع الحوار من اوله.
حمزه فك إيديها و شاور للممرضه سندوها للغرفه و ندهت لدكتور يشوفها.
الدكتور كان دخّل حنين الغرفه اللى جنبهم و خارج ف راحلهم و كشف عليها قدامهم مع اصرار أمه.

الدكتور بص للممرضه و طلب تحاليل و هي اخدت ابرة دم منها و نزلت.
الحاجه صافيه بصتله بإنكار: ليه التحاليل دى يا ولدى؟
الدكتور بصّلها: هي بنتك دى يا حاجه؟
الحاجه صافيه ردت بإنكار: لاه مرت ولدى، مقولتليش ليه التحاليل دى؟ ده كله فيلم و انا عارفاه كويس
الدكتور إبتسم لحمزه: هي كمان! كده هيبقوا تؤم بقا من بطنين مختلفين
حمزه حط إيده على وشه و لآول مره يحس انه لازم يخطى و هو مش عارف خطوته الجايه لازم تكون ايه!

حنين بتقرا ف المذكرات و مش حاسه بإيدها اللى كبشت ف الورق فجأه بمجرد ما لقت نفسها بتروح لنقطه معينه مع الحقايق اللى بتتكشف قدامها!
همست بصوت مهزوز: يعنى ايه! انا و هي كنا حوامل! احنا الاتنين! يعنى. يعنى
رجعت بعينيها للورق برفض و بتهز راسها بعشوائيه: لالا. اكيد لاء. دول عيالى انا. ولادى. لالا.

وقفت و الورق ف إيدها بتقرا و تجرى بين السطور و هي بتتحرك حوالين نفسها بتوهان و تهز راسها و فجأه خبطت ف الاباجوره ع سطح المكتب جنبها وقعت و هي بتقع خبطت اللاب وقع معاها عملوا صوت عالى و فجأه أنوار البيت برا نوّرت و هي وقفت بترقّب بتنقل عينيها بين الورق ف إيدها و بين الباب!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة