قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الأول

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الأول

رواية القائد الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل الأول

ف مينا بور سعيد وسط دوشة العمال و ظباط الامن و التفتيش دخل شاب ملامحه الشرقيه جدا بتقول إنه ف اواخر العشرينات.
عدّى على مجموعه واقفين شكلهم بيقول انهم عساكر امن و واحد واقف وسطهم بيديهم تعليمات شكله بيوحى إنه ظابط.
قرّب منهم و إبتسم بحماس و هو رافع إيده بتحيه جنب راسه: باشا
الظابط رفعله وشه و هو إندفع عليه بحماس.

العساكر رفعت وشها بسرعه و مع اندفاعه هتعدل سلاحها هو رفع إيديه الاتنين مبتسم بتهريج: و الله ما انتوا جايين. ايه! انا بحيّى سليم باشا بس
الظابط بصّله: انت تعرفنى يالا؟
قرّب منه بحماس: طبعاا يا باشا. حد فيكى يا جمهوريه ميعرفش سليم باشا؟ ده انت مشرّفنا ف كلبش والله
الظابط: نعمم؟
قرّب منه إتراجع ف الكلام بخفّه: طب الاختيار؟
الظابط هيتكلم هو سبقه: طب ميمشيش معاك الممر؟
الظابط بحده: انت جاى تستظرف يالا؟

قرب منه بحماس و إبتسم: باشا مصر و الله
الظابط رجع بص ف الورق اللى ف إيده قبل ما يديه للعسكرى: اخلص يالا عايز ايه؟
هو اتحمس و هو بيتكلم بإيده: انا مش عايز حاجه ليا. انا عايزكوا تشدوا حيلكوا شويه
الظابط رفع وشه بسرعه و هو إتراجع بتهريج: شادينُه و الله. شادينُه لحد ما اتقطع نفسه و اتنفخ بس هنعمل ايه. و كله عشان مصر
الظابط هيتكلم هو شاورله بمرح: طب اقولك نكته عشان تفك؟

الظابط جز على سنانه بعصبيه و هو شاور بكف إيده على صدره بخفه: حاضر هقولك نكته. بيقولك مره واحد محشش قتل ظابط اتصل ب122 قالهم خلاص بقيتوا 121
الظابط ملامحه اتعصبت و هيتحرك عليه هو شاور بكفه على صدره: و الله ما انت جاى. انا اللى ماشى
الظابط اتعصب و هو بيتحرك سايبُه: ولاا
هو إتحرك وقف جنب الظابط بسرعه و حط دراعه حوالين كتفه و مسك موبايله و فتح الكاميرا سيلفى و رفعه: صوره للذكرى يا باشا عشان مصر.

الظابط هيتكلم هو سبقه و شد على كتفه: عشان مصر. عشان مصر. انا عايز حاجه ليا؟ ما كله عشان مصر
طلّع لسانه و بص للظابط بخضه مصطنعه: لسانى فيه حاجه؟
الظابط هيفك نفسه بعصبيه ادم مسكه بحماس: طب ورينى كده لسانك؟
الظابط. زعق: انت يلا هت
ادم ضم عينيه بخضه: يالهوووى. ايه ده؟ لسانك
الظابط طلّع لسانه و هو بسرعه إتعدل جنبه و طلع لسانه و لقط سيلفى و اخد موبايله و مشى: ساموو عليكوا
الظابط نده عليه بحده: خد يلا.

إبتسم و طبطب على صدره: لا و الله يا باشا لسه واكل
الظابط إتعصّب: احنا صحاب يلا؟ مانتعرف احسن
شاور بكفه على صدره: و ماله؟ محسوبك ادم. ادم الدبّاح
الظابط: نعم؟
ادم إتراجع بتصحيح: الدباح. ادم السفاح. الدباح. بص اللى يمشى معاك خده و ابعتلى الباقى. ساموو عليكوا
الظابط شده بعصبيه و هينفعل ادم طبطب على صدره و بص ف الكارنيه بتاعه على صدره و قرا اللى عليه و رفع حاجبه بتهريج: العقيد سالم نصر.

الظابط رفع حاجبه للكارت و بصّله و ادم هرّج بحماس: سالم باشا. طب مش كنت تقول؟ انا. يا شيخ كنت بحسبك، شوف ازاى. و الله حاجه غريبه. ساموو عليكوا
قال اخر الجمله و هو ماشى و الظابط بص للعساكر اللى ضحكوا بصوت مكتوم و ادم رجعله و ميل على ودنه و هو دراعه حوالين كتفه و شاور ع الكارنيه على صدره: ابقوا كبّروا الخط شويه يا باشا. عيب كده.

الظابط هيتكلم ادم فك دراعه و رفع إيديه لفوق: ساموو عليكوا. ربنا يخليكوا لمصر.

ف شارع 26 يوليو ف وسط البلد عدّى اتوبيس نقل كبير و كل اللى فيه تقريبا واقف.
فجأه بنت زعقت: ما تحاسب يالا
الراجل وراها اتعدل بذهول من صوتها العالى و الكل بص عليها. بنت ملامحها شرقيه اه بس بطابع مجنون مبهرج يوحى بالخفه. عمرها بيودع العشرينات و شكلها لسه بيبتديها!
السواق بص وراه بقلق: في ايه يا بت!
البنت: في ايه ايه؟ اتوبيس ده و لا شقه مفروشه؟
الراجل وراها اتعصب: لا ده شقة خالتك. انا جيت جنبك يابت؟

البنت زقت وشه بكف إيدها و هي بتتحرك لقدام: لا ده خالتك انت. انت خالتك مدوّراها يالا؟
الراجل اتحرك وراها بالعافيه وسط الناس و هي جريت: خالة مين يا بنت ال...
الناس اتدخلت فصلتهم و هي بصت حواليها بضيق و انتظرت دقايق بترقّب لحد ما اتنهدت بإحباط.
شاورت للسواق: الشارع الجاى ياسطى
السواق بصّلها وراه ببلاهه: ماله؟
البنت رفعت حاجبها: ليا ذكريات فيه و انا صغيره. ما تقف ياسطى احنا هنهزر؟

العربيه كلها ضحكت و السواق وقفلها نزلت. اتحركت بخفه بين العربيات. بتجرى و تتنطط من حته لحته لحد ما قعدت قدام المترو بنهجان.
إتلفتت حواليها لحد ما لمحت كافيه. وقفت بحماس و دخلت.
بصت الاول ع الشنطه اللى معلقاها ف رقبتها على جنبها و فتحتها و بصت فيها بإحباط و بصت لشكلها ف المرايه و عدلت نفسها و مسحت شفايفها طرف لسانها و إبتسمت بمكر و دخلت.
شاورت للجرسون و هي بتتلفّت ع الاكل: بكام الكيلو من البتاعه دى؟

الجرسون بص وراه لسيخ الشاورما: الشاورما؟ ده بالساندوتش
البنت ضمت بوقها بتهكم: و ده هيكفى؟ يلا اهو كله على الله
الجرسون بصّلها و هي إتكلمت: قصدى هات حبه
الجرسون: نعم يافندم؟
البنت: هات يعنى. هات شويه كده و تعالى
الجرسون: شويه اد ايه يا فندم؟
البنت هتتعصب زمت بوقها بالعافيه: ايه اللى يافندم يافندم؟ بقولك هات شوية ساندوتشات. هات اللى ربنا يقدّرك عليه و تعالى و نبقى نشوف.

الجرسون ضحك غصب عنه و راح جابلها طبق فيه تلات ساندوتشات و هي إبتدت تاكل.
قبل ما تخلص اخر واحد شاورتله بتتكلم و الاكل ف بوقها: انت بخيل كده ليه؟ انت بتقطع من لحمها و لا من لحمك؟ هات تانى
الجرسون: طبق كمان؟
البنت بحرج: لا طبق ايه؟ هات عشره
الجرسون إستغرب: نعم يا فندم؟
البنت شاورت بصوباعها: تانى؟ انت تانى؟ افندم تانى؟
الجرسون هيتكلم قاطعته: بص هات عشره ساندوتشات و شوفهم على كام طبق و تعالى.

الجرسون راح جابلها و هي رجعت كملت اكل لحد ما خلصت و رفعت القزازه شربت و سندت ضهرها بالكرسى لورا.
بتتلفّت حواليها شافت الترابيزات كلها شباب و بنات و شباب بتهرج و كلهم اشكال نضيفه ف اتعدلت بخضه.
بصتلهم بندم و إتراجعت. مسكت شنطته ضمتها على صدرها و إتلفتت حواليها كويس على كل تربيزه و بصت ع الباب و ف لحظه فجأه جريت على برا.
الجرسون كان شايل صنيه حدفها و طلع جرى وراها: يا بنت الكلب.

جريت و هو جرى وراها و هي نطت من وسط سكة العربيات قصادها و كسرتها و نطت من عربيه لعربيه وسط الناس لحد ما إختفت قدامه و هو رجع بغيظ.
ظهرت من وسط الناس قعدت ع الرصيف قصاد الكافيه بإحباط و هي بتهرش ف راسها بضيق.

ادم خرج من المينا و استلم حاجته و شاور للسواق اللى معاه يحمّلها و هيعدى البوابات ظابط التفتيش كان ف إيده كوباية شاى و شاورله وقّفه ف مخرج الممر.
ادم هرّج: و ربنا لسه شاربُه مع سالم باشا
الظابط رفع وشه بحاجبه: هو ايه ده يالا؟
ادم بص للشاى: الشاى يا باشا
الظابط بص للكوبايه و بصّله: انت تعرف سالم باشا؟

ادم شاور بإيده مبتسم بحماس و قرب منه: سالم نصر؟ ده حبيبى. العقيد سالم نصر؟ ده احنا. ده انا و هو. انا مش عارف اقولك ايه و الله، بص انا مش هتكلم كتير ابقى اسآلُه انت بقا
اتحرك يمشى بإستعباط و الظابط وقّفه و هو بيشاور بإيده: خد يلا
ادم رجع و اتكلم و هو بيشاور ع الظابط اللى كان معاه من شويه من بعيد: ايه يا باشا احنا هنتفتش و لا ايه؟ مكنش العشم و الله ده انا بقولك معرفه للحكومه يا حكومه.

الظابط وقف شويه و بص لقى ادم بيشاور فعلا عليه: طب معاك كارت له؟
ادم ضم بين عينيه: هو المفروض الواحد يشيل كارت لصحابه اليومين دول و لا ايه يا جدعان؟ يا باشا بقولك انا و هو كنا كده. كده
الظابط هيتحرك ادم مسكه بسرعه: طب حتى شوف
ادم فتح موبايله و وراله الصوره اللى اخدها سيلفى و الظابط إبتسم غصب عنه.
ادم اتكلم و هو بيرفع شنطته على كتفه: طب عارف. انا و هو كنا دفعه واحده.

الظابط إستغرب: انت و سالم باشا دفعه واحده؟
ادم تمتم بصوت واطى و هو ماشى: اه هو دخل كلية الشرطه و انا كان نفسى ادخلها. سامووو عليكوو.

البنت قعدت شويه ع الرصيف و وقفت بإحباط مشيت. قعدت تتحرك ف الشوارع.
عدت على قهوه و لسه هتقعد بصت ع الكراسى و الترابيزات حواليها بقلق و صاحب القهوه راح عليها: اؤمرى يا ست البنات
البنت عضت شفايفها بتفكير: عندك ايه؟
الراجل: حضرتك تشربي ايه؟
البنت: هاتلي مانجا
الراجل: خلصانه يا فندم
البنت ضحكت ببلاهه: ولعانه يا سطى
الراجل: يا استاذه المانجا خلصانه ايه اللي بتقوليه ده؟

البنت اتعدلت بإحراج و حمحمت بعد ما سكتت لحظه بتردد: طب هاتلى اى حاجه تعدل المزاج
الراجل اتحرك: يبقى شاى
البنت شقلبت بوقها: شااى؟
شدته بسرعه من دراعه قبل ما يبعد و ضحكت ببلاهه ضحكه خفيفه: لا شاى ايه؟ بقولك مزاج
الراجل استغرب: يعنى عايزه ايه؟
البنت بصت حواليها كذا مره و هو بص معاها بإستغراب لحد ما بصتله و ميلت همستله: عايزه حاجه. تعرف تجيبهالى؟
الراجل استغرب همسها و رفع نفسه: حاجة ايه؟ اؤمرى.

البت بصت حواليها بسرعه: يخربييتك وطى صوتك
الراجل بصّلها و هي فتحت كف إيدها ورته علبة ابره و الراجل اتكلم: دى حقنه لامؤاخذه؟ طب ما تروحى للصيدليه.

البنت ضمت بوقها و قلبته بتريقه: لامؤاخذه؟ اه مانا كنت هروح الصيدليه بس رجلى وجعتنى قولت اسأل ع القهوه. ساموو عليكوا
سابته و وقفت اتحركت بإحباط. بصت حواليها ع الكل لقت الكل بيشرب شيشه و سجاير و رجاله و شباب و الكل بيضحك مع نفسه. تبتت على شنطتها و سرّعت خطواتها و مشيت.

ادم ركب عربيته تانى و شاور للسواق وراه اللى حمّل حاجته ف عربيه نقل و مشى.
شغل الكاسيت علّاه و مشى. عدل مراية عربيته قدام عينيه و شاف عربيه متابعاه كانت وراه من اول ما خرج من المينا ف إبتسم برضا و كمل طريقه.
لمح اللجنه من بعيد ف اتنفس بتفكير. اتلفت حواليه بغموض لمح عربيه شكلها ماركه جايه من بعيد و فيها حد باين انه شخصيه مهمه.

اول ما قربت ادم شاور بعينيه لسواق النقل و بطّئ السرعه لحد ما العربيه قربت هتعدى ع اللجنه هو سرّع سبقها لحد ما قرّب من اللجنه.
عدّى على اللجنه و نفخ بغيظ: يخربيييتكوا احنا ف امتحان ثانويه عامه؟
الظابط شاورله يقف و هو وقف و طلّع راسه من الشباك: باشا مصر
الظابط قرب: الرُخصه يالا
ادم طلع الرخصه إدهاله و هزر: ايه يا باشا؟ يالا يالا. احنا صحيح معرفه بس مش حكايه هى. حتى عشان منظرنا
الظابط: معرفه؟

ادم بتهريج: يعنى. انتوا رجالة مصر و احنا ولاد مصر نبقوا عيالكوا. انتوا الورد اللى طرح ف جناين مصر و احنا الإيد اللى إتنفخت ف زرع الورد تبقوا عيالنا. خلصانه بكفوله
الظابط بصّله بحده: ولاا. انا ميمشيش معايا الكلام ده
ادم ضحك من غير صوت بهزار: طب ما تمشى معاه انت
الظابط إتعصّب: اخلص يالا. انت جاى منين و معاك ايه؟
ادم اتصنّع الجد: من المينا يا باشا.

الظابط بص وراه على العربيه النقل بالسواق اللى وقف معاه و بص على كرسى عربيته: النقل دى تبعك؟ و ايه اللى معاك ده؟
ادم بإستخفاف: اه تبعى و معايا حتتين سلاح و رشاش و آلى
الظابط ملامحه إتعصبت و زق الباب هيفتحه و قبل ما يتكلم ادم سبقه و مسك الباب فتحه و نزل: عنك و الله. ياباشا جاى من المينا يبقى اكيد اتنفخت تفتيش فوق الرُكب و تحت الرُكب
ادم نزل و الظابط بص على النقل و إداله الرخصه و راح ع النقل يفتشها.

ادم لمح العربيه اللى شافها جايه من بعيد بتقرب و اول ما قربت شباكها إتفتح و بص منها واحد شاور للظابط.
الظابط إتعدل بإحترام و إيده ع الشنط بعد ما فتح شنطة العربيه: سيادة العقيد
ادم بصّله و بص للظابط جنبه و عينيه لمعت و اول ما العربيه هتتحرك ادم مسك شنطته من الظابط جنبه و زعق بعصبيه مصطنعه: ايه يا باشا بتعملوا فينا كده ليه ده احنا ولادكوا؟ ده انا بحب مصر و الله.

الظابط جنبه بصّله بإستغراب و الظابط اللى ف العربيه بصّله و بص للظابط اللى جنبه: في ايه يا منير؟ و مين ده؟
منير بصّله بإنكار و قرب خطوه من عربية العقيد: مفيش حاجه يا باشا. ده واحد معدى من المينا بيتفتش
ادم إتخطى منير اللى كان جنبه و قرب من العربيه و بص لمنير وراه و اتكلم بغُلب: و بتقول واحد؟ و بتقول واحد؟ انتوا خليتوا فيها واحد؟ ده انتوا نافخينا و واخدينا فحت ردم خد و هات فوق و تحت.

الظابط منير بصّله بإنكار: ولا. انت هت
ادم قاطعه و بص للعقيد ف العربيه بمحايله: النبى يا باشا توصى الباشا يخف شويه. حكم ده إيده طرشه
الظابط ف العربيه بص للظابط منير اللى اتكلم بإعتراض: و الله يا باشا ما
ادم قاطعه بحماس: ما ايه؟ ما الباشا عارف كل حاجه. عارف انكوا منفوخين. بس احنا كمان منفوخين و الله ف اشغالنا. مش هنفضل ننفخ ف بعض كده كتير. كده هنفرقع ف وش بعض و الله.

العقيد ف عربيته ضحك غصب عنه و بص لمنير برا: خف شويه يا منير. اللى بيطلع من المينا بيبقى واخد ختم الجوده. بعدين خف إيدك شويه
الظابط منير بذهول: يا باشا و الله
ادم بتهريج: انا ابن مصر زيكوا و الله بس مش عارف ليه كارفانى؟ شكلها غضبانه عليا. عامله فيها ام الدنيا و بتجى لحد عندى و تقلب لمرات أبويا مش عارف ليه؟
العقيد ف عربيته ضحك و ادم قرب منه بحماس: لازم اصالحها
العقيد شاورله: خلاص خلاص. خف شويه يا منير.

ادم قرب منه و باسه من خده: لا و الله ازاى. لازم اصالحها. و دى تيجى؟ ده حتى الجنه تحت اقدام الامهات.

العقيد ضم صوابعه و شاو بإيده للظابط منير يعنى براحه و منير جنب ادم هيتكلم ادم قاطعه و بص للعقيد و إبتسم: ربنا يخليك لمصر و الله. انت وشك سِمح كده و شكلك من الورد اللى طرح ف جناين مصر.

العقيد ضحك و قفل شباك عربيته و اتحرك و الظابط بيرفع إيده بالتحيه له كان ادم شاور لسواق النقل ركب بسرعه و هو ركب عربيته و اتحرك موازى للظابط بعربيته.
الظابط منير شافه و اتكلم بصوت عالى: ولا
ادم اتعمّد يشاور للعقيد ف نفس اللحظه و هو شاور للظابط يعديه.
ادم بمرح شاور للظابط بسلام و على العلم على كتفه: سلام يا ابن مصر. ابقى سلملى على امى و امك.

البنت اخدت الشوارع لف لحد ما عدت على قهوه تانى. وقفت شويه بتفكير و اخدت نَفس بحماس و راحت عليها.
إتلفتت ع الترابيزات كلها بتركيز و شدت كرسى من ترابيزه و قعدت.
فضلت متابعه الكل بعينيها شويه بقلق. فتحت شنطتها بتوتر و خرّجت سرنجه و علبة إبره و إبتدت تملاها براحه و تمهّل لحد ما خلصت.
رفعت كوم القميص اللى لابساه و إبتدت تدعك ف دراعها.
صاحب القهوه شافها و راح عليها بذهول: يخربيييتك بتعملى ايه؟

البنت اتعدلت بخضه و قصدت تدارى الابره ف كف إيدها و بصتله و زعقت بصوت عالى اوى: آآيه ايه؟ و انت مالك؟
الراجل بص حواليه بقلق و بصّلها: مالى ايه يا بت؟ انتى بتهببى ايه؟
البنت دخلت الابره شنطتها و اتعدلت ف قعدتها: ملكش فيه. انا مش قاعده بفلوس و هشرب حاجه كمان؟ اتكل بقا.

الراجل شدها وقّفها و زعق: الله يحرقك انتى و فلوسك. بتضربى ايه يا بت نهارك اسود؟
البنت انكمشت على نفسها بقلق و بصت حواليها و فكت إيده و طلعت تجرى.

ف شارع جانبى كله منزلقات اخره بيؤدى على خرابه مهجوره طريقها كله اركان متزاويه و اكوام ذباله و بيوت عشوائيه.
ف بداية الشارع قهوه قديمه شكلها نوعا ما اثرى و لها اكتر من باب واحد طالل على الشارع الجانبى و التانى ع الشارع العمومى. فرش الترابيزات بكراسيها معظمه قدام القهوه اكتر ما جواها بحكم انها لمة الحته و بتلم معظم معارفها.

ادم كان ركن عربيته و النقل بعيد و دخل بالإسكوتر بتاعه و ركنه على حرف القهوه و بمجرد ما بينزل قام واحد قرب منه و هو شاورله بمفاتيحه.
نسناس غمزله: صبّح يا قائد
ادم عض شفايفه بغيظ: طب اصطبح لا أصبّحك
نسناس رفع إيده و مثّل الخوف: لا و على ايه؟ عارفها انا الاصطباحه بتاعتك دى
ادم ضحك بخفّه: عامل ايه يالا من غيرى ف الحته؟
نسناس قلب بوقه: بتنجان. وانت عملت ايه ف الطلعه المرادى، مشيت معاك ازاى؟

ادم قلب ريأكشن وشه زيه: كوسه
نسناس ضحك بصوت عالى و ادم ضحك معاه: متجمعين ف حلة محشى بإذن الله
بيضحكوا قربت منهم بنت و مجرد ما وقفت قصادهم حطت إيديها ف وسطها و بصت لأدم بعصبيه.
ادم سكت و رفع حاجبه و ثوانى و ضحك اكتر.
ايه قربت منه بغيظ: انت بتضحك على ايه؟
ادم لف دراعه حوالين كتفها و اتحرك بيها: مانا مقدرش ابص لعيونك يا روحى و مضحكش
ايه عضت شفايفها بإبتسامه: ليه حلوين؟
ادم ضم عينيه بمرح: لا حوله.

ايه نزعت نفسها منه بنرفزه: اييه
ادم صحح بسرعه: حلوووه. حلوه. ده انتى اخر حلاوه
ايه كزت على سنانها: ادم. انت بتضحك عليا
ادم ضحك ببلاهه: طبعا. الحلاوه ف المولد
ايه قربت بهجوم و ادم مسك ايديها بسرعه بضحك: طب هقولك نكته حوله
ايه بصتله قوى و ادم صحح بسرعه: حلوه. اسمعى دى. بيقولك مره واحد اتجوز واحده حوله. قالها مبتتكلميش ليه. قالتله مكسوفه من اللى جنبك.

ايه ضحكت غصب عنها و ادم رجع لف كتافها بدراعه و اتحرك بضحك.
ايه ضحكت بمياعه: للاسف ضحكت يا دومى
ادم عض شفايفه: طب عشان ضحكتى خدى دى عشانك. بيقولك مره واحده اسمها ايه دخلت كلية هندسه بقيت ايه حاسبه
ايه زقت دراعه و بصتله بهجوم و هو ضحك بصوته كله: مضحكتيش؟ انى اسف
ايه حطت ايديها ف وسطها: انت كنت فين كل ده يا دومى؟ بتغطس فين؟
ادم ولع سيجارته و نفخ دخانها ف وشها.
ايه بغيظ: انت بتخونى؟
ادم كعمش وشه: اه.

ايه: ما احنا لو مربوطين كنت
ادم عمل نفسه بيحدف السجاره ف وشها و هي خبت وشها بسرعه بخضه: تربطى مين يا بنت الصرمه هو انا طور؟
ايه اتراجعت بمحايله: قصدى لو مرتبطين كنت ربطتك
ادم رفع حاجبه و هي اتعصبت بغيظ: مانا حاسه انك بتخونى
ادم كعمش وشه: عاوزه الحقيقة و لا أضحك عليكى؟
ايه شقلبت بوقها: عاوزه الحقيقه
ادم ضحك ببلاهه: أنا بضحك عليكى
ايه: نعمم؟

ادم حاول يلف دراعه من تانى يشدها عليه: يا حبيبتى افهمي. أنا بخونك عشان أندم و أعرف قيمتك و اصالحك ف احبك
ايه كشرت بدلع: ادم انت بجد بتحبنى و لاهتطلع خاين ف الاخر؟
ادم كتم مرحه بمحاولة جديه: بحبك دلوقت و هطلع خاين ف الاخر
ايه شدت نفسها منه و حطت إيديها ف وسطها: يعنى مش هنرتبط يا دومى؟

ادم ضحك اوى بخفه: لا يا روحى ما انتى مش فاهمه. ‏الارتباط ده عايز حد لسه عنده شوية ميتين مطلعوش و أنا كل ميتينى طلعت خلاص
ايه بغيظ: على فكره انت مش هتلاقى زيى تانى
ادم كعمش وشه بإستفزاز: اتمنى و الله ادعيلى
ايه كشرت بعصبيه و هي بتهز رجلها بعصبيه.
ادم بصّلها ببراءه مصطنعه: ايه ده انتى زعلتى؟
ايه بصتله بغيظ و هو قرب برخامه: زعلتى بجد و الله؟
ايه بصتله بهجوم: اه.

ادم زقها بخفه و رفع إيديه لفوق بمرح: اخيراً يا جدع. متكلمنيش تانى بقا
ايه مشيت و نسناس قرب و بص لأدم بيأس: يابنى
ادم ضم وشه ببراءه مصطنعه: ده شغل
نسناس بصّله بطرف عينيه: دى قايله لنص الحته انها بتحبك و للنص التانى انها هتتجوزك
ادم رفع حاجبه: احسن بردوا. مانا قولتلك شغل
نسناس رفع حاجبه زيه: يعنى تاخد اللى بتحبك و لا اللى بتحبها؟
ادم زق وشه بغيظ: يا عم اي حاجه العمليه ناشفه.

نسناش هز راسه و ضحك بيأس و ادم حدفله مفاتيح الاسكوتر: اركنها على اى جنب هنا انا شويه و ماشى
نسناس اتكلم بجديه: طب مش هتقابل العيال و تطمنهم ع الطلعه و
ادم قبل ما يتحرك او يرد موبايله رن و هو بص فيه دقيقتين بإهتمام و إتلفّت حواليه بشكل قصد يبان عشوائى و اتحرك بعيد حود شارع جانبى و منه دخل بيت قديم و سلّمه نازل لتحت.
بمجرد ما دخل الكل وقف بإهتمام. شباب و بنات و معظمهم ف التلاتينات من شكلهم.

ادم اخد نَفس طويل من سيجارته و حدفها تحت رجله و دخل بخطوات قويه و ثابته. شاورلهم و الكل قعد بإنتباه.

ادم طرقع بأصابعه لورا و ثوانى و دخل اتنين بعد ما ركنوا عربيه نقل كبيره ع الباب. ادم شاورلهم و هما ابتدوا ينزلوا منها براميل كبيره بيركنوها واحد ورا واحد على جنب لحد ما خلصوا. خلصوا نقلها لجوه و ابتدوا يفتحوها و كل برميل يرفعوا منه كيس كبير بنص حجمه مليان سمك عايم ف ميه مالحه ماليه الكيس و مجرد ما يخرّجوه يطلعوا من تحته كيس شبهه مليان علب شبه السلمون و التونه و يركنوه. خلصوا تفريغ البراميل و رجّعوا اكياس الميه بالسمك للبراميل تانى و رجّعوها العربيه تانى قدام ذهول الكل و سابوا اكياس العلب!

لموا الاكياس و شالوها بحذر حطوها على ترابيزه قدامه و وقفوا جانبه.
ادم خرّج سيجاره تانيه ولّعها و طرقع كمان مره بأصابعه لهم و شاورلهم عليها و هما فتحوها و خرّجوا العلب و ابتدوا يفرغوا اللى جواها قدام الكل.
سحر وقفت بخضه: مش دى البضاعه القديمه؟ هي الحاجه متمسكتش وقتها زى ما الحكومه شاعت!
ادم كعمشلها وشه من غير ما يوحى بإجابه.
سيف: امال قتلتوا ليه الريس مختار و قولتوا وشه اتعرف؟

ادم بصّله ببرود و عصام وقف بسخريه: احنا اه عارفين ان البيج اللى خلص منه. بس بدراعك. انت كنت دراعه و اقرب واحد له من رجالته و عارف خط سيره. مفيش احسن منك للبيج يخلصهاله و مفيش احسن من كده لنفسك عشان تركب الموجه و تنط مكانه
ادم بصّله بحده و شاور بإيده و هو لسه مكعمش وشه كإنه بيقول مش عارف.
عصام اتراجع ف لهجته: طب انت جاى بالبضاعه دى من سفرية المرادى و لا دى البضاعه القديمه و كانت برا؟
ادم: شوفها كده.

عصام قرب و ابتدى يفحصها بذهول و بص لأدم: دى هي فعلا. كانت برا؟
ادم شاور: لاء
عصام: جيبت جديد عليها؟ عايز تقول انك كل ده كنت شايل الحاجه معاك و هنا؟
ادم شاور بعينيه ببرود و عصام استغرب و هينفعل ادم سبقه بغموض: عملت تعديل صغير
عصام: هناا! كل ده كانت هنا؟
ادم شاور براسه اه من غير ما يرد.
عصام بذهول: هنا!
ادم ببرود: امال اشيلها ف بيتى؟
عصام بغضب: و طبعا اى لبش كنا هنلبس احنا؟
ادم بسخريه: ايه رأيك البس انا؟

عصام اتنرفز: و طبعا لو كان حد وقع عليها كنا هنلبس احنا في سرقتها؟ ماهو مفيش غيرنا عارف المكان و لا هيعرف يتصرف فيها. ماحنا كده كده اللى بنصرّفها!
ادم ميّل سند دراعاته ع الترابيزه و اتكلم بغرور: لا انت او غيرك يوم ما تقل معايا انا كفاءه بيك
عصام هيزعق ادم شاور ينهى الحوار: نتكلم بقا ف الجد. المرادى غير. مش هنطلع برا الخط بتاعنا
سيف بذهول: الخط بتاعنا؟ هنا ف العشوائيات؟

ادم كان هيتكلم رجع و بصّله مبتسم بسخريه: اه العشوائيات، مالها العشوائيات؟ وحشه العشوائيات؟ ده حتى مسمسمه و طريه و الحشو فيها باظظظ، باظظ خالص.

الكل ضحك من غير صوت و ادم بصّلهم بتريقه: لاء اضحكوا اضحكوا. اضحكوا قبل ما ننسى اصلنا زيه. انت نسيت ان اصل شغلنا هنا! اساسنا هنا! محدش بيطلع من هنا الا و بيشم و يبرشم
عصام: اه بس
ادم قاطعه: و محدش بيجينا هنا الا و بيشم و يبرشم. ده كل بيت فيكى يا حته مفهوش غير ع الاقل اتنين تلاته شمّامين
عصام: اه بس كده الفلوس هتتفتفت. هتاخدها قطمه قطمه.

ادم إبتسم و هو بيشاور بإيده: و ماله يا سيدى؟ قطمه قطمه. ده حتى الذ
عصام إعترض: بس إحنا اما كنا بنطلع من سكتنا و نوزّعها ع النوادى و الجيم و الصالات كان أئمن و اوثق. ع الاقل محدش يعرفنا و لا نعرف حد. مش هنتقابل تانى. حتى لو اتقابلنا انا اللى اجيبه مش هو
ادم رد بجديه: ماهو عشان كده هتركز ف اللى هقولهولك. مش هتتعامل مع اى حد و لا ف اى مكان. مش هتتعامل غير مع المعرفه بس.

عصام: معرفه! انت عايز تودينا ف داهيه رسمى بقا! عشان اللى يجى نسمع بعده زفة الميرى
ادم كتم نَفسه: يابنى افهم يخربييت الافلام الهابطه اللى كلت دماغك
عصام برفض: انت اللى افهم لو عملت كده يبقى بتسلمنا تسليم اهالى. ده لو حد اتلقط هنتشد وراه و هتلاقى البوليس قالب الحته يا بتاع الافلام انت.

ادم شاور بتريقه: و حتى الافلام البوليس بيجى فيها ف الوقت الضايع. زى الجون اللى بيجى ف الدقيقه واحد و تسعين ف بيطلع اوووت
عصام اخد نَفس و كتمه و ادم بص للكل و اتكلم بجديه و إبتدى يشرح: البضاعه المرادى و من الاخر مغشوشه!
عصام رفع حاجبه و ادم وجّهله الكلام بتريقه: فهمت ليه بقا انا مش هخرج بيها من هنا؟
عصام بفهم: اااه، لاء كده يبقى الاصل اتمسك فعلا مع الريس مختار.

ادم كمل: علييك نور. و ده التعديل اللى عملته. عملنا خلطه شبهها نظبط بيها الخساره. و طبعا الحكومه عملوا حوار ان مفيش حاجه إتمسكت مع مختار و خرّجوه و ده هيساعدنا نوزّع البضاعه عادى بين تجار الحته اللى عارفين انها متمسكتش
عصام بصّله بتهكم: و انت فاكر بقا ان الحكومه خرّجت الريس مختار و عملت كده و هي عارفه انها بتساعدك بقا؟
ادم: لاء خرّجته عشان يجر الكل وراه و اكيد متحاوط.

عصام حط إيده على وشه و ادم كعمشله وشه بتريقه: فيلم عربى هابط و مهروس و محمض كمان. شكلهم غاويين عربى قديم زيك. عشان كده البيج خلص منه
عصام: عشان كده هتتبخر هنا؟
ادم شاور على دماغه و هو بيتكلم: عشان اللى برا هيفهم. شمام اه بس كّييف. بيفهم. هيعرف يفرّق و يقرشك من اول شمه و ساعتها يا هتخسره كذبون يا ان بئا صايع هيجيبك بردوا بشمه كمان من قفاك و خلافات الشمامين دى بتعوص دم و انا مبحبوش.

عصام بحيره: و انت فِكرك اللى هنا مش هيهرش الحوار؟ جرا ايه قائد مانت فاهم الدماغ اللى هنا. عيب عليك ده انت قائد العشوائيات
ادم بإصرار: الدماغ اللى هنا بتتسطل لو حطتلهم ورقه خضرا حتى لو ورقة نعناع ع الشيشه بتاعتهم. بتدروخ لو اديتها ماربيلا على انها ترامادول و اتوهمت انه ترامادول. بعدين متقلقش الحوار متفصّل بالقلم و المسطره.

عصام اتردد: هو حوار حلو حتى عشان نطلع من الليله اللى وقعنا فيها بسبب اخر مره و الفلوس اللى إتشفطت للحكومه ببضاعتنا. و كمان هيبتنا اللى وقعت وسط الحته اننا وقعنا و مش عارفين نقوم. يبقى غيبنا غيبنا و رجعنا بهيبتنا
ادم هز راسه و إبتسم بمزاج: لا حلوه. حلوه حلوه حتة الهيبه دى. إسمها ايه؟ نغيب و ترجع هيب
عصام كمل: نغيب غيبتنا و نرجع بهيبتنا.

ادم ضحك اوى بصمت: اه هي دى. نغيب غيبتنا و نرجع بهيبتنا. ابقى حفظّهالى
عصام ضحك غصب و ادم شاور بإيده بجديه مفاجئه: اهو هي حتة الهيبه دى. نرجّع الفلوس و الهيبه و يبقى بعدها نرجع لمزاجنا
عصام بتحذير: اه بس الوقعه فيها بجون خد بالك
ادم و هو بيقلب ف الحاجه قدامه بسخريه: جون خايب من لعيب اشول هيشوطها بإيده و يطلع. هنقع ببضاعه اقل عيل هفأ ف الحكومه هيعرف بسهوله انها مش حقيقيه؟ اخرها يومين حبس.

عصام: اه بس دى لو الوقعه جات مع الحكومه. انما لو اتقلبت ع الناحيه التانيه و وقعت مع اللى هياخدوا منك يبقى بالسلامه و دول من هنا. يعنى عارفينا!
ادم ولع سيجاره بتفكير: مانا هقولك هتعمل ايه بالظبط
الكل إنتبه و ادم إبتدى يشرح تفاصيله بالظبط تدريجيا لحد ما خلص و خرج بنفس الهدوء اللى جه بيه.

البنت بتتنقل من مترو لإتوبيس و من شارع لشارع. بتعدى خبطت ف واحد وقعت شنطته و حاجته ع الارض. شاورتله بإحباط و اتحركت تعدى سكة العربيات.
وقفت على شكل القهوه اللى قدامها. قهوه كبيره و عليها شباب كتير و ناس و لمه. كلهم اللى ف إيده سيجاره و اللى شكله مش مظبوط و اللى ف جيبه مطوه.

بصت للراجل و بصت تانى ع القهوه و ابتسمت بحماس. بتلف وشها تاخد نَفس استعداد لمحت الراجل بيلم من ع الارض حاجته و من بينهم شنطه صغيره و هو بيبرطم.
بصتله و رفعت حاجبها و بصت قدامها للقهوه و بصتله بمكر و ف لحظه اندفعت عليه.

ادم خرج و بيعدى خبط ف بنت لابسه عبايه سمرا و طرحه بدايتها من نص راسها و نص شعرها باين من قدامها و النص التانى نازل من وراها. كانت واقفه على مدخل القهوه كإنها كانت مستنياه و اول ما جه شاورت بغيظ ف وشه.
قبل ما تتكلم ادم عض صوباعها بملاغيه: نووور
نور شاورت بتهديد: عارف يا ادم لو سافرت تانى و غيبت و قولت عدّولى. هعمل فيك ايه؟
ادم عض بوقه بملاعبه و هو بيقرب: ماتجى اعمل بدالك
نور لهجتها لانت بغيظ: هقتلك.

ادم حط قبضات إيديه على صدره بدراما و رجّع راسه لورا: الميت يموت ا مره واحده. ف كيف تقتلين من مات فيكى عشقا؟
نور حطت إيدها على وشها و ضحكت غصب.
ادم عمزلها: حلوه صح؟
نور ضحكت اكتر و ادم عض بوقه بملاغيه: طب خدى الاحلى. بيقولك مره واحده اسمها نور شربت مايه اتكهربت
نور برّقت: انا واحده يا دوما؟
ادم رفع حاجبه: دى بس اللى وقفت ف زورك؟
نور كشرت بدلع: متقوليش واحده.

ادم غمزلها: طب اييه؟ هاا؟ عايزانى اقولك ايه يا قلبى؟
نور ابتسمت: قولى يا عمرى
ادم رفع عينيه بحاجبه بمرح: عمرى ايه انتى هتعملى فيها روجينا؟ انا بقولك يا قلبى عشان دى وظيفتك. انتى مش بنكرياس عشان تبقى عمرى
نور لهجتها لانت بمحايله: دوما متأخرش تانى عليا انا بقلق عليك. من ساعة ما عرفت اخر مره انك كنت محبوس و انا بقلق اما تغيب. بيبقى بالى مشغول.

ادم ضحك بخفه: بيقولك واحد صعيدي بيقول لصاحبه أنا بالى مشغول من امبارح. قاله اكيد فيه حد رافع السماعه. تيرارا. متأفوريش طيب
نور مسكت ايده بمحايله: ادم انا بحبك
ادم ضم عينيه بهزار: عشان كده تخنتى
نور: اييه؟
ادم صحح ببراءه مصطنعه: اتخانتى. انتى اتخانتى. أنا خونتك
نور اتراجعت ببلاهه: اه افتكرت. ده انا الريجيم هيجننى و رب العرش نجانى.

بصتله تانى فجأه كإنها يدوب استوعبت قال ايه و هو ضحك قبل ما تتكلم: طب و ربنا انا بحبك عشان ذكيه
نور كشرت بغيظ: لا بتحبني عشان ملبن
ادم ضحك اكتر: مش بقولك ذكيه
نور مسكت إيده: طب لو بتحبنى تعالالى لحد باب البيت
ادم رفع إيدها على صدره و ضم عينيه مثّل البراءه: طب ما تجيلى انتى الشقه اسهل
نور شدت إيدها بغيظ: قصدي تتقدملى يا زفت
ادم ضحك بصوت عالى و هي بصتله برقه: على فكره انا قولت لأبويا زى ما قولتلى.

ادم انتبه بجديه: بجد؟
نور ابتسمت: ايوه. قولتله انى اعرفك من زمان جدا. اتعرفت عليك عن طريق واحده صاحبتى انت جار قرايبها من زمان و شوفتك و انا بزورها مره عندهم و سألت عنك و هما يعرفوك
ادم اتنهد بإبتسامه بعيده و نظرته شارده شويه.
انتبه على نظرتها له بإستغراب ف ابتسم بسرعه: و بعدين؟ قالك ايه؟
نور ابتسمت اوى: اخد عنوانك و عنوانهم منى و تقريبا سآلهم عنك و ماما كمان و مبسوطين. يظهر قالولهم كلام حلو.

ادم هز راسه برضا و ابتسم بشرود.
نور: هاا؟
ادم انتبه ف ضحك بمرح: يابنتى بيقولك واحد نزل اعلان عايز زوجه جاله مليون رساله تانى يوم تاخد مراتى؟
نور بصتله بغيظ و ادم كعمش وشه: يابنتى الجواز ده زى المطر. اوله خير و اخره طين
نور بصتله بضيق و هي ماشيه: هتندم. انا مبيجيش زيى حتى لو لقيت غيرى
ادم رفعلها حاجبه و هي ماشيه: يعنى مش فاهم بردوا ‏هو إيه التهديد ف إن بيجى غيركوا بس مبيجيش زيكوا؟ طب ما احسن.

نور بصتله بغيظ و مشيت و ادم شاورلها بخفه: مش احسن اوى يعنى. خدى يابت. طب تعالى لحد ما يجى غيرك طيب.

صاحب القهوه برا وقف بتذمر و نفخ و هو بيقرب من الاسكوتر: بقولك يا نسناس ما تحدف الداهيه دى تركنها ف اى حته بعيد عن هنا
نسناس بصّله و رفع حاجبه ببرود: ما تخليك ف حالك يا عم ايوب لا تزعل
ايوب بضيق رد بحذر: يعنى اكيد مش كل مره سى الاستاذ بتاعك هيعمل بيه و يركنهالى على باب القهوه ترازى ف الداخل و الطالع
نسناس رفع حاجبه: ما بلااش
ايوب زعق بهمس: ماهى لو اتخدشت بيطلّعلى عفاريته.

نسناس عض بوقه: بلاش لا يطلّعلك حاجه تانيه
ايوب تنّح: يطلّعلى ايه!
نسناس قرّب جنب ودنه: ميتينك
ايوب هيزعق نسناس اتكلم بهمس: يطلع ميتينك. ف بلاش
نسناس بص ورا ايوب لأدم اللى بيقرّب و بص لأيوب: ابقى افتكر انى قولتلك بلااش
ايوب نفخ بتصميم: مش وكالة ابوه هى
ادم قرّب بشده و هو بيقفل موبايله و شاور على ودنه علامة بتقول ايه.
ايوب اتلغبط ف الكلام: ابوك. مش وكالة ابوك قصدى.

ادم شاور على ودنه تانى و ايوب اتبرجل بسرعه يوضح: قصدى ابوك. ابوه. ابوك له هو
نسناس ضحك غصب عنه بشكل مكتوم و همسله: ما قولتلك خليك ف حالك يا عم ايوب لا تزعل. انا مش قولتلك خليك ف حالك لا تزعل؟ اديك هتزعل
ايوب هيتكلم نسناس قاطعه: اديك هتزعل. هتزعل
ايوب بص لأدم بخوف: ياريس انا
ادم رفع حاجبه: ريس؟ ما بلاش عشان الجو ملبش اليومين دول ع الريس
ايوب: ياريس اصل.

ادم اخد نَفس طويل من السيجاره اللى كانت ف إيده و قبل ما ينطق صوت دربكه جاه من بعيد عن القهوه ع الشارع العمومى.
الكل إلتفت ع الصوت اللى ظهرت من وسطه بنت بتجرى بخطوات مبعثره و ف إيدها شنطه رجالى مالهاش علاقه بمنظرها المبهدل و لا هيئتها.
بتجرى و راجل بيجرى وراها بغضب و بيصرخ: يا بنت الكلب يا حراميه. يا بنت الكلب
ادم هيتحرك البنت خبطت فيه و هي بتجرى من جنبه و للحظات اتسمّر مكانه: ه، يا بنت المجنونه!

البنت إتخطت ادم و عدت و الراجل جاى من الشارع العمومى وراها و هي بمجرد ما دخلت الشارع الجانبى و عدّت ع القهوه إبتدت تشد الكراسى و تشنكل بيها الطريق و بتشنكل اى حاجه تقابلها تسد بيها الطريق.
الموقف مخدش دقيقه و الراجل عدّى الطريق و دخل الشارع الجانبى وراها لمحها ف اخره ف مقرب من القهوه بيجرى وراها.
ادم بص بين الراجل و بين ايوب صاحب القهوه و نقل عينيه مرتين تلاته بسرعه و بص لأيوب: كنت بتقول ايه بقا؟

ايوب رجع لتركيزه معاه و اتلغبط بخوف: يا بيه انا كنت بقول له هو بس ان يعنى
ادم اخد نَفس جامد من السيجاره اللى ف إيده قبل ما يحدفها ف الارض و بص لأيوب بغموض: شكلك هتزعل يا ايوووب. قالك هتزعل و شكلها مكتوبالك.

ايوب هينطق و ادم نطق اخر جمله و هو بيحدف السيجاره ف الارض و داس عليها و مسك راس ايوب بإيديه الاتنين و ضربه براسه فيها و حدفه لورا بعنف.
الراجل كان بيجرى ورا البنت معدّى من جنبهم و يدوب عدّاهم بخطوتين كان ادم ضرب ايوب و حدفه لقدام ف وقع ع الراجل و الاتنين نزلوا فوق بعض ع الارض.
الراجل زق ايوب بغيظ و وقف يعدل نفسه: يا اخى غور كده انا ناقصك؟

قبل ما يتحرك كان ادم شال كرسى من الترابيزه اللى وراه و حدفه بغموض على ايوب بس الكرسى لبس ف الراجل.
نسناس زق الترابيزه برجله إتقلبت و زعق لأيوب اللى مش فاهم الموقف ازاى كِبر بسرعه: انت هتتشرّط يا روح أمك؟ عايز تتربى يالا قول
ثوانى كانت القهوه مقلوبه و كل اللى فيها قام و الكل بيضرب و يتضرب من عمال القهوه او زباينها.

ادم كان إنسحب من وسط الدوشه و إتسلل و خرج من تانى باب للقهوه و منه إتنطط لأخر الشارع الموصّل للخرابه.
لمح البنت مستخبيه ورا كومة ذباله و ماسكه مناخيرها بشكل مُضحك و متابعه الراجل على بُعد منها اللى وقف من الجرى و بيتلفّت على بُعد و لو قرب هيجيبها.
ادم اتسلل بهدوء لحد ما جاه من وراها و همس: يا سارقه قلوب العذارى سرقتى ايه تانى؟
البنت إتخضت و لفّت وشها له: سلاماً قولاً من رب رحيم.

ادم رفع حاجبه و البنت إتنفست بصوت: يخربيييتك كح
أدم كح و رجّع نفس ريأكشن وشه: نعمم؟
ف بيت ملامحه البدويه جدا تشرح مكانه و موقعه بالظبط. اسوان!
ف غرفه هاديه مفهاش غير صوت انفاس رغم انها نايمه إلا انها عاليه و مضطربه كإن الخوف راعشها.

فتّح عينيه و بص جنبه و إبتسملها و هي نايمه و اخد نَفس عميق و خرّجه بتمهّل اوى: اااه. لساكى متغيرتش و لا هتتغيرى. سنين بتجرى وراها سنين و انتى لساكى زى مانتى. سامع دق قلبك دقه دقه بينادى و يردد. عدت على قلبك سنين ورا سنين و لساه زى ماهو و انتى لساكى عاشقه و العشق معلهوش لوم. مشقوقه نصين بين عشقك.

ميل باس عيونها اللى بربشت بهدوء و بمجرد ما إتواربت ظهر منها دموع مستخبيه.
اخد نَفس جامد و هي إتلفتت جنبها عملت نفسها بتتقلّب و مسحت عيونها و غمضت بهدوء.
قرب شويه و رفع نفسه فوقها و مد إيده ملّس على شعرها بعشق: انتى بتى. بتى اللى بخاف عليها غصب عنى. حتى عشقى لها غصب عنى
حنين عيونها لمعت بدموع و غمضت و هي بتاخد نَفس بطئ.

باس عيونها بحنيه: طب و الله بحبك اكتر من هديه بنتنا اللى بتى و من صلبى بجد. بحسك ساعات انتى بتى زيها.

اتعدل ف رقدته و شدها لحضنه من تانى و هي إستسلمت برضا غريب على وصف استسلام.
حست بيه انفاسه هديت بالنوم ف نطقت بصوت مهزوز من غير ما تفتّح عيونها: و انا إبننا وحشنى. وحشنى اوى. وحشنى بشكل بقا يوجع جسمى قبل قلبى
غمض عيونه قوى بمجرد ما نطقت و رجع بعقله لورا اوى بسرعه مخيفه لأكتر من خمسه و عشرين سنه و كإنه بيفتح مقبرة وجع إندفن فيها وجع و عفّن تاه وسطها لحد ما نام.

حنين قامت على صوت رعد بيهز الستاير و الشبابيك و المطره من قوتها قطراتها بتطير لجوه.
انسحبت من جنبه بهدوء كانت هتقفل باب البلكونه ف فتحت بقيته و راقبت شكل الجو بالبرق اللى بينوّر حواليها الضلمه كإنه بيقلب الليل لنهار.
رفعت وشها للسما اللى من كتر شبهها شاركتها و نزلت من عيونها قطرات شبه المطر: يارب. انت عارف اللى انا مش عارفاه و مش عارفه اعرفه. انت عارف يارب قادر تنوّرنى زى ما نوّرت عز الليل فجأه كده.

قطع صوت دموعها فجأه صوت خبط و تكسير تحت البلكونه خلاها انتبهت بفضول لتحت. ميلت اكتر و شافت أوضة المكتب اللى طاله ع الجنينه بابها بيخبط من الرعد و حاجات بتطير جوه من شباكها المفتوح.

نزلت بهدوء لتحت فتحت بابها و دخلت. قفلت الشبابيك و شدت الستاير. ميلت لمت الاوراق و الحاجات اللى وقعت رجّعتها ع المكتب و بتتلفت تخرج و هتقفل الباب لمحت باقى اوراق طاير ف زاوية الباب بتميل تشيله لمحت ورقه غريبه كإنها غلاف مجلّد مكتوب عليها مذكراتى. القائد حمزه الجيّار !
بلعت ريقها بتوتر و وقفت بيها. بصت حواليها بحذر و راحت حطتها ع المكتب و قعدت ع الكرسى.

بتبص للأوراق اللى موجوده بتوهان. بتمد إيدها و قبل ما تلمسها تترعش كإنها واقفه على حافه عاليه خايفه تمد رجليها تقع. قامت برفض تخرج بس وقفت ع الباب لحظات و بصت لوراها و حنين جواها شبه إسمها غلبها.
دخلت و قفلت الباب و فردت الورق اللى كان مترقم كإنه بترتيب معين و حطت على وشه الورقه اللى لقتها و دخلته جوه المجلّد.
فتحته و إبتدت تقرا اول حروفه بملامح مهزوزه واخده طابع الصدمه و مع كل حرف بتنزل دمعه!

كل سطر بيترسم بمشاهده قدامها كإنها بتشوف عرض تسجيلى!
ف الخرابه البنت مع ادم بصتله بتوتر و فجأه أخدت نَفس جامد كإنها بتصطنع قوه: ايوه
ادم رفع حاجبه: ايووه
البنت إرتبكت: انا كنت. كنت ب
ادم هز إيده مع ملامح وشه: كنتى ايه بقا؟
البنت بتوتر: كنت بتمشّى هنا و
ادم كعمش وشه: ايوه!
البنت اتعدلت قدامه بلغبطه: قصدى كنت ماشيه من هنا و
ادم بنفس ملامحه: ايووه؟
البنت بلعت ريقها: و وقفت اعمل. اعمل.

ادم ضم بوقه بإستفزاز: ايووووه. تعملى ايه بقا؟ حمام؟
البنت برّقت قدامها و بصتله بغيظ و ادم هز راسه بسخريه: ايوه ايوه هو الحمام. ماهو اكيد مسرقتيش حد و جايه تستخبى هنا
البنت بصّت ع الراجل و رجعت بعينيها لأدم بهمس: عايز ايه يعنى؟
أدم وشه متغيرش: احنا متصاحبين؟ ايه عايز ايه دى؟
البنت بغيظ: إخلص
ادم غمزلها: هااا! ايييه بقا؟
البنت إتوترت: اييه ايييه دى؟

ادم قرّب خطوه منها: ايه اللى اييه؟ انا و انت، و النجمه و الليل و السهر، و نشرب قهوه على طريق سفر
البنت رفعت حاجبها و ادم هيكمل بص حواليه و كعمش بين حواجبه بملامح ضحكه مكتومه: لالا مش دى. طب فاضى شويه نشرب قهوه ف حته بعيده. و اعزمنى على نكته جديده و خلّى حساب الضحكه عليا
البنت كزت على شفايفها بغيظ و زقته بس متحركش: اتكل بقا و ريّح دماغك انا مش منهم
ادم عض شفايفه زيها: طب ما تيجى تريحهالى انتى.

البنت رفعت حاجبها: ايه دى؟
ادم شاورلها ببراءه مصطنعه: دماغى. تعالى ريّحهالى انتى
البنت نفخت بنفاذ صبر و بتتلفّت حواليها بترقّب و ادم شدها رجّع وشها له: ريّحينى ف اريّحك ف نستريح
البنت زقته و زعقت بهمس: انت قبيح و سافل
ادم ضم ملامحه على بعض بإستفزاز و هز راسه: تصدقى تستاهليها.

البنت بصتله بترقب و هو رفع جسمه اللى كان موطيه معاها ورا الاكوام قدامهم و فتح بوقه يزعق و هي كتمت بوقه و شدته لورا تانى: ششش يخربيييتك
الراجل بص على مكانهم و قرّب شويه و هما ميلوا اكتر للارض و المكان حكم ياخد رجليهم بس و يبقوا فوق بعض.
ادم كتم ضحكته و همس بغرور: قولنا كده. ما تجيبى
البنت لفّت الشنطه بدراعاتها على صدرها و ادم مثّل البراءه و بص للشنطه و بصّلها بخفه: لالا. مش دى. انا عايز بوسه.

البنت برّقت و هي بتعض بوقها و ف حركه سريعه زقته و ضربته بركبتها ف رجله و هو مسك رجله بغيظ: كده؟
البنت هزت راسها بإستقزاز و ادم بيغنى ببرود و صوته بيعلى شويه شويه و هو بيقف طالع: اه يا سلام يا سلام. سيبنا الوقت يعدي أوام. ما حسبناش اللحظه الجايه. ده اسمه كلام؟
البنت هتلحقه ادم كان خرج و ظهر للراجل اللى إلتفت له و راح عليه بسرعه: انت مين؟

ادم رفع حاجبه و الراجل قرّب عليه مسكه من هدومه: انت اكيد تبع بنت الكلب اللى سرقتنى. ايوه اكيد معاها. هي جات لهنا و إختفت و دينى ما سايبها
ادم فك إيده ببرود و وقف قصاده: هتعمل ايه يعنى؟
الراجل بص حواليهم: هي اللى حكمت. مش جات برجليها هنا ف الحته المقطوعه دى؟ يبقى حكمت
ادم بصّلها بطرف عينيه و هي مستخبيه ورا الكوم و بص للراجل اللى مش واخد باله و بيتلفّت حواليه و رجع بصّلها ببرود و شاور على شفايفه!

البنت برّقت و حست انها ف مأزق و لازم تتصرف. شردت حواليها بتفكير و ادم كان تقريبا فاهم شكل تفكيرها ف بص للراجل اللى انتبه له على كلامه: لاء انا مش معاها
الراجل زعق: انت هتستعبط يالا، انت
ادم كمّل: و ممكن اثبتلك
حنين ف المكتب لمت الورق و فتحت المجلّد و إبتدت تقرا اول حروفه بملامح مهزوزه واخده طابع الصدمه و مع كل حرف بتنزل دمعه!
كل سطر بيترسم زى الفيديو قدامها.

كانت اول كلماته اللى إترسمت بمشاهد قدامها كإنها بتشوف عرض تسجيلى
الحدوته إبتدت من اليوم ده...

ف البدايه خلونى اقول حاجه صغيره عن نفسى. انا حمزه الجيار. حمزه عبد الرحمن الجيار. صعيدى اب عن جد. او بشكل تانى صعيدى اسماً لكن شكلا مش اوى. كان عندى وقت الكلام ده تقريبا خمسه و عشرين سنه. مش عارف. يمكن اكتر. او اقل. مش عارف اصلى مبحسبش سنين عمرى. مفهاش حاجه تتحسب. اصل السنين مبتبقاش بعددها اد ما بتبقى بالحكايات اللى اتعاشت فيها و انا لحد اليوم ده تحديدا مكنتش لسه عيشت. من بيتى لشغلى و من شغلى لبيتى. و ف بيتى من مرتى اللى معَرفش احبها لأمى اللى مَعرفش اراضيها. مفيش جديد. او لحد اليوم ده بالتحديد مكنش في جديد لدرجة لو حطيت ايامى جنب بعض هتحسهم تؤم و مهعرفش افرّقهم. لحد ما كل حياتى اتقلبت من اليوم ده!

نيجى بقا للى حصل يومها. تعالوا نشوف. اه خلونى اقول حاجه قبل ما نشوف. انا شغال ف الجبال. وسط الرمل و المحاجر. شغال اى حاجه و جاى ف اى سكه حلال بقا او حرام و بيسمونى قائد الصعيد.

حنين صوتها اتهز بترقب و هي بتقرا المذكرات و دموعها غلبت على صوتها و عيونها لدرجة غطتها ف بقا الكلام مشوش قدامها و صوتها اللى الدموع هزته اتحاش و إبتدت كإنها بتشوف الكلام مش بتقرا او بيتترجم ف صوره ع الورق قدامها!

شافت حمزه وقف بعربيته و نزل بملامح جامده و قرب من جمع رجاله بيشتغلوا ف الحفر و نحت حجارة الجبل و الصخر و عربيات بتحمّل.
واحد قرب منه بجديه: حمزه باشا
حمزه بصّله بغضب: جرا ايه يا عمار؟ انت كل يوم هتبعتلى على حاجه هفأ زيك؟ انا مش قايلك مفاضيش؟ انا مواريش غيركوا هنا و لا ايه؟ انا
عمار قاطعه: الرجاله كانت
حمزه شاور بحده: عارف لو قولتلى حد اتصاب تانى و.

قاطعهم واحد من الرجاله بيقرب منهم و عمار بصّله بإنتباه.
الراجل: حاولنا تانى و منفعش. دى لعاشر مره بنحاول. ده احنا من الفجريه و
حمزه قاطعهم بترقب: حاولتوا ايه و عاشر ايه؟ ايه اللى بيحصل يا عمار؟
عمار اتحرك بحمزه شويه واتكلم بجديه: و احنا بنفحت الة الحفر وقفت فجأه. و بنحاول نرفعها مش راضيه. كإنها.
سكت و حمزه بصّله بترقب: كإنها ايه؟
عمار سكت شويه: طب تعالى معايا. خلينى اوريك الاول طيب.

حمزه اتحرك بحيره معاه لحد ما وقف وسط العمال. قرب فحص الوضع بنفسه و جرب الة الحفر بإيده و فعلا عجز عن انه يتحرك بيها او يتصرف.
نزل و بص لعمار بعد ما شده بعيد: كإنها. كإنها شابطه ف حاجه تحت
عمار: فعلا. تقريبا في عكمه تانيه. بس المرادى شكلها اكبر لدرجة مش لاقطه ف الاله
حمزه رفع راسه بتفكير و عينيه برقت بحماس: قبل اى حاجه مشّى العمال كلها من هنا. قولهم اى حجه.

عمار: هنقولهم ايه؟ دول تبعنا اه بس عمال مش رجالتنا و
حمزه شاورله بتفكير: قولهم مثلا الاله هي اللى اتعطلت و هنوقف الشغل لحد ما تتصلح
عمار شاورله بتأييد و حمزه لف حوالين نفسه بيلضم افكاره ببعض: بعدها ابعت لرجالتنا. الرجاله بتوع طلعاتنا و شغلنا الخفى. و هات معاهم جزء من طقم الحراسه اللى تحت إيدنا. هاتهم و تعالى.

عمار سابه و اتحرك ينفذ و خلال ساعه كان فضّى المكان و جمع رجالته و كان حمزه رتب خطواته.
عمار: الاله هتطلع ازاى؟ لو اتعانفنا عليها ممكن تعطل و تتربس ف الارض و دى صخر. ده غير ان عطلها ممكن يعمل قلق ف المكان و الحكومه تشم خبر و دى بتتنشق على اى لبش هنا
حمزه شاورله: ادى تعليماتك للرجاله تبتدى حفر يدوى
عمار: نعم؟

حمزه: بإيديها. خلى الرجاله تستخدم الفوس و تتحرك بخفه حوالين الاله و تحفر لحد ما نسلك الاله الاول بعدها نكمل شغل بإيدنا
عمار اتحرك ينفذ تعاليماته و بالفعل ابتدوا حفر لحد ما سلّكوا الاله و كملوا حفر قدام نظرات حمزه المتلهفه و عينيه بتلمع كل ما بينزلوا لتحت لحد ما ظنونه اتآكدت من عينيه اللى لمحت دهب لمعته بتشق سواد الطين تحت الارض.

حمزه شاورلهم يقفوا و نزل لتحت و ابتدى يتأكد من الحاجه اللى لمسها بذهول من شكلها و كترتها.
شاور لعمار و خرّجوا الحاجه بحذر حمّلوها لعربيات تبعهم و حمزه اتحرك قدامهم بعد ما خلصوا و العربيات اتحركت وراه بحذر لحد ما وقفوا قدام بيته.
بيت كبير بملامح اثريه فخمه و قديمه بشكل تراثى. نزل و شاور للرجاله نزلت الحاجه ف استراحه جنب البيت متداريه وسط زرع و شجر.

ف الخرابه.
البنت من نظرات ادم كانت إبتدت تخاف من شكل تفكيره ف انكمشت على نفسها ثوانى بتلقائيه. ادم رجع بعينيه للراجل و قصد يبعد نظراته عنها يشد الراجل من التدوير بعينيه عليها و يشوف تصرّفها
هى إتلفتت حواليها و عشان ادم كان تقريبا فاهم شكل تفكيرها ف بص للراجل اللى انتبه له على كلامه: لاء انا مش معاها
الراجل زعق: انت هتستعبط يالا، انت
ادم كمّل: و ممكن اثبتلك.

الراجل بصّله بترقّب و ادم تنى رجله و خبطه بركبته ف رجله ف الراجل ميّل و قبل ما يترفع كان ادم خبطه بدماغه بروسيه بين حواجبه و دفعه لورا زقه وقّعه.
الراجل وقف بعنف و كوّر قبضة إيده و رايح على ادم يضرب إدم إتفاداه بجسمه كله و الراجل لبس ف خشب و كراكيب وراه.
اتعدل على ضهره و بيحاول يقف إيده لمست حديده جنبه زى الشاكوش بيد.

رفعها بغضب و قبل ما يضرب كانت البنت صرخت و هي بتظهر ف الصوره مقربه منهم: حااسب يا...
ادم بصّلها بغيظ و الراجل بيقرب الحديده على ادم من جانب وشه البنت لاقتها بكف إيدها و صرخت.
الراجل زعق بعنف: الله. طب مانتوا مع بعض اهو؟
ادم اخد نَفس متغاظ و بصّلها و حط إيده على وشه و حرّكها بعصبيه.

الراجل وقف قصادهم و بيتحرك خطوات مبعتره يمين و شمال و بيهوّش عليهم بالحديده: باللتى هي احسن كده الشنطه تطلع يا اما يمين بالله اخلى كل حته فيكوا ما تعرف اختها
ادم بصّلها للحظات و خوف غريب ع الموقف إبتدى يتسرّب له. خاصة ان البنت إيدها إبتدت تنزف جامد و إبتدت تصرخ من وجعها لدرجة مش قادره تلمسها بإيدها التانيه و نزلت برجليها ع الارض.

ادم هيميل معاها الراجل قرّب بالحديده و اتكلم بسخريه: قووم يا حنين. قوم و بدل ما هتطلع الشنطه بتاعتى هتطلع شنطتى و شنطتك و شنطة السندريلا اللى معاك
ادم ضحكلها بغيظ و هي بتبصله بترقب و زحفت برُكبها وراه.
الراجل زعق: اخلص ياض لا اشقك
ادم بص وراه لها و بص بعيد على اكوام كراكيب حواليهم و رجع بصّلها و كرر نظراته و بيدعى تفهم و هي تقريبا فهمت بس حالتها مش مساعداها.
رجع بعينيه للراجل: سمعت عن القائد؟

الراجل تنح شويه و ادم قاطعه: القائد. سمعت عنه؟
الراجل بربكه: ولاا. متخودنيش ف سكه تانيه. اطلع يلاا بال
ادم اخد نَفس سريع: إستعنى ع الشقى بالله
ادم ف مهاره مسك رقبته بإيده اللى مدها بسرعه و إيده التانيه مسك إيده اللى بيها الحديده.
الراجل حاول يزق ادم بجسمه بس فشل. ادم ملامح جسمه مُريبه و عضلاته مقسمه جسمه كله مش دراعاته بس.
حاول يضربه برجله ف رجله عشان يتزحزح ف ادم سبقه و ضربه ف رجله: متجيش عشان مفيش.

الراجل حاول يتنى ركبته و يضرب ادم ف بطنه يزحزحه بس ادم سبقه و ضربه بركبته ف بطنه: قولتلك متجيش عشان مفييييش. ايييه مبتسمعش؟
الراجل وشه إبتدى يزرقّ و بيحاول يفلفص من ادم و يرفّس و يتشنج بجسمه كله و ادم متبّت على رقبته لإنه عارف لو سابه هيندفع هو بالحديده عليه.

الراجل بيتشنج بجسمه و حاول يندفع بعنف و ادم بيحاول يقيد حركته بإيده اللى لسه ماسكه رقبته و بيضرب بإيده اللى ماسكه ايد الراجل بالحديده على ركبته يخليها تفلت منه بس كونه مستخدم قوته كلها ف تقييد حركته بجسمه من رقبته بإيد مش عارف يستقوى بإيده التانيه.
الراجل بيتشنج و تشنجاته بتزيد و الحديده بتتحرك مع حركة جسمه و بتقرب من ادم و تبعد.
ادم صرخ ف البنت وراه من غير ما يبصلها: انتى غبيه؟ مكانك بتزفّتى ايه!

البنت إتوترت بصوت مرتبك: آآآ. آلراجل. آآ. انت كده هتموت. يا. يا. الراجل هيمو
ادم زعق: إخلصى غوورى من هنا
البنت وقفت بخضه على صوته و ادم كان بيرخى قبضته على رقبة الراجل و يرجع يشد عشان يديله مساحه يتنفس.
البنت بتتحرك بخطوات عشوائيه و مبعثره ف اتجاهات ملغبطه.
ادم متابعها بطرف عينيه حسب ما الموقف سامح ف زعق و شاورلها لمكان ما كان بيبصلها على اكوام الكراكيب: من هنا. اخلصى.

البنت بتتحرك لمكان ما بص و قبل ما تختفى سمعت صرخه من قوتها شقت المكان اللى ف لحظات اتقلب بركة دم غرق فيها الكل بحكاويهم و مبقتش عارفه تخاطر و تقرب و لا تبعد، .!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة