قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السادس والعشرون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السادس والعشرون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السادس والعشرون

أشرقت شمس يوم جديد مليء بالمفاجأت والأحداث الكثيرة...
كان الكل مشغولا في الاستعداد لحضور حفل زفاف شاهي على زيدان..

طلب المهندس رأفت من السيدة صفاء وابنتيها حضور حفل الزفاف، ولكنها رفضت في البداية، وبعد إصرار وإلحاح متصل من المهندس رأفت زوجها وافقت، ولكن بشرط أن تجلس على طاولتها في الخلف وبعيدا عن الحضور، فوافق رأفت على مضض...
في فيلا رأفت الصياد
تأنقت فريدة كما لم تتأنق من قبل، فاليوم بالنسبة لها هو يوم تحقيق أول الانتصارات في معاركها الفاصلة..

لاحظ رأفت أن فريدة – على غير عادتها – ارتدت أغلى أنواع الفساتين، ووضعت حول عنقها عقدا ثمينا للغاية، وأغرقت نفسها بأحد أشهر ماركات العطور و، -
-رأفت متعجبا: ايه ده يا فريدة، هو انتي مش كنتي ناوية تتزوءي في البيوتي سنتر
-فريدة وهي تضع أحمر الشفاه: تؤ..
-رأفت فاغرا شفتيه: هه، تؤ...

تركت فريدة أحمر الشفاه على التسريحة ونظرت إلى رأفت و..
-فريدة بنظرات ثاقبة: النهاردة بالذات أنا ناوية أتزوء بنفسي
-رأفت وهو يمط شفتيه في تعجب: غريبة
-فريدة: ليه
-رأفت وهو يرفع أحد حاجبيه: عادة انتي بتحبي البنات هما اللي يزوءكي
-فريدة وهي توميء برأسها: أها، بس النهاردة يوم مميز، وأنا عاوزة أستمتع بعمل كل حاجة بنفسي
-رأفت: طيب.

أكمل رأفت ارتداء باقي ثيابه، ثم جلس على الأريكة وبدأ في ارتداء حذائه، و...
-فريدة متسائلة: انت رايح فين بدري كده؟
-رأفت بتردد: هه، آآ
-فريدة وهي تنظر إليه بنظرات متفحصة: رايح فين؟
-رأفت وقد نهض: ورايا شوية حاجات هخلصها قبل الفرح
-فريدة وهي تزم شفتيها: ممم...
-رأفت متسائلا: تحبي أوصلك في سكتي؟
-فريدة وهي توميء برأسها: اوكي..

تنفس رأفت الصعداء حيث كان يخشى أن تشك فريدة في أمره، فهو يود المرور على زوجته صفاء واصطحابها للحفل، وألا يتركها هي وابنتيها بمفردهما، خاصة وأنه قد تعهد لها بأن يوليهما الرعاية اللازمة...

دلف رأفت خارج الغرفة، فوجد عمر منتظرا في الخارج، فاستغرب من وجوده و...
-رأفت باستغراب: انت بتعمل ايه كده؟
-عمر مبتسما ابتسامة بلهاء: مستنيك
-رأفت بتعجب: ليه؟
-عمر غامزا: عشان أجي معاك، عند ال آآآ، المصلحة.

لكز رأفت عمر في كتفه بحدة، فتآوه عمر من الآلم و...
-عمر متآلما: آآآآه، ليه بس كده
-رأفت وهو ينظر إليه شزرا: اسكت، أمك جوا، ومش ناقصين عكننة
-عمر وهو يتحسس كتفه وبصوت خافت: عندك حق، بلاش نتكلم كتير لحسن الحاجات دي بتتنظر، وبدل ما نتكدر احنا الاتنين
-رأفت وهو يشير بيده: انزل ياله على تحت، بسرعة
-عمر: ماشي..

ابتسم عمر في نفسه ابتسامة سعادة وهو ينزل على الدرج وممسكا بالدرابزون و..
-عمر وهو يدندن بصوت خافت: جايلك يا، يا كنزي وكل ما ليا حياة قلبي.

في مركز التجميل
قامت الفتيات في مركز التجميل بوضع اللمسات النهائية على شاهي..
ارتدت شاهي فستانا طويلا مرصعا بالكامل في الجزء العلوي منه بالفصوص اللامعة والبراقة، هو عاري الكتفين، ولكنه مغلق من منطقة الصدر، كما أن خصره ضيق من المنتصف ويزينه من الخلف طبقات متعددة من قماش الشيفون المنفوش لينسدل كالأمواج مشكلا ذيلا طويلا..

وضعت المصففة تاجا جميلا على شعر شاهي المعقوص وأسدلت منه طرحة قصيرة مزدانة بفصوص براقة رقيقة من الأطراف...

كما انتهت شاهي من وضع أحمر الشفاه المناسب لها، وقامت ناهد بوضع العطر الآخاذ عليه..

لقد كانت شاهي أميرة صغيرة متوجة بحق، نظرت شاهي إلى هيئتها في المرآة ولم تصدق عيناها، هي جميلة، ولكنها ليست سعيدة..
مالت شاهي على والدتها الجالسة على مقربة منها قليلا وطلبت منها أن تتصل بأخيها مجددا، ولكن للأسف رفضت والدتها هذا الطلب و...
-ناهد بحنق: لأ مش هاكلمه، هو احنا ناقصين عكننة منه، هو عرف انك هتتجوزي، عاوز يجي ماشي، مش عاوز خلاص.

-شاهي بنبرة حزينة: يعني يا مامي أتجوز من غير ما يكون جاسر موجود
-ناهد بنبرة جادة: أه، عادي
-شاهي على مضض: ده حتى ادهم مسافر وخالد ويارا، مافيش أي حد معايا أبدا منهم في اليوم ده.

أمسكت ناهد بكف يد ابنتها وضغطت عليه بحنية و...
-ناهد بنبرة هادئة وهي تبتسم: حبيبتي كفاية أنا جمبك ومعاكي في أحلى يوم
ثم رفعت ناهد يدها ومسحت على وجنة ابنتها برفق و...
-ناهد مكملة وهي تنظر إليها: وبعدين أنا مش عاوزاكي تكشري، كده الميك آب هايبوظ، وانتي طالعة زي الأمر..

دلفت إحدى الفتيات من الخارج وهي تصيح ب...
-فتاة ما وهي تبتسم: العريس منتظر برا.

التفتت ناهد إلى تلك الفتاة وعلى وجهها علامات الفرحة و...
-ناهد بنظرات سعيدة: أها، طيب..

نظرت ناهد إلى ابنتها مجددا و...
-ناهد: مش يالا بقى يا عروسة!

أومأت شاهي برأسها إيجابيا، ونهضت عن مقعدها، وبدأت والدتها بمساعدة بعض الفتيات في إعادة ترتيب فستانها..

وبعد لحظات دلف زيدان إلى الداخل وهو يضع أحد يديه في جيبه، وممسكا في يده الأخرى باقة ورد بيضاء...

ارتسم على وجه زيدان ابتسامة لئيمة حينما رأى شاهي أمامه وهي مطرقة الرأس ويبدو عليها الخجل والارتباك..

تحرك زيدان بخطوات واثقة في اتجاهها، ثم جثى على أحد ركبتيه أمامها، ومد أصابع يده ليمسك بكف يدها، ونظر إليها بنظرات ثاقبة و..
-زيدان بصوت خافت: مبروك
-شاهي بخجل: ثانكس.

-ناهد بنبرة عالية: ايه يا بنات مافيش حد فيكم بيعرف يزغرط.

ثم سمعت ناهد أصواتا للزغاريد تنطلق من إحدى الفتيات المتواجدات بالمركز، فابتسمت ووقفت خلف ابنتها...

اعتدل زيدان في وقفته، ثم أمسك بذراع شاهي ليجعلها تتأبط به، و..
-زيدان بصوت رجولي: مش يالا
-شاهي بتوجس: اوكي..

بالفعل تحرك زيدان ومعه شاهي خارج مركز التجميل ولحقت بهما ناهد وهي تكاد لا تصدق أنها أصبحت على بعد خطوات من أن تصير ابنتها زوجة أغنى الرجال.

في ألمانيا
في المشفى
استعادت يارا جزءا من عافيتها، وبدأت تفيق تدريجيا، فتحت يارا عينيها، ونظرت إلى جوارها، فوجدت أدهم غافيا على المقعد الملاصق لفراشها، وممسكا في نفس الوقت بكف يدها ومشبكا لأصابعه في أصابعها..
حركت يارا كفها قليلا، وحاولت أن ترفع نفسها قليلا على الفراش و...
-يارا هامسة: أدهم.

نظرت يارا إلى أده مجددا، كان بالفعل يغط في نوم عميق، فنادت عليه مجددا ولكن بنبرة أعلى و..
-يارا بصوت ضعيف: آآ، أدهم.

انتفض ادهم فزعا في مكانه، واعتدل في جلسته، ثم نظر بطرف عينه فوجد يارا قد أفاقت، فاقترب منها بجسده و...
-أدهم بنبرة قلقة ومترقبة: ي، يارا، انتي، انتي كويسة؟
-يارا مبتسمة وهي تشير برأسها: أها، الحمدلله.

مد أدهم أصابع يده ليتحسس جبين زوجته، ثم مسد على شعرها بحنية و..
-أدهم بنظرات عاشقة: وحشتيني أوي
-يارا باستغراب: هو انت سامحتني؟
-أدهم: أنا عمري ما أزعل منك يا أغلى حاجة في دنيتي
-يارا مبتسمة: ربنا يخليك ليا.

أمسك أدهم بأصابع يارا وظل يعبث بهم و..
-أدهم بصوت خافت: أنا عاوزك بقى تشدي حيلك وتاكلي كويس كده.

رفعت يارا حاجبيها في استغراب، ونظرت إلى أدهم بنظرات غير مستوعبة ما يقول و...
-يارا بعدم فهم: ليه؟
-أدهم مبتسما وهو ينظر لها: عشان كمان 9 شهور هاتجيلنا نونا صغنونة أد كده.

نظرت يارا إلى أدهم بنظرات مشدوهة غير مصدقة لما قال، فغرت شفتيها في تعجب، فنظر إليها هو بنظرات حالمة، ثم أوميء برأسه وهو يمد أصابعه ليتحسس بطنها و...
-أدهم بنبرة سعيدة: ايوه يا حبيبتي انتي حامل.

ارتسمت السعادة على وجه يارا ولم تصدق أنها تحمل في أحشائها ثمرة حبها لزوجها الغالي، أدمعت عيناها بعبرات الفرحة، وبكت تلك المرة، فنهض أدهم عن مقعده، وأمسك بوجهها بين كفتي يده، ومسح بأنامله دموعها المنسدلة على وجنيها و...
-أدهم بصوت حاني: شششش، بس متعيطيش
-يارا بصوت باكي: أنا، أنا مش مصدقة
-أدهم مبتسما: ربنا سبحانه وتعالى أراد أنه ينعم علينا بنعمة من نعمه
-يارا ببكاء: الحمدلله يارب، الحمدلله.

في الفندق
حاول خالد قدر استطاعته أن يجد حجزا قريبا على أحد الطائرات المتجهة للقاهرة، فلم يعد هناك جدوى من البقاء هنا، خاصة وأن الوضع قد تأزم نوعا ما مع والده..

أوصى خالد مستر شرودر ألا يتردد في الاتصال به فور توافر أي مكان على أي طائرة، وعمد خالد إلى تجهيز قائمة بكل ما ينقص من أوراق حتى يتمكن أدهم من الإطلاع عليها بسهولة..

-خالد بضيق: أعدتي هنا مالهاش لازمة الوقتي، لازم أتصرف..

اتصل خالد بعدد من الشركات المتخصصة في حجز تذاكر السفر للقاهرة، وكان الرد ( عفوا، لا يوجد مكان خالي حاليا، سنعاود الاتصال بك فور توافر مقعد خالي ).

ألقى خالد هاتفه على الفراش وهو في حالة من الضيق..
-خالد وهو يزفر في ضيق: أووووف، برضوه مافيش زفت مكان فاضي!

في منزل كارما هاشم
وصل رأفت بسيارته وبصحبته ابنه عمر إلى منزل كارما..
طلب رأفت من عمر أن ينتظر بالأسفل ريثما يحضر هو زوجته وابنتيها من فوق، ولكن...
-عمر بنبرة منزعجة: لأ أنا عاوز أطلع معاك، ماليش دعوة
-رأفت بضيق: يا بني متبقاش رزل، خلينا أطلع اشوف الناس
-عمر وهو يمط شفتيه: طب ما أنا عاوز أجي
-رأفت وهو ينظر له شزرا: أنا غلطان إني جبت واحد زيك معايا.

-عمر وهو يهز كتفيه: الله مش ابنك، وبعدين أنا أولى من الغريب
-رأفت بلهجة آمرة: اترزع هنا، هي كلمة
-عمر وهو يزم فمه: طيب.

ظلت السيدة صفاء تحاول اقناع ابنتها كنزي بالحضور معها هي واختها إلى حفل الزفاف ولكنها كانت رافضة تماما..
-صفاء بنبرة منزعجة: يا بنتي مش هاينفع نسيبك لوحدك هنا
-كنزي بضيق: وأنا مش هاروح الفرح ده مع الراجل ده
-كارما بحدة: ده بقى جوز مامي الوقتي يا كنزي
-صفاء وهي تزفر في انزعاج: اوووف، لا حول ولا قوة إلا بالله
-كارما وهي تضع يدها على كتف والدتها: خلاص يا مامي سيبها على راحتها، احنا كده كده مش هنتأخر.

-صفاء وهي مطرقة الرأس: طيب..

صعد عمر خلف والده الذي تفاجيء بوجوده أمام باب المنزل حينما دلف خارج المصعد و...
-رأفت مندهشا وبضيق: برضوه طلعت
-عمر مبتسما: آه
-رأفت وهو يزم شفتيه في ضيق: اوووف
-عمر وهو يشير بيده: مش هاتضرب الجرس يا بابا، ولا أضرب أنا
-رأفت وهو يلكزه في كتفه: اتنيل اضرب
-عمر متآلما وهو يتحسس أثر الخبطة: طيب..

رن عمر جرس الباب، وما هي إلا ثوان قليلة حتى فتحت له كارما و..
-كارما مبتسمة: أهلا وسهلا
-رأفت مبتسما: ازيك يا بنتي؟
-كارما بهدوء: الحمدلله يا بشمهندس
-رأفت وهو يشير بيده: لأ انتي تقوليلي يا عمي، أنا خلاص بقيت واحد من العيلة.

أطرقت كارما رأسها في خجل وهي تبتسم، و...
-كارما بخجل: حاضر
-رأفت وهو يبحث بعينيه عن صفاء: ماما جهزت ولا آآ...
-صفاء من الداخل: اتفضل يا بشمهندس.

فتحت كارما الباب على مصرعيه ليدلف رأفت ومن خلفه عمر إلى داخل المنزل..
ابتسم رأفت حينما رأى زوجته السيدة صفاء وهي تقترب منه بكرسيها المدولب، وترتدي فستانا من اللون الأسود اللامع، و..
-رأفت بنبرة فرحة: ازيك يا حبيبتي.

تنحنح عمر من خلفه حتى ينتبه أنه مازال موجودا و..
-عمر وهو يتنحنح: احم، منورين
-رأفت بثقة: هو أنا قولت حاجة غلط، دي صفاء حبيبتي وان شاء الله هاتفضل على طول حبيبتي
-عمر في نفسه وهو يمط شفتيه: لأ أنا ماليش في جو الحب بتاع الستينات ده، خليني أركز مع 16 فيما تحت..

جاب عمر ببصره المكان باحثا عن كنزي ولكنه لم يجدها، فسأل عفويا عنها
-عمر وهو ينظر بعينيه: أومال فين كنزي؟

نظرت صفاء إلى عمر باستغراب، بينما فغرت كارما شفتيها في تعجب، في حين نظر رأفت إليه شزرا و..
-عمر متعجبا وهو يتأملهم: هو أنا قولت حاجة غلط
-صفاء بنبرة هادئة: هي تعبانة ومش هتقدر تيجي
-عمر بضيق واضح: لييييييه، ده أنا جاي مخصوص عشانها.

لاحظ عمر نظرات الاندهاش على أوجه الجميع، فحاول أن يغير مجرى الحديث و..
-عمر بتردد: آآآ، انا أقصد يعني آآ، ان احنا كلنا هنروح سوا
-صفاء وهي ترمقه بنظرات غريبة: معلش يا بني، مرة تانية
-رأفت وهو يشير بيده: مش يالا بينا
-كارما مبتسمة: اوكي، يالا يا مامي.

شعر عمر بالحزن والآسى، وارتسمت ملامح الضيق على وجهه، لأن كنزي لن تأتي معه إلى الحفل، وسيضطر أسفا إلى أن يقضى وقته كله هناك بدونها بعد أن أمنى نفسه باللقاء بها..
-عمر في نفسه وهو يلوي فمه: على رأي المثل، عشمني بالحلق، خرمت أنا وداني...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة