قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والثلاثون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والثلاثون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والثلاثون

في فيلا رأفت الصياد
بثت فريدة سمومها في عقل ابنها الأكبر خالد، ونجحت في إقناعه بأمر وجود علاقة ما بين والده المهندس الوقور ذو الهيبة وإحدى الموظفات العابثات...
تعهد خالد بعدم ترك الأمر يمر مرور الكرام، وأن يمنعه قبل أن يتطور اكثر من هذا..
تساءلت فريدة أيضا عن سبب عدم عودة أدهم معه من الخارج، ولأن عقل خالد كان شاردا في أمر أبيه الهام، فأخبرها دون قصد عن...

-خالد وهو يلوي فمه: مشغول مع يارا عشانها تعبانة شوية
-فريدة على مضض وبتهكم: ودي ايه اللي تاعبها سليلة الحسب والنسب
-خالد بنبرة جادة: يا ماما حرام عليكي، ده هي في اول حملها وآآ...

لم تستمع فريدة إلى باقي جملة خالد حيث اخترقت كلمة ( حامل ) آذانها، واصابتها بالصاعقة..
-فريدة فاغرة شفتيها: ايه! حامل! طب إزاي؟
-خالد باستغراب: هو إيه اللي ازاي! مش هي متجوزة ابنك أدهم ولا أنا بيتهيألي
-فريدة بضيق: هما لحقوا؟
-خالد وهو عاقد حاجبيه: ايه يا ماما، دي حاجة بتاعة ربنا، وهو أذن بده، هنعترض احنا
-فريدة وهي تزفر في ضيق: أووووف.

-خالد وهو يتجه للدرج: ماما أنا طالع أرتاح لأن ورايا بكرة يوم ما يعلم بيه إلا ربنا
-فريدة وهي تلوي فمها: طيب، ارتاح يا بني، وسيبني أنا أفكر في اللي جاي.

لم تتوقع فريدة أن تكون يارا حامل، فقد كان أكبر همها هو أن تنهي تلك الزيجة في أسرع وقت، ولكن كونها حامل سيعطل تنفيذ مخططتها...

في صباح اليوم التالي حيث المفاجأت المنتظرة للجميع..

في فيلا الصياد
استيقظ خالد مبكرا وهو عاقد العزم على أن يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي خاصة فيما يتعلق بأمر تلك الموظفة الجديدة..

ارتدى خالد حلته الرمادية، وأحكم غلق أزرار قميصه الأسود، وربط رابطة عنقه السوداء، ومشط شعره، ثم وضع عطره المميز، وتأمل هيئته الصارمة في المرآة ثم توجه إلى باب غرفته، ودلف إلى الخارج
رفض خالد أن يتناول طعام الافطار رغم إصرار فريدة على أنه يتناوله معها و..
-فريدة وهي تشير بيدها: يعني هما ال 5 دقايق دول اللي هيأخروك
-خالد بجدية: أنا مش فاضي للأكل ولا لغيره
-فريدة وهي تمط شفتيها: ماشي..

-خالد وقد تذكر أمر ما: بالحق يا ماما، أخبار شاهي ايه؟ عاملة ايه مع عريسها.

ارتبكت فريدة، وشحب لون وجهها، فهي تخشى أن يعرف خالد بأمر زواج شاهي من ابن أخ عدوهم القديم عدلي. لذا..
-فريدة بقلق: آآ، كويسة
-خالد متسائلا: هي اتجوزت مين صحيح؟ انا لحد الوقتي معرفش
-فريدة بنبرة مترددة: آآ، واحد امها اللي جايباه
-خالد باستغراب: يعني مين؟
-فريدة وهي تلوي فمها: معرفش، أهو واحد كويس، وبعدين احنا مالنا، هي بتحبه وهو بيحبها.

-خالد بتعجب أكثر: بتحب مين، يا ماما شاهي كانت مرتبطة بإسلام هاتلحق تحب واحد وتتجوزه في أسبوع، الموضوع مش مقنع بالنسبالي
-فريدة بضيق: بقولك ايه يا خالد، سيبك من الكلام ده الوقتي وركز في موضوع البت إياها اللي بترسم على أبوك.

امتعض وجه خالد فور سماعه لحديث والدته هذا، فهو يعلم حقيقة الأمر ولا داعي لتذكيره به..
-خالد باقتضاب: أنا ماشي، سلام
-فريدة مبتسمة ابتسامة مصطنعة: باي.

تنفست فريدة الصعداء لأنها استطاعت أن تتملص من الاجابة على أسئلة خالد، ثم نادت على الخادمة صباح لتنظف طاولة الطعام ريثما تذهب هي إلى مشوارها الهام...

توجه خالد وعلى وجهه علامات الانزعاج نحو الجراج لكي يستقل سيارته المصفوفة هناك، ويتجه إلى الشركة..
في البنك
توجهت فريدة بعد أن ارتدت ملابسها الكلاسيكية الراقية إلى البنك لكي تصرف قيمة الشيك الذي أعطاه لها زيدان الباشا نظير خدماتها، ومساعدتها له في الوصول إلى أختها ناهد
لم تكن تتخيل فريدة أنها ستتلقى مثل هذا المبلغ الضخم، ويكون في حوزتها بعد لحظات أموال لا حصر لها لكي تضيفها إلى حسابها الشخصي..

انتظرت فريدة في الاستقبال بالبنك ريثما ينتهي الموظف من تجهيز المبلغ المطلوب صرفه، ووضعت قدمها على الأخرى وظلت ترمق الموظفين الأخرين بنظرات متعالية..

بعد لحظات حضر رجل ما يبدو عليه الهيبة والوقار، ثم انحنى بجسده قليلا ناحية فريدة و..
-مدير الفرع بنبرة هادئة: فريدة هانم!

التفتت إليه فريدة برأسها، ونظرت إليه من خلف نظارتها، ثم نزعتها، ورمقته بنظرات جادة و..
-فريدة بنبرة جادة: أيوه
-مدير الفرع بصوت رخيم: حضرتك الشيك اللي كان معاكي
-فريدة وهي ترفع أحد حاجبيها: ماله!
-مدير الفرع بنبرة هادئة: للأسف يا هانم الشيك مرفوض
-فريدة فاغرة شفتيها: نعم؟
-مدير الفرع بنبرة جادة: زي ما حضرتك سمعتي، الشيك مرفوض.

نهضت فريدة من على الآريكة الجلدية، ثم نظرت إلى مدير الفرع بحدة و..
-فريدة بنبرة شبه غاضبة: ايه الكلام الفارغ اللي انت بتقوله ده؟ شيك ايه اللي مرفوض، اتفضل شوف شغلك عدل
-مدير الفرع وهو يشير بيده: يا هانم ميصحش اللي حضرتك بتقوليه ده، رقم الشيك ده متبلغ عنه انه ملغي.

صدمت فريدة حينما أبلغها مدير الفرع بأن الشيك غير صالح وتم إلغائه بأوامر شخصية من زيدان الباشا..
لم تتمالك فريدة نفسها من أثر الصدمة، وسقطت على الآريكة الجلدية غير مستوععبة ما قاله..
-فريدة بنظرات مصدومة: مش ممكن، استحالة زيدان يعمل كده!
-مدير الفرع بقلق: يا هانم، يا هانم حضرتك كويسة؟

لم تجبه فريدة وإنما ظلت تنظر امامها بأعين جاحظة وبعدم تصديق..

في شركة الصياد
في مكتب خالد
وصل خالد إلى الشركة، واستقبله الموظفون بالترحاب ولكنه رمقهم بنظرات جادة بعدما خلع نظارته القاتمة، ثم سار بخطوات ثابته نحو المصعد، ولم يلتفت لحديثهم العابر، وفضل ألا يضيع وقته في تفاهات لن تسمن أو تغني من جوع..
وصل خالد إلى الطابق العاشر حيث يوجد مكتبه، جاب ببصره أولا في مكتب السكرتارية الخاص به، ثم دلف خالد إلى مكتبه، و أسند حقيبته الجلدية على سطح المكتب...

دار خالد حول المكتب وجلس على مقعده الوثير، وأسند ظهره للخلف للحظات، ثم طرق بأصابعه على سطح المكتب في توتر، ومد يده وأمسك بسماعة الهاتف، وضغط على بعض الأزرار ليتصل ب...
-خالد هاتفيا بصوت قوي: أيوه يا أستاذ عبد الصمد، عاوزك تجيبلي عقد الموظفة الجديدة اللي اسمها كارما
-عبد الصمد هاتفيا وهو يتسائل: تقصد كارما هاشم يا خالد بيه؟
-خالد على مضض: اه هي
-عبد الصمد بنبرة عادية: لسه متعملهاش عقد يا فندم.

عقد خالد حاجبيه في دهشة، وصمت لثوان قليلة ثم أطرق بالحديث و..
-خالد بدهشة: نعم؟
-عبد الصمد بنبرة هادئة: يا خالد بيه البشمهندس رأفت معملش ليها عقد.

نهض خالد على مقعده، ودفعه بعنف إلى الخلف، ثم نظر أمامه بنظرات شرسة و...
-خالد بنبرة حادة: يعني ايه ملهاش عقد؟ ده كلام؟ هو احنا من امتى بنشغل ناس عندنا من كون مايكون ليهم عقد
-عبد الصمد بتردد: آآ، دي، دي كانت أوامر البشمهندس رأفت، انه، آآ، يتعملها استثناء و، آآ، وكمان في حاجة تانية
-خالد بضيق واضح: حاجة ايه تاني؟ اتفضل قول
-عبد الصمد وهو يبتلع ريقه: هو، آآ، طلب انه يتصرفلها مكافأة.

-خالد بانزعاج: كمان؟ على ايه ان شاء الله
-عبد الصمد: معرفش والله، هو آمرني أديها شيك م، مكافأة ليها.

جز خالد على أسنانه من الغضب، وكور قبضته في ضيق واضح و..
-خالد بنبرة غاضبة: الشيك ده يتمنع صرفه، وأي حاجة تخص الموظفة دي تتوقف فورا لحد ما انا أبلغك تعمل ايه
-عبد الصمد بتردد: بس آآ، بس رأفت بيه
-خالد بصوت آجش: أنا قولت ايه!
-عبد الصمد بصوت خافت: اللي تشوفه سعادتك.

أنهى خالد المكالمة الهاتفية مع عبد الصمد وعلى وجهه علامات الحنق واضحة، حاول جاهدا أن يتحكم في أعصابه، ولكن يبدو أن الأمر على وشك الخروج عن سيطرته، سحب خالد مقعده بيده، ثم ألقى بجسده عليه مجددا، ، وظل يطرق بقبضة يده على سطح المكتب بحدة، ونظر امامه بنظرات متوعدة و..
-خالد بضيق: أنا جاي مخصوص النهاردة عشان اشوف حكايتك ايه بالظبط يا كارما هانم!

سمع خالد صوت طرقات على باب مكتبه، فرفع رأسه ناحية الباب و..
-خالد بلهجة آمرة: اتفضل.

فتحت السكرتيرة الخاصة بوالده الباب، ودلفت إلى الداخل، ثم صارت بخطوات متوترة نحو مكتبه
رمقها خالد بنظرات متفحصة و...
-خالد متسائلا: عاوزة ايه؟

استجمعت السكرتيرة شجاعتها، وبدأت تحكي ملخصا مختصرا عما رأته بعينيها بين والده المهندس رأفت والموظفة كارما مما جعل أعين خالد تشتعل من الغيظ والحنق..
لم ينطق خالد بكلمة، وإنما ظل يستمع إلى كل ما تقوله السكرتيرة بإصغاء شديد، وحينما أدركت السكرتيرة أنها وصلت إلى مبتغاها، لم تتأخر عن إضافة بعض الهواجس وأشياء من مخيلتها لتجعل الموضوع يبدو كحب مشتعل بين الطرفين..

لاحظت السكرتيرة تعابير وجه خالد الغاضبة، فأيقنت أنها حققت ما تريد و..
-السكرتيرة بتردد: أنا، انا عارفة ان مش من حقي أقول كده، بس آآ، بس الموضوع اتطور يا بشمهندس وأنا، آآ، انا.

أشار خالد بيده للسكرتيرة لكي تكف عن الكلام و..
-خالد بنبرة جادة: مش قوتلي اللي عندك، اتفضلي على شغلك
-السكرتيرة باستغراب: بس حضرتك هتعمل ايه؟
-خالد بحدة ونبرة عالية: انتي مالك!

انتفض جسد السكرتيرة رعبا على أثر صراخ خالد فيها، وركضت مسرعة للخارج..
في حين وضع خالد وجهه بين راحتي يده يفركه في ضيق بالغ..
-خالد بنبرة منزعجة: ولسه في ايه بعد كده...!

في ألمانيا
في المشفى
بذلت يارا مجهودا كبيرا في اقناع أدهم بأن تترك المشفى وتعود لكي تمكث بالفندق، فهي قد ملت من الجلوس بها، ورغم تحذيرات الأطباء بضرورة العناية بصحتها خلال الفترة القادمة إلا أنها أثرت العودة للفندق..
ساعد مستر شرودر أدهم في إنهاء إجراءات خروج يارا من المشفى و..
-شرودر وهو يشير بيده: لابد أن تهتم بصحتها مستر آدهم.

-أدهم وهو يوميء برأسه: حاضر، ان كان عليا أنا عاوزها والله تفضل هنا لحد ما أطمن عليها تماما
-شرودر: يبدو أنها لا تحبذ البقاء هنا
-أدهم: ان جيت للحق أعدة المستشفيات تجيب العيى
-شرودر وهو يعقد حاجبيه: لا أستطيع فهمك
-ادهم مبتسما: ما تخدش في بالك.

عاونت إحدى الممرضات يارا في تبديل الملابس الخاصة المشفى، وارتداء ملابسها..
ارتدت يارا بنطالا من الجينز الأزرق، ومن فوقه ( فيستا ) من اللون الأبيض، وفي قدميها حذاءا ذو رقبة عالية ( البوت ) وكعب منخفض من اللون الجملي..

خرجت يارا من غرفتها بالمشفى وهي تبتسم، وما إن رأها أدهم حتى ترك مستر شرودر، وأسرع ناحيتها بلهفة، ثم مد ذراعيه حولها وأحاطها بهما واحتضنها بشدة..
-أدهم بصوت خافت: زي القمر
-يارا مبتسمة: ميرسي
أرخى أدهم ذراعيه عن يارا، ثم نظر إلى الممرضة في امتنان، بينما أعادت يارا ترتيب خصلات شعرها للخلف، ثم سارت مع أدهم إلى حيث يقف مستر شرودر، وتبادلا التحية والحديث العابر...

في شركة الصياد
في مكتب خالد
جلس خالد يفكر مع نفسه مليا في كيفية التخلص من تلك الموظفة بطريقة مهينة ومشينة، فهي لا تستحق إلا هذا..
-خالد بتوعد: قسما بالله هوريها جاسوسة عدلي، مش هارحمها..!

أمسك خالد مجددا بسماعة الهاتف، ثم اتصل بمدير مكتب شئون العاملين وطلب منه أن يحضر عقدا من نوعية ( خاصة ) للموظفة كارما بعد أن يتواصل مع محامي الشركة ويتم إضافة بنود جديدة للعقد دون أن تعلم عنها كارما أي شيء، ثم يستدعيها للحضور إلى مكتبه ويطلب توقيعها على العقد ويوهمها بأنها تستحق لقب موظفة الشهر عن جدارة، ثم يتم بعدها نقلها للعمل في مكتبه كنوع من الترقية، وبعد أن يتأكد من إتمام مهمته، يتصل به ليبلغه بما تم إنجازه...

وافق مدير شئون العاملين على هذا دون تردد، كما اتصل خالد بمحامي الشركة وطالبه بوضع شروط جزائية جديدة في عقد كارما، وإضافتها دون علمها إلى عقدها..
-خالد بنظرات مستنكرة: أنا هخليكي تلفي حوالين نفسك، وهعرفك إن الله حق...!

في فيلا زيدان
لم تغفل عيني شاهي طوال الليل، بل ظلت تبكي بحرقة على حالها إلى أن انتفخت كلتاهما وتورمتا أكثر مما هما متورمتين، فهي رثت نفسها التي تم التضحية بها بالرخيص إلى شخص أقل ما يوصف به أنه شيطان..

كان زيدان ممددا إلى جوارها، واضعا ذراعه على خصرها ومحاوطا إياها، بينما هي مشمئزة من حالها ووجودها معه وبقربها منه..

حاولت أن تزيح ذراعه بعيدا عنها، ولكنها لم تستطع، فكلما حاولت أن تلمس ذراعه اشمئزت أكثر من نفسها..
تململ زيدان في الفراش، وأدار رأسه ناحية وجهها، وظل يزفر في وجهها، بينما اختنقت هي من أنفاسه الحارقة على وجهها...

فتح زيدان عينيه فجأة لينظر إليها، ثم ابتسم لها نصف ابتسامة برزت اسنانه و..
-زيدان ساخرا: واضح اوي انك مش طيقاني.

ذرفت شاهي دموعها في صمت، ولم تعقب بل ظلت ترتجف رعبا منه، وخاصة حينما مد أنامله ليتحسس وجنتها ويمسح عنها الدموع..
-زيدان وهو يتأملها: صحيح وشك وارم، بس عاجبني.

أغمضت شاهي عيناها في فزع، وأجهشت بالبكاء، فاعتدل هو في جلسته على الفراش و..
-زيدان بنبرة خافتة ومخيفة: اوعي تفكري اني هاسيبك
-شاهي بصوت باكي: يا ريتك تموتني وتريحني من العذاب اللي أنا فيه
-زيدان بنظرات قاتلة: انا وعدتك انك هاتتمني الموت ومش هطوليه
-شاهي بنبرة عالية وهي تبكي: ليه بتعمل فيا كده؟ لييييه؟ أنا عملتلك ايه؟
-زيدان مبتسما ابتسامة شرسة: حظك رماكي في سكتي..

مسد زيدان على شعر شاهي برفق مزيف، وظل يعبث بخصلات شعرها، بينما حاولت هي أن تبعد رأسها عنه، فنظر إليها بنظرات مليئة بالرغبة و..
-زيدان وهو يلوي فمه: أنا، أنا ممكن ارحمك في حالة واحدة بس
-شاهي بنظرات قلقة: ايه هي؟
-زيدان بنظرات جادة: لما أدمر عيلتك وعيلة الصياد بالكامل!

ضحك زيدان عاليا بطريقة هيسترية، ثم نهض عن الفراش، وهو يرمق شاهي بنظرات شرسة، وتوجه ناحية المرحاض و...
-زيدان وهو يشير بيده: وأوعي تحلمي انك تخرجي من هنا، انتي هتفضلي هنا لحد أخر يوم في عمرك، هكسرك وأكسر عيلتك ومش هارحم حد فيكم أبدااااااااااا، وبرضوه هتفضلي انتي هنا
-شاهي وقد اعتدلت هي الأخرى على الفراش: لييييه؟
-زيدان بنظرات مخيفة: عشان انتي بقيتي بتاعتي، تحت جزمتي، وهاتعملي اللي أنا عاوزه.

-شاهي وهي تشير برأسها: مش هايحصل
-زيدان بنظرات واثقة ونبرة جادة: لأ، هايحصل، لأني أنا زيدان الباشا، ومتخلقش لسه اللي يقولي لأ..!
-شاهي بنبرة عالية: انت جبت الكره ده كله منين؟ ليييييييه بتعمل كده؟ لييييه؟ انت استحالة تكون بني آدم!
-زيدان مبتسما بشراسة: ومين قالك اني أصلا بني آدم، ده أنا الحجيم بالنسبالك، ادعي بقى ربنا انه ياخدك عشان تترحمي مني.

ثم تركها وتجه إلى المرحاض وصفع الباب خلفه بقوة، بينما انكمشت شاهي على نفسها، وضمت ساقيها إلى صدرها، واطرقت رأسها في آسى وظلت تبكي بحرقة...

خارج البنك
استقلت فريدة السيارة وهي تكاد لا تصدق أن زيدان الباشا قد خدعها، لقد وعدها بالأموال الطائلة ولكنها لم تتلق منه إلا الوعود الكاذبة...

طوت فريدة الشيك في يدها بغل، ثم أشارت للسائق بعينيها لكي ينطلق بالسيارة إلى النادي حتى تستطيع أن تفكر في تلك المعضلة التي تواجهها..

في ألمانيا
في الفندق
وصل أدهم وزوجته يارا إلى الفندق، توجه كلاهما إلى المصعد، وما إن أغلق باب المصعد عليهما، حتى اقترب ادهم من يارا، ومد ذراعه حول خصرها وقربها منه، حاولت هي أن تبتعد عنه و..
-يارا بدلع: ماينفعش اللي انت بتعمله ده يا أدهم، احنا في الأسانسير
-أدهم وهو يضمها إليه: وحشتني يا بت
-يارا وهي تدفعه بيدها: يا أدهم عيب كده
-أدهم مبتسما بخبث: هو أنا عملت حاجة لسه.

-يارا بنظرات عاشقة: ده انت ناوي بقى
-ادهم بنبرة واثقة: أه طبعا، عاوز أعوض اللي فات..
-يارا بدلال: اللي راح راح، ماليش فيه
-أدهم: هو احنا فينا من كده
-يارا وهي تنظر إليه من زاوية عينها: أها
-أدهم متحديا: بلاش انتي
-يارا وهي تضع يدها في خصرها: يعني هاتعمل ايه؟

وصل المصعد إلى الطابق الموجود به غرفة أدهم ويارا، فنظرت هي إليه بنظرات متحدية، في حين عقد هو ساعديه أمام صدره..
دلفت يارا خارج المصعد أولا وهي تتبختر في مشيتها، ولكنها تفاجئت بأذرع ادهم تمتد لتطالها، حيث أحاطها من خصرها بأحد ذراعيه، ثم انحنى بجسده قليلا، ووضع ذراعه الأخر أسفل ركبتيها وحملها برفق بين ذراعيه، في حين لفت هي ذراعيها حول عنقه و..
-يارا مبتسمة بخجل: برضوه.

-ادهم وهو ينظر إليها بعشق: هو أنا هاسيبك
-يارا وهي تضربه برفق على صدره وبنبرة ناعمة: لأ اوعى كده
-أدهم وهو يرفع أحد حاجبيه: ده احنا ايدنا طولت
-يارا وهي تركل بقدميها في الهواء بدلع: طب نزلني بقى
-ادهم غامزا: تؤ.

سار أدهم وهو حامل يارا بين ذراعيه، ثم فجأة رفعها عاليا وألقاها فوق كتفه و..
-يارا بخضة: انت بتعمل ايه؟
-أدهم مازحا: اصل دراعي خدل، والواد باينه متقلك.

ركلت يارا بقدميها في الهواء، وظلت تضرب أدهم على ظهره ضربات خفيفة، ولكنه لم يكترث بها و...
-يارا بنظرات مغتاظة: طب نزلني بقى، نزلني
-ادهم مبتسما بسعادة: مش قبل ما نخاوي ابننا اللي جاي...!
-يارا بنبرة مازحة: ياااااااااني!

في شركة الصياد
في مكتب شئون العاملين
دلفت كارما إلى مكتب شئون العاملين بعد أن تم استدعائها هناك للحضور، وبالفعل اطلعت كارما على صورة مزيفة من أحد العقود، وقرأت بنود العقد بتمعن شديد، ثم أومأت برأسها موافقة على التوقيع على هذا العقد..
تعمد مدير المكتب أن يلقي بقدح الشاي الساخن الخاص به على العقد بعد أن وقعت عليه كارما لكي يفسده و...

-مدير شئون العاملين مدعيا الفزع: يا ساتر يا رب، يا ساتر، معلش يا بنتي
-كارما وقد نهضت عن مقعدها: ولا يهمك
-مدير شئون العاملين وهو يشير بيده لأحد موظفيه: هات يا بني مناديل بسرعة
-موظف ما: حاااضر
-مدير شئون العاملين وهو يلوي فمه: استغر الله العظيم يارب، معلش هاضطر اعطلك معايا شوية، واجيبلك عقد تاني تقريه وبعد كده توقعي عليه
-كارما مبتسمة: مش هو هو نفس العقد؟
-مدير شئون العاملين بابتسامة خبيثة: أه هو.

-كارما بنبرة عذبة: طب خلاص أنا هاوقع عليه على طول، مافيش داعي اضيع وقت اكتر من كده، حضرتك عارف الشغل فوق كتير والبشهندس رأفت موصينا عليه
-مدير شئون العاملين مبتسما: الله يعينك، لحظة واحدة اجيبلك أخوه..!

وبالفعل فتح مدير شئون العاملين أحد الأدارج، ثم أوهم كارما أنه يعبث في الملفات الموضوعة به، في حين أنه قد مد يده و أخرج ذلك العقد المشؤوم الذي سيجعل كارما تعاني الأمرين...
-مدير شئون العاملين في نفسه: الله يعينك ع اللي جاي..!

أمسكت كارما بالقلم الحبر مجددا في يدها، ثم وقعت على هذا العقد الجديد دون ان تقرأ منه بندا واحدا حيث ظنت أنه مشابها للعقد السابق، وبعد أن انتهت مدت يدها بالعقد لتسلمه إلى مدير المكتب، واستأذنت لكي تعود إلى مكتبها...

وما إن انصرفت كارما من المكتب، حتى وضع مدير شئون العاملين يده على سماعة الهاتف، ثم اتصل على الفور بمكتب المهندس خالد وأخبره بإتمام مهمته على أكمل وجه..

في النادي
وصلت فريدة إلى النادي وعلى وجهها علامات الغضب جلية، لم ترد التحيات على من قابلتهم في طريقها، توجهت إلى طاولتها المعتادة وجلست على المقعد البلاستيكي المبطن بالوسائد وظلت تهز ساقيها في عصبية مفرطة..

مدت يدها لتمسك بحقيبة يدها، ثم أخرجت هاتفها المحمول من داخلها، واتصلت هاتفيا بزيدان..
ظلت تفرك يدها في عصبية شديدة وهي تنتظر أن يجيب على اتصالاتها المتتالية...

وبالفعل أجاب زيدان على اتصالها الهاتفي، وطلبت منه أن تلقاه على الفور في النادي لأمر عاجل..
وافق زيدان على طلبها بامتعاض شديد، وسبب قبوله هذا انه كان يريد أن يلقاها ليرى نظرات الانكسار والذل في عينيها، فهو لن يفوت تلك الفرصة أو حتى يضيعها على نفسه، فهو يتلذذ بالانتقام من كل فرد من تلك العائلة على حدا...
في شركة الصياد
في مكتب المهندس رأفت.

كانت كارما على وشك الدلوف إلى داخل مكتب السكرتارية الملحق بمكتب المهندس رأفت، ولكنها تفاجئت بمنعها من الدخول من قبل السكرتيرة و...
-السكرتيرة بحدة: عندك!
-كارما باستغراب: في ايه؟
-السكرتيرة وهي ترمقها بنظرات احتقارية: انتي معنتش موجودة معانا هنا
-كارما وهي تعقد حابيها في استغراب: يعني ايه الكلام ده؟
-السكرتيرة: يعني انتي اتنقلتي مكتب تاني
-كارما بنظرات مندهشة: مكتب تاني!
-السكرتيرة بنظرات متشفية: أيوه..

دارت السكرتيرة حول كارما ثم ربتت على كتفها، ونظرت إليها باستهزاء و..
-السكرتيرة بتهكم: دي أخرت المشي البطال يا، يا آنسة، يالا بسرعة لمي حاجتك من هنا وروحي على مكتب البشمهندس خالد
-كارما فاغرة شفتيها: هه.

لم تفهم كارما ما الذي ترمي إليه السكرتيرة، ولكنها دلفت إلى الداخل لتجمع متعلقاتها الشخصية من على مكتبها، وتتحرك في اتجاه الخارج..
ظلت السكرتيرة ترمقها بنظرات متعالية، وهي تلوي فمها في امتعاض واضح منها...

انتهت كارما من جمع أشيائها، وقبل أن تدلف للخارج أعطتها السكرتيرة ورقة ما و..
-السكرتيرة وهي تمد يدها: خدي الورقة دي وسلميها لسكرتارية مكتب خالد بيه، وشوفي هيشغلك فين
-كارما بنظرات قلقة: ط، طيب.

ثم انصرفت كارما خارج مكتب السكرتارية، بينما عقدت السكرتيرة ساعديها أمام صدرها وعلى وجهها سعادة غامرة وظلت تتابعها ببصرها إلى أن اختفت تماما من أمام ناظريها و..
-السكرتيرة بنظرات شامتة: استلقي بقى وعدك يا، يا بنت الآآ...

في النادي
وصل زيدان إلى النادي ومعه حرسه الخاص، وكالعادة طلته المهيبة أضفت جوا من الغموض عليه..
اعتدلت فريدة في جلستها حينما رأته، وظلت تنظر إليه بنظرات ممعنة..
اقترب أحد الحراس من الطاولة، ثم سحب المقعد البلاستيكي لزيدان ووقف في الخلف ينتظره أن يجلس عليه..
جلس زيدان على المقعد ببرود تام، ثم أشار لحرسه بإصبعه لكي يبتعد قليلا..

لم يخلع زيدان نظارته القاتمة، بل ظل ينظر إلى فريدة من خلفها بنظرات متشفية...

كانت فريدة تجز على أسنانها من الحنق، نظرت إليه بغل، فابتسم هو لها بقسوة و...
-زيدان مبتسما ببرود: أهلا
-فريدة بعصبية: أخيرا جيت
-زيدان بنبرة قاسية: عاوزة ايه؟
-فريدة باقتضاب: فلوسي
-زيدان مدعيا الجهل: فلوس ايه؟
-فريدة بحدة: فلوسي اللي كانت في الشيك
-زيدان وهو يلوي فمه في سخرية: هه
-فريدة بغضب: فين فلوسي يا زيدان؟
-زيدان وهو يضع قدمه فوق الأخرى: ملكيش حاجة عندي
-فريدة بنظرات مصدومة: يعني ايه الكلام ده.

-زيدان ببرود تام: يعني زي ما سمعتي، انتي مالكيش حاجة عندي.

نهضت فريدة عن مقعدها، وطرقت بقبضة يدها بحدة على الطاولة و..
-فريدة بلهجة حادة: لو فلوسي مجتليش، أنا هاعرفك شغلك، وهافضحك في كل الدنيا، وهاقولهم على اللي انت عملته
-زيدان بنبرة جادة: يبقى انتي ماتعرفيش أنا مين!
-فريدة وهي تشير بيدها: لأ انت اللي متعرفش أنا أبقى مين، ده أنا فريدة هانم الرفاعي.

تعالت ضحكات زيدان عاليا في المكان وكأنه يستهزأ بها، فإزدادت هي حنقا منه و..
-زيدان ضاحكا: هههههههههههه، لأ بجد، مكونتش أعرف
-فريدة بنظرات منزعجة: أنا هوريك
-زيدان ببرود: طب قبل ما توريني عاوزك تسمعي الكلمتين دول الأول..

أخرج زيدان هاتفه المحمول من جيب سترته، ثم عبث ببعض الأزرار إلى أن وصل إلى فيديو ما مسجل على هاتفه...

أمسك زيدان بالهاتف، وأداره في وجه فريدة الرفاعي، وطلب منها أن تلقي نظرة على محتواه..
مدت فريدة يدها لتمسك بالهاتف، ثم ضغطت على زر التشغيل، وظلت تترقب ما يوجد به...

تفاجئت فريدة بأن الفيديو يحتوي على تسجيلا لها وهي تتفق مع زيدان على الإضرار باختها والايقاع بها، وعلى ترتيبات الزواج السريعة حتى تتمكن من تنفيذ مخطط الانتقام منها في مقابل تلقي أموالا طائلة نظير تلك الخدمات..

اعترت الصدمة وجه فريدة، وارتمت على المقعد غير مصدقة ما رأت للتو..
-فريدة بنظرات صادمة: آآآ، لأ، مش، مش ممكن
-زيدان مبتسما بثقة: قولتلك من الأول اعرفي انتي بتتعاملي مع مين!
-فريدة بنظرات غاضبة: انت، انت
-زيدان بغل: انا اللي هادمرك، وامحيكي من على وش الدنيا لو معملتليش اللي هاطلبه منك ونفذتيه بالحرف
-فريدة بنظرات مرعوبة: اييييه...؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة