قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الرابع عشر

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الرابع عشر

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الرابع عشر

في النادي
قررت فريدة أن تصطحب شاهي معها للذهاب إلى النادي وقضاء النهار بأكمله هناك ولإكمال باقي المخطط الذي وضعته مع زيدان الباشا..
وجدها عمر فرصة مناسبة لكي يبحث عن الفتاة المجهولة التي شغلت تفكيره منذ أكثر من يومين...
توجهت فريدة إلى طاولتها المفضلة، وجلست على المقعد البلاستيكي المبطن بالوسائد المريحة، ثم جلست إلى جوارها شاهي، وناهد..

أرسلت فريدة في طلب مشروبات باردة قبل أن يقرروا ماذا سيتناولن على طعام الغذاء..
بدأت فريدة في حديثها الاعتيادي والممل عن أحوال العضوات في النادي، وكانت بين لحظة وأخرى تتابع شاشة هاتفها الذي وضعته على الوضع الصامت، أو تنظر في الاتجاهين بطريقة غير مثيرة للشك لكي تلمح زيدان...

لم يجلس عمر مع والدته وإنما فضل أن ينطلق بحثا عن الفتاة، ولكن أوقفه صديقي أدهم و...
-باسل وهو يلكز عمر في كتفه: ايه يا عمورة، فينك وفين أراضي أخوك
-عمر بضيق: معرفش
-هيثم: هو هيفضل غطسان في العسل كده كتير
-عمر: والله دي حاجة تخصه
-باسل: انت رايح فين كده
-عمر باقتضاب: ملكش فيه، ولو عاوز تعرف حاجة عن صاحبك، ابقى كلمه!

انصرف عمر تاركا باسل وهيثم وهما متعجبان من حاله
-باسل باستغراب: الواد ده مسطول ولا ايه
-هيثم وهو يهز رأسه: مش عارف، بس عاوزين نكلم أدهم، بقاله كتير مقاطعنا
-باسل وهو يمط شفتيه: الظاهر ان الجواز غيره علينا
-هيثم: بكرة يرجع لأصله، ده أدهم الصياد
-باسل وهو يدفعه من ذراعه: تعالى أما نشوف البنات
-هيثم: اوك، بس تصدق رووزا وحشتنا، كانت عاملة شغل برضوه
-باسل: ما انت عارف انها سافرت بعد جواز أدهم.

-هيثم: كانت هتموت عليه
-باسل: بس هو في الأخر خد مين
-هيثم: بنت عمه!
-باسل: بالظبط، ملايين بتتجوز ملايين، يبقى ايه بقى
-هيثم مبتسما بلؤم: فلوس بالعبيط يابا...!

جاب عمر النادي لمرات عديدة على أمل اللقاء بالفتاة الغامضة، ولكن لا أثر لها إلى الآن...
في شركة الصياد
في مكتب رأفت
كان خالد على وشك أن يفتح باب المكتب، ولكنه أدار رأسه فجأة ناحية مكتب السكرتارية، وقرر أن يدلف إليه أولا ليرى من تلك التي تجرأت على الدخول إلى مكتبه...

توجه خالد ناحية مكتب السكرتارية، ووقف على الباب يجوب ببصره بين الموظفات الجالسات هناك، وما إن رأته إحداهن، حتى نهضت عن مكتبها، ثم توجهت ناحيته على الفور و...
-السكرتيرة: أيوه يا خالد باشا
-خالد بنظرات جادة: فين الموظفة اللي خدت ملفات المتدربين من عندي؟
-السكرتيرة بقلق: في آآآ، في التويلت يا فندم
-خالد: نعم؟
-السكرتيرة: في الحمام يا فندم، هي ثواني وراجعة.

رفع خالد معصمه قليلا لينظر في ساعه يده، بينما أطرقت السكرتيرة رأسها في خجل...

ترددت السكرتيرة في ابلاغ المهندس خالد بشأن شكوكها حول تلك الموظفة الجديدة التي تدعى كارما، وما يدور بينها وبين المهندس رأفت من أحاديث ودودة للغالية، ولكنها فضلت أن تفتح الحديث في حضورها، لذا وقفت هي الأخرى تترقب وصولها.

في تلك الأثناء، كانت كارما في طريقها لمكتبها حينما اصطدم بها دون قصد أحد السعاة، فوقع على ثيابها أحد فناجين القهوة و...
-الساعي بخوف شديد: انا أسف يا استاذة والله ما شوفت حضرتك
-كارما مبتسمة: آآ، ولا يهمك، حصل خير
-الساعي بقلق: الله يكرمك يا أستاذة بلاش تشتكيني عند المهندس رأفت أو المهندس خالد، والله غصب عني، الله يكرمك يلاش تقطعي عيشي.

تعجبت كارما من توسلات الساعي المتلاحقة لها كي لا تشتكي عليه، فنظرت إليه باستغراب و..
-كارما بتعجب: اشتكيك، لأ أنا مش هاعمل كده
-الساعي بنبرة فرحة: الله يعمر بيتك يا رب، الله يكفيكي شر ولاد الحرام
-كارما: عن اذنك.

ظل الساعي يتضرع بالدعاء إلى الله ويدعو لكارما بالخير التي عادت في اتجاه المرحاض من جديد لكي تنظف ثيابها...

وقف خالد متذمرا من انتظار تلك الموظفة، ثم حسم أمره ب...
-خالد بضيق: أنا مش هافضل واقف مستني الهانم لحد ما ترجع
-السكرتيرة بتوتر: آآآ، يا..

مط خالد شفتيه في ضيق، ثم ترك السكرتيرة وانصرف بعيدا عنها دون أن تكمل باقي جملتها الأخيرة، ودلف إلى مكتب والده...

بينما شعرت السكرتيرة بالضيق لأن مخططها لابلاغه بما يحدث قد فشل...

في الغردقة
في المنتجع
على غير عادتها، استيقظت يارا مبكرا، ثم دلفت إلى المرحاض لكي تغتسل وترتدي ثيابا ملفتة للأنظار حيث حربها التي بدأت مع أدهم...

ارتدت يارا شورتا قصيرا للغاية من اللون الأزرق الداكن، ومن فوقه كنزة بيضاء مزدانة بنقوش زرقاء داكنة أيضا أبرزت تفاصيل جسدها بوضوح، ثم مشطت شعرها للأعلى وعقصته كذيل حصان، وأسدلت بعض الخصلات على جانبي وجنتيها، ولم تغفل أن تنثر قوصة طويلة لتغطي معظم جبينها..
كان أدهم جالسا على الأريكة وممسكا بالريموت يقلب بين محطات التلفاز المختلفة...

خرجت يارا من المرحاض ثم نظرت إلى أدهم شزرا، فاستغرب هو من هيئتها المتحررة و...
-أدهم باستغراب: ده ايه اللي انتي لابساه ده؟
-يارا باقتضاب: عادي
-أدهم متسائلا: انتي هتنزلي كده؟
-يارا بجدية وهي توميء برأسها ايجابيا: أها
-أدهم: ومين هيسمحلك تنزلي كده أصلا
-يارا بعدم اكتراث: والله أنا حرة، أعمل اللي عاوزاه، وألبس اللي يعجبني
-ادهم وهو يشير بيده وبجيدة: أها، الكلام ده مايكلش معايا.

-يارا بحدة: ياكل ولا مايكلش، هو انت بيفرق معاك أصلا، ما انت طول اليوم واقف لازق للبنات اياهم، وبالنسبالك عادي جدا وأخر انسجام معاهم.

نهض أدهم عن الأريكة بعد أن ألقى بالريموت عليها، ثم سار في اتجاه يارا ووقف في مواجهتها و..
-أدهم وقد وقف أمامها: والله دول مايخصونيش، لكن انتي مراتي
-يارا وهي تنظر إليه بحدة: دلوقتي بقيت مراتك..
-أدهم وهو يشير بيده: أه مراتي، ولا انتي مفكراني قفص قاعد قدامك هسيبك تنزلي كده
-يارا بنبرة غاضبة: ياخي ده انت لو عملي اعتبار كنت راعيت مشاعري شوية وبطلت المسخرة اللي بتعملها مع البنات الصيع اللي هنا.

-ادهم بعدم فهم: تقصدي ايه؟

أدارت يارا ظهرها إلى أدهم، وسارت بضع خطوات للأمام لتبتعد عنه و..
-يارا: والله انت عارف كويس انت عملت ايه.

أسرع أدهم خلف يارا، ثم أمسكها من مرفقها بقوة، وأدارها ناحيته و...
-أدهم وقد جذبها من ذراعها بحدة: ما تكلمي عدل وتقولي عملت ايه؟

أزاحت يارا يده بعيدا عنها، ثم وقفت تحدق فيه بأعين مغتاظة و...
-يارا بنبرة حادة: هزارك مع اللي ما تتسمى وقلة ادبك معاها
-أدهم: أفندم، انتي فاهمة غلط
-يارا: نعم أنا اللي فاهمى غلط
-أدهم: أه، انا كنت واقف مؤدب، وهي معملتش حاجة
-يارا: كمان بتدافع عنها
-أدهم: ما انا عاوز أعرف هي عملت ايه بالظبط عشان تضايقي أوي كده.

تمايلت يارا أمام أدهم في محاولة منها لتقليد حلا، فنظر ادهم إليها باعجاب، ولكنه حاول اخفاء هذا و...
-أدهم: ودي فيها ايه، عادي يعني
-يارا بحنق: والله!

اغتاظت يارا من أدهم، فقررت أن تقترب أكثر منه، ثم مدت كلتا يديها للأعلى ولفتهما حول عنقه، لكي تحيطه أكثر، وبدأت تقليد حلا في دلالها، فأحاطها أدهم بذراعيه..

-أدهم بلؤم: تقصدي كده
-يارا ببراءة: أيوه كده، وراحت عاملة كده كمان.

قلدت يارا حلا في طريقة لمسها لشفاه أدهم، فابتسم أدهم ليارا و..
-أدهم بخبث: طب ماهو بيجي منك أهوو..
-يارا: أفندم
-أدهم غامزا: يعني شغالة زي ناس
-يارا بضيق: زي ناس، لأ أنا أحسن منهم طبعا، وآآآ...

لم تكمل يارا جملتها حيث انحنى أدهم بجسده قليلا، ثم وضع يده خلف ظهرها، والأخرى أسفل ركبتيها وحملها برفق واتجه بها نحو الفراش و...
-أدهم مبتسما: ده انتي حبيبة قلبي
-يارا بضيق: حبيبة قلبك وتغيظني كده
-أدهم وهو ينظر لها بأعين عاشقة: غيظ ايه بس، ده أنا بحبك وربنا
-يارا وهي تركل بقدميها: طب نزلني بقى
-أدهم: أنزل مين بعد الحاجات الحلوة اللي شفتها دي
-يارا بدلع: الله بقى!

-أدهم بنظرات لئيمة: ده حتى الجو احتر فجأة وآآآآ، وفي نار طالعة كده وآآآ...
-يارا: تقصد ايه؟
-أدهم مبتسما: عاوزين نطفي النار اللي والعة دي، يا، يا قلبي!

وضع أدهم يارا برفق على الفراش، ثم تمدد بجوارها، وبدأ يتغزل بها ويعبث بخصلات شعرها، بينما بادلته يارا نظرات الحب والعشق و...
-يارا بصوت هامس وعذب: انت، انت هتعمل ايه؟
-أدهم وهو يتأملها: نويت أعيد البث تاني
-يارا: بث ايه؟
-أدهم: البث المباشر ل، آآآآآآ...

ثم انحنى أدهم على يارا، وذاب الاثنين سويا في لحظات عاشقة خاصة بهما...
-أدهم بصوت خافت: ماهو الجواز حلو أهوو، اومال مكتوب علينا الغلب ليه...!
-يارا وهي تنظر إليه: شوف انت بقى
-أدهم بابتسامة عريضة: من ناحية الشوف، فأنا عاوز أشوف حاجات كتيررررررررر...

في شركة الصياد
في مكتب رأفت
استفسر خالد من والده عن سبب قيامه بسحب الملفات الخاصة بالمتدربين الجدد من مكتبه، فأخبره والده أنه كان لديه وقتا إضافيا فأراد أن ينتهي من الأمر في أقرب وقت.

تطرق خالد إلى موضوع خطبته من سمر، امتعض وجه رأفت من تلك المسألة، فهو يريد أن يمهد للأمر أولا مع فريدة قبل أن يخوض في تلك المسألة، خاصة وأنه قد عرف بطبيعة عائلة عبد الجواد وظروفها الاقتصادية المتوسطة و...
-رأفت باقتضاب: ربنا يسهل يا خالد
-خالد: بابا، أنا عاوز ميعاد نهائي، أنا مش بلعب، ومشهاضيع وقت كتير، وبعدين أنا مطلبتش حاجة مستحيلة، أنا بقوللحضرتك فضي نفسك في أي وقت عشان نروح نخطب البنت.

-رأفت على مضض: خلاص كلم أبو البنت وشوف يناسبهم امتى.

ارتسمت ابتسامة صافية على وجه خالد عقب عبارة والده الأخيرة، فاقترب منه، واحتضنه، ثم...
-خالد بابتسامة: حاضر يا بابا، ربنا يخليك ليا.

في النادي
وصل زيدان ويرافقه بعضا من حراسته إلى النادي، ابتسمت فريدة حينما رأته، وبدأت تتجاذب الحديث مجددا مع شاهي التي كانت تشعر بالضيق وتحاول أن ترسم على وجهها ابتسامة مصطنعة..

اقترب زيدان بخطوات واثقة من طاولة فريدة هانم الرفاعي، ثم وقف أمامهن بجسده الضخم فحجب أشعة الشمس عنهن، وأشار بطرف إصبعه لحراسته الخاصة، فتوقفوا على مقربة منه، ثم وجه حديثه إلى فريدة و...
-زيدان بنبرة هادئة وصوت عميق: صباح الخير فريدة هانم.

اقترب زيدان من مقعد فريدة، وانحنى بجسده قليلا ناحيتها، ومد يده لكي يقبل كف يدها و...
-فريدة بابتسامة عريضة: صباح النور زيدان باشا.

اعتدل زيدان في وقفته، ثم وقف يتأمل شاهي ومن بجوارها من خلف نظارته القاتمة، و...
-زيدان: صباح الخير عليكم يا هوانم..
-ناهد وهي تتنحنح: احم، أهلا
-شاهي بابتسامة مقتضبة: هاي
-فريدة وهي تشير بيدها: اتفضل يا زيدان باشا، اتفضل اقعد معانا شوية، احنا مش هنعطلك
-زيدان: مش حابب أتطفل على قاعدتكم
-فريدة بلهفة: تطفل ايه بس، اتفضل.

سحب أحد رجال الحراسة الخاصة بزيدان أحد المقاعد، ثم اقترب زيدان منه، وجلس عليه، وأشار مرة أخرى لرجاله بالابتعاد...

في شركة الصياد
في مكتب خالد
توجه خالد إلى مكتبه، وهو يشعر أن أحلامه على وشك التحقيق، فليس أمامه سوى الترتيب مع والد سمر حتى يسير في باقي الخطوات على عجالة.

اتصل خالد هاتفيا بالسيد عبد الجواد والد سمر لكي يحدد معه ميعادا لكي يخطب فيه سمر ولكن تفاجيء خالد ب...
-خالد مصدوما وعبر الهاتف: اييييه؟ بتقول ايه يا عمي...؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة