قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الخامس عشر

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الخامس عشر

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الخامس عشر

في النادي
رحبت فريدة بزيدان الباشا، وابتسمت له ابتسامة عريضة مصطنعهة، ثم بدأت ب...
-فريدة مبتسمة: هاي زيدان باشا، بجد انا مبسوطة اني شوفتك النهاردة
-زيدان بصوت آجش: أنا أسعد من حضرتك
-فريدة: أتمنى منكونش عطلناك
-زيدان: لأ أنا جاي النهاردة النادي أغير جو.

ظل زيدان ينظر إلى شاهي بين الحين والأخر من خلف نظارته القاتمة، ثم أشار زيدان بيده لأحد حراسه و...
-زيدان بنبرة آمرة: شوف الهوانم يطلبوا ايه، وفي لحظة يكون هنا
-الحارس الخاص وهو يوميء برأسه: حاضر يا باشا.

-ناهد مقاطعة: مافيش داعي، احنا عندنا كل حاجة
-زيدان وهو يشير بيده: مايصحش يا هانم، حضرتك أعدة مع زيدان الباشا، وطلباتكم أوامر.

ابتسمت ناهد ابتسامة مليئة بالسعادة والرضا، فعريس ابنتها القادم يبدو عليه الهيبة والسلطة، وأن ابنتها على وشك أن تملك كل هذا، فقط إن وافقت على الارتباط به..

أرادت فريدة أن تقوي أواصل الصلة بين زيدان وزوجها لعلها تستطيع أن تستثمر من وراء تلك الصلة أموالا طائلة، لذا إدعيت أن هناك مكالمة هاتفية عاجلة، فاستأذنت بالانصراف لكي تجيب عليها...

وقفت فريدة على بعد منهم، ثم أمسكت بهاتفها المحمول، واتصلت هاتفيا بزوجها رأفت و..
-فريدة هاتفيا بصوت خافت: الوو، أيوه يا رأفت، انت فين؟
-رأفت بضيق هاتفيا: هاكون فين يعني، ما أنا في الشركة
-فريدة: طب حاول تسيب اللي في ايدك وتيجي النادي
-رأفت: أنا عندي شغل يا فريدة مش فاضي للنوادي والكلام الفاضي ده
-فريدة: الله يا رأفت، أنا عاوزاك تيجي، في حاجة مهمة لازم تيجي بنفسك وتشوفها
-رأفت بقلق: حاجة ايه دي.

-فريدة: أما تيجي هاتعرف، باي.

أنهت فريدة المكالمة دون أن تنتظر أي رد من رأفت الذي زفر في ضيق، فهو يبغض مفاجأت فريدة..

عادت فريدة إلى طاولتها مجددا وعلى وجهها ابتسامة مصطنعة، ثم جلست على مقعدها وبدأت في الحديث...
في شركة الصياد
في مكتب خالد
ابتلع خالد ريقه بصعوبة حينما سمع عبر الهاتف رد السيد عبد الجواد على طلبه و...
-خالد هاتفيا: اييييييه؟
-عبد الجواد هاتفيا: أنا أسف يا بني، أنا، أنا معنديش بنات للجواز
-خالد مصدوما: ليه بس؟ ده أنا كنت بكلمك عشان أحدد ميعاد الخطوبة.

-عبد الجواد بنبرة حزينة: لأ يا بني، أنا أسف الجوازة دي مش مناسبة لينا، انت كويس بل ممتاز لكن احنا مش هنكون مرتاحين مع بعض
-خالد: يا عمي اديني فرصة وآآآ...
-عبد الجواد: معلش يا بني ربنا يعوضك بالأحسن ان شاء الله، سلامو عليكم...!

أنهى عبد الجواد المكالمة الهاتفية مع خالد الذي ظل مصدوما للحظات غير مستوعبا لما سمعه للتو..
شعر أن أحلامه انهارت تماما عقب تلك المكالمة الصادمة...

ألقى خالد بجسده على مقعده فقد كان غير قادرا على الوقوف على قدميه..
-خالد بنظرات مصدومة: طب ليييه كده؟ ليييه؟

أمسك خالد بالمحتويات الموضوعة على سطح مكتبه ثم دفعها بكل عنف لتسقط على الأرض..

ظن طاقم السكرتارية بالخارج أن هناك مشكلة ما بداخل مكتب المهندس خالد، فأسرعت السكرتيرة الخاصة به ناحية باب المكتب وطرقت عليه قبل أن تدخل، فسمعت صراخا حادا يآمرها ب...
-خالد بنبرة حادة وآمرة من داخل مكتبه: مش عاوز أشوف حد خالص!

ارتعدت السكرتيرة من صوت خالد، فابتعدت على الفور من أمام مكتبه وهي متوجسة خيفة منه..
في النادي
نزع زيدان نظارته الشمسية لكي ينظر إلى شاهي التي كانت تنظر إلى جوارها غير عابئة بوجوده..
كانت شاهي عاقدة ساعديها أمام صدرها، ومركزة بصرها في نقطة ما بالفراغ..
ظل زيدان يحدق في شاهي بنظرات متفحصة ومتمعنة..
بدأت فريدة بالحديث محاولة كسر حاجز الصمت و..

-فريدة بنبرة هادئة: زيدان باشا يا ناهد من اكبر رجال الأعمال في مصر
-ناهد: اها، بس أنا أول مرة اشوف حضرتك هنا
-زيدان بصوت عميق: أنا مكونتش باجي أصلا النادي
-ناهد باستغراب: ليه؟
-زيدان: طول عمري عايش بره
-ناهد: ممم..

استمرت فريدة في سرد تفاصيل تخص حياة زيدان كما أوصاها وكأنها على معرفة سابقة به، وظلت تعدد من محاسنه، وأشارت إلى مدى غناه وثرائه الفاحش..
لاحظ زيدان شرود شاهي وعدم اهتمامها بالحديث أو حتى بالمشاركة معهم في الحوار، لذا قرر أن...
-زيدان وهو ينظر لشاهي: اومال الآنسة شاهي آآآ...

انتبهت شاهي لزيدان ونظرت إليه عندما لفظ بإسمها و..
-شاهي وقد انتبهت إليه: هه.

نظر زيدان إلى شاهي بنظرات ثاقبة ومخيفة جعلتها ترتعد منه و..
-زيدان مكملا وهو يتفحصها بنظرات مخيفة: لسه بتدرس؟
-فريدة متدخلة في الحوار: لألألأ، ده هي مخلصة دراسة
-زيدان مبتسما: عظيم.

شعرت شاهي بعدم الارتياح في وجود ذلك الشخص الغريب، فاستأذنت و..
-شاهي وقد نهضت عن مقعدها: معلش يا مامي، أنا هاروح أتمشى شوية لأحسن زهقانة
-فريدة مقاطعة: ليه بس ده احنا آآآ...
-شاهي: سوري أنطي ماليش مزاج أعمل حاجة، عن اذنكم.

نهضت شاهي عن الطاولة وانصرفت على عجالة من أمام زيدان الذي ظل محدقا بها إلى ان توارت عن أنظاره..
لاحظت ناهد انشغال زيدان بالتطلع إلى ابنتها فشعرت بالفخر والارتياح، بينما ظل زيدان يفكر في شاهي وكيفية إيقاعها في شباكه، ومن ثم الانتقام من عائلة الصياد...

في شركة الصياد
في مكتب رأفت
كان المهندس رأفت على وشك الانصراف من الشركة والذهاب إلى النادي لملاقاة فريدة حينما قرر أن يدلف إلى مكتب السكرتارية أولا قبل أن يرحل، لقد دارت في رأسه فكرة أن يصطحب كارما وعائلتها للنادي معه فهن جميعا يحتاجن للترفيه عن أنفسهن، لذا دلف رأفت إلى المكتب، وبحث بعينيه عن كارما بين الموظفات و...
-رأفت متسائلا: أومال فين كارما؟
-السكرتيرة: آآ، بتصور ورق وراجعة.

-رأفت وهو يوميء برأسه: تمام...

خرج رأفت من مكتب السكرتارية ثم نظر في ساعة يده وهو يسير بخطى بطيئة، وتوجه إلى مكتب التصوير المجاور وبالفعل وجد كارما هناك..
خرجت السكرتيرة ورائه لكي تتابع ما يفعل، ولم تنسى أن تمسك في يدها عدة أوراق بحجة أنها تريد تصويرهم في حالة أن رأها أو سألها عن لحاقها به..
-السكرتيرة في نفسها: الراجل المحترم ده باينه كبر وخرف، والبت عرفت ازاي تبلفه في ثانية، أما أشوف أخرتها ايه معاها!

كانت كارما على وشك الخروج من مكتب التصوير حينما رأت المهندس رأفت قادما في اتجاهها، فابتسمت له على الفور و...
-كارما: ازي حضرتك يا بشمهندس
-رأفت: يالا يا كارما
-كارما باندهاش: خير يا بشمهندس
-رأفت: أنا رايح النادي الوقتي وعاوز أخدك انتي والعيلة معايا
-كارما فاغرة شفتيها: هه.

وقفت السكرتيرة من على بعد تحاول استراق السمع والتصنت على حديثهم الخافت، واستطاعت آذنيها أن تلتقط عدة كلمات جعلتها تصدم وترددها بصوت خافت لنفسها و..
-السكرتيرة بصوت هامس: عاوزها، النادي! يالهوووي!

-رأفت مكملا: فرصة تغيروا جو، وبعدين والدتك بقالها كتير مخرجتش، ومن وقت للتاني محتاجة انها تشوف ناس وتقعد معاهم
-كارما بتردد: بس آآآ...
-رأفت بجدية: أنا مش هاقبل الرفض، كلمي والدتك واختك وخليهم يجهزوا، وأنا منتظرك تحت في العربية عشان أوصلكم
-كارما بابتسامة عذبة: لأ مش هاينفع، أنا...
-رأفت وهو يشير بيده: ها، هي كلمة، أنا منتظرك تحت.

حاولت السكرتيرة جاهدة أن تستشف باقي الحوار الدائر بين المهندس رأفت وكارما، ولم تلتقط أذنيها إلا...
-السكرتيرة بصوت خافت وبضيق واضح: هيوصلها بالعربية ومستنيها، آآآه يا بنت الأبلسة! الموضوع ده ماينفعش يتسكت عليه، أنا لازم أبلغ المهندس رأفت باللي بتعمله البت دي على طووووول.

أسرعت السكرتيرة في خطاها، وتوجهت نحو مكتب المهندس خالد..
بالفعل انصرف رأفت من أمام كارما التي وقفت في حيرة من أمرها، ولم يكن أمامها أي فرصة للاعتراض، وما كان منها إلا أن أخرجت هاتفها المحمول من جيبها الصغير، ثم اتصلت باختها وهي تسير عائدة لمكتب السكرتارية...
في الغردقة
في المنتجع
قضى كلا من أدهم ويارا وقتا لا يوصف، استمتعا فيه بوجودهما سويا بدون أن يقاطعهما أي أحد و...

-أدهم والسعادة بادية على ملامحه: ياااااه، كان لازم يعني حلا تجي عشان أحسن انك بتغيري عليا
-يارا وهي تلكزه في كتفه: كمان عارف اسمها زفتة الطين دي
-أدهم متآلما: آآآه، ايدك بقت ناشفة
-يارا: هاتبقى ناشفة طالما بتجيب سيرة المخفية دي.

مال أدهم قليلا على يارا وأمسك بكف يدها يقبله في حنية ولكن...
-ادهم وهو يبتسم لها: بس برضوه مافيش أحلى منك!
-يارا وقد نهضت من جواره بعد أن سحبت يدها: لأ أوعى كده، واشبع بست بتاعة بتاعتك دي.

انصرفت يارا من أمام أدهم وتوجهت إلى المرحاض ودلفت إليه وأغلقت الباب خلفها، صاح بها أدهم حتى تتوقف ولكنها لم تهتم و...
-أدهم بنبرة عالية: يا بت استني! خدي يا بت، أعوذو بالله، دايما قاتلة الفرحة جوايا.

في شركة الصياد
في مكتب خالد
طلبت سكرتيرة مكتب رأفت الصياد أن تقابل المهندس خالد لأمر عاجل، كان خالد رافضا في البداية أن يقابل أي شخص، ولكن لالحاح السكرتيرة المستمر وإصرارها على أن الأمر عاجل ولا يحتمل التأجيل، سمح هو بمقابلتها...
وبالفعل دلفت السكرتيرة إلى مكتبه بعد أن سمح لها بالدخول، جالت ببصرها في المكتب الذي تبعثرت محتوياته، فتوجست خيفة، وارتعشت أوصالها...

كان وجه خالد يعتريه الغضب، وعلامات الحنق، حاول جاهدا أن يتحكم في أعصابه، ولكن ليس بيده حيلة..
نظر خالد إلى السكرتيرة بضيق واضح و...
-خالد بنبرة منزعجة: عاوزة ايه؟ وايه الحاجة المستعجلة اللي ما ينفعش تستنى!
-السكرتيرة بخوف وهي تنظر حولها: آآآ...
-خالد بلهجة آمرة: اتكلمي، أنا مش فاضيلك.

سردت السكرتيرة على عجالة ما ظنت أنه بداية علاقة ما غير شرعية بين الموظفة الجديدة ووالده المهندس المحترم رأفت الصياد، وحاولت قدر الإمكان أن تجعل ظنونها منصبة على الفتاة الجديدة وتصويرها أمام خالد بأنها فتاة لعوب تجيد اصطياد الرجال وخاصة الأثرياء منهم..

نظر خالد إلى السكرتيرة بأعين مصدومة، فاغرا شفتيه، ثم نهض عن مقعده الوثير فجأة وضرب بقبضتي يده زجاج سطح مكتبه و...
-خالد بنبرة عنيفة: انتي اتجننتي؟ ايه اللي بتقوليه ده؟

فزعت السكرتيرة من ردة فعل المهندس خالد، فتراجعت علىالفور للخلف، ونظرت إليه برعب و..
-السكرتيرة بخوف شديد: آآآ، يا، يا فندم، دي، ده، آآ، قصدي حضرتك تقدر تتأكد بنفسك
-خالد وهو يشير بيده وبنبرة مخيفة: براااااا، برااااااااااااااااا.

ركضت السكرتيرة مسرعة ناحية باب المكتب، ثم فتحته ودلفت للخارج وأغلقته خلفها وهي ترتعد...

بينما ظل خالد متسمرا في مكانه غير مصدقا لما سمع للتو، احتقن وجهه بالدماء، وصارت عيناه حمراوتان و..
-خالد بنظرات متوعدة: ده أخر يوم في عمرها بنت ال، اللي فكرت تجي جمب رأفت الصياد...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة