قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والأربعون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والأربعون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والأربعون

في المشفى
مر كل ما حدث بين خالد وكارما أمام ذاكرته، وتذكر أمرا هاما، فهو بالفعل يعرف أين تقطن، لذا قرر أن يبلغ عائلتها بنفسه عما صار لها..
ركض خالد ناحية استقبال المشفى، ولكنه أوقفه أحد الأشخاص، وطلب من سداد الحساب الخاص بالمريضة أولا، فتوجه خالد إلى قسم الحسابات، وسدد قيمة الغرفة، وأوصى على أن تتلقى العناية الطبية الفائقة..

وبالفعل انتقلت كارما إلى غرفة العناية المركزة، بينما دلف هو إلى الخارج وركض ناحية سيارته، ثم ركبها وأدار المحرك وضغط على دواسة البنزين، وانطلق بها نحو منزلها...
في منزل أدهم ويارا
دلفت يارا خارج المرحاض بعد أن اغتسلت وارتدت فستانا قطنيا قصيرا ذو حمالات ومن اللون البامبي..

وقفت يارا أمام المرحاض تمشط شعرها، ثم التفت برأسها لتجد أدهم يغط في نوم عميق، هزت يارا رأسها في تعجب، ثم جلست على طرف الفراش، وبدأت في إفراغ الحقائب من الملابس الموضوعة بالداخل...

حمدت الله يارا في نفسها أن الأوضاع استقرت بالنسبة لها، فقد كانت تخشى أن تتطور الأمور بينهما، ويحدث ما لا يحمد عقباه..
وضعت يارا يدها على بطنها تتحسسها، وتتنهد في فرحة، فقد من الله عليها بجنين ينمو في أحشائها، وما هي إلا بضعة أشهر ويحل ضيفا غاليا عليهما..
-يارا في نفسها برجاء: ربنا يكملي حملي على خير...!

فكرت يارا في ضرورة المتابعة مع طبيب متخصص لكي يتابعها خلال شهور حملها، وعقدت العزم على البحث عن طبيب ماهر لكي تواظب معه و..
-يارا بصوت خافت: ارتب بس الشنط، واخش على النت وأشوف حد كويس كده أتابع معاه، أنا مش لازم أهمل في صحتي ولا في صحة البيبي اللي جاي
أسفل بناية كارما هاشم
وصل خالد بسيارته أمام البناية التي تقطن بها كارما، ثم ترجل من السيارة بعد أن صفها أمام المدخل..

بحث خالد عن حارس للبوابة، ولكنه لم يجد أي أحد هناك، لذا قرر أن يسأل الجيران من أصحاب المحال أو الكافيه القريب منهم..

توجه خالد إلى أحد المحال الموجودة أسفل البناية، وسأل صاحبها عن عنوان منزل كارما، وبالفعل أخبره صاحب المحل بعنوان مسكنها، فشكره، ثم دلف إلى الداخل، واتجه إلى المصعد، وفتحه وضغط على زر إغلاق المصعد وعلى وجهه علامات التوتر، فهو لا يعرفكيف سيخبر أهلها بما صار معها، ولكن لا بديل عن المواجهة..

في لندن
في المركز الطبي
ظل رأفت يفكر في طريقة يخبر بها زوجته صفاء بشأن بقائهما لفترة أطول في لندن بسبب انتظار نتائج العينات، في حين كانت السيدة صفاء مشغولة البال على إبنتيها، هي تشعر بانقباضة ما في صدرها، تشعر أن هناك خطب ما بأحد ابنتيها...
لاحظ رأفت شرود زوجته فاقترب من فراشها، وجلس على المقعد المجاور لها و...
-رأفت بنبرة هادئة: مالك يا صفاء؟
-صفاء بنبرة قلقة: مش عارفة ليه حاسة إن قلبي مقبوض.

-رأفت باستغراب: من إيه؟
-صفاء بقلق: خايفة أوي على البنات، ممكن يا رأفت تطلبلي كارما أطمن عليها
-رأفت مبتسما: بس كده، حاضر.

أخرج رأفت هاتفه المحمول من جيب سترته، ثم اتصل هاتفيا بهاتف كارما، ولكن للأسف كان الهاتف مغلق..
-رأفت وهو يعقد جبينه: الموبايل مقفول
-صفاء بتوتر: استر يا رب.

لاحظ رأفت ازدياد علامات التوتر على وجه زوجته، فحاول طمأنتها قليلا و...
-رأفت وهو يتنحنح بخشونة: احم، آآآ، يمكن فصل شحن ولا حاجة، كمان شوية نكلمها
-صفاء باقتضاب: طيب.

في منزل كارما هاشم
كان الجدال على أشده بين كنزي وعمر، وحاول هو قدر استطاعته تبرير ما حدث في النادي لها، ولكنها كانت راسخة على موقفها، فهي لن تصدق أي شيء يقوله لها..
-عمر برجاء: طب، طب قوليلي أعملك ايه عشان تصدقيني
-كنزي بحدة وهي تشير بيدها: تطلع برا، أنت انسان مش مسئول
-عمر وهو يزم شفتيه في ضيق: لا حول ولا قوة إلا بالله
-كنزي بجدية: وأنا مش هاعدي مجيتك هنا لللبيت عندي على خير!

زفر عمر في ضيق، فكنزي صعبة المراس، ولا يسهل إقناعها بسهولة...
قرع شخص ما جرس الباب، فنهضت كنزي من على الآريكة وسارت في اتجاه الباب، فأوقفها عمر من ذراعها، وأمسكها بقبضة يده و...
-عمر بنظرات حادة: انتي رايحة فين؟
-كنزي وهي ترمقه بنظرات مغتاظة: وانت مالك! سيب دراعي!
-عمر وهو يشير بإصبعه بضيق: هتفتحي الباب بالشكل ده.

أخفضت كنزي بصرها لتنظر إلى منامتها ذات اللون البامبي، ثم رفعت بصرها مجددا إليه ورمقته بنظرات جادة
-كنزي بحدة: أه، هافتح كده، وبعدين ده بتاع الديليفري فعادي يعني لما أفتحله بالشكل ده
-عمر بتهكم: هو يعني عشان بتاع ديليفري يبقى It s Okay، والله اما هايحصل.

أسرع عمر ناحية الباب لكي يفتحه هو، ثم أخرج - وهو يمسك بمقبض الباب - بعض النقود من جيبه، وما إن فتح الباب حتى وجد خالد أمامه..
نظر كلاهما للأخر بصدمة كبيرة، فلم يتوقع خالد أن يجد أخيه الأصغر هنا، ولم يتوقع عمر أن يجده أخيه الكبير على باب منزل كنزي..
فغر عمر شفتيه في صدمة، ونظر إلى خالد بنظرات مشدوهة، وعلى وجهه علامات الاستفهام، وظل يرمش لعدة مرات في عدم تصديق.

في حين ارتسم على وجه خالد علامات الحنق والضيق، فقد راودته ظنون سيئة بشأن كارما وعائلتها و...
-خالد بضيق: انت بتعمل ايه هنا؟

ابتلع عمر ريقه قبل أن يتحدث، ثم نظر إلى أخيه مجددا بنظرات مضطربة و...
-عمر بتوتر ونبرة مترددة: آآآ، أنا هنا، آآآ، بس آآآ، انت أصلا عرفت إني آآآ، هنا منين؟
-خالد بنبرة صارمة تحمل تهكما: وله اتكلم عدل، انت بتعمل ايه هنا في بيت الست كارما هانم؟

اقتربت كنزي هي الأخرى من الباب لتستمع إلى صوت رجولي صارم يتحدث عن أختها الكبرى، فدفعت عمر من كتفه، ووقفت إلى جواره لتنظر إلى هذا الشخص بنظرات ممتعضة...

رمق خالد كنزي بنظرات متفحصة ومنزعجة، ثم..
-خالد وهو يشير بيده بنبرة مهينة: ودي مين الهانم؟
-كنزي بحدة: ما تتكلم عدل، انت جاي عندنا في بيتنا وتهزأنا
-خالد بنبرة غاضبة: اتلمي يا بت بدل ما أسفخك كف ألزقك في الأرض
-كنزي بعصبية: مين دي اللي تضربها؟ انت اتجننت في عقلك.

نظر خالد إلى عمر بنظرات محتقنة من الغيظ و...
-خالد بتهكم: هي دي بقى الأشكال اللي انت قاعد معاها!
-كنزي بصوت عالي ونبرة محذرة: اكلم كويس!
-عمر وهو يتنحنح في حرج: احم، آآآ، الله يكرمك آخالد بلاش تغلط، ده أنا عمال أصلح في أم اللي اتكسر من الصبح ومش نافع، كده بدل ما هتتكحل هتتفقع عينها...!
-خالد وهو يجز على أسنانه بغضب: آآآه، يعني سيادتك بايت هنا من الصبح!

-كنزي بضيق: انتو هتغنوا وتردوا على بعض، ده مين ده؟
-عمر وهو يشير بيده بصوت خافت: ده، آآ، ده أخويا الكبير خالد.

مطت كنزي شفتيها في ضيق، ورمقت خالد بنظرات مستفزة، و...
-خالد متسائلا بتهكم: ومين الهانم اللي مش عاجبها حد دي؟
-كنزي وهي تمط شفتيها في انزعاج واضح: مش شغلك
-عمر بصوت خافت: دي، دي كنزي
-خالد على مضض وهو يشير برأسه: امشي يا شاطرة هاتلي حد من أهلك أكمله
-كنزي بضيق واضح: ايه شاطرة دي؟ هو انت فاكرني واحدة في كي جي 2 ولا ابتدائي قصادك!
-عمر بنبرة راجية: ابوس ايدكم انتو الاتنين، اهدوا شوية.

لاحظ عمر وجود بقعة دماء على كم قميص خالد الأزرق، ف تملكه الرعب و...
-عمر بقلق: خالد، هو انت اتعورت؟
-خالد باقتضاب: لأ
-عمر متسائلا وهو يشير بإصبعه: اومال الدم اللي على كمك ده من ايه؟
-خالد بضيق: ده دم كارما!

شهقت كنزي في فزع عقب عبارة خالد الأخيرة، ثم فغرت شفتيها في صدمة، ووضعت كلتا يديها على وجنتيها و...
-كنزي بنبرة مرتعدة: كارما، آآ، اختي!
نظر خالد في ذهول إلى كنزي، فلم يكن يتوقع أن تلك الفتاة الصغيرة -سليطة اللسان – هي اخت كارما التي يعاني معها..
استجمع خالد شجاعته، وسرد لها على عجالة ما حدث مع أختها، فخفق قلب كنزي، وركضت مسرعة للداخل لكي تبدل ملابسها وتذهب إلى أختها الراقدة بالمشفى.

أمسك خالد عمر من ياقته، وجذبه خارج المنزل، وأغلق الباب من خلفه، ثم دفعه أمامه بقسوة و...
-خالد بنبة حادة ونظرات قاتلة: قولي يا زفت بتعمل ايه هنا!
-عمر بتوتر: آآآآ، أنا، أنا..

لمح عمر عامل توصيل الطلبات إلى المنزل وهو يدلف خارج المصعد، فأشار بيده و...
-عمر بنبرة شبه فرحة: ايه ده بص، ده بتاع الدليفري جه، كويس عشان ناخد أكل معانا.

ضرب خالد عمر بحدة على قفاه، و..
-عمر متآلما: آآآآه، طب ليه كده
-خالد بتهديد: ده انت حسابك معايا اسود ومهبب، بس لما نروح البيت ان شاء الله!
-عمر وهو يهز كتفيه في عصبية: وأنا مش هاروح معاك، أنا هبات هنا
-خالد بحدة ولهجة آمرة: اخرس!

فتحت كنزي الباب لتدلف خارج المنزل وهي ترتدي بنطالا من الجينز ذو لون ( جملي )، ومن فوقه كنزة حمراء وعقصت شعرها كحكة و...
-كنزي بضيق: اختي فين؟
-خالد على مضض وهو يشير بيده: فين أهلك؟
-كنزي بحدة وهي تنظر إلى خالد بضيق بالغ: ايه عنوان المستشفى اللي فيها اختي؟
-خالد باقتضاب: تعالي هوصلك!
-كنزي وهي تزفر في ضيق: أوووف
-عمر بصوت خافت: يالا يا كنزي، خالد طالما حط حاجة في دماغه يبقى هيعملها، فيالا من سكات!

اضطرت كنزي أسفة أن تذهب بصحبة خالد وعمر إلى المشفى..
ركبت كنزي في المقعد الخلفي، وظلت تزفر في ضيق من وقت لأخر، وكانت تشيح بوجهها لتنظر خارج النافذة..
ظل الجميع طوال الطريق صامتين، لم ينطق أي أحد بكلمة، ولكن دارت ألاف الأسئلة بعقولهم..

تجمعت الدموع في حدقتي عين كنزي، وهي تتخيل أنها ستفقدها كما فقدت أبيها من قبل، هي تخشى أن تصير وحيدة، فوالدتها بعيدة عنها، ولا تعلم أي شيء عما حدث، وهي الآن بمفردها مع أبناء زوج أمها، وأيضا لا تطيق البقاء معهما، ولكن ليس أمامها أي خيار أخر حتى تستطيع ان تصل إلى اختها..

في فيلا ناهد الرفاعي
اتصلت ناهد بأحد الأشخاص الهامين – والذي كانت تعرفه من النادي – وطلبت منه أن يجمع لها معلومات عن مكان المشفى الراقد به عدلي حتى تستطيع أن تصل إليه..
فربما تكون حالته قد تحسنت قليلا فتخبره بالسر الذي احتفظت به لسنوات وخبأته عنه، فينجد ابنته من براثن ابن اخيه..

ظلت ناهد تجوب حديقة الفيلا ذهابا وإيابا وهي تترقب ذلك الاتصال الهام، وبالفعل ورد إليها رسالة نصية على هاتفها تحمل عنوان المشفى المتواجد به عدلي..
تنهدت ناهد في ارتياح، وظنت أنها على وشك إنقاذ ابنتها..

سارت ناهد بخطوات سريعة ناحية الفيلا، وقررت أن تبدل ملابسها وتذهب إلى المشفى لزيارته، فلا يوجد وقت كاف لتضيعه.

في المشفى الخاص
وصل خالد بسيارته إلى المشفى المتواجدة بها كارما، وما إن صف السيارة حتى فتحت كنزي باب مقعدها الخلفي وركضت مسرعة ناحية مدخل المشفى، حاول عمر اللحاق بها لكي يوقفها، ولكنها كانت الأسرع وسبقته إلى الداخل..

استفسرت كنزي من موظف الاستقبال عن مكان أختها، وعلمت أنها متواجدة في الطابق الخاص بالعناية المركزة فخفق قلبها فزعا، وركضت ناحية الدرج الجانبي وعلى وجهها علامات الخوف جلية..

صعدت كنزي الدرج بسرعة رهيبة، ظلت تدعو الله أن ينجي أختها مما تعانيه..
وصلت كنزي إلى الطابق الموجود به غرفة أختها، ونظرت عبر الحوائط الزجاجية، وهي تبحث بترقب شديد عنها، وبالفعل رأت اختها ممددة على الفراش، والشاش يغطي أجزاء كبيرة من جسدها، فشهقت بفزع، ووضعت كلتا يديها على الحائط الزجاجي وذرفت الدموع بلا توقف و...
-كنزي بصوت مرتعد: ك، كارما!

حاولت كنزي أن تدلف إلى داخل الغرفة، ولكن منعتها الممرضة من الدخول و..
-الممرضة وهي تشير برأسها: ممنوع يا آنسة
-كنزي بصوت باكي: الله يخليكي، أنا عاوزة أشوف أختي، بليز خليني أدخلها
-الممرضة بجدية: يا آنسة دي عناية مركزة ماينفعش أي حد يدخلها
-كنزي بضيق: دي أختي، وأنا مش هامشي من هنا، عشان خاطري دخليني عندها، وأنا، أنا هديكي اللي انتي عاوزاه
-الممرضة وهي تمط شفتيها: والله ما هاينفع.

وصل عمر ومن خلفه خالد، ورأى كلاهما توسلات كنزي للممرضة من أجل أن تدخل لترى أختها، فحاول عمر اقناع الممرضة بأن تراها فقط لعدة دقائق..
أصرت الممرضة على الرفض، فوضع خالد يده في جيبه، وأخرج بعض النقود منه، ثم وضعها في كف يدها و..
-خالد بنظرات صارمة: معلش هاتشوفها.

إدعت الممرضة أنها أشفقت على حال كنزي، وسمحت لها بالدخول وتطلبت منها ألا تطيل البقاء في الداخل..
أومأت كنزي برأسها ايجابيا، ثم دلفت للداخل بعد أن شكرت الممرضة...
سارت كنزي بخطوات مرتعدة وهي تقترب من فراش اختها، كاد قلبها أن يخرج من صدرها بسبب خوفها القاتل عليها..

أجهشت كنزي بالبكاء حينما رأتها عن كثب، ونظرت إليها بأعين متفحصة للجروح التي تعلو وجهها والمغطاة بالشاش، ولساقها اليسرى المجبسة، وللمحاليل المعلقة وتغذي وريد كف يدها الأيمن، ولمعصمها المربوط برباط ضاغط، وكاد أن يقتلها فزعا هو صوت جهاز النبضات الخاص بالقلب، فهي باتت تخشى أن يتوقف هذا الصوت عن الرنين فجأة فيعلن انتهاء حياتها.

وضعت كنزي يدها على فمها محاولة كتم شهقاتها، فحالة اختها غير مطمئنة على الاطلاق
جلست كنزي على المقعد المجاور لأختها، ومدت يدها وأمسكت كفها برفق شديد، واحتضنته بين راحتي يدها، وظلت تبكي بكاءا مريرا..

وقف خالد وعمر ينظران عبر الحائط الزجاجي إلى كنزي وكارما، وعلى وجههما علامات الترقب..

أمسك خالد بتلابيب أخيه، ثم جذبه بعيدا عن الحائط الزجاجي، وبدأ باستجوابه و...
-خالد بنظرات جادة: كنت بتعمل ايه عند البت دي
-عمر بتوتر: ولا حاجة
-خالد بحدة: ولا حاجة ازاي؟ انت عارف اختها تبقى مين؟
-عمر وهو يوميء برأسه: اها، كارما.

أمسك خالد عمر من عنقه، وضغط عليه بقوة، ونظر إليه بنظرات مغلولة و...
-خالد بحنق: وله، انت هتستهبل!
-عمر وهو يحاول التخلص من قبضة اخيه: والله أبدا، دي كنزي اخت كارما، وكارما اخت كنزي، والاتنين انا عارفهم
-خالد وهو يزفر في ضيق: اوووف، استغفر الله العظيم، خلاص أنا عرفت ان هبابة اخت زفتة، انت كنت بتعمل ايه عند الهوانم؟
-عمر بتوتر: آآآآ...

تردد عمر كثيرا في إخبار أخيه بشأن سبب معرفته بكلتاهما، فوالده قد أوصاه ألا يخبر أحدا بشأن زيجته الثانية، وخاصة أخيه خالد حتى لا تثور ثائرته، فحاول عمر أن يختلق عذرا ما، و...
-عمر بنبرة مترددة: آآآ، دول، آآآ، بنات، وآآآ، وكويسين وآآ...
-خالد بنبرة صارمة: اتكلم طوالي، مش عاوز لف ولا دوران، ولا أي تحوير عليا! فاهمني!
-عمر وهو يتنحنح: احم، آآ، طب، اديني فرصة أفكرلك في حاجة مقنعة.

-خالد بنفاذ صبر: انت هتكدب من أولها
-عمر وهو يمط شفتيه في تهكم: ما أنا لو قولتلك الحقيقة أبوك هاينفوخني
-خالد بضيق واضح: أه طبعا، الموضوع طالما فيه أبوك، فأنت ماصدقت تشبك معاه وآآآ...

في تلك الأثناء دلفت كنزي خارج غرفة اختها وهي تحاول السيطرة على نوبة البكاء التي انتابتها، فاستمعت لجزء من حوار عمر مع أخيه خالد عن اختها و...

-خالد بصوت شبه هادر: ماهي الهانم اللي راقدة جوا عمالة تلف على أبوك واختها شغالة عليك
-عمر وهو يشير بيده وبنظرات متوجسة: لألألأ، انت فاهم الموضوع غلط
-خالد بنظرات قاسية: ده انت اللي أهبل ومش فاهم حاجة، البت دي بنت ستين *** وعمالة تلف على كل راجل شوية، ومش مخلصها تشتغل لواحدها فمسرحة أختها معاها.

-عمر بضيق: لأ كده كتير، مابدهاش بقى، انت لازم تعرف كل حاجة، ما أنا مش هاستنى لما تسوء سمعة البت واختها وأنا اقف كده أتفرج، أبوك يبقى يحل مشاكله بنفسه.

نظرت كنزي إلى خالد بنظرات مميتة عقب سماعها لإهانة اختها الصريحة، ولإتهامها بارتكاب أفعال مشينة، أرادت كنزي أن تفتك به، وتمزقه بين أنيابها إربا إربا، لذا كورت قبضتي يدها في غضب شديد، ثم انطلقت بخطوات سريعة نحوه..

تفاجيء خالد بمن تدفعه بقوة في صدره، وصدم عمر هو الأخر من عصبية كنزي المفرطة مع أخيه..
-كنزي بصوت عالي: قطع لسانك انت وأي حد يتكلم عني ولا عن اختي.

حاول خالد الامساك بمعصمي كنزي، ولكنها كانت تضرب بيديها بكل غل، في حين حاول هو قدر الامكان السيطرة على ثورة الغضب التي إنتابتها و...
-خالد بحدة وهو يحاول الامساك بها: اخرسي
-عمر وهو يحاول تهدئتها: اهدي بس يا كنزي
-كنزي بضيق وهي تضربه: الحق على أبوك انت وهو اللي معرفش يربيكم، ما هو لو كان آآ، ممممم...

وضع عمر يده على فم كنزي ليمنعها من التطاول بالحديث على أخيه خالد، فهو يعرف عصبيته المفرطة، وربما سيؤدي الأمر إلى الأسوأ و...
-عمر بقلق: اهدي بس، أنا هاقوله كل حاجة
-خالد بنظرات غاضبة: تقولي ايه، انطق في يومك.

ظلت كنزي تتلوى بجسدها محاولة تخليص يديها من يدي خالد الذي أحكم قبضتيه عليها و...
-كنزي وهي تقاومه: ممم...
-عمر وهو يبتلع ريقه وبنبرة سريعة: كنزي وكارما يبقوا بنات طنط صفاء مرات أبوك التانية
-خالد فاغرا شفتيه: ايييه
-عمر مكررا بتوتر: آآآ، أبوك اتجوز ودول بنات مرات أبوك.

أرخى خالد قبضتي يده عن كنزي التي رمقته بنظرات حادة، وظلت تفرك في معصميها بضيق بالغ، في حين تجمدت ملامحه للحظات، ونظر إلى عمر بنظرات مصدومة و...
-خالد بنظرات مشدوهة: بابا اتجوز
-عمر وهو يوميء برأسه: ايوه!

وضع خالد يده على رأسه، وحك شعره في ضيق واضح، ونظر إلى أخيه بنظرات جادة و...
-خالد بعدم تصديق ونبرة منزعجة: يعني بابا اتجوز على ماما
-عمر وهو مطرق الرأس: اه..
-خالد بنبرة ممتعضة: طب ازاي؟
-عمر مازحا بصوت خافت: زي الناس، جاب الماذون وكتب الكتاب، وعلى الجواب، وبل الشربات، وشغل الدي جي، وظبط الدنيا، وهيص، وسابنا احنا نتسوح..!

-خالد بضيق وهو ينظر لنقطة ما بالفراغ: وأنا، وانا اللي كنت مفكر ان، أن هي بترسم على أبوك، وطلعت عينها في الشغل وآآآ...

ظلت كنزي تنظر إلى خالد بإزدراء، ووجه متجهم إلى أن استمعت إلى كلماته الأخيرة وخاصة حينما تحدث بصورة عفوية عن تسببه في حادث كارما بدون قصد، فثارت ثائرتها مرة أخرى و...
-كنزي بنبرة عصبية: يعني انت السبب في اللي حصلها! انت اللي عملت فيها كده؟
-عمر بنظرات متعجبة ونبرة متهكمة: انت لحقت تكره البنية في عشيتها، وكمان كنت ناوي تخلص عليها.

أطرق خالد رأسه في حرج، فقد ظن أن والده على علاقة ما بتلك الفتاة، ولكن كانت المسألة تتجاوز هذا بكثير، فلم يأت إلى مخيلته أن والدتها هي زوجته الثانية، ولكن هناك شيء ما خاطيء في الموضوع برمته، فكارما على معرفة سابقة بعدلي، وهذه المسألة لن يتهاون هو فيها..

لم تخشى كنزي في الرد على خالد وتوبيخه بشدة على ما فعل مع أختها و..
-كنزي وهي تشير بيدها بنبرة غاضبة: انت زيك زي زيدان اللي كانت اختي شغالة عنده، متفرقش عنه حاجة، كلكم ظلمة ومفتريين، هو فضل يقرفها ويكرهها في شغلها ويطلع عينها لحد ما طردها وهي معملتش حاجة...
صدم خالد حينما سمع تلك العبارات من كنزي، وأصغى إلى ما تقول بإنصات تام، في حين أكملت هي ب...

-كنزي بنبرة حانقة: وانت كنت ناوي تموتها وبرضوه عشان هي معملتش حاجة، حرام عليكم بجد، أنا بكره عيلتكم، ربنا يسامحها مامي اللي وافقت على الجوازة دي من الأول
-عمر وهو يشير بيده بنبرة خافتة: طب خلاص يا كنزي، اهدي عشان خاطري
-كنزي بحدة: لأ مش ههدى، أبوك هو اللي عرض على أختي تشتغل في الشركة عندكم، وهي زي العبيطة وافقت عشانه راجل طيب ومرضتش تحرجه، لكن لو كانت نعرف إن عياله بالشكل ده، كان زمانتها رفضت...!

توالت الحقائق على خالد وهو ينظر إلى كنزي في ذهول تام، لم ينبس بكلمة، فقط يصغي لكل ما قيل، ويديره في رأسه، لقد ربط الحقائق معا..
والده تزوج من والدة كارما، وهي كانت تعمل لدى عدلي وابن أخيه، ولكنه طردها من العمل، فعرض والده رأفت عليها فرصة العمل لديه في الشركة، وبالتالي كانت تتلقى معاملة استثنائية بسبب زواج أمها منه، هي لم تخطيء في شيء، ولكن بقي سؤال أخير يريد معرفة إجابته..

-خالد متسائلا في حيرة: طب يبقى مين اللي سرق ملف الصفقة ووداه لزيدان...؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة