قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثاني عشر

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثاني عشر

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثاني عشر

في المنتجع
على الشاطيء
وقف أدهم يتأمل البحر فتفاجيء بمن تضع كلتا يديها على عينيه لتغمضهما
ظن في البداية أنها يارا، فوضع كلتا يديه على يديها ليزيحمها، ثم أدار رأسها في حنية نحوها، ولكن كانت المفاجأة التي ألجمته و...
-أدهم بصدمة: ح، حلا!
-حلا بدلال: هاي، ايه رأيك في المفاجأة دي.

ترك أدهم كفي يد حلا على الفور، ثم أشاح ببصره عنها و...
-أدهم: هاي.

مدت حلا أصابع يدها الناعمة ووضعتها على ذقن أدهم لتدير رأسه ناحيتها و..
-حلا مبتسمة: كده أحلى!

وقفت يارا على بعد تتابع ما يحدث بين أدهم وتلك الفتاة بنظرات مصدومة، فغرت شفتيها حينما رأت تلك الفتاة تعبث مع أدهم الذي لا يتخذ موقفا حازما معها...

في منزل كارما هاشم
عادت كارما إلى منزلها بعد يوم طويل من العمل وعلى وجهها ابتسامة رضا وسرور..

دلفت كارما إلى غرفة والدتها، فوجدتها تشاهد التلفاز، فاقترب منها وانحنت على رأسها وقبلتها و...
-كارما بنبرة فرحة: مامي، عاملة ايه النهاردة.

ابتسمت صفاء ابتسامة صافية، وامسكت بكف ابنتها وربتت عليه و..
-صفاء مبتسمة: الحمدلله بخير، ها عملتي ايه في الشغل يا بنتي؟

سردت كارما لوالدتها باختصار ما دار معها على مدار اليوم في عملها، وظلت تمدح في المهندس رأفت الصياد وتبدي إعجابها الشديد به، ووالدتها تصغي إليها بإنصات وهي مبتسمة...

دلفت كنزي هي الأخرى إلى غرفة والدتها، وتعجبت من حديث كارما واهتمامها بعملها و...
-كنزى بتعجب: واضح كده ان الشغل ممتع في الشركة دي
-كارما بسعادة: اوي أوي يا كنزي، انتي مش متخيلة البشمهندس رأفت بيعاملني ازاي
-كنزي: طب الحمدلله
-كارما: راجل بصراحة ابن أصول ومحترم، بيفكرني ببابي الله يرحمه
-كنزي بضيق و حدة: مافيش حد زي بابي!

لاحظت صفاء امتعاض وجه كنزي، فحاولت أن تلطف الأجواء قليلا، خاصة وأنها كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بوالدها، ولا تقبل أن يقارنه أحد بأي شخص أخر مهما كان، فلن يعوض وجوده في حياتها أي شخص و...
-صفاء: اختك ماتقصدش يا كنزي، هي بس آآآ...

اقتربت كارما من أختها وأحاطتها بذراعيها، وقبلتها في جبينها و...

-كارما وهي تحتضن اختها: سوري يا كنزي لو كنت ضايقتك أنا مقصدش.

-صفاء مكملة: كلنا عارفين انك بتحبي هاشم الله يرحمه أد ايه، واحنا حبنا مايقلش عنك، ودايما سيرته الطيبة على لسانا
-كنزي بعدم اقتناع: أها
-كارما: أنا جعانة، يالا بقى مش هناكل ولا إيه..
في المنتجع
تابعت يارا بأعين مصدومة ما حدث بين أدهم وتلك الفتاة..

رأى أدهم زوجته يارا وهي تقف مشدوهة وفاغرة شفتيها على مقربة منه، فابتعد على الفور من أمام حلا التي لاحظت ارتباكه فالتفتت برأسها لترى ما الذي يحدق فيه أدهم، فرأت فتاة شبه غاضبة، فنظرت إليها شزرا وبإزدراء، ثم عقدت ساعديها أمام صدرها وكأنها لا تكترث بها.

جاءت يارا إلى أدهم وعلى وجهها علامات الغضب و..
-يارا بحدة: مين دي
-ادهم بتردد: دي، دي آآآ...
-حلا بثقة: هاي، أنا مدام حلا!
-يارا وهي تلوي شفتيها: أها، وبتعملي ايه يا مدام مع جوزي؟

شعر أدهم أن معركة ما على وشك النشوب بين زوجته وحلا، ففضل أن يصمت ويتدخل عند تأزم الوضع...
-حلا وهي تتصنع البراءة: أوووه، جوزك، سوري مكونتش أعرف..

رمقت يارا حلا بنظرات مليئة بالحنق والإزدراء، ثم تابعت ب...
-يارا بنظرات إزدراء: وأديكي عرفتي؟ جاية ليه بقى؟
-حلا وهي تمط شفتيها: أنا كنت جاية أشكر أدهم على اللي عمله معايا، بجد هو جانتي ع الأخر، يا بختك بيه
-ادهم مبتسما: بالظبط كده
-يارا على مضض: وخلصتي؟
-حلا وهي توميء برأسها في دلال: أها..
-يارا وهي تشير بيدها: طب اتفضلي بقى
-حلا بنظرات احتقار: اوكي، أنا هاتفضل!

سارت حلا لبضعة خطوات إلى الأمام وهي تتمايل بحدة في خطواتها لتظهر قسمات جسدها، ثم التفتت برأسها ولوحت إلى أدهم و..
-حلا وهي تلوح له: See you later، يا أدهم! تشاوو..

فغرت يارا شفتيها في صدمة، ونظرت إلى أدهم بحنق، فإبتسم أدهم ليارا، ثم لوح بيده لحلا و..
-أدهم ملوحا بيده: تشاوو.

اغتاظت يارا من أدهم وبدأت في توبيخه بحدة و...
-يارا بحدة: انت، انت اتجننت؟ كمان بتشاورلها
-أدهم ببرود: اومال عاوزاني أعملها ايه؟
-يارا بضيق واضح: انت مش شايف هي بتعمل ايه معاك؟
-أدهم بعدم اكتراث: لأ مش شايف، هي عادي على فكرة
-يارا بتهكم: عادي؟ والله!
-أدهم وهو ينظر لها ببرود: أه عادي، وبعدين انتي زعلانة ليه؟ مش ده كان اقتراحك؟
-يارا بإنزعاج: يعني عاوز تفهمني ان أنا قولتلك تعمل كده؟

-ادهم ساخرا: لأ مقولتليش، بس احنا في فترة تعارف، والهانم محتاجة تاخد وقتها عشان تشوف ان كان جوزها مناسب ليها ولا لأ، وأنا بحاول أتعامل مع الناس عادي
-يارا: وهي دي ناس؟
-أدهم مبتسما: لأ، دي ست الناس
-يارا بضيق واضح: انت عاوز تجنني، بقى واقف تتكلم مع البت دي عادي، وساكت على حركاتها البيئة دي
-أدهم وهو يمط شفتيه: بيئة، دي واحدة لارج على فكرة
-يارا بتهكم: بلا لارج بلا إكس لارج، المفروض تراعي مشاعري شوية.

-ادهم وهو ينظر في عينيها: مش اما تراعيني أنا الأول
-يارا: لا والله، هي بقت كده!
-أدهم بنبرة متحدية: انتي اللي عاوزة ده
-يارا بضيق: بقى أنا عاوزاك تتمايص مع واحدة وأقف أتفرج عليك عادي كده
-أدهم وهو يخبطها بإصبعيه على جبينها: شيلي الوساوس اللي في دماغك دي
-يارا وهي عاقدة ساعديها أمام صدرها: أه وساوس، اقف انت هزر براحتك، وأنا أتحرق.

-أدهم: اقولك على حاجة، انتي محتاجة تروقي شوية لأحسن الظاهر ان الشمس أثرت على نافوخك
-يارا: أفندم؟

أمسك أدهم بكف يارا، ثم إنحنى بجسده قليلا، وحملها عنوة على كتفه...
ظلت يارا تركل بقدميها في الهواء وتصرخ فيه أن يتوقف، ولكنه لم يهتم بها ولا بصراخها، وتوجه بها إلى داخل مياه البحر، ثم ألقاها فيه و..
طيششششش
-أدهم مبتسما: كده أحسنلك، بردي نارك شوية.

في فيلا ناهد الرفاعي
اتصلت فريدة بأختها ناهد هاتفيا لتطلب منها مقابلتها في الخارج، وذلك لأمر هام..
استغربت ناهد من ذلك الطلب الغريب، ولكنها وافقت، واتفقت كلتاهما على اللقاء مساءا في فيلتها...

أنهت ناهد المكالمة مع أختها وهي في حيرة من أمرها و...
-ناهد متسائلة باستغراب: موضوع ايه ده المهم اللي فريدة عاوزاني فيه؟ بالليل هاعرف، أما أروح اشوف شاهي عاملة ايه.

في غرفة شاهي
ظلت شاهي حبيسة غرفتها، حاولت مرارا وتكرارا الاتصال بإسلام ولكنه كان لا يجيب على اتصالاتها..
-شاهي بصوت باكي: ليه يا إسلام تتخلى عني؟ ليه؟

طرقت ناهد على باب غرفتها، وحاولت أن تجعلها تدلف للخارج و...
-ناهد برجاء: يا بنتي حرام عليكي اللي بتعمليه ده، اطلعي اقعدي معايا، أنا قلبي بيتقطع عشانك
-شاهي بنبرة حادة: مامي أنا عاوزة أقعد لوحدي، سيبيني على راحتي بليز
-ناهد بنبرة قلقة: انا خايفة عليكي يا حبيبتي
-شاهي: مامي بليز
-ناهد: لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يهديكي يا رب.

في الكمين المقام على طريق شرم الشيخ
لمح جاسر نهى وهي تتحدث مع أحد الضباط بشأن الوفد السياحي المرافق لها، فأسرع ناحيتها و..
-جاسر بصوت عالي: نهى.

رفعت نهى رأسها لتنظر إلى ذاك الشخص الذي لفظ إسمها، فوجدت أنه جاسر، فابتسمت عفويا له، وابتعدت عن الضابط وتوجهت نحوه و...
-نهي مبتسمة: جاسر، هاي.

مد جاسر يده لمصافحة نهى بعد أن بادلها الابتسام و..
-جاسر مبتسما: ازيك يا نهى؟ بتعملي ايه هنا؟
-نهى وهي تصافحه: I am fine، أنا هنا مع وفد سياحي رايحين ع شرم
-جاسر: ايه ده بجد
-نهى وهي تطرق برأسها: اها..
-جاسر وهو يمط شفتيه: ممممم، ممتاز.

صمتت نهى للحظات، ثم اكملت ب...
-نهى: بجد أنا مبسوطة اني شوفتك
-جاسر: وأنا كمان
-نهى متسائلة: انتي شغال هنا في الشارع؟
-جاسر: لأ طبعا مش في الشارع، ده كمين
-نهى وقد وضعت يدها على فمها: أووبس، سوري أنا مقصدش
-جاسر: لا ولا يهمك.

ضغط سائق إحدى الحافلات على بوق حافلته ليلفت إنتباه نهى، خاصة بعد أن انتهى الضباط والعساكر من مطالعة الأوراق الخاصة بالوفد السياحي، وكذلك من تفتيش جميع الحافلات...

لوحت نهى بيدها للسائق، ثم نظرت مرة أخرى إلى جاسر و...
-نهى وهي ترسم ابتسامة مصطنعة على شفتيها: سوري، مضطرية أمشي
-جاسر: أها..

ترددت نهى فيما هي مقدمة على فعله، ولكنها حسمت أمرها، حيث قامت بإمساك كف يد جاسر ودونت بالقلم الذي كان في يدها رقم هاتفها المحمول مجددا و...
-نهى وهي ممسكة بكف يده: ده رقمي لو كان ضاع منك، ابقى كلمني وطمني ع أحوالك.

تفاجيء جاسر بما فعلته نهى و...
-جاسر بتردد: هه، آآآ، ان شاء الله
-نهى مبتسمة: أشوفك بعدين، باي.

سارت نهى بخفة ورشاقة حتى وصلت للحافلة، ثم صعدت على متنها، بينما ظل جاسر مسلطا نظره عليها حتى تحركت الحافلات وابتعدت تماما...

لحظ محمد تغير وجه جاسر للأفضل، واختفاء تعابير الغضب عنه، ووجود ابتسامة رقيقة على شفتيه، فاقترب منه و...
-محمد: والله فيها الخير اللي عملت فيك كده
-جاسر بعدم فهم: تقصد مين؟
-محمد غامزا: المزة اللي كانت هنا
-جاسر وهو يلكزه ومحذرا: دي من معارف يا محمد باشا! ها؟
-محمد وهو يقدم له التحية العسكرية: تمام يا فندم..

في شركة الصياد
عاد خالد إلى الشركة ليحضر بعض الملفات من مكتبه، وخاصة تلك التي تتعلق بالمتدربين الجداد..

تفاجيء خالد بعدم وجود الملفات، فظن أن أحد ما قد عبث بمكتبه، فانزعج مما حدث..
ولأن الشركة كانت شبه خالية من الموظفين، فقرر أن يجعل شاغله الأكبر غدا هو معاقبة من أخذ الملفات من على مكتبه دون استئذان وبحدة...
-خالد بغضب وتوعد: يومه اسود اللي خد الملفات دي، هاطلع عينه! بس يطلع النهار بس، وهيشوف.

في فيلا عدلي الباشا
جلس زيدان بجوار زوجة عمه في غرفة الصالون وعلى وجهه علامات الثقة و...
-زيدان بنبرة واثقة: كل حاجة ماشي زي ما خططتلها يا مرات عمي، اطمني.

نظرت رحاب إليه بنظرات مطمئنة، ثم وضعت كف يدها على يده وحثته على الاستمرار و...
-رحاب بنظرات قاسية: زيدان انت الوحيد اللي هاتجيب حق عمك، أوعى تسيب عيلة الصياد تتهنى بعد اللي عملوه فيه
-زيدان: اطمني، ده أنا هخلي كل واحد فيهم يندم ع اللي عمله، مش هارحم لا كبيرهم ولا صغيرهم
-رحاب بنبرة حزينة: صحيح أنا معنديش أولاد، بس انت أغلى عندي من أي حد، انت، كل عيلتي دلوقتي.

أمسك زيدان بكف يد زوجة عمه، ثم رفعه برفق إلى شفتيه وقبله و...
-زيدان وهو يقبل كف يدها بتوعد: وإنتي وعمي كل اللي يهموني في الدنيا، ومش هرتاح إلا لما أجيبهم راكعين تحت رجلي، وأفعصهم...

في فيلا ناهد الرفاعي
التقت فريدة بأختها ناهد في فيلتها، جلست الاثنتين في الحديقة، ثم قامت الخادمة بوضع صينية مليئة بالحلوى ومعاه الشاي الساخن، وما إن انتهت من مليء الفناجين بالشاي حتى انصرفت..
مدت فريدة يدها للامساك بفنجانها، واحتساء بعض القطرات منه، ظلت ناهد تنظر إليها بقلق، وفي النهاية تحدثت ب..
-ناهد متسائلة: خير يا فريدة، كنتي عاوزاني في ايه؟

رسمت فريدة على شفتيها ابتسامة مصطنعة و...
-فريدة مبتسمة: اطمني، هي حاجة هتبسطك أوي
-ناهد بعدم فهم: تبسطني؟
-فريدة وهي توميء برأسها: أها
-ناهد متسائلة: ايه هي؟
-فريدة: أنا، انا جايبة عريس لشاهي
-ناهد فاغرة شفتيها: هاه، عريس...؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة