قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثالث عشر

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثالث عشر

رواية الفريسة و الصياد الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثالث عشر

في فيلا ناهد الرفاعي
التقت فريدة بشقيقتها ناهد، ثم أخبرتها بذاك الأمر الهام، وهو عن...
-فريدة: أنا، انا جايبة عريس لشاهي
-ناهد فاغرة شفتيها: هاه، عريس؟

أومأت فريدة برأسها ايجابيا، ثم نظرت إلى أختها بنظرات واثقة و...
-فريدة: أيوه، عريس، حاجة تانية خالص، غير أي حد
-ناهد بتردد: بس آآآ...
-فريدة: مافيش بس، العريس ده فرصة
-ناهد بصوت خافت وقد مالت على شقيقتها: طب، طب انتي عرفتيه ازاي؟
-فريدة: هأقولك..!

سردت فريدة لأختها ناهد قصة وهمية عن رغبة زيدان في التقدم لخطبة فتاة ذات أصل مرموق..
شردت ناهد حينما سمعت عن الثراء الفاحش لهذا العريس، وشعرت أن الله قد أرسل لابنتها من سيعوضها خسارتها الحالية...

-فريدة بثقة: ها قولتي ايه؟
-ناهد: أنا، أنا معنديش مانع، بس المهم شاهي
-فريدة بنبرة واثقة: سيبي شاهي عليا، وأنا هاقنعها بطريقتي!

ثم وضعت فريدة فنجان الشاي الساخن على الصينية مجددا وهي تشعر بنشوة الانتصار...

في الغردقة
في المنتجع
حل المساء ومازال أدهم متبعا اسلوب التعامل البارد والجاف مع يارا..
شعرت يارا أنها قد تسرعت حينما أخبرت أدهم بمشاعرها الغير واضحة نحوه، وأنها بهذا قد فتحت على نفسها بابا من الجحيم...

ارتدى أدهم ملابسه، ثم مسد على شعره برفق و...
-أدهم: أنا نازل
-يارا بضيق: رايح فين
-أدهم بتهكم: احنا في مصيف، مش معقول هنفضل محبوسين في الأوضة زي الأخوات يا، يا مدام.

ترددت يارا قليلا في اخبار أدهم برغبتها في الذهاب وتمضية الوقت معه، ثم حسمت رأيها ب...
-يارا: طب استنى أنا جاية معاك
-أدهم: هستناكي تحت، أصل أنا عارف يوم البنات بسنة!

توجه أدهم ناحية باب الغرفة، ثم فتحه ودلف للخارج وأغلقه من خلفه..

بينما وقفت يارا في مكانها مصدومة، ولكنها أسرعت في خطاها ناحية الدولاب لتنتقي من الثياب الموضوعة بداخله ما يناسبها..

في فيلا ناهد الرفاعي
صعدت فريدة إلى غرفة شاهي لكي تقابلها، طرقت فريدة على باب الغرفة، ولكن كالعادة رفضت شاهي أن تفتح للطارق
-شاهي بحدة من داخل الغرفة: سيبوني لوحدي، أنا مش هنزل من أوضتي
-فريدة بصوت هاديء: افتحي يا شوشو، أنا أنطي فيروو.

صمتت اهي قليلا واحتارت في الأمر، هل تفتح الباب لخالتها أم تظل على عنادها..
طرقت فريدة الباب مجددا و..
-فريدة بصوت ناعم: ده أنا فيروو يا شوشو، مش ناوية تفتحيلي
نهضت شاهي من على فراشها، وتوجهت إلى باب الغرفة، ثم أمسكت بالمقبض وأدارت المفتاح لينفتح الباب فتدفعه فريدة بكف يدها، وتدلف للداخل...

وجدت فريدة شاهي في حالة يرثى لها، فأعينها منتفخة من كثرة البكاء، ووجهها شاحب، وحالتها الصحية متدنية...
-فريدة مبدية انزعاج زائف: ايه يا شوشو، في ايه اللي حصل لكل ده؟
-شاهي بصوت مبحوح: إسلام سابني يا أنطي، سابني بسبب جاسر
-فريدة وهي تمط شفتيها: مممم...

-شاهي وقد بدأت بالبكاء مجددا: ليه يعمل فيا كده لييييه؟
وضعت شاهي كلتا يديها على وجهها لتجهش بالبكاء المرير..
فاقتربت فريدة منها، ووضعت يدها على ظهرها، ثم باليد الأخرى أمسكتها من يديها ونزعتهما عنوة عن وجهها، ثم احاطتها بذراعيها، وضمتها إليها و...
-فريدة: اهدي يا حبيبتي، ماتعمليش في نفسك كده
-شاهي ببكاء: مش قادرة، مش قادرة يا أنطي.

-فريدة وهي تربت على ظهرها: ششش، اهدي بس واسمعيني، بس الأول خشي التويلت اغسلي وشك ده..

سارت شاهي بخطوات بطيئة وهي تحاول تجفيف دموعها، فتابعتها فريدة بأعين ثاقبة و...
-فريدة مكملة: محدش يستاهل دموعك يا حبيبتي، محدش!

بالفعل انتهت شاهي من غسل وجهها، ثم عادت للغرفة من جديد، فأمسكتها فريدة برفق من معصمها، وأجلستها على الأريكة الموجودة بغرفتها، وبدأت تتجاذب أطراف الحديث معها...

حاولت فريدة قدر المستطاع التهوين على شاهي، واقناعها بأن إسلام لم يكن مناسبا لها على الاطلاق و...
-فريدة: مش أنا قولتلك ده من الأول، انسيه، ومش تديله قيمة
-شاهي: بس يا، يا آنطي آآآ..
-فريدة مقاطعة: محدش يستاهل دموعك، ده مكنش من مستواكي من الأول، انتي محتاجة واحد يكون عاوزك فعلا، راجل عنده سلطة ومنصب، مش مجرد عيل تافه
-شاهي: إسلام مش تافه
-فريدة بحدة: انسي الاسم ده خالص.

استمرت فريدة في حديثها الجاف والمسيء عن إسلام، وتعمدت بدرجة كبيرة أن تجعل تفكيرها ينصب علىانتقاء الزوج الثري ذو السلطة من يستطيع أن يأتي إليها بكل ما تتمناه قبل أن تطلبه..

بدأت شاهي تميل لما قالته خالتها، خاصة أنها عمدت إلى استخدام حقائق واضحة، وبالتالي كانت حجتها في الدفاع عن إسلام تضعف رويدا رويدا..

طلبت فريدة من شاهي أن تبدل ثيابها لكي يذهبا للتسوق ونسيان ما مضى، فرضخت شاهي لطلبها، ثم نهضت عن المقعد وتوجهت إلى الدولاب وانتقت بعض الثياب الجميلة، ثم دلفت للمرحاض لكي تغتسل وتكمل إرتداء ملابسها، فنهضت فريدة هي الأخرى عن الأريكة ثم توجهت إلى باب الغرفة، وقبل أن تدلف للخارج صاحت فريدة ب...
-فريدة: أنا هستناكي تحت يا شوشو تكوني خلصتي
-شاهي وهي توميء برأسها: أوك يا أنطي.

ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجه فريدة لأنها قد نجحت في تنفيذ مخططها وإقناع شاهي بأمر نسيان الخطبة السابقة، وما عليها إلا أن تبدأ في تطويعها وإدخال زيدان إلى حياتها وتزويجها منه في أسرع وقت ليبدأ الانتقام الحقيقي...

في المنتجع
نزل أدهم إلى الأسفل حيث حفلة ليلية مقامة بجوار المسبح، انضم أدهم للنزلاء الموجودين، وبدأ ينسجم مع الموسيقى التي تملأ المكان...

لمحته حلا من على بعد، فابتسمت على الفور، وقررت أن تنضم إليه..

تفاجيء أدهم بحلا ذات الجسد الممشوق تقف أمامه وتبتسم له ابتسامة ذات مغزى و...
-حلا مبتسمة بنعومة: هاي
-ادهم باقتضاب: احم، آآ، أهلا
-حلا بدلال مبالغ فيه: بجد انت شاب تجنن
-ادهم باستغراب: أفندم
-حلا غامزة: يا بخت المدام بيك
-ادهم بتهكم: أها قوتيلي، بصي يا آنسة أنا آآآ...
-حلا مقاطعة وهي تشير بيدها: أنا مدام على فكرة
-أدهم بنظرات حادة: مدام، أو آنسة ميفرقش معايا كتير.

لمحت حلا زوجة ادهم قادمة من بعيد وهي متأنقة وتتدي فستانا صيفيا من اللون الأبيض الممزوج بالأزرق، فتعمدت أن تضع إصبعها على شفاه أدهم وكأنها تريد إسكاته وانحنت بجسدها أكثر ناحيته..

صدم أدهم مما فعلت حلا، وانزعج من تصرفاتها المبالغة ونهرها بحدة، بينما شهقت يارا على الفور، ونظرت إلا كليهما بأعين مصدومة غير مصدقة لما يحدث على مرأى منها...

انصرفت يارا وعلى وجهها علامات الغضب، وقررت أن ترد الصاع صاعين لأدهم الذي يسمح بمثل تلك التجاوزات معها...
-يارا بتوعد في نفسها وحنق: انت عاوزها حرب، ماشي يا أدهم، انت ابتديت والبادي أظلم...!

في صباح اليوم التالي
في شركة الصياد
في مكتب خالد
استدعى خالد جميع الموظفين الذين يعملون بمكتب السكرتارية الخاص به وبدأ في توبيخهم بشأن الملفات التي تم أخذها بدون علمه
-خالد بحدة وهو يشير بيده: إزاي الملفات دي تتاخد من مكتبي وبدون علمي
-أحد الموظفين بخف: والله يا فندم آآآ...
-خالد مقاطعا بنبرة عصبية: انتو، انتو كلكم هتتحولوا للتحقيق.

-موظفة ما: يا فندم سكرتيرة مكتب البشمهندس رأفت الجديدة هي اللي جت خديتهم
-خالد بدهشة: نعم؟ مين؟

نظر خالد إلى الموظفة بنظرات صارمة، فخشيت منه، وارتعدت من طريقته، ثم..
-موظفة ما بصوت خافت ومرتعد: آآآآ، السكرتيرة اللي اتعينت من يومين هي اللي جت خ، خادتهم.

كور خالد قبضة يده في غضب، ثم طرق بها على سطح المكتب بحدة، و...
-خالد بنرفزة: كله يتفضل على مكتبه، يالااااااا.

تدافع الجميع نحو باب المكتب، وخرجوا منه وهو يتعجبون من حالة خالد المزاجية السيئة...

بينما أخذ خالد نفسا عميقا محاولا التنفيس عن غضبه، ثم قرر أن يذهب إلى مكتب والده...

في شرم الشيخ
في أحد الفنادق الخاصة والشهيرة
جلست نهى طوال الليل ومعظم النهار وهي ممسكة بهاتفها المحمول تترقب اتصالا هاتفيا من جاسر، ولكنه لم يتصل بها على الإطلاق...

حاولت نهى أن تلهي نفسها قدر الإمكان، ولكن لقائها القصير بجاسر قد شغل حيزا كبيرا من تفكيرها...

شعرت نهى بأن أعين جاسر بها الكثير من الأشياء المخبئة، وأن وجهه يحكي عن معاناة أو مشكلة ما يمر بها، فقد كان نوعا ما حزينا في طريقته..
-نهى لنفسها بتنهيدة: آه لو أعرف بس مالك يا جاسر، ولا مخبي ايه جواك، آآه...
في شركة الصياد
في مكتب رأفت.

توجه خالد إلى مكتب أبيه وعلى وجهه علامات الضيق الواضحة، فقد كان هو المسئول عن انتقاء المتدربين، واختيارهم، وبعد مجهود مضني في العمل على الملفات، تم أخذها بدون سابق انذار من مكتبه ودون علمه...

كان خالد على وشك أن يفتح باب المكتب، ولكنه أدار رأسه فجأة ناحية مكتب السكرتارية، وقرر أن يدلف إليه أولا ليرى من تلك التي تجرأت على الدخول إلى مكتبه...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة