قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السبعون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السبعون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السبعون

في ألمانيا
كان خالد يتحدث مع والده هاتفيا حينما أبلغه بخبر زواج أدهم ويارا...
-رأفت: اها، طب بمناسبة يارا أنا، احم، انا كنت عاوز أعرفك حاجة حصلت النهاردة
-خالد بلهفة: خير يا بابا؟ في حاجة حصلت ليارا وأنا معرفش؟ قولي ومتخابيش عليا؟
-رأفت: آآآ، يارا وأدهم
-خالد: مالهم؟ قول يا بابا على طول متخضنيش
-رأفت: هما، آآآ، اتجوزوا النهاردة!
-خالد بصدمة: ايييييه؟ اتجوزوا؟
-رأفت: أيوه.

-خالد بضيق: ايه الكلام اللي انت بتقوله ده يا بابا، يعني ايه اتجوزوا؟
-رأفت: يعني اتجوزوا يا بني
-خالد: وده حصل امتى وازاي؟ قولي يا بابا ماتسبنيش كده
-رأفت: آآآآ، الظروف اضطريتهم يتجوزوا يا بني
-خالد: ظروف ايه دي اللي تخليهم يتجوزوا؟ فهمني يا بابا لو سمحت!
-رأفت: أما ترجع بالسلامة ان شاء الله هاقولك
-خالد بنرفزة: تقولي ايه بالظبط، ما اللي حصل حصل، وخلاص اتفض المولد
-رأفت: يا بني اهدى.

-خالد بضيق: لعبتها صح يا أدهم وعرفت تتجوز يارا، عرفت ازاي تستغل إني مش موجود وبدور ع حقها وتلف عليها!
-رأفت: يا خالد اسمعنى، اللي حصل مش كده
-خالد: أسمع ايه يا بابا تاني، هو في كلام بعد اللي انت قولته ده يتقال!
-رأفت: يا بني محدش عارف الخير فين ولا آآآ...
-خالد مقاطعا: خلاص يا بابا، الكلام مش هيفيد بحاجة دلوقتي، أنا موجود هنا ومش عارف أتصرف، بس ليا لي كلام مع ادهم أما أرجع مصر تاني!

-رأفت: والله يا خالد، أدهم كان مض...
-خالد مقاطعا: مافيش داعي تبرر موقفه، أنا بس اللي مستغربه ازاي يارا توافق تتجوزه؟ وليه أصلا ترضى بيه؟
-رأفت: ظروف يا بني!

-شرودر بصوت عالي من بعيد: مستر خالد، أريدك في شيء ما
-خالد: حاضر يا مستر شرودر.

-خالد: أنا هاقفل دلوقتي يا بابا، وبعدين نتكلم وتفهمني كل حاجة
-رأفت: حاضر يا بني
-خالد: والله العظيم أنا ما لاقي كلام أقوله، هاقول ايه بس، مش عارف أنا بجد مصدوم، ومش مستوعب والله اللي بتقوله!
-رأفت: اهدى بس يا بني، وركز في اللي وراك عشان ترجعلنا بالسلامة
-خالد: ربنا يسهل، سلام دلوقتي
-رأفت: الله يسلمك يا بني.

-خالد في نفسه بعد أن أنهى المكالمة: ازاي ده حصل؟ ازاي ادهم قدر يقنع يارا انها تتجوزه، دي، دي كانت رافضة مبدأ الجواز خالص؟ ازاي؟ ازاي ترضى تتجوز، لأ ومن أدهم! أنا مش فاهم حاجة...
-شرودر: مستر خالد
-خالد: أيوه، حاضر.

-شرودر: معذرة، ولكن لدي أخبار جيدة
-خالد: قول يا مستر شرودر
-شرودر: لقد علمت من مصادر مقربة لي في الشرطة أنهم يجرون حاليا تحقيقا موسعا حول مستر آدلي، ولديهم من الأدلة ما يدينه، ولكنهم ينتظرون القاء القبض عليه خلال اتمامه للصفقة الجديدة
-خالد: عظيم
-شرودر: لماذا لا أراك سعيدا
-خالد: هه، ولا حاجة
-شرودر: يبدو أن أحد ما قد أبلغكم أخبارا تحزنك
-خالد: عادي يا مستر شرودر.

-شرودر: لا تقلق مستر خالد، كل شيء سيصبح على ما يرام
-خالد: يا ريت.

في فيلا رأفت الصياد
طلب رأفت ناهد ليطمئنها على جاسر و...
-رأفت هاتفيا: ايوه يا ناهد
-ناهد بلهفة: الووو، ايوه يا رأفت بيه، ها عملت ايه؟
-رأفت: جاسر كويس الحمد لله، بس مشغول
-ناهد: مشغول؟ طب ليه مش بيرد عليا
-رأفت: هه، يعني هو آآآ، عنده مشكلة كده وهيحلها
-ناهد بقلق: مشكلة ايه دي
-رأفت: آآ، أعتقد حاجة خاصة بالباسبورت بتاعه
-ناهد: أها، طب قولتله يرجع؟ قولتله يسيبه من أي حاجة ويرجع مصر تاني.

-رأفت: ايوه، ان شاء الله خلال يومين هيرجع
-ناهد: طب مش ناوي يكلمني؟
-رأفت: آآآ، ربنا يسهل
-ناهد: نفسي أسمع صوته أوي وأطمن عليه
-رأفت: ان شاء الله هيكلمك، اصبري، وكل حاجة هتعدي
-ناهد: يا رب استرها على ولادي يااااا رب
في صباح اليوم التالي
في اللوكاندة
استيقظت يارا بعد ليلة شبه متعبة وغير مريحة على الأريكة، كانت يارا تحاول النهوض ولكن على ما يبدو أن جسمها تيبس لنومها لفترة طويلة على نفس الجانب و...

-يارا متآلمة: آآآه، مش قادرة
-أدهم: مالك
-يارا: حاسة ان جسمي قفش في بعضي
-أدهم: من النومة العجيبة اللي كنتي نايمها
-يارا: هه
-أدهم: في حد ينام زي القوقعة كده، ده انتي متحركتيش ولا ثانية حتى
-يارا: اها
-ادهم: ده أنا قلقت عليكي والله، وشكيت انك تكوني نايمة أصلا جمبي ع الكنبة
-يارا: هي دي نومتي، أنا مبعرفش أنام جمب حد، وبعدين أنا آآآه، كنت باخد حذري منك، مش ضمناك وانت نايم
-ادهم: مش ضمناني! ممم...

-يارا: آآآه، جسمي
-أدهم: أديكي قفشتي في بعضك
-يارا: آآآه، مش قادرة
-أدهم: تعالي أما أعملك مساج
-يارا: نعم؟ بتقول ايه؟
-أدهم: ده انا غرضي شريف وربنا، عشان تفكي بدل ما تمشي مشضضة في بعضك كده
-يارا: لأ، شكرا
-ادهم: يا بنتي اسمعي الكلام، ده أنا حتى ايدي حنينة!
-يارا: لأ
-أدهم: ما تبقاش دماغك ناشفة بقى، افرضي ضهرك كده ع الكنبة وانا هظبطك.

اضطرت يارا أن تمدد جسدها على الأريكة لكي يحاول أدهم أن يقوم بتدليكه و...
-يارا: اتفضل، بس بالراحة
-أدهم وهو يطقطق أصابعه: عيب عليكي، بركاتك يا حاج يونس.

بدأ أدهم في تدليك جسد يارا وخاصة منطقة الكتف والرقبة و...
-أدهم بسعادة: يا سلااااام
-يارا: في ايه
-ادهم: احم، هه، لأ مافيش
-يارا: طب انجز
-أدهم رافضا: لالالالا، أنا لازم أدي الشغل حقه، كله إلا الكروتة، أنا ضد المبدأ ده، لازم الواحد يتقن في عمله
-يارا: آآآها، وانت في الحاجات دي ضميرك بيصحى
-ادهم: ياااااه، ده انتي متعرفنيش، ده انا لو ضميري ميت، ساعات القفش قصدي الشغل بيصحى وبيحب يدي بزيادة.

-يارا وقد نهضت من مكانها: طب خلاص كفاية
-أدهم: الله، ده أنا ملحقتش أكمل
-يارا: كفاية عليك كده
-ادهم: يا خساااارة، الشغل الطري بيخلص بسرعة
-يارا: أفندم
-ادهم: هه، ولا حاجة
-يارا: طب يالا بقى، لأحسن انا اتخنقت وزهقت من المكان ده، وعاوزة أسيبه وأمشي بقى
-ادهم: ليه بس ده أنا حتى ملحقتش أخد ع الجو، ده المكان مناسب أوي
-يارا وهي تتجه ناحية الباب: لو عاجبك اقعد فيه لوحدك، لكن أنا هامشي من هنا.

-ادهم: استني عندك، انتي هتنزلي كده
-يارا وهي تنظر لنفسها: هه، آآآآ، احم، لأ طبعا
-ادهم: هو مش معنى اني راجل سبورت، إني أقبل ان مراتي تنزل بالشكل ده
-يارا: طب بالمناسبة بقى، عاوزين نعدي ع المأذون
-ادهم: ليه
-يارا: عشان ننهي المسألة بتاعة مراتي دي
-ادهم: اها، ربنا يسهل
-يارا: طب يالا، وانا هاتصرف وألبس أي حاجة
-أدهم بضيق: ماشي.

-يارا لنفسها: أنا مضطرية ألبس القميص ده تاني، اوووف، ريحته تقرف، أما أبص فيه كويس لأحسن يكون فيه دود ولاحاجة
-أدهم: ريحته تقرف، معفن، بدود، ببلاوي سودة مش مشكلة، المهم مافيش نزول كده أبدا
-يارا: طيب، أنا قولتلك حاجة
-ادهم: ماشي، أنا هاسبقك ع تحت
-يارا: اوك.

نزل أدهم إلى الطابق الأسفل وقابل الحاج يونس الذي شكره ع حسن الاستقبال والضيافة و...
-يونس: ها يا ولدي اتبطست؟
-أدهم: الحمدلله، مافيش بعد كده
-يونس: ما تجعدلك يومين كمان ولا حاجة
-ادهم: كده تمام أوي
-يونس: ماشي يا ولدي، ابراحتك!

انهى أدهم حسابه مع الحاج يونس، ثم انتظر يارا التي نزلت على الفور وكان على وجهها علامات الضيق و..
-يارا وقد نزلت للأسفل: مش طايقة نفسي
-أدهم: يلا يا يارا، أنا حاسبت الحاج يونس وخلصت معاه خلاص
-يارا: ماشي، يالا بينا، أنا عاوزة أروح الغردقة، بس قبلها نعدي ع المأذون الأول!
-ادهم: ربنا يسهل، احنا بس نشوف العربية بتاعتنا ان كانت جت عند القسم ولا لسه، وبعد كده نشوف اللي ناقص
-يارا: ماشي.

بالفعل توجه الاثنين إلى قسم الشرطة، ووجدا السيارة هناك، استلمها ادهم وتأكد من وجود متعلقاتهم وحقائبهم الشخصية بها، فشكر الضابط و..
-أدهم: شكرا يا حضرت الظابط
-الضابط: ها، كل حاجة تمام؟
-أدهم: ايوه، كله تمام
-الضابط: اوك
-ادهم: اركبي يا يارا
-يارا: اوك، خلينا بقى نعدي ع المأذون
-أدهم: هه، السعادي، ده زمانته لسه مجاش
-يارا: برضوه، هنستناه
-أدهم: ممم، طيب.

توجه أدهم مع يارا إلى مكتب المأذون، ولكنه كان مازالت مغلقا، فاقترحت يارا على أدهم أن يجلسا على القهوة لبعض الوقت حتى يفتح المأذون مكتبه و...
-أدهم: اهوو، الحمدلله، لسه المكتب مقفول
-يارا: مش مشكلة هنستناه!
-أدهم: في الشارع كده
-يارا: ايوه
-أدهم: لأ ما يصحش، احنا نروح نشوف ورانا ايه، وبعد كده نبقى نعدي عليه
-يارا: لأ انا مش همشي من هنا إلا لما نخلص من الموضوع ده.

-أدهم: افرضي أعد للعشا ومافتحش هنفضل كده
-يارا: ان شاء الله للسنة الجاية
-ادهم: يا رب مايفتح
-يارا: بتقول حاجة!
-أدهم بضيق: لأ
-يارا: طب ايه رأيك نروح نقعد ع القهوة اللي هناك دي ناكل حاجة لحد ما يفتح المأذون
-ادهم: أنا ع أخر الزمن مراتي تقعد ع قهوة
-يارا: ودي فيها ايه؟ مش احسن ما نفضل أعدين كده للي رايح ولا للي جاي
-ادهم: يوووه.

-يارا: بص أنا عارفة انك مخنوق وطرشان زيي، وأنا كمان تعبت من الحكاية دي، فخلينا نصبر شوية لحد ما ننتهي خالص من الموضوع ده
-ادهم: ماشي، تعالي، أنا هركن العربية قصاد القهوة، ونطلب اللي عاوزينه، وناكله واحنا جوا، ماشي
-يارا: اوك.

انطلق أدهم بالسيارة ناحية المقهى الشعبي القريب، ثم ترجل من السيارة ليحضر ما طلبته يارا من طعام للافطار و...
-أدهم: خليكي هنا لحد ما أجيب الأكل
-يارا: طيب.

-أدهم وهو داخل القهوة: سلامو عليكو
-صابر: وعليكم السلام يا بني، ازيك؟
-أدهم: الحمدلله يا عم صابر
-صابر: أؤمرني يا بني
-ادهم: بقولك ايه يا عم صابر، انا عاوز منك خدمة كده
-صابر: خير
-ادهم: بص عاوزك تيجي كمان شوية ليا هناك كده، يعني وأنا أعد في العربية وتقول اللي هاقولك عليه بالظبط
-صابر: ليه
-ادهم: معلش خدمة لله
-صابر: ماشي يا بني
-ادهم: الله يكرمك يا رب، بس أوعى تنسى يا عم صابر لأحسن تضيعنا.

-صابر: سيبها على الله يا بني.

وبعد أن انتهى ادهم من شرح ما يريد للعم صابر...
-أدهم: فهمت يا عم صابر
-صابر: اها، بس أصلا المأذون زمانته فتح، ده ماشاء الله الشيخ بيصلي الفجر ويفتح
-أدهم: شوف أنا بقوله ايه وهو بيقول ايه، يا عم صابر أنا مش عاوزك تيجب سيرة أنه فاتح أصلا
-صابر: طيب
-أدهم: اعمل بس اللي بقولك عليه، خلي الليلة تعدي ع خير
-صابر: ماشي.

عاد أدهم إلى السيارة مرة أخرى بعد أن غاب لفترة، ثم حرك سيارته ناحية الجهة الخلفية لمكتب المأذون و..
-يارا: ايه اللي أخرك كل ده
-أدهم: مش عقبال ما بجيب الطلبات
-يارا: طلبات ايه اللي تاخد كل ده، ده بسكويت وشاي، يعني مش وجبة لا سمح الله
-أدهم: هاعمل ايه المياه كانت مقطوعة فكنت مستنيها تتخيط
-يارا: تتخيط! بايخة ع فكرة!
-ادهم: يا بنتي اضحكي، خلي اليوم يعدي.

دار أدهم بالسيارة خلف المكتب و...
-يارا باستغراب: انت حركت العربية ليه؟
-ادهم: الشمس جامدة
-يارا: شمس ايه اللي جامدة، ده احنا كنا واقفين في الضلة
-ادهم: هنا أحسن، وآئمن
-يارا: آئمن من ايه؟
-ادهم: هه، ولا حاجة
-يارا: أنا تعبت وزهقت، وعاوزة أخلص من الموضوع اللي خانقني ده
-أدهم مدعيا عدم الفهم: موضوع ايه
-يارا: انت فاهم قصدي كويس
-أدهم: أها، تقصدي المأذون
-يارا: ايوه، كويس انك فهمت
-أدهم: ربك يسهلها من عنده.

-يارا: يابااااي، ده الواحد حاسس انه مخنوق، محتاج فعلا ياخد حريته
-أدهم في نفسه: هو احنا لحقنا، ايييه يا عم صابر اللي أخرك كل ده، اومال لو مكونتش موصيك تيجي بعد ما أمشي ب 5 دقايق.

-صابر: سلاموو عليكو
-ادهم: اخيراااا، ده انا كنت فقدت الأمل
-يارا: في ايه
-ادهم: هه، مافيش
-صابر: ايه يا جماعة اللي موقفكم هنا؟
-ادهم: أصلا مستنين مكتب المأذون يفتح
-صابر: لأ هو مش هيفتح دلوقتي
-يارا: اوك، هنستناه برضوه
-ادهم: احم، ايه يا عم صابر؟ بس كده، انت وقفت لحد هنا وخلاص، مافيش أي اضافة تانية
-صابر وهو يحاول التذكر: آآآ، هه
-يارا: ماله ده
-أدهم: اصبري عليه هو هيفتكر كان هيقولنا ايه
-يارا: مممم..

-صابر: انا فاكر انت كنت قولتلي أقولك آآآ...
-ادهم مقاطعا: ايوه يا عم صابر أنا كنت بقولك ع الشاي، ها الشاي، هيتأخر، بلاش تودينا في داهية بذكائك ده
-صابر: ايوه، ايوه افتكرت
-أدهم: الحمدلله، قول بقى الله يكرمك
-صابر: انتو مستنين المأذون صح
-يارا: أها
-صابر: هو مش هيفتح دلوقتي..
-أدهم: بس كده! ده اللي ربنا قدرك عليه! ايه الجديد بقى اللي قولته؟
-صابر: لأ يا بني في حاجة تانية
-ادهم: يا مسهل يارب وتفتكرها.

-صابر: أه، وآآآ، وهو مش هيفتح طول اليوم
-ادهم: الحمدلله ابتدت تندع
-يارا: ليه؟
-صابر: اصله باين، انت كنت قولتلي يا بني انه، انه آآآآ، مات
-ادهم: مات ايه يا عم صابر، مش ده اللي اتفقنا عليه خالص، افتكر الله يكرمك
-يارا: اييه مات؟
-ادهم: لألألألأ، هو مايقصدش كده، هو يقصد انه كان ميت من التعب، صح يا عم صابر
-صابر: ايوه، ايوه هو كده
-يارا: مش مشكلة، احنا برضوه هنستناه.

-ادهم: أيوه وأهوو يكون صحى من الموت براحته، عم صابر مش فاكر حاجة تانية تقولها قبل ما تمشي وترجع قهوتك؟ سفر، هيغيب، كلام كده، هاااا، ركز!
-صابر: ايوه، خلاص يا بني، الحمدلله افتكرت
-أدهم: يا رب ما نروح في داهية
-صابر: هو مش هيفتح مكتبه قبل كام يوم ع الأقل
-ادهم بفرحة: الحمدلله، ليه بقى يا عم صابر، كمل الجملة للأخر
-صابر: أصله قال هيغيب بتاع يوم يومين
-يارا: هيغيب؟ طب ليه؟

-ادهم: ما تبحبح ايدك شوية يا عم صابر، خليها اسبوع حلو
-صابر: اسبوع، اسبوعين
-يارا: اسبوع!
-ادهم: ويمكن شهر شهرين، سنة سنتين
-يارا: ليه؟
-صابر: وراه شغل في حتت تانية
-أدهم: الله يعينه، أنا رأيي نمشي الوقتي ونرجعله يعني بعد بتاع 7 ولا 8 ولا نقول 15 سنة يكون فتح كده وخلص الشغل اللي وراه
-يارا: استنى بس يا أدهم
-صابر: تؤمرني بحاجة تانية يا بني؟
-أدهم: لأ يا عم صابر، كده رضا أوي
-يارا: انا مش فاهمة حاجة.

-ادهم: مش فاهمة ايه بس يا يارا، الراجل بيقولك ان المأذون تعبان وعنده شغل ومش راجع الوقتي خالص
-يارا: يعني ايه الكلام ده؟
-ادهم: يعني هو مش فاضي
-يارا: لالالالالا، أنا مش ينفع معايا اللي بيتقال ده، انا كنت عاوزة أخلص من الحكاية دي قبل ما أروح المؤتمر
-ادهم: فكرتيني بالمؤتمر
-يارا: هاتلنا رقم المأذون نكلمه، ايوه أنا كنت فاكرة ان ليه تليفون ع اليافطة بتاعته.

-ادهم وهو يقود السيارة: اووبا، ده احنا اتأخرنا اوي، نتكلم في السكة
-يارا: استنى يا أدهم، ماتمشيش من هنا، أنا عاوزة اكلم المأذون
-أدهم: ياااااه، ده المؤتمر زمانته متعطل عشانا
-يارا: ماتتوهش في الحوار، اركن العربية الأول
-ادهم: اوووبا، ده اقتصاد مصر هيبوظ
-يارا: أدهم!
-ادهم: كله إلا الشغل يا يارا!

انطلق أدهم بالسيارة وهو متجاهل تماما لما تقوله يارا التي كادت أن تجن مما فعل خاصة أنها لمحت المكتب مفتوح و...
-يارا: انت قاصد تمشي من هناك
-أدهم: قاصد ايه بس، ده انا يهميني الصالح العام
-يارا: انت مش عاوز تطلق صح؟
-ادهم: ليه بس بتقولي كده
-يارا: باين عليك، انت وعدتني على فكرة وحلفت انك هتطلقني
-ادهم: هبقى اصوم 3 أيام
-يارا: نعم؟
-ادهم: اقصد عليا 3 أيام عاوز أعوضها
-يارا بضيق: انت كنت بتشتغلني صح؟

-ادهم: هه
-يارا: وحوار الراجل صاحب القهوة ده فكسان؟
-ادهم وهو يغني: ترااارااا رااا
-يارا بنرفزة: أدهم رد عليا
-ادهم: نعم، عاوزة ايه
-يارا: انت هتطلق امتى
-ادهم: ربنا يسهل
-يارا: امتى يعني؟
-أدهم: ما أنا قولتلك ربنا يسهل، ماتزنيش بقى كتير
-يارا: انت وعدتي، هترجع في كلامك
-ادهم: أرجع ايه بس في كلامي، ما أنا روحت معاكي عند المأذون ومكنش موجود
-يارا: انا حساه فيلم كان معمول عليا
-ادهم: فيلم ايه بس.

-يارا: معرفش بس ده اللي وصلني
-أدهم: بقولك ايه خليني أركز في الطريق لأحسن ممكن نعمل حادثة
-يارا: نعمل حادثة ازاي، والطريق شبه فاضي ومافيش حد إلا احنا
-ادهم: الحادثة بتحصل في ثانية
-يارا: أدهم، لف وارجع تاني للمأذون، أنا عاوزة أتأكد بنفسي، مش مرتاحة للي حصل
-ادهم: حاضر، نخلص بس المؤتمر وبعدين ألف وأرجع
-يارا: يا أدهم
-ادهم: ياااااارا، متلبوخنيش خلي أعرف أسوق.

-يارا: طيب ماشي، بس مهما عملت برضوه مش هتعمل غير اللي انا عاوزاه وبسس!
-ادهم: ان شاء الله.

-أدهم في نفسه: ابقي قابلني لو فكرت أصلا اطلقك...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة