قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والسبعون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والسبعون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والسبعون

وصل أدهم ويارا إلى الغردقة، كانت يارا ترغب في أن تغير ملابسها وهيئتها المزرية، فطلبت من ادهم ان يوصلها إلى منزلها، كانت تلك هي المرة الأولى لأدهم التي يزور فيها منزل يارا و...
-يارا: بقولك ايه
-أدهم: ايوه
-يارا: أنا عاوزة أخد شاور، وأغير هدومي
-أدهم بخبث: عاوزاني أساعدك؟
-يارا: لأ، متشكرين، أنا أقدر أعمل كدع بنفسي
-أدهم: يا خسارة، وأنا اللي كنت عاوز أعمل خير.

-يارا: وصلني من فضلك بيتي ويبقى كده عملت فيا معروف
-ادهم: ماشي انت تؤمر يا، يا خد الجميل
-يارا: برضوه
-ادهم: حلاوتك وانت متعصب!

أوصل ادهم يارا إلى منزلها، ثم ترجل من السيارة و...
-يارا: انت رايح فين؟
-ادهم: طالع معاكي
-يارا: نعم؟ طالع معايا فين؟
-ادهم: فوق
-يارا: ده اللي هوا ازاي يعني
-أدهم: زي الناس
-يارا: لأ معلش، انت تستنى هنا، وأنا هاطلع لوحدي
-ادهم: ودي تيجي برضوه
-يارا: لأ تيجي ونص، انت عاوز الجيران تتكلم عليا وتقولي مين ده؟
-ادهم: وفيها ايه لما يتكلموا
-يارا: فيها كتير، دي سمعتي
-أدهم: وانتي جايبة حد من الشارع، ده أنا جوزك.

-يارا: أها، قولتلي بقى! التمثلية السخيفة دي مافيش داعي نتمادى فيها، احنا كنا مضطرين لده، ولا أنت نسيت؟
-أدهم: آآآ، أنا مانستش، بس برضوه يعني
-يارا: لولا ان المأذون مش موجود كان زمان الموضوع انتهى
-ادهم بصوت هامس: وان شاء الله مش هيبقى موجود
-يارا: بتقول ايه
-ادهم: بقول أنا، أنا، أه، أنا مزنوق ومحتاج أخش الحمام ضروري
-يارا: اتصرف في اي حتة، وانا مالي!
-أدهم: وده يصح برضوه؟ انتي ترضهالي.

-يارا: معاك، أه أرضى أوي
-ادهم: اخص!

-أحد الجارات من بعيد: مش معقول يارا!
-يارا بتوتر: هه، آآآ، ازي حضرتك يا طنط سامية
-الجارة سامية سامية: ازيك يا بنتي، وحشانا كتير، فين أراضيكي؟
-يارا: انا الحمدلله تمام
-الجارة سامية: أعدة فين دلوقتي؟ أنا سمعت انك روحتي أعدتي عند عمك باين
-يارا: أها
-الجارة سامية: ها رجعتي تاني هنا؟ ولا ناوية تقعدي هناك؟
-يارا: لسه مش عارفة
-الجارة سامية: ربنا يصلح حالك يا بنتي، بس مال شكلك مبهدل كده.

-يارا: آآآ، الطريق وكده
-الجارة سامية: ايوه يا حبيبتي، تلاقيكي محتاجة ترتاحي
-يارا: ايوه
-ادهم متدخلا في الحوار: فعلا، والله كلنا محتاجين نرتاح يا حاجة
-الجارة سامية وهي تنظر لأدهم: مين ده؟
-يارا: ده، ده، آآآ، ابن عمي
-الجارة سامية وهي تتفحصه من رأسه لأخمص قدميه: أها، ابن عمك! مممم، قولتيلي
-أدهم مصافحا إياها: أنا أدهم الصياد ابن عم يارا
-الجارة سامية: أها، أهلا بيك
-ادهم مضيفا: وجوزها كمان.

-يارا بدهشة: هاااه
-الجارة سامية بفرحة وهي تقبلها من وجنتيها: بجد؟ ايه ده انتي اتجوزتي يا بنتي، ألف ألف مبروووووك، والنعمة فرحتلك من قلبي
-يارا: آآآ...
-أدهم: شكرا يا حاجة
-الجارة سامية: بس اتجوزتي امتى؟
-أدهم: احنا اتجوزنا امبارح وجايين نقضي شهر العسل هنا
-ارا: نعم؟ شهر عسل مين؟
-الجارة سامية: يا طعامتكم يا حبايبي، معنى كده انكو لسه عرسان جداد
-يارا: أها
-ادهم: اه والله، لسه عرسان طازة.

-الجارة سامية: ربنا يهنيكم يارب
-أدهم: أمين
-الجارة سامية: أكيييد انتي يا بنتي صاحبة فكرة انك تيجي هنا صح؟
-يارا بصدمة: آآآ، أنا، آآآ
-ادهم وهو يضم يارا بذراعه: لأ أنا الصراحة صاحب الفكرة، أصلي عارف أد ايه يارا كانت مرتبطة بالمكان، فقولت نيجي نقضي يومين هنا
-الجارة سامية: فيك الخير يا ابني والله، أصيل بن اصول
-أدهم: شكرا ياحاجة
-الجارة سامية: لازم تيجوا تتغدوا عندي بقى
-ادهم: مافيش داعي والله.

-الجارة سامية: لا والله مايصحش أبدا، ده انتو عرسان جداد، والحاجة نجاة الله يرحمها كان خيرها ع الكل، وده ندر عليا من زمان، يوم ما يارا تتجوز أنا أحضرلها أكل العرسان بنفسي
-أدهم: أها
-يارا: خلاص يا طنط، احنا أصلا مش هنطول هنا كتير
-الجارة سامية: كده يا بنتي، عاوزة تزعليني منك
-ادهم: لالالا يا يارا، مايصحش تكسفي الحاجة، ده كله إلا الندر
-الجارة سامية: قولها يا ابني
-ادهم: خلاص احنا جايين، بس خليها ع العشا.

-يارا: عشا؟
-ادهم: ايوه، نكون ارتحنا من السفر
-الجارة سامية: صح، ده انتو جايين من مشوار يهد الحيل
-أدهم: ايوه
-الجارة سامية: أنا هستناكو بالليل تنوروني، اوعوا ماتجوش
-ادهم: لأ ازاي، واحنا نقدر، صح يا يارا؟
-يارا: أها...
-الجارة سامية: ماشي يا ولاد، مش هعطلكم، بس متنسوش، مستنياكوا بالليل
-أدهم: ان شاء الله
-الجارة سامية: مع السلامة يا ولاد.

وما إن انصرفت الجارة سامية حتى انفجرت يارا في أدهم و...
-يارا: ايه اللي انت هببته ده
-أدهم: عملت ايه؟
-يارا: ازاي تقول لطنط سامية اننا متجوزين؟
-ادهم: اومال اقولها ايه؟ احنا متصاحبين
-يارا: برضوه مكونتش تقولها كده، اهو زمانت مصر كلها عرفت
-ادهم: يعني هاوقف سوقك لا سمح الله!
-يارا: اوووف، انت عارف انت عملت ايه دلوقتي
-أدهم: عملت ايه؟
-يارا: انت فضحتني في المنطقة كلها.

-أدهم: ليه بس؟ مش احسن ما تظن فيكي السوء
-يارا: ياريتها كانت ظنت السوء، كان هيبقى أرحم، لكن ملاقتش إلا طنط سامية دي وتقولها
-ادهم: خلاص بقى، أهو اللي حصل، وبعدين ما أنا بقولك تاني مش أحسن ما كانت طلعت عليكي كلام بطال
-يارا: ياريتها كانت قالت عني أي حاجة ولا طلعت البلى الأزرق
-ادهم: في ايه لكل ده
-يارا: أصلك لو تعرف طنط سامية زي ما كل الناس تعرفها هتعذرني
-ادهم: مالها يعني.

-يارا: بجانب انها رويتر ونقالة كلام، فهي الله اكبر حسودية
-ادهم: يا ساتر يا رب
-يارا: استلقى بقى وعدك يا حلو معاها
-ادهم بقلق: حسودية
-يارا: ده اقل حاجة عندها
-ادهم: عادي، هو أنا بيهمني حاجة
-يارا: والنصيبة انك صممت اننا ناكل عندها كمان
-ادهم: اهوو اللي حصل
-يارا: افلت انا منها ازاي دلوقتي
-ادهم: عزومة تفوت ولا حد يموت
-يارا: تعلالي هنا صحيح، انت ازاي أصلا تحدد ان العزومة ع العشا.

-ادهم: احم، أصل أنا تعبان، و، وآآآ، محتاج ارتاح شوية
-يارا وهي تتجه لمدخل العقار: أنا طالعة أغير هدومي ورايحة المؤتمر، وماليش دعوة بيك، عاوز تصرف امورك، صرفها براحتك بعيد عني!
-أدهم وهو يتبعها: ماشي
-يارا: انت رايح فين؟
-ادهم: طالع معاكي
-يارا: نعم؟
-أدهم: مش بقولك عاوز أرتاح
-يارا: ما ترتاح بس بعيد عن هنا
-أدهم: نعم؟
-يارا: اللي سمعته.

-ادهم: اها، قولتيلي، بصي يا يارا، أنا كده كده طالع معاكي فوق، توافقي بقى ولا ترفضي، أو حتى تتشقلبي في مكانك، أنا طالع يعني طالع، فمن الأخر كده يا نطلع سوا بهدوء، يا برضوه هنطلع سوا بس بفضيحة، وأنا مش هيهمني، الكرة في ملعبك واختاري!
-يارا: يا رب أخلص منك يااااا رب
-ادهم بهدوء: ان شاء الله، مش هيحصل!
في ألمانيا
في المشفى الخاص
استعاد جاسر وعيه، ودلف إليه خالد ليطمئن عليه و...

-خالد: ألف حمدلله ع سلامتك يا جاسر
-جاسر: الله، الله ي، يسلمك
-خالد: أنا كنت هاموت من القلق عليك، الحمدلله انها عدت ع خير
-جاسر: ال، الحمدلله
-خالد: في أخبار كتير كويسة حصلت، وان شاء الله قريب نمسك الزفت عدلي ونخلص منه القديم والجديد
-جاسر: اها، خير
-خالد: وبالنسبة لورقك فهو معايا، وان شاء الله أما تشد حيلك كده وتقوم بالسلامة نكمل بقية موضوعك
-جاسر: ت، تمام، خالد!
-خالد: ايوه.

-جاسر: أنا، انا متشكر أوي، ع، ع وقفتك معايا
-خالد: متقولش كده يا جاسر، ده أنت أكتر من اخويا
-جاسر: ربنا، يخليك، بس، بس انت شكل في حاجة م، مضايقاك
-خالد: هه، لأ عادي
-جاسر: في، ايه، حصل يا خالد؟
-خالد: مافيش يا جاسر
-جاسر: م، ماتخبيش عليا لو أنا، أنا فعلا زي أخوك
-خالد بحزن: اصل، أصل، آآآآ، يارا
-جاسر بخضة: مال يارا؟ مالها؟ حصلها حاجة؟ الكلب عدلي، آآآ، اتعرضلها
-خالد: لألألألأ، اطمن يارا محصلهاش حاجة.

-جاسر: اومال
-خالد: أصل، آآآ، هي اتجوزت
-جاسر بدهشة: اييه؟ اتجوزت
-خالد: ايوه
-جاسر: طب، ده، ده حصل امتى وازاي؟ ومين أصلا ده اللي اتجوزته
-خالد: هي، اتجوزت، آآآ، أدهم
-جاسر: مين؟ أدهم!
-خالد: اها!
-جاسر: مش معقول
-خالد: ده اللي حصل
-جاسر: طب لييييه؟
-خالد: معرفش، بس، بس بابا قالي انهم اضطروا لكده
-جاسر: ايه اللي خلاهم، ي، يعملوا كده
-خالد: معرفش.

-جاسر: اكيد في حاجة حصلت وهما مش عاوزين يقولولنا، طب وانت محاولتش، ت، تعرف يا خالد السبب
-خالد: بصراحة أما سمعت خبر جوازهم مكنش عندي أي رغبة اني أسمع أي حاجة
-جاسر: اها
-خالد: وفي حاجة تانية عاوز أقولهالك
-جاسر: ايه هي؟
-خالد: مامتك
-جاسر: ناهد هانم! مالها هي كمان؟
-خالد: هي بتسأل عليك وهتموت وتعرف أي حاجة عنك، أنا وصيت بابا ميقولهاش عن اللي حصلك
-جاسر: وانت ليه تقوله يا خالد، كده هتقلقهم بزيادة علينا.

-خالد: ماكنش ينفع مقولهمش
-جاسر: ممم...
-خالد: المهم امك كانت عاوزة تطمن عليك وتسمع صوتك
-جاسر: اها
-خالد: معلش يا جاسر، عشان خاطري أنا كلمها
-جاسر: بعدين
-خالد: يا عم الست هتتجنن عليك، ريحها الله يكرمك
-جاسر: اوووف، ماهي السبب في كل اللي احنا فيه
-خالد: معلش، عشان ربنا يرضى علينا ويسهلنا الأمور، برضوه مهما عملت وغلطت هي هتفضل أمك، وهي ملهوفة ع أخبارك، بلاش تكون قاسي عليها، كفاية اللي هي فيه.

-جاسر مستسلما: لا حول ولا قوة إلا بالله، هات موبايلك
-خالد: اتفضل يا جاسر.

طلب جاسر والدته هاتفيا و...
-جاسر هاتفيا: الووو
-ناهد بلهفة: ج، جاسر
-جاسر: ايوه يا، يا ناهد هانم
-ناهد: حبيبي يا بني، يااااااه، كنت مشتاقة أوي اني اسمع صوتك، طمني عليك انت كويس؟ عامل ايه؟ صحتك تمام
-جاسر: ال، الحمدلله
-ناهد: جاسر يا حبيبي، أنا، أنا عاوزاك ترجع تاني مصر، سيب كل اللي في ايدك وتعالى، أنا، انا خايفة عليك اوي
-جاسر: متخافيش عليا، أنا، انا بخير.

-ناهد: أنا عارفة اني غلطت، واني استاهل كل حاجة تجرالي، لكن يا بني مقدرش أستحمل أي حاجة تجرالك انت ولا اختك، عدلي ده انسان جبان وواطي ممكن يعمل اي حاجة عشان مصلحته
-جاسر: والله حضرتك السبب في ده، مش انا! وأنا يدوب بحاول آآآ...
-ناهد مقاطعة: سيبك من أي حاجة وارجع! ارجع عشان خاطر اختك لو حتى مش عشاني
-جاسر: اخواتي يا ناهد هانم، شاهي و، و يارا!
-ناهد: اخواتك الاتنين محتاجينك.

-جاسر: وأنا عشان خاطر اخواتي محتاج اثبت اني أخو يارا
-ناهد: أنا، أنا خايفة عليك، مش عاوزة حاجة تحصلك
-جاسر: اطمني، عمر الشقي بقى.

-الممرضة بصوت مرتفع: ناهد هانم، ميعاد الدوا بتاع حضرتك جه، والدكتور منبه يتاخد عشان هنروح نعمل الأشعة
-ناهد: حاضر.

-جاسر مستفهما: دوا ايه، وأشعة ايه اللي بتكلم عنها الست دي؟
-ناهد: آآآآ، ما، مافيش حاجة يا بني
-جاسر: انتي فين بالظبط؟
-ناهد: أنا، آآآآ...
-جاسر: لوسامحتي يا ماما من غير ما تقولي أي حجج، من فضلك قوليلي دوا ايه اللي الست دي بتكلم عنه، وأشعة ايه اللي المطلوب تعمليها
-ناهد: أصل أنا...

قصت ناهد على جاسر ابنها ما حدث مع عدلي و...
-جاسر بغضب: ابن ال، الجبان، والله ما هسيبوه
-خالد: في ايه؟
-ناهد: اهدى يا ابني، محصلش حاجة، أنا كويسة
-جاسر: والله ما هيعدي اللي عمله ده ع خير
-ناهد: يا حبيبي اطمن أنا والله بخير، فداك انت واختك اي حاجة
-جاسر: عملتي فيه محضر؟
-ناهد بتردد: آآآ...
-جاسر: عملتي فيه محضر يا ماما
-ناهد: لأ
-جاسر: ليييييييييييه؟ كده انتي ضيعتي حقك!

-ناهد: مش مهم أنا، المهم عندي انت واختك يا جاسر، أنا خايفة عليكو أوي، وعدلي ده ايده طايلة، وأنا، انا خايفة
-جاسر: خلاص يا ماما! أنا هتصرف
-ناهد: هتعمل ايه
-جاسر: هتصرف وخلاص
-ناهد: يا جاسر اوعى تضيع نفسك عشانه.

لمح جاسر الممرضة ومعها الطبيب يأتيان من الخارج، فأنهى المكالمة مع والدته حتى لا تعلم بأمر اصابته و
-جاسر: ماما أنا هقفل الوقتي
-ناهد: استنى يا بني
-جاسر: معلش هبقى اكلمك بعدين عشان بخلص في شوية حاجات
-ناهد: طيب يا جاسر يا حبيبي، خلي بالك ع نفسك
-جاسر: ان شاء الله، سلام
بعد أن انتهى الطبيب والممرضة من فحص جاسر والاطمئنان على صحته، تحدث خالد مع جاسر و...
-خالد: في ايه اللي حصل؟

-جاسر: الكلب الجبان اللي اسمه عدلي ده مد ايده على أمي
-خالد: اييييييييييه.؟ طب وهي عاملة ايه الوقتي
-جاسر: في المستشفى متبهدلة
-خالد: والله ما أعرف بده يا جاسر، ده بابا مقاليش لما كلمته
-جاسر: اكيد مش عاوزنا نعرف حاجة
-خالد: هانت يا جاسر، قريب أوي هناخد حقنا منه
-جاسر: ده انا مش هاسيبه إلا متعلق ع حبل المشنقة
-خالد: مستر شرودر هيبلغنا بأخر الأخبار، وان شاء الله مش هنسيبه.

-جاسر: أنا بس أشد حيلي واخرج من هنا، ومش هارحمه
-خالد: كلنا مش هنرحمه..!
في منزل يارا بالغردقة
دلفت يارا إلى داخل منزلها، ظلت واقفة للحظات تتذكر حياتها مع جدتها في ذلك المكان، وقف أدهم صامتا يشاهدها، بدأت الدموع تتجمع في عيون يارا حينما أدركت انه هذا المكان اصبح حاليا بلا حياة بعد وفاة جدتها نجاة و...
-ادهم: يارا!
-يارا والدموع تترقرق في عيونها: البيت من غيرها ميت، مالوش حياة
-أدهم: ادعيلها بالرحمة.

-يارا: كل حاجة هنا فيها ريحتها، فيها روحها
-ادهم: هي في مكان أحسن دلوقتي
-يارا: وحشتني أوي يا نوووجة، نفسي أبقى في حضنك تاني.

جلست يارا على ركبتيها باكية، فجلس ادهم بجوارها ثم أحاطها بذراعيه و...
-يارا ببكاء: ليه يا نووجة سيبتيني لوحدي
-ادهم وهو يحضنها: انتي الوقتي مش لوحدك، أنا معاكي
-يارا: كان نفسي تشاركيني كل حاجة، تفرحي لفرحي، تشوفيني وأنا بثبت نفسي في شغلي وبحقق كل احلامي
-ادهم: هي أكيييد حاسة بكل ده
-يارا: ليييه؟ ليييه سيبتيني
-أدهم وهو يربت على ظهرها: خلاص يا يارا، متعمليش في نفسك كده يا حبيبتي
-يارا: انت بتعمل ايه.

-أدهم مدعيا البراءة: عيطي يا يارا، كملي يا حبيبتي
-يارا وهي تحاول أن تتحرر منه: اوعى كده
-ادهم: كملي، انتي وقفتي ليه
-يارا: انت قافش فيا كده ليه، اوعى
-أدهم وهو يحكم قبضته: أنا الصدر الحنين، عيطي يا شابة، فضفضي وطلعي كل اللي جواكي
-يارا بعد أن دفعته بكل قوة: اوعى بقى
-أدهم: مالك بس
-يارا: انت ايه ما بتصدق!
-ادهم: ده أنا بحاول بس أهون عليكي، بس الظاهر ان تعاطفي لوحده مش كفاية.

-يارا: تهون عليا ولا مصدقت أنا بعيط فقولت تستغلني وأنا مش واعية
-ادهم: بلاش الكلام ده، عشان أنا لو عاوز أستغلك كنت استغليتك من بدري، ماشي!
-يارا: ربنا يهون باليوم ده كمان، خليني أخلص بقى
-ادهم: طب وسعي شوية، خليني أخش الحمام
-يارا: ع فكرة ده بيتي أنا
-ادهم: وبيتي انا كمان
-يارا: من امتى ان شاء الله؟
-ادهم: والله طول ما احنا متجوزين، فكل حاجة بالنص بينا، ماشي يا، يا خد الجمييييل
-يارا: بطل بقى!

-أدهم: هاتقوليلي فين مكان الحمام هنا ولا أكتشفه بنفسي؟
-يارا: ع ايدك الشمال
-ادهم: شكرا
خرج ادهم من الحمام بعدأن اغتسل
-يارا: خلصت
-ادهم: الحمدلله، ده الواحد حاسس انه كان معفن، وبقاله سنين ماستحماش
-يارا: ماشي، اتفضل بقى انزل شوفلنا حاجة ناكلها
-ادهم: انا جسمي مكسر ومحتاج اريح، وبعدين خلينا خفاف خفاف عشان عشا بالليل عن الست الحسودية.

-يارا: وأنا هفضل كده جعانة لحد بالليل، انزل هات اي حاجة من المطعم اللي قصاد البيت
-أدهم: عشان خاطرك بس يا قمر
-يارا: يا ريت متتأخرش، أنا عاوزة أكل وألحق البس عشان أروح المؤتمر اللي مش مكتوبلي أحضره ده
-أدهم: حاضر، أنا نازل
دلفت يارا إلى الحمام، كان ادهم على وشك النزول للأسفل حينما تذكر أنه نسى محفظته بداخل الحمام، لذا قرر أن ينتظر يارا لحين خروجها من الحمام ثم ينزل ليشتري الطعام.

-أدهم: اوووبا! ده انا نسيت المحفظة جوااا، يالا بقى، خلاص هاستنى يارا أما تخلص، وأخدها لما تخرج.

ظل أدهم يتجول في المنزل ليشاهد محتوياته...
أعجب أدهم كثيرا ببساطة البيت، وشعر أن في هذا المنزل كانت توجد حياة حقا، حياة يفتقدها في فيلتهم الكبيرة، ثم رأى غرفة يارا، فقرر أن يدخل ليرى ما بها و..

-أدهم: دي بقى أوضتك يا خد الجميييل، ممممم، لأ بسيطة ورقيقة زيك، وده سريرك، ممم، دي صورتك بقى مع جدتك، الله! دي صورة عمي رفعت أهي، كان فيه شبه من بابا، ممم انتي طالعة بقى شبه مامتك، ليه حق عمي رفعت يحب مامتك، أما أشوف بقى ايه اللي في دولابك، ويا ترى ذوقك ايه!

فتح أدهم دولاب الملابس الخاص بيارا، ظل يتأمل ما به من ملابس عادية وقطنية وملابس، عرائس و...

-أدهم: ممم، كله كده قطن قطن، اكيد انتي بتحبي القطن طويل التيلة ههههههههههه، الله! اومال ايه الأكياس دي، ممم، اييييه ده، ده احنا عندنا لبس مداري أهوو، أما أشوف اذواقك فيه ايه، يا دين النبي، ايه الحاجات الخطيرة دي، لالالالا، ده احنا بنعرف ننقي حاجات تشيب العقل، مممم، احسن حاجة اعملها اني أخبي كل هدومها واسيبلها بس دول، أما أشوف هتعمل ايه هي.

قام ادهم بتجميع كل ملابس يارا العادية والمحتشمة بسرعة رهيبة، ثم ظل يبحث عن مكان ما ليضعها فيه، فلم يجد إلا دواليب المطبخ ليخبئهم فيها، وترك لها فقط الملابس الخاصة بالعرائس...
-ادهم بخبث: اما نشوف هتعملي ايه لما تخرجي يا عروسة.

قضت يارا وقتا طويلا بالحمام، حيث حاولت أن تسترخي في بانيو الحمام لفترة بعد أن ملأته بالماء الساخن، لتنفض عن نفسها ارهاق اليومين الماضيين، وتستعد للقادم، وما إن انتهت حتى خرجت منه وهي ترتدي ( البورنس ) الخاص بها، ثم توجهت إلى غرفتها لتتفاجيء بوجود أدهم بالداخل و...
-يارا بصدمة: انت، انت بتعمل ايه هنا في اوضتي؟ انت، انت المفروض تكون تحت
-ادهم: اصل نسيت محفظتي جوا في الحمام، فقولت استناكي لما تخلصي.

-يارا: يا سلاااام، وملاقتش إلا اوضتي وتستناني فيها
-أدهم مدعيا الجهل: ايه ده، هي طلعت دي اوضتك، مكونتش أعرف
-يارا: ليه مش باين عليها!
-أدهم: لأ أنا قولت دي بتاعة عيلة صغيرة
-يارا: طب اتفضل لو سمحت أنا عاوزة ألبس
-أدهم بابتسامة: حاضر.

خرج أدهم من الغرفة ووقف في الصالة ينتظر ردة فعل يارا بعد أن ترى ما فعل بملابسها و...
-يارا بصريخ: أدهم!
-أدهم: احم، ايوه، في حاجة.

فتحت يارا باب غرفتها بعصبية وهي تمسك في يدها قطع من الملابس و...
-يارا: ايه دول؟
-ادهم: معرفش، قوليلي انتي
-يارا: انت فتحت دولابي ولعبت فيه؟
-أدهم: ان شاء الله يا رب آآآ، آآآ، أنا أعمل كده؟ لالالا، هذه ليست أخلاقي
-يارا: لأ دي أخلاقك كويس، أنا فهماك، انت استغليت اني كنت في الحمام وفتحت دولابي ولعبت فيه
-أدهم: أنا!
-يارا: أيوه انت، فين هدومي يا أدهم
-ادهم: ماهي في ايدك.

-يارا: لأ مش دول، أنا أقصد هدومي التانية، راحت فين
-ادهم: الله اعلم
-يارا: انا الدولاب بتاعي كان مليان هدوم ع أخره، راحوا فين؟
-أدهم: العلم عند الله
-يارا: أدهم أنا مابهزرش
-ادهم: يمكن كالتهم العتة
-يارا: والله! وهي العتة بتاكل الهدوم بالشكل ده؟
-ادهم: اكيييييد، لو كانت جعانة
-يارا: انت بتستعبط
-ادهم: لأ
-يارا بنرفزة: اطلع بالهدوم يا أدهم
-أدهم: فتشيني، ولو لاقيتي معايا حاجة يبقالك الكلام.

-يارا: والله العظيم أنا عارفة انك ورا الحكاية دي، فهمني أنا هلبس ازاي الهدوم دي؟ لأ وقصادك كمان!
-أدهم بفرحة: وفيها اييييه؟ ده انا حتى مش غريب دلوقتي
-يارا: احترم نفسك، وقولي وديت الهدوم فين
-ادهم: مممم، مش هاقولك
-يارا: يعني انت اللي خدتهم
-أدهم: ايوه
-يارا وهو تحاول أن تأخذ نفسا طويلا: بص أنا مش هتعصب ولا حاجة، انا عاوزاك تقولي حطيتهم فين!

-ادهم محاولا اغاظتها: تؤ، مش هاقولك، أصل الصراحة أنا، أنا كبرت في دماغي اني أتجوز بجد...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة