قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والسبعون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والسبعون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والسبعون

في منزل يارا بالغردقة
-يارا وهو تحاول أن تأخذ نفسا طويلا: بص أنا مش هتعصب ولا حاجة، انا عاوزاك تقولي حطيتهم فين!
-ادهم محاولا اغاظتها: تؤ، مش هاقولك، أصل الصراحة أنا، أنا كبرت في دماغي اني أتجوز بجد...!
-يارا وهي تتراجع للخلف: آآآ، افندم؟ ايه الكلام ده
-أدهم وهو يقترب منها: أصلهم بيقولوا الجواز حلو، وانا عاوز أعرف ايه الحلو اللي فيه.

-يارا وهي مستمرة في التراجع: بس، آآآ، احنا مش، مش متجوزين، ده، ده آآآ...
-أدهم وقد جذبها إليه: عارف كل اللي هتقوليه، ومش فارق معايا، آآآ، أنا عاوز آآآ...
-يارا وهي تحاول التحرر منه: لو سمحت، سيبني آآآ...
-ادهم: لأ مش هاسيبك، ده أنا مصدقت انك بقيتي في حضني
-يارا: ابعد عني، انت اتجننت عشان تعمل كده
-أدهم: الجنان لسه مجاش، بس انا عاوزك تعرفي اني لو عاوز أقرب منك محدش هيحوشني عنك
-يارا: آآآ، ابعد، بعد اذنك.

-ادهم: بس أنا عاوز أقرب منك، ومش عاوز ابعد خالص
-يارا: وأنا لأ..
-أدهم: ليه بس، ده أنا حتى القرب مني، آآآ، حلو
-يارا: لأ مش عاوزة الحلو ده
-أدهم: يا بنتي ده كتير اتمنوا يبقوا في مكانك، ويمكن لو عرفوا بإنك اتربعتي ع عرش قلب أدهم الصياد هيحسدوكي ع كده
-يارا: وأنا مش عاوزة أكون واحدة من الكتار دول، ولا عاوزة حد يحسدني ع أي حاجة، أنا عاوزة أكون لوحدي..!
-أدهم: بس أنا مش عاوز إلا انتي.

-يارا: يوووه، أنا مش بحب كده
-أدهم وقد تركها: ع العموم أنا سايبك براحتي، مش لحاجة، بس لأن الحاجة لما تيجي بالمزاج والرضا بتكون أحسن بكتير من اللي يجي غصبانية
-يارا: هه..
-أدهم: أنا نازل أجيبلنا أكل، وبعد كده جهزي نفسك عشان نشوف المؤتمر
-يارا: اها
في فيلا رأفت الصياد
كادت فريدة أن تجن من غياب أدهم ويارا سويا، بالاضافة لعدم اتصال أدهم بها إلى الآن و...

-فريدة: أكيييد البت دي عملت في ابني حاجة، مش بعيد تكون عملتله غسيل مخ، ماهو مش معقول يقعد يومين من غير ما يكلمني ويطمني فيها عليه، انت السبب يا رأفت، اه لو كنت أعرف قبل ما يسافر أدهم بانها معاه، كنت منعته من انه يطلع برا الفيلا أصلا
-صباح: أجهز ع الغدا ايه النهاردة يا فريدة هانم؟
-فريدة بعصبية: اي زفت وخلاص
-صباح: ح، حاضر يا هانم
-عمر: مالك يا ماما، متضايقة ليه؟ في حد قالك حاجة تزعل.

-فريدة: البيه ادهم أخوك لحد الوقتي لا حس ولا خبر
-عمر: ايوه طبعاااا، زمانته هايص مع المهلبية، هيبقى فايقلنا ازاي
-فريدة: بتقول ايه؟
-عمر: بقول ده تلاقيه مطحون شغل ع الأخر، و مش لاقي وقت يكلمنا فيه
-فريدة مكملة: بقالي يومين بطلبه وتليفونه يا مقفول، يا غير متاح
-عمر: وهو هيبقى متاح عشان خاطرنا مثلا، ده حتى تبقى عيبة في حقه
-فريدة: ولد!

-عمر: أنا رأيي أقوم أجهز للتمرين بدل ما أنيل الدنيا أكتر من كده، انا عارف نفسي أما بتفتح مش هاسكت
في ألمانيا
في المستشفى الخاص الذي يرقد به جاسر
طلب خالد من جاسر أن يعودا إلى القاهرة من اجل حل بعض المسائل العالقة و...
-خالد: الحمدلله الدكتور طمني عليك وقالي انك تقدر تخرج كمان
-جاسر: الحمدلله
-خالد: جاسر، ممكن أطلب منك طلب
-جاسر: خير يا خالد
-خالد: بص أنا، انا كنت عاوز أرجع القاهرة
-جاسر: هاه.

-خالد: يعني عاوز اخلص شوية امور وكده، ومش هينفع أعملها وأنا هنا
-جاسر: أها
-خالد: فمعلش يا جاسر أنا بس هستأذنك اننا نسافر ونبقى نرجع تاني نخلص أي حاجة متعطلة
-جاسر: اوك، مافيش مشكلة
-خالد: ع العموم أنا هحجز التذاكر بكرة ان شاء الله، وربنا يسهل وألحق أظبط الدنيا قبل ما نرجع.

-جاسر: انا أصلا خلصت اللي كنت جاي عشانه، وبيني وبينك أنا زهقت من اعدة المستشفى وعاوز أرجع تاني القاهرة، عاوز اطمن ع اخواتي وع ماما وأثبت حقي
-خالد: اها، يبقى على بركة الله، هتكلم بس مع مستر شرودر عشان التحقيقات اللي شغالة هنا
-جاسر: تمام
-خالد: ماشي هاسيبك ترتاح وأروح انا أخلص اجراءات خروجك والسفر بالمرة
-جاسر: اوك
في الغردقة
في منزل يارا.

عاد أدهم من الخارج وهو يحمل بعض المأكولات الجاهزة، كما اشترى لنفسه هاتف محمول جديد ليستخدمه بدلا من ذاك الذي أتلفته يارا، وما إن دلف للداخل حتى تفاجيء بشكل يارا التي كانت ترتدي الملابس المنزلية لجدتها الراحلة نجاة، فبدت فيه غريبة الشكل، حيث كانت الملابس واسعة فضفاضة و...
-أدهم: ايه ده؟
-يارا وهي ترتدي ملابس جدتها: زي ما انت شايف، لابسة هدوم جدتي الله يرحمها.

-أدهم: اه صح، أنا برضوه بقول ده مش استايلك خالص
-يارا: لا والله
-أدهم: ايوه، اصل الهدوم واسعة حبتين، يعني مرحرحة بزيادة عليكي
-يارا بضيق: فين هدومي؟
-ادهم وهو يشير بيده: احم، آآآ، هناك!
-يارا: هناك فين؟
-ادهم: في المطبخ
-يارا بدهشة: نعم؟ في المطبخ؟

اسرعت يارا إلى المطبخ لتجد أن ملابسها وضعت داخل كافة الدواليب مع الأطعمة والمأكولات المخزنة و...
-يارا بنرفزة: أنا هدومي ع أخر الزمن تتحط في دواليب المطبخ
-أدهم: اللي جه في بالي
-يارا: حرام عليك، شايف بوظت هدومي كلها
-أدهم: مابظوش اوي
-يارا وهي تحمل إحدى قطع الملابس: بص، شايف بقع الزيت عليه ازاي؟
-أدهم: اها، انقعيه شوية وهتروح البقع
-يارا وهي تقرب البلوزة من وجه أدهم: ولا البلوزة دي ريحتها فلفل.

-ادهم وهو يعطس: هأتشووو، اها، عندك حقك، هأتشوووو
-يارا: والبنطلون ده كله دقيق، وده، ده فيه ايه ده كمان؟
-ادهم: اقولك على حاجة استعملي بونكس، نضافة وريحة وتوفيررر
-يارا: ماتنرفزنيش
-ادهم: والله كنت بهزر معاكي يا قمر
-يارا: هزار بايخ وسمج زيك
-ادهم: انا كنت عاوزك تفرفشي كده
-يارا: وأنا كنت اشتكيتلك؟ اتصرف أنا الوقتي ازاي؟
-ادهم: اعملك ايه يعني، اهوو اللي حصل بقى
-يارا: طب وأنا هروح المؤتمر الوقتي ازاي؟

-ادهم بسعادة: هو أنا ماقولتلكيش
-يارا: تقولي ايه؟
-أدهم: مش احنا اتكنسلنا من المؤتمر والحمدلله
-يارا بصدمة: اييييييييييه؟ اتكنسلنا؟
-أدهم: أينعم
-يارا: يادي النصايب اللي بتيجي ورا بعضها، يعني معدتش ينفع نحضر
-ادهم: ايوه، لسه أحمد مندوب الشركة مبلغني بده، أصلا أنا من الأول مكنش ليا الغرض اني أحضر
-يارا: انت السبب، ضيعت الفرصة عليا.

-أدهم وهو يمسك بهاتفه الجديد: ممم، بصي لو عاوزاني أعملك مؤتمر، أنا جاهز، بمكالمة واحدة اظبط الدنيا هنا في الشقة، واعمل أجدعها مؤتمر لينا احنا الاتنين
-يارا: هو انت جبت موبايل؟
-أدهم: ايوه، بس بعينك لو خدتيه!
-يارا: يعني ضيعت عليا المؤتمر، وبوظت هدومي، وجايب لنفسك موبايل، وأنا ماليش حاجة خالص
-ادهم بغمزة: ازاي بتقولي كده، ده انتي ليكي أهم حاجة في كل ده، الهدوم اياها، هاااه +18
-يارا: اوووف!

-ادهم: والنعمة لو ليبستهوملي في المؤتمر اللي انا هنظمه هنا، انا مش عارف أوصفلك شعوري هيكون عامل ازاي
-يارا وهي تخرج من المطبخ: ماشي يا أدهم، ماشي!
-ادهم وهو يتبعها: أنا حابب في المؤتمر ده أشوفك لابسة الهدوم اياها كلهاااا، ماتسيبش حاجة، التنوع مطلوب برضوه
-يارا من خارج المطبخ: والله لأوريك.

-أدهم: يا سلام لو جربتي تلبسي كل قطعة على حدا، ياااه، ده المؤتمر هيبقى حماسي، وهتحصل استجابة سريعة لكل الطلبات المعروضة فيه، ومش بعيد اجيبلك موبايل جديد، ويالا يا ستي هيكون تاتش عشان متزعليش
-يارا في نفسها: فين ازازة الكلور، نووجة كانت بتحطها فين
-أدهم: أنا أقترح ان المؤتمر يكون فيه ورش عمل كتيررر، دي بقى اللي بتثبت كل اللي بيتقال
-يارا وقد دلفت للحمام: ايوه، هي كانت هنا.

-ادهم: بصي مش هوصيكي، انا عاوز عدد لا نهائي من ورش العمل، طول عمرنا عارفين ان الجزء العملي عليه درجات كتيرة وهو اللي فيه الفايدة كلها، بيثبت اللي خدناه في المؤتمر أو اللي سمعنا عنه، صح ولا ايه؟
-يارا: ممم، ان ما وريتك
-ادهم باستغراب: انتي بتعملي ايه؟

ظلت يارا تبحث عن زجاجة الكلور الخاصة بالملابس البيضاء داخل الحمام، حتى وجدتها، ثم أخذتها وخرجت لتبحث عن حقيبة ادهم لتفرغها على ملابسه، ظل أدهم في حيرة مما تفعله يارا و...
-ادهم بتعجب: انتي بتدوري على ايه؟
-يارا: ملكش دعوة
-ادهم: قوليلي طيب عشان أساعدك
-يارا وهي تمسك بحقيبته: هتعرف دلوقتي
-ادهم: انتي عاوزة حاجة من شنطتي؟
-يارا: هتشوف.

أفرغت يارا محتويات زجاجة الكلور على ملابس أدهم وسط ذهوله و...
-ادهم بصدمة: اييه اللي عملتيه ده
-يارا: زي ما عملت معايا بالظبط
-ادهم: انتي اتجننتي؟
-يارا: واحدة قصاد واحدة
-ادهم: والله العظيم انتي، انتي فعلا مش طبيعية، طب أنا كنت بهزر معاكي
-يارا: وانا كمان بهزر، ليه مضايق بقى؟
-ادهم: أنا مش عارف اعمل فيكي ايه
-يارا: عشان تعرف بس احساس الواحد بالهزار البايخ، وخصوصا في الحاجات المهمة اللي زي دول.

-ادهم: أنا، انا مش عارف أتصرف معاكي ازاي، ماهو لو مسكتك واتعافيت عليكي مش هتطلعي من تحت ايدي سليمة
-يارا: طب جرب كده، أنا بلعب آيروبكس
-أدهم وهو يبعد عنها: لأ فعلا خوفت..! أحسن حاجة اعملها أبعد عن وشك السعادي بدل ما أرتكب جناية وأنا مضايق!
-يارا: أحسن، تستاهل..!

توجه أدهم ناحية غرفة الجدة نجاة، فصاحت يارا في وجهه و..
-يارا بصوت مرتفع: انت رايح فين؟
-ادهم: داخل الأوضة دي
-يارا: دي اوضة نووجة
-أدهم: وايه يعني
-يارا بضيق: يعني محدش يدخلها ولا يقعد فيها!
-ادهم بخبث: خلاص أنا موافق أقعد معاكي في اوضتك
-يارا: هه، لألألأ، تقعد معايا ايه
-ادهم: ماهو أنا يا اقعد في الأوضة دي يا عندك، اختاري؟
-يارا مستسلمة: اوووف، اتفضل روح الأوضة.

-ادهم بابتسامة وهو يتجه لغرفة يارا: ماشي
-يارا مندفعة ناحيته: حيلك حيلك، انت رايح فين
-أدهم: الله مش قولتيلي أتفضل
-يارا: لأ يا حلو، مش هنا، ع الأوضة التانية
-ادهم وهو يمسك ذقنها بطرف اصبعه: وهو أنا حلو كده زيك!
-يارا: لو سمحت نزل ايدك، آآآ، مايصحش
-ادهم: والله في حاجات كتير تصح، بس عشان زي ما قولتلك قبل كده أنا بحب الحاجة تيجي بالرضا مش بالغصبانية!

دلف أدهم إلى غرفة الجدة يارا ليرتاح بها، ثم قرر أدهم أن يربك يارا بطريقة أخرى تجعلها تتوتر وفي نفس الوقت يشغل كل تفكيرها، لذا وبينما كانت يارا تعد الطعام على الطاولة تفاجئت بخروج أدهم وهو عاري الصدر لا يرتدي سوى شورت قصير فقط
-يارا بصدمة: اييه اللي انت لابسه ده؟
-أدهم: ايه في ايه؟
-يارا: ازاي، آآآ، ازاي تطلع من الأوضة وانت كده.

-أدهم وهو يفرد عضلاته: مالي، ما أنا زي الفل اهوو، الحمدلله الصحة بوومب، والعضلات تمام
-يارا: انت، انت، ازاي تطلع قصادي بالمنظر ده
-أدهم: شكلي جامد صح
-يارا وقد أدارت وجهها الناحية الأخرى: لأ طبعا، شكلك قليل الادب، استغفر الله العظيم
-ادهم وقد وقف أمامها: ايه ده انتي بتتكسفي مني؟
-يارا وقد لفت وجهها: لو سمحت متقفش كده قصادي
-أدهم: اومال عاوزاني أقف ازاي؟ كده؟

ضم ادهم يارا إلى صدره في حركة مفاجئة مما أربكتها بزيادة و...
-يارا بصدمة: ايه اللي انت بتعمله ده؟
-أدهم: أصل وحشني حضن أمي أوي
-يارا: فريدة
-أدهم: أيوه، يا سلااااااااام، بقالي سنين محضنتهاش زي كده
-يارا: لا والله، طب حاسب
-ادهم: لأ انا عندي نقص في الحضن، وعاوز اعوض النقص ده
-يارا: يوووه، انت ايه
-أدهم: انا أحلى حاجة حصلت في حياتي هي وجودك فيها!
-يارا: آآآ، ب، بلاش الكلام ده، وسيبني بقى.

-أدهم: ماشي، ممكن بقى جزر لوعندك
-يارا باستغراب: جزر!
-أدهم: ايوه، انا محتاجه
-يارا: هاشوف ان كان في ولا لأ
وبينما كانت يارا في طريقها لإحضار الجزر لأدهم، أوقفها أدهم بكلامه و..
-أدهم بصوت عالي: ع فكرة حلو قميص البيت اللي انتي لابساه ده
-يارا: نعم؟ حلو! انت بتتريق
-ادهم: أبدا والله
-يارا: هه، اشمعنى
-ادهم: اه والله ما بهزر، اصله الصراحة ومن غير زعل كده مبين كل حاجة تحته، انا شايف اللون الأحمر مشعلل اهوو.

-يارا باحراج وهي تتحسس القميص: اييييه؟ مبين كل حاجة؟ طب ازاي
-أدهم: اه والله، القماش من النوع اللي بيشف في الضوء
-يارا: اووبا
-أدهم مكملا بسعادة: خلاص أنا حبيت هدوم جدتك الله يرحمها، بتوضح الرؤية أوي، وانا في الحاجات دي نظري بيبقى 6 على 6...
-يارا محرجة وهي تحاول ان تداري نفسها: آآآ، انا، انا..

-ادهم: روحي هاتلي الجزر بقى عشان أزود درجة الوضوح، ماهما بيقولوا الجرز بيقوي النظر، وفي حالتك دي بيبقى عامل زي الأشعة تحت الحمراء، بيوضح المستخبي كله
حل المساء، وكانت المشكلة الحقيقية تكمن في عدم وجود ملابس لائقة لأدهم بعدما أفسدت يارا ملابسه، وخاصة أنه قرر ألا يرتدي أي شيء ليستمر في مسلسل ارباك يارا واشغال تفكيرها، لذا اضطرت يارا أن تقرض ادهم جلباب جدها القديم و...
-يارا: أوم إلبس بقى.

-ادهم: انا مبسوط كده
-يارا: انت نسيت عندنا عزومة عند الست سامية الحسودية
-ادهم وقد توجه ناحية الباب: لأ مانستش، وانا هاروحلهم كده، يالا بينا
-يارا وهي تقف أمامه: لالالالا، مش ممكن تروح كده
-أدهم بابتسامة وهو يتحسس شعرها: مش عاوزة حد يشوفني كده غيرك، صح؟
-يارا وهي تبعد يده: آآآ، ل، لأ، مش، مش كده
-أدهم: اومال ايه يا مشمش انت؟
-يارا: انت، انت متعرفهاش ومجربتهاش، دي عينها الله اكبر تفجر الحجر مش بس تفلقه.

-ادهم وهو يضع يده على رقبتها: آآآخ، خايفة عليا
-يارا بتوتر: آآآ، أه، قصدي لأ، هي، هي ب، بس حسودية أوي
-ادهم: عشان خاطرك بس هلبس الفانلة
-يارا: لالالالا، انت تلبس اللي أنا هاجيبهولك
-ادهم: ايه؟

دلفت يارا لغرفة جدتها ثم خرجت مسرعة وهي تحمل جلباب مطوي و...
-يارا: خد
-ادهم: ايه ده؟
-يارا: دي جلابية جدي الله يرحمه، البسها
-ادهم: ودي بتشف هي كمان
-يارا: احم، لأ
-ادهم: حاضر هلبسها.

استعدت يارا وادهم للذهاب إلى الجارة سامية حيث تنتظرهم معاناة من نوع جديد، ارتدت يارا عباءة جديدة كنت تحتفظ بها في دولاب جدتها، بينما ارتدى أدهم الجلباب الخاص بالجد، كان أدهم على وشك الخروج من المنزل حينما أسرعت يارا إليه و..
-يارا بلهفة: استنى
-ادهم: في ايه
-يارا وهي تعدل ياقة الجلباب: ماينفعش تنزل والياقة معوجة
-أدهم وقد أمسك بكف يدها ثم قبله: شكراااااااا، أهوو انا كنت مستني اللمسة دي من الصبح.

-يارا: آآآ، انت..
-أدهم: أنا مش ورايا حد إلا انتي
-يارا: آآآ، أنا كنت عاوز أقولك آآآ...
-ادهم وهو ينظر لها برومانسية: تقولي ايه؟
-يارا: آآآ، انت عند طنط سامية م، ما تتكلمش كتير
-ادهم وهو يميل بوجهه عليها: ها، وايه كمان؟
-يارا: يعني آآ، ت، تفضل ساكت و، آآآ، وتسيبني، أنا، آآآ
-ادهم وقد اقترب من وجنتها: انتي ايه؟
-يارا بتوتر: تسيبني آآآ، اتكلم
-ادهم وهو يهمس لها: حاضر.

قبل ادهم يارا في وجنتها برقة، ثم ابتعد عنها قليلا وهو يبتسم
-أدهم: وايه كمان
-يارا بصدمة: احم، لأ، آآآ، مافيش
-ادهم: طب يالا بينا!
توجه أدهم ويارا إلى الجارة سامية، طرقوا الباب ثم سمعا صوت صراخات يأتي من الداخل وأعقبه فتح الباب لهما و...
-سامية: اهلااااا بالعرسان، نورتوني
-يارا: ازي حضرتك يا طنط
-سامية وهي تقبلها: ازيك يا حبيبتي، حلوة العباية الجديدة اللي انتي لابساها دي.

-يارا: دي، دي مش جديدة، دي قديمة أوي، انا اشترتها من خمس سنين، بس عشان معنديش حاجة ألبسها الوقتي، فقولت ألبسها وخلاص
-سامية: إيهي، ولا باين عليها!
-يارا: استر يا رب وماتولعش بيا
-سامية: ازيك يا عريس
-أدهم: الحمدلله
-سامية بلؤم: انت لابس جلابية يا عريس، ههههههههههه، ايوه بقى عشان تكون جاهز لأي حاجة
-يارا: ده يا عيني عنده التهابات وتسلخات وآآآ...
-أدهم مقاطعا: بس أنا معنديش آآآ...

-يارا وهي تلكزه: لأ عندك، انت بس محرج تقول
-ادهم: لا والله، دي، دي
-يارا: اومال فين الحاج مهدي، والعيال الأطائيط
-سامية: جوا مستنينكو، اتفضلوا
-يارا هامسة لأدهم: اسكت خالص وماتتكلمش وده لمصلحتك
-ادهم: اوك.

وبينما كانت يارا تدلف لداخل المنزل، شبك مسمار موجود في الباب في كم عباءتها مما مزقها و...
تشششششششششيك
-يارا بصدمة: ايه اللي حصل؟
-ادهم: مش عارف
-يارا وقد رأت القطع في كم العباءة: اوووبا، ده احنا بدأنا
-ادهم: في ايه
-يارا: العين اشتغلت، استرها عليا يا رب جوا.

دلف أدهم ويارا إلى داخل منزل الجارة سامية، ثم رحب بهم الحاج مهدي و..
-مهدي: يا مساء الخير على أحلى شباب
-يارا: ازيك يا حاج مهدي
-مهدي: الحمدلله يا بنتي، أنا بخير
-يارا: يا رب دايما
-مهدى: ان شاء الله، ازيك يا عريسنا
-أدهم: تمام الحمدلله
-مهدي: نورتونا والله
-أدهم: ده نورك يا حاج
-مهدي: سامية قالتلي انكو اتجوزتوا امبارح
-أدهم: اه، وجايين نقضي شهر العسل هنا.

-مهدي: ايوه يا بني، دي أحلى أيام، صدقني بعد كده الحقيقة بتنكشف وبتقضي أسوأ ايام حياتك، كلها بتبقى بصل في بصل!
-ادهم: متقولش كده يا حاج
-مهدي: انت لسه يدوب ع البر و مجربتش الغويط!
-سامية بصوت عالي: يالا يا عرسان، العشا جاهز، وانتو يا ولاد تعالوا، سيبوا الزفت ده وتعالوا
-مهدي: تعالوا اتفضلوا
-يارا: حاضر..

مالت يارا على أدهم قليلا ثم أخبرته بصوت هامس..
-يارا: اياك تمد ايدك ع الأكل لو خايف ع نفسك
-أدهم: ليه يعني
-يارا: مش مهم تعرف الوقتي، بس اتحجج بأي حاجة ومتاكلش، ده أحسنلك
-أدهم: انتي غريبة أوي يا يارا، ما الناس ذوق معانا اهوم
-يارا: ذوق حاجة، واللي هتشوفة حاجة تانية خالص
-سامية: يا عرايس، تعالوا بقى، ماتتكسفوش
-يارا: ح، حاضر.

جلس الجميع إلى مائدة الطعام، كان الحاج مهدي يجلس على رأس الطاولة، بينما كان أدهم يجلس بجوار يارا وفي مواجهتما يجلس ثلاثة اطفال ظن ادهم أنهم من النوع الهاديء، ولكن كانوا العكس تماما، أقل ما يقال عنهم كوارث بشرية متحركة، ثم بدأت سامية في توزيع الطعام و...
-سامية وهي تنهر أولادها: اقعد يا زفت انت وهو، اترزعي يا بت، هههههههههه، عيال بقى ما انتو عارفين
-محمود: جعان ياماما، عاوز أكل.

-سامية: يا واد استنى أما أحط للضيوف
-محمود: اووف
-أدهم: ظريف أوي الولد ده
-سامية: ده محمود ابني الكبير، واللي جمبه ده علي، ودي رقية بنتي الصغيرة
-أدهم: ربنا يخلي
-سامية: يخلي ايه بس، دول مطلعين عيني
-أدهم: احم، كل الأطفال في سنهم كده، ولا رأيك ايه يا يارا
-يارا وهي منشغلة بكم عباءتها: هه، بتقول حاجة يا أدهم
-ادهم: خلاص بقى يا يارا، سيبك من الكم وركزي معانا
-يارا: طيب
-رقية: هو انتي يا يارا طفشتي من هنا.

-سامية: بت، اتلمي، اسمها أبلة يارا
-أدهم مستفهما بصوت هامس: هو انتي طفشتي امتى؟
-يارا بضحكة مصطنعة: لأ يا حبيبتي أنا سافرت ورجعت
-رقية: أصل أمي كانت بتقول انك طفشتي بعد ما اتجننتي لما تيتة نوجة ماتت
-سامية بحدة: بت! هاااا!
-رقية: الله مش انتي قولتي كده يا ماما لطنط روحية وطنط سيدة، وطنط هاجر
-سامية: ششششش، هههههههههههه، عيال يا يارا، ماتخديش عليهم
-يارا: احم، اه طبعا.

-ادهم: انتي في سنة كام يا، يا آآآ، اسمك ايه يا حلوة؟
-رقية: انا اسمي رقية مش حلوة
-ادهم: ظريفة، في سنة كام بقى
-رقية: وانت مالك!
-ادهم: احم، يادي الكبسة
-سامية: اسكتي يا بت واتهدي ربنا يهدك، معلش اصلها لمضة حبتين، وبتاخد ع الناس بسرعة
-أدهم: لأ واضح فعلا..

مال أدهم قليلا على يارا ثم قال لها بصوت هامس...
-أدهم: هو احنا المفروض نمشي امتى من هنا؟
-يارا: الله أعلم
-ادهم: احم، واضح اننا هنشوف حاجات زي الفل، بس أنا اللي استاهل، كان لازم يعني أنسحب من لساني وأوافق ع العشا العجيب ده...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة