قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السادس

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السادس

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السادس

في منزل الجدة بالغردقة
-رأفت: والمصيبة الوقتي لو أمك عرفت اني كنت على اتصال بالحاجة نجاة
-خالد: أعتقد ان الحاجة نجاة معدتش هي المشكلة دلوقتي
-رأفت: اها
-خالد: مشكلتنا الوقتي في، في يارا!
-رأفت: يارا!
-خالد: ايوه هنعمل ايه معاها الوقتي؟
-رأفت: مقدميش حل تاني غير انها، انها تيجي تعيش معانا...!

في أحد الكافيهات بالقاهرة.

كان أدهم بصحبة شاهي ورزان وباقي أصدقائهم يقضون وقتاً طيباً في داخل أحد الكفايهات الحديثة و..
-باسل: ما تيجوا نطلع ع بورتو مارينا يومين
-هيثم: أوك، أنا موافق
-ندى: ممممم، مش عارفة
-رزان: اوك، أنا معاكو، وانت ايه رأيك يا أدهم؟
-أدهم: والله آآآ...
-شاهي: أنا مش هاعرف أجي
-أدهم: ليه؟
-شاهي: مامي وجاسر مش هيوافقوا طبعاً، ما أنت عارف.

-أدهم: الكلام ده لو انتي طالعة لوحدك، لكن معاكي أدهم الصياد وده لوحده كفاية!
-رزان: لو مجتش شاهي عادي يعني
-أدهم: لأ هاتيجي، ولو مطلعتش مش هطلع
-شاهي: بجد؟
-أدهم: طبعاااااا
-هيثم: مين ادك يا عم بتظبط التظابيط
-أدهم: بلاش أرك خليها تكمل
-هيثم: هو انت الأر بينفع معاك أصلاً
-أدهم بثقة: الكل بيجي عندي ويفرمل
-رزان بحنق: اوووف
-ندى هامسة لرزان: اهدي يا رووزا، دي بنت خالته، فمافيش داعي وشك يتقلب كده.

-رزان: أنا مش بخلص من عمايل أدهم، أقولك أحسن حاجة أعملها اني أقوم
-ندى: استني بس يا رووزا.

قامت رزان من مكانها، فأسرع أدهم ورائها ليعرف ما بها و..
-أدهم: رزان، مالك، قومتي ليه؟
-رزان: مافيش تعبانة وعاوزة أمشي
-أدهم: تعبانة؟ مالك، في ايه؟
-رزان: عادي مصدعة
-أدهم برومانسية: في حد يبقى مصدع وأنا معاه
-رزان: مش أما تكون مركز معايا الأول
-أدهم: اهااا، قولتيلي بقى
-رزان: بليز خليني أمشي
-أدهم: دي شاهي، وهو في حد يغير من شاهي برضوه؟
-رزان: على فكرة انا مش غيرانة!
-أدهم: ممم، لأ واضح فعلاً.

-رزان: بس بقى، ع فكرة انت بارد
-أدهم: لأ ده انتي زعلانة فعلا، تعالي بس وأنا هصالحك
-رزان: لأ مش جاية
-أدهم وهو يجذبها من يدها: لأ هاتيجي يا روووزا، مافيش حد يقول لأدهم الصياد لأ
-رزان مستسلمة: دايما بتغلبني بكلامك يا ادهومة.

وقف ادهم ورزان يرقصان سوياً في منتصف القاعة، بينما شعرت شاهي بالحنق مما يفعله أدهم و...
-ندى: ده العادي بتاع ادهم يا شاهي
-شاهي: أه، عارفة
-باسل: تحبي ترقصي معايا يا شاهي؟
-شاهي: لأ
-ندى: أنا هاجي معاك يا باسل
-باسل: اوك
-هيثم: خلاص يا شاهي، لازم تبقي أكتر حد عارفة ابن خالتك وتصرفاته
-شاهي: أها.

وبينما كان أدهم ورزان يرقصان سوياً، اصطدما بدون قصد بإحدى الفتيات و..
-أدهم: سوري آآ..
-الفتاة: it s okay
-أدهم بنظرات جريئة: هو في كده
-رزان: أدهم
-أدهم لرزان: عيون أدهم
-رزان: ركز معايا
-أدهم: ما أنا مركز أهوو
-رزان: لأ عينك رايحة فين؟
-أدهم: ما أنتي عارفاني يا رووزا، مقولش للجمال لأ أبداً
-رزان: يا سلام
-أدهم: طبعاً، وبعدين البحر بيحب الزيادة.

في فيلا رأفت الصياد
-فريدة: صباااااااح
-صباح من بعيد: أيوه يا فريدة هانم
-فريدة: كلمتي مسئول التخديم يجيبلنا بنت جديدة بدل الغبية اللي بعتها
-صباح: ايوه يا هانم، وهيبعتها خلال يومين
-فريدة: يومين!
-صباح: معلش يا هانم، عشان يجيب واحدة بتفهم
-فريدة: والله كله في الأخر بيطلع شبه بعضه، غبي!، انتي هتفضلي واقفة كده كتير، اتفضلي ع شغلك
-صباح: حاضر.

-فريدة: لحد الوقتي رأفت مكلمنيش ولا حتى خالد، طبعاً ما بيصدق تيجيله سفرية ويغطس فيها وينساني ع الأخر، بعد كده رجلي هتكون ع رجله، وخصوصاً لما تبقى السفرية هنا جوا مصر.

في الغردقة
في منزل الجدة نجاة
-خالد: طب احنا ازاي هنقدر نقنع بنت عمي انها تيجي تعيش معانا
-رأفت: مش عارف
-خالد: ومش هينفع أصلاً نسيبها تعيش لوحدها هنا
-رأفت: لأ
-خالد: دي بنت وسمعتها من سمعتنا، وكان غلط جدا يا بابا انك تسيبها كل المدة دي عايشة بعيد عننا
-رأفت: كنت مضطر يا بني، ما أنا حكيتلك
-خالد: وقدامك فرصة الوقتي يا بابا تصلح الغلط ده
-رأفت: ربنا يدبرها من عنده.

في الداخل
كانت يارا قد بدأت تستعيد وعيها، أخذت تتأمل الغرفة من حولها وتشعر بأن هناك أمراً ليس على ما يرام، نعم لقد كانت مع جدتها، أين هي الآن و...
-يارا: آآآه، أنا، أنا فين، اه دي أوضتي، فين نوجة؟ أنا كنت معاها، لأ مش ممكن نوووجة مامتتش، هي عايشة، ليه سيبتيني لوحدي يا تيتة؟ أنا هأعيش لمين بعدك؟ الكل بيكرهني، أنا هاموت من غيرك، ليه ضحكتي عليا، أنا مش لازم أسيبك لوحدك أنا هاجي معاكي.

خرجت يارا من غرفتها لتجد رأفت وخالد يتحدثان سوياً في الصالة، نادى رأفت عليها فلم تجبه بينما التفت خالد ليارا و..
-رأفت: يارا!
-خالد: هي مش بترد فين
-رأفت: يارا يا بنتي انتي رايحة فين؟

لم تجبهم يارا، وإنما توجهت ناحية المطبخ لتبحث عن شيئ ما حاد و..
-خالد: تعالى يا بابا نشوف دي رايحة فين
-رأفت: أيوه
-خالد: شكلها مش طبيعي
-رأفت: برضوه موت جدتها حاجة مش بالساهل
-خالد: ايوه.

رأى خالد يارا وهي ممسكة بالسكين في يدها، فأسرع ناحيتها وجذبها من يدها، وحاول أن يحرر السكين من قبضتها، ولكنها كانت تقاوم بكل شدة وفجأة...
-خالد: الحق يا بابا، دي، دي معاها سكينة
-رأفت: حوشها يا بني بدل ما تعمل حاجة في نفسها
-خالد: ياااااااارا.

-خالد وهو يشد يدها: هاتي السكينة دي
-يارا بعصبية وهي تحكم قبضتها: لألألألأ، اوعى
-خالد وهو يحاول تحرير السكينة: حاسبي، هاتيها
-رأفت: خالي بالك يا خالد، اوعى السكينة تيجي فيك
-خالد: يااارا، سبيها
-يارا: لألألألألأ، مش هسيبها مش هسيبها، لأ أنا مش عاوزة أعيش، ابعدوا عني، خلوني أروح لنووجة
-رأفت: لا حول ولا قوة إلا بالله
-يارا: اوعى.

استطاع خالد بمهارة أن يخلص السكين من يد يارا ثم أدار كلتا يديها خلف ظهرها، بينما أخذ رأفت السكين وأبعده، ثم سقطت يارا فاقدة للوعي و...
-خالد وهو يبعد السكين: لأ مش هسيبك، احنا عاوزين
-يارا: لأ
-رأفت: احدفلي السكينة
-خالد وهو يدير يديها خلف ظهرها: خد السكينة بسرررعة
-يارا: ل، لأ، آآآ
-رأفت بفزع: ياااااارا
-خالد: يااارا، ياااارا
-رأفت: وديها يا بني ع أوضتها
-خالد: حاضر.

-رأفت: أنا هاطلب أحمد يبعتلنا الدكتور تاني
-خالد: يا ريت يا بابا بسرعة
حمل خالد يارا ووضعها في غرفتها ودثرها في فراشها، وانتظر بجوارها إلى أن يأتي الطبيب...
-الطبيب: حالتها سيئة
-رأفت: طب والعمل
-الطبيب: لازم تبعد عن الضغوط العصبية والنفسية خلال الفترة دي، والا الحالة هتدهور اكتر من كده
-رأفت: أها
-الطبيب: هي خدت مهديء، وياريت الفترة الجاية يكون في متابعة مع دكتور متخصص
-رأفت: بأمر الله، شكراً.

-الطبيب: العفو.

تحدث خالد ورأفت عما ينتويان فعله مع يارا و...
-خالد: مش لازم نسيب يارا
-رأفت: ايوه
-خالد: بعد الكلام اللي الدكتور قاله، لازم ناخد بالنا منها وإلا ممكن نخسرها
-رأفت: لأ أنا مش هسمح ان حاجة تحصلها
-خالد: يارا ان شاء الله هتيجي معانا
-رأفت: ده اللي هيحصل، أنا قصرت معاها جداً ولازم أعوض غيابي عنها السنين اللي فاتوا
-خالد: وأنا معاك يا بابا اطمن
-رأفت: الخوف من ردة فعل فريدة.

-خالد: سيب ماما عليا، هي يومين هتضايق وبعد كده عادي
-رأفت: يا ريت تيجي ع أد كده
-خالد: طول ما أنا واخواتي واقفين معاك مافيش مشاكل هتحصل
-رأفت باستهزاء: اخواتك! طب خلي بالك من أدهم!
-خالد: ادهم طيب، أه شايف نفسه بس بيقف مع الحق
-رأفت: والله أنا ما خايف إلا من اتنين أمك وادهم...!
في فيلا رأفت الصياد.

عاد أدهم من الخارج فرأى والدته تجلس وحيدة تشاهد التلفاز و...
-أدهم وهو يقبل والدته: الجميل أعد لوحده ليه؟
-فريدة: يعني كنت لاقيت اللي أعد معايا وقولت لأ
-أدهم: أنا موجووود يا فيروو
-فريدة: موجود ازاي، وانت طول اليوم يا نايم يا برا مع أصحابك
-أدهم: طب ايه رأيك تيجي معايا بورتو مارينا يومين
-فريدة بدهشة: نعم؟ انت مسافر
-أدهم: ييس، بكرة الصبح
-فريدة: كده من غير ما تقولي؟

-أدهم: طب ما أنا بقولك أهوو، أه وبالمناسبة عاوز شاهي معايا
-فريدة: شاهي!
-أدهم: أينعم، البت مكتئبة وعاوزها تغير المود، متلاقيش عليها
-فريدة: ناهد اختي استحالة ترضى، ولو فرضنا إنها وافقت، جاسر لا يمكن يوافق
-أدهم: ليه يعني؟ هي طالعة مع حد غريب، ده أنا أدهم الصياد وكل البنات تتمنى اشارة مني، وشاهي نفسها هتموت وتطلع معايا، وبعدين أنا وعدتها اني هعرف أطلعها، يبقى عاوزاني اطلع عيل قصادها!

-فريدة: لأ ميرضنيش
-أدهم: مهمتك بقى يا فيرووو، تظبطي أختك وابنها وتطلعي شاهي معايا
-فريدة: بس، آآآآ...
-أدهم وهو يقبل جبينها: من غير بس يا قمر انت، موووووووووه، تشاوو
-فريدة: دايما كده اضحك عليا بكلامك
-أدهم: ده انتي الحب كله يا فيرووو، اومال فين صباح مش باينة ليه؟
-فريدة: ممم، عاوزها ليه؟ هتاخدها معاك بورتو السخنة!
-أدهم: مش للدرجادي يا فيرووو، أنا بس جعان وعاوزها تحضرلي لقمة أكلها.

-فريدة: أها، طب اطلب دليفري بقى لأن صباح راحت عن مسئول الخدم عشان تشوفلي البنت الجديدة
-أدهم: بقى فيلا عريضة زي دي مافيهاش أكل، وأخرتها أدهم الصياد يطلب ديلفري
-فريدة: النهاردة بس يا قلبي
-أدهم: اوك يا فيرووو، ظبطيني بقى مع شاهي، اوك
-فريدة: اوك.

اتصلت فريدة باختها ناهد في محاولة منها لاقناعها بالموافقة على سفر شاهي مع أدهم لبورتو مارينا و...
-فريدة هاتفيا: ليه بس يا ناهوود، خلي البنت تغير جو
-ناهد: مش هينفع والله يا فريدة، انتي عارفة جاسر دماغه ناشفة، استحالة يوافق ان اخته تسافر مع أدهم لوحدهم
-فريدة: ومين قال انهم لوحدهم، دول مع بقية اصحابهم، وبعدين هو ادهم ده حد غريب، ده هيخاف ع شيري اكتر من أي حد تاني.

-ناهد: أنا عارفة ان أدهم هيخاف ع شاهي جدا، بس جاسر مش عارفة هيرضى ولا لأ، أنا هحاول أقوله، بس موعدكيش
-فريدة: زني عليه يا ناهوود، مش هوصيكي
-ناهد: ربنا يسهل
في فيلا ناهد الرفاعي
حاولت ناهد أن تقنع جاسر بأن يسمح لأخته بالسفر إلى بورتومارينا مع ادهم ورفاقهم ولكنه كان رافضاً للفكرة و...
-جاسر: والله ماهيحصل
-ناهد: ليه بس يا جاسر؟

-جاسر: انتي عاوزاني أسمح لأحتي تسافر لوحدها لأ ومع مين مع أدهم يغيروا جو، قالولك عني واحد لامؤاخذة
-ناهد: طب خلاص سافر معاهم
-جاسر: فاضي أنا للعب العيال ده
-ناهد: يعني انت لا بترحم ولا بتسيب رحمة ربنا تنزل
-جاسر: والله بكرة تشكريني انتي وبنتك ع اللي كنت بعمله معاها، وبعدين اللي مرضهوش ع بنات الناس مش هرضاه ع أختي
-ناهد: بس ده ابن خالتها وأصحابهم
-جاسر: وده مبرر يعني أنها تصيع معاه.

-ناهد: ايه تصيع معاه دي؟ راعي ألفاظك!
-جاسر: اومال تسمي اللي ناوية تعمله ايه؟
-ناهد: خليك سبورت ومودرن يا جاسر
-جاسر: لأ أنا مخي جزمة ودقة قديمة، وده أخر كلام عندي!

-شاهي بغضب: شايفة يا مامي، جاسر بيعمل فيا ايه
-ناهد: هعمله ايه، اخوكي وخايف عليكي
-شاهي: هو أنا مهاجرة، دول يومين، ولا عاجبك أفضل محبوسة هنا
-ناهد: خلاص بعدين هنبقى نطلع كلنا سوا
-شاهي: اوووف بقى.

في الغردقة
قضى خالد ورأفت ليلتهم في منزل الجدة نجاة، ناموا بالصالة الخارجية، ومن حين لأخر كان يتابع رأفت حالة يارا ويطمئن عليها، كانت ساكنة معظم الوقت ونائمة كالطفلة الصغيرة...

-رأفت في نفسه: يا حبيبتي يا يارا، لو كنت معاكي من زمان كان زمانك عديتي اللي حصل بدون ما حالتك تسوء كده، أنا كنت مقصر معاكي أوي، بس أوعدك اني هاكون سندك من هنا ورايح، وهاكون معاكي للأخر زي ما وعدت الحاجة نجاة الله يرحمها، وهنفذ وصية اخويا، أنا أسف يا بنتي انا خذلتك كتير، بس ان شاء الله اللي جاي هيكون أحسن.

في صباح اليوم التالي، علم جميع من في المركز الرياضي بوفاة جدة يارا الحاجة نجاة، فاجتمعوا وذهبوا لتعزية يارا في منزلها و...
-سمر: حبيبتي يا يويو، زمانتها الوقتي منهارة، ازاي مش تبلغنا
-الكابتن وليد: وهي هتبقى فاضية تكلم حد
-دعاء: المهم نهون عليها يا جماعة
-الكابتن عادل: ربنا يصبرها
-سمر: عاوزين ندعمها، أنا هاكلم ماما تحصلني ع بيتها
-دعاء: اوك
-الكابتن وليد: طب تعالوا أما أوصلكوا ع بيتها
-الكابتن عادل: اوك.

-سمر: ماشي.

وصل الجميع إلى منزل الجدة نجاة و..
-سمر باستغراب: ده مافيش صوان عزا
-الكابتن عادل: يا بنتي يارا مقطوعة من شجرة، ده كويس انها عرفت تتصرف وتدفن جدتها
-دعاء: اكيد الجيران ساعدوها
-الكابتن وليد: ريحوا دماغكو بس من الكلام ده، احنا جايين نعمل الواجب مش هنفتح معاها سين وجيم
-سمر: اوك.

طرقت سمر وأصدقائها باب المنزل، ففتح لهم خالد و..
-سمر وهي تنظر للافتة المنزل: سلامو عليكو، مش ده، ده بيتيارا
-خالد: ايوه هي، مين حضرتك؟
-سمر: انا صاحبتها الانتيم سمر، ودول الكابتن وليد والكابتن عادل ودعاء زملاء يارا في السنتر
-خالد: أها
-سمر: احنا عرفنا بوفاة تيتة نجاة فجينا، احم، آآآ، جينا نعزي
-خالد: شكراً، سعيكم مشكور، اتفضلوا حضراتكوا
-الكابتن وليد وهو يصافح خالد: البقاء لله.

-خالد: الدوام لله وحده
-الكابتن عادل: البقاء لله
-خالد: الدوام لله وحده
-دعاء: البقاء لله، ربنا يرحمها كانت والله ست طيبة وحنينة ع الكل
-خالد: يارب أمين.

-رأفت: أهلا وسهلاً بحضراتكوا
-خالد: دول زمايل يارا يا بابا جايين يعزوا في الحاجة نجاة
-رأفت: أها
-سمر: معلش لو فيها رزالة، أنا اللي أعرفه ان يارا عايشة لوحدها مع جدتها، فيعني حضراتكو مين؟
-خالد: أنا المهندس خالد الصياد ابن عمها، وده والدي البشمهندس رأفت الصياد عمها
-سمر: آآآآ، سوري، مكوناش نعرف
-خالد: ولا يهمك.

-الكابتن وليد: يارا غالية عندنا كلنا، للأسف احنا عرفنا النهاردة باللي حصل، ولو كنا عرفنا من بدري ماكناش سيبناها لوحدها
-خالد: شكراً ليك، بس احنا خلاص موجودين معاها ومش هنسيبها
-الكابتن وليد: والله مش كلام، انا مستعد أعمل أي حاجة عشان يارا
-خالد: كتر خيرك
-سمر: طب يارا فين عشان نعزيها؟
-رأفت: هي تعبانة شوية
-سمر بخضة: ايييه؟ طب ينفع أشوفها؟
-رأفت: اتفضلي يا بنتي
-الكابتن وليد: ينفع احنا كمان نطل عليها؟

-خالد: لأ مش هينفع، حضرتك دي بنت، وأخدة راحتها في أوضتها، فازاي يصح حضرتك تدخل عليها؟
-الكابتن وليد: آآآآ، مقصدش
-خالد: اتفضل حضرتك هنا، والبنات يدخلولها
-الكابتن وليد: طيب.

دخلت الفتيات إلى عرفة يارا وجلسن معها و...
-سمر وهي تحتضن يارا: حبيبتي يا يويو، البقاء لله يا قلبي
-دعاء: ادعيلها يا يويو، ربنا يغفرلها ويرحمها، هي في مكان أحسن دلوقتي
-يارا: اهيء، اهيء
-سمر: اهدي يا حبيبتي، ان شاء الله كل حاجة هتكون كويسة
-يارا: لأ، كل حاجة راحت، معدتش في حاجة زي ماهي، اللي كانت بتحبني وبتخاف عليا سابتني لوحدي من غير سند ولا ضهر
-دعاء: ماتقوليش كده
-سمر: بس، آآ، بس عمك بره و، آآآ.

-يارا: ده مش عمي
-سمر بدهشة: هه؟ أومال مين؟
-يارا: هو عمي ع الورق بس، لكن ده أنا معرفوش
-دعاء: خلاص يا سمر سبيها متضغطيش عليها
-سمر: طيب، طيب
-دعاء: احنا معاكي ومش هنسيبك
-يارا: اهيء...

ظلت يارا تبكي وسمر ودعاء يحاولان تهدئتها ومواساتها، ثم سمعوا طرقات على باب الغرفة و..
-رأفت: يا بنات، زمايلكم بيستأذنوا يمشوا
-سمر باحراج: آآ، حاضر
-يارا: ماتمشوش وتسيبوني
-دعاء: مش هانسيبك يا يارا، هانيجي تاني
-سمر: احنا جايين تاني، هنسيبك بس تريحي أعصابك شوية
-يارا: اهيء...
خرجت سمر ودعاء من غرفة يارا وانصرف الجميع، بينما ظلت يارا في غرفتها تبكي فراق جدتها نجاة...

-رأفت: لازم نقنع يارا انها تيجي معانا، معدتش ينفع نقعد أكتر من كده في الغردقة
-خالد: تمام، وأنا هكلم أحمد أشوف وصل مع الوفد لايه
-رأفت: أوك، أنا هادخل أكلم معاها، وانت جهز شنطة صغيرة بهدومها تاخدها معاها لأن أكيد مش هترضى تجهز أي حاجة
-خالد: تمام.

طرق رأفت على باب غرفة يارا، واستأذن للدخول و...
-رأفت (طق، طق، طق): ممكن أدخل
-يارا: ...
-رأفت: تعالي يا بنتي، أنا عاوز أتكلم معاكي شوية
-يارا: من فضلك سيبني في حالي
-رأفت: معلش يا بنتي تعالي ع نفسك واسمعيني
-يارا: لأ
-رأفت: طب عشان خاطر الحاجة نجاة الله يرحمها!
-يارا وقد انتبهت للاسم: هه
-رأفت: لو فعلاً بتحبي الحاجة نجاة من قلبك اسمعيني.

استسلمت يارا لما يقوله عمها وذهبا خارج غرفتها ليتحدثا سوياً في غرفة الصالون، بينما اتفق خالد مع أحمد مندوب الشركة على تأجيل الاجتماع مع الوفد الروسي إلى بعد غد في القاهرة وأن يقضيا اليومين التاليين في الغردقة لعمل جولة ترفيهية لهم..

دلف خالد إلى داخل غرفة يارا، ظل يتأملها قليلاً، أعجبته البساطة فيها، أخذ يجمع بعض من متعلقاتها ووضع بالحقيبة صورة لها مع جدتها، وما إن انتهى حتى خرج وانتظرها بالخارج..
-خالد في نفسه: ماشاء الله، الأوضة رقيقة زي صاحبتها فعلاً، ممم، يا ترى هي هتحتاج ايه؟ أنا هحطلها كام حاجة كده والباقي نبقى نشتريهولها من القاهرة، ايه اللي هناك ده! ممم، صورتها مع جدتها، أعتقد انها هتحتاجها، تمام كده.

في غرفة الصالون
كان رأفت يتحدث مع يارا و...
-رأفت: قبل أي حاجة أنا بعتذرلك عن تقصيري معاكي السنين اللي فاتت كلها
-يارا: واعتذارك ده هيرجعلي ايه؟
-رأفت: أنا عارف انه مش هيعمل حاجة، ولا هيرجع اللي فات، بس ع الأقل آآآ، يعني أنا ب...
-يارا وقد وقفت في مكانها: أنا بطلب من حضرتك بكل أدب وذوق انك تمشي من بيتي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة