قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السادس والأربعون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السادس والأربعون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السادس والأربعون

في فيلا رافت الصياد
في حفل العيد ميلاد بالحديقة
أوهمت شاهي يارا بأنها تريد التحدث إليها وما إن تأكدت من اقترابها من المسبح حتى دفعتها بكل قوة لتسقط في المياه و...

-يارا: كل سنة وانتي طيبة، دي عشانك
-شاهي: ميرسي، بس أنا كنت عاوزة أقولك حاجة ع جمب كده
-يارا: خير
-شاهي وهي تأخذها بالقرب من المسبح: كنت عاوزاكي تعرفي ان موضوع العصير اللي اندلق ع فستانك ده كان آآآ، آآآ
-يارا: مش قاصدك؟
-شاهي وهي تدفعها بكل قوة: لأ، كان قاصدي، وده كمان
-يارا بصريخ: لأ...!
طشششششششششش.

في مكان أخر بالحديقة
-عدلي: انا مضطر أمشي الوقتي يا رافت، كان نفسي بجد أتكلم مع يارا، بس المدام تعبت
-رأفت: ولا يهمك، أكيد هتتقابلوا في الشركة
-عدلي: ضروري ان شاء الله
-رأفت: بأمر الله
-عدلي: وكل سنة وبنت آآآ، يعني البنوتة الصغيرة طيبة وبخير
-رأفت: شاهي!
-عدلي: ايوه هي، معلش اعذرني
-رأفت: ولا يهمك، وانت طيب وبخير، و ألف سلامة للمدام يا عدلي
-عدلي: الله يسلمك يا رب.

في سيارة عدلي
-رحاب: ليه خليتنا نمشي بدري يا عدلي
-عدلي: معلش يا رحاب ورايا حاجة مهمة لازم أتأكد منها ومكنش ينفع أستنى أكتر من كده
-رحاب: نفسي تنسى الشغل ولو ل 5 دقايق بس
-عدلي: ماينفعش في الحاجة دي اني أنساها!
-رحاب: أنا مش فهماك بصراحة
-عدلي: بعدين يا رحاب، بعدين!
عودة إلى الحفلة مرة أخرى.

-أدهم: انتي اتجنني
-عمر: ايه اللي عملتيه ده؟
-ناهد: شااااهي
-خالد: لييييه كده
-فريدة: ههههههههههه أحسن
-شاهي: ده المكان الطبيعي لأمثالك الحقوديين والمخربين لحفلات أسيادهم
-يارا بصدمة: كح، كح، انتي، انتي
أسرع عمر بمد يده هو وخالد لاخراج يارا من المسبح والتي رفضت مساعدتهم وخرجت بمفردها و...
-عمر: هاتي ايدك يا يارا
-يارا بضيق: لأ..
-خالد: تعالي يا يارا معايا
-يارا: سيبوني في حالي.

-ناهد: شاهي، اللي عملتيه ده مايصحش!
-شاهي: لأ يصح يا مامي، دي زودتها معايا وأنا ساكتلها من الصبح
-أدهم: انتي عارفة انك بوظتي الفستان بتاعها بعمايلك دي
-شاهي: ده خسارته فيها.

خرجت يارا من المسبح وهي تنظر بكل غل وكراهية لشاهي و...
-يارا: اوعي تكوني مفكرة انك لما تعملي كده أنا مش هلاقي اللي هلبسه ومش هكمل الحفلة، بالعكس أنا عندي بدل الفستان أربعة، وهغير وانزلك تاني، شوفي بقى انتي عندك ايه!
-شاهي وهي تنظر لأدهم: أنا عندي كل حاجة مش بس فساتين يا شحاته! أنا عندي أهل وأصحاب، وقريب أوي خطيب..!
-أدهم بضيق: شااااهي
-فريدة: اوووه، طبعاااا يا شاهي، دي المناسبة الجاية أكيد.

-شاهي: وأكيد هتكوني معزومة بس في المطبخ زيك زي أقل خدام عندنا، لأنه ده المكان الطبيعي لأمثالك
-خالد بحدة: شاهي انتي اتجاوزتي حدودك
-فريدة: خالد، ملكش دعوة، هي بتقول الحقيقة!
-خالد: حقيقة ايه يا ماما، انها بتهزأبنت عمنا واحنا واقفين نتفرج؟
-فريدة: دي مش بنت عمكم، دي بنت الخدامة!
-ناهد: بس يا شاهي، عيب كده مايصحش.

-شاهي مكملة: بجد كانت فكرة حلوة ان أدهم يختار المكان ده بالذات عشان أعمل فيه عيد ميلادي، عارفة ليه يا بتاعة انتي عشان أعرف اهزأك قصاد الناس كلها
-أدهم: انتي بتقولي ايه؟
-شاهي: فكرك ان الحفلة اتعملت هنا مخصوص ليه؟ عشان نعرفك قيمتك وسط الناس، الفساتين مش هتغير حقيقتك! هتعيشي وتموتي بنت خدامة!
-يارا: انتو، انتو! مش ممكن تكون بني آدمين!

-فريدة: العقاب اللي يمشي مع أمثالك هو اننا نهزأك عمال على بطال قصاد الكل عشان يعرفوا انتي ايه ومكانك ايه، وعمرك ما هتكوني واحدة مننا
-يارا: الحمدلله إن أنا مش واحدة منكم
-عمر: يارا!
-يارا: أصلا وجودي في البيت ده كان غلط من الأول!
-شاهي متجاهلة يارا: يالا يا جماعة نكمل الحفلة، سيبكوا من كلام الشحاتين ده!

انصرفت يارا دموعها على خدها، حاول عمر اللحاق به ولكنها رفضت أن تستمع له، بينما عاتب خالد وأدهم شاهي على ما فعلت
-خالد: شاهي، أنا مكونتش أتخيل انك بالشكل ده، ايه مافيش في قلبك رحمة، بدل ما تقوليلها شكرا ع هديتها ومجاملتها ليكي تهزأيها بالشكل ده؟
-شاهي: اوووف
-أدهم: أنا مش مصدق انك تعملي كده يا شاهي؟
-شاهي: لأ صدق! أنا قرفت من عمايلها و، آآآ
-أدهم: بجد انتي انسانة مش طبيعية، حاسبي!

-شاهي: رايح فين يا أدهم؟
-أدهم: ماشي
-شاهي: استنى بس يا أدهم..
-أدهم: أنا تعبت من كده، كان ممكن أعدي أي حاجة إلا انك تتعمدي تعملي ده، لأ وكمان تقولي اني شريكك في اللي حصل
-شاهي: يالا بقى أهو اللي حصل
-ادهم: انتي عارفة بكلامك ده عملتي ايه؟
-شاهي: سيبك منها، وقولي فين هديتي؟
-أدهم: ملكيش هدية عندي، انا أصلا مفتكرتش اجيبلك هدية
-شاهي: انت بتهزر صح؟
-أدهم: لأ طبعا، أنا بتكلم جد.

-شاهي: بس، بس أنا شوفتك جايبلي فستان وآآآ..
-ادهم: مكنش ليكي، ده كان ليارا!
-شاهي بصدمة وذهول: نعم؟ لميييييييييين؟
-أدهم: ليارا!، وكان الفستان اللي هي لبساه ده!
في غرفة يارا
دلفت يارا إلى غرفتها وهي تبكي بحرقة مما حدث و...
-يارا: وجودي هنا كان غلط من البداية، أنا ليه أفضل أستحمل ده كله، عشان خاطر مين؟ الواحد ممكن يسامح في أي حاجة إلا في كرامته، دي عندي تساوي كنوز الدنيا كلها.

-عمر من خارج غرفتها: يارااااا، افتحي يا يااااارا
-يارا: ابعد عني الوقتي يا عمر، انا مش عاوزة أتكلم مع حد
-عمر: اهدي بس، احنا عارفين ان شاهي بتاعة حركات ناقصة
-يارا: لو سمحت يا عمر، انا عاوزة أقعد مع نفسي شوية
-عمر: طيب، أنا هسيبك تهدي شوية وهرجعلك تاني
في الحديقة
-رأفت: في ايه اللي حصل؟
-خالد: بابا انت كنت فين؟
-رأفت: مافيش كانت بوصل عدلي صاحبي ومراته للعربية ورجعت، اومال الدنيا سكتت كده ليه؟

-خالد: شاهي بوظت الدنيا
-رأفت: عملت ايه؟
-خالد: وقعت يارا في البسين، وهزأتها قصاد الناس وماما كانت مشجعاها ع الأخر!
-رأفت: ايييه! مش ممكن!
-شاهي: يعني انت مجبتليش هدية؟
-ادهم: ايوه، أنا أصلا نسيت اجيبلك أي حاجة
-شاهي: ايييه؟
-أدهم: كل اللي كان في بالي أجيب حاجة ليارا!
-شاهي: لألألأ، متقولش كده، أنت عاوز بس تحرق في دمي وخلاص.

-ادهم: ولعلمك أنا مش لوحدي اللي عملت كده، أخوكي وخالد وعمر اشتروا فساتين ليارا عشان تكون مبسوط النهاردة، يعني محدش فكر فيكي أصلا!
-شاهي: مش ممكن
-ادهم: انتي كنتي عاوزة حفلة، واهي اتعملت، كنت عاوزة لمة وأهي الناس جت واتفرجت بس عليكي انتي مش عليها
-شاهي: يا أدهم!

-ادهم مكملا: الكل الوقتي عرف انتي ايه، واحدة مش بيهمها غير اهانة الناس والتعالي عليهم، واحدة مهمهاش انها أهانت بنت عمنا وه بتديلها هدية عيد ميلادها! يعني كأنها أهانتنا لأ والمصيبة في بيتنا!
-شاهي: أنطي فريدة هي اللي آآآ، هي آآآ
-أدهم: انتي وماما زي بعض! وللأسف مش هتتغيروا! أنا كنت مفكر انك غيرها، أه بتحاولي تقلديها في طريقتها لكن انتي طلعتي أسوأ منها!
-شاهي: أنا، أنا...

-ادهم: أنا مش عارف أنا ليه بتكلم معاكي أصلا! وسعي من سكتي، خليني أشوف اللي عملتيه! وروحي انتي هيصي مع ضيوفك! عن اذنك
-شاهي: يا أدهم ماتسبنيش وتمشي، أدهم، يا أدهم!

ترك أدهم شاهي بمفردها، وتوجه إلى داخل الفيلا ليتحدث إلى يارا، ولكن عمر اخبره أنها ترفض الحديث الآن مع أي أحد و...
-أدهم: فين يارا؟
-عمر: في اوضتها
-ادهم: انا طالع أتكلم معاها
-عمر: مش هترضى تسمعك أو ترد عليك
-أدهم: ليه؟
-عمر: انا كنت لسه عندها وهي رفضت تتكلم معايا أو حتى تفتحلي الباب، وقالتلي انها عاوزة تقعد شوية مع نفسها، وأنا شوية وهطلعلها تاني
-ادهم: ممم..

-عمر: وبعدين انت عاوز أصلا تطلعلها ليه؟ مش كفاية انك ظبطت الليلة مع شاهي؟ عاوز تحرق دمها بزيادة
-أدهم: وله، اسكت خالص، أنت مش فاهم حاجة
-عمر: لأ أنا فاهم كل حاجة، انتو الاتنين اتفقتوا سوا ع يارا، وعملتوها لعبتكم النهاردة، نفسي أعرف استفدتوا ايه من ده؟ غير بس انكوا كسرتوا بخاطرها وجرحتوها قصاد الكل
-أدهم بضيق: أنا معملتش حاجة!
-عمر مكملا: كل ده عشان فلتت من تحت ايدك.

-ادهم وقد أمسك بياقة أخيه: اخرس ياله بدل ما أربيك
-عمر وهو يبعد يد اخيه: مش هخرس، أنا هتكلم وأدافع عنها ومش هيهمني تعمل فيا ايه، عارف ليه؟ عشان أنا بحبها بجد من قلبي ومش بستحمل الهوا الطاير عليها، ولولا انك أخويا الكبير كنت، كنت آآآآ
-أدهم: انت بتقول ايه؟ يعني ايه بتحبها؟
-عمر: أيوه بحبها، وأي حد هيتعرضلها أنا اللي هاقفله!

-ادهم: اطلع ياله ع أوضتك وسيبك من هبل العيال اللي بتقوله ده، انت نسيت نفسك، ده احنا لسه كنا بنغيرلك اللفة من كام يوم!
-عمر: لأ أنا مش عيل صغير
-ادهم وهو يدفع اخيه بقوة: امشي ع أوضتك!

-رأفت مقاطعا بحدة: ايه الكلام اللي بسمعه ده؟
-أدهم: مافيش حاجة يا بابا
-رأفت: كل ده يحصل منك يا أدهم
-أدهم: انا معملتش حاجة
-رأفت: وانت يا عمر؟ ايه الهبل اللي بتقوله ده
-عمر: ده مش هبل، دي حقيقة
-ادهم: اطلع ع اوضتك يا عمر الوقتي
-رأفت: محدش هيطلع أوضته إلا لما احاسب كل واحد ع اللي عمله النهاردة وأولهم انت يا أدهم...!
في الحديقة.

حاولت فريدة أن تنهي أجواء الاحتفال بكل هدوء حتى لا يلاحظ أحد اضطراب الأجواء خاصة بعد أن علم رأفت بما حدث ليارا وتوعده لشاهي وأدهم بالرد الشديد على ما حدث
-فريدة: شرفتونا يا جماعة
-أحد المدعوين: شكرا يا هانم
-ناهد: نورتونا والله
-شخص ما: ميرسي يا ناهد هانم، وكل سنة والآنسة شاهي طيبة وبخير
-ناهد: وحضرتك طيب
-فريدة: ها يا ناهد معظم الناس مشيت صح؟
-ناهد: ايوه؟

-فريدة: انا مش شايفة شاهي ولا أدهم ولا حد من الأولاد
-ناهد: مش عارفة راحوا فين
-فريدة: ربنا يستر، رأفت وشه كان باين عليه انه ناوي ع مصيبة
-ناهد: اللي حصل ماكنش يصح يا فريدة، شاهي أه بنتي بس غلطت، وانتي شجعتيها على ده، لأ وكمان اتفقتوا مع أدهم ع كده!
-فريدة: أنا مقولتش لشاهي تعمل كده، أنا اتفاجئت باللي هي عملته.

-ناهد: بس لومتيها ع ده؟ لأ شجعتيها وانتي عارفة كويس ان جوزك هيضايق ويزعل من اللي حصل، ده غير الكلام اللي هيتقال في النادي ع اللي حصل
-فريدة: عادي، يومين والناس بتنسى!
-ناهد: انتي شايفة كده
-فريدة: أه طبعا، محدش بيفتكر حاجة، يالا خلينا بس نسلم ع بقية الناس بدل ما أحنا وافقين كده!

في غرفة يارا.

قررت يارا أن تترك الفيلا وللأبد وبمعاونة عمر..
-يارا في نفسها: أنا لازم اسيب الفيلا دي النهاردة، مش لازم أستنى فيها، لازم أرجع مطرح ماجيت، كفاية أوي لحد كده، بس هاخرج من هنا ازاي؟ مين هيقدر يساعدني في ده؟ ايوه، مافيش إلا عمر، هو الوحيد اللي هيقدر يساعدني، أنا لازم اكلمه، أيوه، أنا، أنا هطلبه ع الموبايل
في غرفة المكتب
-رأفت: اتبسطت دلوقتي لما يارا اتهزأت قصاد الناس؟

-أدهم: ابدا والله يا بابا، ده أنا حتى بهدلت شاهي ع اللي عملته وآآآ...
-خالد مقاطعا: لأ الصراحة كتر خيرك
-رأفت: مفكرتش انها بني آدمة وليها مشاعر وأحاسيس وفوق ده كله يتيمة مالهاش حد إلا احنا!
-ادهم: يا بابا آآآ...
-رأفت: محدش طلب منك انك تجي جمبها، ياخي شوفتيني جيت قولتلك حبها لأ والنبي روح اتجوزها!
-ادهم: بابا انت بتقول ايه؟
-رأفت: أنا بقول اللي كان نفسي فيه، كان نفسي يارا تتجوز واحد منكو يا أنت يا خالد.

-خالد: آآآ، بص يا بابا، الحقيقة هو الموضوع ده مكنش في دماغي قبل كده.
-أدهم: هه...
-عمر بضيق: واشمعنى هما؟
-أدهم: بابا والله أنا مقصد أي حاجة من اللي حصلها، أنا كنت واخدها في الأول مسألة تحدي معاها
-رأفت: واخدها مسألة تحدي ليه؟ هتستفاد ايه؟
-أدهم: آآآآ...
-عمر متدخلا: عشان كان نفسه تبقى واحدة من حريمه، بس الحمدلله يارا طلعت غيرهم وفلتت منه.

-خالد مقاطعا: بابا أنا كنت فعلا قبل كده مش بفكر في الجواز، لكن من ساعة ما شوفت يارا وأنا آآآآ، آآ
-رأفت مكملا: وأنت مستحلفلها!
-خالد: لأ مش كده، بس الحكاية اني كنت محتاج وقت اني آآآ...
-رأفت: ماشي، أنا عارف ان حلمي من لحظة ما يارا جت تعيش معانا هنا أنها تتجوز حد من العيلة وتفضل معانا على طول، بس مش معنى كده اني أوافق انها تتبهدل وع أيد حد من عيالي
-خالد: لالالالا، الموضوع فيه سوء فهم يا بابا.

-أدهم: أيوه
-عمر متدخلا في الحوار بصوت مرتفع: بابا أنا عاوز اتجوز يارا
-رأفت: اييييه؟
-خالد: نعم يا زفت؟
-أدهم: ما طلعتش من البيضة وعاوز تتجوز، اتركن ياله على جمب!

كانت فريدة على وشك الصعود إلى غرفتها حينما سمعت طلب عمر، فأسرعت إلى غرف المكتب و...
-فريدة مقاطعة: ايييه اللي بسمعه ده يا عمر؟
-عمر: أنا عاوز أتجوز يارا، أنا بحبها، أنا هحميها من أي حاجة
-رأفت: ولد انت اتجننت!
-عمر: لأ أنا مااتجننتش أنا بحب يارا أوي، وهتجوزها حتى لو عرفي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة