قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السابع والعشرون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السابع والعشرون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السابع والعشرون

كانت رزان قد وصلت إلى الصالة الرياضية، دلفت إلى الداخل وما إن صعدت سلالم الدرج حتى تفاجئت بوجود يارا في أحضان أدهم فعلى وجهها الغضب والغل و...
-رزان بصوت عالي وغاضب: أدهم!
-أدهم: آآآآ، رزان.

أسند أدهم يارا بجوار الحائط وذهب ليتحدث مع رزان الغاضبة و...
-رزان: بقى أنت مش عاوز ترد على تليفونات عشان دي
-أدهم: يا بنتي اصبري، ماتفهميش الموضوع غلط، هي بس تعبانة وأنا بحاول أفوقها، ماانتي شايفاها اهوو قدامك!
-رزان: تفوقها برضوه، ولا بتتسرمح معاها
-أدهم بضيق: ايييه بتسرمح دي، ما تلمي نفسك يا رزان
-رزان: بقى ماتعبرنيش أنا رزان بنت الحسب والنسب عشان خاطر السنكوحة دي.

-ادهم: لأ عندك بقى، انتي كده زودتيها ع الأخر.

ثم وصل عمر إلى الصالة ووجد الشجار القائم بين أدهم ورزان و..
-عمر: في ايه اللي بيحصل هنا؟
-أدهم: خلاص يا رزان، انتي كده جبتي اخرك معايا
-رزان: اييييييه؟
-عمر: الله! دي يارا مالها
جرى عمر ناحية يارا ليرى ما الذي أصابها و..
-عمر ليارا: ياااارا، مالك؟ ايه اللي حصلك، ده أنا كنت سايبك كويسة؟
-يارا: هه...
-عمر: ردي عليا!

-أدهم: اللي سمعتيه!
-رزان: ت، تقصد ايه؟
-أدهم: من هنا ورايح أخرنا السلام وبس، ده لو رديت عليكي أصلا
-رزان: يعني ايه اللي بتقوله ده؟
-ادهم: يعني لحد كده وخلااااص بح!
-رزان بلهفة: أدهم، سوري أنا مقصدش، أنا بس بغيير عليك، ومش بستحمل أشوفك مع حد تاني
-أدهم: والله انتي عارفة اني كده ومن زمان. مش جديد عليكي يعني
-رزان: بليز أدهم
-أدهم: حلي بقى عن سمايا، خليني أشوف بنت عمي مالها
-رزان: ادهم، ياااااا أدهم.

توجه أدهم ناحية يارا و...
-أدهم: لسه مفاقتش
-عمر: أنا حاولت أفوقها بالمياه زي ما عملت انت قبل كده بس مافيش فايدة، يدوب بس بتهز راسها
-أدهم مقتربا من أذن يارا: يااااااارا، سمعاني
-يارا: آآ...
-أدهم: لو سمعاني هزي راسك
-يارا وقد هزت رأسها قليلا: آآآ، هه
-عمر: انا معايا برفيوم في ال bag بتاعتي
-أدهم: طب هاته
-عمر: اوك، لحظة.

وفجأة لمح الكابتن سليم ما يحدث و..
-الكابتن سليم: في ايه يا جماعة، الله! يارا!
-أدهم بضيق: أه هي..
-الكابتن سليم وقد جلس عى ركبتيه: مالها؟ ايه اللي حصلها؟
-أدهم: تقريبا دايخة شوية
-الكابتن سليم: اكيد الأطفال أرهقوها النهاردة
-أدهم مستفهما: اطفال مين؟
-الكابتن سليم: هو حضرتك يا كابتن أدهم متعرفش ان يارا بتشتغل معانا في النادي
-ادهم بدهشة: نعم؟ بتشتغل هنا؟ طب ازاي؟

-عمر مقاطعا وهو يعطي أدهم زجاجة البرفان: اتفضل يا أدهم
-ادهم وهو يتفحص زجاجة البرفان: مش عارف ليه حاسس انها شبه البرفيوم يتاعي
-عمر: أه هي، ما أنا خدتها من ع التسريحة بتاعتك
-ادهم: لا والله
-عمر: ده الكلام ده من أسبوع
-أدهم: وقعتك سودة
-عمر: ما هي طول عمرها سودة، هي من أمتى جابت ألوان يعني؟
رش أدهم البرفان على يده وقربها من أنف يارا لتشتمها وتفيق
-يارا: ممم...

قام الكابتن سليم بمحاولة افاقة يارا، وأخذ يخبط بيده خدودها برفق و..
-الكابتن سليم: يااااارا، ياااارا
-أدهم بضيق: يعني هي كده هتفوق؟
-الكابتن سليم: ثواني بس أنا بحاول معاها
-أدهم: مش لازم يعني محاولتك دي
-الكابتن سليم: ممكن بس سكرها يكون نزل ولا حاجة، احنا محتاجين حاجة مسكرة
-عمر وقد أخذ يتذكر شيئا ما: ممم...
-ادهم: ممكن عصير؟
-عمر: أنا معايا عصير، ثواني اجيبه
-ادهم: وساكت ياخي، هاته بسرعة
-عمر: اوك.

-الكابتن سليم: كويس اوي
-عمر: اتفضل خليها تشرب العصير ده
-الكابتن سليم وهو يأخذ العصير: هاته يا عمر أنا هشربهولها
-أدهم بضيق في نفسه: أم الرزالة!

-أدهم: عنك يا كابتن، ده واجب عليا أنا، ما هو أنا أولى من الغريب ولا ايه رأيك
-الكابتن سليم باحراج: أها، اتفضل.

أعطى أدهم العصير ليارا لترتشف بعضا منه، وبالفعل أفاقت يارا قليلا و...
-عمر بفرحة: ابتدت تفوق ايه
-الكابتن سليم: يارا سمعاني؟
-يارا بدهشة: أها، آآآ، ف، في ايه؟
-الكابتن سليم: انتي الوقتي أحسن
-أدهم: انتي كويسة؟ لسه حاسة بحاجة؟
-يارا: لأ، أنا، أنا ك، كويسة، هو في، ايه، حصل؟
-أدهم: انتي دوختي شوية ومقدرتيش تقفي ع رجلك
-يارا: أها
-عمر: يعني انتي بقيتي أحسن الوقتي
-يارا: أه.

-الكابتن سليم: تعالي في مكتبي ارتاحي شوية
-أدهم: لأ هي هتروح البيت!
-الكابتن سليم: استنى بس يا كابتن ادهم لما تفوق خالص
-أدهم: لأ كده تمام أوي، وشكرا يا سيدي ع خدماتك
-الكابتن سليم: ده أنا معملتش حاجة
-أدهم: لا والله، أنا مرضي باللي انت عملته ده..

استندت يارا على عمر حتى تقف على قدميها، ثم شكرت الكابتن سليم على مساعدتها، وانصرف بعد ذلك الكابتن، فطلب ادهم من يارا أن يوصلها إلى الفيلا و..
-يارا: شكرا يا كابتن ع مساعدتك، انا كويسة
-الكابتن سليم: على ايه بس يا يارا، ده واجبي، ولو احتاجتي أي حاجة كلميني ع طول
-يارا: حاضر
-الكابتن سليم: ده رقمي اهو، عشان لو احتاجتيني في حاجة
-أدهم بصوت منخفض: استغفر الله العظيم، أنا واقف بترقطس كده عيني عينك.

-عمر: شايف الناس الذوق
-أدهم: اسكت ياله
-يارا: ميرسي يا كابتن سليم
-الكابتن سليم: حمدلله ع سلامتك، وخلي بالك من نفسك
-يارا: الله يسلمك
-أدهم: هي كانت قايمة من عملية لا سمح الله واحنا منعرفش
-عمر: ههههههههههههه
-أدهم: بتضحك يا ظريف
-عمر محاولا اخفاء ابتسامته: احم، لأ
-الكابتن سليم: هشوفك تاني أكيد، وحاولي متتعيش نفسك أوي مع الأطفال
-يارا: ان شاء الله
-الكابتن سليم: أشوفك ع خير، سلام
-يارا: سلام يا كابتن.

-ادهم: مش يالا بينا بقى، ولا في حد تاني هنستناه
-يارا: على فين؟
-ادهم: عشان أروحكوا انتو الجوز، ولا ناويين تباتوا هنا؟
-يارا: أنا هستنى السواق
-عمر: وأنا قاعد معاها وش
-أدهم: هي كلمة، أنا هوصلكم يعني هوصلكم
-يارا: يوووه
-أدهم: اتفضلوا انتو الاتنين، مش هستنى كتير
-عمر: معلش يا يارا، خلينا نروح معاه وخلاص، عشان خاطري أنا
-يارا: اووف..
-عمر: يالا بقى، ده أنا بقولك عشان خاطري
-يارا: عشان خاطرك بس.

-عمر: دايما كده نصفاني يا ست البنات
-يارا: طيب اسندني بقى لأحسن دماغي لسه بتلف حبة
-عمر بفرحة وهو يمسك بيدها ليسندها: من عينيا، انتي بس أؤمري.

وفجأة وجدت يارا أدهم يبعد يد عمر عنها ويحملها بين ذراعيه و..
-عمر: انت بتعمل ايه يا أدهم
-أدهم: هنقضيها شكل مكسحين، خلونا ننجز بقى في يومكم
-يارا: الله! ايه اللي بتعمله ده
-أدهم: ريحي كده شوية، وانت يا فرقع لوز هات الشنط وحصلني
-عمر: شيال ابوكم أنا
-ادهم: بتقول حاجة
-عمر بضيق: بقول حاضر، جاي أهوو
-يارا: والله انت مجنون!
-أدهم: انتي لسه متعرفنيش أصلا، ولا تعرفي جناني عامل ازاي...!

خرج أدهم ومعه يارا وعمر، ركبت يارا بالمقعد الخلفي، بينما جلس عمر بجوار أدهم ثم انطلق أدهم بسيارته نحو...
-عمر باستغراب: انت واخدنا ع فين؟ ده مش طريق البيت
-أدهم: جعان عاوز اكل
-يارا: أووف، أنا عاوزة أروح بقى، تعبانة طول اليوم.

تجاهل أدهم يارا وتوجه إلى أقرب مطعم مأكولات، ثم صف سيارته وتوجه إلى الداخل و..
-يارا بضيق: شايف اخوك، مش كان زمانا الوقتي روحنا مع السواق، واتعشيت ونمت
-عمر: بصي ادهم ده بحالات، اللي في دماغه بيعمله
-يارا: بحالات يبقى على نفسه مش علينا
-عمر: استحملي شوية، هو أكيد هيجيب أكل تيك أواي، يعني مش هيقعد ياكل فوق ويطنشنا
-يارا: اوووف.

عاد أدهم بعد قليل وبيده حقائب بلاستيكية مليئة بالطعام الجاهز و..
-أدهم: خدوا
-عمر: ايه ده؟
-ادهم: أكل، أنا قولت أعزمكم ع حاجة خفيفة كده
-عمر: كل ده حاجة خفيفة
-ادهم: كل من سكات، يا تقول الحمد لله
-عمر: الحمدلله، ربنا يكتر من خيراتك يا شيخ أدهم
-أدهم: خدي يا يارا، ده عشانك
-يارا: ميرسي، مش عاوزة
-أدهم: يا شيخة خدي ده أنا عازمك
-يارا: ماشي هاخد بس ع شرط
-ادهم: ايه؟
-يارا: اني أدفع تمنها.

-أدهم: انتي هبلة؟ عاوزاني أخد منك تمن الأكل
-يارا: أنا متعودتش حد يجيبلي حاجة ومردهاش
-ادهم: دي مش حاجة، ده أكل، وبعدين مش انتي مريضة
-يارا: يعني
-أدهم: والمفروض يعني عيادة المريض واجبة
-يارا: أها
-أدهم: وأنا بدل ما أدخل عليكي بكيس جوافة ولا كيس برتقال، جبتلك أكل
-عمر: يا سلااااااام، والصراحة انت أبو الواجب كله
-أدهم: يالا، اتفضلي
-عمر: الراجل عداه العيب يا يارا، وبيقول كلام مقنع!
-يارا: تصدق أنا اقتنعت.

-أدهم: الحمدلله، اتفضلي بقى
أخذت يارا الطعام من أدهم وبدأوا في تناوله...

في فيلا رأفت الصياد
وصل خالد إلى الفيلا وهو يحمل الكثير من الحقائب والهدايا المغلفة، قابل وهو يصعد درجات السلم فريدة التي رمقته بنظرة فاحصة و..
-فريدة: ايه اللي أخرك كل ده يا خالد
-خالد: عادي يا ماما، كان ورايا شوية مصالح وأشغال بخلصها
-فريدة: وبعدين ايه اللي في ايدك ده؟
-خالد: هه، حاجات!
-فريدة: ما أنا عارفة انها حاجات، بس ايه.

-خالد: ماما، أنا تعبان وعندي شغل من بدري، ياريت بس تقولي لصباح تجهزلي الأكل بسرعة
-فريدة: طب قولي عملت ايه مع اللي ما تتسمى؟
-خالد باستغراب: تقصدي مين؟
-فريدة: هيكون مين غيرها؟ الهانم اللي محتلية الفيلا، بنت الخدامين
-خالد: ياريت يا أمي متقوليش عليها كده، وبعدين هي كويسة وبتشتغل
-فريدة: عاوزاك تطردها من الشغل و..
-خالد مقاطعا: ماما هي مش موظفة عشان أطردها، دي بتشتغل في ملكها، وأنا بدربها وبس، عن اذنك.

-فريدة: اووف، دايما مش بعرف أخد منك لا حق ولا باطل.

نزلت فريدة لتبلغ صباح بأن تجهز الطعام لخالد، فاستغل خالد فرصة عدم وجودها وتوجه ناحية غرفة يارا، فتح باب الغرفة ثم وضع الحقائب وعلب الهدايا على فراشها، وانصرف وعلى وجهه ابتسامة عريضة...
بعد أن تناول أدهم وعمر ويارا الطعام في السيارة، عاد بهم أدهم إلى الفيلا و..
-أدهم: تصدقوا أول مرة أتبسط كده
-عمر: ليه يعني؟
-أدهم: من زمان مجربتش إني اكل في العربية
-يارا: ليه يعني؟ ايه اللي كان مانعك؟

-ادهم: اصحابي بيحبوا دايما اننا ناكل في افخم الأماكن ونقضي وقتنا هناك
-يارا: والله المفروض تعمل اللي انت بتحبه زي ما بتعمل اللي بيحبه أصحابك
-أدهم وهو ينظر لها في المرآة: الظاهر اني ناوي احب حاجات جديدة
-يارا: أحم، طب بص قدامك بدل ما تخبط في حد ومنلحقش كلنا نعمل أي حاجة
-عمر: طب هنعمل ايه مع الست فريدة هانم
-يارا: في ايه بالظبط؟
-عمر: في موضوع الأكل بره
-يارا: أنا عادي، ده أمك ماهتصدق اني ماقعدش معاها.

-عمر: على رأيك
-أدهم: راعي اني اللي بتتكلمي عنها دي أمي برضوه
-يارا بابتسامة مصطنعة: لامؤاخذة
-عمر: طيب أنا هعمل ايه؟
-أدهم: هي أصلا مش هتسألني أنا بعمل ايه
-عمر: يعني أنا اللي بختي مايل فيكو؟
-أدهم: ليك ربنا بقى.

في فيلا رأفت الصياد
كانت فريدة جالسة في الحديقة تتابع أحدث الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، وإذ بها تتفاجيء بوصول أدهم وبصحبته يارا وعمر والضحكات لا تفارقه...
-فريدة في نفسها: ايه اللي أنا شايفاه بعيني ده؟ مش ممكن أدهم وعمر مع الزفتة دي!

-ادهم من بعيد: فريدة هانم أعدة هناك أهي يا فرقع لوز
-عمر: فين؟
-أدهم: ع شمالك
-عمر: استر ياللي بتستر
-أدهم: استلقى وعدك يا حلو
-يارا: أنا طالعة
-عمر: ماتخديني معاكي
-يارا: لو كان بإيدي كنت خدتك، بس انت عارف بيني وبين مامتك عمار..
-ادهم: أنا رايحلها، اخلع انت يا عمر
-عمر: حبيبي يا أدهوم، والله ما هنسالك الجميل ده
-أدهم وهو ينظر ليارا: عشان تعرف لما الغزالة بتكون رايقة بظبط الدنيا.

-عمر: ربنا يروق غزالتك ع طووول.

توجه أدهم ناحية فريدة المتجهمة، بينما فر عمر بسرعة وجرى ناحية الفيلا ولحقت به يارا و..
-أدهم: فيروووو، my pretty lady
-فريدة: انت كنت بتعمل ايه مع البت دي؟
-أدهم: بت مين؟
-فريدة: يعني مش عارف، الزفتة اللي كانت راكبة معاك
-أدهم: ولا حاجة، كنت في النادي، ولاقيتها هي وعمر فقولت أوصلهم في سكتي بالمرة
-فريدة: ادهم حبيبي، خلي بالك من البنت دي، هي مش سهلة.

-أدهم: عيب عليكي يا ماما، ده أنا أدهم الصياد، مش أي حد!
-فريدة: حبيبي أنا مش عاوزة البت دي تضحك عليك ولا آآآ...
-أدهم مقاطعا: شيليها من دماغك يا فيرووو، البت دي أنا مفرقش معاها أصلا
-فريدة: هي تطول اصلا أنك تعبرها
-ادهم: قوليلي بقى ايه اخر الأخبار؟
-فريدة: اخبار ايه؟
-ادهم: الفيس بوك، وسيدات المجتمع الراقي...
-فريدة: ماشي، اضحك عليا بكلامك ده
-ادهم: قلبي يا فيرووو.

صعدت يارا إلى غرفتها، وما إن فتحت الباب حتى تفاجئت بما هو موجود على فراشها و..
-يارا بدهشة: اييييه ده؟ مين اللي جاب الحاجات دي هنا...؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة