قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والعشرون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والعشرون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والعشرون

في غرفة يارا
صعدت يارا إلى غرفتها، وما إن فتحت الباب حتى تفاجئت بما هو موجود على فراشها و..
-يارا بدهشة: اييييه ده؟ مين اللي جاب الحاجات دي هنا؟

أخذت يارا تتفحص الحقائب وترى ما بداخلها وتفتح علب الهدايا و..

-يارا: مش ممكن، هدوم كلاسيك، لأ وكمان جزم وشنط! ده مين اللي جابلي الحاجات دي؟ أنا أصلا كنت لسه محتارة هلبس بكرة ايه، وكنت بجهز نفسي عشان اسمع كلمتين باردين من أبو الغضب، بس الظاهر ان الحمدلله ربنا هينجيني، بس يا ترى مين اللي جابوهم؟ ومين عرف مقاسي، أكيد عمي رأفت! هو مخلصهوش اني أتهان تاني من ابنه، ربنا يخليك ليا يا عمي، دايما وافق في ضهري، أما أجرب الهدوم دي وأشوف هتطلع مقاسي ولا لأ.

ظلت يارا تقييس الملابس الجديدة ووجدت أن المقاس ملائم لها إلى حد ما، ولكن كان لديها مشكلة واحدة فقط وهي أن الأحذية ذات كعوب عالية وهي لم تعتد ارتداء مثل تلك الكعوب من قبل إلا في مناسبات محدودة و..

-يارا: الهدوم الحمد لله تقريبا مظبوطة عليا، بس مشكلتي الوقتي مع الجزم دي، هلبس أنا أزاي الكعب ده كله، ده أنا كان أخري 4 ولا 5 سم مش بتاع زي ده! أوووف هعمل أنا ايييه، لازم أتصرف، بس الحمدلله اني لاقيت حاجة ألبسها بكرة، آآآآه، ده الواحد حاسس ان جسمه كله مكسر ومدشدش ع الاخر، المرادي أنا هظبط المنبه والموبايل عشان أصحى في ميعادي مش ناقصة كلمة بايخة من أبو الغضب!

حاولت يارا أن تنام ولكنها للأسف أصيبت بالأرق لخوفها من عدم تمكنها من الاستيقاظ مبكرا، فلم تنم إلا قرب الفجر...
في غرفة خالد
كان خالد يدور في غرفته ذهابا وايابا، هو يريد أن يعرف ردة فعل يارا حول ما اشتراه لها من ملابس وأشياء اخرى و...

-خالد: يا ترى الحاجة عجبتها؟ طب هتطلع مقاسها ولا لأ؟ طب هي ممكن تلبسها أصلا بكرة ولا ترجعها زي الفلوس، بس هي متعرفش ان أنا اللي جبتلها الحاجة، ما انا لو قولتلها ممكن مترضاش تاخدها، هيبان بقى بكرة، ربنا يسهل ويهديها...
في غرفة فريدة
-فريدة: الهانم راجعة مع أدهم وعمر
-رأفت: طب كويس والله، أهي بدأت تندمج مع ادهم كمان
-فريدة: يعني انت مش معترض ع ده؟
-رأفت: واعترض ليه، دول ولاد عمها وهيخافوا عليها.

-فريدة: ده أنا اللي خايفة عليهم منها، دي بت مش سهلة وناوية على شر أكيد
-رأفت: يا فريدة متظلميهاش، دي أغلب من الغلب
-فريدة: أه طبعا، دافع عنها زي عوايدك، أل غلبانة أب، دي مش مضيعها وقتها خالص، الصبح تلاقيها مع خالد في الشغل، وبالليل مع أدهم في النادي، ووقت فراغها مع المفعوص الصغير عمر! مش بتضيع وقتها ع الأخر...!
-رأفت: يا شيخة بلاش الكلام ده.

-فريدة: ده أنا فاهمة ألاعيبها البت دي! لكن مش هتخيل عليا، وأنا هفضل وراها بالمرصاد
-رأفت في نفسه: احسن حاجة أعملها أني أنام، بدل أم الاسطوانة اللي مابتخلصش دي كل يوم!
-فريدة: الله! انت نمت وسبتني
-رأفت: Zzzzzzzzz
-فريدة: يا رأفت، هو أنا بكلم نفسي؟
-رأفت: Zzzzzzzzzz
-فريدة بقرف: اوووف!
في صباح اليوم التالي.

استيقظت يارا مبكرا قبل أن يرن منبهها حتى، بدأت ترتدي ملابسها الجديدة وهي سعيدة، ارتدت يارا قميصا أبيض اللون وجيبة سوداء تصل إلى ما بعد الركبة بقليل وتركت شعرها منسابا على ظهرها، أما بالنسبة لمشكلة الحذاء ذو الكعب العالي فقد توصلت إلى حل ما مريح بالنسبة لها و...

-يارا بعدم تصديق وفرحة: لالالا مش ممكن، دي انا، لأ استحالة، ههههههه، أنا معرفتنيش، ممم، أعمل ايه مع الكعب ده، ممم، فكرة، والله هتبقى حلوة، أنا أصلا مش هلبسه إلا في الضرورة، حلو أوي هاخد معايا الاسبدريه وأحط الجزمة في شنطتي وأبقى ألبسها وأنا في المكتب، ولو حد طلبني وأنا أشك في ده أبقى ألبس الكعب العالي، اشطااا، أما ألحق أنزل بسرعة قبل ما تشوفني أم أربعة وأربعين وأبقى أبدل الجزمة تحت..

خرجت يارا من غرفتها وهي تمسك بالحذاء في يدها فقابلت فريدة التي اندهشت من هيئتها و...
-فريدة بصوت مرتفع وهي تنظر للحذاء: ايه المنظر البيئة ده؟
-يارا بخضة: يامه
-فريدة: ايييه؟ شوفتي عفريت؟
-يارا: آآآآآ، لأ
-فريدة وهي ترمقها بنظرات احتقار: في واحدة تطلع من اوضتها ماسكة الشوز بالمنظر ده ولابسة حاجة تانية في رجلها
-يارا: أنا، آآآ، يعني كنت مستعجلة وكده.

-فريدة: الكلام ده مايحصلش عندي، شغل الخدامين ده يتعمل في أي حتة تانية إلا هنا!
-يارا: ان شاء الله، عن اذنك يا خالتي
-فريدة: اووووف، مش بتزهأي؟
-يارا: لأ، سلام، يا، يا طنط أم خالد
-فريدة بضيق: بسسسس! متقوليليش كده.

نزلت يارا درجات السلم وهي تبتسم لاغاظتها لفريدة و...
-يارا: ههههههههههههه، بتجننك أم خالد، أحسن، ما هو أنا مش نقصاكي ع الصبح، سيبني ألحق اروح الشغل قبل ما تبدأ خميرة العكننة التانية.

وجدت يارا رأفت جالسا يتناول افطاره و..
-رأفت: تعالي يا يارا عشان تاكلي
-يارا في نفسها: أما أشكر عمي ع اللبس اللي جابهولي
-رأفت: يالا يا بنتي
-يارا: حاضر
-رأفت: ايه اللي مسكاه في ايدك ده
-يارا وهي تضع الحذاء جانبا: هه، ولا حاجة..!
-رأفت: طب يالا يا بنتي افطري معايا
-يارا: اوك، انت هتروح الشغل الوقتي يا عمي؟
-رأفت: لأ مش دلوقتي، أنا المدير
-يارا: أها، صح.

قررت يارا أن تشكر عمها و..
-يارا بتردد: عمي آآآآ...
-رأفت: ايوه
-يارا: ميرسي
-رأفت: على ايه؟
-يارا: يعني ع الحاجات اللي انت جبتهالي وكده
-رأفت باستغراب: حاجات ايه؟
-يارا: ال، آآآآآ.

-خالد مقاطعا وهو ينظر ليارا: صباح الخير
-يارا في نفسها: أعوذو بالله، النكد بدأ بدري أوي
-رأفت: صباح الخير يا بني، تعالى أفطر
-خالد: لأ شكرا، الساعة 9 إلا ربع، يدوب ألحق أوصل الشركة
-يارا بفزع: ايييييييييه، 9 إلا ربع، أنا لازم أروح بسرررعة
-رأفت: استني أما تكملي فطارك
-يارا: اكمل ايه؟ أصل أنا عندي مدير زي النسمة
-خالد: احم، أنا وافق لسه
-يارا: أنا قولت حاجة غلط؟
-خالد: لأ، ما أنا مستني تكملي.

-رأفت: طيب اسبقيني وأنا هحصلك
-يارا: يعني أخلي السواق يوصلني الأول
-رأفت: أيوه، وبعد كده يرجعلي
-يارا: أوك.

جرت يارا بسرعة دون أن تدري أنها لم تأخذ الحذاء معها، نادى عليها رأفت ولكنها لم تستمع إليه و..
-رأفت: يا يارا، ياراااااااااا
-خالد: بتنادي عليها ليه يا بابا؟
-رأفت: البنت نسيت الشوز بتاعها ع التربيذة!
-خالد: هه، طب هاته يا بابا وأنا هدهولها في الشغل
-رأفت: طيب، بس بلاش الله يكرمك عمايلك معاها
-خالد: بابا، انت كلفتني بمهمة تدريبها فسبني أكمل للأخر
-رأفت: ربنا يستر وما تطفش.

وصلت يارا إلى السيارة التي ستقلها، ثم ركبت في المقعد الخلفي وطلبت من السائق الانطلاق فورا، وحينما كانت في منتصف الطريق تذكرت انها نسيت الحذاء ذو الكعب العالي
-يارا: اووووبا، ده أنا نسيت الجزمة جوا، كده انا مش هلحق أرجع وأخدها، أعمل ايه بس يا ربي، ده مافيش وقت خالص، يووووه، لبخني أبو الغضب! خلاص بقى هحاول ماتحركش من مكتبي كتير النهاردة وربنا يوحشه عني..

خرج خالد مبتسما من الفيلا لأن يارا قد ارتدت ما اشتراه لها، وما إن تذكر هيئتها وهي تجري مهرولة حتى ضحك و...
-خالد في نفسه: الحمدلله انها لبستهم، شكلها حلو الصراحة، بس مجنووونة، ممم، انا هحط الشوز بتاعها في ال suitcase ماهو مش معقول هدخل الشركة وانا ماسكة في ايدي، أنا أه مدير الشركة ومن حقي أعمل اللي أنا عاوزه بس في نفس الوقت مش مجنون زي يارا..
في الشركة.

وصلت يارا إلى الشركة قبل خالد فحمدت الله على هذا، ثم صعدت إلى مكتبها ورغم أن الموظفين كانوا يرمقونها بنظرات غريبة إلا أنها لم تعبأ بهم و...
-يارا: الحمدلله وصلت قبله، أخيرااااا، ألحق أطلع المكتب، مال الناس بتبصلي كده ليه، عادي عادي، امشي بثقة يا يارا ميهمكيش من حد، محدش ليه عندك حاجة!
في مكتب يارا
ألقى الأستاذ منير التحية علىيارا حينما وجدها متواجدة في المكتب و..
-منير: صباح الخير يا بنتي.

-يارا: صباح الخير يا استاذ منير
-منير: ايه الأخبار؟
-يارا: الحمدلله في نعمة
-منير: يارب دايما، جاهزة للشغل من بدري
-يارا: ان شاء الله، أديني بحاول أكمل من عند ما وقفت امبارح
-منير: تمام، لو احتاجتي حاجة أنا موجود
-يارا: اوك
-منير: تحبي أطلبلك فطار ولا حاجة
-يارا: لأ أنا خلاص فطرت
-منير: ألف هنا، يالا أسيبك تشتغلي بقى
-يارا: شكرا.

ظلت يارا تعمل بتفاني في محاولة لأن تثبت نفسها، ولكن فجأة انقطع التيار الكهربي دون أن تقوم يارا بحفظ ما قامت بكتابته، فصرخت و..
-يارا: لألألألألألألألألألألأ
-منير: عادي يا بنتي، ساعات بتحصل ان الكهربا تقطع، الوقتي المولد الاحتياطي يشتغل
-يارا: أنا بصوت مش عشان الكهربا اتقطعت لأ عشان شغلي اللي عملته نسيت أحفظه!
-منير: اييييه.

-يارا: لألألألأ، والله العظيم أنا مدعي عليا بالشغلانة دي، يا حظي الأسود، أعمل أنا ايه الوقتي
-منير: اهدي بس، ان شاء الله كل مشكلة وليها حل، مش يمكن تكوني حفظتي اللي كتبتيه وانتي ناسية
-يارا: ياااااا رب اكون عملت كده، ياااااا رب.

وماهي إلا بضع دقائق اخرى حتى عاد التيار الكهربي مرة أخرى، فقامت يارا بتشغيل جهاز الحاسب الآلي الخاص بها، ثم أعادت تشغيل برنامج الكتابة وكانت الصدمة أنها لم تحفظ أخر ما قامت بتعديله في المستند
-يارا بصدمة: تعبي! لألألألألأ
-منير: برضوه يا بنتي
-يارا: الحقني يا أستاذ منير، أعمل أنا ايه الوقتي؟
-منير: لله الأمر من قبل ومن بعد
-يارا: طب، طب مافيش حد يرجع اللي عملته، مافيش أي حل؟
-منير: ممممم...

وفجأة رن الهاتف الموجود بالمكتب، فانتفضت يارا من الفزع، ذهب الاستاذ منير ليجيب ولكن يارا طلبت منه ألا يرد و..
تررررررررن، تررررررررررن
-يارا: الله يكرمك يا أستاذ منير متردش
-منير: ليه
-يارا: قلبي حاسس ان المكالمة دي عشاني
-منير: طب وفيها ايه؟
-يارا: فيها كتيرررررر طبعاااااا، انت مش عارف أبو الغضب
-منير: أبو الغضب مين يا بنتي؟ احنا معندناش حد شغال في الشركة اسمه ابو الغضب
-يارا: عشان خاطري متردش.

-منير: ثواني بس يا بنتي، يمكن حاجة مهمة
-يارا باحباط: لأ.

-منير هاتفيا: ألووو، ايوه
-المتصل: ...
-منير: طيب، حاضر
-المتصل: ...
-منير: اوك.

أنهى الأستاذ منير المكالمة و..
-يارا: من غير ما تكلم، أكيد المكالمة دي عشاني
-منير وهو يهز رأسه بالايجاب: أها
-يارا: اصدمني وقولي انه، انه، آآآآآ
-منير: أيوه هو
-يارا: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه!

خرجت يارا من مكتبها وهي تحمل هما كبيرا، تناست معه تماما أنها ترتدي حذائا رياضيا وتوجهت نحو مكتب خالد بالطابق العاشر
في مكتب خالد
-يارا للسكرتيرة: أبو الغضب طالب يشوفني
-السكرتيرة: نعم؟
-يارا: أقصد المهندس خالد عاوزني
-السكرتيرة: لحظة أبلغه انك هنا
-يارا: أوك.

-يارا في نفسها: يااااارب نجني منه، ياااا رب ما أسمع كلمة بايخة، أنا مش ناقصة حرقة دم ع الصبح و..
-السكرتيرة: اتفضلي يا آنسة يارا
-يارا: ماشي.

طرقت يارا باب المكتب، فسمح لها خالد بالدخول و..
-طق، طق، طق
-خالد: اتفضل
-يارا: احم، انت، آآآ، قصدي حضرتك طلبتني
-خالد: أيوه، كنت عاوز أقولك آآآ...

-يارا مقاطعة: والله والله والله لو أعدت أحلفلك من هنا للسنة الجاية اني كنت بشتغل اكيد مش هتصدقني، بس والله ده اللي حصل أنا كنت أعدة وبشتغل عادي، ونسيت أحفظ اللي عملته، فالكهربا لما قطعت أنا كنت هتشل هيجرالي حاجة، وبقالي ساعة بحاول مع الاستاذ منير نشوف حل للموضوع ده، ماهو أنا آآآآ...
-خالد بصوت مرتفع: اييييييه، في اييييه؟ اهدي شوية
-يارا: أنا بحاول أوضحلك اللي حصل
-خالد: أنا جايبك لحاجة تانية خالص.

-يارا بعدم تصديق: هه
-خالد: ع فكرة شكلك حلو النهاردة
-يارا بدهشة: نعم؟
-خالد مكملا: بس الشياكة دي ناقصها حاجة ولا أنا غلطان؟
-يارا: ايه؟
-خالد مشيرا لقدمها: آآآ، أقصد، آآآ
-يارا: احم، اها، ده موضوع تاني، أنا كنت متأخرة، و، آآآ، ونسيت احم، قصدي ده نيو لوك جديد، موضة يعني
-خالد: لا والله
-يارا: طبعا
-خالد: طب افتحي الشنطة اللي هناك دي
-يارا: ليه؟
-خالد: فيها حاجة تخصك
-يارا: حاجة ايه
-خالد: افتحي وانتي هتعرفي.

-يارا: اوعى يكون جواب رفدي! ده أنا ملحقتش
-خالد: يعني أنا لو عاوز أرفدك هحطلك الجواب في شنطتي مثلا
-يارا: أه، تلاقيك كتبته وانت بتشرب الشاي
-خالد: لأ لسه مكتبتهوش، بس ناوي لو مفتحتيش الشنطة
-يارا: طيب، طيب.

فتحت يارا الحقيبة الخاصة بخالد لتتفاجيء بوجود حذائها ذو الكعب العالي بداخلها و..
-يارا: اييييه ده؟
-خالد: اظن ان ده يخصك، صح؟
-يارا: أيوه، بس، بس جبته ازاي
-خالد: يعني كنت في الفيلا وقتها وآآآ، ، انتي هترغي معايا، خديه يالا وماتنسيش تلبيسيه تاني! مفهوم
-يارا: ربنا يسهل
-خالد بوجه عابس: اتفضلي ع مكتبك
-يارا: بس كده
-خالد: أه...!
-يارا بصوت هامس: عليك بوز الله اكبررررر..
-خالد: بتقولي حاجة؟

-يارا: لأ، آه، بقول شكرااا...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة