قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السابع والخمسون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السابع والخمسون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السابع والخمسون

في داخل دار المناسبات
اصطحب رأفت يارا ابنة أخيه من يدها واجلسها على كرسي مخصص للعرائس و...
-رأفت بصوت عالي: يالا يا حضرت المأذون، الكل موجود وجاهز لكتب الكتاب
-الماذون: على بركة الله..
-رأفت: تعالى يا بني، اقعد جمب عروستك
-خالد وهو يترك يد شاهي: حاضر يا بابا
-شاهي: انت رايح فين يا خالد؟

ترك خالد يد شاهي التي صدمت مما فعل، و توجه إلى حيث تجلس يارا، ثم أمسك بكف يدها وقبله و...
-خالد برومانسية: يارا، تقبلي تتجوزيني؟
-يارا بصدمة: ايييه؟ انت، انت...
-خالد: يارا أنا بحبك وعاوز أتجوزك مش من النهاردة، لأ من زمان أوي..!
-شاهي: ايه اللي بيحصل هنا؟
-جاسر: ايه اللي بتعمله ده يا خالد؟
-عمر: هو أنا صاحي ولا بحلم؟ أكيد بحلم صح!

-خالد مكملا: يارا، أنا بحبك ومستعد أضحي بعمري كله عشانك
-يارا: انت، انت، طب، آآ، ادهم
-أدهم بابتسامة: أنا لحد كده ودوري خلص، تمام يا ريس
-خالد: تمام يا برنس
-يارا: أنا مش فاهمة حاجة
-عمر: ولا أنا، طب ماحد يفهمنا في ايه؟
-شاهي: انتو هتسيبوني واقفة كده؟ في ايه يا خالد في ايه يا أدهم؟
-جاسر: ما تفهمنا يا عمي اللي بيحصل.

-رأفت بفرحة: اللي بيحصل ان خالد ابني هيكتب كتابه على يارا بنت أخويا رفعت الله يرحمه، وادهم هيبقى شاهد على العقد
-عمر: ازاي؟
-يارا: ايه؟
-خالد: أنا أسف يا يارا، احنا اضطرينا نعمل ملعوب صغير ع الكل
-يارا بعدم فهم: ملعوب؟
-ادهم مكملا بثقة: أيوه ملعوب، بي جاب نتيجة ولا ايه؟
-رأفت: ايوه
-جاسر: ماتفهمونا اللي بيحصل بالظبط.

-خالد: هنفهكم كل حاجة يا جاسر، بس اللي عاوزك تعرفه ان شاهي بالنسبالي زي اختي، يعني مكنش ينفع أتجوزها
-شاهي بارتياح: أحسسسن
-خالد: اطمني يا شاهي
-شاهي: معنى كده ان، ان أدهم دلوقتي حر
-أدهم: اينعم
-شاهي بفرحة: يعني احنا نقدر الوقتي نتجوز صح؟
-ادهم: للأسف لأ..!
-شاهي بصدمة: ايييه؟
-أدهم: هو في حد يتجوز اخته برضوه يا شاهي
-شاهي: انت بتقول ايه؟

-أدهم: بقول الكلام اللي المفروض تكوني عارفاه من زمان، أنا عمري ما حبيتك يا شاهي ولا كنت هاحبك أصلا
-شاهي: ايييه؟ انت، انت ب، بتقول ايه؟
-أدهم: انتي بنت خالتي، أه ليكي معزة عندي بس معمرهاش تخطت مرحلة اكتر من كده
-شاهي: لأ مش ممكن..
-يارا: فهموني دلوقتي ايه اللي بيحصل بالظبط
-رأفت: بصي يا بنتي آآ...
-خالد مقاطعا: أنا هفهمك كل حاجة، بس الكلام اللي هيتقال هنا مايخرجش بره المكان اللي احنا فيه.

-جاسر: تقصد ايه يا خالد بكلامك ده؟
-خالد: أقصد ان كلامي يمس ناس كتير وهتنكشف فيه أمور كتير، بس آآآ...
-أدهم: تعالي يا شاهي معايا
-شاهي: أنا مش مصدقة اللي حصل ده، أكيد انا في كابوس مش في حلم
-ادهم: تعالي معايا.

خرج أدهم بصحبة شاهي من قاعة دار المناسبات، بينما ظل الباقيين في انتظار تفسير خالد لما حدث و...
-خالد: الحكاية وما فيها إن آآآآآ...
-رأفت مقاطعا: قبل ما تحكي الجزء اللي يخصك يا خالد، سيبني اقول الجزء اللي يخصني
-خالد: اتفضل يا بابا
-يارا: ايه يا عمي؟
-رأفت: بصي يا بنتي، كل اللي كنت أقصده من يوم ما جيتي تعيشي معانا إن آآ...

Flash Back لما حدث.

كان رأفت يريد أن يزوج يارا لأحد ابنائه، ولكنه لم يكن يعلم أي منهما سوف يحبها بصدق..
هو يعلم أن خالد جاد في عمله لا مكان للمشاعر في قلبه، ورغم هذا ففي قلبه كمية كبيرة من الحنان والعطف تحتاج لإمرأة يحبها بصدق كي تظهر..
أما عن أدهم ابنه الثاني فهو شخصية محبوبة مرحة، ولكنه لا يلتزم بأي وعود تخص الزواج أو الاستقرار الأسري، فهو يحتاج إلى إمرآة يحبها بصدق فتغير له مجرى حياته إلى الأفضل.

لذا قرر أن يلقي بالطعم لأبنائه ويرى أي منهما سوف يستجيب لحب يارا، تعمد رأفت في البداية أن يجعل يارا تعمل مع خالد حتى يعطيه الفرصة ليتعامل مع امرأة تحب العمل مثله وتحاول جاهدة أن تثبت نفسها، وكان للاحتكاك الدائم أكبر الأثر و...
-رأفت: ها ايه الاخبار؟ طمنيني يا صباح
-صباح: خالد بيه اشترى للست يارا حاجات أنا معرفش ايه هي، بس دخل من شوية اوضتها وحطها فيها
-رأفت: طب هو خد باله منك؟

-صباح: لأ يا رأفت بيه، مخدش بالي اني مرقباه
-رأفت: عظيم أوي، عاوزك تفتحي عينك كويس مع خالد وادهم، وتبلغيني باللي بيحصل، وخدي بالك من فريدة أوعى تعرف أي حاجة
-صباح: حاضر يا بيه
-رأفت: روحي انتي ع شغلك دلوقتي...

في شركة الصياد
كان لرؤية رأفت ليارا مع خالد في مكتبه وهو يحاول تدليك قدمها بعدما انزلقت بفعل المياه وهي تهرب من خالد حينما رأها خارج المكتب الأثر الطيب في نفس رأفت، فقد اعتقد أن يارا بدأت تحرك في خالد ابنه مشاعر جديدة و..
-خالد: مدي رجلك شوية
-يارا: أفندم؟
-خالد: عشان أدهنهالك
-يارا: لأ كله إلا كده، أنا هدهن لنفسي.

ثم فتح الباب فجأة رأفت الصياد، فارتبكت يارا لرؤيته وحاولت أن تنهض من مكانها ولكنها تآلمت للحركة الفجائية و...
-رأفت: احم، هو انا جيت في وقت غير مناسب ولاحاجة
-يارا بفزع وآلم: عمو رأفت، آآآآآه
-خالد ببرود: أهلا يا بابا، تعالى
-رأفت: في ايه اللي حصل
-خالد: يارا حبت تلعب باليه مائي في الشركة فوقعت
-رأفت: مايوقع إلا الشاطر، انتي كويسة؟
-يارا وهي تدهن قدمها بالمرهم: أها، الحمدلله.

-رأفت: ألف سلامة عليكي، أنا بأكد عليك يا خالد على معاد الاجتماع مع الوفد الألماني كمان يومين
-خالد: أها، خلاص عرفت يا بابا وظبطت الدنيا
-رأفت: طب تمام.

-رأفت في نفسه: يا مسهل يارب، على الله يكون خالد حس بأي حاجة، ولا يارا حركت في ايه حاجة بدل ماهو عامل زي الجبل كده، تقيل في مشاعره!
لاحقا حينما علم رأفت الصياد بوجود أدهم مع خالد في المكتب من السكرتيرة وطلبه لمقابلة يارا قرر رأفت أن يطلب من مهندس الصيانة أن...
-رأفت: عاوزك تفصل الكهربا عن الجانب االلي فيه مكتب خالد ابني
-مهندس الصيانة: يا فندم ده خطر
-رأفت: اعمل اللي بقولك عليه، ماشي!

-مهندس الصيانة: حاضر يا رأفت بيه، اللي تؤمرني بيه.

-رأفت في نفسه: أما نشوف بقى مين فيكو اللي هايكون قلبه ع يارا أكتر من التاني..!

ولما علم رأفت بتعاون كلا من خالد وادهم في انقاذ يارا احتار كثيرا، فهو الآن لا يعرف أي منهما أثرت فيه يارا بطيبتها عليه
-رأفت: طب الوقتي الاتنين زي بعض معها، خافوا عليها وساعدوها، أنا محتار مين فيهم هيحب يارا، الخوف ان الاتنين يحبوها، ساعتها هتبقى الكارثة اللي بجد..!
في فيلا رأفت الصياد
في مكتب رأفت بالفيلا.

كان رأفت على وشك الشعور بالفشل حينما أبلغته يارا بعدم رغبتها في العمل مع أي من أدهم أو خالد بالشركة خاصة بعد حادثة المصعد، وعزمها أن تعمل بمفردها بعيدا عنه، فهو من كان وراء تلك الحادثةا وليس لأي من أبنائه دخل فيها، لذا قرر رأفت أن يلعب بطريقة مباشرة ويوجه خالد إلى ما يريد و...
-رأفت: هي أمانة عندنا لحد ما يجي ابن الحلال اللي أسلمهاله بايدي وأجوزهاله وانا مطمن
-خالد بخضة: هه، تجوزها.

-رأفت: طبعااااا، اومال يعني هسيبها كده
-خالد: طيب، ربنا يسهل، عن اذنك بقى يا بابا
-رأفت: وقول لأخوك يكبر كده ويعقل وبلاش حركات النادي دي مع بنت عمه
-خالد: ان شاء الله.

أثار هذا الكلام تفكير خالد مما جعل رأفت يطمئن إلى أن الأمور تسير كما يريد...
-رأفت في نفسه بعد أن انصرف خالد: على الله الجبل يتحرك مايفضلش كده كتير، وإلا فعلا البنت هتروح منه.

ثم أبلغت صباح رأفت ما حدث مع أدهم ويارا من تصادم خاصة في حادثة غرق حمام غرفة يارا بالمياه وذهابها للمشفى، وزيارة خالد لها و...
-صباح: اهوو ده اللي حصل يا بيه
-رأفت: ده كده احلوت ع الاخررر
-صباح: المشكلة ان أدهم بيه بيتصرف بقسوة مع يارا هانم وده اللي آآآ...

-رأفت مقاطعا: أدهم معدنوش دم، أنا من الأول كنت خايف على يارا منه، هو هيبقى ناوي يخلص عليها الحمدلله ان ده حصل، بس على الله خالد يتحرك شوية، وإلا بعمايل أدهم يارا هتفكر فيه وماتشوفش خالد وحنيته
-صباح: أنا خايفة يا رأفت بيه ان يارا تحب الاتنين والاتنين يحبوها
-رأفت: أنا بقى خايف ان الاتنين يحبوا يارا، ويارا نفسها ماتحبش حد فيهم، وتحب جاسر
-صباح: جاسر بيه؟

-رأفت: ايوه، لحد الوقتي جاسر هو أجدع من ولادي الاتنين، شهم مع يارا لدرجة اني فعلا اتمناه ليها، بس أنا مش عاوز يارا تتجوز إلا من ولادي، وياريت يبقى خالد
-صباح: ربنا يكتبلها اللي فيه الخير
-رأفت: أنا رايح المستشفى أطمن على يارا، وانتي خلي بالك، ولو في جديد حتى لو كان ايه بلغيني بيه، واحذري من فريدة
-صباح: حاضر يا رأفت بيه، اطمن.

في المشفى
أثار رأفت مرة اخرى قضية عقده العزم على تزويج يارا مع خالد كي يحرك فيه شيئا، وبالفعل شعر لأول مرة أنه نجح في هذا حينما رأى علامات الصدمة والدهشة تعلو وجه خالد لأول مرة و...
-رأفت: والله لو بايدي كنت خليت حد فيكو يتجوزها، سواء انت ولا أخوك، بس أنا عارف ان يارا مش في دماغكو، ولا انتو في دماغها
-خالد بدهشة: نعم؟ حد فينا يتجوزها؟

-رأفت: طبعاااا، هو أنا هستخسر بنت أخويا في واحد من ولادي، بس أنا عارفكوا، مش البنت اللي تجذبكوا ليها
-خالد: هه
-رأفت: ربنا يصلح حالها وحالكوا، وهنعمل ايه بس، دي سنة الحياة، لكن ان شاء الله اللي هيتجوزها لازم أكون واثق فيه مليون % انه هيحافظ عليها، وطبعا هتكون دي مهمتك يا خالد انك تسأل عنه وتجيبلنا أراره، واخوك ادهم برضوه اهو لو كان عضو في النادي بتاعنا يبقى يسألنا عليه ويعرفلنا علاقته مع الناس ايه.

-خالد: كمان
-رأفت: طبعااااا، ما انتو هتبقوا زي اخواتها وتقفوا معاها
-خالد: هه، ربنا يسهل.

-رأفت في نفسه: يا رب حد فيكو يتنحرر والكلام ده يأثر فيكو، لكن أعمل ايه شايف واحد عامل زي الجبل مافيش بنت بتأثر فيه، والتاني عاملي فيها كازانوفا وكل البنات بتجري عليه، ده أنا لو مكان يارا مابصش لخلقتكم، بس انا مستخسرها تروح للغريب وأنا عندي شحوطة زيكم كده!

في داخل غرفة يارا بالمشفى
-رأفت: أنا عاوزك يا يارا يا بنتي تطمني، وطول ما أنا عايش ماتشليش هم أي حاجة، انتي في عينيا وعينين اخواتك خالد وأدهم وعمر
-أدهم باستغراب: اخواتها؟
-عمر: نعم، أخوها؟
-جاسر بابتسامة: اكييييد طبعا يا عمي، هي هتلاقي اخوات زيهم فين؟
-أدهم: نقطنا بسكاتك دلوقتي يا جاسر
-جاسر بخبث: ماشي يا أخويا.

-عمر في نفسه: أل أخوها أل، ده أنا لو اطول ابقى جوزها هبقى ايييييييه سلطان زماني، يا سلااااام
-رأفت: دول هما يا بنتي اللي هيقفوا معاكي يوم ما نفرح بيكي ونجوزك لحد يستاهلك، اخواتك دول هيساعدوكي ومش هيسبوكي لوحدك إلا لما نسلمك لعريس الهنا وساعتها هخليكي تسيبي الفيلا وأنا مطمن
-يارا: ان شاء الله، ده يوم المنى لما أنا اسيب الفيلا وأنجو ببدني
-أدهم: اسلمها لعريسها؟

تمنى رأفت بكلامه هذا أن يثير في نفوس أبنائه أي شيء ويحرك مشاعرهما تجاه يارا..
-رأفت في نفسه: على الله يحسوا بقى، أنا اكتر من كده هتكشف وبان، ده أنا قولتها ع المفتشي قدام كل الناس، فاضل ايه تاني وأعمله، أشد كل واحد من ايده عشان يحب البت ولا يتجوزها..
في فيلا رأفت الصياد
حينما تعمد رأفت أن يرسل أدهم ابنه ببعض الملفات إلى مكتبه بالفيلا، ثم أرسل يارا في أثره كي يعطيهما المجال ليتقربا سويا و..

-رأفت في نفسه: على الله كازانوفا يكون لسه هناك ويعمل حاجة، بس لازم اخلي بالي من تصرفاته، الواد ده متهور وممكن يضايقها، ايوه، أنا هخلي صباح تتابع من بعيد وتبلغني باللي حصل.

-رأفت بصوت مرتفع: صباااااااااح، يا صباااااااااااح
-صباح: ايوه يا رأفت بيه
-رأفت: عاوزك تشوفي أدهم بيعمل ايه مع يارا في المكتب بس من غير ما يخدوا بالهم انك بتراقبيهم
-صباح: حاضر
-رأفت: طب بسرعة يالا
-صباح: على طول يا بيه.

راقبت صباح الوضع من بعيد وأبلغت رأفت بأن حالة الشد والجذب بين يارا وادهم مازالت قائمة، وبالتالي أصبح رأفت معلقا أماله على خالد أن يفعل أي شيء ليجذب انتباه يارا إليه
كانت المفاجأة بحق لرأفت حينما علم من صباح قيام خالد وأدهم وجاسر بشراء الفساتين ليارا و...
-صباح: كل واحد فيهم اشترالها فستان يا رأفت بيه
-رأفت: ايه؟

-صباح: ادهم بيه بعت بتاعه معايا، وناهد هانم وصلت بتاع جاسر، وعمر بيه وصل بتاع خالد للست يارا
-رأفت: يبقى اللي أنا خايف منه حصل!
-صباح: ان التلاتة حبوها
-رأفت: ايوه، كده الدنيا اتعقدت، وكل اللي كنت بخططله هيبوظ!

عودة للوقت الحالي
-رأفت: أنا كان نيتي والله يا بنتي اني ألفت انتباه الولاد ليكي وأخليكي تاخدي بالك منهم وهما كذلك، بس مكونتش أعرف ان في تطورات تانية هتحصل
-يارا بعدم فهم: تطورات ايه؟
-جاسر: تقصد اني احب يارا أنا كمان؟ صح يا عمي
-يارا: ايييه؟
-رأفت بتردد: آآآ، يعني، حاجة زي كده!
-جاسر: ممممم...
-عمر: الواحد عامل زي ما يكون بيتفرج على فيلم أبيض واسود من أيام الأربعينات، ايه الحكاوي دي كلها؟

-رأفت: بس يا ولد، الكلام اللي بقوله مهم
-عمر: بس انا كمان بحب يارا، اشمعنى سقطتني من حساباتك
-رأفت: حب ايه وزفت ايه يا مفعوص انت!
-عمر: الله، أنا مش مفعوص، أنا راجل
-خالد: ايوه راجل وملو هدومك كمان، بس ماينفعش تتجوز يارا
-عمر: ليه يعني
-خالد: هنعيده تاني
-رأفت: لا تاني ولا تالت، ماينفعش وخلاص
-يارا: أنا عاوزة أفهم ايه اللي بيحصل بالظبط؟ وليه اتعمل عليا ملعوب بالشكل ده، أنا مش فاهمة أي حاجة خاااااالص.

-رأفت: والله يا بنتي أنا قولت اللي يخصني وآآآ...
-خالد مقاطعا: بابا، بعد اذن حضرتك ممكن أكمل الجزء اللي يخصني
-يارا: هو لسه في تاني؟
-خالد: ده الجزء المهم يا يارا، وفي حاجة فيه تتعلق بجاسر وشاهي، بس احنا ماحبناش شاهي تعرفه بالطريقة دي
-جاسر: جزء ايه اللي يخصنا يا خالد؟
-خالد: الجزء اللي فيه آآ...

Flash Back لما حدث منذ عدة أيام.

أثناء تحضير خالد للاجتماع مع الوفد الألماني، وخاصة بعد تولي خالد لمهمة تدريب يارا على العمل في الشركة، كان خالد يرتب لعقد هذا الاجتماع، فاتصل بمستر شرودر الذي سعد كثيرا حينما علم أن من سيتعامل معه في المشاريع القادمة هو خالد الصياد ابن رأفت الصياد و...
-خالد هاتفيا: I am so happy that we will work together مستر شرودر
-شرودر: وأنا أيضا
-خالد بدهشة: هو حضرتك بتتكلم عربي.

-شرودر: نعم اجيد التحدث بها، والفضل يعود لرفعت الصياد
-خالد باعجاب: عمي رفعت! مش ممكن
-شرودر: نعم، لقد تولى عمك الراحل رفعت مهمة تعليمي اللغة العربية، لن أنسى أن له الفضل في هذا
-خالد: والله كويس أوي
-شرودر: ما أسعدني حقا هو أن أحد أبناء عائلة الصياد قد تولى مهام العمل
-خالد: ههههههههههههههه، والله ده شرف لينا حضرتك اننا نشتغل معاك، ولعلمك احنا في عضو جديد انضم مؤخرا للشركة وأكيد هيسعدك انك تشتغل معاه.

-شرودر: من هو؟
-خالد: يارا بنت عمنا رفعت
-شرودر بصدمة: من؟ أعد مرة أخرى ما قولت
-خالد: بقول لحضرتك ان يارا بنت عمي رفعت هتشتغل معانا في الشركة
-شرودر: كيف يعقل هذا وقد بلغني أن جميع ابناء رفعت قد توفوا معه في الحادث
-خالد: الكلام ده مش مظبوط، يارا بنت عمي لسه عايشة
-شرودر: أنا لا أصدق هذا الكلام، لقد أبلغني مستر آدلي بأن مستر رفعت وعائلته توفوا في حادث آليم.

-خالد: لأ يارا مكانتش معاهم، والحمدلله كانت عايشة بس مش معانا، لكن الوقتي هي أعدة معانا في الفيلا وبتدرب معايا ع الشغل
-شرودر: أنا لا أعلم السبب الذي دفع مستر آدلي لابلاغي بهذا، فهو على علم بأن ثروة رفعت لابد أن تسلم لأحد أبنائه
خالد: ثروة! أنا مش فاهم حاجة.

-شرودر: لقد كان مستر رفعت شريكا في أحد الشركات بألمانيا، وكانت له حصة من الأوراق النقدية والأسهم والسندات والموضوعة في أحد البنوك التابعة لحكومتنا
-خالد: ايوه وبعدين؟
-شرودر: وبموجب وصية كتبت فإن تلك الممتلكات تؤول لأبنائه في حالة وفاته
-خالد: هاه
-شرودر: وإن لم يتم تسليمها لأي من أبنائه خلال فترة معينة تحول قيمة تلك السندات والأوراق المالية إلى الشركة التي كان يملكها هو وشركائه.

-خالد: ايييه؟ طب مين أصحاب الشركة دي
-شرودر: على ما أعتقد أن صاحب نسبة الأسهم الكبر هو مستر آدلي وزوجته مسز ناهد الرفاعي
-خالد: بتقووول مييييييييييييين؟

كان وقع ما يحكيه مستر شرودر بمثابة صدمة شديدة ل خالد، لذا طلب من مستر شرودر أن يتكتم على الأمر و...
-خالد: مش معقول! اكيد في غلط في الموضوع ده، ناهد الرفاعي متجوزة عدلي
-شرودر: إن ما أخبرك به صحيح 100 %
-خالد: مش ممكن
-شرودر: ويبدو أن شركة مستر آدلى هذه تعاني من ازمات مالية، حيث علمت أنها تحتاج لسيولة مالية كبيرة لكي تستطيع أن تدفع مديوناتها
-خالد: كمان.

-شرودر: نعم، هذا ما أعرفه! فلا يوجد شيء يمكن أن يختبيء في عالم الأعمال مستر خالد!
-خالد: طب معلش يا مستر شرودر أنا مش عاوز حد يعرف حاجة من اللي حضرتك قولتهالي، ممكن
-شرودر: لماذا؟
-خالد: معلش، أصلي أنا شاكك في حاجة معينة وعاوز اتأكد بس منها
-شرودر: لك ما تريد
-خالد: أه ويا ريت لو اتقابلنا بعد كده، حضرتك تعمل نفسك متفاجيء انك أول مرة تشوفي وتعرفني فيها، ماشي؟
-شرودر: اوك.

-خالد: أنا أسف هتعب حضرتك معايا، بس ده لمصلحة الكل
-شرودر: لا تقلق مستر خالد
-خالد: ثانكس مستر شرودر...

أنهى خالد المكالمة مع مستر شرودر وهو في حيرة من أمره و...

-خالد في نفسه: الكلام اللي قاله مستر شرودر ده خطير جداااا، معنى كده ان حادثة عمي دي مكانتش قضاء وقدر، لأ في إن في الموضوع، بس، بس ازاي خالتي أصلا متجوزة من اللي اسمه عدلي ده ومن غير ماحد فينا يعرف! لازم اعرف الحقيقة فين واكشفها، بس الأهم من ده كله اني وأنا بدور ع الحقيقة ملفتش الأنظار وإلا هيتعرض كل اللي بعمله للخطر، وممكن معرفش الحقيقة فين..!

ثم اتصل خالد بأحمد مندوب الشركة ليكلفه بمهمة جديدة وهي تجميع معلومات عن عدلي وزوجته ( ناهد الرفاعي )..
-خالد هاتفيا: أحمد عاوزك في موضوع حيوي
-أحمد: خير يا بشمهندس
-خالد: عاوزك تجمعلي معلومات عن ناس معينة
-أحمد: اساميهم ايه يا فندم
-خالد: هاقولك أساميهم، بس الأهم الوقتي ان محدش يعرف أي حاجة عن الموضوع ده، ولا حتى والدي، ماشي؟
-احمد: أوامرك يا بشمهندس..

حينما علم خالد بنية والده في تزويج يارا كاد أن يجن مما عرف، فهو بدأ يشعر تجاهها بمشاعر غريبة، وأثار غيرته وحنقه عزم والده تزوجيها لأي شخص، لقد كان يشعر أن مجرد التفكير في هذا الأمر يمزقه من الداخل و..
-خالد في نفسه: بابا عاوز يجوز يارا! مش معقول انه يفكر في ده، يعني، يعني كلامه ده معناه ان هي هتروح لحد تاني غيرنا، استحالة، لأ مش ممكن..!

في الشركة
-خالد: ها يا أحمد عملت ايه
-أحمد: الملف ده يا بشمهندس خالد فيه كل المعلومات اللي حضرتك طلبتها؟
-خالد: شكرا يا أحمد، معلش تعبتك، بس مش عاوز أي حد يعرف أي حاجة عن ده، ولا حتى البشمهندس رأفت
-أحمد: اطمن يا بشمهندس، كل حاجة اتجمعت بدون ماحد يحس
-خالد: تمام يا أحمد، دايما يعتمد عليك
-أحمد: شكرا يا بشمهندس خالد، عن اذن حضرتك
-خالد: اتفضل.

قرأ خالد الملف الذي يحوي المعلومات عن عدلي وناهد الرفاعي وصدم لما قرأه فيه حيث وجد أن ناهد الرفاعي متزوجة من عدلي منذ وفاة عمه رفعت تقريبا، وهي شريكة أساسية بحصص معقولة في شركات يملكها عدلي خارج البلاد، بالاضافة إلى صحة ما قاله شرودر عن وجود أسهم وأوراق مالية وسندات باسم رفعت الصياد في ألمانيا قيمتها تتجاوز الملايين حاليا و...

-خالد بصدمة: مش ممكن، مش معقول! دي بلاوي سودة حصلت، بقى يطلع كل ده منك يا خالتي، تبقي متجوزة في السر فوق العشرين سنة، وجوزك كان شريك لعمي رفعت الله يرحمه وخبا موضوع ميراث يارا اللي في المانيا، طب ليه عمل كده؟ مش معقول لألألألألأ، معنى كده ان عمي رفعت ممكن ميكونش مات قضاء وقدر، وان في حد دبر الحادثة دي عشان يتخلص منه هو وعيلته وياخد الفلوس دس، بس، بس ده برضوه معناه انك، انك جايز يا خالتي تكوني متورطة في حادثة موت عمي رفعت! طب ليه؟ ليييييه؟ مش معقول الفلوس تكون السبب، أكييييد في حاجة تانية!

ظل خالد يقرأ الملف مرارا وتكرارا محاولا أن يربط الأحداث ببعضها البعض و..

-خالد مكملا: ولو حطينا الكلام اللي قاله مستر شرودر وربطناه بالشركة بتاعة عدلي واحتياجها لسيولة مالية أكيد هيكون في صلة بين ده وده، مممم، ايه وجه الصلة بين الاتنين؟ نفسي أعرف، لألألألألألألألألأ، استحالة، انا ازاي مفكرتش في ده، يارا هي الصلة! أيوه يارا اللي من حقها تاخد فلوس أبوها، ولو شرودر عرف بده يبقى هيبلغ السلطات الألمانية تسلم يارا ميراثها، لكن لو يارا مش موجودة ومستر شرودر معرفش بده، يبقى كل حاجة هتمشي عادي، اووووبااااا، ده معناه ان حياة يارا في خطر، أيوه، يارا ممكن تضيع بسبب الموضوع ده...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة