قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والعشرون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والعشرون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والعشرون

توجهت يارا إلى مكتبها الجديد في الطابق الثالث، حيث قابلت هناك رجلا يبدو عليه الوقار والكبر في السن هو الأستاذ منير الذي رحب بها و...
-يارا: سلامو عليكم
-منير: وعليكم السلام، ايوه يا بنتي
-يارا: أنا يارا الصياد
-منير وهو ينظر لها من أسفل نظارته الطبية: أها
-يارا: المفروض يعني اني، اني آآآ
-منير: ايوه عارف عارف، المفروض ان المهندس خالد بعتك هنا عشان تدربي
-يارا: بالظبط كده.

-منير: طيب، بصي يا بنتي مبدأيا، أنا الاستاذ منير، هبقى رئيسك هنا في المكتب
-يارا: أها
-منير: طبعا رئيسك المباشر هو المهندس خالد
-يارا: تمام
-منير: كمان مكتبك هيكون اللي هناك ده
-يارا وهي تشير بيدها: اللي جوا ده
-منير: ايوه
-يارا: اوك
-منير: أنا بقى هفهمك النظام هنا ايه، وبعد كده هاقولك المطلوب منك ايه
-يارا: تمام.

-يارا في نفسها: والله الظاهر ان الشغل مع الراجل أبو وش سمح ده هيكون أحسن من أبو الغضب اللي فوق.

-منير: تعالي بقى عشان أعرفك احنا بنعمل ايه هنا
-يارا: اوك يا استاذ منير
-منير: احنا هنا مسئولين عن عمل سجلات بأسماء كل الشركات والعملاء اللي بنتعامل معاهم من أول ما بدأت الشركة عملها لحد النهاردة
-يارا: أها
-منير: احنا بنعمل ملف فيه أهم المعلومات والصفقات اللي شركتنا قامت بيها مع العملاء دول أو الشركات
-يارا: جميل
-منير: وده بيشمل الشركات والعملاء جوا مصر وبراها
-يارا: مممم..

-منير: احنا بفضل الله عندنا قاعدة بيانات بمعلومات صحيحة وموثقة بكل ده
-يارا مبدية اعجابها: برافو
-منير: طبعا ده بيسهلنا حاجات كتير، خصوصا لو الشركة هتتعاقد معاهم مرة تانية أو مع حد جديد
-يارا: اها
-منير: كمان قاعدة البيانات دي بتفيدنا في معرفة الوضع المادي لكل شركة
-يارا: كويس
-منير: وفي جزء بيوضحلنا الشركات الناشئة أو اللي ع الطريق ووضعها خلال الفترة اللي بدأت فيها.

-يارا: ممم، بيتهيألي ان المعلومات دي فادتكم كتير
-منير: طبعا
-يارا: أها
-منير: المطلوب بقى منك، تعملي قايمة بأسماء الشركات اللي حققت أرباح معانا خلال ال 5 سنين اللي فاتوا، وقايمة بالشركات اللي سببت خسارة للشركة
-يارا: بسيطة، ندخل ع القاعدة اللي حضراتكوا عاملينها ونعمل ترتيب للأرباح وهتطلع القايمة
-منير: ياريتها كانت بسيطة، كنت عملتها وخلصت
-يارا: ليه بس؟

-منير: المشكلة يا بنتي، اننا بنحدث في القاعدة دي وبالتالي هي مفصولة لحين الانتهاء من تحديثها، وبالتالي مطلوب نضيف الجزء ده فيها يدويا
-يارا: طيب مافيش مشكلة، احنا نطلع على ملفات الشركات دي، ويعني نحاول نظبط الدنيا
-منير: يعجبني فيكي روح الحماسة بتاعة الشباب دي
-يارا: شكرا يا استاذ منير
-منير: ربنا يعينك يا بنتي، الملفات عندك هناك أهي عشان تبصي عليها
-يارا: فين يا أستاذ منير.

-منير: افتحي الباب اللي هناك ده، هتلاقي كل الملفات الخاصة بالشركات اللي اتعاملنا معاها من يوم ما بدأنا أنا مرتبها كلها
-يارا: اوك
-منير: الاستاذ خالد طالب انك تنتهي من غالبيتها يعني لحد قبل ميعاد الانصراف، ودي مهمتك الأولى
-يارا: مافيش مشكلة، هيطلعوا كام ملف يعني
-منير: كام ملف! أنا رأيي تشوفي بنفسك
-يارا: حاضر، يعني هايكون فيها ايه عفريت.

توجهت يارا إلى الباب الذي أشار له الأستاذ منير، وما ان فتحته حتى شهقت من المنظر...
-يارا: ايييييييييييه ده، كل دوووول!
-منير من بعيد: شوفتيهم يا بنتي
-يارا بضيق: ايوه
-منير: حاولي تبدأي عشان وقتك
-يارا: احنا متفقناش ع كل ده
-منير: والله يا يارا يا بنتي، المهندس خالد هو اللي طلب مني أكلفك بالمهمة دي
-يارا: لا والله، طب أنا طلعاله، أنا أه جاية أدرب، بس مش معنى كده انه يطلع عيني وأنا لسه مش عارفة حاجة.

-منير: بس آآآآ...
-يارا: أنا برضوه بنت عمه مش واحدة غريبة
-منير: والله آآآآ
-يارا: شوية ورجعالك يا أستاذ منير
-منير: اتفضلي يا بنتي
توجهت يارا ناحية المصعد واستقلته نحو مكتب خالد في الطابق العاشر ويبدو على وجهها علامات الضيق والغضب..
دلفت يارا إلى مكتبه ولم تجد أحد من السكرتارية بالخارج، فقررت أن تدخل إليه، فتحت يارا الباب دون أن تطرق فتفاجئت بوجود خالد وعمها رأفت وبعض الأشخاص وبجوارهم السكرتيرة و...

-يارا في نفسها: ايه ده مافيش حد هنا! لأ أنا لازم أكلمه ماينفعش الهبل اللي عاوزه ده.

-يارا وقد دلفت للداخل بضيق: يا خالد ماينفعش اللي انت عاوزني أعمله ده، أنا لسه آآآ..
-خالد مقاطعا بعصبية: اطلعي برااااااااااااااا
-يارا: اييييه!
-خالد: انا أذنتلك تدخلي هنا؟ ايه هي سويقة هنا؟ انتي في شركة محترمة يا آنسة، واسمي المهندس خالد!
-يارا: هه
-خالد: براااااااااا، ولما أقولك تدخلي يبقى تتفضلي
-يارا وهي تنظر لعمها: آآآ.

-خالد بحدة: أنا هنا المسئول فمتنتظريش ان حد يكلمني، وقبل ما تفكري تقابليني تاخدي معاد من السكرتيرة الأول، ولما ألاقي وقت هبعتلك تيجي، غير كده تتفضلي من غير مطرود، برااااااااااااا.

شعرت يارا بالاحراج خاصة أن خالد وبخها وطردها أمام الجميع، فخرجت من المكتب وهي على وشك البكاء، وتوجهت إلى مكتبها بالطابق الثالث، بينما عاتب رأفت خالد على ما فعله
-خالد للموظفين: تقدروا تتفضلوا الوقتي، وعاوز التقارير في خلال الساعة مع السكرتيرة
-احد الموظفين: حاضر
-موظف أخر: تمام يا فندم
-موظف ثالث: حاضر يا بشمهندس.

وما إن خرج الموظفين حتى عاتب رأفت خالد و...
-رأفت: ايه يا خالد بالراحة شوية
-خالد: بابا، انت عارف أنا قايلك من الأول ايه
-رأفت: بس برضوه مش كده
-خالد: ده النظام بتاعي، وحضرتك عارف ده كويس
-رأفت: لا حول ولا قوة إلا بالله، أنا متوقعتش انك تكون بالحدة دي معاها
-خالد: والله أنا في الشغل مبعرفش إلا كده
-رأفت: خالد متنساش برضوه ان يارا ليها في الشركة، يعني هي آآآ.

-خالد: خلاص يا بابا، خلي حد تاني مسئول عنها واعفيني أنا من المهمة دي
-رأفت مستسلما: خلاص يا بني، اعمل اللي شايفه مناسب...
في مكتب يارا بالطابق الثالث
عادت يارا إلى مكتبها ويبدو عليها الحزن وأثار لدموع و..
-منير: ايه اللي حصل يا بنتي
-يارا: آآآ...
-منير: خلاص مافيش داعي تحكي، باين على وشك اللي حصل
-يارا باكية: ده أنا ملحقتش أقول حاجة لسه.

-منير محاولا أن يهون عليها: معلش يا بنتي، هو نظامه كده، وده أسلوبه مع الكل
-يارا: بس أنا مش أي حد، ده أنا بنت عمه برضوه
-منير: والله هو ولا بيفرق معاه
-يارا: ده طردني وأحرجني قصاد الناس وعمي والموظفين و..
-منير: الحمدلله أنها جت ع أد كده.

ثم رن هاتف المكتب، فتوجه الأستاذ منير للإجابة عليه و...
-منير هاتفيا: ألووو، ايوه
-المتصل: ...
-منير: حاضر، ماشي
-المتصل: ...
-منير: لأ على طول هبلغها.

أنهى الأستاذ منير مكالمته الهاتفيه وأبلغ يارا بأن...
-منير: يارا، اطلعي للمهندس خالد هو عاوزك
-يارا: ايييه مكفهوش اللي عمله، عاوز يكمل
-منير: خلاص يا بنتي اهدي، واطلعي يالا، هو منتظرك، مش يمكن عاوز يصالحك ولا حاجة ويراضيكي بكلمتين
-يارا: بعد ما هزأني قصاد القريب والغريب
-منير: معلش يا يارا، المهم انه هيراضيكي وخلاص
-يارا: ماشي.

توجهت يارا مرة أخرى إلى مكتب خالد ولكن كانت تلك المرة تشعر بالحرج خاصة لأنها تعلم أن أمر اهانتها ربما انتشر الآن بين جميع موظفي الشركة، ولكن ما كان يهون عليها الأمر هو اعتقادها أنه ربما يريد أن يراضيها بشكل أو بأخر...
-يارا في نفسها: زمانت الكل عرف اني اتهزأت ع ايد أبو الغضب، الكل هيشمت فيا وهبقى لبانة في بؤهم، والله لولا اصرار الاستاذ منير ع اني اجيله و...
-السكرتيرة مقاطعة: آنسة يارا.

-يارا وقد انتبهت لها: هه
-السكرتيرة: اتفضلي ع جوا، المهندس خالد في انتظارك
-يارا: استر يا رب.

طرقت يارا باب المكتب قبل أن تدلف، فأذن لها خالد بالدخول و...
طق، طق، طق
-خالد من داخل المكتب: ادخل
-يارا وقد دلفت: آآآ...
-خالد: خير يا آنسة كنتي عاوزة ايه
-يارا بتردد: أنا كنت عاوزة آآآآ، آآآآآآ.

صدمت يارا من طريقة خالد فقد توقعت أنه يريد أن يطب خاطرها ولكن ما حدث هو..
-خالد بصوت عالي: اكلمي أنا مش فاضي للتهتهة بتاعتك دي
-يارا بخوف: آآآآآ
-خالد: ما تنطقي، أنا مش ورايا إلا انتي ولا ايه؟
-يارا: أنا، أنا عاوزة أقولك ان، إن الشغل اللي انت طالبه
-خالد مقاطعا بحدة: اسمها حضرتك مش انت!
-يارا: هه، يعني أنا أقصد الشغل اللي حضرتك طلبته مني كتير أوي وأنا مش هلحق أخلصه.

-خالد بلا مبالاة: والله مش شغلي، أنا كلفتك بمهمة ومطلوب منك تنجزيها، وأي تأخير هتتحاسبي عليه، مفهوووم
-يارا: بس أنا لسه جديدة ومعرفش آآآآآ
-خالد: وده مبرر يعني على انك ماتشتغليش
-يارا: لأ، أنا أقص...

-خالد مكملا: جديدة كلنا كنا جداد في الشغل، مش فاهمة يبقى تسألي وتتعلمي ولا انتي مفكرة انك جاية تقعدي ع المكتب وتشربي الشاي وتاكلي وأخر الشهر تمدي ايدك عشان تقبضي، شغل موظفين الحكومة ده مش عندي، الشغل هنا معناه التزام لأقصى درجة
-يارا: بس آآآ...
-خالد: اتفضلي روحي ع مكتبك وخلصي اللي كلفتك بيه، ولو مفكرة انك بجيتك هنا أنا هتساهل معاكي تبقي غلطانة
-يارا: هه، لأ أنا، آآآ.

-خالد مقاطعا: واعملي حسابك ان دي أخر مرة تيجي الشغل فيها بلبس زي ده، أنا بفكرك تاني أهووو!
-يارا وقد نظرت لملابسها: بس، بس أنا بقية حاجتي في بيتي اللي في الغردقة
-خالد: والله مش مشكلتي، اتصرفي
-يارا بضيق: ماشي
-خالد: اسمها حاضر مش ماشي!
-يارا: حاضر..
-خالد: اتفضلي يا آنسة ع مكتبك، وقتك خلص!
-يارا: هه!
-خالد بزعيق: يالا، انتي هتنحيلي كتير
-يارا: ح، حاضر.

انصرفت يارا من مكتب خالد وهي تشعر بالحنق منه و...
-يارا في نفسها: واحد معندوش دم فعلا، جلياط وقليل الذوق، وأل أنا كنت مفكرة انه هيقولي متزعليش ده أنا مقصدش، حقك عليا يا بنت عمي، لكن جايبني عشان يهزأني تاني، والله مايستاهل فعلا إلا انه يتقال عليه انه أبو الغضب...!

تذكرت يارا أن بحوزتها الأموال التي أعطاها لها خالد في النادي بالأمس فقررت أن تعيدها إليه، ولكنها خافت أن يثور عليها مرة أخرى فقامت بطلب ظرف ووض النقود به و..
-يارا: لو سمحتي مافيش عندك ظرف فاضي وورقة فاضية كمان
-السكرتيرة: أيوه في، لحظة
-يارا: اوك
-السكرتيرة وهي تعطيها المظروف الفارغ: اتفضلي
-يارا: شكرا
-السكرتيرة: والورقة كمان أهي
-يارا: ولو فيها رزالة ممكن قلم بالمرة
-السكرتيرة: لا عادي، اتفضلي.

أخرجت يارا المال من جيبها ووضعه في الظرف وكتبت في الورقة الفارغة ما يلي:
(( شكرا، أنا لا أقبل الاحسان من الأخرين ))
وضعت يارا الورقة بداخل المظروف مع النقود ثم أعطته للسكرتيرة وطلبت منها أن...
-يارا: معلش هطلب منك طلب أخير، تدي الجواب ده للبشمهندس خالد أما يفضى
-السكرتيرة: بس آآآ
-يارا: معلش ده في حاجة مهمة تخصه، وميرسي ع تعبك معايا
-السكرتيرة: ولا يهمك.

عادت يارا إلى مكتبها وهي عاقدة العزم على أن تحاول تعلم ماهو مطلوب منها وانجازه في أقرب وقت، أو هكذا ظنت...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة