قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والعشرون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والعشرون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والعشرون

في شركة الصياد
عادت يارا إلى مكتبها بالطابق الثالث، وبدأت تحاول أن تفهم ما يجب عليها عمله من الأستاذ منير الذي لم يبخل عليها بشيء و...
-منير: ها كده فهمتي؟
-يارا: أها
-منير: طيب يالا كده ابدأي ووريني هتعملي ايه
-يارا: اوك.

عكفت يارا على انهاء ما كلفت به من مهام، وأخذ الاستاذ منير يراقبها وهي تحاول انجاز عملها و...
-منير في نفسه: شكلك فعلا بتاعة شغل مش جاية تهزري زي ما كنت مفكر، ربنا يعينك يا بنتي
-يارا في نفسها: ايه كل ده، هو انتو مسبتوش حد إلا لما اشتغلتوا معاه، يالهوي، هو أنا هلحق أخلص ده كله النهاردة، ده أنا كده ممكن أبات للفجر.

مرت عدة ساعات ويارا مازالت تعمل في تسجيل القوائم الخاصة بالأرباح، ثم أخبرها الاستاذ منير بأن وقت ساعة الراحة قد جاء و...
-منير: يارا يا بنتي
-يارا: هه، ايوه يا استاذ منير
-منير: ده معاد البريك بتاعنا
-يارا باستغراب: ايه ده هو في بريك هنا؟
-منير: طبعا، ها ناوية تيجي معايا ولا هتقعدي؟
-يارا: الظاهر ان مكتوب عليا أعد النهاردة، مش هاقدر أجي يا استاذ منير، حضرتك شايف اللي قدامي.

-منير: أها، تمام، طيب تحبي أجيبلك حاجة معايا من الكافيتريا؟
-يارا: لأ شكرا
-منير: طيب، عن اذنك
-يارا: اتفضل يا استاذ منير.

قضت يارا فترة الراحة في محاولة انجاز ما لديها من أعمال، عاد منير للمكتب ووجد يارا منهمكة، أشفق عليها ولكن ليس بيده أي شيء
-منير في نفسه: والله لو كنت أقدر يا بنتي كنت أكتفيت بده، بس هعمل ايه، أنا عبد المأمور.

ثم رن هاتف المكتب، فأجاب منير و...
-منير هاتفيا: ألوو، ايوه
-المتصل: ...
-منير وهو ينظر ليارا: الوقتي؟
-المتصل: ...
-منير: طيب، حاضر.

أنهى منير المكالمة وتوجه نحو مكتب يارا ليبلغها بأن خالد يريد رؤيتها بالاضافة إلى ما أنجزته من أعمال و...
-منير: يارا
-يارا: أيوه يا أستاذ منير
-منير: هاتي اللي خلصتيه ووديه للمهندس خالد، هو عاوز يشوفه الوقتي
-يارا: بس أنا لسه مخلصتش
-منير: هو طلبك وعاوز يطلع ع اللي عملتيه
-يارا: طيب.

توجهت يارا إلى الطابق العاشر حيث مكتب خالد، سمحت لها السكرتيرة بالدخول و...
-خالد: ها يا آنسة يارا، وريني اللي عملتيه
-يارا: بس أنا لسه مخلصتش
-خالد: بقولك أنا عاوز أشوف اللي انجزتيه
-يارا: اوك، اتفضل
-خالد وهو ينظر للورق بقرف: ايه ده؟
-يارا: ده اللي أنا بكتبه
-خالد: انتي، كاتباه ع ورق عادي!
-يارا: أيوه، فيها حاجة؟

-خالد: أه طبعااااا فيها كتير، من امتى واحنا بنكتب ع ورق عادي هنا في الشغل، كل شغلنا بيتكتب ع الكمبيوتر وبعدين يطبع نسختين
-يارا: أنا مكونتش أعرف ده
-خالد: وهتعرفي ازاي، وانتي غبية مش بتفهمي!
-يارا: نعم؟
-خالد: واحدة المفروض انها بتشغل في شركة من أكبر الشركات في البلد هيكون الموظفين فيها لسه بيستخدموا الورق والقلم في تسجيل معلومات مهمة
-يارا: وأنا، أنا هعرف منين.

-خالد: الكلام ده ماينفعش معايا، اتفضلي عديه تاني
-يارا: ايييه، ده انا تعبت عقبال ما وص...

لم تكمل يارا كلامها حيث وجدت خالد يمزق الأوراق ويلقي بها في وجهها مما أصابها بالصدمة
-خالد: ده اسمه كلام فارغ، اتفضلي
-يارا بصدمة: ايييه ده!
-خالد: ده اللي المفروض يتعمل مع المهزلة دي
-يارا غير مصدقة: ت، تعبي و، مجهودي كده راح
-خالد: اتفضلي عيدي من الأول اللي عملتيه تاني ويكون مكتوب ع الكمبيوتر
-يارا: طب، كنت، كنت اديني الورق وأنا أنقله
-خالد ببرود: مش عملتيه مرة، عادي أعمليه تاني!

-يارا: حسبي الله ونعم الوكيل
-خالد بحدة: اييييه عندك اعتراض؟
-يارا وهي تنظر له بغل: مم...
-خالد: روحي ع مكتبك
-يارا في نفسها: منك لله يا شيخ، حسبي الله ونعم الوكيل فيك، تعبي ضيعته ع الفاضي، ياما نفسي أطبق في زومارة رقبتك يا، يا...
-خالد بصوت مرتفع: انتي هتفضلي تبصيلي كده كتير، اتفضلي على مكتبك!
-يارا بحنق وهي تجز على اسنانها: ماشي
-خالد: مش أنا قولتلك اسمها حاضر؟ هتفضلي غبية كده كتير.

-يارا بغضب: ح، حااااااااضر، أنا مااااااااااشية.

ثم رحلت يارا وعلى وجهها بركان غضب ثائر، بينما جلس خالد على مكتبه ليكمل ما لديه من أعمال، ولكن دلفت إليه السكرتيرة لتعطيه المظروف الذي تركته يارا معها
-السكرتيرة: اتفضل يا بشمهندس، الجواب ده عشانك
-خالد: من مين؟
-السكرتيرة: من الآنسة يارا يا فندم
-خالد بثقة: ايه قدمت استقالتها؟
-السكرتيرة: معرفش يا فندم
-خالد: طيب اتفضلي انتي ع مكتبك
-السكرتيرة: حاضر.

فتح خالد المظروف ليجد بداخله أموال ورسالة يارا فقرأها (( شكرا، أنا لا أقبل الاحسان من الأخرين ))، فتضايق كثيرا، ثم قرر أن يذهب إليها ليوبخها على ما فعلت و..
-خالد: ايييه ده؟ اتهبلتي دي، حطالي فلوس في ظرف وتقولي كلام فارغ زي ده، ماشي يا يارا! طيب، أنا ليا لي معاكي كلام، والوقتي!
توجه خالد إلى مكتب يارا، بينما عادت هي إلى مكتبها وهي تسب وتزفر في ضيق و...

-يارا: أنا اللي غبية ولا انت اللي حيوان ومعندكش دم ولا زوق، ولا في قلبك رحمة، ربنا يرزقك باللي تعكنن عليك
-منير: خير يا بنتي، عمل ايه معاكي البشمهندس خالد، ها عجبه شغلك؟
-يارا: عمله اسود ومهبب على دماغه
-منير: أفندم
-يارا وهي تقلد صوته بطريقة كوميدية: البيه قطعلي الورق وقالي شركة كبيرة زي شركتنا دي مش بتستخدم الورق والقلم، احنا بنكتب شغلنا ع الكمبيوتر، وزي ما عملتيه مرة اعمليه تاني..!

وصل خالد إلى المكتب ووقف خلف يارا يستمع إليها وهي تقلده، لمحه الأستاذ منير وحاول أن ينبهها و...
-يارا مكملة: البعيد مش مكفيه اني طالع عيني من الصبح في حاجة أول مرة أعملها، وبدل ما يقولي شكرا بيقطعلي الورق ويرميه في وشي
-منير: م، معلش يا بنتي آآآ
-يارا: هو مفكرنا ايه؟ عبيد عنده! ده احنا بشر ولينا طاقة
-منير: خلاص يا يارا.

-يارا: أل يعني هو بس اللي بيتخنق لوحده، ما احنا كمان بيجيلنا وقت نتخنق فيه، هو فعلا شبه أبو الغضب، نفس منظره وشكله المكشر ده، أه لو أشوفه قدامي كنت، كنت آآآآ
لم يجد الأستاذ منير أي حل أخر لكي يحاول منع يارا من الاستمرار فيما تقول سوى الصياح بصوت مرتفع و...
-منير بصوت مرتفع: أهلا يا بشمهندس خالد، اتفضل حضرتك
-يارا بصوت هامس لمنير: هو وافق ورايا صح؟
-منير وهو يهز رأسه بالايجاب: أها...

-يارا: احم، وانت عامل ايه يا استاذ منير؟ كويس صح!
-خالد من الخلف بصوت مفزع: آنسة ياااااااارا
-يارا وقد ارتعدت: يااامه
-خالد: بصيلي وأنا بكلمك
-يارا: هه.

التفتت يارا لتتحدث مع خالد الغاضب و...
-يارا بابتسامة بلهاء: أيوه يا بشمهندس
-خالد وهو يكور قبضتي يده بنرفزة: انتي، انتي ازاي، آآآ.

تراجعت يارا للخلف ووضعت يدها أمام وجهها كالملاكم لتحميه، فاستفسر خالد عما تفعل و..
-خالد: ايه اللي بتعمليه ده
-يارا: آآآ، هه، ولا حاجة
-خالد: اتفضلي خدي
-يارا: ايه ده
-خالد: الجواب اللي سيادتك سيباهولي مع السكرتيرة
-يارا: هه، بس، انا مش عاوزة اللي فيه، دول بتوعك، آآآ، قصدي بتوع حضرتك
-خالد: الأمور الشخصية مكانها مش الشركة يا آنسة، فااااااااااااااااهمة!
-يارا: بس آآآآ...

جذب خالد يد يارا بقوة، ثم فتحها ووضع بداخلها المظروف و...
-خالد: الشغل معمول للشغل وبس، مش للجوابات ولا غيره، اتفضلي!
-يارا: آآآآ...
-خالد: وتاني مرة لما تحبي تتريقي عليا اتأكدي الأول اني مش موجود، فاااهمة!
-يارا وهي تهز رأسها بالموافقة: اها!

ترك خالد يارا وهو مغتاظ منها، بينما ظلت يارا واقفة في مكانها تكفر في خطوتها التالية معه..
-منير: الحمد لله يا بنتي انها عدت ع خير
-يارا: هه، بتقول حاجة يا استاذ منير
-منير: بقولك الحمدلله ان اللي عملتيه عدى على خير
-يارا: أها
-منير: ابقي خلي بالك بعد كده وانتي بتكلمي
-يارا: اها
-منير: يالا يا بنتي كملي اللي وراكي
-يارا: أكمل ايه بس، قول أبدأ من الأول خالص
-منير: معلش، أديكي بتتعلمي.

جاء وقت الانصراف من العمل فأرسل رأفت في طلب يارا لتذهب معه إلى الفيلا و...
-رأفت: يارا هتروح معانا
-خالد: بس أعتقد انها لسه مخلصتش اللي كلفتها بيه
-رأفت: خف عليها شوية، مايبقاش كده من أول يوم
-خالد: يابابا
-رأفت: خلاص بقى
-خالد: ماشي يا بابا، عشان خاطرك بس، المرادي وخلاص
-رأفت: انت مش جاي؟
-خالد: لأ، عندي اجتماع وبعد كده هروح
-رأفت: طيب يا بني، ربنا يعينك
في مكتب يارا.

-رن الهاتف مرة ثالثة واجاب الاستاذ منير و...
-منير هاتفيا: الووو، أيوه
-المتصل: ...
-منير: حاضر هاقولها
-المتصل: ...
-منير: طيب، سلام.

-منير ليارا: يارا يابنتي، عمك المهندس رأفت منتظرك تحت
-يارا: بس انا لسه مخلصتش شغل
-منير: هو بيقولك سيبي شغلك وتعالي معاه
-يارا: والبيه ابنه وافق على كده
-منير: اكيد طبعااا
-يارا: اوووف، أنا أصلا تعبانة ومش قادرة ع الاخر
-منير: هما أول يومين بيبقوا كده، وبعدين هتتعودي ع الشغل وتعبه
-يارا: ربنا المعين، ده انا لسه عندي شغل تاني
-منير: شغل تاني؟
-يارا: هه، متخدش في بالك يا استاذ منير.

-منير: طيب يالا عشان أقفل المكتب
-يارا: أوك.

نزلت يارا من مكتبها لتجد عمها ينتظرها بالردهة وعادت معه إلى المنزل و...
-رأفت: ها يا يارا، عملتي ايه يا حبيبتي في الشغل النهاردة
-يارا: ياااه، ده كان آآآ، نسمة الواحد محسش بيه
-رأفت ضاحكا: هههههههههههه معلش يا بنتي، هو في الشغل كده، ميعرفش أبوه
-يارا: لأ واضح فعلا
-رأفت: خدي يا بنتي دول
-يارا: ايه دول؟

-رأفت: ده كارت فيزا باسمك، أنا خليت موظف من الحسابات يعملهولك، وده كارت عضوية النادي، ودي فلوس كاش تبقى معاكي
-يارا: بس دول كتير
-رأفت: كتير ايه بس، دول حقك يا حبيبتي
-يارا: شكرا يا عمو
-رأفت: مش يالا بينا بقى، لأحسن أنا واقع من الجوع
-يارا: بس أنا آآآ..
-رأفت: انتي ايه
-يارا: عندي تدريب في النادي، ولا حضرتك نسيت
-رأفت: برضوه يا يارا مصممة تروحي التدريب ده.

-يارا: معلش يا عمو حضرتك وعدتني توافق طالما انا باجي الشغل معاك
-رأفت على مضض: ماشي
-يارا: ربنا يخليك ليا يا عمي
في فيلا رأفت الصياد.

عادت يارا مع عمها إلى الفيلا لتبدل ملابسها بأخرى رياضية لتذهب إلى النادي، كانت فريدة تشعر بالضيق من ذهاب يارا إلى العمل و...
-فريدة بضيق: نيلتي ايه بنت الخدامين دي في الشغل
-رأفت: لسه برضوه بتقولي عليها كده
-فريدة: مش ده اصلها
-رأفت: يوووه، وبتنسي برضوه انها بنت أخويا وعليها ليا حق، ومهما قولتي ولا عملتي ده مش هيغير الحقيقة، فاتقبليها عشان ترتاحي.

-فريدة: عاوزني أتقبل انك جبت واحدة من الشارع تعيش معايا هنا، وتأثر على ولادي، لأ وكمان بدل ما تخلي ولادك هما بس اللي يمسكوا الشغل، جيبهالي تشتغل معاك وتعرف أسرار الشغل
-رأفت: اسطوانة كل يوم، أقولك على حاجة قولي لصباح تجهز الغدا خلينا أكل وأرتاح شوية
-فريدة: دايما مش عارفة أخد معاك لا حق ولا باطل!
استعدت يارا للذهاب إلى النادي، وقابلت عمر الذي كان ذاهبا أيضا إليه من أجل تدريب التنس الخاص به و...

-عمر: يارا، ازيك، بجد مفتقدك
-يارا: ازيك يا عمر
-عمر: انا تمام، انتي عاملة ايه؟
-يارا: ماتشوفش وحش
-عمر: طالما كده يبقى شوفتي الوش الوحش بتاع خالد
-يارا: ابو الغضب
-عمر ضاحكا: هههههههههههههههه انتي سمتيه أبو الغضب
-يارا: ده أقل حاجة، مطلعهم عليا
-عمر: أنا قولتلك خالد في الشغل واحد تاني خالص، محدش بيرضى يشتغل معاه من كده، واللي بيشتغل مابيعمرش معاه
-يارا: اعمل ايه، مضطرية لده.

-عمر: ربنا يهون عليكي، انتي رايحة فين كده
-يارا: النادي
-عمر وهو يخبط كفها: اشطااا، يعني طريقنا واحد
-يارا: أها.

وبينما كان كلا من عمر ويارا في طريقهم للخروج صادفا خالد الذي...
-خالد: على فين
-يارا: ع النادي يا بشمهندس
-خالد: ايه بشمهندس دي، احنا في البيت يبقى تقوليلي خالد
-يارا: افندم؟
-عمر: يالا يا يارا عشان مانتأخرش
-يارا في نفسها: ده اكيد مش طبيعي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة