رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والسبعون
توجهت يارا ناحية السيارة، وظلت تصرخ وتشير إليها بيدها لكي تتوقف، وبالفعل توقف قائد السيارة و...
-يارا بصوت عالي: يا كاااااابتن، ياااااااااااا كابتن، وقف العربية الله يكرمك، أرجووووك ساعدني، ياااااااااااا كابتن، الحقني..
-يارا وهي تلهث بعد أن توقفت السيارة: هه، الحمدلله، هاااه، أنا كنت خايفة انك ماتوقفليش، بس الحمدلله انك وقفتلي.
ترجل قائد السيارة منها، لتتفاجيء يارا بأنه...
-عدلي: وهو أنا ينفع ماقفلكيش يا، يا يارا!
-يارا بصدمة: لألألأ، مش ممكن، آآآ، انت..!
-عدلي: ايوه انا يا، يا يارا هانم
-يارا: لألألأ...
فرت يارا من أمامه مسرعا، ولكن عدلي أوقفها بصوت طلقة رصاص أطلقها في الهواء ليخيفها و...
-بوووم
-عدلي: الطلقة الجاية هتكون في دماغك
-يارا برعب: آآآ، انت، انت عاوز مني ايه؟
-عدلي وقد أمسك بها من ذراعها: عاوز كل حاجة منك، كل حاجة!
-يارا متآلمة: آآآآآه...
-عدلي: اتنيلي اركبي العربية
-يارا: لأ...
-عدلي: خشي يا بنت ال *** العربية.
ضرب عدلي يارا بمقدمة سلاحه في رأسها مما أفقدها الوعي، ثم وضعها داخل السيارة و انطلق نحو المنزل القديم..
في نفس التوقيت كانت هناك سيارة أخرى تمر بالطريق وشاهد من بداخلها قيام عدلي بضرب يارا ووضعها بالسيارة و...
-سيدة ما: شوفت اللي أنا شوفته؟
-رجل ما: أها
-سيدة ما: العربية اللي عدينا عليها دي، كان فيها واحد بيضرب بنت كده وآآآ...
-رجل ما مقاطعا: مالناش دعوة
-سيدة ما: ازاي مالناش دعوة؟ البنت دي ممكن تكون مخطوفة ولا حاجة.
-رجل ما: وممكن يطلع ده باباها ومضايق منها، ليه احنا ندخل نفسنا في مشاكل ووجع دماغ، خلينا في حالنا
-سيدة ما: ما تبقاش سلبي، افرض حياة الانسانة دي في خطر
-رجل ما: ما تبقى في خطر، ولا تولع حتى..!
-سيدة ما: ياخي حرام عليك، ترضى لو حد فينا مكانها واحد يقول عليك كده
-رجل ما: يوووه
-سيدة ما: بص انا مش هاسكت عن اللي شوفته ده، لأن بسكوتنا ده هنكون بنشارك في اللي هي بتتعرضله.
-رجل ما: يا شيخة بطلي كلام الجرايد والمثالية الزايدة بتاعتك دي
-سيدة ما: انت غلطان، دي مش مثالية، دي انسانية، طب افرض الراجل ده عاوز يغتصبها ولا بيعتدي عليها زي ما بنسمع عن الرجالة اللي بتعتدي ع البنات الصغيرين، عاوزنا نقف نتفرج عليهم وهما بيعملوا كده وبيفلتوا من العقاب؟ عاوزنا نشيل ذنبهم؟
-رجل ما: اووف
-سيدة ما: لازم نبلغ عن اللي شوفناه
-رجل ما: والله انتي ما هترتاحي غير لما تودينا في داهية.
-سيدة ما: وهنروح في داهية ليه؟ احنا هنقول عن اللي شوفناه، والبوليس هيتصرف
-رجل ما: يا ستي البوليس عندنا مش بيتحرك إلا في حالة واحدة، لما تكون في كارثة كبيرة وأخرتها بتتقيد ضد مجهول
-سيدة ما: لأ مش صح
-رجل ما: بصي هو ده اللي بيحصل!
-سيدة ما: بص أنا مش هرغي كتير، بس من الأخر كده أنا هبلغ البوليس باللي شوفته، وهما يتصرفوا
-رجل ما: انتي برضوه مصممة ع اللي في دماغك.
-سيدة ما: أيوه، وبعدين أنا بس هاقولهم ع اللي شوفته، وآآآ، ومش هأقول اسمي
-رجل ما: والله انتي غاوية مشاكل وبتدوري عليها فين وتروحيلها
-سيدة ما: شششش، اسكت بقى عشان هاطلب النجدة.
وبالفعل قامت تلك السيدة بالاتصال بالشرطة وإبلاغهم هاتفيا بما رأته و..
-سيدة ما: ألوو، بوليس النجدة
-النجدة: أيوه يا فندم
-سيدة ما: لو سمحت أنا كنت عاوزة أبلغ عن حاجة شوفتها وأنا في الطريق
-النجدة: خير يا فندم
-سيدة ما: أنا شوفت واحد بيضرب بنت شكلها صغير في الطريق وخدها معاه بالعافية في عربيته، فالظاهر كده انه خاطفها
-النجدة: وايه اللي خلى حضرتك تفتكري انه خاطفها، ماهو ممكن يكون والدها أو آآآ...
-سيدة ما مقاطعة: يا حضرت الظابط مش ممكن يكون باباها، وبعدين أنا شوفتهم ع طريق الغردقة القاهرة الصحراوي وفي حتة تقريبا شبه مقطوعة، والبنت كانت زي ما يكون مش في وعيها
-النجدة: فين بالظبط
-سيدة ما: زي ما قولت لحضرتك في طريق الغردقة القاهرة الصحراوي، تقريبا في الكيلو ((، ))
-النجدة: تمام طب اسم حضرتك ايه؟
-سيدة ما: هاااه
-النجدة: اسم حضرتك ايه عشان أكمل البلاغ؟
-سيدة ما بتردد: آآآآ، بص أنا بلغت حضرتك باللي شوفته، لكن بصراحة مش هاقدر أقول اسمي لأني مش حابة يحصلي أي مشاكل!
-النجدة: يا هانم كده البلاغ هيكون ناقص وبعدين مشاكل ازاي وآآآ، الووو، الووووو
أغلقت السيدة الهاتف و...
-سيدة ما: أنا كده عملت اللي عليا صح؟
-رجل ما: ارتحتي الوقتي
-سيدة ما: أها يعني، ع الأقل أنا عرفتهم باللي شوفته وهما بقى أحرار يتصرفوا
-رجل ما: ماشي
في منزل يارا بالغردقة.
وصل رأفت إلى الغردقة بالطائرة، ثم توجه مسرعا إلى منزل الجدة نجاة، طرق الباب ففتح له خالد و...
-خالد: بابا، اتفضل
-رأفت: ازيك يا خالد، ها في جديد؟
-خالد: لا والله لسه يا بابا
-رأفت: لا حول ولا قوة إلا بالله، يا رب طمنا عليها
-خالد: يا رب.
لاحظ رأفت ان ابنه خالد يمسك في يده هاتفا محمولا وحافظة ما، فسأله عنهما و...
-رأفت: الله، اومال ايه اللي في ايدك ده
-خالد وقد انتبه لما في يده: هه، ولا حاجة يا بابا، ولا حاجة!
-رأفت: اومال فين أخوك أدهم؟
-خالد: من ساعة ما نزل وهو لسه مرجعش
-رأفت: اه يا عيني، أكيييييد متأثر باللي حصل
-خالد: أها، بصراحة يا بابا أنا مكونتش متوقع أن ادهم يكون كده
-رأفت: عشان انت مش عارف أخوك كويس
-خالد: هه.
-رأفت: اخوك طول عمره من وهو صغير حنين، وبيحب غيره، بس، بس ماتفهمش اما كبر أمك لعبت في دماغه ولا عملت فيه ايه خليته يرفض يشتغل معانا وآآآ...
-خالد مقاطعا: لأ يا بابا، مش كده، الحكاية إن ادهم مكنش حابب مجال الشغل بتاعنا، واحنا ماحولناش نفهمه كويس، ولا نعرف هو عاوز ايييييه!
-رأفت: نعم؟
-خالد: ايوه يا بابا، كلنا كنا فاهمين ادهم غلط، لكن بالنسبالي هو طلع عكس اللي كنت مفكره عنه! وربنا يسامحني ع ظني السيء فيه..!
في المنزل القديم المهجور.
وصل عدلي بسيارته إلى المنزل القديم، ركن سيارته أمام المدخل ثم فتح الباب الخلفي لسيارته وجرجر يارا خارج السيارة و...
في داخل المنزل
-شخص ما: الظاهر إن الباشا وصل، أنا سامع صوت عربيته بتركن برا
-شخص أخر: طب بسرعة يالا عشان نستقبله.
في الخارج
-عدلي وهو يجرها من شعرها: يالا يا بت، قدامي
-يارا متآلمة: آآآآآه، سيبني
-عدلي: كنتي مفكرة انك هتعرفي تهربي مني، انتي مش هاتخرجي من هنا إلا على نقالة
-يارا: آآآآآآآآآه، حرام عليك، أنا عملتلك ايه بس، آآآآه.
خرج الأشخاص الموجودين بالمنزل، فصاح بهم عدلي و...
-عدلي: لسه فاكرين يا بهايم
-شخص ما: ايه اللي جاب البت دي هنا
-شخص أخر: هي خرجت ازاي؟
-عدلي بعصبية: ما انتو لو مركزين في اللي مكلفكم بيه ماكنتش هاتتنيل تهرب منكم، وانتو نايمين على ودانكم!
-شخص ما وهو يمسك بيارا: عنك يا باشا، تعالي يا بنت ال. ****
-يارا: ابعد ايدك عني يا قذر
-شخص ما وهو يصفعها: اخرسي ياااا بت
-يارا متآلمة: آآآآآآه.
-عدلي: لولا اني جيت في الوقت المناسب كان زمانتها هربت وبلغت عن المكان وعنكم وكنتو روحتوا في داهية وخدتوني معاكو في الرجلين يا بهايم!
-شخص أخر: الحمدلله يا باشا انك موجود
-عدلي: أنا مش هاصلح وراكو، خدوها جوا، وإتأكدوا المرادي انها مش هتعرف تهرب لحد ما أشوف هأعمل معاها ايه!
-شخص ما: حاضر يا باشا
-يارا: والله ما هتفلتوا باللي عملتوه، هاتروحوا في داهية، محدش هايسيبكم!
-عدلي: سكت البت دي، مش عاوز أسمعلها أي حس
-شخص ما: حاضر يا باشا، يالا يا بت!
في فيلا رأفت الصياد.
كانت الاستعدادات للحفلة التي تقيمها فريدة على وشك الانتهاء، كاد عمر ان يجن من تصرفات والدته، ولكن ليس بيده الحيلة، وفي نفس الوقت كانت فريدة تصر على أن يكن الاحتفال مميزا ويحضره عددا لا بأس به من اصدقائها
-فريدة: يا سلاااااااااااااام، اخيرااااا هاحتفل براحتي، اوووف، ده انا كنت هاتخنق من البت دي، يا رب تكون ماتت، خليني أحس بولادي تاني وهما راجعين في حضني.
-صباح وهي تطرق باب غرفة فريدة: يا فريدة هانم، الضيوف بدأوا يوصلوا تحت
-فريدة: طب رحبي بيهم لحد ما أنزل تحت أرحب بيهم بنفسي
-صباح: حاضر يا هانم.
-صباح في نفسها: الولية اتجننت، زي ما يكون يارا كانت عاملاها عمل، ياني لو رأفت بيه عرف باللي هي بتعمله، هيطلعهم عليها، حظك حلو انه مش موجود في الفيلا...!
في غرفة عمر
-عمر: لأ أنا مش هاسكت عن المهزلة اللي بتحصل تحت دي، بقى احنا في مصيبة وماما مش مخلصها وعاملة حفلة، دي ناقص تجيب زفة، للدرجادي بتكرهي يارا، أنا لازم أتصرف وأبوظ الحفلة دي بأي شكل...!
في أحد مكاتب المباحث الجنائية.
حضر جاسر بصحبة زملائه في المكتب ليشاركهم ما توصلوا إليه من معلومات و...
-إسلام: مكنش في داعي انك تيجي يا جاسر بيه، لو كان في أي حاجة كنا بلغناك بيها
-جاسر: ازاي ماجيش و آآآ، دي، دي اختي
-وائل: ان شاء الله هنلاقيها
-أيمن: احنا حاطين عينين لينا في كل حتة، بس لحد الوقتي اللي اسمه عدلي ده ماظهرش، لا عند بيته ولا حتى في شركته
-جاسر: وده مخليني متأكد انه ورا خطف يارا.
-اسلام: أنا كمان موصي حبايبنا في الغردقة لو بلغهم أي خبر عن يارا يتصلوا بيا فورا إن شاء الله حتى نص الليل
-جاسر: اها...
في منزل يارا بالغردقة
عاد أدهم من الخارج وعيناه حمراواتان من كثرة البكاء، حاول أن يخفي حزنه ولكنه لم يستطع، تفاجيء بوجود والده، فذهب إليه واحتضنه بشدة و...
-ادهم: بابا
-رأفت: ادهم يا بني
-ادهم وهو يحتضن أبيه: يارا ضاعت مني يا بابا، مقدرتش احافظ عليها.
-رأفت وهو يربت على ظهره: اهدى يا بني، ان شاء الله هنلاقيها
-ادهم: انا اتلهيت عنها، انا اديتهم الفرصة ياخدوها مني، أنا السبب، أنا السبب!
-رأفت: بس يا بني، إن شاء الله هنلاقيها وهترجعلنا
-أدهم وقد امتلأت عيناه بالدموع: ياااا رب يا بابا، يااااااا رب.
-خالد: ادهم!
-أدهم وهو يمسح دموعه: أيوه يا خالد
-خالد بتردد: آآآ، أنا، أنا أسف
-ادهم: هه!
-خالد: انا أسف يا أدهم على كل كلمة قولتها غلط في حقك، سامحني ياخويا، أنا، انا مقصدش ده
-ادهم: مافيش مشكلة
-خالد: انا بس خايف على يارا، وعاوزلها الأحسن، و آآآ، وكنت مفكر انك آآآ...
-ادهم مقاطعا: ششش، مافيش داعي تقول حاجة يا خالد خلاص
-خالد: انا كنت عاوزك تفهم إني...
-ادهم مقاطعا: انت أخويا، ومهما قولت فأنا مش هازعل منك، أنا كل اللي يهمني الوقتي هو يارا، إني ألاقيها وأعرف فين مكانها!
-خالد: إن شاء الله هنلاقيها، وهنعمل المستحيل عشان نوصلها
-ادهم: يا رب
في فيلا رأفت الصياد
بدأت فريدة تستقبل ضيوفها في الحفل المبهر الذي أقامته، كانت تضحك وتمزح مع الأخرين بطريقة أثارت فضول بعض المدعوين و...
-أحد الحضور: مش غريبة ان فريدة تعمل حفلة في التوقيت ده.
-سيدة أخرى: أه فعلا، عادة مش بتعمل بارتي إلا لما يكون في مناسبة أو حاجة تستاهل
-شخص أخر: أنا سمعت انها عاملة الحفلة دي مخصوص عشان خلصت من البنت قريبة جوزها
-سيدة رابعة: لا والله، قولتلي بقى
-شخص أخر: أه طبعاااا، دي البنت كانت مطلعة عينها
-سيدة أخرى: أها
-سيدة رابعة: طب ششش لأحسن هي جاية علينا
-فريدة وهي تبتسم: ازيكم يا جماعة، مبسوطين؟
-أحدالمدعوين: أه جداااا يا فريدة هانم، بجد الحفلة كلاسيك وشيك جدا.
-فريدة هانم: ميرسي أوي لذوقك، انجوي بالبارتي، ده لسه في حاجات جميلة كمان شوية
-أحد المدعوين: أكييييد طبعا.
-فريدة بنفسها: أخيراااا، قدرت أحس بنظرة الناس بالاعجاب باللي بعمله، اوووف، ده أنا كنت قربت أنسى إني هانم وصاحبة الفيلا دي..
نزل عمر إلى الحديقة حيث الحفلة المقامة، ثم توجه نحو مكان البوفيه المفتوح وصاح باعلى صوته...
-عمر صائحا: يا جمااااااااهة، بعد اذنكم، ممكن تبصولي شوية
-أحد الأشخاص: هو في ايه؟
-شخص أخر: هو عمر عاوز ايه؟
-سيدة ما: الله مش ده عمر اللي هناك
-فتاة ما: هو عمر عاوز ايه؟
-عمر مكررا: يا حضرات، بعد اذنكم..
-فريدة: الله! هو عمر بيعمل ايه هناك؟
-عمر بصوت عالي: معلش يا جماعة، أنا مش هاخد من وقتكم كتير، بس يعني كنت عاوزك اقولكم على حاجة صغيرة، انا عارف انها مش هتفرق معاكو في حاجة، بس هي هتفرق معايا أنا كتيررررر
-فريدة: عمر!
-عمر مكملا: النهاردة ماما قررت تعمل حفلة، لأ ومش أي حفلة، طبعا زي ما حضراتكو شايفين انها ع مستوى عالي كالعادة.
-تنوعت ردود الجميع ما بين: هو في ايه؟ هو عمر بيقصد ايه؟ الله! عمر عاوز ايه؟
-عمر: الصراحة هي الحفلة معمولة لأن، لأن ماما فرحانة ان يارا بنت عمي اتخطفت!
-الجميع: ايييييييه؟
-عمر: وعشان يارا اتخطفت ففريدة هانم ملاقتش احسن من دي مناسبة عشان تحتفل مع حضراتكو، بس للأسف أنا اكتشفت أن، ان آآآآ...
-فريدة بحدة: عمر!
-عمر: اكتشفت ان أمي مافيش في قلبها رحمة تجاه انسانة كل ذنبها ان امها كانت بنت شغالة، وان بنت الشغالة دي اتجوزت عمي الله يرحمه، فإزاي تتشرف بيها قصادكم
-فريدة: اخرس يا عمر.
-عمر مكملا: ونسيت في نفس الوقت ان الكل زعلان وحزين وقالب الدنيا عليها، فقررت تحتفل بالمناسبة دي، وأظن لو أي حد في حضراتكو كان عنده حد من عيلته مخطوف، أبسط شيء انه هيشاركك ولو وجدانيا ويحس باللي انت فيه، مش يحتفل ولا كأن في حاجة حصلت، فلو حضراتكو حابين تشاركوا فريدة هانم فرحتها فبراحتكو، لكن، لكن أنا عاوز أقولكم ان بالنسبالي انا مش مرحب بوجودكم في الظروف دي هنا في الفيلا.
-فريدة: عمر، انت اتجننت، ازاي تقول كده
-عمر: أنا بس بعرف الضيوف الظروف اللي بنمر بيها، وهما ليهم حرية الاختيار
-فريدة: انت، ولد مش متربي! ازاي تعمل كده؟
-عمر: فعلا أنا مش متربي، وناقص تربية، اعذروني ع صراحتي، أنا أسف، اتفضلوا كملوا اللي بتعملوه.
شعر معظم الحاضرين بالاحراج مما قاله عمر عن يارا وظروف اقامة الحفل، فبدأ البعض منهم في الانصراف، والبعض الأخر في الهمس والتحدث بالسوء عن فريدة، بينما شعرت فريدة بالضيق من تصرف عمر و...
-فريدة: ايه يا جماعة رايحين فين
-أحد الحاضرين: معلش يا فريدة هانم، مش هينفع نكون هنا في الظروف دي، سوري
-سيدة ما: فريدة هانم، كان لازم حضرتك تقدري الظروف، ومكنش في داعي للبارتي دي...
-فتاة ما: واحدة معندهاش دم
-فتاة اخرى: جالها قلب ازاي تعمل الحفلة والبنت مخطوفة
-فتاة ما: مش عارفة والله
-فتاة اخرى: بقولك ايه، أنا ماشية، مالهاش لازمة البارتي دي
-فتاة ما: وأنا جاية معاكي
في احد مكاتب المباحث الجنائية بالقاهرة
كان الجميع يعمل على قدم وساق من أجل ايجاد يارا و...
-اسلام: مافيش ولا كمين لحد الوقتي سجل دخول العربية دي القاهرة.
-وائل: ممكن يكون اتخلصوا من العربية، ودخلوا القاهرة بعربية تانية
-أيمن: أوصاف يارا مع كل الرجالة بتوعنا ع الطريق، واكيد لو حد شافها هتتوقف العربية، وهيبلغونا ع طول.
ثم طرق احد العساكر الباب و...
-العسكري: باشا
-اسلام: خير يا عسكري
-العسكري: يا باشا رامي باشا من مباحث الغردقة بيطلب حضرتك في مكتبك من بدري ومحدش بيرد
-اسلام: اها، طيب أنا هاكلمه، امشي انت
-العسكري: حاضر يا باشا
-اسلام: وهو رامي هيعوز ايه مني
-وائل: كلمه، يمكن عاوز يعرف منك حاجة عن يارا، واهو برضوه عاوز يساعد
-اسلام: اوك.
طلب اسلام زميله رامي هاتفيا و...
-اسلام هاتفيا: حبيب قلبي رامي باشا
-رامي: اسلام باشا، منور والله
-اسلام: الله يخليك
-رامي: بقولك يا باشا
-اسلام: خير يا باشا
-رامي: احنا كان جالنا بلاغ غريب شوية
-اسلام: بلاغ غريب! ده عن ايه ده؟
-رامي: بص انا مش عارف بالظبط عن ايه، بس واحد زميلي كان بيحكي عن ان في واحدة اتصلت من شوية بالنجدة وبلغت عن انها شافت بنت بتتخطف ع طريق الغردقة القاهرة الصحراوي.
-اسلام: ها وبعدين؟
-رامي: والست دي مقالتش عن اسمها ولا عن أي تفاصيل غير ان البنت صغيرة والراجل كان كبير والكلام ده كان تقريبا في الكيلو ((، ))
-اسلام: أها
-رامي: أنا قولت أبلغك باللي سمعته اذ ربما يفيدك في حاجة، مش انتو لسه بتدوروا ع البنت اياها دي
-اسلام: ايوه
-رامي: أنا لما وصلني حاجة حاولت أوصلهالك
-اسلام: اها، طب الست دي مقالتش اسمها ايه؟
-رامي: لأ، واحنا بعتنا دورية في المنطقة هناك تتحرى عن البلاغ بس ملقناش حاجة
-اسلام: هو البلاغ بتاع الست دي كان من امتى؟
-رامي: تقريبا من حوالي ساعتين تلاتة، مش عارف بالظبط
-اسلام: مافيش أي بيوت في المنطقة اللي الست اتكلمت عنها؟ أي ناس عايشة ولا أي حاجة؟
-رامي: لأ معتقدش، معظم المناطق هناك صحرا، يا بيوت خربانة مافيهاش حد
-اسلام: بيوت خربانة!
-رامي: أها.
-اسلام: رامي ابعت كل القوات اللي عندك تمشط المنطقة كويس، يارا احتمال تكون هناك
-رامي: ماشي، ولو اني أشك يعني
-اسلام: بس برضوه ماتستبعدش، أهو أي خيط بنمشي وراه
-رامي: تمام
-اسلام: ولو في حاجة عرفتها كلمني
-رامي: اوك.
أنهى اسلام المكالمة مع رامي، ثم اتصل بجاسر ليبلغه بما حدث و...
-اسلام هاتفيا: بس كده
-جاسر: اسلام انت قولتله يبعت أي دورية تمشط المنطقة اللي هناك
-اسلام: ايوه
-جاسر: أنا مسافر الغردقة الوقتي، ولو عرفت حاجة بلغني
-اسلام: انت هتسافر وانت لسه تعبان
-جاسر: أي حاجة تهون، المهم أطمن ع يارا
-اسلام: ان شاء الله خير
في منزل يارا بالغردقة
طلب جاسر خالد ليبلغه بما عرف من معلومات عن يارا و...
-خالد هاتفيا: يعني، يعني في احتمال تكون هنا؟
-جاسر: أه
-خالد: طب، طب وهتعرفوا مكانها ازاي؟
-جاسر: بص الشرطة هتمشط المنطقة كلها اللي هناك، ولو في جديد هيبلغونا
-خالد: تمام، يا رب يطمنا عليها
-جاسر: ع فكرة أنا جاي في الطريق ليكو
-خالد: ايه جاي؟ يا بني صحتك! ده انت لسه تعبان وملحقتش ترتاح
-جاسر: يا خالد دي اختي، هي مش حد غريب عشان أطنش وأقول أرتاح، وبعدين أي حاجة تعدي لكن يارا لأ.
-خالد: ربنا يبارك في عمرك يا جاسر، بجد مافيش زيك
-جاسر: أنا لو عرفت جديد برضوه هبلغكم
-خالد: تمام
-أدهم: خير يا خالد في ايه؟
-خالد: جاسر بيقول ان احتمال يارا تكون لسه هنا في الغردقة
-أدهم: اييييه؟ لسه هنا!
-خالد: ايوه، وباعتين دوريات تمشط الطريق عليها
-أدهم بلهفة: دوريات؟ طب ليه؟ هو، هو في حد شافها؟
-خالد: في بلاغ اتقدم ان في بنت اتشافت مع واحد ع الطريق وهو بيضربها، وجاسر شاكك انها تكون هي.
-ادهم: طب الكلام ده كان فين؟
-خالد: ما أنا قولتلك ع الطريق
-ادهم: يا خالد فين بالظبط
-خالد: معرفش، هو بيقول ان في دوريات هتمشط المنطقة اللي اتشاف فيها البنت، ولو في حاجة هيبلغونا!
-ادهم: أنا، انا عاوز أعرف هي فين؟ عاوز أروح انقذها بنفسي
-خالد: بلاش تهور، مش لما نعرف بالظبط هي فين تبقى تروح!
في المنزل القديم المهجور.
سمع أفراد العصابة صوت سيارات الشرطة وهي تجول بالقرب من المنطقة و...
-شخص ما: سامع السرينة دي
-شخص أخر: ايوه سامعها
-عدلي: اطلع شوف في ايه بيحصل بس من بعيد، واوعى حد ياخد باله منك
-شخص ما: حاضر يا باشا
-عدلي: وانت جهز العربيات، احنا هنمشي من هنا
-شخص أخر: والبت اللي جوا؟
-عدلي: كتفها كويس وغمي عينيها واكتم بؤها، وحطها في شطنة العربية
-شخص أخر: حاضر يا باشا.
-عدلي في نفسه: قعدنا هنا مش مضمون أكتر من كده، لازم أودي البت دي حتة تانية، ايوه حتة محدش يشك فيها أبدااااااا، وأنا عارف هوديها فين، عند، عند ناهد...!