قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والستون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والستون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والستون

توجهت يارا إلى سيارة عمها، فتحت باب السيارة لتركب في الخلف و...
-يارا: الله! أومال فين عمي؟
-أدهم وهو جالس مكان السائق: صباح الخير
-يارا: انت!
-أدهم: أينعم
-يارا: بتعمل ايه هنا مكان السواق؟
-ادهم: أصل أنا قررت أكون السواق بتاعك النهاردة وآآآ، وكل يوم
-يارا بدهشة: نعم؟
-أدهم: طبعاااا، اومال ايه يا، يا أم عيالي ان شاء الله!
-يارا: أفندم؟ عيد كده تاني اللي قولته
-ادهم: بقولك يالا يا أم العيال.

-يارا: عيال مين؟
-ادهم بخبث: عيالي ان شاء الله
-يارا: استغفر الله العظيم يا رب، بص يا أدهم، أنا مش فايقة لهزارك ده اللي ع الصبح، أنا عاوز أركز في الشغل، ولو سمحت تبطل الحركات دي معايا، ممكن؟
-أدهم: هو انا لسه عملت حاجة، ده أنا بقول يا هادي
-يارا: نعم؟
-أدهم: فطرتي ولا لسه؟
-يارا: اوووف، أدهم اتوكل على الله وخلي السواق يركب مكانك خليني ألحق أروح الشركة
-أدهم: نعم؟ سواق ايه اللي اخليه يجي يقعد معاكي لوحده.

-يارا: الله! ماهو طول عمره بيوصلني، ايه الغريب في كده
-أدهم: خلاص جبرنا معدتش في سواق
-يارا بخضة: ايه ده قطعتوا عيشوه؟ حرام عليكوا، ليه تعملوا كده
-أدهم: اييييه، اصبري شوية ع رزقك، احنا مقطعناش عيش حد، انا بس فكرت أريحه شوية، أنا شايف الراجل بيشقى ودايخ معانا في المشاوير، رايح جاي، جاي رايح، فقولت أخلي في قلبي شوية رحمة وأتولى مهمة توصيلك للشركة، شوفتي أنا حنين ازاي
-يارا: لأ واضح فعلا.

-أدهم: ولسه ياما هتشوفي العجب مني
-يارا: ربنا يستر
-ادهم: نتوكل بقى على الله
-يارا بدهشة: الله، هو احنا مش هنستنى عمي
-ادهم: عمك مين
-يارا: ابوك
-أدهم: لأ أبا الحاج راح الشركة من بدري
-يارا: نعم؟ ازاي قدر يصحى بدري ويروح لوحده
-أدهم: الراجل ماشاء الله من الجيل المتربي ع السمنة البلدي، مش زينا جيل مخستع، بصي وشي خاسس ازاي؟ يرضيكي كده
-يارا: لا والله.

-ادهم: ايوه، ده أنا حتى الدكتور موصيني أقعد جمب الحاجات اللي تفتح الشهية عشان صحتي ترد
-يارا: يا سلام، ده باعتبار ان انا دوا فاتح للشهية
-ادهم: وهو في احلى من كده فاتح للشهية
-يارا: ممم، طب اطلع يا اسطى ع الشركة
-أدهم وهو ينطلق بالسيارة نحو الشركة: اسطى!
-يارا: ايه مش عاجبك؟
-ادهم بخبث: لأ عاجبني، اسطى اسطى بس المهم نفضل اتنين مش تلاتة لحد ما نوصل بالسلامة الشركة..!

-يارا مستفهمة: تلاتة! طب مين التالت ده اللي هيركب معانا؟
-أدهم بثقة: الشيطان
-يارا: نعم؟
-أدهم: اصله هو استغفر الله العظيم عمال يرمح في دماغي من الصبحية، وانا حايشه بالعافية انه يطلع من دماغي ويجي يقعد جمبنا، وأنا عارفه ماهيصدق
-يارا: أها، قولتلي بقى، طب استعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ماشي! احنا مش ناقصين ذنوب ع الصبح، عاوزين نكسب حسنات مش سيئات.

-ادهم وهو يعدل المرآة الأمامية ويوجهها ناحية يارا: عندك حق، انا فعلا عاوز اشوف الحسنات الحلوة اللي منورة رقبتك، قصدي أعد الحسنات دي، يوووه آآآ، قصدي أكسب حسنات واهوو كله بثوابه..!
-يارا مقاطعة: لو سمحت
-أدهم: ما أنا بحاول أتوب اهوو وأدور على الحسنات
-يارا: بص قدامك
-ادهم: لأ أنا مبسوط أوي كده
-يارا: في حد يسوق وعينه ع المراية دي طول الوقت
-ادهم بابتسامة: أيوه أنا
-يارا: والله بعمايلك دي مش هنوصل الشركة.

-ادهم: ان شاء الله هنوصل.

قاد أدهم السيارة بسرعة بطيئة جدا لا تتجاوز ال 30 كيلو مترا كحد أقصى مما أصاب يارا بالضيق والملل و...
-يارا: مافيش اسرع من كده
-أدهم: الله! بلاش تسربعيني، وبعدين في التأني السلامة، وفي البسكلتة الندامة
-يارا: بسكلتة!
-ادهم بغمزة: ماهي العجلة هي البسكلتة ولا ايه؟
-يارا: ممم، تصدق مكونتش أعرف، بس احنا كده مش هنوصل ولا السنة الجاية
-ادهم: وماله
-يارا: أفندم.

-أدهم: قصدي متلبوخنيش، وبعدين انتي مش شايفة الشبورة قصادي عاملة ازاي، عاوزانا نعمل حادثة!
-يارا: شبورة ايييه دي اللي في الشارع السعادي؟ ده الشمس طالعة مزنهرة أهي في السما، بص كويس وشوووف
-ادهم: ما أنا باصص اهو كويس وشايف القمر منور معايا تحت
-يارا: أنا مش هخلص منك بقى
-ادهم: لأ
-يارا: يا مهون يا رب
-ادهم: ايوه ادعي كده من قلبك، ربنا يهون علينا ويقرب البعيد
في شركة الصياد.

وصل أدهم إلى الشركة بعد وقت طويل، كادت يارا أن تفقد أعصابها من طريقة ادهم الجديدة معها و...
-يارا: ان شاء الله دي أخر مرة أركب معاك فيها العربية
-أدهم: عندك حق، العربية مش آمان، احنا أحسن حاجة نعملها نركب البسكلتة، انتي قدامي وورا الجادون، وأنا أحاوطك بدراعاتي عشان ماتوقعيش
-يارا: وأهو بالمرة نغني سوق بينا يا اسطى على الكورنيش
-أدهم مكملا: ناكل درة ونشرب مانجة..
-يارا: والله العظيم انت فايق ورايق.

-أدهم: وهو في حد يشوفك ومايبقاش رايق
-يارا: لالالا، مش ممكن، انت اكيد مش طبيعي
-ادهم: اه، جسى قورتي كده هتلاقيني سخنان حبتين
-يارا: ياااا ربي، عن اذنك.

توجهت يارا إلى مكتبها الجديد والذي انبهرت بتصميمه الرائع و شكرت عمها كثيرا على مجهوده فيه و...
-يارا بفرحة وانبهار: ماشاء الله يا عمو، المكتب رائع
-رأفت: عجبك
-يارا: جدااااا، أنا متوقعتش انه يكون كده
-رأفت: طبعااااا، دي أقل حاجة تليق بيارا رفعت الصياد
-يارا: ربنا يخليك لينا يارب
-رأفت: وفي طقم سكرتارية خاص بيكي، مسئول عن كل حاجة تخص شغلك وهيساعدك في كل حاجة
-يارا: تمام أوي.

-رأفت: وطبعا لو احتاجتي أي حاجة أنا موجود
-يارا: اوك يا عمو
-رأفت: اه بالمناسبة مكتب ادهم جمبك
-يارا: جمبي!
-رأفت: ايوه، انا قولت تبقوا جمب بعض عشان لو في حاجة في الشغل متأخرة تنجزوها سوا
-يارا بضيق: أها
-رأفت: عاوز اشوف حماستك في الشغل
-يارا: ان شاء الله
-رأفت: اسيبك بقى الوقتي، ولو عوزتي حاجة عندك السكرتارية يا تكلميني
-يارا: اوك.

انصرف رأفت إلى مكتبه، بينما ظلت يارا تتأمل مكتبها في فرحة إلى أن قطع تأملها أدهم، حيث دلف إلى الداخل من باب جانبي وهو يحمل صينية بها شربات و...
-أدهم بفرحة: أحلى شربات بمناسبة المكتب الجديد
-يارا بخضة: انت، انت دخلت هنا ازاي
-أدهم: من الباب طبعا
-يارا: أقصد ايه اللي جابك هنا؟

-ادهم: ايه ده انتي متعرفيش، مش أنا وصيت بابا يعمل باب بينا كده، اذ ربما يعني أحتاج لحاجة كده ولا كده، مش معقول هفضل داخل خارج قصاد الموظفين
-يارا: أنا هقفل الباب ده بالمفتاح
-أدهم: لأ ده من غير كالون أصلا، حاجة كده مالهاش لازمة، وقريب أوي هنشيله
-يارا: يا رب هون
-ادهم وهو يمد يده بالشربات: خدي بقى اشربي ده
-يارا: ايه ده
-أدهم ببراءة: شربات فرحنا
-يارا: نعم؟ فرح مين ان شاء الله؟

-أدهم: بقول فرحتنا مش فرحنا، انتي كده دايما ظلماني وبتفهميني غلط!
-يارا: يا سلاااام، أنا برضوه
-ادهم: أيوه طبعا، وأنا مش هاسكت على ده بعد كده
-يارا: هتعمل ايه يعني
-ادهم وهو يقترب منها: هاصلح غلطي
-يارا بتوتر: من فضلك
-أدهم: هو انتي خليتي فيها من فضلي
-يارا: ارجوك
-ادهم برومانسية: ده أنا آآ، آآآآ
-يارا بصوت مرتفع وقوي: اتفضل يا عموووو رأفت
-ادهم بخضة: ميييين؟ فيييين؟

-يارا وقد ابتعدت عنه وتوجهت ناحية باب مكتبها: اتفضل بقى من غير مطرود، أنا ورايا شغل
-أدهم وهو يتجه ناحية الباب المشترك: لأ أنا هخرج من هنا، أصل الباب ده جرار، لا بيصد ولا بيرد، حاجة كده آآآ...
-يارا مكملة: مالهاش لازمة
-أدهم: الله يفتح عليكي يا أخت يارا.

خرج أدهم من باب الغرفة المشترك، بينما ابتسمت يارا و...
-يارا بابتسامة: واحد مجنون
-أدهم وهو يدلف مرة أخرى للمكتب: أه والله، أنا فعلا مجنون، بس مجنون يارا..!

في مكتب رأفت
كان رأفت يتحدث مع أحد الأشخاص حول أهمية حضور احد المؤتمرات المنعقدة في مدينة الغردقة و...
-رأفت هاتفيا: أها، تمام، والمؤتمر ده امتى
-المتصل: ...
-رأفت: مممم، بس انا عندي ضغط اليومين دول
-المتصل: ...
-رأفت: هو الصراحة فرصة اننا نشوف الجديد في عالم العقارات، انت قولتلي هيتعمل فين؟
-المتصل: ...
-رأفت: ايه ده بجد؟ في الغردقة! طب والله كويس اوي
-المتصل: ...

-رأفت وقد أخذ يفكر في شيء ما: لالالا، اطمن أنا هتصرف واخلي حد تبعي يحضر المؤتمر
-المتصل: ...
-رأفت: على بركة الله، متقلقش، مش هضيع الفرصة دي ان شاء الله
-المتصل: ...
-رأفت: ماشي ماشي، أشوفك ع خير ان شاء الله، سلام..!

-رأفت لنفسه بعد ان أنهى المكالمة: والله فكرة، أنا لو قولت ليارا ع المؤتمر ده اكيييد هتوافق انها تروح، وخصوصا انه في الغردقة، واهي فرصة تشوف أصحابها وزمايلها اللي هناك، وكمان تزور قبر جدتها نجاة..

طلب رأفت من السكرتيرة أن تبلغ يارا بأن تحضر إلى مكتبه على الفور و...
-رأفت للسكرتيرة: ابعتيلي الآنسة يارا فورا ع مكتبي، قويلها عمك عاوز حالا
-السكرتيرة: حاضر يا فندم
-رأفت: ولو مشغولة خليها تسيب اللي في ايدها
-السكرتيرة: تمام يا فندم.

حضرت يارا إلى مكتب عمها الذي أبلغها برغبته في أن تحضر المؤتمر بالغردقة، رحبت يارا بالفكرة كثيرا و...
-رأفت: ها ايه رأيك؟
-يارا: أنا موافقة طبعا يا عمو
-رأفت: انا قولت كده برضوه انك اول ما هتعرفي ان المؤتمر في الغردقة هتوافقي بدون تفكير
-يارا: طبعا، حضرتك متعرفش اد ايه الغردقة وحشتني جدا، وأصحابي وزمايلي نفسي كنت اشوفهم من زمان، ده غير اني عاوزة أزور جدتي الله يرحمها
-رأفت: الله يرحمها.

-يارا: اللهم امين
-رأفت: خلاص يا بنتي، جهزي نفسك لحضور المؤتمر، هو هيكون بكرة ان شاء الله، وأنا هاحجزلك تذاكر الطيارة، وهتلاقي مندوب الشركة هناك هيساعدك ويدلك ع كل حاجة
-يارا: اوك يا عمو
-رأفت: بس اعملي حسابك مافيش بيات هناك، التذكرة رايح جاي، هتخلصي المؤتمر وتسلمي ع أصحابك وترجعي
-يارا: اوك
-ادهم وقد دلف للمكتب: تذكرة ايه دي اللي بتحكوا عنها
-يارا: حاجة تبع الشغل
-أدهم: يعني مش تذاكر سينما.

-رأفت: هو في حد أصلا بيروح السينما الوقتي
-أدهم وهو ينظر ليارا: لا والله يا بابا مافيش، بس أنا ممكن اروح لو في ناس معينة رايحة
-يارا: ماشي يا عمو، هتعوز مني حاجة تانية
-رأفت: لأ، وانتي استعدي وشوفي المطلوب ايه، انا هبعتلك نسخة من كل حاجة عن المؤتمر
-يارا: اوك، عن اذنك
-رأفت: اتفضلي
-ادهم: مؤتمر ايه ده يا بابا
-رأفت: ده مؤتمر عن الاستثمار العقاري، حاجة كده بنستفيد منها في صفقات وأفكار جديدة.

-أدهم: اها، وده هيكون فين؟
-رأفت: في الغردقة
-أدهم: ايه، الغردقة
-رأفت: ايوه، وانا كلفت يارا انها تروح المؤتمر ده
-أدهم: لوحدها
-رأفت: اها، وبعدين أحمد مندوب الشركة هيكون هناك
-أدهم: يا سلااااام، يعني عادي تروح مع أحمد ده كده لوحدها
-رأفت: هي رايحة تتفسح، ده شغل
-ادهم: طب أنا بقى عاوز احضر المؤتمر ده
-رأفت: اشمعنى؟
-أدهم: أنا عاوز أكتسب خبرة، دي فيها ايه دي.

-رأفت: لا والله، وانت من امتى بتهتم بالمؤتمرات يعني؟ ده انا ياما كنت بسترجاك تروح تحضر مع اخوك وتتعلم منه وكنت بترفض
-أدهم: أهوو طقت في دماغي أروح الوقتي، وبعدين أنا رايح مخصوص عشان ي، قصدي أتعلم
-رأفت: طيب، خلاص جهز نفسك للسفر مع يارا
-ادهم بفرحة: اشطاااا
-رأفت: هحجز كده تذكرتين في الطيارة لبكرة، وأقول لأحمد يستناكوا
-ادهم: طيارة ايه اللي هنسافر بيها، انا ان شاء الله هسافر بالعربية
-رأفت: ليه يا بني.

-ادهم بكذب: أصل آآآ، اصل الباسبور بتاعي عاوز يتجدد، وأنا ملحقتش اعمله
-رأفت: هو أنا مش كنت مجددهولك من قريب
-أدهم: أه، بس خلصت صلاحيته
-رأفت: ازاي يعني
-ادهم: عادي يا بابا، زي اي حاجة ما بتخلص، المهم أحنا هنسافر بالعربية، ,اهو نسلي بعض في الطريق، دي فرصة يابابا فررررصة
-رأفت بعدم فهم: فرصة ايه؟
-أدهم: فرررصة أتعلم وأكتسب خبرات، وأنا أموت في الخبرات اللي من النوع ده...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة