قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والخمسون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والخمسون

رواية الفريسة و الصياد الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والخمسون

في قاعة دار المناسبات
-يارا مكملة ببكاء: كنت هتجوز مجبرة، كنت هعيش تعيسة، ليه عملتوا فيا كده، انتو مش متصورين الكام يوم اللي عشتهم هنا عملوا فيا ايه؟
-رأفت: اهدي يا بنتي.!
-يارا: حرام عليكو، حرااااام!
-خالد: يارا أنا كنت مفكر انك آآآ...
-يارا: مفكر ايه بالظبط؟ ده انت حتى مدتنيش فرصة للتفكير، كل همك بس تحميني، ماشي متشكرين يا سيدي، لكن حمايتك ليا شيء والجواز شيء تاني خالص.

-رأفت: هو كان غرضه شريف يا بنتي
-يارا: حتى انت يا عمي حاولت تفرض عليا شيء بدون ما تسألني رأيي ايه
-رأفت: أنا والله غرضي يا بنتي انك تفضلي معانا
-يارا: أفضل معاكو بالحب مش بالاجبار، مش انه يتم التشهير بيا عشان خاطر أتجوز خالد أو أدهم حتى
-خالد: انا غرضي أحميكي، مش هستحمل حد يمسك بقشاية.

-يارا: وانا مش عاوزة الحماية اللي من النوع ده، انت يا خالد ياللي فكرت فيه وعملته مش بس دمرتني، لأ كسرت بقلب واحدة تانية في ليلة فرحها، حتى لو كنت بكرهها وعاوزاها تولع لكن كسرة القلب وحشة، وحشة
-خالد: أنا مقصدتش ده، بس مكنش قدامي حل غير اني آآآ...

-يارا: الحلول كتير، بس فكرة حب التملك والسيطرة هي اللي جت في بالك، بحكم بقى شغلك أو شخصيتك أنا مش عارفة تحديدا، لكن اللي أعرفه ان أنا مشاعري في كل ده ملغية..!
-خالد: يارا آآآآ...
-يارا: أنا عاوزة أمشي من هنا، أنا أسفة، كفاية تمثيل لحد كده
-رأفت: ايه
-يارا: اللي حضراتكو سمعتوه، انا عاوزة أروح
-رأفت: طب والفرح والمعازيم والناس اللي موجودة وآآآ...

-خالد مقاطعا: خلاص يا بابا، مافيش داعي، اعمل اللي يارا عاوزاه
-رأفت: لا حول ولا قوة إلا بالله، حاضر
في خارج القاعة
كان أدهم يجلس مع شاهي في سيارته و...
-أدهم: شاهي أنا أسف ع اللي حصل، أنا عارف ان انتي مكنش ليكي ذنب، واتخدتي غلط في الرجلين بس آآآ...
-شاهي: ليه عملت فيا كده يا أدهم؟ ليه؟
-أدهم: أنا مقصدش
-شاهي: ليه خلتني احبك؟
-ادهم: شاهي انت عارفة كويس من الأول اني مش بتاع جواز.

-شاهي: كان عندي أمل اننا نتجوز
-ادهم: أنا أسف يا شاهي، انتي ليكي معزة في قلبي، بس، بس آآآ..

-عمر مقاطعا: جاسر بيدور عليكي يا شاهي
-شاهي: هو فين
-عمر: كان في الحمام، وبعد كده أعد يسأل عليكي
-شاهي: اوك، قوله ان أنا هنا
-أدهم: روح يا عمر ناديله، أنا هوصلهم للبيت
-شاهي: يكون أحسن
-عمر: طيب.

-أدهم: يارا مش عاوزك آآآ...
-شاهي: انا شاهي يا أدهم مش يارا!
-ادهم باحراج: آآآ، سوري يا شاهي
-شاهي بضيق: اوووف.

ظل أدهم صامتا لفترة من الوقت، هو يشعر بالضيق لما حدث مع شاهي، ولما صارت إليه الأمور مع يارا..
كان يظن في البداية أن مسألة عناده مع يارا وتحديه الدائم لها هو تحدي الصياد لفريسته، ولكن للأسف لم يدرك انه وقع دون قصد في حبها، وعليه الآن أن يكتم هذا الحب بداخله لأنه غير مصرح له أبدا ان يعلن عنه، فيارا قد صارت زوجة أخيه، أو هكذا اعتقد!

خرجت يارا من القاعة والدموع على وجهها، ترجل أدهم من السيارة محاولا أن يفهم ما حدث و..
-ادهم: الله مش دي يارا
-شاهي: أه هي ست بتاعة
-أدهم: مالها بتعيط ليه، أنا نازل اشوفها
-شاهي: انت حر.

-أدهم وهو يتوجه مسرعا ناحية يارا: يارا! ياااارا، مالك في ايه؟
-يارا: ملكش دعوة
-أدهم: خالد زعلك في حاجة؟ وبعدين مش المفروض انتو كتبتوا الكتاب خلاص؟
-رأفت مقاطعا: مافيش كتب كتاب!
-ادهم: ايييه؟ طب ليه؟
-رأفت: يارا قالت لأ
-يارا: بعد اذنك يا عمي، مش عاوزة أتكلم في أي حاجة
-رأفت: حاضر يا بنتي
-ادهم مستفهما: هو ايه اللي حصل جوا؟
-رأفت: بعدين، بعدين.

حضر خالد من الداخل ولحق به عمر وجاسر، وركب الجميع السيارات وتوجهوا إلى فيلاتهم أولا، ثم توجه رأفت إلى قاعة الأفراح ليلغي حفل الزفاف...

في قاعة الأفراح
علت الهمهمات والأحاديث الجانبية حينما أعلن رأفت بكل وضوح عن الغاء حفلتي الزفاف و...
-رأفت بصوت مرتفع: أنا بعتذر يا جماعة بس هنضطر نأجل الفرح، شرفتونا كلكم، وشكرا على حضوركم، ومرة تانية احنا أسفين
-تنوعت ردود المدعوين ما بين
- اووه، ليه بس؟
-هو ايه اللي حصل؟
- OMG..
- اكيد في حاجة حصلت
- العريس مرضاش بالعروسة أو في مشاكل...
-طبعا فريدة هانم السبب
-هي أصلا مش موافقة ع الجوازة.

-ناهد بصدمة: ايييه؟ فرح مين اللي هيتأجل؟
-رأفت: الكل! أدهم ويارا، خالد وشاهي
-ناهد: لييييه؟ عشان ايه؟
-رأفت: هفهمك يا ناهد هانم بعدين
-فريدة بفرحة: احسن
-ناهد بصدمة: مش ممكن، مش معقول
-رأفت: معلش، لما تعرفي اللي حصل أكيد هتعذري
-ناهد بعدم تصديق: ازاي! ازاي ده يحصل؟ وفين شاهي وجاسر وآآآ...
-رأفت: زمانتهم في الفيلا
-ناهد: أنا، أنا مش عارفة أقول ايه، بجد أنا مصدومة، عن اذنكو.

-فريدة: أنا مكونتش حابة الجوازة دي أصلا
-رأفت: اهو الفرح اتأجل عشان ترتاحي
-فريدة: خير ما عملت، الحمدلله اننا خلصنا منها
-رأفت: خلصنا منها ايه بس، ده احنا لسه بنقول ربنا يستر من اللي جاي
-ناهد هاتفيا: شوفت الكارثة اللي حصلت
-عدلي: اه
-ناهد: هنتصرف ازاي دلوقتي
-عدلي: معرفش
-ناهد: انت بترد عليا باختصاركده ليه، هو في حد جمبك
-عدلي: أيوه، انا مروح مع المدام
-ناهد: اوووف
-عدلي: هنتكلم بعدين ان شاء الله، سلام.

-رحاب: مين يا عدلي
-عدلي: مافيش، ده بس عشان الفرح اتلغى فالناس بتسأل
-رحاب: اها
-عدلي: كده مابقاش قدامي غير اني أتصرف بطريقتي
-رحاب: في ايه
-عدلي: هه، ماتخديش ف بالك
-رحاب: اوك
في فيلا رأفت الصياد
في غرفة يارا
طرق عمر الباب، ثم سمحت له يارا بالدخول و..
-عمر: ازيك دلوقتي؟
-يارا: الحمدلله
-عمر: أنا عارف ان الموقف كان صعب وآآآ...
-يارا: عمر، بجد أنا عاوزة أشكرك ع اللي عملته.

-عمر: تشكرني على ايه، أنا معملتش حاجة والله
-يارا: متقولش كده، لولا انك نبهتني باللي كان هيحصل مكونتش خدت بالي وصدقت اللي عملوه
-عمر: أنا عارف يا يارا اني مقدرش أشوف حد بيشتغلك وأسكت، انتي غالية عليا، وأنا وعدتك اني هفضل معاكي وجمبك مهما حصل
-يارا: شكرا يا عمر، انت بالنسبالي أكتر من أخ، ومساندتك ليا بجد متتقدرش
-عمر: المهم خدي بالك، أنا عارف ان خالد وأدهم نيتهم كانت طيبة بس آآآ..

-يارا مقاطعة: بس الاتنين استغلوني، وضحكوا عليا ولعبوا لعبة قذرة عليا
-عمر: أها، انا كنت هفضل شايل الذنب لولا إني بالصدفة سمعت خالد بيتكلم مع بابا في المكتب لما كنت راجع كعادتي احم، من بره
-يارا: اها
-عمر: هما افتكروا انتي مسمعتش حاجة وغيروا الكلام، بس أنا أفهمها وهي طايرة
-يارا: المهم انا عاوزة اعرف ليه عدلي ده عاوز يموتني، وناهد لما هي مراته محدش يعرف ليه.

-عمر: مممم، احنا نشتغل مخابرات ونحاول نعرف السبب
-يارا: اما أفوق بس من اللي حصل، ونحاول نفكر سوا
-عمر: تمام، بس تصدقي اكتر حد هيكون مبسوط باللي حصل هو...
-يارا: أمك
-عمر: بالظبط، فريدة هانم الرفاعي
-يارا مقلدة فريدة: أنا متخيلة منظرها وهي بتقول أوووه، Thanks God الحمدلله ابني متجوزش البت اللوكال بنت الخدامين دي، I am so happy
-عمر: هههههههههههههه
-يارا: يالا انت بقى يا عمر ع أوضتك.

-عمر: اوك، بس تصدقي الواحد كان نفسه يشوف ردة فعل خالتي ناهد لما تعرف ان جاسر عرف بكل اللي حصل
-يارا: بجد الوحيد اللي صعبان عليا، انسان نقي وطيب، لكن أمه أعوذو بالله
-عمر: اه والله
-يارا مكملة: ورغم ان شاهي دي بت تستاهل الحرق بس برضوه صعبان عليا تعرف ان امها ضاحكة عليها كل المدة دي
-عمر: ربنا يكفينا الشر، عيلة مفككة
-يارا: اها..
في فيلا ناهد الرفاعي.

وصلت ناهد إلى الفيلا لتتفاجيء بوجود شاهي وجاسر يجلسان في انتظارها و..
-ناهد: احم، انتو، انتو جيتو، ايه اللي حصل بالظبط فاهموني؟
-جاسر: مين عدلي ده يا ماما
-ناهد: هه، عدلي! آآآآ...
-جاسر: ده جوزك صح؟
-ناهد: لأ، آه، اقصد، انت جبت الاسم ده منين وبتسأل أصلا عنه ليه؟
-جاسر: مش مهم جبت الاسم منين، المهم مين ده وايه علاقتك بيه؟

-ناهد: آآآ، علاقة ايه بس يا جاسر، ايه الكلام الغريب اللي انت بتقوله ده، وبعدين حاسب كده خليني اشوف اختك واللي جرالها
-شاهي: انا عاوزة اعرف مين عدلي ده يا مامي!
-ناهد: هه، انتي كمان؟
-جاسر: ايه يا ناهد هانم، هو صعب عليكي انك تقولي ان عدلي ده يبقى جوزك
-ناهد بصدمة: هه، انت، انت بتقول ايه؟
-جاسر: بقول اللي مخبياه بقالك سنين عننا
-ناهد: لألألألأ، انت فاهم غلط.

-جاسر: يا ناهد هانم، هو ايه اللي فاهم غلط، طيب فهميني انتي الصح
-ناهد: أنا، انا معملتش حاجة غلط
-شاهي: بتتجوزي يا مامي من غير ما تقوليلنا؟ طب ليه؟ ليه يا مامي؟
-جاسر: الغلط يا ماما انك تتجوزي في السر!
-ناهد: أنا اتجوزت على سنة الله ورسوله، يعني مش عرفي ولا حاجة، وبعدين أنا، أنا مغلطتش، ده حقي
-جاسر: ولما هو حقك يا ناهد هانم، مخبياه ليه من سنين؟

-ناهد: آآآ، عشان، عشان آآآآ، ، انت أصلا بتحقق معايا زي ما أكون متهمة يا حضرت الظابط، ونسيت ان أنا أمك!
-جاسر: ماهو عشان انتي أمي أنا مش قادر اتصرف معاكي، حاسس اني متكتف، لأ الأخطر اني حاسس انك استغفلتينا من سنين
-ناهد: هه
-جاسر: تسوى ايه اني أعرف زيي زي الغريب ان امي متجوزة من زمان ومش قايلة!
-ناهد: ظروف
-جاسر: ظروف ايه اللي تخليكي تتجوزي في السر ومن غير ما تقوليلنا؟

-ناهد: كنت خايفة ماتوافقوش لما تعرفوا
-جاسر: وكده احنا هنوافق يعني؟
-ناهد: والله اللي حصل بقى، وبعدين أنا قصرت معاكو في حاجة؟، ما أنا شايفة كل طلباتكم
-جاسر: هو ده اللي همك وبس! انك مقصرتيش في حاجة!
-ناهد: أيوه، عاوزني أفضل كده من غير جواز، أديني اتجوزت، عاوزني آئمن مستقبلكم ازاي؟ كان لازم اتجوز وأعمل بيزنس عشان أصرف عليك انت واختك.

-جاسر: طب بمناسبة البيزنس بقى يا ناهد هانم، ايه علاقتك برفعت الصياد ومراته؟
-ناهد بخوف: هه، آآآ، ر، رفعت الصياد
-جاسر: ايوه رفعت
-ناهد: أنا، أنا ماليش علاقة بيه
-جاسر: طيب تفسري بايه انه بيتقال ان ليكي علاقة بموته
-ناهد: كدب! الكلام ده كدب، أنا ماليش دعوة بحاجة، هو مات في حادثة
-جاسر: اللي بيتقال غير كده خالص
-ناهد: ده افترى وظلم، أنا ماليش دعوة بحاجة.

-جاسر: ازاي ملكيش دعوة وانتي مرات عدلي بيه شريك رفعت الصياد وليكي نسبة في الشركة
-ناهد: ده، ده حقي
-جاسر: حقك!
-ناهد: ايوه، ده جزء بسيط أوي من حقي عند عيلة الصياد!
-جاسر: مش فاهم!
-ناهد: مش مهم تفهم، بس اللي عاوزاك تعرفه اني بعمل كل حاجة عشان مصلحتك انت واختك، عشان أضمن مستقبلكم واجيب حقكم
-جاسر: حقنا؟ من مين؟
-ناهد: من عيلة الصياد
-جاسر: ليييييه؟ احنا مالنا ومال عيلة الصياد
-ناهد: ده مالنا ونص.

-جاسر: أفندم؟
-ناهد: ايوه ده حقك وحقي من زمان
-جاسر: حقي في ايه بالظبط
-ناهد: حقك اللي ابوك كله عليا، صحيح كانت غلطتي في الأول، بس أنا بحاول أصلح غلطتي دي وأرجعلك حقك
-جاسر: حقي ايه ده اللي عمالة تتكلمي عنه، انا ماليش حق عند عيلة الصياد
-ناهد بحدة: لأ ليك حق، لما تكون ابن رفعت الصياد يبقى لازم اجيبلك حقك من عيلته!
-جاسر: انتي بتقولي ايه؟ ايه الكلام ده
-شاهي: مامي، يعني ايه كلامك ده؟

-ناهد: أيوه مش انت عاوز تعرف الحقيقة، انت ابن رفعت الصياد
-جاسر واضعا يده على رأسه: مش ممكن
-ناهد: دي الحقيقة، ابوك مش يسري، انت ابن رفعت الصياد الكبير، بس، بس رفعت مايعرفش ده، أنا خبيت عليه انك ابنه ولما طلقني اتجوزت يسري وبعدها خلفتك ويسري فاكر انك ابنه
-شاهي: لألألأ مش معقول
-جاسر: انتي، انتي بتقولي ايه؟
-ناهد: بقول اللي انت عاوز تسمعه
-جاسر: مش ممكن
-ناهد: انا بحاول بقى أرجعلك حقك
-جاسر: حقي!

-ناهد: ايوه حقك اللي ضاع من سنين
-جاسر: مش ممكن، مش ممكن، انتي أكيد جرالك حاجة في عقلك عشان تعملي كده
-ناهد بحدة: ولد! اتكلم معايا كويس
-جاسر: أنا مش عارف أقول أيه، بجد أنا مصدوم، انتي استحالة تكوني أم، مافيش أم تعمل كده
-ناهد: اخررررس! انا عملت كل ده عشانك انت وأختك
-جاسر: متقوليش عشاني!
-ناهد: لأ هاقول، ومستعدة أعمل أكتر من كده كمان عشان أرجع كل اللي راح.

-جاسر وهو يبتعد: وأنا مش عاوز حاجة، مش عاوز حاجة
-ناهد: استنى هنا، أنا مخلصتش كلامي لسه، جااااااسر! جاااااسر!
-شاهي: أنا مش مصدقة يا مامي، بقى يطلع من حضرتك كل ده
-ناهد: شاهي، استني
-شاهي وهي تجري ناحية الدرج: مش ممكن، أنا أكيد بحلم، أيوه أنا في كابوس وهصحى منه
-ناهد: شاهي اسمعيني.

دلفت شاهي إلى غرفتها وهي لا تكاد تستوعب ما حدث معها خلال هذا اليوم، وقررت أن تضع حدا لهذه المعاناة و، و، تنتحر...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة