قصص و روايات - نوفيلا :

رواية العنيد الجزء الرابع فصول خاصة بمناسبة عيد الأم الفصل الثاني

رواية العنيد الجزء 4 فصول خاصة بمناسبة عيد الأم

رواية العنيد الجزء الرابع فصول خاصة بمناسبة عيد الأم الفصل الثاني

ليلي واقفه علي السلم وبصالهم الاتنين
ليلي: مين ده !
ادهم اخد نفس طويل: اسمه أريان ..
ليلي: اهلا أريان بس برضه مين ده ؟
ادهم: والدته كانت زميلتي في المهمه الاخيره واستشهدت
ليلي شهقت ونزلت للولد وضمته: حبيبي معلش تعال معايا .. انت اكلت !

أريان: اه أكلت في الفندق
ليلي: ادهم كنت جبته من بدري كان قعد وسط العيال ليه خليته لوحده في الفندق !
ادهم: يعني مكنش جو مناسب المهم خليه يطلع يرتاح شويه
ليلي: تعال اوضه يوسف تعال
اخدته وطلعته لاوضه يوسف واول ما نورت النور يوسف اتعدل
ليلي: يوسف ده اريان هيقضي معانا الليله اوك
يوسف ابتسم: اهلا اريان اتفضل
قام يوسف يرحب بيه وليلي شدته بره للحظه: يوسف حبيبي الولد مامته اتوفت عامله كويس اوك.

يوسف: حاضر يا ماما
راحت لجوزها اللي كان قاعد علي السرير منتظرها واول ما دخلت بصلها
ليلي: مالك ! ده اللي كان قالقك! مقولتيش ليه انه حد من زمايلك اتوفي مكنتش عملت حفله
ادهم: الحفله كانت للعيله كلها والعيال اتبسطت وده المهم
ليلي: المهم احكيلي ايه اللي حصل !
ادهم حكالها كل اللي حصل بالتفصيل
ليلي: يعني صوفيا هيا الصديق القديم اللي انا معرفوش !

ادهم: ايوه
ليلي: وليه مقولتليش قبل ما تسافر !
ادهم: معرفش .. يمكن خفت من رد فعلك مش عارف يا ليلي صراحه
ليلي: واريان ! مين اهله !
ادهم: مالوش اهل .. اصلا انا اتفاجئت بيه .. محدش كان يعرف ان صوفيا لها ابن اصلا
ليلي: هيا مكنتش متجوزه !
ادهم: لأ
ليلي: امال مين ابو الولد !

ادهم بصلها وسكت ومعرفش يقولها ايه بس قام من جنبها وفتح باب البلكونه ووقف فيه واخد نفس طويل
ليلي بحذر: انت كانت ايه طبيعه علاقتك بصوفيا زمان !
ادهم بصلها كتير: زي علاقتي بكل اللي عرفتهم قبلك
ليلي دموع لألئت في عنيها: يعني أريان ممكن يكون !
أدهم: معرفش
ليلي: وهتعمل ايه !

أدهم: مش عارف
ليلي زعقت مره واحده: بطل تقولي مش عارف دي
ادهم بصلها: معنديش اجابات يا ليلي ماشي مجرد اني معنديش إجابات ولو مش عايزه تسمعيها فبطلي تسألي اسئله ملهاش اجابات حاليا ..
ليلي قعدت علي السرير وسكتت تماما مش قادره تفكر هيا كمان .. هتلومه علي علاقه عدت قبل حتي ما يعرفها ! ماهي سبق واتحطت في الموقف ده قبل كده وواجهته .. لا دلوقتي هيا تعبانه مجرد انها تعبانه ...
مره واحده نامت في السرير واتغطت وسكتت تماما وده قلق ادهم عليها فراح وقعد جنبها في الارض وبصلها: عارف ان الحمل تقل عليكي قوي .. عارف يا ليلي .. واي قرار هتاخديه مش هلومك فيه ..

ليلي بصتله: ايه هو القرار اللي المفروض اخده لاني مش عارفاه
ادهم حط ايده علي خدها: مش عارف اللي عارفو اني بحبك .. بحبك اكتر من روحي يا ليلي بس مش عارف ليه الدنيا بتلعب بينا كده
ليلي مسكت ايده ودموعها نزلت: ليه سافرت ؟
ادهم: علشان كان لازم أريان يظهر ولازم اجيبه هنا ولازم حبنا يتحط في اختبار تاني
ليلي مسكته من ياقه قميصه وشدته عليها وهو اتعدل وضمها قوي لصدره وهيا دفنت وشها في صدره: انا بحبك قوي يا ادهم مهما يحصل ومهما يكون ..
ادهم بصلها: هاعمل ايه طيب ؟

ليلي: هنروح بكره المستشفي وهنعمل تحليل لل DNA وهنعرف اذا كان فعلا ابنك ولا لأ والباقي مع الوقت هنعرفه
ادهم ضمها تاني لحضنه وقرب من مراته اللي وحشته جدا ...
ادهم قبل ما ينام: هو التحليل بياخد وقت قد ايه عقبال ما يظهر
ليلي: يعني ممكن اسبوع ...
والصبح فعلا ادهم اخد أريان وليلي وراحوا يعملوا التحليل تبع شغل ادهم علشان سريه الموضوع ... وخلصوا والكل قاعد ساكت ليلي وادهم وأريان ..
ادهم: ودلوقتي هنعمل ايه !
ليلي: هنروح يالا بينا .. العيال سيبناهم في البيت مع الداده
ادهم: تمام يالا
أريان: وانا هروح فين !

ليلي اللي ردت: هتروح معانا البيت وسيب بكره لبكره
أريان سكت وبص لبره وادهم حس انه نفسه لو ينزل ويضمه ويطمنه من بكره ..
وصلوا البيت ويوسف نزل وفرح بأريان انه موجود واخده علي اوضته بس اريان بص لادهم اللي شاورله يطلع مع يوسف
ليلي: وبعدين !
ادهم: مش عارف ما تيجي نسافر كلنا يومين لحد ما النتيجه تظهر !
ليلي: نهرب زي المره اللي فاتت !
ادهم: ايه رأيك ! واهو الولد يغير جو برضه امه لسه متوفيه
ليلي: تمام بس هنروح فين ! الدنيا لسه برد علي مصايف.

ادهم: يا بنتي فين البرد ده بس ! ما علينا شوفي عايزه تروحي فين واوديكي
اتفقوا يسافروا اسوان وقبل ما يتحركوا يوم السفر الصبح محمود جالهم وهو وادهم لوحدهم
محمود: لو عايز تخلي اريان عندي معنديش مانع
ادهم: لا طبعا ده احنا مسافرين مخصوص علشانه يغير جو
محمود: ادهم ما تجيش علي ليلي
ادهم: وانت ما تدخلش كتير
محمود: طيب خليه عندي
ادهم: يا سيدي متشكر بس هاخده معايا.

سافروا اسوان واتفسحوا فيها وطول الوقت ادهم بيراقب أريان من بعيد لبعيد ويوسف اتصاحب عليه جدا وليلي بتحاول تعوضه عن امه اللي ماتت .. بس برضه نظراتها علي طول مراقبه لادهم .. ولما يبصلها تبتسم بصمت ..
ليلي كان عندها خبر عايزه تقولو لادهم بس مش عارفه رد فعله او ده وقته ولا لأ او تقوله ازاي ! وبعد يوم طويل متعب بالليل
ليلي: ادهم نمت !
ادهم: لا يا قلبي ما نمتش
ليلي: عايزه اقولك حاجه !
ادهم: قولي يا قلبي
ليلي: بس ممكن ما تزعلش او تكون هادي
ادهم اتعدل وبصلها: في ايه مالك قولي علي طول !

ليلي: انت من زمان يعني وانت بتقول اننا يعني نكبر العيله وكده
ادهم قاطعها: ليلي من غير مقدمات يا قلبي
ليلي: من غير مقدمات !
ادهم: من امتي بتحتاجي لمقدمات معايا يعني
ليلي: ماشي .. انا حامل
ادهم سكت شويه بيفكر هو سمع صح ولا اتهيأله: انتي قولتي ايه !

ليلي اتعدلت: عارفه انه مش وقته وعارفه المشاكل اللي احنا فيها . وفاكره رد فعلك في حمل يوسف وفاكره حمل آسيا وبص انا فكرت في كل حاجه بس معرفش ازاي حصل وامتي وليه دلوقتي وليه
ادهم قاطعها بانه شدها وسكتها .. باسها لفتره طويله جدا معرفتش قد ايه بس لما بعد عنها بصتله كتير: انت مش زعلان !
ادهم: ازاي فكرتي اني ممكن ازعل ! انا بقالي قد ايه بطلب منك ده ! ولا نسيتي!
ليلي: بس التوقيت !
ادهم: ماله التوقيت ! انا وانتي زي الفل وعيالنا والحمد لله ربنا يحفظهم مالنا بقي !
ليلي: علشان آري!
ادهم: ماله آري يعني ! خايفه يعني يكون ابني !

ليلي: لا مش كده وبعدين هو مش ابنك
ادهم: وعرفتي منين !
ليلي: مفيهوش منك
ادهم: طيب مش هنسبق الاحداث
ليلي: ممكن تحكيلي عن صوفيا اكتر .. يعني اكيد كانت مميزه وعلشان كده سافرتلها
ادهم: مش حكايه مميزه بس اشتغلنا فتره طويله انا وهيا مع بعض وبعدها يعني .. كنا علي علاقه ببعض
ليلي: وليه سيبتو بعض !

ادهم: ما انتي كنتي عارفاني .. اولا انا مكنش عندي اي استعداد لاي نوع من انواع الاستقرار وهيا ما استحملتش
ليلي: طيب ما انت ساعت ما عرفتني برضه مكنش عندك استعداد للاستقرار
ادهم: ليلي ما تقارنيش نفسك بحد ابدا .. اولا انتي حبيتك من اول مره شوفتك فيها وثانياانتي غير ومختلفه .. وغير كده والاهم انتي نفسك طويل يا قلبي .. ما استسلمتيش بسهوله فضلتي ورايا لحد ما خليتيني اقر واعترف
ليلي ابتسمت فأدهم كمل: ايه ! ندمانه !
ليلي: علي ايه !
ادهم: انك ما استسلمتيش
ليلي: لا طبعا ولو الزمن رجع هعيد خطواتي كلها من تاني معاك بس هعدل لحظات غبائي.

ادهم: وانا لو الزمن رجع هصلح حاجات كتير
ليلي: زي ايه ! اغلب بعادنا كنت انا السبب
ادهم: لا يا ليلي لو من الاول ما سمحتش لابوكي يتدخل بينا ما اعتقدش كنا وصلنا لكل اللي وصلناله ..
ليلي: وايه تاني ؟ هتغير ايه تاني ؟
ادهم: مش هبعد عنك الفتره الطويله دي كلها وكنا خلفنا آسيا بدري شويه ومكنتش هروح مهمه اسبانيا ... يووووه حاجات كتير يا ليلي ممكن الواحد يغيرها في حياته... المهم خلينا في النهارده .
ليلي: خلينا في النهارده
ادهم ابتسم: بقي انتي حامل !

ليلي: ايوه انا حامل يدوب شهر وكام يوم ..
وقضوا الليله كلها حب في حب ... النهار طلع وادهم صحي علي موبيله وقام بص للموبيل واتعدل فليلي بصتله: في ايه ؟ مين ؟
ادهم: المعمل
ليلي: طيب رد
ادهم اخد نفس ورد: وعرف ان النتيجه طلعت
وقفل وليلي بصتله: قالك ايه؟
ادهم: قالي استلمها النهارده
ليلي: طيب كنت خليته يقولهالك.

ادهم: ما انتي سامعاني وانا بقوله ورفض قالي ان دي شيء شخصي وممنوع فتح الظرف ولازم يتسلم باليد
ليلي: ماشي الكلام ده في المعامل العاديه لكن في شغلكم !
ادهم: ده في شغلنا بندقق اكتر واكتر .. المهم يالا نسافر النهارده ولا عايزه تقعدي يومين كمان !
ليلي: لا طبعا يالا
نزلوا وادهم طول الطريق سايق علي مهلو علشان ليلي وحملها واخيرا وصلوا القاهره
روحهم البيت كلهم وهو طلع علي المكتب جاب النتيجه وروح لمراته ...
ليلي اول ما شافته جريت عليه: ايه
ادهم: مفتحتش الظرف
ليلي: ليه مفتحتوش ؟

عطاهولها: افتحيه انتي
ليلي بتردد فتحت الظرف وقرت اللي فيه وادهم متوتر جنبها وخايف من النتيجه ومنتظرها تتكلم
ليلي بصتله فادهم ما استحملش: ايه انطقي
ليلي: مش ابنك يا ادهم
ادهم شد من ايدها الورقه وفضل يبصلها كتير وفعلا النتيجه سلبيه وهو مش ابنه
ادهم قعد مكانه ساكت تماما وليلي استغربت
ليلي: انت مش بتتنطط ليه وفرحان ؟ مش ابنك
ادهم: ماشي انا فرحان انه مش ابني
ليلي: ده مش شكل حد فرحان
ادهم: انتي عايزه ايه مني دلوقتي ؟

ليلي: تطلع تبلغه انه مش ابنك وتشوف هتعمل فيه ايه ولا هتوديه فين ؟
ادهم بصلها: وانتي رأي سيادتك ايه ! نوديه فين ؟ في الشارع ولا في ملجأ !
ليلي: توديه فين بقي دي مشكلتك انت مش مشكلتي انا مشكلتي كانت لو طلع ابنك لكن اهو مش ابنك .. شوف بقي في شغلكم في الحالات دي بتعملوا ايه ! بتودوا العيال فين لو اهاليها ماتت
ادهم: بيروحوا ملجأ اه نظيف شويه عن الملاجيء العاديه بس برضه ملجأ
ليلي: طيب خلاص وديه
ادهم: انتي بارده كده ليه !

ليلي: انا بارده .. انا يا ادهم بارده .. انا مش هرد عليك
جت تمشي بي مسكها من دراعها: لا ردي وسمعيني اكتر
زقت ايده بعيد عنها: انا استحملت منك كتير قوي .. انا فتحت بيتي لواحده انت رجعت بيها وقولتلي مراتي واستحملت وحطيت جزمه في بوقي وتقبلتها ودلوقتي رجعتلي بعيل وقولت ابني وبرضه استحملت وسكت وخدتك في حضني واستحملت .. لكن لحد هنا وتحملي خلص خلاص
ادهم: بمعني ؟

ليلي: بمعني بيكفي ... بيكفي يا ادهم .. اه كان ممكن اتقبل ابنك من علاقه قديمه وحط خط تحت ممكن دي .. لكن اتقبل عيل لمجرد ذكري امه اللي كانت قريبه منك فده لأ والف لأ
ادهم: ذكري ايه وزفت ايه اللي بتتكلمي فيه ! امه مكانتش تعنيلي شيء ولا زمان ولا دلوقتي
ليلي بتريقه: صح صح وعلشان كده جريت عليها اول ما وقعت في ورطه .. وسافرت لاخر الدنيا علشان تجيب ابنها .. ودلوقتي واقف بتكمل خناق معايا علشانها
ادهم بتعب: افهمي يا ليلي
ليلي: مش هفهم .. ما تحاولش معايا مش هفهم
ادهم: يا حبيبتي اهدي واسمعي
ليلي: ولا ههدي ولا هسمع ولا انا حبيبتك اصلا .. شكل الحب ده كلام وبس .. كلام بيتقال في لحظات الرضا .. مفيش خاحه اسمها حب اصلا.

ادهم: والنبي ما هي طلباكي اصلا .. اقعدي واعقلي وافهميني
ليلي زقته: مش عايزه افهم ولا اعقل .. خرج الولد ده من هنا وبعدها اهدي واعقل واسمعك
ادهم: مش هخرج الواد من هنا وريني بقي هتعملي ايه !
ليلي فضلت شويه بصاله ومره واحده اتحركت من قدامه وطلعت علي اوضتها وادهم وراها يشوف اخرها ايه
ادهم: وبعدين هاه !
ليلي دخلت اوضتها وطلعت شنطه وبدئت تلم هدومها: انا اكتفيت منك.

ادهم قفل الشنطه: بطلي هبل انتي مش هتسيبي البيت .. محدش هيسيب البيت
ليلي: مش هفضل فيه مع ابن حبيبتك
ادهم زعق: يخربيت كده ما قولتلك مكنتش زفت حبيبتي
ليلي زعقت قصاده: وانا مش مصدقاك
ادهم: ما بلاش السكه دي !

ليلي بتحدي: ليه هتعمل ايه ! ما فاضلش حاجه في الدنيا دي كلها معملتهاش فيه .. خيانه وخنتني، جواز واتجوزت، هجران وهجرت، مفضلش شيء يا ادهم، مفضلش شيء ممكن يوجعني ومعملتهوش .. انت عيشتني مع ضرتي في بيت واحد ودلوقتي جايبلي ابن واحده من بتوعك وعايزني اقبله في بيتي .. حتي لو مكنتش حبيبتك يكفي انها كانت من بنات الليل اللي كنت بتقضي معاهم ليله وترميهم
ادهم: وبعدين ! اخر كلامك ده ايه !

ليلي: بالظبط نجيب من الاخر يا انا يا الولد ده اختار بقي انت يا حبيبي لكن مش هنفضل في بيت واحد ..
ادهم: قلتلك مليون مره ما بجيش يا ليلي بلوي الدراع ده والاسلوب ده ما بحبوش
ليلي: ولا الوي دراعك ولا تلوي دراعي ده حاليا اختيار وانت عليك تختار .. انا مش هتقبله في بيتي فانت اختار
ادهم: وانا مش هرميه في الشارع
ليلي: حطه في ملجأ .. شغلك مسؤول عنه مش انت
ادهم: مش هوديه ملجأ.

ليلي فتحت الشنطه: يبقي ده اختيارك .. خلص الكلام بقي
ادهم قفل شنطتها فبصتله بامل يختارها هيا ويتراجع عن كلامه
ادهم: ده بيتك وبيت عيالك .. واللي انتي مش متقبلاه في بيتك حاجه ترجعلك .. وطبعا انتي مش مجبره ابدا تتقبلي اريان .. بعد اذنك

خرج وهيا ومش فاهمه فجريت وراه
ليلي: يعني ايه ؟ هتمشيه ؟ هتوديه للمكتب وهو يتصرف صح !
ادهم مش بيرد ودخل عند يوسف بس كان لوحده
ادهم: اريان فين يا يوسف ؟
يوسف مردش بسرعه فادهم زعق: فين ؟
يوسف: مشي .. قال انه مش عايز يكون سبب لمشاكل بينكم .. صوتكم كان عالي وسمع خناقكم ومشي
ادهم بص ل ليلي باتهام
ليلي: اوعي تبصلي كده
ادهم مردش عليها بس نزل يجري من البيت وبره في الجنينه شاف آسيا
ادهم: آسيا شفتي اريان ؟

آسيا: اه يدوب ماشي
ادهم: مشي من انهي ناحيه
شاورت لابوها وهو جري وراه .. فضل شويه ماشي بيتلفت يمين شمال وبيدعي يلاقيه بسرعه .. وشريط حياته كلها من اول يوم دخل الملجأ لحد ما قدر يخرج منه بيمر قدامه ..
ذكريات كتيره موجعه ومؤلمه بتعدي عليه واخيرا لمحه ماشي علي الرصيف باصص للارض مكسور ماشي وخلاص .. فجري عليه ووقفه
أريان بصله بدموع مغرقه وشه ومنطقش وادهم كمان منطقش بس ضمه لصدره
ادهم: مش هتخلي عنك وده وعد مني .. وطول ما انا عايش مش هتخلي عنك
اريان عيط كتير قوي وادهم ضامه وساكت وعارف ايه التمن اللي هيدفعه نتيجه اختياره ده.

اريان اخيرا قدر يسكت وبص لادهم: انا سمعتكم بتتخانقوا
ادهم ابتسم: احنا علي طول بنتخانق
اريان: بس المره دي بسببي .. لو عايز تساعدني وديني ملجأ وابقي تعال اسأل عليا .. اصلا الملجأ مش هيختلف كتير عن المدارس الداخليه ! ماما كتير بتكون مسافره وانا معظم الوقت كنت لوحدي فأنا متعود عادي
ادهم شايف نفسه وحياته في اريان وعارف هيعيش ازاي وهيكبر ازاي .. ايوه ادهم مكنش في حد ينتشله من اللي هو كان فيه بس اريان وضعه مختلف .. هو موجود ..

بس ليلي .. حب عمره .. هيتخلي عنها ؟
لا هيا اللي بتتخلي عنه .. كان لازم تقدر مشاعره وتحاول تفكر بمنطقه !
ماهيا استحملت كتير منك .. هتفضل تتحمل لامتي ! هيا برضه بشر وليها طاقتها !
خلاص روحلها وسيبه في الشارع اهو الدنيا هتلطش فيه يمين وشمال لحد ما يكبر ! ولا روح حطه في الملجأ اللي انت اتربيت فيه ! لا وديه الاداره وهما مسؤولين عنه .. صوفيا كانت ظابطه وابنها مسؤوليه الاداره حاليا .. دي مسؤوليتهم مش مسؤوليتك يا ادهم ...

لا مش هسيبه .. ليلي هتفهمه مع الوقت وهتتقبله ! هتتقبله لما تفهم .. ايوه هتتقبله .. اديها بس مساحه وشويه وقت .. هيا محتاجه لشويه وقت مش اكتر ...
طيب وعيالك ؟ وابنك اللي لسه ما شافش النور! ولا انت مش مكتوبلك تشارك في حياه اي عيل من عيالك .. يوسف وبعدت خمس سنين عنه واسيا وبعدت عنها .. حتي ده كمان من قبل ما يتولد بتبعد .. وبعدين يا ادهم معاك !
فاق علي صوت اريان: خلاص ماشي وديني يالا .. او رجعني المدرسه اللي انا كنت فيها ؟ بس الفلوس ! مين هيدفع فلوسها ؟ خلاص وديني الملجأ ! وابقي تعال زورني.

ادهم فكر دي مش مسؤوليه عيل صغير انه يفكر هيعيش فين ومين هيدفعله مصاريف مدرسته ! هو عمره ما اتخلي ابدا عن حد محتاج مساعده وده طبع فيه حتي لو الناس شايفينه عيب فيه ! هو ربنا خلقه كده يساعد اي حد محتاج لمساعده يجي بقي لعيل ويرميه ..
ادهم ضمه: انت ولا هتروح مدرسه داخليه ولا هتروح ملجأ
اريان بصله: هروح فين ! واوعي تقولي بيتك وتتخانق مع طنط ليلي تاني !
ادهم ابتسم: مش هنروح عند ليلي .. تعال يالا
راح شقته القديمه وهو طالع ذكرياته بتهاجمه ..

الظاهر ان الشقه دي مكتوب عليها ديما تشهد وحدته ووحدة غيره فيها ..
فتح الباب ونسي تماما ان ابوه موجود في الشقه ويدوب دخل اتفاجيء بأبوه اللي هو كمان اتفاجيء بوجوده
محمود: ادهم ؟ خير ؟ ( لمح وراه اريان )
وادهم يدوب هيتكلم لمح سميره في البلكونه وتقريبا كانوا بيفطروا ...
ادهم: انا جيت في وقت مش مناسب صح ! سوري انا نسيت اصلا ان حضرتك هنا .. مش عارف نسيت ازاي بس نسيت ..
محمود: يا ابني دي شقتك ادخل
ادهم رجع خطوه: لا معلش ارجع لفطارك وللي معاك.

محمود: دي سميره مش حد غريب
ادهم ابتسم: اخدت بالي انها مش حد غريب
محمود: ايه اللي حصل !
ادهم: مفيش حاجه حصلت ما تشغلش بالك
محمود بص لاريان اللي باصص للارض: بسببه !
ادهم: ما تشغلش بالك
محمود: اريان ( بصله ) ايه اللي حصل ؟

اريان بص لادهم وبص لمحمود: طنط ليلي مش عايزاني في البيت وادهم عايزني واتخانقوا
محمود: وبعدين يا ادهم ناوي علي ايه ! علي فكره اريان حاليا مسؤوليه الجهاز فماتخافش عليه .. هيكون له مكان وله دخل ثابت لحد ما يكبر ويكون مسؤول عن نفسه ..
ادهم: اه عارف .. زيي صح ! زي ما الجهاز كان مسؤول عني !
محمود: ادهم
ادهم: ادخل كمل فطارك .. يالا يا اريان
محمود: استني هتروح فين ! دي شقتك ! انا هخرج.

ادهم: يا الله .. الناس كلها عايزه تخرج علشاني النهارده .. يا سيدي ما تشغلش بالك بيا انا هتصرف خليك في مكانك
محمود: لا مش القصد .. انا ... يوووه مش وقته بس يالا
ادهم بصله باستغراب مش فاهم
محمود: انا اخدت شقه تانيه اصلا
ادهم: ليه تعمل بيها ايه ؟
محمود بحرج: هتجوز فيها
ادهم بصله ومش مصدق ومش عارف احساسه ايه ! مجرد انه في اللحظه دي هو مش فاهم
محمود: قول حاجه.

ادهم بتوهان وابتسامه مصطنعه: مبروك
محمود: لو مش موافق
قاطعه: ومش هوافق ليه دي حياتك .. انت اتخليت عن حياتك زمان وعن بيتك وعيالك ودلوقتي جاي تعرض اللي فاتك وهتتجوز تاني وتعيش . انا ايه اللي هيزعلني في ده .. دي حياتك انت
محمود: بجد مش زعلان !
ادهم: وازعل ليه ! قررت امتي ؟
محمود: خلال ايام مالوش لازمه الانتظار .. احنا بس بنوضب الشقه وبمجرد ما تجهز
ادهم هز دماغه: طيب تمام مبروك .. يبقي خليك هنا لحد ما شقتك تجهز .. يالا ارجع لخطيبتك بقي وابقي سلملي عليها .. يالا اري
اخده ونزل وركبوا في العربيه ساكتين.

اريان: وبعدين هنروح فين ! اسمع كلامي
ادهم زعق: ملاجيء مش هوديك فاقفل بقي الحوار ده ..
تليفونه رن وبصله وكانت ليلي ومعرفش يرد ولا يعمل ايه !
ادهم: ايوه
ليلي: لقيته !
ادهم: يفرق معاكي !
ليلي: اكيد يفرق لقيته ولا لأ ؟
ادهم: لقيته يا ليلي ما تشغليش بالك .. عايزه حاجه !

ليلي: لا شكرا .. بس هترجع امتي ؟
ادهم: ربك يسهل مش عارف سلام
قفل التليفون وحرك عربيته وطلع ووقف قدام فندق
اريان: ده الفندق اللي نزلنا فيه اول ما رجعنا!
ادهم: هو فعلا .. مؤقتا لحد ما ابويا يتجوز عندك مانع !
اريان: انا معنديش بس
ادهم: ما بسش انزل يالا
ادهم حجز اوضه ليهم وطلعوا اوضتهم وقعدوا ساكتين.

ادهم قعد جنب اريان: شوف يا اري .. انا قلتلك اني سبق واتربيت في ملجأ والحياه في الملجأ مش بالسهوله اللي انت متخيلها حتي لو الكل بيعاملك كويس وده نادرا ما بيحصل فالحياه مش سهله .. احنا هنعيش انا وانت مع بعض ( حاول يعترض بس ادهم وقفه ) مش هسيبك ومش هتخلي عنك ومش احساس بالمسؤوليه او علشان كان ليا علاقه بمامتك او او بس انا عمري ما حد قدرت امدله ايدي واتأخرت حتي لو كان التمن حياتي .. فده طبع فيا وغير كده .. انا شايف نفسي جواك .. انا كنت مكانك بس للاسف كنت صغير عنك كتير لما الدنيا كلها عطتلي ظهرها وملقتش حد يقف جنبي فانا حاليا عارف بالظبط انت حاسس بإيه وبتفكر ازاي .. فأنا جنبك .. انت مش لوحدك فاهم .. انا موجود .. انا سندك بعد ربنا.

وهقولك اللي محدش قالهولي وانا صغير .. خلي ديما ربنا هو سندك . لو طلبت حاجه اطلبها منه، لو عزت حاجه اطلبها منه وهو هيسخرلك اللي يعملك اللي انت عايزو .. وبعد ما تطلبها من ربنا اطلبها مني وانا لو هقدر مش هتأخر عنك ابدا ... ايوه انا مش ابوك بس اعتبرني مكانه ...
اريان: طيب مين هو ابويا ! انا كنت مفكرك انت
ادهم: معرفش فعلا ولو عرفت في يوم هقولك .. خلاص اتفقنا
اريان: طيب وليلي ! هتعمل معاها ايه ! هتزعل منك !
ادهم ابتسم: عارف .. هيا محتاجه شويه وقت وانا هديها الوقت ده
اريان: ولو اصرت ! ساعتها هتعمل ايه !

ادهم: خلينا ما نسبقش الامور ماشي
ليلي في بيتها
هتتجنن ومش عارفه تعمل ايه ؟ ومش عارفه قرارها صح ولا غلط ..
يوسف: ماما
ليلي: نعم حبيبي
يوسف: هو اريان مشي ليه ! وبابا مشي وراه ليه ! وانتي ليه مش عيزاه يفضل هنا معانا ؟
ليلي: ويفضل معانا ليه يا يوسف ؟
يوسف: مش مامته ميته وهو معندوش حد فيها ايه لو فضل معانا !

ليلي: يوسف انت مش فاهم حاجه فلو سمحت
يوسف: لا فاهم وسمعتكم .. سمعتك وانتي بتقولي لبابا انه ابن واحده كان يعرفها زمان وانكم كنتو خايفين يكون اخ لينا واهو مطلعش اخونا فليه بقي عايزه تمشيه!
ليلي اتنرفزت: لانه ابن واحده كان ابوك يعرفها زمان قبلي
يوسف: وماتت .. خلاص يا ماما ماتت وبعدين بابا قالك انه محبهاش .. هترجعي تاني تمشيه ويفضل تاني سنين بعيد عننا .. واللي بيدفع التمن هو انا وآسيا وانتو بتعندوا علي بعض
ليلي: انت بتتكلم في مواضيع ما تخصكش
يوسف: طالما هتبعدي بابا عن البيت يبقي تخصني يا ماما
ليلي: يوسف !

يوسف: نعم ! تعالي يا آسيا واقفه بعيد ليه ! تعالي
ليلي: آسيا اطلعي اوضتك وانت كمان اتفضل
يوسف: آسيا ماما مشت بابا من البيت علشان مش عايزه اريان هنا .. وهنعيش انا وانتي من غير اب تاني واعتقد من غير ام كمان لانها ما بتكونش موجوده وهو مش موجود اصلا
آسيا: ماما لو بابا مشي انا عايزه اعيش معاه
ليلي زعقت: اطلعوا علي اوضكم اتحركوا واللي مش عايز يفضل في البيت مع السلامه اتفضلوا من قدامي
الاتنين مشيوا من قدامها وهيا قعدت علي السلم وحطت راسها بين ايديها تعيط ...
الليل جه عليها والعيال الداده طلعتلهم اكل في اوضهم لانهم رفضوا ينزلوا وليلي منتظره ادهم يرجع البيت بس انتظارها طال قوي ..

النهار نور عليها وبرضه ادهم ما رجعش واخيرا قررت تتصل بيه
ادهم: ايوه
ليلي: انت ما رجعتش .. طول الليل بستناك ما رجعتش
ادهم: انتي كلامك كان واضح يا ليلي
ليلي: انت بتختار اريان علي حسابنا ؟ علي حساب بيتك يا ادهم وعيالك ؟ علي حسابي انا
ادهم: انا مش بختار يا ليلي بس انا مش هرمي عيل في الشارع علشان غيرتك من واحده ميته .. ولا كنت كده ولا هكون كده .. انا مبعرفش اكون ندل او قليل الاصل او مش واخد بالي .. ده عيل هرميه ازاي !

ليلي: يعني انت مش قادر تبعد عنه لكن قادر تبعد عننا احنا ! قادر تبعد عني وعن عيال بالسهوله دي !
ادهم: لا يا ليلي مش بالسهوله دي .. عمرها ما كانت سهله ابدا .. بس انا لو سيبت اريان يا هيكون في الشارع يا في ملجأ ! لكن انتي وسط عيالك معززين مكرمين.. وبعدين انا مش هبعد عنكم انا موجود لكن مش معاكم في نفس البيت وبس
ليلي: انا مش فاهمه كل اللي بتقوله ده .. كل اللي فهماه انك بتختار عيل ما تعرفوش علي حساب بيتك
ادهم: عايزه تفهميها كده افهميها براحتك يا ليلي .. بس ليه رمياها عليا .. ليه مش انتي اللي بتختاري .. ما تختاريني انا يا ليلي .. ليه بتخيريني انا ما تختاري انتي
ليلي: لاني مش انا اللي جيبالك عيل وبطلب منك تربيه ! ده حتي ابنك اللي لسه ما شفاش النور بتتخلي عنه.

ادهم: انا ما بتخلاش عن حد يا ليلي
ليلي: طيب تعال البيت
ادهم: لوحدي لأ
ليلي: خلاص ما تجيش يا ادهم انا مش هموت من غيرك وعيالك مش هتشوفهم تاني وابنك اللي في بطني مش هخليك حتي تلمحه
ادهم: براحتك يا ليلي مش هحاسبك علي كلامك ده دلوقتي
ليلي قفلت السكه وكانت متغاظه جدا وجنونتها طالعه واتصلت بابوها لانها عارفه انه هيسخنها وهيا حاليا مش محتاجه حد يهديها ..

ابوها طبعا خلال نص ساعه كان عندها وحكتله اللي حصل
ليلي: غلطانه انا يا بابا
عم محمد: لا طبعا ده حقك هو مش هيجبرك تربي عيل لمجرد انه ابن واحده من اللي كان يعرفهم زمان
ليلي: يعني هو اللي غلطان صح ؟
عم محمد: ايوه هو طبعا وما تسمحيلوش يقنعك انك غلط .. عايز يتكفل بالواد يتكفل بيه بس بعيد عن هنا . وبعدين انتي عندك بنت ازاي هتربي عيل غريب وعندك بنت ! خافي على بنتك ولا هيا هتفضل عيله علي طول !
ليلي: عندك حق يا بابا .. عندك حق.

بالليل ليلي اتفاجئت بالباب بيخبط وفتحت لقت عمها حسن في وشها واستغربت مجيه بدون معاد بس رحبت بيه
دخل وقعد وابوها طلع وسلم علي اخوه والكل مستنيه يتكلم بس هو ساكت
جرس الباب ضرب تاني والداده فتحت وكان ادهم اللي داخل عليهم والكل بصله باستغراب
عم حسن: ديما مواعيدك مظبوطه ادخل يا ابني تعال
ادهم: خير يا عم حسن
عم حسن: تعال واقعد بس الاول
ليلي: انت جبت عم حسن ؟

ادهم هيرد بس عم حسن سبقه: لا يا ليلي مش هو اللي اتصل بيا ولا هو اللي جابني
هنا ظهر صوت من وراهم: انا اللي اتصلت بيه وطلبت منه يجي
والكل بص بذهول لصاحب الصوت ده.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة