قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل العشرون

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل العشرون

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل العشرون

انقضى سبعة أيام أخرى، مرت بتباطؤ شديد على حبيسة الزنانة الصغيرة، فقد طال تأديبها ولم يبت في أمرها مرة أخرى.
صوت ينبعث من خلف الباب فعلمت أن هناك من أتى لها بالطعام، دلفت الأخرى بهدوء، ترتدي رداءا قصيرا ومساحيق التجميل بصورة مبالغ بها، ينسدل شعرها الأسود على ظهرها مما أعطى لها مظهرا فاتنا.

اقتربت من هناء شاحبة الوجه من قلة الطعام المقدم لها خلال الأيام الماضية، أخرجت ديالا مفتاحا صغيرا تخبئه بين أناملها، حلت وثاقها بهدوء بينما يعلو وجه هناء التساؤل.
هو مش إنتي البنت اللي الشيطان ده أخدك من وسطنا ومرضاش يخليكي تتباعي؟!
أومأت ديالا بنعم، قبضت على ذراعها تساعدها على النهوض، قائلة: -
يالا بينا عشان أمر الإفراج عنك صدر.
سارت بضع خطوات أخرى بصمت، توقفت بينما تتسائل: -.

هو إحنا هنفضل في السجن ده كتير؟!، مفيش أمل ولو حتى بسيط أعيش عليه؟!
ضحكت ساخرة مجيبة: -
أمل؟!، بعد الأسبوع اللي اتحبستيه شايفة إن في أمل؟! إنتي إسمك إيه؟!
طأطأت رأسها بحزن وعبراتها تغزو وجنتيها، لم تراها ديالا لعتمة الغرفة من حولهم، أجابت: -
إسمي هناء.
اقتربت منها ديالا تهمس بجانب أذنها مما ثار الريبة في نفس الأولى: -
بدر بيرسل السلام.

صعقت هناء مما تفوهت به ديالا، زاغت عينيها بقوة، تعالت ضربات قلبها بقوة، اجتاحت عاصفة تساؤلات عقلها، قبل أن تهم بطرحها سقطت فاقدة للوعي..
صرخت ديالا بإسم سمر، ما إن حضرت حتى ذهلت من تمكن الأولى فتح أبواب سجن هناء: -
إنتي إزاي دخلتي هنا؟!
استقامت ديالا بعد ما كانت تجاور هناء أرضا، وضعت يدها على خصرها، تمايلت قائلة: -
نسيب البنت اللي مغمى عليها ونسأل أنا دخلت هنا إزاي؟!.
تابعت بتحد: -.

ثم إن مستر جاك هو اللي إداني المفتاح وقالي أخرجها.
استشاطت غضبا، تجر ديالا بساط الأمان التي تنعم به سمر من أسفل قدميها، فقد وضح للعيان أن ديالا نالت مكانة خاصة لدى جاك ولكن لم يعي أحدا السبب حتى الأن..
ساعدتها سمر بحمل هناء خارجا وإستدعاء الطبيب لفحصها.
بضع دقائق مرت، أخبرهم الطبيب بسوء الحالة الصحية ل هناء وضرورة الإعتناء بها.
همت ديالا بالرحيل قبل أن توقفها سمر بنادئها: -
ريم..

استدارت لها مرة أخرى، نظرت لها دون حديث، تابعت سمر: -
عايزة توصلي لإيه؟!
رمقتها بسخرية، فقد أيقنت ديالا بتوتر سمر البالغ وخوفها من ملاقاة مصيرا كمصير (سو).
بعد ما علمتيني كل حاجة، قدرت أعمل اللي إنتي معملتهوش، نجحت في إختباري وعرفت إزاي أكون مكانك..
قررت الرحيل فأولتها ظهرها تسير نحو الباب بينما تقول: -
استعدي عشان تفارقينا.

يجلس مقيد اليدين..
ويقابله خالد جالسا يبدو على ملامحه الإرهاق والحنق، يضع ضمادة على ذراعه المصاب إثر محاولة القبض على سامح، يحتسي كوبا من القهوة حتى ينعم ببعض النشاط.
بردو مش عايز تعترف.
رفع حاجبه مجيبا بإستنكار: -
أعترف ب إيه يا باشا؟!
أشاح بوجهه يستنشق بعض الهواء عله يلهم نفسه الصبر، نظر إليه مجيبا: -
هتفرق تعترف بأي قضية، عد معايا يا سيدي، إنت زوج سمر عبدالله ووالدها متهمك بخطف بنته.

أجاب بهدوء: -
طب إعقل الكلمة يا باشا
قاطعه خالد بغضب: -
ما تحترم نفسك ومتنساش إنت بتتكلم مع مين..
أنا أسف، بس حضرتك هخطف مراتي؟!، طب إزاي؟!
لما عرفت بقذارتك وهددتك إنها هتبلغ روحت شاحنها مع شحنة البنات اللي سفرتهم بره البلد.
بنات إيه يا باشا، أنا مخطفتش حد ولا سفرت حد.
نهض عن مقعده، سار بضع خطوات حتى جاوره قائلا بهمس: -
الذكي أو اللي فاكر نفسه ذكي عمره ما بيعترف أبدا إنه غلطان.

التقط خالد الأوراق أعلى الطاولة أمامه وضعها أمام سامح بهدوء، بدأ بفرزها الواحدة تلو الأخرى: -
بص يا سيدي، إحنا بعد ما قبضنا عليك واتحفظنا على تليفونك، وبعد مراقبتنا ليك لاقينا كل المحادثات دي بينك وبين المدعوة مي خليل، فاكر مي البنت اللي خطفتها من أخوها واللي أقنعتها إنها تقابلك وبعد ما راقبناك إتاكدنا من خطفك ليها وتم شحنها بره البلد..

تفحص الأوراق المدون بها كل محادثاته التي جمعته بضحاياه، تابع خالد: -
ودي يا سيدي محادثتك مع العميلة سهام اللي أخدت منها مبلغ محترم عشان متفضحهاش وتنزل صورها على النت وأما لقيت إنها مش هتعرف تدبر لك مبلغ تاني قلت بقى خلاص أخطفها، اللي هي بالمناسبة تبقى مراتي والفلوس اللي أخدتها دي فلوسي أنا..
ضحك بسخرية ثم تابع: -
أنا هاخدهم منك مش مشكلة بس مش وقته..

نجح برسم ملامح البرود عل صفحة وجهه، فقد أيقن بزوال المهرب..
وأقولك كمان إنك إبتزيت المدعوة ريم وبردو خطفتها وده كله متسجل صوت وصورة، آآآآآه حاجة أخيرة، كل مكالماتك الفترة الأخيرة بردو متسجلة صوت وصورة، يعني مفيش مفر غير إنك تعترف..
رفع رأسه بشموخ كاذب مجيبا: -
مش هتكلم إلا بعد ما توكلوا لي محامي..
لملم أوراقه المبعثرة أمام سامح، رتبها ووضعها داخل الملف مرة أخرى، أجاب بهدوء عقب رسم إبتسامة ساخرة: -.

ولا أجدعها محامي في البلد هيطلعك منها، بس حقك وشوية المحامي بتاعك هيبقى موجود.
برح الغرفة تاركا إياه مغيب الذهن مما حل به.
أما خلف الجدار الزجاجي الذي يخفي ما خلفه كان أكمل يتابع التحقيقات، كان موقنا أنه لن يهم بالإعتراف ولن يدلي بأي شيء يدينه.
دقيقتان وجاوره خالد، تحدث أكمل برسمية: -
مش هيعترف ولا هيقول حاجة عن المافيا وأنا متأكد.
ارتشف القليل من قهوته ثم أجاب: -.

ولو مقالش، ما أحمد باشا هناك وهو متابع، وأخر التحريات اللي قدر يوصلها بدأت ترسم خط النهاية ليهم.
لولا تعاون الحكومة هناك معانا وسريتهم عمرنا ما كنا نقدر نوصل لحاجة، أنا خايف على ديالا اللي معاهم، هل هتقدر تنجح في اللي مطلوب منها وخاصة بعد اللي عرفناه، دي مافيا مش قليلة، وأسهل ما عندهم القتل، أنا خايف إنها تفشل..
وأنا متأكد إن العميلة ديالا أدها وهتقدر تكشفهم، بس لسه أحمد باشا مقدرش يحدد مكانها؟!

بيحاول، المشكلة إن ديفيد عرف إنه هناك، وده حدد حركته جدا، الأمل في ربنا ثم ديالا تقدر تبعت لنا أي إشارة من جهاز الإرسال بتاعها..
مش الجهاز ده مشكلته إنه بيرسل إشارة واحدة بس؟!، يعني مش هتعمل كده غير أما تلاقي إنها في أمان وعشان يكون كل شيء منظم ومفيش أخطاء، بس أنا اللي محيرني إيه اللي يخلي واحد زي ديفيد يبيع مهنته كده ويتعاون مع المافيا دي؟!.

الفلوس يا خالد، الفلوس تعمي القلوب وتخلي الطماع يعمل أكتر من كده، المشكلة في جهاز مصطفى الله يرحمه اللي معاهم، لو اتقبض عليهم يقدروا بسهولة يغيروا في بصماتهم وماتقدرش تثبت عليهم حاجة، لازم ديالا تلاقي الجهاز ده وتخفيه عنهم عشان أما يتقبض عليهم ميقدروش يهربوا.
توقف عن المتابعة عقب صدح رنين هاتفه، نظر عبر شاشته ليجيب: -
السلام عليكم، إزيك يا مدام فاطمة؟!.

رفع خالد يده يطلب الإذن بالرحيل، أومأ له أكمل بهدوء ليأتيه صوتها الباكي عبر الهاتف: -
مش قادرة يا أكمل أستحمل بعد إبني عني أكتر من كده، أرجوك بس عرفني هو فين وأنا هروح له؟، أرجوك يا أكمل أنا قلبي بيتقطع كل يوم من القلق عليه وأنا مش فاهمة ليه إنت مش عايز تخليني أروح له..
زفر بهدوء مجيبا: -
فاطمة إهدي وإطمني، إبنك في مهمة بره البلد وسفرك هيعوق حركته وفي خطر على حياتك وحياته، مش عايزين حد يهدده بيكي..

ضربت على صدرها بفزع، إزداد بكاؤها فتابعت: -
مهمة؟!، إنت بتضحك عليا يا أكمل؟!، إبني راح ورا المخفية اللي إسمها ديالا دي ياخد حقه صح؟!.
ضحك ثم أجاب: -
لا مارحش ورا المخفية، راح معاها عشان هم الأثنين في مهمة ومحتاجين دعواتك.
أجابته بعدم فهم: -
مهمة هم الأثنين؟!، بعد ما ضربته بالرصاص وكانت هتقتله شغلتهم سوا يا أكمل تاني؟!.

لا يا ستي، ضربته بالنار تمثيلية عشان يقدروا يخرجوا بره البلد من غير ما حد يشك فيهم، لكن هم دلوقتي في مهمة والله..
أردفت بحزن: -
يعني خلاص معندكمش أي خطط تسفروهم بيها غير إنها تضرب إبني الوحيد وتوجعه عشان يتخفوا ويبقوا بأمان؟!، أقول إيه إنتوا قلبكم مات وحياة الناس بقت لعبة في إيديكم..
زفر بنفاذ صبر: -.

فاطمة أرجوكي إهدي، أنا مقدر خوفك على إبنك الوحيد وإنه مايروحش منك زي أبوه، بس أنا أحمد ده إبني وزي ما إنتي قلقانه عليه أنا كمان بخاف عليه، بصي هطمنك أكتر لو عرفت أخليه يكلمك هخليه يكلمك، إهدي إنتي بس كده وهو محتاج دعوات كتير منك..
بعث الأمل مرة أخرى بقلبها، إنهالت بوابل من الدعوات ترجو من الله حفظ فلذة كبدها، أغلقت الإتصال وعزمت على الصلاة راجية ربها بحفظ ولدها..

كانت تقف وسط الفتيات تحاول أن تفعل مثلهم ولكن أقسمت أن تتخلى عن كافة معتقداتها حتى تكشف كل الحقائق، علمت من الحديث الذي دار بين كلا من جاك وريتشارد أن الرأس المدبر لجميع أعمالهم غير المشروعة سيجتمع بهم اليوم، أرادت كشف من تلك الشخصية الخفية التي يعد لها كل تلك التحضيرات، يقف جاك وخوسيه على قدم وساق لتجهيز كل شيء لضيافته.

سارت بخطوات بطيئة علها تهرب من أعين تلك الحراس، دقائق قليلة ونجحت في خطتها، زفرت بإرتياح، التفت لتلحق بذلك الشخص المدعو ( الرئيس )، فاصطدمت بقوة بها، وفي غضون ثوان قليلة كانت قد تغير حالها..
وضعت يدها على خصرها وتتمايل بدلال مصطنع، تمضغ العلكة بإبتذال، قالت بعد أن أطلقت ضحكة رقيعة: -
خضتيني يا اسمك ايه، مش تبسبسي ولا تعملي حس..
رمقتها الاخرى بنظرات غاضبة وهي تقول: -.

بتعملي ايه هنا؟!، ومش شايفة شغلك ليه؟!
ولجت الى المرحاض، ثم وقفت أمام المرآة تعدل من هندامها لتلحق بها سمر، قالت بلامبالاة: -
جايه الحمام، بظبط نفسي عشان الشغل، ايه؟!، ماظبطش!، أما عجايب..
غادرت بعد أن نظرت لها بتوعد..
أخذت تراقبها حتى اختفت عن أنظارها ثم زفرت بارتياح محدثة حالها:
ياااااه، ده أنا كنت هروح في داهية، أنا لازم أغير طريقي..

جذبت فستانها القصير لأسفل، أخذت زفيرا طويلا، خرجت مجددا الى ذلك المكان الذي تمقته وبشدة، سارت وهي تتمايل بوضع لا تجيده ولكن تبذل ما في وسعها..
دقائق أخرى مرت إلى أن جال بخاطرها كيف ستتمكن من مراقبتهم، شرعت بالبحث عنه، أوقفها قبضته القاسية على ذراعها وهو يجذبها بقوة إلى أحضانه..
اقترب منها هامسا: -
فاكرة نفسك رايحة فين؟!.

ابتعد قليلا وهو يوزع ابتساماته البغيضة لمن حوله حتى لا يجذب الإنتباه اليهما، تابع بحدة: -
كل شوية سايبة الزباين وبتروحي فين أنا نفسي أفهم!
مالت بجسدها بين ذراعيه، قبضت برفق على قميصه متأوهة، أجابته بصوت متعب: -
مش قادرة مستر جاك، تعبانة أوي، بطني مش قادرة، الحقني..
وما هي إلا لحظات وقد سقطت بين ذراعيه، حملها بخوف وأسرع بها حيث حجرته، وضعها بهدوء على الفراش،.

تأمل ملامحها بهدوء، لا يعلم ما الذي يجذبه الى تلك المشاغبة..
لم تسرق اهتمامي؟!
أفاق على صوت مساعده من خلف الباب متسائلا: -
أقدر أساعد ب ايه مستر جاك؟!
نهض متجها اليه بينما لا ينفك ينظر اليها..
لا ولا حاجة، هسيبها ترتاح..

هم بالرحيل ولكنها اعتدلت من رقدتها لتحاوط عنقه بينما تنظر له بأعين حالمة مما دب التوتر داخل عروقه، أغمض عينيه وفتحمها ليقلل مما إجتاحه من إعصار داخله، فلم تجرؤ إمراة على التقرب منه منذ رحيل حبيبته.
مستر جاك، ماتسيبنيش.

فقد وعيه للحظات، ما الذي تحاول فعله به؟!، ضاقت عينيه بتعجب شديد بينما طال الصمت بينهما، قاطعته بوضع رأسها على صدره وكفها على موضع قلبه، قبض على أناملها بقوة لتتأوه بخفوت، ابتعدت عنه وهي تحاول سحب كفها من بين يديه قبل أن يشرع بسحقه، ينظر لها بتساؤل شديد لترجوه ببكاء: -
خلاص مستر جاك أنا أسفة إني اتخطيت حدودي، خلاص أرجوك، أرجوووك..

نفض كفها بقوة رحل وأغلق الباب خلفه، رقدت قليلا بأنفاس منتظمة كمن يرقد في سبات عميق..
وما أن تأكدت من رحليه حتى قفزت من رقدتها فرحا من نجاح خطتها، ركضت نحو الباب وجدته أحكم إغلاقه بالمفتاح..
أتاها صوته الغاضب عبر جهاز الإرسال: -
أقسم بالله يا ديالا لو اتبعتي الأسلوب ده تاني ما هعمل حساب لا عملية ولا إنك بين إيديهم وهاجي أنا والقوات اللي معايا أهد المكان على دماغك ودماغهم.

وضعت كفها على شفتيها تحاصر ضحكاتها المكبوتة حتى لا تزيد من غضبه، فهي تشعر بالراحة حين يغضب وكأنها تستمد قوتها من إنفعالاته.
إنتي مابترديش ليه؟!.
أجابت بهدوء: -
معنديش حاجة أقولها يا ريس.
أردف بحنق: -
دلوقتي إفتكرتي إنك عندك ريس وبتسمعي كلامه؟!.
أجابت بينما تعقد خصلاتها بربطة خلف ظهرها، أردفت بهدوء: -
حقيقي أنا مكنتش بمثل، أنا لاقيت نفسي بعمل كده تلقائي والكلام ده مكنش في دماغي أصلا..

صمت للحظات لتتابع بهدوء: -
عارف يا أحمد نظراته كانت ترعب، معرفش السبب، بس دماغه شغالة مبتنامش وجاك أصلا مش سهل، أنا قلت لوهلة بعد نظراته دي إنه كشف أمري وهيقتلني.
لم يجيبها فإبتسمت بهدوء: -
أحمد باشا إنت هنا معايا؟!
إخرسي مش عايز أسمع منك كلمة كمان، فاهمة؟!.
لم تستطع كتم ضحكاتها أكثر فحاولت تشتيت إنتباهه بقولها: -
طيب أنا هعمل حركة المرة اللي فاتت في مراقبتهم عشان أعرف مين البوص بتاعهم.

أجابها بعدم إهتمام: -
خلي تلقائيتك تقولك تعملي إيه.
أجابته بضيق: -
إيه شغل العيال ده، إنت بتكلمني كده ليه؟!
ديالا أنا همشي دلوقتي عندي إجتماع مهم مع قيادات كبيرة هنا وشكلهم أثبتوا حاجة على ديفيد، آآه بالمناسبة خالد قبض على سامح متلبس استعدي للي جاي عشان إحنا جينا للصعب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة