قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل الحادي عشر

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل الحادي عشر

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل الحادي عشر

في مكتب أكمل
تجلس خلف حاسوبها تصب إهتمامها بأكمله على تلك التحقيقات التي أجريت سابقا والتي تخص حوادث الإختطاف في الآونة الاخيرة، حتى إنها لم تشعر بمن يجلس يوجه اهتمامه الكامل لها، لاحظت أنه لم يشيح عيناه عنها، رفعت رأسها تنظر إليه بإبتسامة متسائلة: -
هو في حاجة يا أكمل بيه؟!.
هز رأسه يمينا ويسارا بالرفض قائلا: -
إشمعنى؟!
أجابته بإبتسامة هادئة عقب تركها للحاسوب جانبا: -.

مفيش أصل حضرتك مركز معايا أوي من ساعة ما قعدت، حسيت إن في حاجة؟!
أغمض عينيه مشيرا لها بالرفض: -
لا أبدا، كملي اللي كنتي بتعمليه..
ابتسمت بهدوء، أدارت الحاسوب تجاهه وهي تقول: -
طيب ممكن تيجي أوريك حاجة؟!
وبالفعل نهض ثم جلس إلى جوارها، زفر بهدوء قائلا: -
وريني يا ستي..
أشارت إلى حاسوبها وبدأت بالشرح: -.

بعد كلام أحمد إمبارح أما قال إن اللي بيربط بين حوادث الخطف كلها ممكن تكون إما علاقات حب أو وسيلة مشروعة لعدم لفت الإنتباه، وبعد ما جمعنا بعض المحاضر اللي اتعملت في خلال السنة الأخيرة على حوادث الإختفاء لاقيت اللي بيربط بينهم إن الطبقة اللي دايما بيتم الخطف منها هي الطبقة الفقيرة، اللي الوعي عندهم قليل، وبردو إن محاضرهم هتتقفل لعدم الإستدلال على الخاطف أو سبب الإختفاء، وطبعا لأن مفيش حد منهم ليه منصب عالي مش هيعرف يحرك المحضر بقوة ومايتقفلش، من الآخر ملهمش ظهر.

ينظر لها بتركيز شديد إلى أن قاطعهم طرقات على الباب، أذن أكمل للطارق بالدخول، فتح الباب وكان أحمد..
دخل إلى منتصف غرفة المكتب ثم أدى التحية العسكرية، جلس مقابلهم بعد أن أشار له أكمل بالجلوس..
كان يتملكه الغضب بسبب عنادها الغير مبرر، فهم جل ما يربطهم سويا علاقة عمل، فلماذا تصرفاتها الهوجاء تلك..
لم ترفع عينيها من على حاسوبها وانتظرت حتى عودة أكمل للإستماع لها مرة أخرى..

وما أن نظرا لها كليهما حتى تابعت برسمية وجدية شديدة: -
المكان الوحيد اللي بيوصل لبلدنا منه البنات دول عن طريق البحر بعد مراقبتي شهور لكافة الطرق الأخرى سواء الجو أو البر، أكتشفت إن أفراد العصابة ليهم بعد التحركات بين كل فترة والتانية على شواطئ البحر وكنت الأول فاكرة إنها أسلحة بس طلعت غلطانة
طيب وده معناه إنهم بيسافروا من هنا بردو عن طريق البحر؟!
تسائل أحمد، أجابته بهدوء: -.

مش شرط، مش بعيد يكونوا يمروا بكذا مرحلة قبل الوصول هناك
أكمل: - عندك خطة؟!
تسائل بإختصار شديد.

ديالا: - مبدأيا، أنا كنت شاكة في إن مواقع التواصل الإجتماعي من أحد أسباب خداع البنات، لأن اغلب سن البنات المختفية ما بين ال ١٦ وال ٢٠ سنة، وأكبر اهتمامات السن ده مواقع التواصل الإجتماعي، وبالفعل أنا إخترقت بعض الحسابات للبنات المختفية ببرنامج خاص للتجسس، وقدرت أوصل لكذا حساب بكذا إسم ونقطة الإشارة ليه مكان واحد..
فزع أكمل وأحمد من فعلتها، هدر بها أكمل بحدة: -.

إنتي بأي حق تعملي كده؟!، التجسس ده مش قانوني بالمرة، إنتي مش متخيلة إنتي بتعملي إيه ولا الجبهات اللي بتفتحيها على نفسك
هز أحمد رأسه بسخرية تصحبها ابتسامة قلة حيلة: -
مش معقولة عميلة بوزنك ده ومش عارفة تمشي قانوني!
رفعت حاجبها مستنكرة نبرته الساخرة، أشاحت وجهها بعيدا ثم نظرت لأكمل وقالت بجدية: -.

حضرتك أنا عارفة أنا بعمل إيه كويس جدا، مبدأيا اللاب توب بتاعي فيه جهاز بيحصنه من أي تجسس أو تتبع، ولو حصل إن تتبعه حد بيمسح كل اللي عليه تلقائي، حتى مع الجهاز اللي مع العصابة دي اللي بيغير بصمة العين والإيد..
شعر كمن صعق بتيار كهربائي عالي القوة، أرجع جسده للوراء بفزع في مقعده، مما جعل كلا منهما ينظر له بقلق بالغ..
نهض أحمد سريعا واقترب من أكمل بخطوات سريعة قلقة، وضع يده على كتف أكمل بتساؤل: -.

حضرتك كويس، حاسس ب إيه؟!، قلبك بيوجعك تاني؟!
آآآ، إنتي عرفتي عن الجهاز ده منين؟!
تسائل أكمل بنبرة مرتعشة وعينان زائغتين..
تعجبت بشدة من نبرته وهيئته، فأجابت بقلق: -
أنا أعرف كتير عنهم، بحكم مراقبتي ليهم لشهور..
صمت دام لبضع دقائق قطعه بقوله: -
أحمد سيبنا لوحدنا شوية..
زاغ بعينيه بينهما، اعتراه الفضول لما سيدور بينهم من حديث، زفر بهدوء وأومأ برأسه بطاعة قبل أن يغادر بصمت.

أشار لها أن تجلس مقابله عقب ما كانت تجاور أحمد قلقا على أكمل.
عاوزك تحكي لي كل حاجة عن الجهاز ده، وكل اللي تعرفيه عن العصابة دي..
كان يحادثها وهو مطأطأ الرأس، يضع كفه قابضا على قلبه بقوة، يعتصر ألما على صفحات الماضي التي قد طواها منذ مدة وها هي يتصفحها واحدة تلو الأخرى..
بللت شفتيها بتوتر، فقد تخبط عقلها فجأة، يحادثها عقلها وتشابكت خيوط ذكائها..

وسط المعلومات اللي قدرت أجمعها من قضايا السلاح بتاعتهم لاقيت إني مش قادرة أثبت إن رئيس المافيا ده شخص واحد، مجرد ما أثبت إن الشخص ده هو المتهم ويبقى عندي أدلة وبصمات، وبمجرد ما نحاول نطايق البصمات مفيش تطابق للأسف..
صمتت لوهلة قلقا من حالته التي تزداد صعوبة وشعر أنه على وشك الأختناق من تغير لون وجهه ليميل إلى الأحمر الداكن.
كملي ديالا أنا معاكي، أنا كويس ماتقلقيش.
زفرت بضيق متابعة: -.

قدرت بعد فترة أزرع حد يكون قريب منهم جدا، وقدر يوصل للرأس المدبر للمافيا دي، ومن الأسرار اللي وصل لها الشخص ده هو إن في جهاز عندهم قادر على تغيير البصمة الأصابع والعين، وبقى الشيء الوحيد اللي يثبت صحة كلامي تحليل ال DNA، وده طبعا مش قانوني إلا بموافقة المتهم، وطبعا متهم زي كده وراه حد من جهة حكومية كبيرة ومش بنقدر نعمل التحليل ده، وقضيتي بتقف هنا..

تململت بجلستها، أرجعت خصلاتها المتمردة كحالها للخلف قائلة: -
وهنا قررت أتخلى عن متابعة قضية السلاح ومتابعة قضية خطف البنات لعل أقدر أوصل لحاجة، وللاسف كأنهم متابعين تحركاتي فحبيت إني أشتت إنتباههم إني أجي هنا وخاصة بعد معرفتي بإن البنات اللي اتخطفوا من مصر، قررت أخدها فرصة إني أبعد وأنا اللي أراقب من بعيد..
تفحصت وجهه مرة أخرى، أشار لها بالإنصراف، رحلت على مضض.

قبض على ذراعها بقوة فجأة، حدث ما تتوقعه دائما، لم تجادله وسارت معه بهدوء وسط همهمات من حولهم لهيئة أحمد الغاضبة وديالا التي تبدو على قسمات وجهها السعادة لمضايقته.
دلف إلى حجرة مكتبه بغضب، ألقى بها بغضب على المقعد الجلدي في الثلث الأخير من الحجرة، إعتدلت بجلستها ببرود تعبث بأشياءه أعلى مكتبه.
قبض على كفيه حتى ابيضت عروقه، سار حتى جلس مقابلها، يكاد الحديث يخرج من بين أسنانه: -.

أنا مش هسألك إنتي ليه خرجتي بدون إذن مني ولا ليه مانتظرتنيش، بس أنا لو عملتيها تاني أنا هضطر أسفا إني أعاقبك.
نهضت بفزع على النقيض من حالتها السابقة، فقد تبادلا الأحوال.
نهض هو الأخر بهدوء، لاحت بسمة سخرية على شفتيه، يرسل لها نظرات التحدي، وضع يديه في جيب بنطاله قائلا: -
أنا من النهاردة بقيت قائد الفريق اللي إنتي هتشتغلي فيه، وده بأمر من بلدك اللي بعتتك..

بعد مرور بضع ساعات..
في مكتب أكمل..
كانت تجلس مقابله وارتشفت رشفة من كوب القهوة الذي قدمه لها مسبقا، وضعته أمامها على الطاولة الصغيرة بهدوء، ثم استدارت له بعد أن أخرجت محرما أبيضا من حقيبتها ومدت يدها به تجاهه..
أخذه منها بهدوء، ثم قال: -.

مش عارف أقولك إيه يا فاطمة، وخاصة بعد ذكرها للجهاز اللي إخترعه مصطفى ومات بسببه، أنا من أول وهلة شفتها ومش عارف سبب إنجذابي ليها، بعد ما لاقيتك بتشاركيني الشك ده حسيت إني مش لوحدي
أنا بردو من أول ما شفتها قلت إنها شبه شيرين الله يرحمها
قاطعها بإعتراض: -
خالص على فكرة مفيش شبه بينهم تماما..
مالت بجسدها لتلتقط كوب القهوة مرة ثانية وهي تقول: -
لا يا أكمل مش شكل الملامح، الطباع، الدماغ، نفس التفكير.

زفرت بحزن، لمعت بعض العبرات بعينيها: -
مرت بمصايب كتير قبل موتها وعمرها ما استسلمت ولا اشتكت، أنا معاك إن الشكل مختلف تماما، بس عادي يعني ساعات كتير الأولاد بيختلفوا عن شكل أهلهم
زفر بنفاذ صبر وحيرة من أمره: -
مش بعيد، بعد اللي شفته منها مش بعيد..

أكتر حاجة كمان أكدت لي شكي إني أما دخلت أوضتها عشان أدور على أي حاجة نعمل منها تحليل ال DNA، الأوضة مترتبة بشكل مش طبيعي كأن إسان آلي هو اللي رتبها وده بردو نفس طبع شيرين، أرجوك يا أكمل إعمل التحليل بسرعة ريح قلبي وقلب إبني..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة