قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل الثاني عشر

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل الثاني عشر

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل الثاني عشر

عدة طرقات على الباب أعقبها أكمل بقوله: -
أدخل..
دلف كلا من أحمد وديالا ويبدو عليها الإنزعاج، أديا التحية ولكن توقف أحمد فجأة فور رؤيته لوالدته تجلس مقابل أكمل، اقترب منها بفزع شديد وهو يتسائل: -
أمي إنتي كويسة؟!، إيه اللي حصل؟!، إيه اللي جابك هنا؟!
أجابته ديالا ساخرة بعد أن سمح لها أكمل بالجلوس، فجلست على أريكة تبعد عن مكتب أكمل بضعة سنتيمترات: -
تلاقيها نسيت تديك السندويتشات..

انفجر كلا من فاطمة وأكمل ضاحكين، نظر لها أحمد بغضب، ثم صاح بها: -.

ما صحيح، اللي إيده في المية مش زي اللي إيده في النار، أمي أول مرة تيجي هنا فأكيد في مصيبة، بس هقول إيه؟!، مانتي بعد اللي عرفته عنك من ملفك مش معروف لك أب من أم عشان تفرق معاكي، ولا زي ما قولتي لي من شوية إن مابتعترفيش بالحب أصلا وإني غلطان أما شكيت إن البنات اللي اتخطفوا كانوا على علاقة حب باللي خطفوهم، بني أدمة معدومة المشاعر صحيح..

اخترقت كلماته القاسية بشدة قلبها المخبأ خلف قضبان أحزانها كسهام لهب..
ضربت فاطمة على وجنتها برفق فزعة من هول ما تلفظ به إبنها، ثم وقفت وهمت أن تعنفه لولا أن نهضت ديالا بأعين تلمع من الغضب واقتربت منه حتى كادت أنفاسها الحارة من كظم غضبها أن تحرق صفحة وجهه، رفعت إصبعها مقابل وجهه قائلة بعتاب حاد وقوي اللهجة: -
أما تعيش اللي أنا عيشته وتفضل بطبيعتك دي إبقى تعالى قارن نفسك بيا.

تحشرج صوتها، اختنقت كلماتها، تابعت بصوت مرتعش يشوبه الحزن: -
يا مرهف المشاعر يا أبو قلب
غادرت المكتب بخطوات سريعة، أغلقت الباب خلفها بعنف شديد انتفض على أثره جسد فاطمة التي سالت عبراتها من حزنها على قسوة ابنها وفطر قلب تلك المسكينة
ضربته بعنف على كتفه حيث كان يقف موليها ظهره يتابع طيفها عقب مغادرتها وهي تقول: -
تصدق بجد إن معندكش دم وأنا معرفتش أربي، ده كلام يتقال، لسانك ده عايز قطعه..

نظر له أكمل بغضب شديد، فطأطأ رأسه للأسفل بخزي، فقد وعي لقسوة ما تلفظ به، هدر به بحدة ورسمية شديدة: -
أتفضل يا حضرة الظابط، صلح اللي هببته، وخد والدتك وروحوا.
هم بالإعتراض، فلم ينتهي من عمله للآن، رفع كفه مشيرا له بالصمت: -
ده أمر، ومن بكرة الصبح تكون هنا قدامي، يااالا أتفضل..

رغم ما يكنه من خزي شديد وندم من هول ما إتهمها به إلا إنه أدى التحية الرسمية، اقترب من والدته حتى يصطحبها للخارج بمد يده حتى تستند عليها كما اعتادا سويا..
نفضت يده بعيدا عنها ورحلت بعد أن ودعت أكمل، قبض على خصلاته بضيق ثم تبعها..
كانت تقف خارج المبنى تستند على سيارته تنتظرهم، تفاجئ من وجودها، فقد حسب أنه لن يعثر عليها وسترحل مغادرة البلاد عائدة لوطنها..

ابتسمت لها فاطمة فور رؤيتها فتعجلت بخطواتها، فبادلتها بأخرى مصطنعة، مما أعطى للأولى بطاقة سماح بأن تضمها لأحضانها، صدمت ديالا من تلك المفاجأة ففتحت عيناها وذراعيها بتعجب، فلم تعتد على أن يوجه أحد لها الإهتمام والحب بدون سبب..
بادلتها العناق بهدوء، أغلقت ذراعيها الممتدتان بجانبها حول فاطمة، بدت كمن لا يعرف أن يقترب من شخص بحب أو كيف يكون العناق..
ابتعدت فاطمة بهدوء، نظرت ل أحمد بضيق وهي تقول: -.

يالا إتفضل ودينا أي مطعم نتغدى عشان معملتش أكل، يااالا..
لم يبعد عينيه عنها بالرغم من تحاشيها النظر إليه، ليس ضعفا ولكن لا ترغب بالخوض بعراك سيفتح عليها جحيم لم ترد أن تحاضره مرة أخرى
استقلوا السيارة ثم انطلقوا، بينما يتابعهم أكمل من الأعلى خلف نافذته الزجاجية، ولم يهدأ ذلك الإعصار الذي إجتاح عقله وقلبه من هوية تلك الفتاة..

في أحد ملاجئ الأيتام.

ملك ذات التاسعة عشر ربيعا تجلس على فراش متهالك عقب يوم شاق من العمل..
فبالرغم من كونها إحدى نزيلات هذا المكان والمزعم من قبل إدارته معاملة هؤلاء الأيتام بالرفق والرحمة، إلا أن تلك الفتاة لم يذق قلبها مذاق السعادة منذ وفاة والديها..
كانت تقايض أعمال النظافة مقابل قطعة خبز وفراش للمبيت ليلا.

عدة طرقات قوية على باب حجرتها المتهالكة فنهضت بفزع متناسية ما يعانيه جسدها من إرهاق وضعف جراء الأعمال التي كلفت بها منذ بكرة الصبح..
فتحت الباب وإذا به مدير الملجأ، شعرت بقشعريرة تسير بجسدها فور رؤيته في تلك الساعة المتأخرة من الليل..

وقفت خلف الباب تحتمي به، أطلت برأسها ووكتفها الأيمن وتقبض على الباب بقوة بكفها وبالأخر تسطحه على الباب للإستعداد لدفعه إذا ما صدقت ظنونها بشأنه، تسائلت بنبرة مرتعشة: -
في حاجة يا بيه؟، والله أنا خلصت كل الشغل اللي طلبته مني!
نظر لها بمكر وهو يصيح بها: -
الأوضة اللي في الجنينة مقربتيش منها، بالرغم إني منبه عليكي تتضفيها عشان جاي لي ضيف مهم الصبح..
حاولت أن تثير شفقته فأجابته: -.

الوقت متأخر أوي يا سعادة الباشا ومش هقدر أعملها دلوقتي، أرجوك سيبني بس للصبح أرتاح ومن النجمة هقوم أنضفها وأخليهالك زي الفل
وضع كفه على الباب يدفعه صائحا بغضب: -
إنتي هتدلعي يا بت إنتي؟!، أنا قلت دلوقتي يعني دلوقتي، يالا حالا، هروح أفتح الأوضة وتجيبي عدة الشغل من جوة وتحصليني
أومأت بقلة حيلة وخيبة، أولاها ظهره مغادرا بعد أن رمقها بغضب مصطنع.

أغلقت الباب من خلفه، استندت بكامل جسدها على الباب، تنظر لأعلى، تتساقط عبراتها بغزارة على جانبي وجنتيها، كتمت شهقاتها بصعوبة بالغة، جل ما يدور بخلدها
متى ستحلو لها الحياة؟!.
ما السبيل إلى السعادة؟!.
لم أنا؟!
ألا يكفيني يتمي؟!.
مسحت وجهها سريعا من شلالات الدموع، ارتدت حجابها وأحكمت ربطه، عدلت من ثيابها ثم خرجت ببطئ بعد أن أغلقت غرفتها خلفها..

سارت حتى وصلت إلى الحديقة الخلفية للمبنى، التي أحرقتها أشعة الشمس طيلة النهار، الغبار يكسو تلك الأشياء القديمة (الخردة)، ظلام دامس يقتله شعاع البدر الذي يضيئ عاليا..
هدوء قاتل مخيف، انتفض جسدها الضئيل إثر سماعها لصوت المفاتيح التي فتحت بها تلك الغرفة..
ابتعد مدير الملجأ للخلف بضع خطوات بعد فتحه للحجرة الخلفية حتى يسمح لها بالمرور..
أصابها السعال الشديد فور دخولها من هول الغبار الذي كاد أن يقتلها..

نظرت إلى حجم الفوضى وتلك الكارثة التي حلت بها بنفاذ صبر وقلة حيلة، زفرت بضيق، قطعت أقدام قليلة لا تذكر بداخل الحجرة حتى تبدأ معاناتها في التنظيف..
لمحته ما زال يقف عند مدخل الحجرة يتفرسها بنظرات خبيثة ماكرة، لا تحمل الخير بين طياتها..
فبلا وعي قبضت على مقدمة ملابسها بخوف، ارتبعت لمجرد التفكير أن ما تشاهده من أقلام عبر التلفاز قد يتحقق يوما ما..

اقترب منها بخطوات مرعبة فتبتعد هي الأخرى خطوات للخلف حتى اصطدمت بطاولة صغيرة خلفها..
فجأة انقض عليها محكما قبضته عليها بيد وبالأخرى كمم فاهها، سريعا أخرج شيئا صغيرا من جيب بنطاله لم تلحظه هي وقبل أن تهم بمقاومته كان قد غرز تلك الحقنة الصغيرة بعنقها تبعتها بصرخة أنين ورعب مكتومة، دقيقة مرت ثم سقطت مغشيا عليها
تابعت بنبرة حزينة، تشعر أن ما تسرده عليها الآن كأنما عاصرته منذ قليل وليس منذ سنوات..

الصورة كانت مشوشة جدا مش قادرة أحدد أنا فين.
فوقت وأنا على سرير صغير، وحواليا ناس شكلها غريب، أوضة صغيرة عاملة زي أوضة في عيادة فقيرة، دكتور ببالطو أبيض كله دم، وحواليه ناس بنفس الشكل كده بيتكلموا لغة غريبة، صوت ضحكهم كان بيرن في وداني..
معرفش فات وقت أد إيه عشان أقدر أطلع صوت أو أتكلم، كنت عاملة زي العروسة اللعبة مش قادرة أتحكم في أعضائي زي اللي اتشل بالظبط..

لحد ما طلعت صوت إستغاثتي وعياطي، كنت بترجاهم يفهموني أنا فين ولا دول عايزين مني إيه..
كانت تقبض على عبراتها بصعوبة بالغة فقد فازت تلك المسكينة بشفقتها واستطاعت أن تجعلها تحزن لأجلها..
قالت سمر بصعوبة: -
ووصلتي هنا إزاي؟!، إزاي بقيتي أقرب واحدة لقلب الباشا؟!
تململت في فراشها بألم حيث أن حالتها الصحية في تدهور مستمر، نهضت سمر سريعا وساعدتها على تعديل وضع وسادتها، فابتسمت (سو) أو (ملك) شاكرة وهي تقول: -.

القدر، بعد ما قعدت أصوت وأترجاهم يسيبوني لاقيته داخل علينا وهو غضبان وبيزعق، طبعا أنا مكنتش فاهمة حاجة من كلامه، لكن لاقيت عينه اتعلقت عليا وسكت، صراحة رغم الرعب اللي كان بيقطع قلبي وقاطع نفسي هدي للحظات، قرب مني وكأنه بيشبه على حد، التساؤلات دي كانت باينة في عينه جدا، بطلت عياط، نفسي بدأ ينتظم لكن قلبي مازال بينبض بطريقة بتوجع كل حتة فيا. ، شاور لهم بعينه إنه يفكوني وبالفعل..

أخدني جناحه الخاص وجاب لي كيم ساعدتني أن أغير هدومي وجابت لي أكل وبعد كده دخل قعد معايا وبدأ يكلمني بهدوء..
كانت تنصت لها بإهتمام شديد، فكأنما تسرد ما مرت به بالأيام السابقة.
تابعت سو بضعف شديد: -
مكنتش فاهمة بس شايفة في عينيه حنية رهيبة خلتني أطمن شوية، لحد ما خرج وغاب عني ورجع هو وشاب، واحد تحسيه شيطان متجسد في هيئة بني آدم..

طول وعرض عضلات، نظرة عين وملامح ترعب، قرب من الباشا وقعد جنبي على السرير بس مقدرتش أبعد عيني عن الشاب ده
كان جاك؟!
تسائلت سمر بهدوء وهي تجلب كوب الماء إلى سو بعد أن لاحظت محاولاتها لتبلل شفتيها بلسانها، ارتشفت سو القليل من الماء ثم أراحت رأسها مرة أخرى على الوسادة وهي تقول بضعف وابتسامة ساخرة: -
أكبر شيطان ممكن تقابليه في حياتك، معندوش رحمة ولا قلب وخاصة بعد ما صوفيا ماتت..

فضل معايا وطبعا كان بيتكلم عربي كويس جدا، هو اللي غير اسمي من ملك ل سو، عشان ملك مش لايق عالشغل، علمني حاجات كتير تخص الباشا وخاصة اللغة، هو اللي علمهاني..
فضلت فترة أتعلم، عيشة قاتلة، بشوف قدامي بنات بتتباع زي البضاعة ويمكن أرخص، دولارات بتدفع بالألاف عشان يشتروهم، كأننا رجعنا لعصر الجواري، مزاد واللي يدفع أكتر يشيل..
سعلت بقوة إثر ضحكاتها الساخرة وهي تقول بأنفاس متقطعة: -.

بس جاك صراحة عنده ميزة حلوة أوي، ترجع البنت اللي كانت معاك وخد بدالها واحدة جديدة..
واحدة جديدة؟!
صاحت سمر بصدمة فأومات سو بهدوء، وتابعت: -
أيوة، واحدة جديدة مفيهاش غلطة والقديمة لو رجعت ونفع تشتغل تاني وتتباع كان بها، منفعش بيبعوها أعضاء..
نهضت غاضبة، تحتل ملامحها صدمة قوية تكاد تفتك بعقلها من هول ما تسمع: -
أنا ليه حاسة إنك بتكلميني عن تجارة فراخ، مش بني آدمين..
عالأقل الفراخ ليها سعر، إحنا لا..

عاودت طرح الاسئلة: -
عمرك ما حاولتي تهربي يا سو؟!
في جروح في جسمي بقالها سنين من عقاب جاك ليا أما حاولت أهرب، مكنتش بيأس، اللي كان مهون عليا إن أنا كنت للباشا وبس، بس عايزة من الأخر متحاوليش تهربي، مفيش مفر من المبنى ده، اللي بيدخل مابيخرجش إلا بأمر جاك..

تسلل اليأس إلى قلبها وبقوة، فماذا عساها تفعل، وجدت جدارا قويا عازلا بينها وبين محاولة هربها، منعت نفسها من الانهيار المحتم لقلبها، فتسائلت بضعف شديد: -
طب أعمل إيه؟! قولي لي أعمل إيه؟!
سو بهدوء بغير محله عكس ما نوت قوله: -
تنجحي في إمتحان جاك..
نظرت لها سمر ببلاهة وتعجب يشير إلى عدم استيعابها، فتابعت سو: -
تقتليني.

أما في الخارج: -
حيث الصالة الكبيرة التي يسود الصمت فيها الآن، على النقيض من حالتها حي يعم المساء، فتصبح صاخبة بالموسيقى، لا يكاد يمر الهواء من هول الحشد داخلها، تعلو الضحكات المبتذلة، وكأنه عالم داخل العالم..
يتوسط الأريكة بكبرياء، تختفي عيني الذئب خاصته خلف قبعته المائلة على جبهته، سيجاره الفاخر الذي لا يفارق أصابعه وتعلوه غيمة من دخانها الكثيف.

يجلس بجانبه رجل نما الشيب برأسه، لم تختلف هيئته كثيرا عن جاك، ولكن فقط بالمظهر الخارجي.
يقف من خلفه رجلان حراسة ويكأنهما حائط كبير، أحدهما يولي جاك وجهه، والآخر يوليه ظهره، فكلاهما لا يثق بالأخر.
وضع الرجل سلاحا صغيرا على الطاولة الخشبية مقابل جاك، قائلا: -
( ده مسدس سيغ ساور بي، سلاح مش بيستخدمه غير القوات الخاصة، عندي مني كمية كبيرة وجايين لي بصعوبة ).

التقط جاك السلاح متفحصا إياه بتركيز، أردف بهدوء شديد: -
( إنت متأكد إن السلاح ده سيغ ساور بي؟! )
أومأ بكل ثقة مجيبا: -
( شركائي اللي جابوا لي الشحنة هم اللي بلغوني إنه هو، وبعدين أنا مرضتش أبيعه ل فرنارد وجيت لك إنت، رغم إنه مش مجالك بس إنت اللي هتقدره، )
قاطعه إبتسامة جاك الساخرة عقب ما ألقى المسدس بإهمال على الطاولة مرة أخرى، مما أثار حنق الأول.
عاد لوضعية جلوسه السابقة ثم قال: -.

( طيب اللي جاب لك الشحنة دي ضحك عليك، المسدس ده اسمه سميث أند ويسون، وهو مختلف كل الإختلاف عن سيغ ساور، واضح كده إن اللي باع لك متفق مع اللي هيشتري منك عشان يقللوا سعر الشحنة دي. )..
استشاط غضبا من حديث جاك، حيث أن شركائه تعاملوا معه بخزي.
التقط المسدس مرة أخرى، سحب صمام الأمان، وجهه نحوه مستعدا لإطلاق الرصاص.
( جاك إنت بتعمل إيه؟! ).

فزع حراسته فأشهروا أسلحتهم نحو رأس جاك مباشرة، نظر لهم بسخرية، نهض عن مقعده بكبرياء..
( لولا إنك في مكاني كنت إتصرفت مع رجالتك بشكل هيزعلك أوي، أنا هاخد الشحنة كلها رغم إنه مش شغلي، بس أنا هاخدها كلها والسعر مش هرجع فيه ).
نهض الآخر بسعادة غامرة متناسيا حراسته الذين مازالوا يصوبون أسلحتهم نحو جاك، وبحركة مباغتة ضرب جاك أحد الرجال بقوة على عنقه فسقط صريعا بالحال..

انتشرت سريعا الدماء أسفل رأس فرد الحراسة، عبر جاك بهدوء أعلى جثته الهامدة وبيده سكين صغير بين أصابعه تتساقط منه قطرات الدماء بجانب خطواته..
صاح بقوة ل ريتشارد حيث كان قد ابتعد عنهم بعدة أقدام: -
( ريتشاااارد، نزل مع الرجالة البضاعة، وإنت عارف هتعمل إيه؟! )..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة