قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل الثالث والعشرون والأخير

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل الثالث والعشرون والأخير

رواية العميلة دي للكاتبة إسراء أحمد الفصل الثالث والعشرون والأخير

يجلس بقلق أمام ( البوص ) يقبض على هاتفه، يكرر إتصاله مرارا وتكرارا بلا إجابة، أردف بتساؤل: -
( مستر ماكس أنا إتصلت بجاك كتير مفيش رد، تفتكر نروح له؟! )..
لم يجد إجابة منه هو الأخر فقد كان شاردا بعالم أخر، تفوه بإسمه عدة مرات حتى صاح ماكس بغضب: -
( في إيه ديفيد؟!، إيه الزن اللي إنت فيه ده؟!، مش شايفيني بفكر في حاجة! )..
جز على أسنانه بضيق مجيبا: -.

( في حاجة مهمة يا فندم، جاك مابيردش علينا وشحنة الكوكايين معاه والناس بتطالب بيها إيه العمل؟! )..
أجابه ماكس بهدوء يعتريه الشرود: -
( في حاجة أهم ديفيد إنت بس اللي نايم على ودنك، من كام يوم جالي خوسيه مساعد جاك ما إنت عارفه، قابلني ووراني صورة على موبايله عارف صاحبة الصورة مين؟! )
أومأ برأسه يعقد ما بين حاجبيه متسائلا، فتابع الأول: -
( ديالا ).

كاد أن يسقط عن مقعده عقب ما وصل إلى مسامعه، حاول التحدث لكن جف حلقه يحول بينه وبين الحديث: -
( ديالا قريبة من خوسيه ومعنى كده قريبة من جاك، هل بقى هي قريبة لدرجة الأذى ولا إيه؟!، وبحاول أوصل لخوسيه من بعدها مش عارف، عرفت بقى أنا دماغي مشغولة ب إيه؟! )..
أجابه بتوتر جلي: -
( طب حضرتك ناوي تعمل إيه؟! )..
مرت بضع لحظات قبل أن يجيبه بشرود: -.

( جاك عامل حفلة صغيرة النهاردة هيكون فيها العملاء بتوعنا كلهم عشان هنسلم فيها شحنة البنات الجديدة والكوكايين ساعتها أنا هتكلم معاه وأحذره، وأعرف من خوسيه شاف ديالا فين )..
كان يشعر بالخوف حيال حبيبته التي أخفى عنها حقيقتها حتى تنعم ببعض الأمان تلقي أعباء فقدان ذاكرتها خلفها ولكن يبدو أن المصائب تركض خلفها ركضا.

إسمعي يا ديالا إحنا جات لنا خبرية إن هيكون التجمع كله النهاردة إنتي لازم تبعتي لي مكانك دلوقتي بالجهاز اللي معاكي وتتخلصي منه..
أحمد إنت متأكد إن الوقت مناسب للهجوم؟!
أجابها برسمية حادة: -
في إيه يا ديالا؟!، إنتي مترددة ولا خايفة؟!
تقطع الحجرة ذهابا وإيابا بتيه، تضرب كفيها بتوتر مجيبة: -
أحمد بس إفهم، جاك كتير متغير حاسة إنه ممكن يتغير، ممكن لو إدينا له فرصة
قاطعها بغضب: -.

إدينا مين فرصة؟!، إنتي مدركة إنتي بتقولي إيه؟!، فرصة لمين لزعيم أكبر مافيا، قتل وخطف ونهب بدم بارد، إنتي نفسك عيشتي معاه بنفس المكان وكام مرة إستسلمتي وقلتي مش هقدر أواجه شره؟!
شكلك إتعلقتي بيه؟!
كان ينتظر الجواب على أحر من الجمر، كان يريد بعض الكلمات القليلة التي تنهي حرب مشاعره وترفع الراية البيضاء تعلن السلام بحبها..

مرت لحظات قليلة مرت عليه كدهر، كان لعقله أثناءها إعصارا يعصف بأفكاره.
أحمد إفهمني، جاك بردو إتظلم في حياته كتير وبردو من حقه فرصة تانية، ده قصدي إنت دماغك ودتك لفين؟!
تنهد بنفاذ صبر مجيبا: -
تمام، إحنا هنديله فرصة تانية..
إنفرجت أساريرها لقدرته على إستيعاب مبتغاها، همت أن تجيبه ولكن كلماته الحادة بدلت حالها للنقيض.
هنديله فرصة بس أما يسدد ديونه وناخد حق كل حد ظلمه..

عاود الصمت يخيم عليهما فتابع برسمية: -
إسمعي مش وقت الكلام ده، في حاجات أما تعرفيها كل حاجة بتتغير، أنا وصلتني الإشارة بمكانكم، لازم تعرفيني تفاصيل أكتر عن المكان عشان تسهلي تحركاتنا.
أجابت بنبرة يكسوها الإختناق: -
مفيش حراسة خالص ومجمع كل البنات في أوضة في البدروم تحت ما عدا سمر لسه في أوضتها.
تابع بهدوء: -.

هتعملي معاها اللي قولتلك عليه، المهم أنا عايز العميلة ديالا هي اللي تشتغل، وأنا اللي بقولك شغل المشاعر ده لازم نركنه على جنب عشان النهاردة يوم محتاج طاقتك وتركيزك، إنتي معايا؟!.
معاك يافندم، علم وينفذ.

بعد مرور بضع ساعات كانت تقف أمام خزانتها تعبث بها بشرود، تحركت بفزع حينما حاوط خصرها بذراعيه يستند برأسه أعلى كتفها: -
حبيبي ماله؟!، حاسك مش مظبوطة؟!.
حاولت الإبتعاد لكنه شدد من إحتضانها بينما يديرها لتواجهه، بذلت قصارى جهدها حتى لا تتقابل أعينهما فلم يكن بإستطاعتها الصمود أما تدليله لها المستمر..
نجحت بالتملص من بين يديه المحاصرتين لتجلس على الفراش بتوتر قائلة: -.

هو كان ليها لازمة الحفلة اللي إنت عاملها دي؟!، أنا حاسة إني مش مستعدة أكون جزء كبير منكم كده..
جاورها جالسا، قبض على كفيها مقبلا إياه، لامس وجنتها يجبرها على مقابلته ليهمس بهدوء: -.

إنتي ناسية إنتي عملتي إيه في أخر عملية، إنتي أخدتي الفلوس والكوكايين وقتلتي البوص بتاعهم، ده إنجاز كبير لمبتدئة زيك، أنا شايف إن دي اللحظة المناسبة ومش محتاج تأخير، ده غير إني محضرلك مفاجأة هتعجبك أوي، وبعد الحفلة دي إعملي حسابك هنتعشى سوا عشان في كلام كتير لسه هنقوله.
ابتسمت بهدوء مجيبة: -
إيه بقى المفاجأة دي؟!
نهض مبتعدا، التقط شيئا من أعلى الفراش ليظهر لها ثيابا بينما يقول: -.

الفستان ده عزيز عليا جدا، أول فستان جبته ل صوفيا ومحدش غيره يستحق يلبسه..
هديكي نص ساعة تكوني جاهزة كلهم تحت مستنينا..
وضعه بين يديها يقبل وجنتها بحب قائلا: -
متتأخريش عليا..
تابعت طيفه بهدوء بينما علقت غصة بحلقها تحول بين مرور الهواء لرئتيها، حررت عبرة بين جفنيها جففتها سريعا، نهضت لترتدي ثيابها ترجو الله بداخلها أن يلهمها القوة لما هو آتي..

تضع لمساتها الأخيرة، تبدو مثل الأميرات بردائها وخصلاتها المنسدلة خلف ظهرها، نظرت لهيئتها الأخيرة برضا، فتحت أحد الأدراج تبحث عن سلاحها، بحثت بهيئتها على مكان لتخبئه بينها فلم تجد، مرت بضع دقائق أخرى حتى وجدت حقيبة صغيرة بلون ردائها لتضعه داخلها، قاطعه صوته: -
ديالا جاهزة؟!
أنا خايفة أوي يا أحمد وكأني أول مرة أقوم بعملية.
أجابها بهدوء عبر سماعة أذنها: -.

متخافيش يا ( دي ) أنا معاكي..
قبض على كفها بهدوء مما جعلها تنتفض فزعا، يقف أمامها بهيبته التي إعتادتها دوما، يرتدي زيه الرسمي ويضع قناعا يخفي ملامحه عنها ولكنها علمت هويته من عينيه البارزة من فتحات قناعه الصغيرة، لم تمهل عقلها بعض الوقت لكي ترتمي بأحضانه تسترق بعض الأمان بوجوده جانبها..
شدد من إحتضانها يربت على ظهرها، ابتعدت عنه تقبض على كلتا يديه متسائلة: -
إنت دخلت هنا إزاي وإمتي؟!.

مش قلت لك متخافيش أنا معاكي، وبعدين أنا مش لوحدي هنا أنا معايا قوة كبيرة ولا كأننا داخلين نحتل بلد..
لاحت إبتسامة هادئة على وجهها، قاطع هدوئها: -
بس إيه الفستان الحلو ده؟!، أنا بغير على فكرة..
نخرج بس من هنا ومش هخليك تغير خالص..
قبض على كفها يقبله قائلا: -
عملتي إيه في الجهاز؟! وعرفتي سمر اللي مطلوب منها؟!
أومأت برأسها بهدوء تجيبه: -
الجهاز أنا خبيته بعد ما خربته، أما سمر زمانها بتنفذ..

يالا دورك إنتي بقى، عايزك تبهريني..
ابتسمت بمرح مؤدية التحية العسكرية، همت بالرحيل، جاورت أذنيه هامسة: -
أخرج لي منها عايش كفاية إصابات..
تابعها حتى برحت الحجرة بأكملها، بضع لحظات حتى لحق بها محاولا الإختباء..

على الجانب الأخر.

تسللت خارج حجرتها تحمل سلاحها التي أعطته لها ( ديالا ) قبل يوم، سارت بهدوء تتلفت حولها حتى وصلت مبتغاها، حجرة حراس جاك الذين أمرهم بعدم الخروج من الحجرة مطلقا حتى يأمرهم بعكس ذلك..

أخرجت قفلا قويا من جيب بنطالها الأسود، أحكمت إغلاق الحجرة عليهم واحتجزتهم داخلها، لم ينتبه أحد لها، عاودت التسلل حيث حجرة الفتيات فتحتها لتجدهم يجلسون سويا بخوف بأحد أركانها ظنا منهم أن القادم هو أحد الحراس، تسربت الطمأنينة إلى قلوبهم ما أن رأوها، أحكمت إغلاق الحجرة خلفها ثم جلست بجانب الباب إستعدادا لأي طارئ قائلة: -
متخافوش، ده الوقت اللي هنخرج فيه من هنا أخيرا..

ظلام يحيط بهم إلا شعاع خافت ليظهر ملامح المكان، يبدو كمسرح كبير، تصطف المقاعد المكسوة باللون الأحمر جنبا إلى جنب، يجلس كلا من ماكس وديفيد بإنتظار جاك.
ما هي إلا بضع لحظات حتى صعد أعلى المسرح، يقف أمامهم بملامح مبهمة، أردف بهدوء: -.

(بما إن كل شركائي مجتمعين والبوص ( ماكس ) حابب أنتهز الفرصة وأقول كلمتين مهمين هيقلبوا مجال شغلنا رأسا على عقب، من سنين كتيرة وقف الباشا نفس مكاني هنا وكانت جنبه (صوفيا ) وهو بيقدمها ليكم على إنها مساعده الأمين اللي ناوي يخليها تمسك كل الشغل من بعده، أنا كنت موجود بس كنت وراهم دايما، يمكن مكنتش قادر أدخل العالم ده لأني كنت مكتفي بوجود صوفيا في حياتي وبحيا بس على أمل إني أخدها بره العالم ده ونعمل حياة طبيعية هادية..

لكن القدر كان أقوى مني وأخدها، وكلكم كنتوا عارفين حالتي ساعتها ووقعت وماقومتش غير وأنا مالك العالم ده كله، وبردو عايش مستني اللحظة اللي هتجمعني بصوفيا وأفارق الدينا وأكون جنبها مهما كان التمن )..
بدأ همهمات الجميع ترتفع وعلامات التعجب تعلو وجه كلا من ماكس وديفيد، قاطع تعجبهم حينما تابع بقوله: -
( دلوقتي أنا القدر قرر يجمعني بيها تاني، يمكن دي فرصة بيدهالي القدر عشان أكون شخص تاني )..

أخرج من جيب بنطاله ورقة صغيرة، رفعها أمامهم عاليا متابعا: -
( الورقة دي هي فرصتي التانية وحياتي الجديدة، أحب أقدم لكم شكل حياتي القادمة )..
سار مبتعدا للخلف يقبض على يديها يساعدها على صعود الدرجات القليلة، سطعت الأضواء حتى كادت أن تصيبهم بالعمى، وقف إلى جانبها أمامهم قائلا: -.

الورقة اللي معايا دي إثبات إن اللي واقفة قدامكم دي بتكون صوفيا، من أول ما دخلت المكان وتصرفاتها بتقول إنها مش شخص عادي، الشك جوايا كان بيكبر يوم بعد يوم لحد ما قدرت أعملها تحليل عشان أثبت شكي، وثبته وريم هي صوفيا )..
وقف يقابلها يقبض على كلتا يديها قائلا: -
( أنا النهاردة سعادة الدنيا مش مكفياني، محتاج الكون كله يساع حب قلبي اللي رجعت لي من تاني )..

أصابها الدوار فجأة، شعرت وكأن الأرض تتراقص أسفل قدمها، وجدت يديه تحاوطها، حملها بين ذراعيه، هم بالرحيل ولكن إعترض طريقهم يشهر سلاحه بوجههم، اتسعت عيناه بقلق ليزيد من خوفه بقوله: -
( إنت عارف مين اللي بين إيديك دي جاك؟)..
أجابه بتوتر: -
( دي صوفيا ماكس، حبيبتي رجعت لي )..
أجابه ماكس بحدة: -.

( إنت شايل العميلة ديالا، إنت أكيد مجنون، إنت جريت ورا إثبات إنها صوفيا لكن مفكرتش تعرف أي معلومات عن ماضيها )..
كادت أن تسقط من بين ذراعيه من هول صدمته، ركض ديفيد ليحول نية ماكس في التخلص منها..
جلس على الأرض وضعها بجانبه، بينما شعر كمن سلبت منه الحياة مرة أخرى لا يعبء بأي شيء قد يحدث، ضرب على وجنتها بخفة يردد: -.

إصحي صوفيا، فوقي وقولي لهم إنك حبيبتي ودنيتي، فوقي صوفيا قولي لهم إنك مش ديالا..
تمكنت من إستعادة وعيها بعدما استمعت إلى الحديث بينهم، شعرت بإضطراب داخلها، كيف هي صوفيا؟!، تساؤلات دارت داخلها تريد لها أجوبة.
نهضت مبتعدة عنه يداهمها الدوار مرة تلو الأخرى: -
( أنا إزاي صوفيا؟! إنت أكيد بتكذب )..
أشاحت بعينيها تجاه ديفيد، صرخت بينما سالت عبراتها بقوة على وجنتيها ويرتجف جسدها بأكمله: -.

( قولي ديفيد إنت قلت إني ديالا، وقلت إن أنا اللي قتلت صوفيا )..
بلل شفتيه بقلق، حاول أن يبتعد بعينيه عن نظراتهم المحاصرة، اقتربت منه قبضت على عنقه بقوة تبعث إليه غياهب الظلمات التي حاضرتها طوال الخمس أعوام الماضية، همست بغضب: -
( إنطق قولي أنا مين؟! )..
دفعته بقوة سقط على إثرها يجاور جاك، أجابها بخوف مطأطأ الرأس: -.

( جاك عنده حق إنتي صوفيا، من خمس سنين أما كان عندنا عملية وعرفنا إن في خاين بلغ عننا، عرفنا كمان إن إنتي ك صوفيا مستهدفة حاولت أنقذك معرفتش، السفينة إنفجرت ووقعتي في المية بعد ما النار مسكت فيكي، قدروا رجالتي ينقذوكي بعد ما كنتي إتصابتي بحروق كتيرة، قعدنا نعالج فيكي وعملية تجميل ورا التانية لحد ما بقيتي بالصورة اللي إنتي فيها )..
سقطت أرضا تبكي بقوة تردد: -.

( كان قصدك إيه؟!، عملت كده ليه؟! )..
( كنت عايز أدربك وأخليكي العميلة ديالا عشان أستخدمك نقضي على الباشا وجاك ويكون الشغل كله ليا )..
شهقاتها تكاد تصم أذانهم، تضع أناملها المرتجفة على شفتيها تمنع ضعف بكاءها من السيطرة عليها ولكن هيهات، حاضرت عالم مليء بالأكاذيب، التيه، غياب القلب والعقل، مر قلبها بالكثير ولم تعد تحتمل..

( إنتوا كلكم استغلتوني عشان مصالحكم الخاصة، الباشا وجاك حطوني قدام حياة وعالم الشيطان، خلوني مجرمة..
وإنت ديفيد عملت مني ديالا عشان توقع الباشا وجاك بردو عشان مصالحك، تعيشني خمس سنين إني بشتغل في الشرطة وبدافع عن المظلومين وأنا كنت ده كنت بشتغل لحسابك إنت، إنتوا بأي حق تعملوا فيا كده؟!، بأي حق )..

لحظات وقد حاوطت قوة الشرطة جميع الحاضرين دون أن يشعر بهم أحد، صعد أحمد على المسرح خلفهم، أتاهم صوته الذي صدح أركان المكان: -
( إنتي مش بس ديالا و صوفيا، إنتي في الأصل ريم )..
أشاح ماكس سلاحه صوب أحمد بعدما لم يحركه إنشا عن ديالا، أصبحت الأجواء يملؤها الغضب والتيه والعديد من التساؤلات.
سارت حيث أحمد وضعت كلتا كفيها على ذراعيه، نهرته بغضب: -.

( إنت كمان جاي تكمل عليا؟!، إنتوا مش عملتوا التحليل ومطلعتش هي؟!، رد عليا، أحمد إنت مش هتكذب عليا، قولي أنا مين، أرجوك طلعني من التوهان اللي أنا فيه وقولي أنا مين )..
( التحليل طلع إيجابي، إنتي اتخطفتي وإنتي صغيرة قدام عيني، وأما كبرت وبقيت ظابط وكان كل هدفي ألاقيكي، ومقدرتش أوصل لأي خيط بعد خطفك..

بس دلوقتي كل الخيوط إتجمعت، إنتي الباشا خطفك وقدر يوصل للجهاز اللي اخترعه والدك الله يرحمه بعد خطفك بشهور ومن ساعتها منعرفش عنك حاجة ولا قدرنا نوصل لحاجة لحد ما جيتي مصر بس وإنتي العميلة ديالا )..
وأخيرا إنفرجت شفتاه بالحديث بعدما كان يرقد أرضا جاهشا بالبكاء كمن سلبت منه روحه ويصارع لأجل البقاء: -.

( كلامه مظبوط، إنتي أما والدي خطفك وكان هيتخلص منك بمجرد ما يوصل للجهاز كانت والدتي إتعلقت بيكي وكانت مهتمة بيكي، قدرت إنها تقنع الباشا إنه مايقتلكيش وقد كان، كبرتي وبقيتي صوفيا )..
كان حديثهم بمثابة سهام تخترق قلبها الجريح، ومضات للذاكرة تعرض أمام عينيها كونها ريم، صوفيا ثم ديالا، تعصف بها كدوامات البحر التي تسلب روحها وتسرق كونها بشر يملك قلبا لا يرجو غير الأمان..

أطلقت صرخة تلو الأخرى، أجبرها جسدها على التحرك، انتزعت سلاح أحمد بقوة وأصبحت تطلق الأعيرة النارية بدون وجهة أو هدف.
أصابت أعيرتها ذراع ماكس سقط على إثرها سلاحه من يده والأخر استقر بقلب ديفيد، حاوطها بذراعيه بقوة ليهدئها ولكن لأول مرة يشعر بضعف قوته أمامها، لم يكن عقلها من يحركها بل عذاب سنوات طوال..

بضع دقائق أخرى حتى استقرت أنفاسها ولكن إعصار قلبها الدامي لم ولن يهدأ، نهضت حيث جاك وضعت فوهة سلاحها على مقدمة رأسه بينما ينظر لها: -
( إقتليني صوفيا، أنا عشت معاكي ومت في بعدك، وبعد اللي عرفته لو الموت هيكون على إيدك إنتي أنا مستعد أموت ألف مرة )..
أغمضت عينيها تدفع عبراتها المتجمعة خارجا ودفعت أيضا طلقة تستقر برأسه..

حاول ماكس إستغلال عدم إنتباههم للهروب ولكن لحق به أحمد مصيبا إياه بطلقة نارية أخرى في ساقه حالت بين هروبه، تجمع حوله بعض أفراد الشرطة، وضعوا الأساور الحديدية حول رسغيه دافعين إياه نحو الخارج..
نجحت قوات الشرطة في القبض على شركاء جاك وحراسه المحتجزين داخل أحد الحجرات، تم تحرير الفتيات أخيرا تكاد قلوبهن تنشق فرحا حيث طريقهم نحو الحرية..

خلا المكان من حولهم، يعم الهدوء، تتجمع الدماء أسفل قدمها، تجلس بجانب جثتي جاك وديفيد.
رقد أحمد بجانبها ينزع قناع وجهه بحزن قائلا: -
مكنتش متخيل إن العملية دي هتخلص بالسهولة دي..
رفعت رأسها عن ركبتيها بعدما كانت تدفنها بين ذراعيها، تلون وجهها بمساحيق التجميل التي انسابت على وجنتها، نظرت له قائلة ببكاء: -
العملية خلصت، بس أنا دخلت بأكبر كابوس في حياتي.
نهض بهدوء مد يده نحوها: -.

يمكن إنتي عشتي كابوس كبير ويمكن ماتقدريش تفوقي منه دلوقتي، بس أنا مش هسيبك لحد ما توصلي للطريق..
نظرت ليده الممتدة نحوها، جففت عبراتها لتضع يدها بيده ويساعدها على النهوض، حاوطها بذراعه الأخرى ليسيرا نحو الخارج..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة